روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل الثاني 2 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل الثاني 2 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء الثاني

رواية خطاياها بيننا البارت الثاني

رواية خطاياها بيننا الحلقة الثانية

الحقـــــونى…. عايزة تولع فيا….الحقــــــنى يا جابر عايزة تحرقنى زى ما امها كانت عايزة تحرق امى…الحقونى يا ناس هتموتنى……
كانت تصرخ بتلك الكلمات بأعلى صوت لديها وهى تتقدم نحو غزل و ابتسامة شامتة تتسع بها شفتيها فقد كانت تعلم جيداً ان شقيقها سيقوم بطردها ما ان يأتى الى هنا ويرى انها تحاول حرقها بالفعل كما فعلت والدتها بوالدتهم..
اخذت تتقدم و لم تنتبه الى نيران المقود المشتعل الذى كانت غزل تقف بجانبه تصنع طعامها لذا و ما ان اصبحت بجانبه امسكت النيران بملابسها التى كانت مشبعة بسائل البنزين القابل للاشتعال مما جعلها تصرخ بهستيرية و النيران اخذت تلتهم جسدها…

 

 

اخذت غزل تصرخ هى الاخرى صراخات هستيرية مرتعبة و هى فى حالة من الرعب والصدمة وعقلها لا يستوعب ما حدث بالفعل بينما تتراجع الى الخلف فى خوف وهى تشاهد النيران تلتهم جسد بسمة…
فى اقل من ثوانى اقتحم جابر الغرفة و كامل من بالمنزل الذين اجتمعوا على صراخ كلاً من بسمة و غزل لكن تجمدوا فى امكانهم و قد صعقوا من رؤيتهم لحالة بسمة..
بينما اسرع جابر الذى تصرف سريعاً و اختطف عبوة اطفاء الحرائق و قام باستعمالها على النيران التى كانت تلتهم شقيقته لتخمد على الفور وتنطفئ…
انهارت غزل على ارضية المطبخ تدفن وجهها بين ساقيها بينما تحيط ذراعيها جسدها الذى كان ينتفض بقوة من شدة الصدنة والخوف اغلقت عينيها بقوة و هى تحاول دفع بعيداً مشهد النيران التى كانت تلتهم جسد بسمة دفنت رأسها اكثر بين ساقيها محاولة حجب صوت الصراخ الغاضب لجابر الذى كان يحمل جسد شقيقته المتضرر و يركض مسرعاً الى الخارج بها نحو المشفى وصراخ وعويل لبيبة الذى ملئ المكان كانت غزل تنكمش على نفسها اكثر راغبة بان تختفى او ان تموت بهذة اللحظة…
بعد مرور عدة ساعات…
كانت غزل مرتمية فوق فراشها تبكى فقد علمت من احدى العاملين بالمنزل بان بسمة قد تعرضت لحروق خطيرة من الدرجة الثالثة ادت الى تشوه اكثر من نصف جسدها و جزء من وجهها
دفنت وجهها بوسادتها و هى تطلق نشيج ممزق بينما كامل جسدها كان يرتجف من شدة شهقات بكائها فهى لا تعلم لما فعلت بسمة ذلك فقد كانت ترغب بحيلتها تلك ان تؤذيها و تطردها من المنزل لكن بالنهاية هى من تأذت و دمرت….
انتفضت جالسة فور ان انفتح باب غرفتها بقوة جعلته يرتطم بالحائط نهضت مغمغمة بلهفة فور رؤيتها لجابر يدلف الى داخل غرفتها
=جابر… طمنى بسمة عــ….
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف متخذة عدة خطوات الي الخلف عندما رأت جابر يتقدم نحوها بوجه متجهم و عينين تتقافز شرارت الغضب منها
شعرت برجفة من الخوف
تسرى بسائر جسدها… خوف لأول مرة تشعر به فى حضور جابر الذى كان يطمئنها وجوده دائماً
همست بتردد و ذعر و هى تراقبه باعين متسعة من الخوف
=فى اية يا جابر… مالك….؟!
و لكن و قبل ان تنهى جملتها دويت صفعة على خدها اطاحت برأسها من مكانه مما جعلها تسقط بقسوة ارضاً و هى تصرخ متألمة منفجرة فى بكاء مرير.
حاولت ان تلملم شتاتها وتنهض ببطئ لكنه لم يدع لها الفرصة حيث انهال عليها بصفعة اخرى جعلت رأسها يرتطم بالارض بقسوة مما جعلها تصرخ متألمة بينما الدماء تسيل من جانب فمها وانفها..
انحنت حول نفسها دافنة راسها بين ذراعيها بحماية و كامل جسدها يرتجف رعباً عند سماعه يصرخ بها و هو يعاود ضربها بشراسة بضربات متفرقة بانحاء جسدها

 

 

=حرقتيها…. ليه… حرقتيها ليه… نفذتى خلاص تهديدك وندمتيها العمر كله… عرفتيها بنت ازهار قادرة تعمل ايه زى ما هددتيها؟!
ليكمل وهو ينهال عليها ضرباً بقدمه يضربها ضربات متفرقة بانحاء جسدها غير ابهاً بصراختها المدوية الباكية المتألمة…فقد كان اشبه بالمجنون المغيب
=اللي امك معرفتش تعمله فى امى… انتى قدرتى تعمليه في اختى…..وانا السبب…انا السبب اللى ساعدتك في ده
صرخت غزل باكية وهى لازالت تحاول حماية جسدها من ضرباته
=والله ما عملت حاجة… هى اللى عملت كده والله العظيم ما لمستها ولا قربت حتى منها…..
قاطعها مزمجراً بوحشية وهو يقبض على شعرها بعنف حتى كاد ان يقتلعه من جذوره لا يعير لصراخها المتألم
=هى اللى عملت فى نفسها ايه يا بنت الكلـ.ب يا زبالة هى اللى حرقت نفسها… ليه مجنونة…
هزت رأسها بينما تطلق صرخة مدوية عندما جذب شعرها بقسوة
=والله ما عملت فيها حاجة… هى اللى دخلت و رمت على نفسها البنزين و قالتلى انها هتخاليك تطردنى من البيت و اول ما قربت من البوتجاز النار مسكت فيها…..
انهت جملتها و الامل بداخل يتصاعد عندما رأت الغضب الذى بعينيه قد هدئ قليلاً بينما يده الممسكة بشعرها قد خفت قبضته لكن انطفئ املها هذا عندما سمعت لبيبة تهتف بقسوة من خلفه و هى تتقدم لداخل الغرفة
=اوعى تصدقها يا جابر دى كدابة… فوزية شافتها بعينيها و هى بتولع عود الكبريت و بترميها على اختك الغلبانة
اتجهت عينين جابر نحو فوزية المرأة التى كانت تعمل بهذا المنزل و التى يعدها يحترمها جابر كثيراً ويعدها كوالدته فقد معروف عنها الصدق والامانة و كان معروف عنها حبها الشديد لغزل سألها بصوت مرتجف و هو يدعى فى قلبه بان تنفى سؤاله هذا
=شوفتيها ولا لاء يا فوزية…؟؟
هزت فوزية التى كانت تقف خلف لبيبة رأسها قائلة بصوت مرتجف بعض الشئ
=حصل يا بنى غزل هى اللى حرقت اختك انا شوفتها بعينيا….
صرخت غزل بصدمة وهى لا تصدق ان تلك المرأة الطيبة قد كذبت فبكلماتها تلك ثبتت عليها التهمة
=محصلش اقسم بالله ما حصل خالة فوزية انطقى بالحقيقة حرام عليكى
صرخت لبيبة اﻧتحاب مزيف مقاطعة اياها عمداً
=اهاااا يا ضنايا يا بنتى… يا زهرة شبابك اللى راح يا بنتى.. منك لله يا حرباية يا بنت الحرباية امك موتت امها بحسرتها و قهرتها و انتى و حرقتى بنتها حية و حرقتى قلبنا عليها… يا ترى هتقومى منها يا بنتى ولا خلاص عليه العــــوض
فور سماع جابر كلماتها تلك
جن جنونه مرة اخرى و قد جعلت كلماته الدماء تفور بعروقه انهال عليها يضربها بقسوة ضربات متفرقة بانحاء جسدها غير ابهاً بصراختها المدوية الباكية المتألمة.. لكنه فقد السيطرة علي نفسه تماماً و قبضت يديه على عنقها يعتصره بشدة ظل على حالته تلك من اللاوعى و هو يعتصر عنقها الرقيق بين يديه بينما اخذت هى تحاول مقاومته حيث انعدم الهواء تماماً داخل صدرها فاخذت تضربه بيديها ضربات متعثرة فوق قبضتخ المحيطة بعنقها محاولة جعله يفلتها لكنه لم يتحرك من مكانه و ظل فى حالته الجنونية تلك بينما وقفت لبيبة تتابع هذا المشهد و ابتسامة واسعة شامتة تلتوى بها شفتيها بينما كانت مستمرة بالصراخ بكلماتها السامة مزيده من اشعال غضبه مانعة فوزية من التوجه نحو جابر وانقاذ غزل من بين يديه….
استمرت غزل فى مقاومته لكنها بالنهاية استسلمت حيث ادركت ان هذة هى نهايتها التى لا مفر منها رددت الشهادة بداخلها قبل ان تغرق فى غمامة سوداء ابتلعتها داخلها….
لم تستيقظ غزل الا بالمشفى و بجوارها تجلس فوزية التى كانت تعمل بمنزل العزازية منذ اكثر من ٣٥ عاماً امسكت بيد غزل هامسة وهى تبكى

 

 

=سامحينى يا بنتى… بس غصب عنى لبيبة هددتنى بعيالى… و دى ست قادرة وتقدر مش تموتلى عيل لا دى ممكن تمحى عيلتها كلها من على الارض…..
لتكمل وهى تنحنى على يدها محاولة تقبيل يدها
=سامحينى.. يا ضنايا حقك عليا..
جذبت غزل يدها سريعاً قبل ان تربت على يدها بحنان مطمئنة اياها انها تعلم ان الأمر ليس بيدها
قامت فوزية برعاية غزل بالمشفى والاعتناء بها من ثم اصطحبتها الى المنزل وقتها حاولت غزل الهرب من المشفى رغم انها وقتها لم تكن تعلم الى اين تذهب فعائلة والدها مقاطعين اياها بسببب كرههم لوالدتها… لكن لم يهمها هذا و قررت الهرب الى المدينة لكن امسك بها كلاً من خليل وجعفر غفر جابر الذين كانوا ينتظرون خارح المشفى و اخبروا جابر فور وصولهم الى المنزل بمحاولة هربها تلك وقتها ثار عليهاكالمجنون فكان غاضباً غضباً لم تراه بحياتها لكنه رغم ذلك لم يحاول ايذائها و اكتفى بتهديدها انها اذا حاولت الهرب مرة فسوف يقتلها ثم شدد الحراسة على المنزل ومنعها منعاً باتاً من الخروج من المنزل الا لزيارة والدتها و هذا ايضاً بصاحبة احدى الغفر مثل الان ومنذ ذلك و قد بدأت معاناتها بمنزل العزايزة حيث جعلتها لبيبة خادمة لها و لمن بالمنزل جميعاً تتعمد اهانتها و تعنيفها كما لو كانت تتلذذ بذلك وبسمة التى اصبحت معاملتها لها اسوأ من قبل فقد كانت تعاملها كما لو كانت حقاً من قامت بحرقها.. كما اصبحت حبيسة غرفتها ترفض الخروج الى الناس فقد شوه جسدها و جزء من وجهها و رغم قيام شقيقها بتسفيرها الى الخارج لاجراء الكثير من عمليات التجميل الا ان ظل جزء كبير من وجهها وجسدها متضرر..
كما اصبح جابر يتجاهل اياها يتعامل معها ببرود مميت لكن احياناً كان يصيبها غضبه مثل ما حدث بالامس بحفل خطبة ابنة عمه…
༺༺༺༻༻༻༺༻
فى اليوم التالى…..
كانت غزل نائمة فى سلام عندما اسستيقظت فجأة منتفضة وهى تشهق بصوت يملئه الذعر عندما شعرت بماء بارد مثلج ينسكب على وجهها و بارجاء المكان يصدح صوت لبيبة التى كانت تقف بجوار فراشها على وجهها يرتسم معالم السخط و الغضب
=اصحى يا منيلة على عينك و عين اهلك.. ايه كل ده نوم.. ده انتى ليلة ابوكى سودا النهاردة
مررت غزل يدها فوق وجهها تمسح المياة العالقة بها مغمغمة بحنق
=فى اية يا خالة لبيبة… انا عملت ايه دلوقتى….
قاطعتها لبيبة بقسوة ضاربة اياها بقبضتها فى ذراعها مما جعل غزل تصرخ متألمة
=عملك منيل زى وشك و وش اللى جابوكى…. الساعة بقت ٥ و ربع… قومى فزى حضرى الفطار و نضفى البيت….
ضربت غزل شرشف الفراش بيدها
متأففة بغضب قائلة و هى تنهض
=حاضر قايمة اهو…قايمة اهو
لتكمل محدثة نفسها و هى تدير ظهرها لها بينما تفرك ذراعها الذى كان يؤلمها اثر ضربها به مهمهمة بحنق و بصوت منخفض كعادتها
= اللهى تتشلى فى ايدك يا بعيدة…اللهى عربية تعدى من فوقك اربع مرات رايح جاى لحد ما تتقلبى لحمة مفرومة يتقرف الكلب حتى……

 

صرخت لبيبة بحدة من خلفها مقاطعة اياها
=بتبرطمى بتقولى ايه يا بت انتى… انتى مش هتبطلى عادتك الزفت دى ايه فكرانى مش فاهمة بتهببى ايه
استدارت اليها غزل قائلة وهى تهز كتفيها ببرود متصنعة البرائة
=ولا حاجة يا خالة كنت بفكر مع نفسى اعملكوا فول بالطماطم ولا بالطحينة… مش اكتر
رفعت لبيبة حاجبها قائلة باستهجان
=لا وحياة امك ازهار… عليا برضو ما امك الله يجحمها مطرح ما هى متلقحة كانت زيك كده برضو بتعقد تبرطم باللى جواها….
قاطعتها غزل بغضب و حدة
=بعد الشر على امى…متدعيش عليها
لتكمل بغضب و عصبية و هى تشعر بقلبها يتمزق من مجرد تخيلها فقد والدتها
=ان شاء الله هايجى اليوم اللى تفوق فيه و ترجع بيتها و تجيبلى حقى منكوا كلكوا…واحد..واحد
اطلقت لبيبة ضحكة رنانة ساخرة قبل ان تقترب منها ببطئ و تقبض على شعرها بقسوة مما جعل غزل تطلق صرخة متألمة
=بتقولى ايه يا حيلتها سامعينى تانى كده… ترجع و تدفعنا التمن…
لتكمل بغل و هى تدفعها بقوة للخلف مما جعلها تسقط بقسوة
=امك دى لو فاقت و قامت لها قومه من تانى هجيبها هنا تحت رجلى… تخدمنى زيك بالظبط كده….عثمان اللى كان مقويها علينا بقى عامل زى خيال المائته متلقح فوق اهو لا بقى بيهش ولا بينش…
انهت جملتها منحنية فوق غزل مزمجرة من بين اسنانها و هى تسترد قائلة بغل و عينيها تلتمع بكم الكراهية التى تكنها لوالدتها
=ده لو اصلاً لو قامت منها… امك كلها شهر ولا اتنين بالكتير و تلبسى عليها اسود…
لتكمل و هى تنتفض مستقيمة مرمقة اياها بنظرات مليئة بالأشمئزاز و الرفض…
=عقبال ما نلبسه عليكى قريب انتى كمان..
جفلت غزل بشدة فور سماعها كلماتها القاسية تلك مما جعلها تهتف بغضب و هى تزجر لبيبة بحدة
=بعد الشر عليا و على أمى…
لتكمل وهى ترمقها بنظرة ذات معنى
=ان شالله اللى يكرهنا…..
لوت لبيبة شفتيها فى ابتسامة ساخر و هى تقاطعها ببرود
=واللى يحبوكوا او يطقيكوا كمان…..
لتكمل و هى تتجه نحو الباب متجاهلة تعبير الكراهية المرتسم على وجه غزل
=خلصى و قومى فزى يلا وشوفى وراكى ايه تنيليه…. عايزة الفطار يبقى جاهز فى نص ساعة ..
وقفت بالباب مستديرة نحوها قائلة بوعيد وتهديد
=و على الله تتأخرى ثانية واحدة علشان اخلى ليلة اللى جابوكى سودا زى وشك العكر….
انهت جملتها تلك خارجة من الغرفة تاركة باب الغرفة مفتوح على مصراعيه بينما ظلت غزل جالسة بمكانها على الارض ترمقها بنظرات سامة حيث لو كانت النظرات تقتل لكانت وقعت لبيبة صريعة فى الحال…
بمنتصف اليوم….

 

 

كانت غزل تضع الطعام الذى اعدته على طاولة الطعام متجاهلة النظرات المتفحصة التى كان يرمقها بها جابر الذى كان يجلس مترأساً طاولة الطعام و بجانبه تجلس لبيبة التى ما ان وضعت امامها صحن الحساء عكفت انفها قائلة بحدة
= ايه ده الشوربة دى باردة كدة ليه… انتى مسخنتهاش ولا ايه.. ؟!
تفحصت غزل بارتباك صحن الحساء الذى كانت الابخرة تتصاعد منه فقد كان السائل الذى به يكاد يصل حد الغليان
=باردة ايه..!!! ما هى سخنة قدامك اهها.. ولا هو اى تلاكيك و خلاص
هتفت لبيبة بحدة
= تلاكيك؟!! انتى بتكدبينى يا بت انتى هى حصلت….
لتكمل و هى تلتفت نحو جابر الذى كان يتناول طعامه بهدوء قائلة بعصبية
=شايف البت و قلة ادبها..يا جابر انت هتسكت على قلة ادبها دى
اكمل جابر تناول طعامه بهدوء متجاهلاً اياها كما لو كانت لم تتحدث مما جعل نيران الغضب تشتعل بصدرها التفت نحو غزل مرة اخرى قائلة بغل و هى تجز على اسنانها بقسوة
=انجرى يا بت سخنى الشوربة دى و هاتيها تانى…و خلى ليلة اهلك تعدى
هزت غزل رأسها قائلة برفض بينما عينيها متعلقة بخوف على جابر و هى تتوقع ان يعنفها بأى لحظة
=مش هسخن حاجة الشوربة سخنة قدامك اهها…..
تشدد جسد لبيبة بغضب فور سماعها كلماتها تلك لكنها حاولت تمالك نفسها و السيطرة على اعصابها حتى لا تنهض و تجذب شعرها بين يديها تمزقه حتى تعلمها كيف تتحدث معها هكذا لكنها لا تستطع فعل ذلك امام جابر فرغم انها تقوم باهانتها الا انها تخاف ان تمسها بسوء جسدياً امامه…
تنفست بعمق قبل ان تغمغم بلؤم و هى ترفع الصحن من امامها
=تعالى خديه و سخنيه و خلى ليلتك دى تعدى قولتلك….
زفرت غزل بحدة قبل ان تستسلم و تتجه نحوها حتى تأخذ الصحن منها وتعيد تسخينه لكن ما ان همت بتناوله منها دفعت لبيبة الصحن مما جعل جميع محتوياته تنسكب فوق يدى غزل التى صرخت متألمة و هى تشعر بيدها تحترق.
انتفض جابر واقفاً فور سماعه صرختها تلك يهم بالتوجه نحوها وهو يشعر بالهلع لكنه تمالك نفسه فى أخر لحظة مرتدياً مرة اخرى قناع اللامبالاة و هو يعاود الجلوس مكانه مرة اخرى
بينما هتفت لبيبة بفزع كاذب
=يقطعنى الطبق اتزحلق من ايديا….
لتكمل وهى تتناول ملعقة من الطعام تضعها بفمها مهمهمة ببرود
=يلا الحمد لله انها باردة مش سخنة… والا كانت حرقت ايدك
وقفت غزل تحتضن يدها المحترقة الى صدرها و هى تكاد تنفجر فى البكاء تنظر باستنجاد الى جابر الذى كان يجلس بهدوء تماماً يرتشف من كوب العصير الذى بيده كما لو ان لم يحدث اى شئ غير طبيعى..
شعرت بغصة تكاد تخنقها بينما دموعها تنسكب من عينيها بحسرة و ألم..
بينما كان جابر جالساً بجسد متشدد يضغط بعنف على كوب العصير الذى بيده حتى كاد ان يكسره و هو يحاول تجاهل نظرات غزل تلك فقد كان يعلم انها تنتظر منه ردة فعل على ما حدث لكنه تجاهلها وحاول الاستمرار فى اظهار بروده الذى يعاكس النيران المشتعلة داخل صدره
ضغط بقوة على الكوب العصير الذى بيده حتى كاد ان يكسره و هو يحاول السيطرة على اعصابه الثائرة و الحفاظ على قناعه من الهدوء و اللامبالاة…
شاهدها بطرف عينيه و هى تطلق نشيج باكى قبل ان تستدير وتغادر الغرفة بكتفيين منحنيين و هى تضم ذراعها المصاب الى صدرها مما جعل الألم يمزق قلبه….

 

 

غمغمت لبيبة بسخرية لاذعة وهى تلوى شفتيها بشماتة واضحة بينما تتابعها بالخارج بنظراتها السامة
=اجرى يا ختى اجرى بلاش محن …..
لكنها ابتلعت باقى جملتها مطلقة صرخة من الرعب والألم فى ذات الوقت عندما شعرت بشئ ساخن للغاية يسقط فوق اعلى صدرها مما جعلها تنتفض واقفة و هى تصرخ من الألم حيث ان الحرق اصاب جلده
=ايه اللى انت عملته ده… يا جابر…. انت اتجننت…….
قاطعها جابر مزمجراً بقسوة و غضب
=هــا… سخنة ولا تحبى اخلى حد يسخنهالك اكتر كمان…..
تجمدت مكانها فور سماعها كلماته تلك نظرت باعين متسعة بالرعب و الأرتباك الى اعلى حيث كان يقف وبيده صحن الحساء الذى سكب محتوياته فوقها مما جعلها تصرخ بغل
=بتحرق خالتك علشان خاطر اللى متتسماش يا جابر…ايه زعلان اوى عليها…….
لتكمل و هى تقترب منه حتى اصبحت تقف امامه تتطالعه باعين تلتمع بالقسوة و الكراهية
=بس متخفش عليها اوى كدة حرق الشوربة… مش زى حرق البنزين اللى حرقت به اختك.. اختك اللى اكتر من نص جسمها و وشها اتاكل و اختك اللى بقالها اكتر من سنتين مستخبية فى اوضتها من الناس والدنيا كلها.. علشان محدش يقول عليها مسخ……ايه حبك لها هيعميك زى ما حب امها ما عمى ابوك……….
ضغط جابر على فكيه بقوة فور سماعه كلماتها تلك التى تسببت بألم لا يطاق بصدره اخذ ينظر اليها عدة لحظات و هو لا يعلم بما يجيبها قبل ان يلتف و يغادر المكان بخطوات غاضبة مسرعة…..
༺༺༺༺༻༻༻༻
دلفت حلا الى غرفة صديقتها التى كانت مستلقية فوق الفراش تبكى بصوت مرتفع مما جعلها تندفع نحوها قائلة بقلق و هى تنحنى جالسة بجانبها
=غزل…..!!!
ارتمت غزل فى حضنها و انتحابها يزداد مما جعل حلا تشدد من احتضانها لها و هى تهمس
بينما تربت على ظهرها بحنان محاولة تهدئها
=اهدى…. يا حبيبتى…..
لتكمل بارتباك و هى تحاول ابعادها عنها بلطف بينما تحاول فحص ذراعها
=هى ايدك اتحرقت اوى ولا ايه…؟!
همست غزل و هى تنظر اليها بارتباك وعدم فهم
=و انتى عرفتى منين ان ايدى اتحرقت…؟!
اخذت تتطلع اليها حلا عدة لحظات بصمت وعلامات التوتر تظهر على وجها قبل ان تجيبها بتلعثم
=هقولك بس تحلفى بالله انك مش هتقولى لحد ان قولتلك حاجة…
اومأت غزل برأسها و هى تمسح و جهها من الدموع العالقة به و هى تغمغم بعصبية و فضول
=و الله العظيم ما هقول لحد… قولى بقى
اجابتها حلا و ابتسامة ترتسم على شفتيها
=جابر اللى كلمنى و قالى اجى اشوفك و اجيب معايا علاج للحروق..بس بعدها راح مخشن صوته و قالى…….
لتكمل بجدية و هى تعقد حاجبيها
=قسماً بالله لو عرفت انك قولتى لغزل او عرفتيها ان انا اللى كلمتك هقتلك انتى و عيلتك كلها….
فغرت غزل فمها و هى تستمع الى حديث صديقتها هذا هامسة بدهشة
=بجد… هو اللى قالك.. ؟!
اومأت حلا برأسها بالموافقة مما جعل غزل تغمغم بارتباك
=طيب و قولتيلى ليه…. انتى مش خايفة منه..؟!
هزت حلا كتفيها قائلة

 

 

=خايفة طبعاّ ده مجنون و يعملها…
لتكمل و هى تبتسم ابتسامة واسعة
=بس انا فتانة… و مقدرش اخبى عنك حاجة… و انتى اكيد يعنى مش هتروحى تقوليله… اكيد مش مستغنيه عنى….
شعرت غزل بمشاعرها تضطرب وهى لا تستطع فهم لما اهتم بما يحدث لها خصوصاً و انه كان يظهر امامها لامبالى حتى عندما حرقت لبيبة ذراعها بالحساء الساخن ظل يتناول طعامه بهدوء دون يلتف و ينظر اليها مرة واحدة حتى…
روادتها فكرة جعلت قلبها تتسارع دقاته هل من الممكن ان يكون لا يزال يهتم بها لكنها هزت رأسها فى الحال رافضة تلك الفكرة الحمقاء فجابر لم يعد يهتم بها منذ حادثة شقيقته فقد تحول حبه لها الى كراهية و بغض…
لكن ما لا تفهمه حقاً لما طلب من حلا ان تأتى بدواء و معالجتها..؟!!
فى ذات الوقت….
كان جابر جالساً فى غرفة مكتبه ينظر امامه بجمود و على وجهه يرتسم مزيج من الغضب و الحزن فى ذات الوقت فقد كان يشعر بالغضب من نفسه بسبب تلك المشاعر التى لايزال يشعر بها نحو غزل رغم كل مافعلته به و بشقيقته…
فقد كان بالماضى يعشقها حد الجنون عندما كان يصدق انها بريئة اشبه بملاك تسحره بضحكتها و ساذجتها و برائتها فقد كبرت على يديه..
كانت اشبه بزهرة رائعة الجمال تكبر وتتفتح امامه و تنضج و يوماً بعد يوم و مع نضوجها هذا و تفتحها كان يقع بحبها.. حتى اصبح عاشقاً مهوساً بها وببرائتها حتى جاء اليوم الذى قتلت به حبه لها تذكر ذلك اليوم الذى احرقت به شقيقته و كاد ان يقتلها به خنقاً ارتجف جسده بعنف و قد انقبض قلبه فور تذكره للحالة التى كانت عليها فقد ظن وقتها انها ماتت و فقدها للأبد..
༺༻فلاش باك ༺༻
صرخت لبيبة بانتحاب مزيف مقاطعة اياها عمداً
=اهاااا يا ضنايا يا بنتى… يا زهرة شبابك اللى راح يا بنتى.. منك لله يا حرباية يا بنت الحرباية امك موتت امها بحسرتها و قهرتها و انتى و حرقتى بنتها حية و حرقتى قلبنا عليها… يا ترى هتقومى منها يا بنتى ولا خلاص عليه العــــوض
جعلت كلماتها تلك الدماء تفور بعروقه فور تذكره لما حدث لوالدته على يد والدتها و كيف خدع بها فقد كان يظنها ليست مثل والدتها لكنها خدعته ببرائتها المزيفة انهال عليها يضربها بقسوة ضربات متفرقة بانحاء جسدها غير ابهاً بصراختها المدوية الباكية المتألمة.. و قد فقد السيطرة علي نفسه تماماً قبضت يديه على عنقها يعتصره بشدة و مشهد شقيقته و هى تحترق امام عينيه مما جعله يشعر كما لو كان وسط جحيم يشعل جسده بنار لا يستطيع تحملها ظل على حالته تلك من اللاوعى و هو يعتصر عنقها الرقيق بين يديه بينما اخذت هى تحاول مقاومته حيث انعدم الهواء تماماً من صدرها فاخذت تضربه بقبضتها ضربات متعثرة فوق يديه المحيطة بعنقها محاولة جعله يفلتها لكنه لم يتحرك من مكانه و ظل فى حالته الجنونية تلك يعتصر عنقها بقوة
و لم يخرج من حالته تلك الا على صراخ لبيبة التى كانت تهتف بصدمة كاذبة
=البت قطعت النفس يا جابر… موتها يا جابر…
لتكمل و هى تزغرط فرحاً
= جبت حق اختك.. تسلم البطن اللى جابتك…
هز جابر رأسه بقوة بينما الغمامة التى كانت تحيط عينيه و عقله تنزاح اخيراً
اخفض نظره نحو تلك المستلقية اسفله بسكون تام ليشعر بالدماء تجف بعروقه فور ان رأى وجهها الشاحب كشحوب الاموات تماماً بينما شفتيها تحولت الى لون ازرق باهت بسبب انعدام الهواء…
انحنى عليها هاتفاً بهلع و فزع و هو يهزها بقوة شاعراً بقلبه ينتفض ذعراً داخل صدره و بالدماء تكاد تغادر جسده ظناً منه انها ماتت بالفعل

 

 

=غزل….
اخذ يمرر يده التى كانت ترتجف بقوة فوق وجهها الساكن وشعرها محاولاً افاقتها و هو على وشك الانهيار و الأغماء هامساً بهلع و انتحاب
=غزل… لا… لا ياحبيبتى…علشان خاطرى..لا… غزل…
انحنى يتحسس نبضها الذى وجده ضعيفاً للغاية انحنى عليها و حملها بين ذراعيه راكضاً بها نحو باب الغرفة محاولاً الوصول بها الى اقرب مشفى لكن لبيبة وقفت امامه تسد عليه الباب تمنعه من الخروج هاتفة بغضب
=رايح بها فين يا جابر… هتوديها المستشفى… ايه هتعالج اللى حرقت اختك و خالتها مرمية فى المستشفى بين الحياة و الموت……
صرخ بها جابر الذى كان كامل جسده يرتجف بينما قلبه يتمزق بداخله من فكرة انه على وشك فقدها ان لم يسرع بانقاذها خلال الدقائق التالية
=ابعدى عن طريقى….
صرخت لبيبة بغل و هى تمسك باطار الباب بيديها مانعة اياه من العبور
=لا مش هبعد يا ابن اختى مش هبعد… سيبها تغور فى داهية و احنا نخلى الغفر يدفنوها فى الجنينة الورانية..ولا من شاف ولا من دارى و هى مالهاش حد يسأل عنها اصلاً… امها و متلقحة فى غيبوبة……
هدد الضغط الذي قبض علي صدره بسحق قلبه فور تصوره وهم يدفنون جسدها بين الاتربة مما جعل ألم عنيف يضرب قلبه شاعراً بالاختناق كما لو الهواء قد انعدم من حوله…
زمجر بشراسة مرعبة بينما يندفع للأمام دافعاً عمته جانباً بقوة مبعداً اياها عن طريقه مما جعلها تسقط بقوة ارضاً لكنه لم يبالى بها واندفع راكضاً للخارج
صرخت به لبيبة وهى تتابعه باعين تلتمع بالغل و الحقد
=اجرى و داوى اللى حرقت اختك و دوس على اختك زى ما ابوك ما داس على امك…
بسبب حبه لأمها اللى كان عميه….زى ما حبك لبنتها الخاطية عامى قلبك و عينيك…
تباطئت خطوات جابر فور سماعه كلماتها تلك و هو يشعر بالذنب يجتاحه لكنه فور ان خفض عينيه نحو تلك التى يحملها بين ذراعيه و رأى حالتها التى كانت اشبه بالاموات لم يهتم باى شئ.. لم يهتم اى شئ سواها ثم تبع طريقه راكضاً الى الخارج حتى يقوم بانقاذها وانقاذ نفسه معها…
༺نــــــهــايــة الفـــــلاش باك༻
زفر جابر بعنف بينما يفرك وجهه بعصبية فهو يجب ان يتمالك نفسه اكثر من ذلك يجب ان يجعل نفسه يعتاد على انها لا تعنيه و لايهمه امرها فى شئ…
فهذة كانت المرة الاخيرة التى يتدخل بها فى شئ يخصها…
خرج من غرفة مكتبه حتى يذهب الى العمل ومباشرة اعمال الزراعيين بالأراضى و هو لا يزال يردد عهده هذا لنفسه…
༺༺༺༻༻༻
فى اليوم التالى….
كانت غزل ذاهبة لإطعام الدجاجات والمواشى بالحظيرة التى تقع خلف المنزل عندما اوقفها عوض ابن عمة جابر الذى لا تعلم من اين ظهر
=غزل كنت عايز اتكلم معاكى فى موضوع..

 

 

غمغمت غزل بتململ و هى تتلفت حولها خائفة من ان يراها احد تقف معه فقد كان يجن جنون جابر اذا رأها تتحدث مع اى شخص من خارج المنزل خاصة الرجال
=خير يا عوض عايز ايه…؟! انت عارف ان وقفتنا مع بعض دى ممكن تقلب الدنيا عليا…..
قاطعها عوض بحدة و عصبية
=بقولك ايه يا غزل… محدش له حاجة عندى او عندك…
ليكمل و صوته يصبح ألطف قليلاً
=انا عايزة اكلمك فى حاجة مهمة… بصراحة كدة يا غزل انا بحبك و عايز اتجوزك….
اهتز الصحن الضخم الذى تحمله مما جعله يسرع و يحمله عنها و هو يسرع قائلاً عندما لاحظ وجهها الذى شحب من شدة الصدمة
=عارف انك مستغربة… بس والله بحبك.. بحبك من و انتى كنت عيلة لسه فى الثانوى….
ليكمل بحدة و عينيه تلتمع بغضب
=واللي كان مناعنى ان اتكلم معاكى وقتها او حتى اتقدم ان الكل كان عارف انك و جابر بتحبوا بعض و شبه مخطوبين….. لكن دلوقتى الكل عارف ان بعد اللى حصل مع بسمة اى حاجة بينكوا انتهت من زمان…
هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها عند سماعها كلماته تلك شاعرة بالحسرة و الألم لما كانت تمتلكه و فقدته غرزت اسنانها فى شفتيها حتى ادمتها و ذاقت طعم الدماء بفمها و هى تحاول حبس الدموع التى سدت حلقها…
بينما اكمل عوض هو يحاول اقناعها
=وافقى يا غزل… وافقى خالينى اخرجك من البيت ده….
التقطت غزل نفساً مرتجفاً فى محاولة منها لتهدئة نفسها قبل ان تهمس بصوت مختنق بعض الشئ
=سيبنى فترة افكر….انت عارف انه مـ…………
لكنها ابتلعت باقى جملتها و قد شحب وجهها عندما سمعت صوت جابر الحاد يأتى من خلفها
=بتزفتى ايه عندك…؟!!!
استدارت غزل تواجهه هامسة بتلعثم
=ابداً كنت… كنت بأكل البهايم و عوض…….
اكمل عوض سريعاً ببعض التوتر فرغم خوفه و رهبته من جابر الا انه حاول الا يظهر هذا امام غزل
=انا اللى وقفتها يا جابر… كنت بكلمها فى موضوع ……
زمجر جابر بقسوة و هو يندفع يقف امامه مباشرة و تعبير من الوحشية على وجهه
=موضوع ايه بقى ان شاء الله اللى بتاخد رأيها فيه…. بعدين هو انا مش منبه عليك و محذرك ان رجلك متخطيش البيت ده…
ابتلع عوض لعابه بصعوبة قبل ان يجيبه بصوت مرتجف بعض الشئ و هو يحاول استجماع شجاعته
=اصل كنت عليز غزل فى موضوع خاص يا جابر….
فقد جابر السيطرة على اعصابه فور سماعه كلماته تلك و قبض على عنقه مزمجراً من بين اسنانه المطبقة بعنف
=موضوع خاص ايه يالا انت هتعملهم عليا…….

 

 

ليكمل وقبضته تشتد حول عنقه بينما يهزه بقوة جعلت اسنانه تتخبط ببعضها البعض
=طيب قسماً بالله تانى مرة ان شوفتك واقف معاها لهندمك العمر كله…… و يلا غور من هنا و مشوفش خلقتك تانى….
انهى جملته دافعاً اياه بقوة جعلته يسقط ارضاً زاجراً اياه بنظرات غاضبة عاصفة قبل ان يستدير نحو غزل التى كانت تشاهد ما يحدث بوجه شاحب و اعين ممتلئة بالخوف قبض على ذراعها بقسوة جاراً اياها خلفه طوال الطريق نحو المنزل و ما ان دلفوا الى غرفة مكتبه اشتدت قبضته حول ذراعها مما جعلها تطلق تأوه متألم لم يعير له اهتماماً مزمجراً بحدة بينما عينيه المسلطة عليها تنطلق منها نيران مشتعلة
=كان عايز منك ايه…؟
ظلت تحدق فى وجهه بخوف من لهيب الغضب الذى يلتمع بعينيه لكنها انتفضت فى مكانها بفزع عندما صرخ بها
=انطقى…. كان عايزم فى ايه..؟
همست بصوت مرتجف بينما تدفع بيدها الحرة التى كانت ترتجف بقوة نظاراتها ذات الاطار الاسود للخلف فوق انفها الدقيق الصغير
=كان… كان بيقولى…. انه عايز يتجوزنى و……….
لكنها ابتلعت باقى جملتها مطلقة صرخة فزع عندما دفعها بقوة للخلف ليصطدم ظهرها بالحائط لتصبح محاصرة بينه و بين جسد جابر الذى كان لا يفصل بينهم سوى بوصات قليلة شعرت بالرعب يجتاحها عندما احاطت يده عنقها يعتصره…
لكنه بعد ثوان قليلة ارتخت قبضته من حول عنقها
شعرت غزل بالصدمة عندما الغضب المرتسم على وجهه يتحول الى تعبير معذب كما لو انه يتألم…
اتسعت عيناها عندما ضاقت عيناه عليها و هدير خافت يصدر من حلقه قبل ان يدفن وجهه بجانب عنقها مما جعلها تشعر برجفة حادة تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئة تمر على جانب عنقها اخذ صدرها يعلو وينخفض بشدة وهي تكافح لإلتقاط انفاسها و هى لا تفهم ما حدث له فجأة.
احاطت يديها كتفيه تدفعه بعيداً عنها مما جعله يرفع رأسه عن عنقها ينظر اليها بعينين محتقنتين يظهر بهم السعير الذي يكوي اعماقه قبل ان يغمغم بصوت اجش معذب
= وافقتى…؟!
ظلت تتطلع اليه باعين ممتلئة بالدموع و هى تفكر فى الامر قبل ان تتوصل اخيراً الى قرارها فرغم حبها له الا انها تعلم انه اصبح يكرهها و لم يعد هناك أمل بينهم بعد كل ما حدث بينهم فموافقتها على الزواج من عوض هو الحل الوحيد للهرب من العذاب الذى تتعرض له بهذا المنزل
اومأت برأسها بصمت و دموعها تنساب من عينها مغرقة وجهها
بينما تحول شحوب وجهه الى لون رمادى كما لو كان قد فقد الحياة احاط وجهها بيديه هامساً
=هتوافقى بالساهل كدة..بعد كل اللى كان بنا….
اشعلت كلماته تلك الغضب بداخلها ضربته بيديها فى صدره مبعدة اياه عنها وهى تهتف بغضب
=بالساهل…؟!! انت بتسمى العذاب اللى شوفته على ايدك و ايد كل اللى فى البيت ده بالساهل…
لتكمل و قد تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة….
=و اللى بنا انت اللى موته…
صاح مقاطعاً اياها بغضب عاصف
=انا اللى موت اللى بنا ولا انتى لما حرقتى اختى…..
اجابته بحدة و هي تمسح بتصميم وجهها الغارق بالدموع بكف يدها المرتجفة
=ايوة انت اللى صدقت… انى ممكن اعمل حاجة زى كدة..و كأنك متعرفنيش…..
ظل يتطلع اليها بصمت عدة لحظات قبل ان يهز رأسه كما لو كان ينفض ما فى رأسه بعيداً قبل ان يحيط وجهها بيديه مرة اخرى قائلاً بصوت اجش
=اتجوزينى يا غزل…
اتسعت عينيها فور سماعها كلماته تلك و قد اهتز جسدها من شدة الصدمة لكنها هزت رأسها محاولة الخروج من صدمتها تلك و هى تقنع نفسها انها قد سمعت كلماته خطأ لكنها خرجت من حالتها تلك عندما قرب وجهه منها ينظر اليها باعين تلتمع بالحاجة و اليأس
=تعالى نتجوز… انتى عارفة اننا مكتوبين لبعض مينفعش نكون لغير بعض……
قاطعته غزل تهز رأسها بقوة و هى فى حالة شبه هيستيرية
=لا…لا…….

 

 

ضيق عينيه بغضب محدقاً بها بقسوة بينما يديه التى تحيط وجهها تشدد
=يعنى ايه لا…… مش عايزة تتجوزينى…
اجابته و هى تدفع يديه بعيداً قائلة بصوت ممتلئ بالوجع و الحسرة
=ايوة مش عايزة اتجوزك….
لتكمل بصوت مرتجف مختنق بينما بكائها يزداد
=مستغرب اوى لية..بعد كل اللى عملته فيا عايزنى أمنك على نفسى ازاى… انا هتجوز عوض اهو ينجدنى من العذاب اللى انا فيه…
قاطعها جابر هاتفاً بصوت مخيف مظلم بينما تتقافز شرارت الغضب من عينيه
=على جثتى…. فاهمة على جثتى.. ده انا اقتلك و اقتله…
ليخفف من حدة نبرته فور ان رأها تجفل بخوف اغمض عينه يتنفس بقوة محاولاً السيطرة على ما بداخله من ألم و غضب و عندما نجح فى ذلك احاط وجهها بيديه مرة اخرى
=مهما اللى حصل بنا يا غزل مينفعش تبقى لغيرى….
همست بصوت بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه…
=ليه… افرق معاك فى ايه و لا اهمك فى ايه….انا لو مت دلوقتى ولا هيفرق معاك مش بعيد تخلى حد من الغفر بتوعك هو اللى يدفنى فى اى تربة من ترب الصدقة… انا ولا حاجة فى حياتك يا جابر
انقبض صدره بألم عند سماعه كلماتها القاسية تلك احاط خصرها بذراعه يجذبها نحوه يضمها اليها بقوة دافناً وجهه بعنقها و هو يهمس بصوت معذب
=انتى تهمينى يا غزل و تهمينى اكتر من اى حد فى الدنيا… لو مش تهمينى كان زمانى سمعت كلام لبيبة و رميتك ف الشارع يوم الحادثة لو حد. غيرك. عمل كده فى اختى انا كنت قتلته ومترددتش ثانية واحدة بس انا ضعيف نحيتك و ده اكتر حاجة تعبانى…. انا محبتش فى حياتى ولا عمرى هحب حد قدك….
تسارعت انفاسها و احتدت بشدة شاعرة بالارض تميد اسفل قدميها فور سماعها كلماته تلك وقفت جامدة بين ذراعيه لا تدرى ما يجب عليها فعله لكن اهتز كامل جسدها فور ان
قرب شفتيه من اذنها يهمس لها بصوت اجش مليئ بالرجاء
=وافقى… يا حبيبتى و انا هعوضك هعوضك عن كل اللى فات… كفاية اللى ضاع مننا لحد كدة
تراجعت للخلف بعيداً عن ذراعيه وعيونها متسعة بالدهشة من نبرة المرارة والرجاء الموجودان فى صوته..
اخذت تتطلع اليه بارتباك و قد بدأ قلبها الخائن يتأثر لكنها رغم الالم و الحزن اللذان يعصفان بداخلها الا انها تصنعت القوة قائلة بحدة
=لا يا جابر مش هتـ………
اسرع بوضع يده فوق فمها يمنعها من تكملة باقى جملتها مزمجراً بشراسة
=متنطقهاش…
ليكمل و هو ينظر داخل عينيها بتحدى و اصرار بينما يضغط بقوة على فكيه
=و انا بقولك مش هتتجوزى غيرى يا غزل….
همست بصوت منخفض و قد ارتجفت شفتيها في قهر دفين تنظر اليه باعين غائمة لا تري بسبب الدموع التى تملئها
=ايه اللى جد يا جابر…. اللى يشوف طريقتك معايا من ساعة بس كان يقول انك تطيق العمى ولا تطيقنى…
ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقة عندما لمح ومضة الألم التى تلتمع بعينيها قبل ان يجيبها
=انا عمرى ما كرهتك يا غزل…يارتنى كنت قدرت اكرهك مكنش بقى ده حالى…..
ليكمل قائلاً وهو ينزع نظارتها الطبية و يمرر يديه علي خديها يزيل دموعها برقة تعاكس جمر الغضب الذى كانت تتلوى عليه روحه و الاحتراق بنيران الغيرة
= اللى جد انى حسيت فجأة انك ممكن تضيعى من بين ايديا و تبقى لحد تانى و ده اللى لا يمكن اسمح به…..
اكمل هامساً بتضرع لأول مرة بحياته يصدر منه
=انسى اللى فات و خالينا نبدأ صفحة جديدة…انتى لسه بتحبينى ياغزل زى ما انا لسه بحبك متنكريش و تضيعى مننا سنين اكتر من اللى ضاعوا
هزت رأسها بقوة برفض و قد تحول انتحابها الى شهقات بكاء عالية ممزقة و هى تتمتم بشبه هستيرية
=ابقى بكدب عليك لو قولتلك انى مش بحبك….
لتكمل بكلمات متقطعة من بين بكائها
=بس.. انا خايفة…انا خايفة منك و ده احساس عمرى ما حسيته معاك زمان… لكن دلوقتى بقيت بخاف منك و بعمل حساب لكل كلمة بنطقها معاك علشان متبهدلنيش زى كل مرة… جابر اللى حبيته عمره ما قلل منى عكس دلوقتى…..
قاطعها بصوت يملئه الألم
=غصب عنى… غصب عنى يا غزل كنت عايزانى اعمل ايه بعد اللى حصل لأختى بسببك… بس يمكن انا غلطت المفروض كنت اراعى انك وقتها كنت صغيرة و مكنتيش قادرة تفرقى بين الصح و الغلط….
قاطعته هاتفة بصوت ممزق
=معملتش حاجة فيها… اقسم بالله ما عملت حاجة فيها…. حلفتلك كتير و برضو مش عايز تصدقنى..
مرر جابر يديه بشعره يفركه بقوة و يأس يتملك منه لكن تجمد جسده عندما شعر بيدها تمسك بيده وهى تهمس بصوت مرتجف يملئه الرجاء و الألم

 

 

=اقسم بالله مش انا اللى عملت فى بسمة كدة ولا حتى قربت منها….
ظلت نظراته المتسعة مسلطة علي يدها الممسكة بيده قبل ان يطلق زفرة طويلة مرتجفة و يحيطها بذراعيه يضمها اليه قائلاً باستسلام و هو يقبل اعلى رأسها
=مصدقك يا حبيبتى…. مصدقك
انتفضت مبتعدة عنه هامسة بارتباك و خوف
=بالساهل كده صدقتنى دلوقتى و قبل كده مصدقتنيش ليه…مصدقتنيش ليه قبل ما ترمينى لعمتك و اختك يبهدلوا فيا……
ضغط جابر على فكيه بقوة وهو يشعر بعجز لم يشعر به طوال حياته..
=علشان مقدميش حل الا ان اصدقك يا غزل…. لانى مش عايز اخسرك….
دفنت وجهها بين يديها بينما حلقها ينقبض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكسرة بينما اهتز كامل جسدها و قد بدأت تبكى بنحيب مرتفع يمزق القلب مما جعله يسرع بضمها اليه بحنان محاولاً تهدئتها بينما ظلت هى تبكى مخرجة كل الألم و الوجع الذى تشعر بهم فقد كانت لا تعلم ماذا تفعل فقلبها يخبرها بان تسامحه و عقلها يخبرها بالا تستسلم له و تتذكر ما تعرضت له خلال السنتين الماضيتين..
انتفضت مبتعدة عنه راكضة نحو باب المكتب تهرب منه رافضة الاجابة على نداءه الذى ظل يلاحقها للخارج…
༺༺༺༺༻༻༻༻
بعد مرور نصف ساعة…
اقتحم جابر منزل عمته و وقف بردهة المنزل الواسعة يهتف باعلى صوت لديه ينادى عوض…
استقبلته عمته صبحية التى هرولت خارجة من غرفتها و قلبها يقصف بصدرها من شدة الخوف
=جابر يا اهلاً و سهلاً يا ضنايا…..
غمغم جابر مقاطعاً اياها و هو يحاول السيطرة على الغضب الذى كان يعصف بداخله
=فين ابنك يا عمة صبحية…؟!
غمغمت صبحية بارتباك و قد ارتسم على وجهها الخوف فقد تعلم ان مجئ جابر الى هنا لا يبشر بالخير
=عوض… عوض فى اوضته… خير يا بنى في ايـه هو عمل حاجة فهمنـ…….
لكن قطع حديثها هتاف عوض الذى كان يهبط الدرج قائلاً بحدة و هو يحاول الا يظهر خوفه منه
=فى ايه يا جابر بتزعق ليه…؟!
اندفع نحوه جابر فور رؤيته له يقبض على عنق عبائته و غضب عاصف يحترق بداخله لو اطلق العنان له لأحرق كل ما حوله و لا يترك خلفه سوى الدمار و الموت زمجر من
بين اسنانه بصوت حاد شرس
=سمعنى بقى كده….كنت عاوز ايه من غزل …؟!
ابتلع عوض غصة الخوف و هو يحاول استجماع شجاعته قبل ان يجيبه بحدة تعاكس الخوف الذى يرتجف به قلبه
=عايز اتجوزها……
اعتصر جابر عنقه وهو يهتف بشراسة و تعبير من القتل مرتسم على وجهه
=تتجوز مين يالا… انت اتجننت ولا عامل فيها عبيط و بتستعبط….
حرر عوض نفسه من قبضته متراجعاً للخلف و هو يغمغم بصوت مرتجف

 

 

=اتجننت ليه بقى… انا هتجوزها على سنة الله و رسوله ايه المشكلة….
هتف جابر مقاطعاً اياه بصوت عاصف حاد و هو يشعر بانه يكاد يجن من شدة الغضب الذى يشعر به
= انت هتستعبط يا روح امك…. ما انت عارف ان غزل مكتوبة ليا من هى عيلة عندها 17 سنة…. و البلد كلها عارفة….
قاطعه عوض قائلاً بسخرية لاذعة و هو يلوى فمه بشماتة
=الكلام ده قبل ما تحرق بسمة و تعملوها خدامة فى بيتكوا….
ليكمل باستفزاز و عينيه تلتمع بشهوة جعلت الدماء تفور برأس جابر
=بعدين انا قولت انا اولى من الغريب ما هى مصيرها تتجوز و الفرسة ام عود غزال دى حرام تطلع برا العيلة……
لم ينهى جملته الا و اصابته قبضة جابر في وجهه مما جعله يترنح للخلف و يسقط فوق الدرج الذى كان لا يزال يقف عليه
حاول النهوض لكن لم يتيح له جابر الفرصة حيث سدد له لكمة أخرى من المحتمل انها تسببت فى كسر أنفه فقد تناثر الدم على وجهه و لم يكتفى بذلك بل اخذ يسدد له اللكمات المتفرقة بوجهه و انحاء جسده و هو يلعنه و يسبه بافظع الشتائم متجاهلاً صراخات عمته صبحية و بناتها الذين تجمعوا من حولهم يحاولون جذبه بعيداً عن انور الذى اصبح وجهه غارقاً بالكامل بالدماء…
عندما عجزت صبحية عن جذبه عن ابنها اخذت تلطم خدييها و هى تصرخ نادبه و الخوف يمتلكها مما جذب صراخها بعض الجيران الذين اسرعوا لداخل المنزل لينجح بعض الرجال من تحرير عوض الذى كان استنزف كلياً من بين يدى جابر الذى كان اشبه باعصار سيبتلع و يدمر كل شئ بسبب غضبه و نيران الغيرة التى كانت تحرق روحه…
مسح العرق الذى يتصبب من جبينه قبل ان يهتف بانفس لاهثة من اثر مجهوده السابق قائلاً بكلمات مبهمة حتى لا يفهم الناس المتجمعين حولهم عما يتحدثوا
=انسى الموضوع اللى فى دماغك ده…و الا قسماً عظماً اخلى امك تلبس اسود عليك العمر كله…
شحب وجه عوض فور سماعه كلماته تلك لكنه انتفض فى مكانه عندما بصق عليه جابر يحدقه بنظرات يملئها الاشمئزاز قبل ان يستدير و يغادر المكان تاركاً اياه بين يدى والدته التى كانت تمسح الدماء من وجهه محاولة الاطمئنان عليه..
༺༺༺༻༻༻
فى وقت لاحق…
انتفضت غزل مستيقظة و هى تصرخ بفزع و خوف عندما انفتح فجأة باب غرفة نومها على مصراعيه و جابر يندفع الى غرفتها هتفت بصوت مرتجف و هى تضم الشرشف الى صدرها بخوف
=انت عايز ايه…و ازاى تدخل اوضتى كده فى نصاص الليالى انت عايز تلبسنى مصيبة….
لكنها ابتلعت باقى جملتها متراجعة الى الخلف بخوف عندما هجم عليها فجأة محاولاً الامساك بها لكنها حاولت الفرار منه لكنه اسرع بالقبض على ذراعها و جذبها لتصبح واقفة على قدميها مواجهة اياه مباشرة مما جعل رجفة من الخوف تسرى بانحاء جسدها عندما رأت الجنون و الوحشية مرتسمان بعينيه زمجر بشراسة

 

 

=مفيش جواز من عوض ولا من غيره….
ليكمل بصرامة و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب
=ولو نشفتى راسك عليا النعمة يا غزل لاقتلك و اقتله…..
هزت رأسها هاتفة بصوت مرتجف يملئه التحدى والاصرار بينما تقاوم حتى لا تنهار امامه..
=اعلى ما في خيلك اركبه…. برضو هتجوزه…
لتكمل و هى تصرخ بوجهه باصرار اكبر و هى ترغب بايلامه
=سامعنى… هتجوزه.. هتجوزه….
اشعلت كلماتها الغضب و الغيرة بدماءه فلم يشعر بنفسه الا و هو يخرج مسدسه من جيب سترته و يغرز فوهته بجبين غزل التى اتسعت عينيها بصدمة و خوف…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى