رواية حكايات سنفورة الفصل السادس والعشرون 26 بقلم روان رمضان
رواية حكايات سنفورة الجزء السادس والعشرون
رواية حكايات سنفورة البارت السادس والعشرون
رواية حكايات سنفورة الحلقة السادسة والعشرون
اقترب “ياسر” من مقود السياره الخاصه به وهو
يكاد يموت من كثر السعاده، هاهو نجح فى مخططاته
فتح الباب وكانت الصدمه
الباب لا يُفتح!!
أخذ يكرر الامر مرار وتكرارا وأيضا لا جديد، الباب لا يُفح
وكأن أحد موصده بسلاسل من حديد
جن جنونه، هنا فقط أدرك انها إن إستمرت خمس دقائق فقط سوف تختنق، إن لم تكن قد إختنقت بالفعل
أخذ يحاول مره اخرى بشتى الطرق ولكن لا فائده، صعد سيارته مره اخرى وهرول تجاه أقرب “مكانيكي” بالقرب منه
بعد مرور بعض الوقت وصل أخيرا، دلف من سيارته
واقترب من الشاب الواقف
“افتحي الشنطه دي بسرعه” تحدث بصوت مرتفع وهو ينهج بشده ويُمسك الشاب من ثيابه يحثه على السرعه، وافقت الشاب واقترب من السياره يحاول فتحها ولكن لا فائده
“مش عارف مالها دي مش راضيه تتفتح، ممكن تستنى….”
لم ينتظر “ياسر” أن يكمل كلامه وصعد السياره مره اخرى
تجاه مغفر الشرطه!! حتى ولو وصل الامر لحبسه!!
كان ليث على وشك المغارده وهو يلملم أشيائه ولكن قطع هذا رنين هاتفه برقم غريب، لم يهتم ليث واكمل ما كان يفعله ولكن تكرر الاتصال مره اخرى ثم بعدها حتى ثار الامر ريبته، أخذ الهاتف واجاب على المتصل ولم تكن سوى “رغد”
“السلام عليكم.. استاذ ليث انا رغد… هو حور لسه عندك”
“هي موصلتش البيت لحد دلوقتي!!” اجابها ليث بصوت مرتفع وهو قلق عليها
“لا لسه مرجعتش، حتى تلفونها مغلق.. وانا خايفه عليها اووي”
“متقلقيش وطمني عمي محمد… انا هنزل اشوفها”
اشتعل جسد ليث رعبا، ولاول مره فى حياته منذ أن تركته والدته يشعر بالخوف هكذا، لقد رحلت منذ ما يُقارب ثلاث ساعات، وطريقها للمنزل يأخذ ساعه واحده فى المواصلات
اذا ماذا حدث لها، عند هذا الحد توقف عقل ليث عن الخفقان وهرول خارج الشركه، سيقلب الدنيا رأسا على عقب حتى يجدها
مرت عليه ساعه من البحث ولا شيء جديد، قد اخبر جميع المستشفيات القريبه منهم اذا كانت هناك، وقد ابلغ الشرطه والتى رفضت اخذ اى اجراء دون مرور اربعه وعشرون ساعه، قام بإنفاق الكثير من الاموال للمحتاحين بنيه أن يجدها
يشعر بالعجز حتى وجد مسجد امامه، نظر له ثم تذكر حينما رآها تصلى فى مكتبه، وبدون تردد نزل من سيارته ثم دلف للمسجد، توضأ ثم صلى
ومجرد أن سجد تساقطت دموعه وهو يدعو الله أن يحفظها
كم كنتَ تحتاج لهذه السجده يا مسكين، طول فى سجوده وهو يدعو الله وتتساقط دموعه، لا يدرى خشوعا ام خوفا
ولكنه يشعر بشعور غريب يسكنه، يشعر بالراحه ايضا
يود لو يظل بقيه حياته هكذا بعيدا عن ضجيج الحياه
كم يحتاج الانسان لتلك السجده التى تنسيه متاعب الحياه،
إنتهى من صلاته وجلس مكانه وهو يشعر بهدوء وسكينه تغمره..اتى رجل عجوز جلس بجانبه
“يعني تبقى قاعد فى بيت ربنا وشايل هموم!؟” نظر له ليث بضع دقائق ولم ينطق بشىء، ظل صامت حتى تحدث العجوز مجددا
اى ان كان الامر اللي شاغك، ادعي ربنا وهو هيحلهولك
مفيش يابنى حاجه مستحيله عليه، قول لا حول ولا قوة إلا بالله
الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله عبادة عظيمة فإذا لزِمتَها أنارَ الله بصيرتك، وألهمَك رُشدك، وثبَّت قلبك، وسدَّد رأيك، وقوّى عزيمتك، وأعزَّ نفسك، وجمع أمرك، وفرّج همّك، وسدَّ فاقتك، وشرَح صدرك، وفتَحَ لك وأعانَك إننا نقوى بالله، ونتعافى بالله، ونطمئن بالله
نحن لا قوة لنا إلا بالله فلا حول ولا قوة إلا بالله 🤲🏻
ارتاح قلب ليث بعد سماعه لحديث العجوز، والذى اخرج من جيبه بضع اموال لينفقها على المجسد وأخذ يفعل كما قال له
.لم يمر أكثر من خمسه عشر دقائق، حتى وجل هاتفه يرن
قام بالرد مسرعا وجائه الرد
“بشمنهدس… الانسه حور موجوده فى مغفر الشرطه”
#________روان_الحاكم____________
“انا بحب اختك” نبس عمر بتوتر وهو ينتظر ان ينقض عليه زين، وللحقيقه هذا اقل رد فعل، نظر له زين وهو يحاول تمالك اعصابه وهو يردف
“وانت ملقتش لفظ افضل من كدا تقوله؟ جاى تقولى بحبك اختك فى وشي كدا”
“الله… مش أحسن من ما اقول من وراك..!؟
” اهي كدا معقوله شويه..، ” ضحك الاخر وهو يُجيبه
“وحشني هزارك ياعم زين من واحنا صغيرين… بس بقيت الشيخ زين خلاص وواحد معقد ”
“ومين قال اني مبقتش بهزر…مش معنى اني بجاهد نفسي وبحاول مغضبش ربنا يبقى معش حياتي..”
“انتوا كملتزمين حياتكم متشدده يا زين… وعموما دا مش موضوعي، انا جاى اكلمك عشان” ياسمين”
كان زين يشعر بالغضب والضيق كلما ذكر اسم اخته، حيث أن زين من الاشخاص الشديده الغيره على كل محارمه.،
“طب وبعد ما تحبها…”
“عايز اتجوزها طبعا” أجابه “عمر” بتلقائيه وقد توتر بشده مع الحديث معه… او أن يرفضه..،
“بس ياسمين مش هتوافق…ياسمين عايزه شخص ملتزم وبيجاهد نفسه وكل همه الاخره وياخد بأديها للجنه…انت هتقدملها اى من كل دا..!؟
صمت” عمر” ولم يُجيبه، وتوترت معالم وجهه… انتظر بعض الوقت ثم أردف،
“انا مش ملتزم زيكم اه… لكن برضو انا مش وحش يازين
وهسعدها برضو وعمرى ما هزعلها… مهي ممكن تاخد واحد ملتزم ومتبقاش سعيده معاه ويكون شخص مش كويس، واقرب مثال اللي كان لسه متقدملها دا، شخص معقد. متشدد وعايز يتجوزها عشان خليها خدامه لامه”
كان زين يُنصت لحديثه بإهتمام، يحاول تنقيه كلامه حتى لا ينفر عمر ما كلامه، فمن مثل زين يأخذه الجميع قدوه،
“شوف يا عمر… اولا متجبش سيرته عشان حرام وغيبه وهو كدا كدا راح لحاله… تاني حاجه
الإنسان لما بيحاول يلتزم بيبقى كل همه الاخره بس، والدنيا كلها زنوب ومعاصى وبيكون صعب على الانسان انه يبعد عنهم…ولما الانسان بيتجوز بينشغل فى حياته، ف لو مكنش معاه شريك همه الاخر ايضا وشجعوا بعض، بيبقى صعب عليه يكمل وخصوصا الفتن بتذيد وانشغاله بيذيد،
ومفيش شخص بيفضل عمره كله ملتزم، عشان كدا لما تختار صح وتيجي تقع، تلاقى اللي يقومك على طول
فهمت ليه المتلزمه بتدور على ملتزم..والعكس؟
وعايز اوضحك نقطه مهمه.. مش لازم المتلزم يكون مربي دقنه للاخر ولا المنتقبه لابسه نقاب…ممكن تلاقى شخص عادي ملتزم اكتر منهم، بس مش دايما هي بتلبس النقاب عشان تقرب من ربنا وتجاهد نفسها، بس طبعا مش كل اللي بلبسه دلوقتي عشان كدا، ممكن تلبسه ك موضه والشاب ايضا يطول دقنه موضه
العبره بإن المتلزم هو همه الاخره وبيجاهد عشانها حتى لو لسه موصلش للالتزام الكافى”
“عارف يا زين لما قولتلك اني بحب اختك..رغم اني عشت حياتي بره الى اني هفضل اغير على اهل بيتي، لو كان حد تاني قالى كدا انا مش متوقع رد فعلى هيكون اى…!
بس انت تمالكت اعصابك ورديت عليا بكل هدوء ويمكن دا حببني فى الالتزام، على عكس مبشوف مشايخ تانيه بتكرهني فيه… اوعدك اني هحاول اتغير”
“عمر… انت هتحاول تتغير عشان ياسمين، مش عشان انت عايز تتغير… ممكن اللي انت فيه دا اعجاب ويروح بعدين، مش لازم تحكم انه حب، انت متعرفهاش اصلا”
صمت عمر قليلا وهو يفكر فى حديثه، هل هو فعلا كما قال زين، ولكنه حينما علم أمر خطبتها، شعر بأن نيران تحترق بقلبه،
“انا واثق من حبي ليها، ياسمين مختلفه عن اى حد شوفته ومحترمه ومحافظه على نفسها، وكمان هتشجعني اقرب من ربنا وواثق من تربيتها لاولادي… وانا اوعدك اني هحاول اتغير”
“ماشي يا عمر، هنشوف، لكن مفيش جواز من ياسمين لحد ما تتغير… وساعتها إن مكنتش تستاهلها مش هوافق”
وافق عمر وبعد مرور بعض الوقت رحل وصعد هو لاخته
اقترب منها ثم قبل رأسها
“ياسمينتي عامله اى”
أحضتنته ياسمين وهى تُجيبه بمرح
“بقى بذمتك دا عريس تجيبه.. عايز يعقدني من حياتى”
ضحك زين على مزاحها ثم أردف
“انتِ مش فاكراه ولا اى… دا وائل اللي كان معايا فى المدرسه، كان كويس ومحترم والكل بيحبه
مش عارف اى اللي خلاه يتغير كدا، عموما يستى اهو خلاص راح لحاله، ربنا يزرقه خيرا منكِ، ويرزقك خير منه
ومفيش جواز غير لما تخلصي سنه رابعه بقى”
“طب وانت يا زين… مش ناوى تخطب بقى نفسي افرح بيك اووى”
“أنتِ هتقلبي على ماما ولا اى”
“زين مينفعش كدا معلق نفسك كدا، يا تشوف روان وتتقدملها… ياتشوف غيرها وتسيبها هي كمان تشوف حالها ووتجوز غيرك”
“صدقيني مش عارف يا ياسمين، لو اتجوزتها خايف تفضل زي ما هي، وانا عايزه واحده تربي اولادي تربيه صالحه وتعرفهم دينهم، محتاجهم يطلعوا اقل مني، مش عايز اكون اناني واختار ام ليها بس عشان انا بحبها ومتكنش هي دي اللي انا عايزاها لأولادي، وف نفس الوقت لو اتجوزت غيرها مش هقدر احبها، روان بحسها بنتى انا اللي مربيها ومش هقدر اتخيل انها ممكن تكون مع حد تاني
ف انا بقيت محتار اووي يا ياسمين”
“جرب يا زين، روان بدات تتغير جدا واتحسنت كتير عن الاول، صدقني محتاجه بس للي يشجعها، سيبك من تصرفاتها زمان، بس روان بقت كويسه دلوقتي صدقني وبتجاهد نفسها، هي مكنش فيه حد يقولها الصح من الغلط، لما بدأتوا تكبروا وانت بعدت عنها هي كانت بتعاند
وعرفت انها غلط، اديها فرصه”
شعر زين بأنها محقه فى حديثها، وهو ايضا سيساعدها فى الالتزام دام أنها تريد ذلك…
“وبالمناسبه.. انا قررت البس النقاب
#_______روان_الحاكم_________
كان يجلس چون فى منزل حور بأمر من ليث الذى أخبره ان يبقى معهم لحين أن تعود حور
كان والدها جالس يقرأ لها قرآن ويناجى ربه كي يحفظها
ورغد جالسه تبكى، فلم يحادثهم ليث بعد وهذا ذاد خوفهم أكثر، نظر چون لرغد الجالسه تبكى بصمت بحزن، اقترب منها وهو يحاول أن يخفف عنها
” هذه الهور قويه، لم يُصيبها شيء انا اثق فى ذلك، وذلك الوغد ليث لن يأتي إلا وهى معه ”
لم تُجيبه رغد وظلت صامته، حاول چون مشاكستها وهو يردف
“لا تبكى… تصبحين قبيحه اكثر من قبحك حين تبكين”
نظرت له رغد بغضب وقد نسيت حزنها وهى تجيبه
“ولاا اتمسى وقول يامسا عشان مزعلكش، قبيحه مين يلى مبتشوفش هو انا فيه فى جمالى اصلا”
ضحك چون، هاهو نجح فى إعاده تلك القط الشرسه بداخلها،
“تروقى لي وانتِ شرسه هكذا”
نظرت له رغد بتوتر، ماذا يقصد بحديثه هذا، شعرت بأنها لا يجب الجلوس معه بمفردها، چون يهودي ولا يعلم عادات دينهم، ولكن ماذا عنها هى؟
قامت من مكانها وذهبت تجاه والد حور وهى تجلس جواره، أمسكت مصحفا آخر وأخذت تقرأ فيه
دلف ياسر لمغرفه الشرطه وهو يقص لذلك الضابط الواقف امامه ما حدث وهو يتنهج، كان حديثه غير مرتب ومتخبط، نظر له الضابط وهو يظنه مجنون، ولكن هيئته لا توحى بذلك، خرج ومعه بعض من العساكر للسياره وحاول فتحها ولكن لا فائده، طلب بأن يأتي شخص مخصص لتلك الاشياء،
“اسمها اى البنت دي” سألها بغضب، توتر ياسر ولكنه اجابه عن أسمها، شعر بأن الاسم ليس غريبا بالنسبه له
حتى تذكر بأنها الفتاه المفقوده التى ابلغه ليث عنها
قام بالاتصال به وإخباره
وبعد قليل اتى الشخص المطلوب واخذ يحاول فتحها بطريقته المتمكنه حتى نجح فى ذلك، فى نفس الوقت الذى وصل فيه ليث، حيث كان المجسد الذى به ليس بعيدا عن مغفر الشرطه
فتح الرجل شنطه السياره حتى وجد حور منكمشه على ذاتها وهى تردد شيء فى سرها ولكن صوتها مسموع بعض الشىء
هرول ليث لها كى يطمئن عليها وهى مازلت تردد تلك الجمله “لا حول ولا قوة إلا بالله….. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لا، لا حول ولا قوة الا بالله… لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين”
نظر لها ليث وقلبه يخفق بشده، حاول مساعدتها وإخراجها وهو يمد يده لها
خرجت حور ولكنها ترنحت فى وقفتها اجلسها ليث على المقعد وهو يحاول الاطمئنان بأن لا شيء اصابها، كان ياسر يقف بصدمه، لا يصدق كيف بقيت كل تلك المده دون أن تختنق
“اى اللي حصل” تسآل ليث بغضب وهو ينظر لياسر بتوعد
قص عليه الضابط ما اخبره به ياسر عن تفاصيل خطفها
تركها ثم انقض علي ياسر يضربه بشده ولم يأبى بانه داخل مقر الشرطه حتى ابعده بعض العساكر
اخذه الضابط لعمل محضر له، ولكن ياسر فى عالم اخر حتى لم يقاوم ضرب ليث له
“يلا عشان نمشي…” تحدث ليث بحنيه وهو يقترب منها
وقفت حور وحاولت المشى ولكن خذلت اقدامها ولم تقوى على السير، تركها ليث ثم عاد بعد قليل ومعاه فتاه كى تساندها
امتثلت الفتاه لاوامره وقامت بتوصيل حور لسيارته واجلستها بالخلف،صعد ليث سيارته وساق باقصى سرعه حتى وصل للمنزل، وجد رغد وچون بإنتظارهم بعدما هاتف چون وأخبره
هرولت رغد تجاها وهى تساعدها ودلفوا للمنزل
جسلت حور وهى تتنفس بشده وتنهج
“ازاي فضلتى المده دي كلها بدون ما تتخنقي؟!”
كان هذا اول سؤال واجهه ليث لها
“لسان متوقفش عن قول’لا حول ولا قوة الا بالله’من اول ما خطفني”
وجه ليث بصره لوالد حور وهو يردف
“انا عارف انه مش وقته…. بس انا هكتب بكره كتابي على حور”
(قصه حور مش عارفه ازاي كان حد منكم سمعها قبل كدا او لأ، لكن القصه حقيقه ودا يعلمكم إنكم اى موقف تتحطوا فيه متبطلوش عن الحوقله)
#_________روان_الحاكم__________
كان زين يجلس وحوله مجموعه من الشباب الذى يدرس لهم بالجامعه، وبعد القليل من الاحاديث بدأ زين درسه
“هكلمكم النهارده عن حاجه مهمه جداا
التعبّد في الخلوات، ولو بتسبيحة”
فإن الخلوات إما مُنجيات أو مُهلكات..
ألم تسمع بحديث ثوبان رضي الله عنه “لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا”. قال ثوبان: يا رسول الله! صِفهم لنا، جلِّهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال:”أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها”!!
وكما أنّ عِقاب ذنوب الخلوات شديد، فإن أجر طاعات الخفاء كبير جدًا..
قال ابن القيم رحمه الله: “الذنوب الخفيات أسباب الانتكاسات، وعبادة الخفاء أصل الثبات”.
قال الشيخ الطريفي -فك الله أسره- ” فكلما زاد خفاء الطاعات كلما زاد ثباتك، كالوتد المنصوب يثبت ظاهره بقدر خفاء أسفله في الأرض، فيقتلع الوتد العظيم، ويعجز عن قلع الصغير.. والسر فيما خفي.
وقال بعض الصالحين : “من أكثر عبادة السر أصلح الله له قلبه شاء العبد أم أبى”
وقال ابن المبارك: “ما رأيت أحدًا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون السريرة”.
فالله الله في خلواتكم؛ فإن ميزان القلب خلوته..
ولن ينفعكم مديح الناس على تقواكم في العلن، وفساد خلواتكم..
فالإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.
#فإنه_يراك.
__________
وقفت ياسمين بإنتظار روان تنتهي من إرتداء ملابسها
خرجت روان وهى تدور حول نفسها بفرحه وقد قامت بإرتداء فستان اسود اللون فضفاض وفوقه خمار علمتها ياسمين كيف ترتديه
” لبست الخمار ادارى جمال فقام ذادني جمالا.. لا حول ولا قوة إلا بالله ”
ضحكت عليها ياسمين وهى تقوم بإحضتانها بشده
“معاكِ حق والله… شكلك قمر اووي اللهم بارك، يلا عشان منتأخرش”
“جبتي الانقبه معاكي..”
“طبعا ياباشا ودي تتنسى برضو” اجابتها ياسمين بمرح
“بت انتِ الفاظك بقت سوقيه”
“سوقيه ولا غربيه…. هههييههيي”
نظرت لها روان بريبه وتشنج وهى تبتعد عنها مما جعل ياسمين تضحك اكثر
“متهزريش تاني يا ياسمين، يلا عشان انا متحمسه اووي”
خرجا سويا تجاه دار التحفيظ والذى أقترحت ياسمين أن يقوموا بإرتداء النقاب هناك كي يكون تشجيع لجميع الفتيات
“ياسمين عندي سؤال محيرني… انتِ ماشاء الله عليكِ ملتزمه جدا… ازاي ملبستيش النقاب من زمان”
“بصي يا روان، الانسان مهما يبلغ من الالتزام والايمان هيفضل نقطه فى بحر علم، بس للاسف انا مفهمتش دا غير متأخر… كنت بقول لنفسي مينفعش البس النقاب غير وانا ملتزمه كفايه انى البسه عشان مسأش ليه
لكن عرفت بعدين انه النقاب ممكن يكون هو السبب اني اقرب لربنا، وزي ما حور قالت، النقاب هيخليني امنع حاجات كتير اوي كنت بعملها عشان انا بقيت لابساه ومينفعش اعملها
فيه بنات كتير اعرفها مكنتش ملتزمه اوي وبتجاهد ولبست النقاب فيه بدايه التزامهم… ودلوقتي اللهم بارك عليهم بقوا ملتزمين جدا
لو رجع بيا الزمن كنت لبسته من زمان، ولكن الحمد لله إن ربنا ألهمني لبسه قبل ما اموت”
كانت روان تحتاج لحديث ياسمين كي يبث فى قلبها الامان أكثر ويشجعها
وصلا الى دار التحفظ وقاموا بتوزيع حلوى بمناسبه إرتدائهم للنقاب
قامت المعلمه بإرتداء ياسمين اولا ثم بعدها روان
وقامت إحدى الفتيات برمى بعض الورود التى جلبتها ياسمين عليهم وبعض الاشياء الاخرى التى ذات الجو حماس
ثم أخذوا ينشدون ويصفقون بفرحه والجميع يبارك لهم
كانت روان تشعر فرحه عارمه وشعور غريب لم تشعر به من قبل حتى بكت بشده من كثره التأثر وبكت معها ياسمين ايضا
وبعد التهاني والاحتفال بهم رحلا
وصلوا اسفل العماره ولكن أخبرت ياسمين روان بأن تنتظر
، سوف تجلب بعض الاشياء وتعود لها
وقفت روان بإنتظار فى الوقت ذاته التى اتى به زين
نظر لها زين بفرحه وهو يظنها ياسمين لانها قامت بإخباره أنها سوف ترتدي النقاب
ذهب إليها مسرعا لكي يقوم بإحضتانها فى الوقت الذى عادت فيه ياسمين
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)