روايات

رواية حضن الفصل الثاني 2 بقلم نهال الغندور

موقع كتابك في سطور

رواية حضن الفصل الثاني 2 بقلم نهال الغندور

رواية حضن الجزء الثاني

رواية حضن البارت الثاني

حضن
حضن

رواية حضن الحلقة الثانية

لقد قلت لك لا تجعلنى أغضب لكنك لا تصغى أسعيد الآن وأنت هكذا؟
– أرجوكى أنقذينى ..انزلينى من هنا .. المبنى شاهق جدا إن سقطت سأتهشم لا محالة
– لكنك ستكررها مرة أخرى
– لا ..لن أفعل ..لن أغضبك مرة أخرى أرجوكى انزلينى من هنا

“قبل ٢٤ ساعة ”
– أنا هنااااا
فتيبس مكانه حينما رآها ترقد بجانبه على الفراش وبادر بالنهوض لكن منعه ذلك قوى خفية قامت بتجميد جسده فحالته عن الحركة .
– لما انت عنيد هكذا؟
قالت ذلك وهى تداعب بإصبعها فمه
فقال وهو يرتعد خوفا
– إتركينى .. ماذا تريدين
– قلت لك أريدك
– ماذا تريدين ان أفعل؟
– أن تحبنى كما أحبك
– لقد أوشكت أن أغرق بسببك فى عرض البحر وتقولى تحبيننى
– وأنا أيضا من أرسلت إليك الصياد وأرشدته كى يراك
– ولما فعلتى بالأساس؟
– لأنك أغضبتنى
– كيف أغضبتك؟
– رفضت ان تحضننى
– أنا لا أعرف حتى الآن من أنتى كيف أحضنك؟
– لقد أخبرتك من انا لكنك لا تصغى
– لا لم تخبرينى
فنهضت عن الفراش ثم راحت لتمضى على مهل وتدور إليه بالإتجاه الآخر ثم تجلس على حافة الفراش وتقول وهى تنظر إلى عينيه ..
– أنا عاشقة لك .. وإن أتيت إلى حضنى سكنت معك فى ذات الجسد وأصبحنا جسدا واحدا وروحا واحدة ولن تموت أبدا ..ستصبح خالدا إلى أبد الدهر
– من تكونين؟
– انا سيجور إبنة ملك إحدى قبائل الجان .. رأيتك دائما وحيدا منعزلا لا تنسجم مع بنى جنسك فأصبحت أجلس معك وأستدعيك لتقف آمام المرآة حتى أشعر بأنفاسك وأشتم رائحتك وأداعب وجهك وأتحسس شعرك وجسدك لقد أغرمت فيك حتى إنفتح لى منفذ بجسدك إستطعت العبور خلاله لأخترق عقلك وأفكارك ولأظهر لك بيقظتك وأحلامك

حينما علم حقيقة كونها ارتعد جسده وأصبح يرتعش بقوة وازدادت وتيرة خوفه وتعالت صوت دقات قلبه ثم قال بصعوبة ..
– إبتعدى عنى
فوضعت كفها فوق موضع قلبه ثم قالت ..
– اطمئن يا بلال ..فأنا لن أؤذيك ..أنا أحبك وجل ما أريده هو أن تحبنى أيضا وتعشقنى كما أعشقك
– إتركينى الآن ..اتركينى أتحرك
فأزالت سطوتها عن جسده حتى استطاع التحرك فوضع يده فوق ذر الإضاءة لإشعال النور لكن النور لم يضئ فضحكت ضحكة صاخبة ثم قالت..
– ألا تزال خائفا يا بلال قلت لك اطمئن فأنا لن أؤذيك
هنالك طرقت الأم الباب ثم فتحته وفتحت النور عبر ذر الإضاءة لتجد بلال وهو يرقد فوق فراشه يتصبب عرقا فجلست بجانبه لتسأله
– ما هذه الحالة يا بلال ؟ هل انت مريض ؟
فالتقط بلال بعض المناديل من فوق الكومود ليجفف بها عرقه ثم يقول..
– لا شئ ..فقط الجو حار جدا هنا ثم تقلب على الفراش وقال
-وأنا سأخلد إلى النوم ..تصبحى على خير يا أمى

خرجت الأم ولم يستطع بلال النوم فى هذه الليلة حتى بصعوبة استطاع أن يغفى ساعتين قبل أن يذهب إلى العمل .

إستيقظ بلال فإذا به قد تأخر عن العمل فاغتسل على عجل ثم ارتدى ملابسه وذهب مسرعا إلى عمله .

– لما كل هذه العجلة؟ تأخرت ساعة ونصف فقط؟
هكذا صاح مديره ساخرا فور أن رآه فأخذ يشرح له بلال كم كان متعبا ولم ينم سوى ساعات قليلة لكنه لم يتفهم الأمر وأخذ يوبخه وينهره امام الجميع حتى ذهب بلال إلى مكان عمله وهو يشتاط غضبا ويسب نفسه ومديره سرا بعد أن تلقى جرعة مبالغ فيها من التوبيخ و الإهانات .

– ليطلب أحدكم الإسعاف لقد سقط المدير أرضا ولا يستطيع إلتقاط أنفاسه

هكذا صاح إحدى العاملين بالمتجر فركض بلال ليستكشف حقيقة الأمر فوجد المدير مطرح أرضا يصارع الموت على أنفاسه عيناه جاحظتان متسعتان إلى آخرها وكأنه ينظر إلى شئ ما يرعبه ويزيد خناقه ووجهه أحمر يحتقن بالدماء ثم ثوان قليلة وتحول لون وجهه إلى الرمادى المائل للخضرة والذى بعدها انتهت منازعته و تسلمت الروح إلى بارئها .

– لا حول ولا قوة إلا بالله ..لقدمات

صاح بذلك أحد المسعفين وهو يتفحص نبضه ومن ثم تم إغلاق المتجر فى ذلك اليوم بعد هذه اللحظات المرعبة فقرر بلال المضى قدما إلى المنزل فى محاولة لأن ينسى هذا المشهد المرعب والذى زلزل كل ما فيه ثم تذكر تلك الجنية والتى بالتأكيد ستظهر له فور ان يخلد إلى فراشه فعدل عن قراره وأخذ يطوف بالشوارع والأزقة حتى تمكن منه التعب وذهب للجلوس فوق أحد المقاعد الخشبية المتراصة فوق الرصيف وحينما جلس فوق المقعد نظر ليجد بأنه أمام مبنى يتضح بأنه قديم جدا ويظهر وكأنه مهجور فداعب النوم عينيه خلال ذلك مما جعله يضم إليه ذراعيه ويغمض عينيه ليذهب فى ثبات عميق .

“هيا يا بلال ..تعال”
لقد رآها مرة أخرى وهى تمد له يدها ثم سألها
“إلى أين؟”
فأشارت إلى المبنى القديم ثم قالت ..
“سنصعد سويا إلى هذا المبنى ”
ثوان قليلة وقد وجد نفسه معها فوق سطح المبنى المعتم ولكن بطريقة ما يستطيع رؤيتها كوضوح الشمس
– كيف أتيت إلى هنا؟
قال ذلك بذهول تام فأجابته
– لقد أمرتك بالصعود إلى هنا
– كيف ذلك انا لا أتذكر أى شئ
فوضعت إصبعها الناعم فوق ذقنه ثم قالت بابتسامة ناعمة ..
– لأنى سحرتك
– ماذا نفعل هنا ؟ المكان هنا مخيف
– قلت لك لا تخف مادمت معك
فنظر إلى أسفل عبر سور السطح ثم قال..
– المكان هنا شاهق الإرتفاع والمشهد من هنا مخيف
فقامت باحتضانه من ظهره فأصابته قشعريرة خوف سرت بجميع أجزاء جسده فقالت ..
– هذا جيد جدا حتى نستطيع ان نختلى ببعضنا دون أن يزعجنا أحد
فأبعد يديها عن خصره ثم ابتعد قائلا ..
– انا لا أريد
فاشتغل الغضب بعينيها ثم قالت ..
– ماذا؟
فقال بتوتر وخوف شديدين ..
– لا أريد شيئا ..فقط ابتعدى عنى
فتمالكت غضبها ثم قالت بابتسامة خبيثة ..
– حسنا ..تستطيع الذهاب الآن
فهم للذهاب إلى الدرج فصورت له أمام الدرج حائط جدارى كبير فسألها ..
– أين ذهب المخرج من هنا؟
فأشارت إلى سور السطح ثم قالت ..
– تستطيع الذهاب من هنا
فنظر ثم قال..
– كيف ذلك؟
– سهل جدا سأجعل الهواء يحملك إلى أسفل ..فقط قف أعلى حافة السور
فوقف فوق الحافة وهو فى تردد شديد ثم نظر إليها وقال .
– الآن ماذا ؟
-الآن مد بأحد رجليك فى الهواء
ففعل ذلك ففقد توازنه ثم سقط وأصبح معلقا فى الهواء ممسكا بيديه بحافة السور
فضحكت ضحكة صاخبة ثم فالت بتشفى..
– لقد قلت لك لا تجعلنى أغضب لكنك لا تصغى أسعيد الآن وأنت هكذا؟
– أرجوكى أنقذينى ..انزلينى من هنا .. المبنى شاهق جدا وإن سقطت سأتهشم لا محالة
– لكنك ستكررها مرة أخرى
– لا ..لن أفعل ..لن أغضبك مرة أخرى أرجوكى انزلينى من هنا
– حسنا .. يوجد بعض الحديد المغروس بجدار الحائط تستطيع التسلق عن طريقه حتى تصل إلى شرفة الطابق الأخير ثم تقفز إليها
فنظر إليها بذهول ..لقد ظن بأنها ستنقذه بسحرها وترفعه فى الهواء كما يحدث بالأفلام والمسلسلات لكنها خالفت ظنونه فأخذ مضطرا يمسك بالقضبان الحديدية واحدة تلو الأخرى حتى أفلتها ليقفز إلى الشرفة ومن الشرفة يخرج إلى الدرج ثم إلى خارج المبنى ويقف بعض الدقائق ليلتقط أنفاسه ثم يتابع طريقه إلى المنزل .

دخل إلى المنزل متعبا خائر القوى فارتاح قليلا فوق أريكة الصالة ثم ذهب إلى الحمام للإستحمام والإفضاء بعبئه وتوتره وأثناء ذلك ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حضن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى