روايات

رواية حلم الفصل التاسع 9 بقلم سارة مجدي

رواية حلم الفصل التاسع 9 بقلم سارة مجدي

رواية حلم الجزء التاسع

رواية حلم البارت التاسع

رواية حلم الحلقة التاسعة

جالسه فى منتصف سريرها ممدده قدميها أمامها سارحة غير واعية بنظراته التى تتفحصها بقلق
يعلم جيداً أن عقلها سارح فى كل ما حدث مع أختها الصغيرة
و كيف سقطت أرضا من على درجات السلم دون أن يرف جفن لوالدها الذى شاهد سقوطها بكل دم بارد
أخذ نفس عميق و هو يقترب منها برفق و جلس أمامها لتنتبه له حين بدء فى تدليك قدميها بطريقة إحترافية و مميزة و هو يقول بحب
– أنا بحب أنفذ و عدي لكن من الواضح كده أنتِ اللى عايزه تهربي
لم تستطع الإبتسامه على كلماته لكن سقطت تلك الدمعة الحبيسة داخل عينيها من وقت غادرت المستشفى ترك قدميها و أقترب منها يضمها إلى صدره بحنان و قال بهدوء
– عارف إن كل إللى حصل صعب على أى حد يستوعبه و يفهمه … بس أيه الجديد فى تصرفات عمي هو عمره ما فكر فى حد و لا شغل باله بحد المفروض يا حبيبتي بدل ما تفكرى فى إللى حصل و تزعلي تفكري إزاى نقف جمب حلم و نخرجها من دايرة الماضي و كل الأحداث الصعبة إللى حصلت إزاى نقدر نخليها تعيش حياتها
صمت لعدة ثواني ثم قال بصوت هادىء تغلغل إلى عقلها و روحها و وصل إلى قلبها
– إحنا كلنا محتاجين ننسى عمى أحمد و ننسى تصرفاته و وجوده … أحنا محتاجين نقفل بيبان الماضي علشان نعرف نعيش الحاضر و نرتب لمستقبلنا
رفعت عيونها إليه التى تحمل حزن ينحر قلبه دون رحمه ليبتسم لها بحنان و كأنه أب ينظر بحنان كبير إلى طفلته الصغيرة الحزينة على فقدان دميتها المفضلة
يعدها أن يأتي لها بأفضل منها … يمسك بيديها يضمها إلى صدره بحركة حماية و دعم لتضع رأسها من جديد على كتفه و أغمضت عينيها و هى تهمس ببعض الكلمات الذى لم يتبين منها سوى
– الماضي لعنة هيطولنا كلنا
شعر بأنقباض بقلبه و كأنه لا يستطيع التنفس و لا يجد هواء حوله يتسطيع تنفسه
~~~~~~~~~~~~~~~
فى صباح اليوم التالي دلفت الطبية النفسية إلى غرفة حلم التى تجلس صامته تمامًا تنظر إلى النافذة الكبيرة تتابع تلك السحب البيضاء الكبيرة التى تملىء السماء و تخبىء خلفها زرقة السماء و صفائها غير شاعره بمن معها فى الغرفة و لا بدخول الطبيبة
جلست الطبيبة أمامها لعدة دقائق صامته لم تنظر لها حلم و لا يبدوا على وجهها أنها تعلم بوجودها من الأساس
قالت الطبيبة بصوت هادىء
– إزيك النهاردة يا حلم ؟
لم تتحرك حلم و لم يظهر على وجهها إلا معالم تدل على أنها سمعتها و قبل أن تعيد الطبيبة كلماتها نظرت لها حلم و قالت
– كويسة
– طيب الحمد لله … تسمحيلي نتكلم شوية مع بعض
قالت الطبيبة كلماتها بابتسامة بشوشه مريحة إلى النفس لتبتسم حلم إبتسامة حزينة صغيرة و قالت
– اه ممكن … و هو فيه فى أيدى حاجة تانية غير الكلام
أعتدلت فى جلستها و قربت وجهها من الطبيبة و هى تقول
– أنا مش محتاجة أتكلم علشان أنسى الماضي … أنا الماضي عايش الحاضر … و عمره ما مات و لا خلص .. نقدر نتكلم و أقولك على كل إللى بحس بيه و إللى بفكر فيه .. بس لا أنتِ و لا أخواتي و لا أى حد قادر يشيل الكره إللى جوه قلبي لأب عمره ما حبني .. عمره مكان راجل حقيقي لأمى أو لأخواتي أو ليا .. عمره مكان مصدر أمان طول عمره هو الشىء الوحيد السىء فى حياتي العلامة السودة إللى شوهت صورة الحياة فى عيوني
أبتسمت بسخرية و هى تكمل
– أمحى الماضي .. رجعى أمى .. غيري أبويا وقتها أنا هخف زى ما أنتوا عايزين
كانت الطبيبة تستمع إليها بصمت عيونها ثابتة على تعبير وجه حلم الذى يرتسم عليه التقزز وقت ذكر والدها و ترتسم ضحكه لطيفة حين تذكر والدتها … و ظلام حالك داخل عينيها حين تتحدث عن المستقبل و الحياة … أنها حالة صعبة و تصل إلى حد أنها ميؤس منها طالما هى ترفض العلاج
ظل الأثنان ينظران إلى بعضهم بصمت حتى عادت حلم تنظر إلى السماء من جديد عبر شباك غرفتها لتقف الطبيبة و توجهت إلى الباب و قبل أن تفتحه نظرت إلى حلم و قالت
– محدش فينا بيختار أبوه و أمه و أخواته بس الإنسان فى إيده يختار حياته .. يغيرها و يبدلها زى ما هو عايز و يحقق رغباته كلها .. الحياة مره واحده بس يا حلم و لازم تتعاش … بلاش تبقي ضعيفة كسرى قيود روحك و شوفي راحتك فين و أرتاحي
لم تنظر إليها و لم تحرك ساكنًا لتفتح الطبيبة الباب و غادرت لتنظر حلم إلى الباب و أنحدرت تلك الدمعة ثم عادت بنظرها إلى السماء و هى تقول
– نفسي أرتاح
~~~~~~~~~~~~~~~~~
قبل ذلك بقليل وصل غسان إلى المستشفى ليجدهم يجلسون بالخارج شعر ببعض القلق و أقترب سريعاً من نوار التى تسند رأسها إلى الحائط و مغمضة العينين جلس جوارها وهو يقول
– مالك يا نوار حلم فيها حاجة ؟
فتحت عيونها تنظر إليه و قالت بإبتسامة صغيرة
– أنا كويسة .. الدكتورة النفسية مع حلم علشان كده قاعدين هنا
نظر حوله و قال باستفهام
– أمى فين ؟
أعتدلت فى جلستها و قالت
– نزلت الكافيتريا تجيب قهوة و راغب راح يصلي
أومىء بتفهم و عم الصمت عليهم لعدة دقائق كان هو يحتضن كف يديها بين يديه
لتقول هى بأبتسامة متوسله
– غسان هو ينفع و إحنا هنا نكشف مره تانية .. مش يمكن يكون فى علاج تاني
أخفض عينيه ينظر أرضاً و الذنب يعود ليؤنبه من جديد لكنه قال
– حاضر يا نوار هنروح لدكتورة تانية بس نطمن على حلم
أومئت بنعم و هى تقول
– إللى تشوفه يا غسان
طاعتها هدؤها نظرات الأحترام و التقدير … العشق الواضح فى عيونها و الحب الكبير الذي تكنه له يزيد من ألم قلبه و يزيد من تأنيب ضميره و أحتقاره لنفسه
مر بعض الوقت فى صمت
عادت رقيه و معها قهوة لها و نوار جلست جوار غسان تطمئن منه على البيت و على والده و جده
حين غادرت الطبيبة وقف الجميع أمامها فى نفس اللحظة التى أقترب فيها راغب منهم يسأل بأهتمام
– خير يا دكتور
نظرت الطبيبة لهم بأسف و حركت رأسها يميناً و يساراً بيأس
– للأسف الحالة رافضه أى تدخل .. الحالات إللي زي دى الطب بيقف قدامها عاجز طول ما المريض رافض أنه يعترف أنه محتاج مساعدة
خيم الصمت على الجميع لعدة ثواني حين قالت الطبيبة
– لازم تفهموا أن الشخصيات دى مش هتكون مؤذيه لحد قد ما هتكون مؤذيه لنفسها
نظروا جميعاً إلى بعضهم بصدمه لتقول نوار بقلق
– ممكن تموت نفسها
حركت الطبيبة رأسها بلا و قالت
– مش للدرجة دي … بس قرارتها ممكن تتسم بالحده و زيادة العند و التحدى حتى على حساب نفسها
عاد الصمت يكون سيد الموقف بين نظرات حزن و خوف و بين إحساس يزداد كل يوم بالخسارة
– أنا مستعده لأعطاكم أى نصيحة أو معلومة أو حتى دوا … أتمنى أنها تكون بخير
قالت الطبيبة كلماتها و غادرت و ظلوا جميعاً واقفين يخيم عليهم الصمت يحتضن غسان نوار التى تبكى بحزن شديد و غضب و كره يزداد تجاه والدها الذي دمر حياتهم دون أستثناء
و عند تلك النقطة نظرت إلى راغب الذي يستند إلى الحائط بأحباط و حزن شديد
~~~~~~~~~~~~~~~~
أستيقظ أحمد من نومه بتثاقل كأسد تناول وجبه دسمه و نام و هو سعيد
نظر إلى حُسن النائمة كملاك بريء ينقصه أجنحة بيضاء
غادر السرير برفق و هو يعدها بينه و بين نفسه أن يعطيها أفضل صباح مر فى حياتها بعد تلك الليلة النارية و التى شعر فيها أنه ملك من ملوك العصور الوسطى و ليس معه أمرأة واحدة فقط بل شعر أنه يجلس داخل حرملك كبير مليء بالجواري الذين لا يريدون شىء فى الحياة سوى رضاه
وقف يعد الطعام و عصير طازج و عقله سرح فى كلماتها عن عدنان
– أنت عارف إنه بيجبرني على الشغل فى الكبارية و أنا تعبت من الزباين و هو كل يوم ياخد فلوسي و بس
كان يستمع إلى حديثها و هى تجلس فوق قدميه يداعب خصلات شعرها المموجه أكملت هى بدلال يفقده كل خلايا عقله و قلبه
– أنت عارف نفسي أطلق منه و أبقى ليك أنت بس … أنا و أنا معاه بحس أنى بخونك أنت لأنى مش بحب حد غيرك و لا بحس أن ليا جوز غيرك
عاد من أفكاره و هو قد وصل لحل لها سوف يرضيها و أيضاً يرضي رجولته
أمسك هاتفه و أتصل بأحد أصداقه محامي لكنه متخصص فى قضايا الخلع و الطلاق و الزنا فهو أفضل معين له فى تلك المشكلة و هو من سيجد له الحل المثالي

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى