رواية حرمان الهوى الفصل الثاني 2 بقلم منار همام
رواية حرمان الهوى الجزء الثاني
رواية حرمان الهوى البارت الثاني
رواية حرمان الهوى الحلقة الثانية
_في حاجه يا يونس
هتف بها “العم عبده ” بسَأم لقد تأخر الوقت وأنهى كوباين من الشاي التى أعدتهم “شهد” وهو حتى الآن لم ينطق بحرف وأحد سوى التحديق لنقطة وهمية أمامه وهو يفضل النوم باكرًا، أخرج “يونس” تنهيدة ثقيلة، ماذا يخبره أنه مغرم بإحدى فتياته، هل ينهى كل هذا الصراع الذي بداخله ويطلبها للزواج، اللعنة في كل مرة يقرر إتخاذ خطوة ينعقد لسانه عن أخراج أي حرف، لهذه الدرجة الأمر صعب، ظل يجول بعنيه منتظرا الأحرف التي ستخرج من فمه بعد صراع عقله في إتخاذ القرار
_مفيش أنا بس كنت مخنوق شويه قلت أجى أقعد معاك لو حابب روح نام يا عمى “عبده” وأنا هقعد هنا شويه.
_مالك يا يونس أنت كويس، أنا مش هنام دلوقتي.
هو حقًا مختنوق لكن لا يستطيع أن يخبره إن فتاته البكر هي السبب في تعكير صفو مزاجه.
_موضع كدا إن شاءلله ربنا هيدبره من عنده وتتحل، المهم أنت صحتك عامله أيه، الوجع ألى بيجيلك خف ولا لسه .
نكث رأسه الى الاسفل متحدثا بنبرة مغلفة بالحزن.
_لا يا يونس مرحش، ولسه بحس بتعب.
_ طيب ما أنا قلتلك نروح عند دكتور يا عم عبده وأنت مش رأضي غير أن مفيش ولا وحده من بناتك عارفه علشان تاخد بالها منك حتى.
رفع العم “عبده” وجهه إلى “يونس” بنظر أقلقته.
_ في أي يا عم “عبده”
_بناتى يا يونس
أجابه مستفهمًا.
_مالهم؟
_ أبقى خد بالك منهم يا يونس هما ملهمش حد من بعدى لو حصلتلى حاجه دول أمانتى ليك
رد يونس في قلق وإضح.
_بعد الشر عليك يا عمى إن شاءلله هتفرح بيهم وتسلم كل وحده لجوزها بإيدك
نكث رأسه مجددًا بحزن
_مش بينلها يا يونس.
حرك العم “عبده” يإده على قدم يونس بدعم هاتفًا ببعض الكلامات قاصدًا بها طمئنت نفسه قبل الجالس بجواره
_روح نام يا يونس وسيبها على ربنا هو يدبره من عنده
هتف يونس بخفوت.
_تصبح على خير
❈-❈-❈
الثانيه عشر منتصف اليل
تلملم في فراشه بنزعاج من ذلك الأحمق الذي يدق الباب بهذا العنف، حسنا فليترك فراشه المريح ويعد له بعد إن يوبخ ذلك الاحمق، فتح باب شقته وعنيه شبه مغلقه، ولكنه فتحهم على وسعيهم عندما رأها تقف أمامه بتلك الهيئة، ملابسها المنزلية المكونة من بنطال ويعلوه كنزه قصير حجاب يفخفي جزء من شعرها وذرعيها، لحظه أ هي تبكي
_في أي يا شهد
أجابت وهى تبكي وتلهث في آن واحد
_بابا
_عمى عبده ماله
هبطت الدموع من مقلتيها وهى تسترجع هيئة أبيها وكيف تركته ملقى على الأرض يواجه الموت، تحدثت في استغاثه.
_ معرفش، بس هو تعبان قوى تعاله معاى ونبي انا مش عارفة أتصرف.
_دقيقة.
عاده الى الداخل محضرًا سترة يستر بها نصفه العلوى.
_تعالي معاى.
❈-❈-❈
لجَ الى منزلهم الصغير بقلق ولهفه واضحة على تقسيمات وجهه، إنفزعت ملامحه وهو يرى العم “عبده” ملقيا على الأرض وحوله فتياته يحاولون أفاقته، أنحنى على ركبتيه حاملًا رأس العم عبده على فخذه هاتفًا بقلق حقيقي.
_عم عبده
رفع مقلتيه لتلتقي بمقلتي أبنته الصغيرة المليئتن بالدموع، سائلا أياها بقلق.
_حصله أي أنا سايبه كويس من سعتين.
ردت “منه” بصوت متقطع من أثار شهقات البكاء
_بـ بعد ما رجع من عندك بدأ يستفرغ وفي دم، منعرفش حصله اي
حمله يونس بين ذراعيه متجها صوب الخارج.
_أنا هاخده على المستشفى
_أنا هاجى معاك
نطقت بها “شهد” بصوت مرتعش، أدار وجهه لها ليجد أن ملابسها غير لائقة أبدا لذهاب معه، صوتها المرتعش ملامحها التى ينطق الخوف منها أجبرته على أن يجد حلًا سريعًا .
_غيرى هدومك وأنا هتصل بـ “نوح” يجيبكم أنتِ واخواتك .
ردت بلهفة.
_حاضر هروح أغير دلوقتي.
عادت هى إلى المنزل، وأكمل هو طريقه الى السيارة واضعا العم “عبده” في المقعد الخلفي، حرك مقود السيارة وهو يجري إتصال بـ “نوح”
آتاه رد نوح بصوت ناعس.
_ أيوه يا عم يونس
_أصحى بسرعة، وهتلاقي بنات عمى عبده لابسين هاتهم وتعال على مستشفى البلد بسرعة
إنتاب نوح القلق وفر النوم من عينيه وكان هذا واضح في سؤاله القلق
_ليه في أى
_مش وقت رغى يا نوح أعمل الى بقولك عليه بسرعه
❈-❈-❈
دخل “نوح” الى المشفى بخطوات واسعة قريبة الى الرقد بسبب ما سمعه من “شهد و منه” والذي أصابه حقًا بالقلق، وجد عمه “يونس” يجلس بأحد المقاعد أمام الغرفة منكث الرأس يطغو على تقسيمات وجهه القلق.
_في أي يا عمى “يونس” عمى عبده جراله اي.
رفع عيناه ليلمح تلك الواقفة منتظرة ردا على سؤال إبن أخيه، ربما يعلم ما به حقًا أغمض جفونه داعيًا أن يكون تخمينه غير صحيح رفعا رأسه مجيبا.
_لسه الدكتور مطلعش من عنده بس إن شاءلله خير.
فور إنتهاء “يونس” من جملته خرج الطبيب يعدل من وضع نظاراته الطبية.
_مين يونس وشهد
وقف يونس من مقعده بينما ردت شهد بلهفة
_أنا يا دكتور
_أتفضلوا جوه المريض عايز يشوفكم
هرولت شهد الى الداخل ولحقها يونس بخطوات رديئة هادئ او ربما خائف من ما هو قادم
تقدم نوح من الطبيب المسؤول عن حالة العم عبده ومن الواضح أنهم زملاء عمل.
_خير يا دكتور كريم عم عبده ماله
_تعاله المكتب يا دكتور نوح أشرحلك الحاله
هتفت رحمة
_أنا هاجى معاكم علشان أعرف حصل اي
_الاحسن تدخلى تشوفي والدك يا رحمه
❈-❈-❈
وقفت “شهد” للحظة عند رأيتها لجسد أبيه الهزيل على الفراش والعدد الكبير من الإجهزه المعلقة بجسده ،وقفت تحدق به وكأن قلبها يخبرها أن تطيل النظر اليه، ولكنها أفاقة على صوت أبيها المتعب
_تعالي يا شهد واقفه عندك ليه، وأنت يا يونس
تحركت قدميها الى الأمام وعينيها تذرف الدموع دون توقف، أمسكت بيد أبيها ونحنت بجسد يرتعش تقبلها.
_الف سلامه يا بابا، وقوم بسرعه علشان البت منه مش مبطله عياط.
رد عليها بابتسامة
_مش بيلنها يا شهد يا بنتى
كادت تنطلق ولكنه منعها ممسك بكف يدها
_مفيش داعى للكلام يا شهد أسمعينى وبس.
نظر الى يونس ثم أكمل.
_يونس بيه من يومين جه وطلب إيدك منى وأنا وافقت وعايزكم تكتبوا الكتاب دلوقتي.
رفعت اهدابها تنظر الى الواقف بجورها كما نظر هو الآخر اليها.
_متبصوش لبعض كدا، أنا رجلي والقبر يا بتى وأخواتك ملهمش غيري لو اتجوزو مين هيبقا وكيلهم، تكتبوا كتابكم دلوقتي وانا هبقا وكيلك ولو وحده من اخواتك اتجوزت هيبقا هو جوز اختهم ووكيلهم وسيبكم في أمانته وأنا مطمن.
_ يا بابا أنت هتقوم بسلامه و
_متتعبيش قلبي يا شهد وافقى، لو بتحبينى يا شهد
أنخرطت في البكاء وهى تهزر رأسها.
_حاضر يا بابا
نظر العم “عبده” الى “يونس” الصامت منذ دخوله.
_قلت اي يا يونس
_لو هي موافقة هتصل بالمأذون و”سيف” يجيب البطايق من البيت
_اتوكل على الله، وندهولي منه ورحمه عايز اشوفهم
❈-❈-❈
_أنا مش هكدب عليك والد الانسة رحمة مش هيعيش يومين كمان
_هو كان كويس يا دكتور حصله اي مره وحده كدا
حرك الطبيب القلم بين يديه مجيبًا
_لا مش مره وحده يا نوح، هو تعبان من زمان ، عنده سرطان في الكبد ومن زمان ممكن يكون مكتشفوش او عرف بس خباء عليكم.
وقف نوح مصافحا الطبيب
_ماشي يا دكتور شكرا جدًا ليك.
❈-❈-❈
_مبروك يا بنتى
ردت منه بدموع لم تجف من أعينها منذ قدوم والدها الى المشفى
_خف بسرعه بقا يا بابا علشان نعمل الفرح
فرد ذراعيه بصعوبه بالغة، لشعوره الشديد بتعب.
_تعالوا يا بناتي في حضنى
ألقت كلا منهم نفسها بين أحضان أبيها وهى تبكى، همس العم عبده لـ “شهد” لانها كانت الاقرب الى فمه.
_خدى بالك من أخواتك يا شهد هتوحشيني يا حبيبتي.
من ثم رمق يونس بنظرة وسبل جفونه، رفعت شهد رأسها عن صدره صارخة.
_بابا…. بابا فوق بالله متسبنيش لوحدي والله ما هعرف أعمل حاجه من غيرك علشان خاطرى
عادت خطوتين الى الخلف عندما لم تجد رد منه، ولم تشعر بعدها الى وهي فاقدة الوعي، التقطها يونس بين ذراعيه قبل وصولها الى الارض.
_شهد… شهد
حملها بين ذراعيه وهو يصرخ.
_عايز اي ممرضه هنا.
❈-❈-❈
في مساء اليوم الثاني وبعد إنتهاء العزاء.
دخل “يونس” المنزل بخطوات مثقلة بعد يوم مليئ بالأحداث بدايتها من موت العم عبده وإغمائها ثلاث مرات متتالية بكاء اخواتها الشديد مرورًا بالعزاء، بحث عنها بعينه في أرجاء المنزل هل فقدت الوعى للمرة الرابعة، تقدم من والدته التى تجلس بجوار “منه” و”رحمه” جلس على ركبتيه مقبلا يدها.
_ختى الدوا يا أمى
حركت السيدة وداد يدها على مرفقه بحنان.
_أيوه يا حبيبي، روح شوف مراتك هي نايمة في أوضتها
هل أصبحت زوجته هو حتى الآن لا يصدق ويظنه حُلم، يستطيع أن يدخل الى غرفتها وهى نائمة، وسيراها دون حجاب، فكر قليلا كيف أصبح شكل شعرها فهي غطته في سن العاشرة ومنذ ذالك لم يراه، سيدخل إليها الآن ويأخذها بحضنه مقبلًا جبينها وخدها الوردى، و كل هذه الافكار دغدغت مشاعره، وقف من مكانه موجها حديثه “لرحمه و” منه”.
_قموا ناموا الوقت أتاخر، مش هتستفادوا حاجه من قعدتكم كدا، وانتِ يا منه علشان عندك مدرسه الصبح
_أنا مش هروح بكره.
مسك مقبض الباب قبل إن ينطق.
_منه كلمتى متتكررش مترتين، نامى معاهم يما متسبهمش لوحديهم.
ردت السيدة وداد بابتسامة يبدوا أن ابنها سينام بإحضان من يحب.
_حاضر يا حبيبي متشلش هم.
❈-❈-❈
أغمضه جفونه وأخذ نفس عميق قبل أن يلتف ويرى ما تخيله، إلتف ليرى أجمل مما كان يتخيل، نائمة بثوبها المنزلي القصير عبارة عن بنطال أسود وعليه “كنزه” من نفس اللون ملتصقة على منحنيات جسدها بطريقة مهلكة ناهيك عن شعرها الاسود الطويل الممتد بطول الفراش خلفها، رغم صفار وجهها وملامحها الباهتة الى إنها جميلة، ااااه لم يكن يتخيل سيأتي يوم ويحق له النظر الى جسدها بكل هذه الاريحية، أقترب بخطوات حذرة حتى لا تستفيق من نومها ومن ثم جلس بجوارها، مد يده يزيل تلك الخصلات محدقا بتفاصيل وجهها الجميل، هتف بصوت حنون.
_لو اقدر أشيل كل الحزن الى على وشك
قبل مقدمة رأسها أخذ أياها بين أحضانه، اليوم سيكون الأجمل رغم كل ما مره به.
❈-❈-❈
في غرفة الفتيات تنام” منه “بأحضان السيدة” وداد” ومازلت تلك الشهقات الملحقة ليوم طويل من البكاء مستمرة تمسد السيدة وداد على خصلات شعرها وهى تقرأ بعض الآيات القرآنية ، ألتفت السيده وداد تنظر لتلك الحركة على السرير المجاور والخاص برحمة
_رايحه فين يا رحمه
_مخنوقه شويه هطلع الجنينه أتمشى
اعتدلت السيدة وداد في جلستها.
_رحمه يا حبيبتي مينفعش كدا أنتِ من الصبح دموعك منشفتش يا بنتي والبكاء عمره ما هيرجع الى راح
نكثت رحمه رأسها أرضًا في محاولة لإخفاء بكاءها
_معلش يا ستى سبينى أعيط مش أحسن ما اشيل جوه نفسي.
_ماشي يا حبيبتي روحى أتمشي شويه انا هستناكى لحد ما ترجعى مش هنام، وخدى بالك تطلع من البوابه الكبيره يونس يعمل مصيبه.
_حاضر.
خطت خطواتها الى الخارج، هل حقًا فقدت والدها ولن تسطيع رأيته مرة أخرى كانت تريد الجلوس معه يوماً واحد فقط لكانت نامت بأحضانه أطالت النظر اليه و
_عمى يونس لو عرف أنك طلعت من البوابه الكبيره هيتخانق معاكى
التفت “رحمه” بفزع وضعت يدها على صدرها بعد سماعها لصوت نوح، رأته يجلس على ذالك المقعد بالحديقة
_حرام عليك يا نوح خضيتنى.
ابتسم نوح ابتسامة خفيفة.
_معلش، بس المفروض تروحي دلوقتي علشان متزعليش عمى يونس وبعدين الساعه داخله على 12 كنتى رايحه فين
_مكنتش رايحه ، أنا كنت بتمشي ورجليا خدتنى.
تزحزح عن مقعده قليلًا يفسح لها المجال لتجلس بجواره
_تعالى اقعدى
تقدمت رحمة لتجلس بجواره، وهى تنظر له بستفهام.
_اي مالك بتبصيلي كدا انا بس قلت بما أنك مخنوقه ومش جيلك نوم نقعد سوى
هزت رأسها ونظرت إلى السماء تتأمل نجومها أما هو فكان يتامل نجمته على الأرض.
_ هتروحى المستشفى بكره.
_لا اعصابي تعبانه شويه ودي أرواح ناس
_عمى يونس هيخلي منه تروح المدرسه.
لما لا يكف عن الاسئلة فقد تريد تأمل النجوم، ردت في ضيق.
_منه دي أخر سنه ليها في الثانويه وفعلًا لازم تروح المدرسه لأن إمتحاناتها قربت وحرام تعيد السنه من تانى بعد التعب دا كله أما انا الدنيا مش هتخرب يعني لو غبت يوم.
عض على لحم شفته الداخلي لاعننا تقلبها المزاجى، هل ظن انه سيمر يوم دون شجار بينهم، تبًا لها ولغرامه بها، حسنًا سيلقي عليها بعض الحديث القاسي الذي خافه ان يجرح مشعرها يومًا.
_في أسلوب أحسن من كدا تتكلمي بيه على فكره، وبعدين روحى الشغل تشغلي نفسك بأي حاجه بدل قعدتك كدا، بقولك أي ادخلي نامي ليشوفك عمي يونس ويعملك مشكلة.
تركها تنظر اليه بصدمه أذا بدأ الحديث لن ينتهيان حتى الصباح الأنسب أن يتركها تحت تأثير صدمتها.
أغلقت أعينها عدت مرات تستوعب أنها تركته دونه أن توبخه اللعنة عليه وعلى عمه الذي اعطاه والدها كامل الحرية لتحكم في حياتهم كأنه ابيهم.
❈-❈-❈
صباح يوم جديد
حركت رأسها على جسد صلب هى تذكر أنها نامت بمفردها، فتحت أهدابها ببطئ لترى ملامح رجل هل هو أبيها انه لا تنام بحضن رجل سوى أبيها، فتحت عنيها على وسعهم لترى إن كانت تحققت أمنيتها بأن يعود اليها أبيها ولكن خاب املها عندما وجدته رب عملها والعمده و… وزجها لقد تزوجت منه البارحه، فتح جفونه على تلك الحركه هامسًا.
_صباح الخير.
ابتعدت عنه تضع خصلات شعرها السوداء خلف إذنها.
_صباح النور.
حرك كف يده ماسحًا وجهه لعله يفيق.
_أحسن دلوقتي
_الحمدلله
عم الصمت لبعض الدقائق قاطعته هي بسؤالها.
_أحضرلك تفطر.
أشار لها بيده أن تجلس بجواره
_تعالى يا شهد.
وقفت من مكانه ذاهبا الى الجهة الآخره لتكن بجواره، وهو يحرك بؤبؤ عنيه مع حركتها.
جلست بجواره و طاطات رأسها الى الاسفل، مد كفه الخشن ممسك بوجهها بين يديه رفع وجهه اليها وهو ينظر في منتصف سودويتيها.
_أنا عارف الدنيا مكنتش أحسن حاجة امبارح بس نرجع ونقول الحمدلله لازم تكونى قويه علشان أخواتك
حاولت التماسك والتحكم في دموعها ولكنها تذكر والدها الحنون فنهمرت، أقترب بوجهه منها
_ليه الدموع دي بس.
_ بابا وحشنى اوى.
_البكا مش هيرجعه ربنا يرحمه
مسحت دموعها بكف يدها الرقيق.
_هروح أطمن على منه ورحمه انا من امبارح مقعدتش معاهم.
وقفت تتحرك من مكانه هاربتا منه ومن نظراته التى تربكها، ولكن امسكها بكف يدها، عضت على شفتها السفلية بخجل قبل أن تستدير له،تبًا هل هذا العمده الذي كانت تخجل من رأيته بصدفه يمسك بكف يدها بكل ارياحية.
_عايز حاجه
تفحصها جدًا قبل إن يهمس لها.
_جعان
ودت لو انفجرت ضاحكة لطريقته في التحدث وكأنه طفل يخترع الحجج حتى لا تتركه أمه كتمت ضحكتها من ثم همست له
_هروح اعمل الفطار اهو….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حرمان الهوى)