رواية حكاية ليله الفصل الثاني 2 بقلم ملك منصور
رواية حكاية ليله الجزء الثاني
رواية حكاية ليله البارت الثاني
رواية حكاية ليله الحلقة الثانية
دخلت أوضتي، يااه حسيت إني بقالي زمن مدخلتهاش، كنت مفتقدها بجد، فعلًا الواحد مبيعرفش قيمة الحاجة غير لما تروح منه، أبسط حاجة أوضتي، حسيت بقيمتها دلوقتي، وسريري حبيبي، ده أنا ضهري اتكسر من غيرك، شوية على الكنبة وشوية على المرتبة هي مريحه آه بس أكيد مش زيك يا غالي، رميت نفسي على السرير ومفيش دقائق لقيت باب الأوضة بيتفتح..
_يونس حبيبي وحشتني.
خدت ماما في حضني، شهر مشوفتهاش!
عمر ما مدة غيابي عنها وصلت لشهر! وحشتني ووحشني كلامنا وحكاوينا اللي مكنتش بتخلص كل يوم في المطبخ ولا نكشي ليها وهي بتعمل الأكل.
– وإنتِ كمان وحشتيني يا حبيبتي، عاملين إيه من غيري.
**********
_ وبس يا ستي أعمل إيه بقى دلوقتي.
– إنت إيه اللي مأكدلك كده إن باباها ممكن يخطبها دلوقتي وانتوا لسه في الجامعة؟
– يبنتي أنا فاهم أبوها، لو اتقدملها حد كويس هيبقى ليه لأ وكمان هي مش صغيرة خلاص أحنا في تالتة وفاضل سنة على التخرج، يعني لو اتقدم لها حد دلوقتي هيوافق على الخطوبة والفرح بعد ما تتخرج.
_ هي لو بتحبك مش هتوافق.
– تمام بتحبني، بس هتستنى على أساس إيه على أمل أو إحساس منها، وأنا مفيش مني أي خطوة أو حاجه تأكدلها ده، وكمان هتقنع باباها إزاي.
_ إنت شاكك إن في حد هيتقدملها؟
-أيوة يا ليلوش، المعيد اللي عندنا شكله ناوي يتقدم لها.
_ بص يا باشا، اتقدم لها، اتخطبوا ومش لازم تتجوزوا على طول، اونكل طلال متفهم ولو إنت كلمته وصارحته إنك بتحبها بجد ومش عايز تلعب هو هتلاقيه من نفسه بيقولك تعالى اخطبها لك بس مفيش جواز غير لما تكون نفسك وتبقى مسئول.
– تفتكري؟
_ اسمع مني،
ويلا افتحلنا البلايستيشن خلينا نلعبلنا جيم ولا حاجه.
*********
قعدنا شوية حلوين أنا وماما، فضلت تحكيلي عن البيت وبابا واخواتي اللي مجننينها، كنت مشتاق للحديث ده جدًا…
_متشيليش هم يا حبيبتي، أنا هعرفلك ماله حاله متشقلب معاكِ ليه.
سكتت شوية ولقيتها بتبصلي وعلى وشها ابتسامه عريضة.
-طمني عليك يا حبيبي عامل إيه إنت ومراتك.
_ابتسمتلها بسخرية: كويسين.
-مفيش حاجه كده ولا كده.
بصتلها باستغراب مع إبتسامه تساؤل مرسومة على وشي: حاجة إيه يا ماما؟
_يولا مش ناوي تفرح قلبي وتجيبلي نونو صغير كده نفس….
ابتديت استشف كلامها وعايزة توصل لفين من حديثنا ده،
قطعتها وكملت بسخرية: إنتِ بتهزري صح؟
إنتِ كنتِ معانا وعايشه اللي حصل مش كده؟ حقيقي مش فاهمك،
وعشان تطمني اكتر مفيش حاجه جايه لا في القريب ولا في البعيد.
أنا قايم أشوف ليله.
مشيت قبل ما تبدأ لي أنا نفسي أفرح بيك والإسطوانة إياها.
*********
– أحسن حاجه في جوازتكوا دي إننا هنعرف نتقابل أكتر.
_ بسخرية: على رأيك يا مروان هي دي الفائدة الوحيدة من جوازتنا.
– بصلي بابتسامه ماكره: بس احكيلي كده وافقتي إزاي على يونس.
_ ابتسمت له بسخرية: نصيب يا مروان يا أخويا نصيب.
– لأ بجد إزاي “سكت ثواني وكمل” لحظة إنتوا كنتوا متصاحبين! بس إزاي ده إنتِ مش بتطيقيه..
“مين ده اللي مش بتطيقيه يا حبيبتي”
قطع مروان يونس بابتسامه، بصتله بإستغراب على كلامه فقابلني بنظرة بـ ترد على نظرتي واللي كان معناها “مش قولنا بنمثل”
– متاخدش بالك ده حد معرفه كده، إيه ده ندى جت أهي.
” كان لسه مروان مخلصش جملته وكان يونس راح عند ندى، عارفه إنه علاقته بأخته قوية وإنهم أصحاب أكتر ما هما أخوات، من كلامها ومن كلام مروان ودي حاجة جميلة…
مش بتطيقني معرفش ليه بس هي كده ومش فارق معايا، منكرش إني مش بستلطفها بس هي اللي بدأت يقدم السبت يلاقي الاحد.
******
_حبيبي، حبيبي وحشتني أوي.
– وإنتِ كمان يا حبيبتي عامله إيه.
“هاي ندى ازيك عامله إيه”
بصت لي ببرود وردت بسخرية: أهلًا.
أسخف أهلًا ممكن حد يسمعها، رمت كلمتها وجريت هي ويونس على اوضتها.
_ خدي عندك بقى مش هنشوفهم غير ع الأكل، ده شهر يبنتي مشافوش بعض يعني حوارات وحكايات.
” مش عارفه يالا يا مروان ندى دي تبقى توأمك إزاي ولا حتى إنت إزاي تبقى اخو الاتنين دول”
– وحياتك ولا أنا.
******
_ كل دي غيبه، شهر بحاله!
بسخرية: إيه عجبتك القاعدة معاها؟
– يبنتي إنتِ عبيطه، أنا مش مفهمك اللي فيها، لو جيت قبل كده بابا كان ممكن يشك، أنا هعرفك على أبوكِ يعني، وبعدين ما أنا كل يومين بقابلك يا ها
بصت لي بخبث وهي حاطه إيدها في وسطها ف كملت: يا شيخه روحي ده أنا لسه واخد رقمها من يومين.
_ ماشي يا سيدي، تعالى بقى أما احكيلك عملت إيه الاسبوع ده.
******
” هزرنا أنا ومروان ودخلنا نلعب في الليفينج ps لحد وقت الغدا محسناش بالوقت غير وطنط بتنده”
******
_ماما، ما تكلمي خالتو تيجي انهارده بما إن يونس جه وكده.
– لسه كان على بالي يبت يا ندى، تعالي حطي الطبقين دول عقبال ما أرن عليها.
“خرجت أنا ومروان للسفره كان وقتها يونس جاي من عند ندى، لاحظت استغرابه لما شافني أنا ومروان.”
-الله الله على الروايح، تسلم إيدك يا حبيبتي وحشني أكلك أوي.
-ألف هنا يا حبيبي.
“أنا آسفه يا ماما، كنت عايزه اجي أساعدك بس الوقت سرقني أنا ومروان.”
– ولا يهمك يا حبيبتي، أنتِ أول مرة تيجي لنا معقول هشغلك بالعمايل.
لسه كنت هقعد لقيته بيقرب مني وبيهمس بابتسامه: إنتِ كل ده كنتِ قاعدة سوا إنتِ ومروان.
بصيت له بإبتسامه ورديت بسخرية بسيطة: آه، أومال هفضل مستنيه الأستاذ لما يحن علينا ويخرج من عند ندى.
ضحك: والله؟
سبته وروحت قعدت على السفرة قبل ما طنط تقعد وحد ياخد باله.
قعدنا كلنا سوا واتغدينا كان جو لذيذ بحكاوي طنط عن زمان وهي بتحكي لي للمرة المئة عن إزاي هي واونكل طلال عرفوا بعض رغم إني عارفه الحكاية بل حافظاه بس بردك، كل مرة بتحكيها كأنها بتحكيها لأول مرة بحماس جديد وإحساس جديد غير اللي قبله، ووسط الجو اللذيذ ده، مخليش من نظرات اونكل طلال ويونس لبعض، كان باين التوتر اللي بينهم وباين نظرات الغضب اللي كانت موجهه ليونس، نظرة اونكل طلال شايله غضب ولوم وعتاب،
خلصنا أكل واتجهنا سوا للصالون في قاعدة عائلية جميلة وبعد صمت قليل قطعه اونكل طلال: عاملين إيه في الجواز يا حلوين، عامل إيه يا يونس، لسه بتسهر وبترجع لنا وش الفجر، قوليلي يا ليله يا حبيبتي الواد ده بيقرفك بيسيبك لوحدك وينزل.
بصيت لـ يونس كان بان عليه ملامح الغضب من كلام اونكل طلال اللي كان شايل طبقة سخرية، ابتسمت: لأ يا اونكل مش بيسيبني لوحدي، مبيسه…..
_ متغطيش عليه يا حبيبتي، أنا عارف اللي فيها، كنت فاكره هيعقل بس أقول إيه ديل….
قطعته طنط بحده “طلال”
– ده إنت مراقبني بقى؟
_ مش محتاج، العينة بَينة، لسه طايش غير متحمل للمسئولية، وإنت فاهم قصدي كويس يا أفندي.
– إنت مبتزهقش كل يوم نفس الكلام، نفس الإسطوانه؟
_ احترم نفسك وأنت بتكلمني يا ولد، اظبط حالك وبعدين تعالي اتكلم وقول نفس الاسطوانة ونفس الفلاشة.
– وماله حالي؟
بحده: إنت أكتر واحد عارف أنا تعبت إزاي واتبهدلت في الكلية دي قد إيه، ست سنين، ست سنين تعب وسهر وتوتر، ست سنين هلك، من أيام ثانوي وأنا في الدوامة اللي مبتخلصش، حتى في اجازه الصيف كنت بنزل تدريبات وكورسات مكنتش بنام وأكبر دماغي وكنت على طول معاك في الشركة، وبعد كل ده مش من حقي أريح واشم نفسي شوية!
“مع كل جملة كان صوت يونس بيعلى أكتر، والكلام خرج من إنه نقاش لخناقه بينه وبين اونكل طلال”
_ بعصبية: الكلام ده بتقوله من ساعة ما اتخرجت يا بيه، “بَريّح”
بتريح من إيه يخويا، هتفضل طول حياتك بتستريح من كونك خريج هندسه، إنت مش أول واحد يدخلها ولا آخر واحد يتعب، بس مش كلهم مستهترين وطايشين غير متحملين للمسئولية ولا عايزين يفوقوا لنفسهم زيك، الأول قولت اسيبك على راحتك لسه متخرج وفرحان سيبه يا طلال يشم نفسه بس لقيتك سوقت فيها، بعد ما كنت بترجع 12 بقيت 2 لحد ما مبقيناش نشوفك غير وش الصبح، واللي ناخده منك أنا من حقي أعيش حريتي، شكلك محتاج تفهم معنى الحرية الأول وبعدين ترجع تتكلم يا أستاذ.
‘خلاص يا طلال استهدى بالله بس’
_ اوعي.
” كان لسه يونس هيرد، قطعته بسرعه قبل ما يتكلم، مسكت إيده وهمستله ما بين ابتسامتي: اهدى، ممكن تيجي معايا ثواني.
وقبل ما يرد كنت شديته من ايده على أول اوضه قابلتني اللي طلعت اوضه ندى.”
****
_ سيبيني بقولك، بقولك سيبيني.
شد إيده من إيدي بغضب: بتشديني ليه ها؟
حاولت إني أهديه على قد ما أنا متغاظه منه ومتعصبه سواء من أسلوبه مع باباه أو اللي عمله إلا إني اخترت أهدي الموقف: ممكن تهدى شوية؟
رد بعصبيه وانفعال: بتدخلي ليه أصلًا، إنتِ مالك؟!
إنتِ مين أصلًا؟
اندهشت من كلامه، بعدت عنه: أنا مين!..أنا ليله…ليله، لفيت وشي بعصبية مستغربة كلامه وبعدين لفيت له تاني ووقفته: أنا مش فاهماك، مش فاهمه تفكيرك!
هي دي حجتك لكل حاجة وأي حاجة إنك دخلت هندسة وتعبت ومشغول ومش فاضي وراك مذاكرة أصل إنت مفيش منك “كانت نبرة صوتي ابتدت تعلى كنت لاحظتها فهديت صوتي” أصل محدش قدر يدخل هندسة غيرك، هو ده مبررك صح؟
رد بإنفعال مصحوب بضيق: وإنتِ تعرفي إيه عن الكليات الصعبة أو حتى عن معاناة هندسة وثقل الدراسة والتعب اللي الواحد بيبذله عشان تتكلمي بالثقة دي، إنتِ فاكرة اللايف كوتش بتاعتك دي شغلانه؟
ت…
قطعته: فاكرة؟ .. لأ هو أنا حقيقي مش فاكرة عشان هي فعلًا شغل، ورأيك مش هو اللي هيقول هي شغل أو لأ، وبمناسبة الكليات الصعبة إنت حتى متعرفش أنا خريجة إيه، مستوعب؟
أنا خريجة صيدلة وبتقدير عالي يعني من منظورك كلية صعبة وتقيلة وكمان بتقدير ياه ده أنا عملت المستحيل!
وبعد ما اتخرجت كملت واتجهت لمجال الصحة النفسية بجانب مجال كليتي عشان أنا بحب المجال دة عامة ومشتكتش وقدرت إني اوازن بين الاتنين، عشان أنا حابه ده وكان اختياري.
محدش أجبرك إنك تدخل هندسة، وأنا عارفة دة كويس، اونكل طلال كان دايمًا بيحكيلنا في التجمعات اللي حضرتك مكنتش بتتنازل مرة وتجيها وتحط باباك كل مرة في مواقف أوحش من بعضها، إنه مغصبكش وكانت بمزاجك واختارتها وإنت اللي تعبت عشانها!
ما كريم دخل هندسة وخلصها بتقدير عالي ورغم كده كان بيلاقي الوقت إنه يجي يتجمع معانا ويقعد ويتكلم مع باباك، كان بيقدر يفضي نفسه كام ساعة عشان يحافظ على الود ولما مكانش بيجي كان بيبقى معذور عشان في الأساس مكنش بيتخاذل..
خلاصه الكلام أنا هقولك جملة أخيرة متخليش هندسة هي شماعة ظروفك.
“الدهشة اترسمت على وشه، بصلي بإستغراب من ردي ومشي، قدر إنه يستفزني فوق استفزازي الضعف، بس المرة دي قدرت إني اتحكم في نبرة صوتي…
لسه كنت بخرج من الأوضه لقيت اللي دخلت وقفلت الباب
_ ممكن أفهم بتدخلي ليه في اللي ملكيش فيه؟
إنتِ مالك، نقاش بين أب وابنه إنتِ بتحشري نفسك وتدخلي ليه؟
بسخرية: اوعي تكوني فاكرة إنك مراته بجد، شكلك صدقتي اللعبة،
فوقي يا حبيبتي، إنتِ ملكيش حق إنك تتكلمي، إنتِ…..
” اتفاجئت من كلامها…
أول مرة حد يقولي كلمة واسكتله، أول مرة حد يتكلم معايا بالاسلوب ده ومتكلمش!
قالت كلام كتير، ومع كل كلمة كنت بندهش أكتر، أعلنت رفضها التام لجوازتي من أخوها، كرهها الغير مبرر، فرصة مثالية ليها عشان توضحلي إني داخله معركه خسرانه رغم إن مفيش أي حركة مني تدل على إني داخله حرب معاها!
سكتت، وأول ما قفلت بوقها فتحت الباب وخَرجْت من اوضتها من غير ولا كلمة، خرجت وأنا مستغربة كلامها، ردة فعلها، واللي دهشني أكتر إنه حكى لها على الإتفاق اللي بينا وأحنا متفقين إن مفيش حد هيعرف،
هل هو عنده علم بكلامها؟
أكيد عنده، لو مكانش عنده مكنش حكى ليها.
مشيت وأنا كلي غضب صادفت مروان في طريقي.
_ مم..مروان، الأوضه اللي هقعد فيها فين، ااأصدي اوضه أخوك.
شاورلي على مكان الأوضه مشيت على طول من غير ما استنى رده.
********
_ يونس رايح فين!
– ماما بعد إذنك مش دلوقتي.
_ مينفعش تنزل، خالاتك جايين يباركولك.
“كلام ماما كان بالنسبة لي زي النار جنب البنزين، في الحقيقه كلام أي حد دلوقتي هيبقى بالنسبة لي زي البنزين، نزلت بسرعة قبل ما ادخل في نقاش مع ماما”
_ يونس، أنا بتكلم هن…
” كان لازم أنزل، محتاج أرتب أفكاري، محتاج أهدى، روحت عند المكان اللي بروحه دايمًا وقت ما بتضيق بيا، اللي بحس بـ نفسي فيه، روحت الكورنيش، مشيت لحد ما وصلت للكرسي اللي بقعد عليه، مكان هادئ مش كتير يعرفوه يمكن اتنين غيري اللي يعرفوه ودي ميزته، قعدت وسبت أفكاري تتسرسب، وأنا ببص على النيل في محاولة مني إني أهدى…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكاية ليله)