رواية حي البنفسج الفصل السابع 7 بقلم نور بشير
رواية حي البنفسج الجزء السابع
رواية حي البنفسج البارت السابع
رواية حي البنفسج الحلقة السابعة
” ٧ رمضان ”
تابع اليوم الثانى:
فى ذلك المنزل المتهالك وتحديداً بالطابق الثانى حيث يقطن ” السبعاوى ” وزوجته ” صباح ” برفقه صغارهم.
تقف تلك ” الأشجان ” أمام خزانة الملابس الخاصة بها وكأنها تُدعبث عن شيئاً ما حتى أنها قامت برمى كل ما تقع يداها عليه على الأرضية بإهمال شديد وهى تردد بغرابه.
– يا أدى النيلة هتكون راحت فين بس دى ياربى…؟
ومن ثم إقتربت من شرفة غرفتها لترى صغيرتها حيث تلعب مع الفتيات والصبية الصغار بالشارع ما يسمى بـِـلـُـعبة ” السيجا ” ثم صاحت بإسم صغيرتها بنبرة حازمة.
– ” زهرة “..
يااا بت يا ” زهرة “.
أنتى ياااا بت..
” زهرة ” وهى تركض إلى حيث والدتها.
– ايوه يا ماما عاوزه إيه…؟
” أشجان ” بسخرية وهى تردد بصدمة من أسلوب صغيرتها.
– عاوزه إيه…؟
ثم هتفت بحزم.
– أطلعى ياللى تنشكى عوزاكى.
” زهرة ” على مضض وهى تبرطم مع نفسها أثناء صعودها الدرج.
– يووووه بقاااا هو الواحد ميعرفش يلعب شوية من غير ما تنادهوا عليه.
وما أن دلفت إلى حيث شقتهم حتى نطقت بحنق طفولى.
– ايوه يا ماما نادتيلى ليه وخلتينى أسيب العيال وأطلع..
” أشجان ” بسخرية.
– يا أختى أهتمى بدروسك ومذكرتك زى ما أنتى بتهتمى باللعب كده وطول النهار مع العيال فى الشارع.
” زهرة ” بتذمر طفولى.
– أحنا فى إجازة وفى رمضان كمان وبعدين أنا بسلى صيامى زى ما أبويا قالى..
” أشجان ” بتهكم.
– والنبى ما حد هيجبلى جلطة غيرك أنتى وأبوكى..
قال يعنى البت كانت مقطعة الدنيا مذكرة أيام المدرسة..
” زهرة ” بعدم صبر فهى تريد الهبوط سريعاً لرفقاتها وتعاود اللعب معهم من جديد.
– طب ممكن تقوليلى عوزانى ليه عشان اتأخرت عالعيال والجيم هيبدء من غيرى..
” أشجان ” بنبرة منخفضة بعض الشئ.
– قوليلى يا بت ما شوفتيش كيس أسمر كده فى فلوس كان محطوط فى الدولاب جوه..
” زهرة ” وهى تقضب جبينها بتذكر.
– آاااه شوفته..
أبويا الصبح أخده من الدولاب وأنتى نايمة ونزل على طول..
” أشجان ” بغضب وهى تُضرب على قدميها بعنف فاركه إياها بإستحلاف.
– بقا كده يا ” موسى “..
ماااشى..
مااااشى أما تجيلى..
وهنا أستمعوا إلى صوت صياح الأطفال بالشارع فأقتربت ” زهرة ” من الشرفة وما أن طلت منها حتى قفزت بسعادة عارمة وهى تردد بصياح.
– أبويا جه أبويا جه..
” أشجان ” بتهكم.
– فرحه الأهبل دى كلها عشان أبوكى جه..
” زهرة ” بسعادة.
بصى يا ماما أبويا جايب إيه معاه تعالى أتفرجى..
أنا هنزله…! قالتها وهى تركض بسعادة باتجاه الباب لتهبط لأبيها كما قالت للتو.
” أشجان ” بتهكم وهى تذم شفتيها بسخرية.
– يا أما جاب الغراب لأمه..
ثم تابعت وهى تذهب باتجاه الشرفة وإذا بها شعرت وكأن الصدمة قد شلت حواسها وعجزت عن الحديث وهى تضرب بيديها صدرها قائله بغضب وهى تنظر لعربة التنقل الشعبية الصغيرة المدعية بـِـ ” التوكتوك “.
– يا نهار أبوك أسود ومهبب يا سبعاوى الزفت..
وحيات أمى ما هسكتلك المرة دى…! ثم أنهت حديثها وهى تذهب باتجاه الباب وبمجرد ما أن قامت بفتحه حتى أصتدمت بجسد زوجها الذى بادلها بأبتسامة محبة وكأنه لم يفعل شيئاً.
” أشجان ” بغضب وهى تصك الباب بعدما دلف مباشرةٍ.
– أنت شرفت يا سبع الرجال..
” موسى ” بخوف من نبرتها.
– استر يا اللى بتستر..
” أشجان ” بغضب وهى تضرب بيديها صدره بعنف.
– بقاااا كده يا ” موسى “..
كده تاخد فلوس هدوم العيد بتاعت العيال وتروح تصرفهم عالمخروب اللى تحت ده..
طب هات حاجة عدله يا راجل مش تروح تجيب توكتوك..
وهو أحنا ناقصين وكسة أكتر من اللى أحنا فيها دى ياربى.
” موسى ” بعدم إكتراث.
– يا ولية متبقيش وش فقر كده..
أنتى عارفة التوكتوك ده هيدخلنا يومية قد إيه فى اليوم..
” أشجان ” بتهكم.
– وهو أنت ناوى تسيب الشغل عالتوناية المكسحة بتاعتك وتنزل عالتوكتوك المخروب ده أنت أتهبلت يا راجل أنت..
” موسى ” بإستنكار.
– ميبقاش مخك تخين أومااال..
وهو أنا برضو هسيب التوناية عشان التوكتوك..
ثم تابع بإبتسامة عريضة وهو يتلامس بيديه بطنه المنتفخه أو ما يسمى بـِـ ” الكرش “.
– أنا ناويت أنزل الواد ” حماصه ” أبن ” أم علا ” على التوكتوك الجديد لحد ما الواد ” ياسين ” يتعلم سواقته وساعتها ينزل هو عليه..
” أشجان ” وهى تقفز فى مكانها بغضب.
– يااالهووووى يااالهووووى أهوووو ده اللى كان ناقصك وفاضلك يا أشجان يا أختى..
بقاااا أخرتها يا راجل يا اللى معندكش دم عايز الواد إبنك أبو ١٠ سنين ينزل يشتغل على توكتوك..
ودينى ودينى وما أعبد يا ” موسى ” أن ما بعت التوكتوك ده ورجعت الفلوس عشان أجيب كسوه العيال بتاعت العيد ما هقعدلك فيها ثانية..
” موسى ” بلامبالاه.
– يا ولية أصبرى على رزقك بكرا التوكتوك اللى مش عاجبك ده هيأكلك الشهد..
” أشجان ” بغيظ وغضب أعمى.
– أنت هتجننى معاك يا راجل أنت..
وهو أنت من أمته بتجيب حاجة عليها القيمة ولا حتى بنأكل من وراها الشهد..
ده أنا من يوم ما عرفتك يا حسرة وأنا مش بأكل حاجة غير أنى بسق التراب سف..
” موسى ” بغضب.
– يا باااااى عليكى وليه وش فقر..
أنتى عارفة التوكتوك ده أقل يومية هيدخلها لينا فى اليوم قد إيه..
” أشجان ” بسخرية.
– يا أخويا أنا عمرى ما شوفت لك إيراد ولا يومية ده أحنا طول الوقت بنصرف عالخرد اللى أنت بتجبهم من جبنا..
أيشى التوناية عايزه فانوس مش عارفة بكام وأيشى عايزه كاوتش بالشئ الفلانى وأيشى عايزه أبصر إيه ده اللى إسمه قول معايا…! قالتها وهى تفرك جبهتها محاولة تذكر ما تريد أن تتفوه به.
فأجابها ” موسى ” بلامبالاه وهو يشعل سيجاره بعدم إكتراث.
– بربيز إسمه بربيز يا جاهلة..
” أشجان ” بحدة.
– أنت بتعمل إيه يا راجل أنت ده فاضل أقل من ساعتين عالمغرب..
” موسى ” بنبرة ذات مغزى.
– أستغفر اللّٰه العظيم يارب.
يارب هى اللى أستفزتنى وخلتنى أحرق بنزين كتير وأفطر..
” أشجان ” بغضب.
– وأن شاء الله هتتحرق فى نار جهنم كمان..
بقااا يا راجل يا ناقص بتفطر فى نهار رمضان وقبل المغرب بساعتين أومال هتسيب إيه للواد ” ياسين ” اللى عمره ربع عمرك.
” موسى ” ببلاده.
– الواحد كان خرمان على سجارة وأنتى خليتى الواحد يفقد أعصابه.
ثم تابع وهو يسير باتجاه غرفة المطبخ.
أقولك على حاجة أنا سيبهالك وداخل أعمل كوباية شاى وبعدين هنخمد لحد ميعاد الفطار.
” أشجان ” بتهكم.
– اللهى تنام عليك حيطة يا بعيد وتريحنى منك..
وفى منزل ” الحاج عمران ” يجتمع الجميع بعد الفطور يحتاسون الشاى الذى قامت ” صبا ” بإعداده بناءاً على طلب من جدتها وهم يجلسون فى غرفة الصالون يتابعون التلفاز و ” فرحه ” جالسة حاملة بين ذراعيها صغيرها تهدهده بحب بالغ.
” عمران ” بحب وسعادة.
– واللّٰه زمان يا عيال ” عمران “..
الواحد بقاله كتير مستمتعش باللمة الحلوة دى..
” زينة ” بعفوية.
– ما أحنا متلقحين قصادك يا جدى ليل ونهار..
أنت بس اللى مش بتشبع من لمتنا حواليك..
” عمران ” بحب.
– وهو فى حد يشبع من لمة حبايبه حوالين منه وخصوصاً لو كانوا ولاده وأحفاده..
هما مش بيقولوا برضو ” أعز الولد ولد الولد “..
” عزيزة ” بحب.
– يا أخويا ربنا يديم لمتنا دايماً ويديم حسك بالدنيا..
” عمران ” وهو يغازلها بحب متكئاً على عصاه الأبانوس بهيام.
– أهوو لمتنا دى كوم وقعدتك أنتى كوم تانى يا زوزة..
” ثريا ” بمرح.
– اللّٰه عليك يا حاج وأنت رومانسى..
” عمران ” بحب واضح.
– اللّٰه يا بنتى وهو مش ده حق ربنا وبعدين ربك بيقول ” وإما بنعمة ربك فحدث ” وأنا أهووو بكلمكم على نعمة ربنا عليا فى الدنيا..
” عزيزة ” بخجل.
– يووووه يا حاج مش كده يا أخويا أنا بتكسف هههه وبعدين بلاش قدام العيال لأحسن هيفضلوا كل شوية يغلسوا عليا وأنت عارفهم هزارهم تقيل..
” عمران ” بحب.
– طب يبقا حد فيهم يضايقك كده وشوفى أنا هعملك فى إيه.
” صبا ” بحب وهى تقبل وجنت جدتها بمرح.
– يا أختى عليكى وعلى طعامتك يا زوزة وأنتى مكسوفة.
ثم تابعت وهى توجه حديثها إلى جدها بحماس.
– ما تحكيلنا يا جدو عن قصة حبك أنت وتيتة نفسى أوى أسمعك وأنت بتتكلم عنها..
” فرحه ” بحب هى الأخرى ونبرة يملؤها الحماس.
– آاااه والنبى يا جدو أحنا دايماً بنسمعها من تيتة ولا مرة سمعناها منك..
” عمران ” بتنهيدة.
– آااااه..
هحكى إيه ولا إيه ولا إيه..
ده أنا لو أحكى عليه أنا هوصف إيه وده كل ما فيه ولا فى الأحلام..
” صبا ” و ” فرحه ” بنفس الصوت وبنبرة مرحه.
– آاااه يا سلام يا سلااام يا سلااام يا سلااام..
” عزيزة ” بخجل.
– يووووه يا حاج شوف العيال بتقول إيه…؟
آاااه يا قليلة الحيا منك ليها..
” فرحه ” بمرح وهى تميل على كتف جدتها بدلال.
– ما تسيبى الراجل يحكى يا زوزة عايزين نسمع اللّٰه..
ثم تابعت وهى تحس جدها على تكمله حديثه.
– كمل يا جدو والنبى عايزين نسمع..
” عمران ” وهو يتذكر أيام صباهم سوياً.
– آااااه..
كان بيت عمى قصاد بيتنا وكنت فى الطالعة والنزلة ألمحها وأبعتلها الجوابات مع السقا وهو بيعبلهم المايه..
كانت أيام يا ولاااااد..
كان الحب زمان فى الجوابات وكان تبقا مصيبة لو وقع الجواب ده فإيد حد من أهلنا..
مش عشان فى كلام بطال لسمح اللّٰه بس عشان كان فى حاجة إسمها حيا وكسوف للبنت وإحترامنا للكبار وأهلنا..
ثم تابع وهو يقترب برأسه من ” عزيزة ” مردداً بنبرة مليئة بالغزل والمحبة.
– فاكرة يا ” عزيزة “..
فاكره لما كنت بجيب ” هلال ” بالكمانجه بتاعته ونقعد عالقهوة تحت البيت وأخليه يعزفلك غنوتنا..
ثم تابع وهو يدندن ويهز رأسه بأنسجام شديد مع كل كلمة يتغنى بها.
– تلات سلامات
يا واحشني تلات أيام
بأيدى سلام
وعينى سلام
وقلبى سلام
يااااااا يا ولاد رجعتونى للذى مضى..
” سليم ” بحب.
– ربنا يديك الصحة يا حاج وبعدين أنت لسه شباب..
” عمران ” بحب.
– شباب إيه يا أبنى البركة فيكم أنتم..
مش هناخد زمنا وزمن غيرنا..
” كريم ” بحب وهو يقبل كتف والده رابتاً عليه بحنان.
– أوعى تفكر الشعر الأبيض ده معناه أنك عجزت ده الشباب شباب القلب يا حاج..
فشعرت ” فريدة ” بالسؤم مما يحدث فهتفت إلى زوجها بنبرة يملؤها الدلال المصتنع.
– سليم يلاااا بيناااا..
أنا تعبت أوى من القعدة ومحتاجة أطلع أرتاح شوية..
” عزيزة ” بعفوية.
– يوووه يا بنتى ما لسه بدرى يا حبيبتشى ده حتى لسه مقطعناش الكنافة..
” فريدة ” بنبرة لا تقبل النقاش مقتضبة.
– معلش يا تيتة يوم تانى أصل أنا لسه تعب السفر مأثر عليا..
” سليم ” بحرج وإبتسامة يحاول جعلها طبيعية.
– طب عن إذنكم يا جماعة وبكرا أن شاء اللّٰه هنقعد مع بعض أكتر.
” مجيدة ” بحنان.
– طب ما تطلع يا حبيبى تريح شوية وأقعد أنت معانا ده أنت حتى لسه مدوقتش القطايف والكنافة اللى ” صبا ” عملاهم.
” سليم ” بأبتسامة مهزوزة.
– معلش يا أمى بكرا أن شاء اللّٰه هقعد معاكم ومش هطلع غير بعد السحور..
ثم تابع وهو يوجه حديثه إلى ” صبا ” بأبتسامة مجاملة.
– تسلم إيدك يا ” صبا ” البامية كانت جميلة جداً..
” صبا ” بتهذب.
– بألف هنا يا بشمهندس.
وما أن هم كلاهما بالرحيل حتى أستمعوا إلى الطرق على باب الشقة ومن ثم دلف كل من ” إسحاق ” وزوجته ” فريال ” حيث يحمل ” إسحاق ” بين يديه كيس أسمر اللون به فسيخ أو ما يُسمى ” بالملوحه ” بجميع أنواعها.
وبعد الكثير من الترحاب والإحتضان وتعرف كل منهم على ” فريدة ” الذى كان التقزز واضحاً وبشدة على معالم وجهها حتى هتفت ” عزيزة ” بأبتسامة محبة.
– أخس عليكى يا ” فريال ” وهو أنتم غرب يا أختى…؟
إيه اللى أنتم جيبينوا معاكم ده…؟
” فريال ” بحب خالص.
– متقوليش كده يا حاجة ده أنتم أكتر من أهل بأمانة دول بس كام كيلو فسيخ على ملوحة حلاوة المولد الجديد الرب يحميه.
” عزيزة ” بحب وهى تربت على كتفها بحنان.
– يا أختى والنبى ده أنتم ونعمة الجيرة والصحبة ربنا يديم المعروف بينا بس ما كانش له لزوم التكلفة دى ما خير ربنا كتير والحمدللّٰه.
” فريال ” بحب وهى تربت على ساق ” عزيزة ” بحنان.
– تعيشى يا خالتى تنه عامر دايماً.
” إسحاق ” بسعادة.
– إيه يا بشمهندس أنت ماشى ولا إيه ولا إذا حضرت الشيطاين..
” سليم ” بحب.
– لا طبعاً متقولش كده ده أنت وحشنى جداً بس كنت طالع أريح شوية عشان تعب السفر والصيام، وأنت عارف بقااا..
” إسحاق ” بحب وهو يجذبه ليجلس إلى جواره.
– والعدرا لأنت قاعد يا راجل ده أنت وحشنى أوى..
فنظر ” سليم ” إلى ” فريدة ” نظرة مستعطفه يُحثها على المكوث قليلاً ولكنها لم ترضخ له وهتفت بإقتضاب.
– طب عن إذنكم أنا يا جماعة هطلع أرتاح شوية ثم تابعت وهى تقترب من زوجها ساحبه المفتاح من بين يديه بعدم إكتراث وهى تتجه صوب الباب.
– تصبحوا على خير..
الجميع مردداً فى عجابه من موقفها: وأنتى من أهله.
” عزيزة ” ملطفة الأجواء من بعد رحيلها.
– أنستونا يا جماعة واللّٰه خطوة عزيزة يا أختى.
” فريال ” بحب “.
– تعيشى يا خالتى وتسلمى.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حي البنفسج)