رواية خطأ في آلة الزمن الفصل الأول 1 بقلم زهرة عصام
رواية خطأ في آلة الزمن البارت الأول
رواية خطأ في آلة الزمن الجزء الأول
رواية خطأ في آلة الزمن الحلقة الأولى
– جهزي نفسك يا شروق عشان هنجرب آلة الزمن بكره .. هتسافري تشوفيلنا حل للوباء المنتشر دا ..
تلقت الخبر بصدمة كبيرة ثم نظرت إلي تلك الحيوانات بجوارها بحزن قائلة:-
يا تري هتقلبي إيه يا حمزة يا أيوبي دا إنت مفيش اختراع واحدة نجحلك يا شيخ ..
وجدت تلك القردة ترتب على كتفها قائلة بحزن :-
إهربي يا بنتي إهربي قبل ما تلاقي نفسك زينا كدا .. إديكي شايقة أخرت تجارب أبوكي علينا حولني قردة ..
ثم نظرت إلى ذالك القفص الصغير جوارها و أكملت حديثها:-
وألا أخوكي المسكين بقي فأر .. طب بصي لأختك نسناس ..
كادت أن تتحدث و لكن قاطعها والدها قائلاً :-
إنتي بتحرضيها يا أماني .. إنتي مش عارفه إن الوباء منتشر في البلد .. الوباء هيقضي علي العالم و لحد دلوقتي مش لاقيين حل !!.. تقومي تحرضيها كدا
ضيق عيناه ثم نظر إليها بغضب قائلا:-
لكن أنا إللي غلطان أنا إللي خرجتك من القفص .. و عقاباً ليكي هترجعي القفص تاني و مش هتخرجي منه إلا لما هي تسافر للمستقبل تشوف اللقاح إللي هيقضي علي الوباء و تجيبه و تييجي .. و اهو بالمره نجرب آلة الزمن بدل الركنه دي ..
أماني بهلع:-
ناوي تعمل في البت ايه يا حمزة حرام عليك دي هي اللي بتراعينا بعد تجاربك الفاشلة دي ..
أقولك جرب عليا أنا أهو مش هنخسر حاجة
لم يعير حديثها انتباه ثم اتجه إليها قائلاً بتشفي:-
تعالي يا روحي تعالي أكيد القفص عاجبك ..
حملها تحت صياحها بأن يصفح عن إبنتها و لكن كان مُصر علي تنفيذ تلك التجربة
– نظرت شروق إلي الفأر و النسناس قائلة :-
هتوحشوني اوي يا حبايبي والله.. هحطلكم أكل كتير قبل ما اتحول حيوان أنا كمان ..
نظرت إلى ذالك الفأر بعيون دامعة:-
إنت يا عماد هحطلك جبنه رومي كتير ما إنت من ساعة ما قلبت فار و إنت مبتحبش الا هيا
عماد بتأثر:-
والله يا بنتي أنا مش عارف أقولك اية أهم حاجة كتري الماية الجو حر و الإنسان مش طايق نفسه
ردت عليه بغيظ:-
إنسان اية دا إنت من سُلالة القوارد يلا
ثم نظرت إلى القفص العمودي خلفها قائلة بتأثر:-
و انتي يا رنا هحكلك مكسرات و فواكه كتير بس متكليش كتير عرفاكي طفسة ..
رنا بشماته:-
حاضر يا اختشي كلها يومين و تشرفي جنبنا في القفص الفاضي دا
هتفت شورق بإنزعاج بان على ملامحها:-
أنا لي حساكم شمتانين فيا ، دا أنا كنت برعاكم يا شوية عِرر
أخدت نفس عميق ثم اخرجته قائلة:-
– يا تري ابوك ياض يا عماد هيقلبني اي .. يمكن بطة أو ديناصور وارد برضوا مهو كل اخترعاته فاشلة
هتف عماد المتمثل هيئته في ذالك الفأر الأبيض قائلا:-
اي حاجة بس سايق عليكي النبي يختي تبعدي عن القطط ، ألا الواحد مش ناقص فرهدة
كادت أن تُجيب لكن سبقها صوت والدها من خلفها قائلا:-
هو مين دي اللي كل إخترعاته فاشلة يا شروق
أجابت بسرعة:-
مش إنت طبعاً يا حاج دا أنا بتكلم عن حد تاني ..
ثم أكملت بتردد
ما تشوفلك ناس تجرب عليهم تجاربك دي يا بابا مش لازم إحنا
حمزة بثقة :-
و إنتي عوزاني أجيب ناس تعرف سر الإختراع و تبيعه لا طبعاً إنتوا محل ثقة..
هدفت بداخلها :-
و يا ريت حاجة منهم نفعت .. مفيش تجربة واحده توحد بيها ربنا تنجح ..
حمزة بحديقة:-
جهزي نفسك و إياكي تسمعي كلام أمك وإلا هشردهملك في جنينة الحيوانات أنا بقولك أهو
– خلاص والله هجهز بس متعملش لحد فيهم حاجة
هز حمزة راسة بسخرية ثم غادر المكان متجها إلى المعمل لياكد على كل شئ قبل إجراء تلك التجربة قائلا بداخله :-
و هو أنا لو كنت لقيت حد أجرب عليه تجاربي الفتاكة اللي هتغير ميار البشرية كنت إستعنت بيكم .. لكن للأسف ما باليد حيله كل أما أعرض علي حد الموضوع ميرضاش و يخاف على نفسه فـ مش قدامي غيركم …
*****
دلفت إلي غرفتها تنظر إلى الأشياء حولها بحسرة كأنها تودعها
ثم أمسكت حقيبة و ضعت بها بعض الملابس الي أن انتهت من تجهيزها
ثم نظرت إلي هاتفها الخلوي و أجرت إتصال على خطيبها
– الو يا يوسف
– أيوة يا شروق
ثم أكمل باستغراب بان على ملامحه :-
مش من عادتك يعني إنك تتصلي !!
شروق بحزن استطاع تميزه من صوتها :-
الأمر نفذ يا يوسف و أنا اللي عليا الدور أبويا هيجرب عليا التجربة بتاعته بكرا !!
اتسعت عيناه و هتف بصدمة :-
نعم ؟! و إنتي مستنية إيه يا شروق إهربي بسرعة ..
غلب على صوته التوتر
أنا مش مستعد أشوفك حيوانه قدامي و أنا مش قادر أعملك حاجة .. إهربي بسرعة
شروق بضيق :-
ايه حيوانه دي ما تنقي ملافظك يا جدع إنت ..
اخذت نفس عميق ثم أكملت :-
مينفعش يا يوسف هيشرد أخواتي و أمي في حنينة الحيوانات ..
– طب و العمل أنا مش هقدر استحمل أشوفك بتضيعي من إيدي و أقعد أتفرج !!!
شروق بقله حيله :-
العمل عمل ربنا بقي .. سلام عشان بجهز حاجتي ..
أغلقت الهاتف ثم ارتمت على الفراش و نظرت إلي الغرفة مره أخرى ثم قالت :-
مش عارفه هرجع تاني هنا أمتي و يا عالم هرجع سليمة ولا زي الباقي ..
******
كان يجلس يهز قدميه بعصبية شديدة.. فهو أحب تلك الفتاة بصدق و لن يتحمل حدوث لها مكروه .. و لولا رفض والدها لـ كانت الآن زوجته و تحمل طفلهم داخلها.. ظل يُفكر بحل لخلاص محبوبته من ذالك المازق .. و كأن حلول الأرض إنتهت فلم يتوصل إلى حل مطلقا .. فـ قرر الذهاب لها مبكرا عله يقنع والدها من إتخاذ تلك الخطوة و التراجع عنها .. ظل طوال الليل مستيقظا إلي أن شقشق النهار .. فـ أسرع بالاندفاع إلي منزلها
قرع جرس الفيلا بسرعة ففتح له حمزة قائلاً :-
بالراحة في ناس نايمة اية اللي جايبك على الصبح كدا ؟
– كويس إني لقيتك يا عمي حابب أتكلم مع حضرتك في موضوع مهم
حمزة بثقة:-
عارف اللي إنت عاوز تقوله و بقولك لا يا يوسف مش هتراجع عن التجربة دي .. إنت مش فاهم الموضوع التجربة دي هتدخلني العالمية هاخد عليها نوبل
يوسف بعصبية :-
علي حساب بنتك ؟! عشان خاطري طب حدد معاد الفرح و أنا مستعد أتجوزها دلوقتي و أخليها تختفي من قدامك
حمزة بسخرية:-
هو إنت فاكر لو اتجوزتها هتنفد مني تؤ تؤ هتدخل إنت كمان في قائمة المنفذ عليهم التجارب
اتسعت عيناه ثم هتف بصدمة :-
نعم ؟! تعمل عليا تجارب ؟
ثم أكمل بداخله
لا الراجل دا ادإتجنن على الآخر .. عاوز يعملني أنا كمان فار تجارب .. مش كفاية مراتة و ولاده .. ارتجف يوسف داخله و هو يري نفسه حيوان في قفص مغلق و استأذن بالانصراف مسرعاً محاولا النجاه من ذالك الرجل الذي تأكد أنه جن تماماً ..
*****
دلف الي غرفة إبنته قائلاً بصوت منخفض:-
كان على عيني يا بنتي أشوف حد غيرك أعمل عليه التجربة بس للاسف ملقتش فمش قدامي غيرك .. انتي يا شروق اللي في إيدك توصليني للعالمية .. هتروحي تجيبي اللقاح و تيجي منها ننقذ البشرية و منها نجرب التجربة الاختراع..
ايقظها طالبا منها الإستعداد فموعد القيام بتلك المغامرة قد حان ..
ضربت خديها بصدمة قائلة:-
يلهوي هو مكنش حلم و طلع حقيقة .. أنا هيتعمل مني قطط .. كلاب اي حيوانات .. يا رب إنت المنجي يا رب التجربة تنجح و متحولش لاي حيوانات عشان انا مش هستحمل العيشة كـ حيوانه ..
بدلت ثيابها ثم إتجهت إلى تلك الغرفة التي تحوي عائلتها ..
تنظر إليهم نظرت وداع قائلة :-
مع السلامة يا حبايبي لو لينا نصيب هتنقابل تاني بس تكونوا رجعتوا تاني .. في أمان الله خلوا بالكم من نفسكم .. انا جبتلكم أكل كتير اهو ..
هتفت أماني بخوف قائلة:-
اهربي يا شروق و ملكيش دعوة بينا .. هيجري لينا اي يعني لما نعيش في حديقة الحيوان .. علي الأقل هنعيش مع ناس شبهنا
– أنا معاكي يا ماما بس مصير عماد اي ؟! عارفه هيكون مصيره ايه ؟! الموت ضرباً بالقبقاب زي شجرة الدر بالظبط ..
ألقت عليهم نظره سريعه ثم اتجهت إلى غرفت تجارب والدها مستسلمة إلي مصيرها
حمزة بحماس التمع بعينيه:-
بصي يا شروق بصي يا حبيبت أبوكي .. انا اصلا مخلفتش غيرك .. إنتي هتقعدي علي الكرسي اللي هناك دا و بعدين انا هصلت الأشعة دي عليكي .. اوعي تخافي مش ضارة خالص .. المهم هتروحي تجيبي اللقاح و انا بعد تلت ايام هسحبك تاني ليا هنا .. اهم حاجة تجيبي اللقاح قبل التلت أيام دول وإلا هرجعك تاني ..
جاهزة ؟!
هزت شروق رأسها نافية ودت لو ركضت هاربة من تلك الغرفة..
– متخافيش يلا استعدي..
وجه حمزة الجهاز الذي سيصدر منه الأشعة إلي شروق ثم اغمض عينيه و أطلق الشعاع ..
صرخت شروق عندما رأت ذالك الضوء متجه إليها بشدة قائلة:-
يلهوي منك لله يا حمزة يا أيوبي منك لله يا رب مش عاوزة أبقي حيوانه ..
ثم إختفي صوتها عند تلك النقطة
فتح حمزة عينية و هو على أتم الاستعداد أن يري ابنته حيوان آخر سيضاف إليهم كما عهد في تجاربه السابقة و لكن الحقيقة صدمته كونه لم يري اي حيوان ولا أثر لابنته .. فـ فرح كثير و ظل يقفز و يهلهل لاعتقاده أن التجربة نجحت .. خرج مسرعاً إلى الغرفة التي تحوي زوجته و أولاده يزف لهم خبر نجاح أول تجربة له ..
*******
كانت تنام وسط صحراء خاليه فنظرت حولها قائلة..
أنا متحولتش حيوان.. أنا لسه عايشه .. تجربتك نجحت يا محمد يا أيوبي .. شكرا يا رب على إنك انقذتني ..
ثم نظرت حولها قائلة بتزمر :-:
بقي إنت مش لاقي مكان غير دا و تنزلني فيه .. أنا في صحراء يلهوي ..
نهضت من الأرض ثم صارت مسافة ليست بقصيرة ..
و قد ارهقها السير كثيراً فقررت الجلوس لأخذ قسطاً من الراحة..
كانت شاردة في الخطوة التالية الي أن سمعت صوت همس فرفعت رأسها لتري ماذا هناك؟!
فوجدت نفسها محاطة بخمسة أفراد يرتدون ملابس غريبة الأطوار .. صاح أحد منهم ..
-من انتِ و ما هذه الملابس الغريبه ؟!
شلت الصدمة أطرافها قائلة:-
من إنتِ ؟! أحمس..
كادت أن تكمل حديثها و لكن قاطعها أحدهم قائلاً:-
ماذا تقولين يا فتاه هل تعرفين الملك أحمس ؟! هل إنتي دخيلة من الهكسوس
نظرت إليهم ببلاهه ثم ضحكت بشدة قائلة :-
احييييه ، انا تقريباً كدا فهمت مبروك يا حمزة يا أيوبي تجربتك نجحت و بشدة .. ليه يا رب كدا دا أنا مكنتش بحب التاريخ والله
منك لله يا إللي في بالي ملقتش حته توديني فيها غير الملك أحمس .. يا اخي تبا لذالك بقي .. والله و بقيتي دخليله يا بت يا شروق
نظروا الي بعضهم و لم يفهموا حديثها إلي أن هتف أحدهم:-
إمسكوا بها و لنذهب بها الى الملك أحمس ليجد لنا حلا مع هذه الدخلية
كادوا أن يمسكوا بها إلا أن صاحت بهم قائلة :-
اوعوا حد يمد أيوا لحسن اقطعهاله ، لا دا إنتوا متعرفونيش اوعوا نكونوا مكريني كيوت دا أنا اغزكم هنا
نظروا إلي بعضهم بجهل ثم نظروا إليها مجددا فتنهددت قائلة :-
والله يا بت يا شوشو و بقي ليكي أهمية و بتتكلمي باللغة العربية الفصحى
نظرت إليهم –
إياكم و أن يتجرأ أحد علي لمسي ساسير معكم بمفردي ثم حملت حقيبتها و كادت السير و لكن قاطعها أحد الحراس صائحا بها مما أثار غضبها …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطأ في آلة الزمن)