رواية حكاية الاخوين الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani
رواية حكاية الاخوين الجزء الثالث
رواية حكاية الاخوين البارت الثالث
رواية حكاية الاخوين الحلقة الثالثة
…. بينما كان الأخوين في التصاقهما وعيونهما تتطلع نحو الأفق شاهدا طائراً كبير الحجم أبيض اللون يرفرف في الهواء ويقترب منهما شيئاً فشيئاً ليهبط بجانبهما على باب الجرف
فذعرا وخافا منه وازدادا التصاقا ببعض
ولكن سرعان ما ذهب الخوف عنهما وتلاشت وحشتهما عندما سمعا الطير يخاطبهما بصوت ألفاه وأحباه وتعلقا به كثيرا يقول لهمـا : لا تخافا يا أبنائي فأنا جئت إلى هنا لمساعدتكم لأن امكم أوصتني قبل أن تموت لكي أحميكم
وقد جئت الان لحراستكم عندما رأيتكما وحيدين في هذا المكان الذي تتخذه الوحوش مأوى لها صمتت قليلا لتعاود قولهـا : منذ ان توفيت أمكم وأنا أتابع حياتكم
فرح الطفلان وانسا بحضور هذا الطائر العجيب التي قدما لهما ما أحضرته معه من طعام فأخذا يأكلان منه وهم يبتسمان لبعضهما وينظران إلى وجهها وهي تراقبهما بصمت
أخذت الفتاة تسرد عليها كل ما جرى لهما بعد موت امها وهي تستمع لكلامها وعندما شبعا من الآكل غلبهما النعاس و ناما وهي تدفئهما بجناحيها وتطرد عنهما الوحوش التي تحاول الاقتراب من باب الجرف بمنقارها
وقبل طلوع الشمس أيقظتهما من النوم وودعتهما وهي تقول لهما محذرة : سأعود إليكما في المساء كل يوم مع غروب الشمس وأوصيكم أن تكونا حذرين فلا تكلما أحد أو تخبراه أنني أجيء لزيارتكما
فطمأنتها الفتاة بأنهما سيلتزمان الحذر من الغرباء وعدم الحديث معهم لم يحس الطفلان بعدها بأي خوف أو غربة بعد أن اطمأنا إلى الطير وكان صوته يشبه صوت أمهما التي تهبط عليهما مساء كل يوم فأخذا يقضيان أوقاتهما بالتجوال في جنبات الوادي إلى أن يقترب المساء ليعودان إلى الجرف انتظاراً لهبوطها..
ذات مساء دفع الفضول خالتهما لمعرفة المصير الذي لقياه فتنكرت وذهبت بمفردها إلى الجرف الذي تركهما فيه أبيهما فوجدت الولد يجلس بمفرده عند باب الجرف .
فدهشت لبقائه حيا واستغربت أن يكون قد تمكن من آن يعيش بدون غذاء طيلة هذه الفترة آو أن يكون قد تمكن من النجاة من الوحوش المفترسة المنتشرة في المكان معتقدة أن الفتاة قد لقيت حتفها وبقي هو يعيش بمفرده
فأظهرت له مشاعر الود وآخذت تغمره بقبلاتها وهي تسأله : كيف تعيش هنا لوحدك يا بني أين هم أهلك و كيف يتركوك في هذا المكان الموحش ؟
أجابها الولد قائلا : أعيش هنا مع أختي
فتملكتها الدهشة وسألته قائلة أختك أين هي أختك ؟
فرد عليها الصبي : لقد نزلت إلى الوادي وسوف تعود عما قريب
فسألته مرة أخرى :واين هم اببك وامك وكيف يتركوكما لوحدكم
فرد عليها الصبي قائلا : لقد ماتت آمنا منذ زمن وتزوج أبونا من إمرأة اخرى هي من أمرته بطردنا من البيت وإحضارنا إلى هنا أدركت حينها المرأة معرفة الطفلين للمؤامرة التي دبرتها مع والدهم لحسن التطواني من اجل التخلص منهما فحاولت معرفة سر بقائهما على قيد الحياة طيلة هذه الفترة وراحت تسأله و كيف تعملوا الأكل والشرب ومن الذي يطعمكم ويسقيكم
فرد عليها الصبي: يوجد طير تهبط علينا كل مساء وهي التي
تحرسنا وتطعمنا
ملأ الحنق والغيظ عندها نفس المرأة و كتمت ذلك في نفسها وآخذت تسأله محاولة معرفة المزيد عن الطير متظاهرة عدم تصديق كلامة :
وأين تهبط هذه الطير التي تقول بأنها تأتي
فأشار لها بإصبعية قائلاً: تسقـط هنـا lehcen tetouani
فبقيت تغافله في الحديث وآخذت عدد من الإبر والأشواك قامت بغرسها في المكان الذي أشار آلية الصبي ثم انصرفت عائدة إلى القرية.
لم يخطر بذهن الصبي أن يخبر أخته عندما عادت من الوادي عن المرأة التي زارته أثناء غيابها وعن ما دار بينهما من حديث وبقي كعادته معها ينتظر قدوم الطير التي حلقت كعادتها مع الغروب لتسقط في مكانها المألوف حاملة معها الطعام والشراب الذي يتزودان به طيلة النهار
وما أن هبطت في مكانها المعتاد حتى انغرست الأشواك والإبر في جسمها وأطلقت معها أننة موجعة فزع لسماعها الطفلين وأخذ الدم ينزف من جسمها بغزارة فأخذت تتحرك نحو ألأطفال بصعوبة وهي تنظر إليهما وتسألهما من جاء لزيارتكما اليوم ؟
نفت الفتاة أن يكون قد زارهما أحد إلا أن الولد قال مؤكداً: بلى لقد جاءت امرأة لا أعرفها وأختي في الوادي فبقيت تسألني عن أهلي ومع من أعيش فأجبتها بالصدق
فقالت الطير بصوت حزين متألم: إنها خالتكما وقد جاءت لتتأكد من موتكما فلما وجدتكما على قيد الحياة وعرفت بأني أتي لزيارتكما زرعت لي الأشواك والإبر في المكان الذي أهبط فيه لتنغرس كلها في جسمي لتقضي علِي وعلى أي آمل يبقيكم على قيد الحياة قد لا أجيئكما ثانية وقد لا تشاهداني بعد اليوم
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكاية الاخوين)