رواية حكايات سنفورة الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم روان رمضان
رواية حكايات سنفورة الجزء الثالث والأربعون
رواية حكايات سنفورة البارت الثالث والأربعون
رواية حكايات سنفورة الحلقة الثالثة والأربعون
البارت الثالث والأربعون 🌸
– الفترة دي يدوب أقدر أصرف علي بيتى واولادى ❌
-الفترة دي لازم أزود تبرعات علشان ربنا يعوضنى أضعاف
ده أفضل وقت للصدقات
أَنْفِقْ بِلَالُ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا ♥️!
_____________
وقف أمام حُجرتها وهو يأخذ نفسا عميقا يستعد لخوض معركه معها ولا يدرى نهايتها، إلا أنه لم يتقبل خسارتها
مهما بلغ ألامر، طرق على الباب ثم بعد قليل سمع صوتها تسمح له بالدخول ، ومجرد أن رأته حتى تهللت أساور وجهها وهي تهتف:
“عمر حبيبي رجعت امتى… وحشتني اوي”
اقترب منها وهو يقبلها فقد إشتاق لها هو الاخر، حمحم قليلا وهو لا يدرى من أين يبدأ، ولأول مره يشعر بصعوبه الحديث.. شعرت بأنه يريد التحدث بشىء ما لذا أمسكت يده وهى تحثه على الحديث قائله:
“حساك عايز تقول حاجه؟ مالك”
إبتلع ريقه وهو يخشى رد فعلها ولكنه حسم الأمر، ليقول ما جاء لأجله دُفعه واحده
“انا هتقدم لياسمين”
سعدت بشده فأخيرا سوف يخطب، ولكن فرحتها تبخرت وهي تنظر له عده دقائق تحاول إستيعاب الأسم، هل هذه نفسها الفتاه التي أخبرها عنها من قبل؟ هي ظنت أنها نزوه وإعجاب وسوف يرحل، ولكن يبدو أن الأمر هذه المره غير.
“هي دي نفس البنت اللي سبق وقولتي عليها؟”
أومأ لها بتوتر وهو يخشى غضبها فهو يعلمها كم هى عنيده وحينما ترفض شىء تُصر عليه، قامت من مكانها بغضب وهي تصرخ به
“البنت دي مستحييل ياعمر اوافق عليها انت فاااهم، على جثتي إنك تتجوزها، انت مش شايفاها عامله ازاى ومن امتى وانت ذوقك بقى كدا… اه صح تلاقيها هى اللي لفت عليك علشان تتجوزها ماهو أكيد محدش هيبصلها وهي لابسه البتاع اللي علي وشها دا”
هُنا ولم يعد يستطيع التحمل، فقد كان مصدوما بشده من حديثها، هل وصل كرهها للنقاب بأن تتهما بهذا الشكل وهى حتى لا تعرفها ولم يسبق أن تتحدث معها حتى؟.
هب من مكانه واقفا ثم هتف بغضب تراه أمه لأول مره:
“اللي حضرتك بتتكلمي عنها دي هي الوحيده اللي صدتني ورفض تكلمني رغم إن انا اللي لفيت عليها وحاولت معاها كتير، إلا انها ولو مره استسلمتلي وكل مره كانت تصدني
انتِ أتهمتيها فى شرفها من غير ما تعرفيها ودا قذف محصنات واللي حضرتك اصلا متعرفيش عنه وهتعرفي عنه ازاي وحضرتك تقول الوقت مشغوله فى سفرك وخروجتك،
تقدرى تقوليلي انتِ تعرفي عني اي؟ بحب اى ولا بكره اى
عمرك محسستني إني أبنك وانتِ طول الوقت مشغوله وانا آخر هتمامك، جايه دلوقتي تحرميني من البنت اللي حبتها وتفتكرى انك عندك أبن لازم تحددي مصيره
بدل ما تشجعيني إني أختارت البنت اللي هكمل معاها حياتي وام عيالي علشان محترمه وملتزمه، لكن لأ
نريمان هانم عايزه واحده تليق بيها قدام صحابها على سنجه عشره تشرفها قدامهم ، مش واحده لابسه نقاب هتعرها قدام صحابها، ياريتك كنتِ زيها..”
قطع حديثه القلم الذي تلقاه على وجهه من والداته وهي تصرخ به أن يصمت،
ولأول مره ترفع يدها عليه، ولكنه تخطى الحدود فى الحديث معها وصُدمت من كلامه الذى كان يحبسه داخل صدره طوال تلك السنين، والذي صدمه هو الآخر،
طوال عمره وهو يشعر بأنها لا تهتم لأمره ولا يشعر منها بالحنين لأنشغالها عنه طوال الوقت، نظر لها بعيون حمراء مغرقه بالدموع ثم تركها ورحل، يعلم أنه تخطى فى الحديث معها ولكنه لم يستطع التحمل يكفى سكوته كل تلك السنين لينفجر بها دُفعه واحده بما فى صدره دون أن يشعر،
خرج من المنزل بأكمله وهو يشعر بالغضب الشديد يعتريه
ولم يعد يرى شيء حوله وقد تساقطت دموعه بشده وهو يسير كطفل صغير مشرد بلا مآوى وقد تخلى عنه الجميع.
يشعر بأنه وحيد تماما فى هذه الحياه وكل شىء ضائق حوله، ماذا بعد؟ لمَ لا يوجد شىء وحيد فى هذه الحياه يُسعده، هو دائما يمزح ويضحك ولكن لا أحد يعلم ما بداخله.
يعود كل ليله الى فراشه وهو مهزوم ويشعر بالوحده ولا أحد معه، حتى أمه لم يشعر يوما بحنانها عليه
ظل طوال حياته يتجاهل ذلك ولكن الامر كان يشكل ألم كبير لديه، حينما يرى مشهدا لأم تضم طفلها يشعر بالم كبير كونه إنحرم من هذا الحضن،
إن كانت والدته متوفيه لكان يجد مبررا بأنها غير موجوده وإن كانت موجوده بالتاكيد كانت ستفعل، ولكن الأسوء أن تكون على قيد الحياه ويفتقد حنانها.
ظل يسير بلا هواده حتي توقف أمام مسجد قابله، نظر له بتردد كبير ثم حسم أمره بالدخول، هو يُريد أن يشعر بالراحه لذا دخل إلى هنا عله يجد تلك الراحه الذي ظل طوال عمره يبحث عنها ولم يجدها،
دلف للمسجد بخطى ثقيله وهو يشعر برهبه هذا المكان والسكون والراحه الذي شعر بهما مجرد أن خطت قدمه لهذا المكان المقدس.
جلس وراء عمودا وهو يأخذ أنفاسه ويغمض عيناها ويحاول تناسي كل شيء، حتى وجد من يضع يده على كتفه.
🌸لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير🌸
“يعني.. هو انا كدا بقيت مريضا نفسيا؟”
نظرت لها الطبيبه بشفقه من الحاله التى وصلت لها
والتى جعلتها تظن نفسها مريضه نفسيا، هزت برأسها نافيه وهي تقول بهدوء والبسمه لا تُفارق وجهها:
“لاء يا رغد، انتِ مش مريضه نفسيا، كل الحكايه إن بقى عندك وسواس قهرى بالفقد”
نظرت لها بعدم فهم كيف لديها وسواس قهرى بالفقد؟ علمت الطبيب بأنها لم تستوعب حديثها، لذا هتفت على الفور توضح حديثها وهى تردف:
“الوسواس القهرى دا ليه انواع كتير يا رغد، فيه بالنضافه وفيه اللي عنده وسواس بالشك وانواع كتير منها الفقد
إن المريض طول الوقت يفضل عنده وسواس بالفقد وإنه لو قرب من شخص هيفقده زي ما فقد اللي قبله،
طول الوقت هيفضل يشعر بالقلق ينهش قلبه ويخليه مش عارف يعيش وخايف يعمل اى حاجه، وأكبر مشكله فى الوسواس إن ناس كتير بتتجاهله رغم انه مرض زي اى مرض ولازم الانسان يتعالج منه، لأنه لو متعالجش هيفضل عمره كله موسوس”
“طب.. واي هو علاجه؟”
“شوفي يا رغد، احنا دايما مبنقتنعش بفكره المرض النفسي ودا غلط كبير، المرض النفسي زيه زي اى مرض لازم الأنسان يتعالج منه سواء هيحتاج علاج او بطريقه تانيه هيحددهاله، لكن انتِ فى حالتك دي مش محتاجه علاج بالأدويه”
“أمال محتاجه علاج ب أيه؟”
“علاجك بالقرآن وتحديدا بسوره البقره، انتِ محتاجه تطمني وتحسي بالأمان يارغد وتقتنعي إن كل شىء مقدر ومكتوب علشان تقدرى تتجاوزي الفقد، ودا مش هتقدرى تعمليه غير بقربك من ربنا لأن سبحانه وتعالى هو الملجأ لينا كلنا وبيده كل شيء، علاجك هو القرب من ربنا يارغد،
لازم تتأكدي إن كل اللي حصل معاكِ دا قدرك وإبتلاء من ربنا، والله لا يكلف نفسا فوق طاقتها، انتِ قويه وهتقدرى تتخطي كل دا لوحدك.. فهمتيني يا رغد؟”
أومأت بهدوء وهي تهز رأسها دلاله على موافقتها ولكنها عاودت للحديث مره أُخرى:
“معنى كلامك يا دكتوره إن اى مريض نفسي مش محتاج علاج ومحتاج بس القرب من ربنا ويقرأ القرآن؟”
نظرت لها الطبيبه لثوانِ ثم أجابتها على سؤالها بسؤالِ آخر قائله:
“مريض الكانسر او اي مرض تاني بيتعالج ب اى بالقرب من ربنا والقران من غير ما يروح يتعالج ويقول القرآن هيشفيني؟”
“لاء طبعا، لازم يتعالج… هو اه لازم يصلي ويقرأ قرآن، لكن برضو ربنا أمرنا ناخد بالأسباب”
هزت الطبيبه رأسها تبتسم وقد توصلت لما تريده وهي تهتف:
“بالظبط يارغد ودا اللي عايزه أوصلهولك، فيه بعض الأمراض النفسيه بيقى لازم فيها علاج وإستشارات طبيبه، الموضوع بيكون متعلق بهرمونات فى جسم الأنسان بتسببله إكتئاب حاد غصب عنه، المرض نفسه بيكون من أعراضه القلق والأكتئاب، من ضمنهم مرض إسمه فايبرومالچيا ودا من أعراضه الأكتئاب المزمن ودي هرمونات فى جسم الأنسان ولازم ياخدلها علاج وألا هيفضل يعاني من المرض،
ييجي أهل المريض لما يشوفوه مكتئب يحملوه فوق طاقته وإنه لو بيصلى ويقرأ قرآن مش هيكتئب، فيتعب أكتر لانه بالفعل بيصلى لكن غضب عنه مش قادر،
ودا لأننا مش بنفرق فى بعض الاحيان بين الامراض النفسيه اللي اى إنسان مش بيصلى ولا بيقرأ قرآن وارد إنه يتعرض لأكتئاب خصوصا من ضغوطات الحياه، زي واحد يسيب حبيبته او واحدها تتعرض لشويه ضغوضات
هنا ييجي دور الصلاه والقرآن يربطوا على قلبها ويصبروها ويحموها من أي إكتئاب،
وبين الأمراض النفسيه اللي زيها زي أي مرض تاني واللي لازم الانسان يتعالج منها حتي لو بيصوم ويصلى لان مينفعش اكون تعبانه جسديا واقول هصلى وأخف!! لأن ربنا سبحانه وتعالى أمرنا زي ما قولتلك إننا ناخد بالأسباب
ونتعالج… والأمراض دي مش علشان هو اتعرض لاي شويه ضغوطات فيتعب ويقول انا بقيت مريض نفسي ولازم اتعالج، لاء الموضوع أكبر من كدا وليه أبعاده مش هتفيدنا اننا ندخل فيها حاليا، لكن اتمنى يكون كلامي وصلك بالشكل المظبوط”
“طب ويونس؟”
باغتتها بالسؤال مباشرا وهي لا تعلم ماذا تفعل معه ، نظرت لها الطبيبه تحثها على إستكمال ما تُريد قوله، للتابع مره أخرى وهى تهتف:
“لو واقفت عليه هظلمه معايا لأن أنا حاليا مش قادره اتعامل مع اى حد ومحتاجه الملم شتات نفسي وافوق الأول، بس في نفس الوقت مش عايزه أخسره ومينفعش أربطه جنبي كدا وخلاص”
“خدي فتره ترجعي فيها طاقتك وشجغفك وتعالجي نفسك بالوسواس اللي عندك وتبعدي، لو وافقتي عليه هتتعبي نفسك وتتعبيه معاكِ،
كان ممكن اقولك واقفي وهو يقف جنبك ويساعدك، لكن انا عايزاكي تتخطي الفتره دي لوحدك علشان تقدرى تتجاوزيها وانتِ أدها، أما بخصوص الأستاذ يونس فهو مادم قولتي إنه بيحبك يبقى هيستناكي انا واثقه
ولو مستناش يبقى محبكيش وفي الحالتين انتِ الكسبانه”
وجدت أنها مُحقه فى حديثها، سوف تفعل كل دا قالتها له، لن تترك نفسها ولن تستسلم، ستقول كل شىء كي تعود لسابق عهدها، وأيضا ليونس الذي احبه قلبها بصدق
🌸سبحان الله وبحمده…. سبحان الله العظيم🌸
ترجل من السياره بسرعه شديده وهو لا يري أحد أمامه وهي خلفه تُحاول الحاق به، فمنذ أن علم من والده مكان أمه وقد جن جنونه ولم ينتظره حتى يأتي معه
ظل يدور حول نفسه فى المشفى كالمجنون وهو لا يصدق بأنه سيراها مره أُخرى، فقد نزل الخبر عليه كالصاعقه، هاهي لحظات فقد تفرقه عنها
سار تجاه الغرفه التي من المفترض أن تكون ماكثه بها، فتح الباب بأيدِ مرتعشه ولكنه لم يجد أحد بالغرفه، سقط قلبه وهو ينظر حوله بهلع، هل سيفقدها مره أُخرى
“ف.. فين المريضه اللي كانت هنا”
تفوه بصعوبه شديده وهو يلهث أثر ركضه ويحاول أخد أنفاسه، نظرت له الممرضه التي كانت تقوم بتنظيم الغرفه وهي تقول:
“اهدى حضرتك يا فندم، هي انتقلت للاوضه اللي جنبنا”
تراخت أعصابه قليلا، هو لن يسمح بفقدها مره أخرى، وجدها تضع يدها على كتفه فى محاوله لطمأنيته، تخبره أنها معها.
ذهب إلى الغرفه المنشوده بخطي اقرب للركض، يشعر بأن قدامه لم تعتد تحملانه، وقف أمام باب الغرفه والذي كان مفتوحا قليلا،
ظل يبحث عنها بعينيه ولم يجدها، كانت الغرفه فارغه، هم ليرحل ولكنه وجد طيفها من بعيد تخرج من المرحاض مع الممرضه التي تُساندها وهي تسير بوهن وبشكل غير متزن
فقد تحسنت كثيرا بعد توقفت عن أخذ الادويه التى كان يعطيها حامد لها وبدأت بالعلاج،
شعرت به مثبت أنظاره عليها حتي رفعت بصرها له،
دققت النظر به وقلبها يخفق بشده، لا يستحيل أن يكون هو، بالتأكيد هي تتخيل، هل استجاب الله لدعواتها طوال تلك السنين وأعاد لها طفلها؟.
أما عنه وكأن الزمن توقف، يشعر بقلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه، وأنفاسه أوشكت على التوقف، يخشي أن يكون هذا حُلم ويستيقظ منه على واقعه المرير دونها.
ظلا كلاهما ينظران لبعضها لحظات كأنها شهور بالنسبه لهم، ولا أحد منهما قادر على التقدم نحو الآخر
وقع ليث أرضا وتساقطت العبرات من عينيه بشده وهو ينظر نحوها بألم، كطفل صغير خرجت أمه دون أخذه معها وحين عادت عاتبها هو ببكائه،
هُنا تأكدت بأنه والدها الحبيب الذي تركته رُغما عنها منذ أن كان صغيرا، حاولت النطق بأسمه ولم تستطع
كانت على وشك السقوط حيث قدميها لم تعد تتحملاها، ولكنها أبت الأستسلام، يكفي ما مضي وهاهو أمامها
تحاملت على نفسها وسارت نحوه ولم ترفع عينها من عليه بعد، تريد أن تشبع من ملامحه الذي أنحرمت منها،
جلست أمامه أرضا ومدت يدها وهي ترتجف، تُريد أن تلمس وجهه لتتأكد أنها لا تحلم
ومجرد أن لامست أصابعها وجهه حتى علت شهقاته بصوتِ مرتفع، أخذته لأحضانها وهي تبكي بشده هي الاُخرى وتشدد من أحضانه بقدر إشتيقاها له، ظلت تتلمس وجهه بغير تصديق وكأنها تحاول إستيعاب وجوده بعد
أما عنه فظل متشبثا بها يخشي تركها ويعود وحيدا دونها، لا يعلم كم من الزمن مر عليهما هكذا، لا هو يريد أن يخرج من أحضانها، ولا هي تريد أن تتركه.
وصل محمود وتوقف وهو يراها تحضتن صغيرها، لقد تبدل حالها كثيرا وفقدت الكثير من الوزن، بهت زهرته
وكبُرت عمرا فوق عمرها، شعر بنغره فى صدره مجرد أن رآها، أشاح بنظره عنها لأنها لم تعد زوجته وهي لا ترتدى نقابها الآن.
♡الحمد الله، والله أكبر، وسبحان الله♡
“لو سمحت عايز بعشره جنيه لب”
“مفيش بعشره، أقل حاجه عشرين”
نظر له بتعجب، ولكنه أخرج النقود من جيبه وهو يعطيها له ويقول:
“خلاص هات بعشرين يعني هي جات على اللب”
أمسك الرجل اللب بيده وهو يقدمه له ويقول:
“طب إفتح أيدك”
طالعه أحمد بصدمه هل سيأخذه فى يده ام ماذا لذا أردف للرجل بتسآل:
“هو مفيش كيي؟ هاخده فى أيدي؟”
“مش مستاهله كيس يا أستاد، الأكياس غاليه وهم أصلا شويه يادوبك تاخدهم فى أيدك”
سقط يونس أرضا من كثره ضحكه على ملامح وجه أحمد المتشنجه وهو يفتح يده ويأخذ اللب منه على إمتعاض، والذي كان يقف بجواره.
جلس أحمد ومازل حزينا على العشرون جنيها الذي دفعهم بعدما أصر على أن يعزم يونس عليه، فقد إتصل به ألاخير وأخبره بأنه يريد التحدث معه فقد أصبحوا أصدقاء بعدما أسلم يونس.
“خد ياعم يونس كُل، يكشي يطمر”
عاد يونس للضحك مره أُخرى وهو لا يستطيع التوقف حتى ضحك معه أحمد هو الآخر
“شكرا لك حقا يا أحمد”
“مهو انت لازم تشكرني فعلا دا انا دافع عشرين جنيه مره واحده، دا انت لو خطيبتي مش هدفع فيك العشرين جنيه”
“هل ستقوم بإذلالي أحمد لأجل حفنه اللُب التي لن تكفي صغيرا حتي؟”
“لو مش عاجبينك هاتهم”
هم ليأخذهم ولكن سحبهم يونس منه مسرعا وهو يقول:
“لا، يعجبني كثيرا”
“أيوه كدا، ناس متجيش غير بالعين الحمرا، المهم قولى، مالك كدا.. شكلك ميصُرش.. انت آخر مره كلمتني قولتلي إنك رايح تتقدملها، رفضوك ولا اى؟”
أخذ نفسا عميقا وهو يقول بحزن:
“نعم أحمد، لم توافق”
وضع الأخير يده على كتفه وهو يقول ما جعله ينصدم.
🌸لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير🌸
وقفت روان أمام المنزل وهي تشعر الحرج فقد نسى معها زين جدول محاضراته داخل حقيبتها،
طرقت الباب عده طرقات بخجل حتى فُتح الباب
وكانت والدته هي من فعلت.
نظرت لها بتوتر ثم تحدثت بتلعثم:
أزيك.. ياماما.. انا بس.. هو زين نسى معايا الو… ”
إرتفعت صوت ضحكاتها وقاطعتها وهي تقول:
“حيلك حيلك اهدي.. وهو انتِ جايه بيت حد غريب، دا بيت عمك وبيت جوزك فى نفس الوقت مش مستاهله التوتر دا كله”
هدئت قليلا وهي تبتسم لها، فقد بدأت أمه تتقبلها، فهي تغيرت كثيرا عن سابقها وتحديدا بملابسها التي بدت فضفاضه.
“تعالي يلا ادخلي على ما أشوف العيال فين”
شكرتها ثم دخلت المنزل بخجل، ولأول مره تدخله وهي زوجته، رحلت أمه وهي تنادي عليه ولكن خرجت ياسمين أولا وحينما رأتها ركضت نحوها بفرحه وهي تحتضنها بشده.
“وانا أقول البيت نور ليه كدا”
ظلت ياسمين تتحدث معها وتشاغبها ولكنها صرخت فجأه وهي تتذكر الحليب الذي تركته على النار، رحلت مسرعه وهي تعتذر منها.
وقفت وهي تظن بأنه ليس موجود همت لترحل ولكنها شهقت بفزع وهي ترى من يجذبها من يدها للداخل ويضع يده على فمها يمنعها من الصراخ.
نظرت حولها فوجدته هو، ومن غيره يفعل هذا، حاولت الفرار منه ولكن هيهات، فكان متمسكا بها بقوه وكأنها ستهرب،
“يازين أبعد مينفعش كدا أفرض حد جه، هيقولوا اى لو شافوني فى أوضتك كدا؟”
“هيقولوا اى؟ واحد وحابب يستفرد بمراته فيها حاجه دي؟”
علت ضحكاتها وهي غير مصدقه لتصرفاته الصبيانيه، هل هذا نفسه زين العاقل الذي لم يحادث بعمره فتاه؟
“اضحكي اضحكي، لاحظي إنك كدا بتجريني للرزيله، وانا الصراحه بحبها”
شعرت الخجل الشديد منه وقلبها يكاد يتوقف من خفقانه أثر قربه منها بهذا الشكل، أمسك يدها ثم وضعها على صدره وهو يقول:
“شوفي قربك مني بيعمل فيا اي؟”
كانت تستطيع سمع دقات قلبه من شده خفقانها وكأن أحد يجري خلفه، وصدره يعلو ويهبط، إبتسمت له، بينما هو إقترب منها أكثر وهو يتلمس وجهها وهم ليفعل شيء يندم عليه ولكن سمعا صوت ياسمين، لتبتعد عنه مسرعه وهي تخرج ووجهها أصبح محمر بشده
سمعت صوت ضحكاته وهو يخبرها بأنها زوجته، وللحقيقه هو لم يكن ليفعل شيئا لأنه مازال عقد وله إحترامه
حتى وإن كانت حلاله، ما كان ليفعل شيء يجعلها يُحرجها إن رأهم أحد، سوف يصبر حينما تكن زوجته بشكل رسمي وتأتي منزله وهي عروسه
نظرت لها ياسمين بتعجب لإحمرار وجهها بهذا الشكل وتوترها، إبتسمت بخبث وهي تسألها:
“مالك يا روان، وشك أحمر ليه كدا؟ ”
تحسست وجهها بصدمه وهي تحاول نفي اى شيء وهي تقول مسرعه
“هاا وشي انا احمر… ليه، اقصد لاء.. بيتهيألك”
ضحكت عليها وهي تنظر لتغير وجهها أكثر
“هو الواد زين عملك اى جوه يخليكي تحمري بالشكل دا”
“لما تكبري هبقي أقولك”
قالها زين وهو يقترب منها ويضربها خلف رأسها بخفه لتقول هي بغيظ:
“ماشي بقى كدا… طب انا هدخل أقول لماما كنتوا بتعملوا اى جوه… ياماااام..”
وضع زين يده على فمها يكتم صوتها وهي تحاول الفرار من بين يديه، ثم يخرج بعض الاموال من جيبه ويعطيها لها كي تصمت، نظرت للاموال الذي في يدها لتقول له وهي ترحل:
“خدتك بالعوافي يازين ياخويا، أسيبك بقى تكمل إستفراد بيها”
بينما روان كانت تنظر لها بصدمه ولا تصدق بأن هذه ياسمين الذي أمامها، هل الجميع تغير، أم هي لم تكن تنتبه لهم؟ ولكنها ضحكت بخفوت على تعامل زين منها، وتأكدت بأن ياسمين هي أكثر فتاه مناسبه لعمر
اقترب منها مره أُخري بعد إنصراف ياسمين وهو يقول بعبث
“ها كنا بنقول اى قبل ما تقاطعنا؟”
إبتعدت عنه هذه المره مسرعه وهي تقول:
“هتتلم يازين ولا أنادي أمك؟”
نظر لها بتشنج من كلمتها الاخيره تلك ليهتف بتهكم:
” أنادي أمك؟ وانا اللي أفتكرتك هتتكسفى وتحمري زي العاده، متقعديش مع ياسمين أختي تاني”
ضحكت على ملامحه بشده لتقول من بين أنفاسها:
“نستني كنت جايه ليه، اتفضل الحاجات اللي نسيتها معايا”
“ومين قالك إني نسيتها”
“يعني اى؟”
غمز لها بطرف عينيه وهو يبتسم بطريقه جعلته أكثر وسامه:
“مهو أنا سبتهم معاكي علشان تجيبهلي”
“انت طلعت مش سالك يا زين وانا اللي كنت فاكرك طيب”
إرتفعت صوت ضحكاته عليها حتي ضحكت هي الاخري
بينما هو ظل ينظر إليها وهو يحمد ربه عليها
مازال غير مستوعبا أنها أصبحت زوجته وحلاله، من ظل طوال عمره يحافظ عليها حتى من نفسه، كم تعب وجاهد لأجل الا يفعل شىء يغضب ربه وهي أمامه طوال الوقت
كان يمنع نظره عنها وقلبه لا ينظر إلا لسواها، وها هي أمامه وحلاله يمتنع نظره منها ولا يخشى شىء
أمسك يدها وهو يقبلها بحب ثم إقترب ليقبل وجهها
ولكنه سمع صوتا من خلفه أفزعه وهو يقول:
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)