روايات

رواية جبروت الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الرابع والثلاثون

رواية جبروت البارت الرابع والثلاثون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الرابعة والثلاثون

نظـرت إليـه ماريـا و سـألته بـبرود تحـاول التحلي بـه : وايـه هـو اللي شـوفته ادمـك يـا دكتـور مـروان يخليك قرفـان للدرجـة دي؟
تدخلــت ريتــال محاولــة لأنهــاء ذلــك الحــوار قبل بدايته : ماريــا اهــدي، اكيــد مــروان فاهــم غلــط.
مـروان بأنفعـال : فاهـم غلـط؟ كل اللي شـوفته ادامـي وفاهـم غلـط؟ ايـه يابنتــي القســوة والجبروت بتاعــك ده؟ انتــي اهنتيــه ادام النــاس و كل ده لأنه ســألك انتــي قاعــدة مــع ميــن، ومشــيتي بمنتهــى الــبرود ولا كأنــك عملتــي حاجــة وكملتــي يومــك عــادي مــع صحابــك، و دلوقتـي فعصتــي كرامتـه تحـت رجليـكي و بـكل بـرود، انـا حقيقـي اتخدعـت فيـكي لما فكـرت انـك عربيـة رغـم نشـأتك و بيئتـك الاجنبية،لكـن انتـي اثبتـي غلطـي في كل ده وحتـى هويتـك امريكيـة ، هتوقـع منـك ايـه ؟! فعلا اللي انـا شـوفته ده قـرف ( اخـذ يتحـرك ذهابـاً وإيابـاً يحـاول ايجـاد الكلـمات التـي تصـف مـا يشـعر بـه ) قـرف منـه لأنه ذل نفسـه علشـانك وانتـي متسـتاهليش، وقـرف منـك لأنك مقدرتيـش تصرفاتـه علشــانك، انتـي فاهمــة يعنـي ايـه راجـل يترجـى واحـدة أنهـا متسـبهوش؟
( اتسـعت عينـاه جحوظـاً ووقـف لبرهه يحـاول اسـتيعاب الامـر وتحـدث بتوهـان لأنكاره الامـر ) عارفـة يعنـي ايـه تتمسك بحـد لدرجـة تسـمحيله يهينـك ادام النـاس و رغـم ذلـك مصمـم يبيعك؟ ايـه الـبرود ده؟ انتـوا برودكـم أسـوأ مـن بـرود الهـوا اللي بتعيشـوا فيـه ( ناطقـا اخـر كلماتـه بصـوت عـالٍ مشـمئز )
عـم الصمـت عليهـن إلى أن انتهـى مـروان مـن حديثـه، احمـر وجـه ماريـا بالكامـل انفعالا لما قالـه وظهـر انفعالهـا في قـوة ردهـا عليـه : ايـوة عارفـة كل اللي انـت قولتـه وحسـيت بيـه بـس تقريبـا انـت اللي متعرفهـوش، واذا كان اللي شـوفته النهاردة حسسـك بالقـرف فيسـعدني اني اقولـك على اللي يقرفــك اكــتر
(تقدمــت منــه بخطــوات سريعــة حتــى اصبحــت بمواجهتــه وعينــاها مقابلــة لعينيــه بتحدي صــارخ )
انــك تشــوف الانســان اللي هــو بالنســبالك كل حياتــك بيخونــك هــو ده القرف،لما يحــرم عليك علاقاتك بالنــاس و دايــما بيحــاول يخنقــك بتحكامتــه وهــو مابيطبقــش اي حاجــة مـن اللي بيفرضهـم عليـك نهائي دا القـرف، لما انـت تصنـع منـه اب واخ و صديــق و حبيــب و كل علاقــة ذكوريــة و هــو يقابــل كل ده بأنــه أمــر مُسـلم بيـه فهـو قرف ، أقولك بقى على قمة القرف ( ( سـبلت عينيهـا ألما وخـزي واكملـت بصـوت اقـل حـدة واكـثر توتـر ) ان اللي خلفـوك وجابـوك علـى الدنيـا ينسـوك و يتركوك لمربيـة و كل واحـد فيهـم يكمـل حياتـه بـدون مـا يســأل عنــك و كأنــك كلــب آووه و بعديــن اكتشــفوا أنــه اجــرب فتركوه، لما تعيــش طــول عمــرك تســعى علشــان بــس تلفــت نظــر اللي بتحبهــم ليـك وهـما ولا عـلى بالهـم دا القـررررف، لما انـا اضحـي دايمـا بـكل اللي عايـزاه علشـان واحـد كل املـي أن ارضيـه و اتعـب و احـارب علشـان نكـون مـع بعـض وينتهـي كل تعبـي بالخيانـة هـو دا القـررررف، و القـرف الاكبـر ان ابــوك مــش بيســأل عنــك الا وقــت تقــرر تعمــل حاجــة هــو مــش راضي عنهـا رغـم انـك مافيـش حـل ادامـك غيره و ييجـي بـكل بسـاطة يأمـرك تبعـد بـدون مـا يسـألك ليـه لجـأت لشـخص تـاني طـول حياتـك رغـم ان هـو موجــود، القــرف الاكبــر ان الرجالــة اللي بحيــاتي همــا اللي قهــروني وهمــا الــي كــرهوني اذا كان الاب او الحبيب، الاتنين خانــوا ( استرسلت دمعاتهــا دون وعـي منهـا وتهـدج صوتهـا مختنقـاً بالعـبارات )
الاول خـان الـدم و الابـوة، والتـاني خـان رفقـة العمـر والحـب و الثقـة و خـان كل شـئ حلـو عشـناه سـوى،انت بتقـول اني انـا مسـتحقش اللي هـو عملـه، انـا فعـلا مسـتحقش ( بـدأت تشـيح بنظراتهـا عنـه وتطالـع كل مـا حولهـا بلا هـدى وتحـرك يداهـا بـكل ً صـوب مشـوحة بهـا رفضـاً ) ماسـتحقش أنـه يخـوني ولا يجرحنـي، ماسـتحقش انانيتـه معايـا، ماسـتحقش جحـوده معايـا بعــد كل اللي عملتــه علشــانه ( عــادت لتقــف امامــه وعــاودت تطالعــه وتثبـت نظراتهـا اليـه ) بتقـول ان اللي انـت شـوفته ذل؟ هـو ذل نفسـه ادام النـاس علشـاني، كنـت تعـالى شـوف وهـو بيذلنـي في وسـط الطريـق علشـان ماليـش غـيره، كنـت شـوف الـذل وهـو بيتعمـد يذكـر كل جروحـي ويفتحهـا علشــان يوجعنــي، انــت ماشــوفتش اي حاجــة ولا عيشــت اي حاجــة مــن اللي انـا عيشـته وشـوفته،انت انسـان عـاش طـول حياتـه سـعيد ومبسـوط مـع اب وام بيعشـقوه و اخـت على اسـتعداد تحـارب العـالم كلـه علشـانك ( انهـت جملتهـا واضعـة سـبابتها بصـدره ) والشيء السـيئ الوحيـد اللي حصل في حياتـك هـو ان انسـانه اتجوزتهـا وعيشـت معاهـا كام شـهر ماتـت، ماتـت بـدون ماتخونـك او تجرحـك ولا توجعـك، الوجـع الوحيـد اللي سـببتهولك كان موتها،فقومــت انــت وقفــت حياتــك و مــا فكرتــش باللــي حواليــك و حزنـت والـكل حـزن لحزنـك و حاربـوا علشـانك، قـولي يالـي هويتـك عربيـة و دمـك مـش بـارد، جربـت اي احسـاس مـن القـرف اللي انـا حكيتهولـك؟
تعـرف انـه للأن مـاعتـذرش ولا اعـترف بخطـأه هـو بـس بيطالـب بالملكية الـلي كان بيملكهـا، مـش قـادر يسـتوعب أنـه خـلاص انتهـى، انـا كل كلمـة قولتهالـه أنهـاردة مـش علشـان اذلـه بيهـا وإنـما هـي الحقيقـة، انا استحق الافضل،انا استحق اني اعيش حياتي سعيدة ومبسوطة.
( صمتــت تلتقــت أنفاســها و تتبــادل النظــرات مــع صديقتيهــا اللتــان لم تحــاولا مقاطعتهــا ومــن ثــم نظــرت إلى ريتــال بعمــق وابتســامة عـلـى شــفتيها تتألــق في عينيهــا الدامعــة )
انـا منتظـرة العـوض، علشـان في حـد بحبـه اوي قـالي ان كل الاشـياء السـيئة اللـي مريـت بيهـا ربنـا هيعوضنـي عنهـا خير و سـعادة، ولان انـا عنـدي يقين في اللـه صدقـت و آمنـت، انـا مـش هعيـش اتـألم مـن أثـر جـروح الماضي، لاء، هتخطــى كل حاجــة ومــش هســمح لاشــباح الخســارة و الوجــع انهــم ينتـصروا عليـا و يهزمـوني وكلي يقـن اني هلاقي اللي يحبنـي و يحتوينـي ويفهمنـي.
( ثم نظرت إلى ليله و بنظرات ذات معنى نطقت بتصميم و صلابة ) انــا مــش هوقــف حيــاتي علشــان حــد مايســتاهلش بــل هكملهــا واســعى للســعادة.
وصمتـت وانتهـى الـكلام والجميـع ينظـر لهـا، ريتـال بفخر كـون صديقتهـا اسـتطاعت أن تُشــفى مــن خذلان الماضي، و ليلــه بســعادة لاجلهـا وايضــا بـأرادة لـكي تلحـق بهـا عـلى ذات الطريـق، امـا مـروان ف نـدم وخزى على مـا قالـه لهـا و مـا شـعر بـه تجاههـا منـذ قليـل، حـاول الاعتـذار منهـا ولكـن قبـل أن يفعـل ذلـك وصـل ادم و لم تعطـه هـي الفرصـة للاعتـذار و ذهبـت لـكي تفتـح البـاب وهـي تحـاول تخطـي ماحـدث.
جلسـوا جميعـا لـكي يتناولـوا الطعـام بعـد يـوم شـاق لم يسـلم أحدهـم مـن مشـقته ابـدا بدنيـاً ونفسـيا..ً أثنـاء الطعـام، ادم يختلـس النظـرات العاشـقة إلي حبيبتــه و ليلتــه المقمــرة، و هــي تتهــرب مــن نظراتــه وتحــاول تــلاشي النظــر إليــه و كُلمها حاولت تخونها عينيهــا بالنظــر إليــه تشــعر بغرابــة الامـور ومـن ثـم تعـود و تذكـر نفسـها ( هـذا ادم يـا ليلـه صديقـك المـرح الطمــوح )، امــا مــروان فينظــر إلى ماريــا نظرات نادمــة معتــذرة فتردها إليــه نظــرات لائـمـه مترفعــة عــن الاعتــذار ظاهريــا فقــط ولكــن بداخلهــا حزنـت كثـرا لظنـه السـيئ بهـا,. وامـا ريتـال فهـي كالعـادة تنظـر إلى مـن حولهـا وتحـاول قـراءة ملامحهـم و نظراتهـم و تفسرهـا قـدر مـا تسـتطيع ولكـن الان يشـغلها شـئ آخـر غـير مراقبتهـم المتعمقـة …
قطعـت هـي الصمـت الـذي غرقـوا جميعـا فيـه : هتغيـب في مـصر اد ايـه يـا ادم؟
لملـم شـتات نفسـه و نظـر إليهـا بأبتسـامة يخفـي بهـا توتـره: أسبوعين ان شـاء اللـه، ( ونظـر إلى ليلـه بأمـل ) ويمكـن يكونـوا اقـل.
ريتال: تروح وتيجي بالسلامة ان شاء الله.
ماريا بحماس حقيقي لا تصطنعه: ايه بقى الموضوع اللي قولتي عليه؟
ريتال بتأني : الموضوع اللي قولت عليه.
ليله: هو؟
ريتال بأرتعاش خانتها لتظهر لعيونهم : في واحد طلب ايدي !
أظهــروا جميعــا دهشــتهم تجــاه الامــر فلــم يتوقعــوا ذلــك بتاتــا خاصــة وأن ريتـال دائـما غـير مهتمـة ولم تتطـرق في حديثهـا مـن قبـل عـن الـزواج والارتبــاط …
انتظـرت قليـل حتـى يسـتوعبوا الامـر و أثـار المفاجئـة مـن وجوههـم و مــن ثــم أكملــت موضحــة الامــر: الموضــوع ده مــن اكتــر مــن أسبوعينمــش النهاردة ولكــن انــا كان لازم اخــد الامــور بجديــة قبــل مــا ابلغكــم، وكمـان اشـوف هـل هـو مناسـب فعـلا ليا افكـر فيـه كـزوج وشريـك حيـاة ولا لاء.
كان ادم اول مـن تخطـى ذهولـه سريعـا: وميـن ده اللي طلبـه خـلاكي تفكـري فالموضــوع بجدية؟
ريتال: عمر محمود الجزيري.
ليلـه بلهفـة: انـا بسـمع عنـه واعـرف عنـه شـوية حاجـات خاصـة أنـه مـن المصرييـن المشـهورين اقتصاديـا في عـالم البيزنـس.
ماري بدهشة وسعادة ا: الموضوع بجد بقى، ري ري هتتجوز.
ريتـال: اهـدوا يـا جماعـة، هـو تقريبـا لسـه مافيـش موضـوع وانـا مقررتـش حاجـة انـا بـس سـمحتله ييجـي يتقـدم و قبـولي لمبدت الارتبـاط.
مــروان بتســائل واهتمــام : طيــب كمـلـي، علشــان انــا حاســس ان لســه في احــداث فالموضــوع.
ريتـال بأقتضـاب: مافيـش اي أحـداث، هـو قـال انـه هيسـافر مصـر يطلـب ايــدي مــن عيلتــي وانــا وضحتلــه ان عيلتــي موجــودة معايــا هنــا بالفعــل وهـي انتـم.
تنهد ادم بألم و حزن وهو يسألها : وكان ايه رد فعله على كلامك؟
ريتـال وهي تبتلع غصتها : اسـتغرب، و سـأل الاسـئلة المنطقيـة و انـا رديـت عليـه برضـو بالمنطق واللـي هـو منطقـي انـا، دول عيلتـي و دي العيلـة اللي عايـز يرتبـط بيهـا اذا عنـده رغبـة يتفضل.
حاول ادم إخفاء ضيقه وهو يحاورها : انتي مش شايفة انك اتسرعتي في كلامك ده؟
لتدافع ماريــا عن موقف ريتال : انــا مــش شــايفة اي تســرع في الموضــوع ، هــي بتقــول طلــب مــن أسبوعين وهـي بلغتـه النهاردة بقبولهـا للمبدأ و وضحتلـه علاقتهـا بعيلتهــا و ان احنــا عيلتهــا الحقيقــة ، فيــن التســرع في كــدة.
لتجيب ليله بحزن : للأسف يا ماريا الامور في مصر مابتمشيش كدة.
ماريا ببساطة: بس احنا مش في مصر.
ادم بأنفعــال بســيط: بــس هــي مصريــة و هــو مصــري و مهـمـا اختلــف المــكان المعتقــدات مابتتغيرش ،مكنش ينفــع أنهــا تقولــه كــدة، حتــى لــو في بينهـا وبيـن العيلـة ايـه، وخصوصـا ادام شـخصية زي عمـر الجزيـري ده.
مروان: اهدى يا ادم علشان نعرف رده علي كلامها.
ريتـال بضيق من موقف ادم : مافيـش رد، انـا قولـت كـدة وانهيـت اللقـاء و دلوقتـي بعرفكـم بالـي حصـل، انـا ليـا معتقـداتي ، هـو يطلبنـي مـن عيلتـي وانتـم عيلتـي، ولا عنـدك رأي تاني يـا ادم؟
ادم بأسلوب لَين : يـا حبيبتـي انـا مـش بقولـك اننـا مـش عيلـة ولا بنكـر ده لكـن مكنش ينفـع تقوليلـه كـدة.
ريتـال: انـا مـش هبنـي حيـاتي عـلى كـذب او حقيقـة فيهـا مواربـة يـا ادم وخبايـا،،، دي انـا وهـو اذا كان عايـز يرتبـط بيـا لازم يكـون عارفنـي واكـون عرفـاه.
ادم: مابقولـش اكـدبي عليـه ولا خبـي بـس على الاقـل مـش دلوقتـي ومـش في اول لقـاء ليكـم كان يعـرف ده ، بـس بعديـن و بالتمهيـد….
ريتــال بنظــرات مشــتعلة: وكان المفــروض اقولــه روح اطلبنــي مــن قاســم رسلان و جســار حفيــده؟
ادم: يا بنتي انا مقولتش كدة.
ريتــال: اومــال بتقــول ايــه؟ انــا بقولــك هــو بيقــول هســافر اطلبــك مــن عيلتــك في مصــر مفــروض ردي عليــه يكــون ايــه؟
ادم بتمهل : ابوكي يا ريتال، والدك اللي تقريبا نسيتيه في معارك حياتك.
كسى الجمود ملامحها و أخفت الحزن من عينيها بستار من برود وهي نجيبه : هـو انـت نسـيت ان بابـا سـلمني لقاسـم رسلان تعويـض عـن جـوازه مـن مامـا بـدون رغبتـه.
ادم: وانتــي بقــى عايــزة تعاقبيــه بأنــك تحرميــه منــك العمــر كلــه صــح؟! وحتــى مــن فرحتــه بأنــه يســلمك لعريســك.
ريتــال: لا يــا ادم، انــا مبعاقبــش حــد، انــا اللي دايمــا بتعاقــب و بتحمــل نتيجـة تصرفـات ماليـش يـد فيهـا ( اعتدلـت واقفـة وشـمخت برأسـها عاليـا ) الموضـوع انتهـى وانـا بلغتكـم بـكل اللي حصـل، عـن اذنكـم.
وخرجت أمامهم و تركتهم يتنهدون حزن على حالها
امـا ادم فوقـف وهـو ينظـر إلى الجميـع قائـلا برجـاء: حاولـوا تتكلمـوا معاهـا يــا جماعــة في موضــوع ابوهــا مــرة تانيــة ، قبــل مــا يكــون علشــانه هــو فعلشـانها مهـا كان احنـا عيلـة ومـع بعـض لان وجوده هـو أهـم مننـا كلنـا حتـى لـو هـي أنكـرت ده.
لا تستسلموا للألم و لا تنحنوا امام الحزن ولا تخضعوا للواقع……
بعد عدة ايام
دخـل إلى المشـفى لـكي يتحـدث معهـا، لقـد اتخـذ القـرار هـي سـوف تكـون ملكـه، أخـذ العهـد على نفسـه بتحطيـم وجهتهـا البـاردة و جمودها،كتـب ميثـاق مـن مواثيـق الرجولـة بأنـه سـوف يمحـي الحـزن البـارد مـن قلـب تلـك المـرأة التـي سـوف تصبـح امرأتـه و يحولـه إلى سـعادة ناريـة تشـعلها
دفـأ.ً
اتجــه إلى مكتبهــا والــذي كان يخلــوا منهــا بســبب انشــغالها في عمليــة جراحيــة ، جلــس ينتظرهــا بصبــر لم يمــل منــه وهــو يتفحــص كل شــئ في غرفـة مكتبهـا و يحلـل كل مـا يـراه، لا يوجـد بالمكتـب اي شـئ يـدل علـى شـخصيتها ولا حتـى تحفـة مـن التحـف وكأنهـا عـلى اسـتعداد للرحيـل دون أن تتعـب نفسـها بلملمـة الاشـياء، لا يعلـم لما تخيـل ذلـك ولكـن هـو شـعر أنهـا لا تريـد التعلـق بشـئ وعـدم وجـود مقتنيـات شـخصية بالمـكان يـدل عـلى ذلـك.
… دخلــت إلى مكتبهــا وخلفهــا طبيــب مســاعد كان معهــا أثنــاء الجراحــة وتتحــدث أثنــاء ذلــك ولكــن توقفــت عــن الحديــث عنــد رؤيتــه أمامهــا يجلــس بأريحيــه.
جلسـت علـى مقعدهـا المقابـل لـه و وقـف الطبيـب أمامهـا وهـي أكملـت حديثهـا معـه دون أن تبـدي أي اهتـمام ل عمـر
ريتال بعمليه : فقــط كل ســاعتين يتم حقــنه بجرعــة إلى أن يتخطــى تلــك المرحله .
الطبيب: تمام دكتورة تالا.
وانصرف سريعا كما دخل فنظرت إليه وإلى ابتسامته الواثقة التي تستفزها بشدة
ريتال: أهلا بيك استاذ عمر
عمر : متهيألي تجاوزنا مرحلة الاستاذ والدكتورة دي صح؟!
لتجيبه ببرود: لاء متجوزنهاش.
************
في الشركة.. دخل مروان إلى مكتب ماريا
مروان: ماريا عملتي ايه في الورق اللي طلبت منك تخلصيه والاجراءات؟
ماريا بعملية: تمام بكرة هيكون معاك الورق موثق و تنتهي الاجراءات.
مروان بأبتسامة: برافو عليكي
ماريـا وهـي تعيد نظـرهت إلى الاوراق التـي كانـت تعمـل عليهـا قبـل دخولـه: شكرا.
مــروان بتأفف : ماريــا بطـلـي بقــى، اعتــذرت منــك اكـتـر مــن مــرة ميبقــاش قلبــك اســود بقــى يــا ام قلــب ابيــض.
ماريا : قلبي لا ابيض ولا اسود هو احمر.
مـروان بضحكـة: طيـب خـلاص يـا ام قلـب احمـر،(و اعتذر بجدية ) اعفـي عـن صديقـك مروان و ارجعـي زي مـا كنتـي و اغفـري غبائي وحكمـي عـلى تصرفاتـك بجهل.
تنهـدت ماريـا ونظـرت إليـه بأبتسـامة صادقـة: خـلاص الموضـوع انتهـى و طالمـا انـك عرفـت غلطـك، هقولـك علـى حاجـة انـا ممكـن اكـون بالغـت في كلامــي معــاه وقتهــا وصدقنــي دا مكنش في نيتــي ابــدا ، انــا حتــى بينـي وبيـن نفـسي كنـت بقـول اني اذا قابلتـه صدفـة هسـلم عليـه واعامله بطريقـة حلـوة لكـن هـو اللي جبـرني اعمـل كـدة بتصرفاتـه وكلامـه ، وكل اللـي حصـل ادامـك كان رد فعـل مـش فعـل، لان اصـلا وجـوده في المطعـم ده مكانــش صدفــة.
مروان بأستغراب: ازاي؟
ماريــا: هــو عــارف ان انــا بتواجــد في المطعــم ده دايـمـا انــا او ريتــال او ليلـه وحتـى ادم كلنـا بنحـب المطعـم ده، ودا لأنه لمجموعـة شـباب عـرب وطموحيــن واحنــا اصــلا نعرفهــم وكل مانخــرج بيكــون هــو المــكان اللي هنـاكل فيـه ،و أؤكدلـك أنـه مـش اول مـرة يـروح المـكان ده ومعـاه بنـت مــن نفــس النــوع اللي كان معــاه.
مروان بأستغراب : انتي واثقة للدرجة دي ليه؟ ما ممكن تكون صدفة.
ماريـا بأبتسـامة سـاخرة: لاء مـش صدفـة، يـا سـيدي هـو آخـر مـرة افترقنا وقتهـا اكدتلـه ان خـلاص كلـه انتهـى هـو هـددني بأنـه هيعـرف سـتات وانـه يـا عينـي هيوجعنـي بيهـم وبالخيانـة وان انـا مـش هقـدر اعيـش مـن غـيره وهتعـذب، ومـن غبائـه فكـر اني هرجعلـه ذليلـه و المتخلـف مايعرفـش أنـه اذا مافيـش بينـي وبينـه حاجـة معناهـا كل علاقاتـه بعـدي ماتعتبـرش خيانة ومتهمنيـش بالاسـاس، فأنـا قصـدت أقـسى عليـه علشـان يفـوق ويفهـم.
مــروان بتنهيــدة: ربنــا يهديــه و يرزقــك بالـلي احســن منــه لأنك فعــلا تســتاهلي كل خير .
ماريا بلؤم مرح: من كام يوم كنت مستاهلش؟
مروان بضحكة بسيطة: خلاص بقى قولنا قلبك احمر.
ماريا: خلاص عفونا عنك.
مروان: طيب اسيبك انا و اروح اشوف شغلي.
ماريــا: وانــا كـمـان اســيب المكتــب واروح اشــوف شــغلي لان عنــدي شــغل مهــم بالمحكمــة بعــد شــوية.
ليرد عليها بمودة : الله يوفقك.
@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى