رواية سفير العبث الفصل الحادي عشر 11 بقلم روزان مصطفى
رواية سفير العبث الجزء الحادي عشر
رواية سفير العبث البارت الحادي عشر
رواية سفير العبث الحلقة الحادية عشر
° التنهيدة الحادية عشر °
| نظرة واحدة من تلك العيون الساحرة.. تُحيي الرماد المُستقر بقاع قلبي. تُضفي الحياة لمدينته المُحطمة المُمتلئة بالخراب، وتُشرق داخلي شمس العشق التي طلت على ظلامي الدامس |
#بقلمي
الراجل: جاهزة يا رفيف؟
رفيف بهدوء وهي بتحسس بصوابعها الطويلة البيضا على حنجرتها: جاهزة إني أروح.. حقيقي اليوم كان مُتعب وحنجرتي مش هتتحمل بروفات زيادة أنازخرجت أفضل ما عندي في الصوت
الراجل بإبتسامة: بس حقيقي صوت ملائكي.. ربنا يحميكي
رفيف بهدوء: شُكراً ليك.. أشوفكم بُكرة بقى
خرجت رفيف وهي رابطة على شعرها وشاح حرير مشجر.. بتحب تحُط وشاح زي بنات الريف الغربي وشعرها الإسود ينزل منه.. على السطح كان وشاحها الأبيض مغطي شعرها مبانش غير لما وقع
خرجت من المبنى ومنه للشارع الرئيسي عشان تدور على تاكسي يوصلها لبيتها
* داخل قصر أمير الدهبي
صِبا وهي بتحُط برفان ناحية مناخير شجن عشان تفوق: قومي عشان خاطري عشان خاطر إبنك قوومي
شجن بضيق وهي بتبعد وشها عن ريحة البرفان: أااه.. إيه اللي حصل
قعدت صِبا على الأرض وهي بتاخُد نفسها وعاوزة تعيط لكن مسكت نفسها وقالت بنبرة حزينة: زمانها موتتها خلاص.. زمانها موتت البت
شجن بتعب: بت مين! في إيه يا صِبا وإيه حالتك دي؟
قامت صِبا وقفت على رجليها وهي بتقول بخضة: لولياا.. لوليا بتضرب لوسيندا ضرب جامد والبت بتصوت وأنا قولت أجيلك تلحقيها لقيتك مُغمى عليكي
شجن بصدمة وخضة: إيييه! وسعي
خرجت شجن بكُرسيها بسُرعة وإستعجال ووراها صِبا المخضوضة
راحت شجن ناحية جناح لوليا وهي بتخبط بقلق وبتقول بصوت عالي: إفتحي يا لولياا
مسكت شجن مقبض الباب وفتحته لقت لوليا قاعدة على الأرض
شجن بشهقة: عملتي إيه!!
* في منزل الرايق
أمير بتعب: مش لازم خروجة بالليل دي أنا حاسس إني تعبان إنهاردة أجلها لبُكرا
العقرب بتأييد: وأنا كمان.. عندي مشوار مُهم إنهاردة همشي مياسة من بيت شريكتي
الرايق بهدوء: دا لمصلحتها أكتر منك صدقني.. ودا قرار سليم منك، وياريت إنت كمان يا أمير تقوم تشوف عمك فين عشان ترجعه للقصر بتاعك
العقرب بعصبية: عاوزني أحط إيدي في إيد عمه اللي ق..
الرايق بمُقاطعة جادة لكلام العقرب: يلا يا أمير بيه.. عشان أخلصك من إنتقام لوليا
وقف أمير وهو بيبُصلهم بريبة بعدها قال: أجيلك بُكرة في نفس الميعاد؟
الرايق بإبتسامة: تعالى في أي وقت.. دا مكانك
خرج امير ف بص العقرب بغيظ للرايق وقال: قاطعت كلامي ليه؟ خايف على مشاعره!
مشى الرايق صوباعه على طرف الكاس وهو بيقول بهدوء: أمير ميعرفش إن عمه عمل كدا في البنت جارتك.. الدهبي مفهمه حاجة تانية خالص ف عاوزك تهدى ومتحكيش.. لإن طول ما الدهبي ولوليا في قصر واحد هيبقوا تحت عينينا بشكل أسهل ودا هيخليك تتمكن منه بطريقة أفضل.. فهمتني! إقفل الكلام دا خالص قُدام أمير وثق فيا
العقرب بضيق: أنا قايم وشوف الزفت دا هيجيلك الساعة كام ورن عليا أجيلك بعده.. سلام يا رايق
خرج العقرب ف جه الرايق يشرب من الكاسه بتاعته وقف عنده بوقه وهو بيفتكر البنت بتاعة السطح ف سرح وقلبه دق شوية.. راح سايب الكاس على الترابيزة اللي قُدامه وطلع يغير هدومه وقرر يروح السطح تاني يمكن يشوفها بالصُدفة
* في منزل أماندا
رجعت من برا لقت مياسة قاعدة على الكنبة بتسرح شعرها
أماندا بهدوء وهي بتقفل الباب وراها: مساء الخيير.. كان يوم طويل أوي السفير كان مكلفنا بشُغل مخلصش غير دلوقتي، عاملة إيه أكلتي حاجة ولا لسه؟
مياسة بحُزن: ماليش نفس
حطت أماندا مفاتيح الشقة وعربيتها على الترابيزة وقعدت جنب مياسة وهي بتقول بقلق: مالك؟ حصل حاجة!
رفعت مياسة عينيها في وش أماندا وقالت بحُزن: حاسة إني وحيدة.. ماليش حد وحتى الإنسان الوحيد اللي حبني بجد كرهته فيا ورفضته
غطت مياسة وشها بإيديها وبدأت تعيط وهي بتقول: أنا مش عارفة أروح فين ولا لمين أنا حاسة بخوف.. حاولت اشتغل ظهرتلي مشاكل ومحدش سايبني في حالي وكإني نحس.. وكإن جمالي دا لعنة
حست أماندا بالشفقة عليها ف حضنتها وهي بتطبطب عليها وبتقول: يا حبيبتي والله انا ما متضايقة من وجودك بالعكس إحساس جميل إني أرجع بيتي ألاقيكي مستنياني ونهزر ونتكلم ونتفرج سوا على التليفزيون.. عشان خاطري متزعليش إيه رأيك نطلب أكل ونتفرج سوا؟
تن تن
جرس الباب قطع رد مياسة ف قال أماندا بهدوء: إستني هقوم أشوف مين
قامت أماندا بصت من العين السحرية بعدها فتحت الباب على طول وهي بتقول: منور يا سفير إتفضل
دخل العقرب ومياسة كانت قاعدة ولابسة قميص بيتي مبين أكتافها وشعرها خُصلاته نازلة على جسمها.. وعينيها العسلي حُمر من العياط
وقف العقرب وهو متنح فيها وفجأة عينيه جت على عينيها الحمرا من الدموع ف قال بصوت مبحوح من القلق عليها: مالك؟
أماندا حست إن هيكون في مجال للكلان بينهم ف قالت: إعذُرني يا سفير هدخُل أغير هدومي وأجيلكم
دخلت أماندا لجوا ف قفل العقرب باب البيت وقرب ناخية مياسة ووقف قُدامها.. مسك دقنها وخلاها تبُصله في عينيها إترعشت ومرة واحدة بصتله
كشر وهو بيتأمل ملامحها الرقيقة وقال بنبرة هادية: مالك؟ مين اللي مخليكي تعيطي
بلت شفايفها بلسانها وقالت بصوت مخنوق: مش حابة أكون تقيلة عليكم من إنهاردة أو أسببلكم مشاكل.. ف قررت أمشي واروح أدور على أي شُغل كويس يعيشني مُعتمدة على نفسي ومُكتفية
غمض العقرب عينه بضيق لإنه كان جاي مخصوص يمشيها من عند أماندا وحس بوجع في قلبه من نبرتها وعياطها ف قال وهو بيلمس وشها: مفيش شُغل ولا مرواح في حتة.. أنا جاي عشان وجودك هنا خطر عليكي إنتي وكُنت عاوز أوديكي مكان كويس وأمن ليكي.. حتى لو متضايق منك ف أنا قلبي إبن جزمة
بصتله هي بعينيها الواسعة راح قال بنبرة مخنوقة من عشقها اللي بيعذبه: مبيهونش عليه يتخلى عن حد حبه في يوم
مالت بوشها على إيده ف عينيه إحمرت شوية من دموع محبوسة
قرب وشها بإيده وسند راسها على صدره وهو بيبوس راسها جامد وبيقول: متعيطيش تاني وإوعي يكون عياطك بسببي.. الجواز مش عافية لو مش عوزاني مش هج
قاطعته مياسة وهي ساندة دقنها على صدره وقالت: أنا عُمري ما عوزت حاجة في حياتي أد ما عوزتك إنت!
إتنهد وهو بينقل نظراته بين عينيها وقال بصوت مبحوح: إزاي؟ وليه رفضتيني
مياسة بصوتها الطفولي: خوفت.. خوفت أوي أسببلم أذى بوجودي في حياتك.. و
كانت هتحكيله عن كلام القائد ليها لكنها سكتت وبلعت ريقها عشان متسببش مشاكل بينهم خصوصاً إنهم صُحاب مُقربين
لكنها كملت بنبرة عياط وقالت: هو أنا مؤذية ووجودي وحش؟
دموعها نزلت ف متحملش راح حضنها جامد وقال: لا لا.. إنتي أحلى حاجة حصلتلي في حياتي وسبق وقولت ليكي دا.. أنا لما بحب حاجة بحارب العالم عشانها.. شششش كفاية عياط لو بتحبيني
مسحت مياسة وشها وقالت بعيون حمرا: إنت قولت إيه من شوية؟ قولت وجودي هنا خطر عليا
مسك العقرب كف إيدها وقعدها جنبه وهو بيقول بحنية: تعالي هفهمك
قعدت جنبه ف إتنهد وقال: حجزتلك في فُندق سُياح درجة أولى وعليه حراسة من الحكومة.. والحرس بتوعي برضو هتلاقي منهم هناك عشان تقعُدي فيه
كدا أأمن ليكي
مياسة بخوف: لوحدي؟
العقرب بهدوء وهو بيملس على إيديها: متخافيش.. لو في عندي شك ولو لواحد في المية إن هيكون عليكي خطر مُستحيل أحجزلك هناك.. المُهم تثقي فيا
قاطع كلامهم خروج أماندا من الأوضة بإبتسامة غريبة وهي بتقول: أجبلكم حاجة تشربوها يا سفير؟ :))
* داخل قصر أمير الدهبي
دخل بهدوء لقى شجن قاعدة وصِبا جنبها وقُدامهم لوليا في عالم تاني
قفل الباب بإستغراب وقال: إيه اللي بيحصل مالكُم قاعدين كدا ليه؟
شهقت شجن بخضة وقالت: كويس إنك جيت يا أمير.. تعالى
قربلهم وقال وهو بيبُص للوليا: جيت أهو، مُمكن أفهم في إيه عشان الواحد مش ناقص قلق!
رفعت شجن راسها وقالت بنبرة مخنوقة: مراتك التانية ضربت لوسيندا ضرب مُبرح لحد ما التانية فقدت الوعي في إيديها.. عالجنا جروح وشها أنا وصِبا بالمُطهر والقُطن وإتأكدنا إنها بخير لما فوقناها لكن نفسيتها تعبانة.. مرضتش أطلب الإسعاف هيبقى في سين وجيم قولت اتصرف مؤقتاً لحد ما إنت تيجي وتشوفلك حل
أمير بصدمة: لوسيندا كويسة!!
صِبا بنبرة فيها غيرة مقدرتش تداريها: أه كويسة متقلقش..
أمير بغضب إنصب كُله على لوليا: مين إداكي الحق تمدي إيدك عليها؟؟
لوليا من غؤر ما تبُصله وكإنها مش ندمانة على اللي حصل: إنت مشوفتش قالتلي إيه لما..
قاطعها أمير بزعيق وقال: مين سمحلك تضربي واحدة موجودة في قصري وفي حمايتي
قربلها امير وسحبها من دراعها بقسوة وقال: قُدامي كداا
لوليا بغضب وهي بتزعق: شيل إيدك عني إنت فاكرني زي المُهزقة اللي قاعدة جنب مامتك دي
ضربها أمير بالقلم راحت صوتت وراح ساحبها على فوق
أمه حاولت تلحقه وتهديه لكن كان صعب تتحرك بالكُرسي
طلع أمير ب لوليا على فوق وقفل الباب راحت شجن قايلة بضيق وتوتر: إيه اللي حصلنا بسس إيه اللي حصل
* في سطح أحد العُمارات
فضل الرايق رايح جاي يمين وشمال على امل إنها تطلع لكنها مطلعتش.. فات ساعة وهو على نفس الحال لحد ما زهق وقعد على السور وهو بيبُص لسيجارته وبيولعها بالولاعة
ضغط على الولاعة ولسه هيقرب بوقه بالسيجارة سمع صوت
تك تك تك
حد بيعمل الصوت دا بلسانه راح رفع راسه وبص على السطح التاني لقى رفيف وهي لابسة فُستان مشجر لونه ازرق وشعرها الإسود كُله جيباه على جنب..
وقعت السيجارة من بوقه وهو لسه صاغط بصوباعه على الولاعة
سمعها بتقول بنبرة صوتها الحلوة: أنا جييت.. مأكلتوش ليه يا روحي إنتوا حطالكم أكل كتير أهو.. مممم فين بيلا!؟
تك تك تك *بلسانها *
رفعت دراعها الابيض راحت حطت عليه حمامة بيضا
باست رفيف راس الحمامة وهي بتقول: وحشتيني يا شقية ياللي بتحبي السما أكتر من بيتك
بس عذراكي مين فينا مبيحبش الحُرية
( نبرة صوتها متعودة تكون عالية بسبب غُناها وكمان بتتكلم بحماس لإن العُمارة المُقابلة ليهم سُكانها مبيطلعوش السطح ف مش مركزة)
ملامح وش رفيف تحولت للحُزن وقالت: أنا كمان نفسي أطير.. أكون حُرة زيك.. متفضلش رجلي مربوطة بطرف خيك بيرجعني لمكان مش بحبه
ملست على الحمامة بإيديها ف ميل الرايق راسه على جنب وهو بيتأملها
كل حاجة فيهاجميلة من اول لبسها الرقيق زيها صعوداً لشكلها الرقيق الهادي وكإنها لوحة لرسام فرنسي بريشة ناعمة
رفعت إيديها لفوق وطيرت حمامتها بيلا وهي بتقول: هقوم أنا أنزل أجيب ليكم من العطار أكل لبُكرة
قامت من مكانها وفاق الرايق على صوتها دا وقال بإنتباه: هتروح للعطار!
قام هو كمان ورمى الولاعة اللي ح___رقت إيده ونزل جري عشان يلحقها
اول ما وصل عند عُمارتها بص على الأرض لبى رجليها النعمة بمنيكير وردي رقيق لايق مع بشرتها البيضا لابسة صندل إسود على فُستانها الأزرق.. وريحتها! ريحتها غريبة عاملة زي ريحة والدته.. برفان أخر العنقود اللي كانت بتحب تحُطه ورا ودانها وعلى معصم إيديها
الرايق كان هيتجنن.. التشابه الفظيع اللي بينها وبين والدته هل دا طبيعي!
مشي وراها زي المسحور لحد ما لقى ست كبيرة شايلة على راسها خُضار بتقول: إزيك يا رفيف عاملة إيه يما؟
رفيف بهدوء: بخير الحمدلله.. هاتي أساعدك
الست: لا يابنتي كتر خيرك شوفي مصالحك الحاجة مش تقيلة، مش ناوية تبيعي من الحمام بتاعك دا سعره في السوق غلي خالص
رفيف بنبرة جادة فجأة: الحمام بتاعي مش للبيع يا طنط ولا للأكل معلش حاولوا تتأقلموا على سعر السوق
مشيت رفيف من قُدامها والرايق ماشي وراها وهي عمالة تبرطم وتقول: مُصممين يخربوا كُل شيء جميل أنا بعمله..
لفت عشان تشوف الست مشيت ولا لا راحت لقت الرايق في وشها
شهقت بخضة وهي بتبُصله بغرابه وهو واقف متنح فيها وفي شعرها وفي تفاصيلها وفاتح بوقه ببلاهة
بصتله من فوق لتحت وبصت قُدامها تاني وكملت مشي.. راح إبتسم هو وهو بيزفُر نفسه اللي كتمه وقال: أروح فدا عيونك ونظرتها!
* في قصر أمير الدهبي
قعد لوليا على السرير قُدامه وهو بيصرُخ في وشها وبيقول: أنا الحاجة الوحيدة اللي هتخليني أحقق إنتقامك هو إني هخلص منك ومن مشاكلك وحواراتك!
قامت لوليا ووقفت قُدامه وقالت بغضب: طب ما تقول كدا بصوت أعلى إنك وافقت على إقتراح عمك الدهبي إنك تتجوزني عشان تغيظ المدام بتاعتك وترجعها لحُضنك عن طريق الغيرة
قربت خطوة منه وقالت وعينيها جد: أنا لحمي ناشف هيكسرلك سنانك مش هتقدر تمضُغه.. صدقني لو رميتني الرمية دي ولغيت كرامتي قصاد أي حد.. أنا..
قاطعها امير وقال بإهتمام ساخر: إنتي إيه؟ أه كملي! .. إنتي من غيري ولا حاجة والدليل إنك لحد إنهاردة مش عارفة تحققي إنتقامك ومستنية إشارة مني
خبطهاوعلى دراعها بكف إيده وقال: إتكلمي على قدك يا ماما ومتوقفيش قُصادي.. هتندمي يا تقعُدي هنا بأدبك يا هطلقك وتىوحي تشوفيلك كام بلطجي يخلصولك إنتقامك وتتسجني ونرتاح..
خرج امير من جناحها ورزع الباب ف قعدت على سريىها وهي بتتوعد وتقول: أخُد بس إنتقامي.. وشوف هحرقلك قلبك إزاي يا أمير وأخليك تكرهه حياتك زي ما عملت معايا وقللت من أنوثتي..
* عند العطار
رفيف بهدوء: متزودليش عشان بحب أخُد منك يوم بيوم
راح العطار يحُطلها الحاجة والرايق واقف على جنب بيبُص عليها من بعيد وبيفتكر مامته وفجأة لا إرادياً بدأ يدندن ويقول: أنا الحُب اللي كان ليه نسيته قوام من قبل الأوا..
قطع غُناه عربية صغيرة إتركنت على جنب.. نزل منها واحد شكله موظف وهو بينادي بصوت عالي وبيقول: رفيف
لفت هي وبصتله وهي مُبتسمة.. قرب منها وهو بيبوس إيديها وبيقول: مش قولتلك لو عوزتي حاجة كلميني؟
رفيف بهدوء: كُنت بجيب أكل للحمام.. خلصت شُغلك؟
الرايق بصدمة وهو بيبُص على خاتم الخطوبة بتاعها بلع ريقه وعينيه إحمرت وحس إن راسه هتنفجر
مشيت رفيف وهي شايلة كيس الأكل جنب خطيبها ومُبتسمة..
أما الرايق كان كإن اللي حد أهداله السعادة وإستكترها عليه في اليوم اللي بعده
( لم تُكن تلك لطمة خيبة الأمل الأولى التي أتعرض لها في حياتي ولكنها كانت أقساهم.. فقدت أمي ولم أستطع إستيعاب انها رحلت بالفعل.. ذات يوم
فُتحت نوافذ منزلنا إثر الهواء الغاضب ليقتحم بيتنا الدافيء نسائم باردة.. ظللت أرتجف يومها على أمل أن تأتي أمي وتُغلقهم.. وحاولت تناسي أنها قد ذهبت للأبد
ف الراحلون إلى السماء لا عودة لهم لمُستنقع الدُنيا الفاني ولكنني بالرغم من ذلك ظللت أنتظرها
ومع مرور السنوات لم تختفي رائحتها المُعبقة في جُدران بيتنا الصغير.. حتى هدأ وله قلبي وخفقانه عن إيلام صدري عندما رأيتك.. وكإنك بُعثت لي لتُخبريني أن إنتظاري لأمي لم يمضي هباء.. نظرت لك وكأن أموال العالم بأسرها لن تهبني شيئاً أفضل منك يُهدأ ظمأ قلبي المُتعطش لنظرة واحدة من أمي
تبخر ذلك الحُلم.. إنهدمت تلال تلك الامنية فوق رأسي
عندما رايت ذلك المحظوظ الذي وهبه القدر إمرأة مثلك ستظل أعظم أحلامي)
مشي من قُدام دُكان العِطارة وهو مكشر وبيقول في عقله ” أنا الرايق.. عشان كُل اللي ممكن يعكر مزاجي حصل وخلاص.. وعشان مبقاش عندي حاجة تخوفني أو تهز إستقراري دا..
* في منزل أماندا
جمعت مياسة حاجتها وشال العقرب شنطتها بنفسه وهو بينزل معاها لتحت وبيحُط الشنطة في العربية
فتح باب الكُرسي اللي جنبه ليها ف قعدت هي وقفل الباب عليها بعدها لف وركب في كُرسيه وحرك العربية وبدأ مشوارهم بإتجاه الفُندق
مياسة بقلق وهو سايق: مش مُمكن تكون متراقب طيب؟
العقرب وهو بيبُص في المرايا الأمامية بتاعته: متقلقيش الحرس بتوع المايسترو مُعظمهم تبعي
مياسة بقلق: إنت شكلك نسيت إن يوم المِستشفى على السطح إنت قولت للمايسترو كدا ف أكيد عمل حسابه
العقرب بهدوء: معتقدش لحق يعمل دا.. هو لسه خارج من المُستشفى مفيهوش دماغ غير إنه يعرف الأخبار من الكلب اللي إسمه الدهبي
مياسة بخوف: أنا خايفة أوي عشان هكون لوحدي.. انا إتمرمطت بجد بسبب الناس دول
العقرب بنبرة حنية: متخافيش طول ما أنا جنبك.. ورفضك ليا قُدام أبوكي رغم إنك بتحبيني دا هنتحاسب عليه بعدين لإن مش داخل دماغي حوار إنك خوفتي وبس.. أنا شاكك إن في حد لعب في دماغك
بلعت مياسة ريقها وقالت بقلق: تقصُد إيه؟
العقرب وهو مركز في الطريق: هنعرف لما نقعُد ونتكلم.. متستعجليش
* في قصر أمير الدهبي
شجن بعصبية: لا وألف لا! الراجل دا وجوده خطر وسطنا متوقعتش منك إنت بالذات تقول كدا.. يابني آنت طردته بنفسك وهو لو عنده ذرة كرامة مش هيرجع
امير بهدوء: يا أمي إفهميني.. أنا عاوز أخليه تحت عيني عشان ميلعبش من ورانا ويأذينا أكتر.. مُضطر عشان مصلحتي ومصلحتكم
شجن بغضب: يا أنا يا هو في القصر دا يا أمير..
أمير بعصبية: إنتي ليه مش قادرة تفهميني!! بقولك لمصلحتنا.. انا هرجعه وحضرتك مش هتروحي في أي مكان خلصناا
جه أمير يخرُج من أوضة أمه راحت قالت هي بصوت عالي وهو مديها ظهرها: يا أمير عمك هو اللي قتل مراته.. وإتسب ليا في الشلل دا..
* في الملهى الليلي الخاص بالمايسترو
الدهبي بضيق: مش كفاية اللي عملوه في الخولي.. أنا مش قادر اصدق حُبك للواد دا يخليك تتسامح معاه في حاجة زي كدا.. طب خلينا نخلص من القائد ونحرق قلبه!
المايسترو بهدوء: لا.. عاوزين نحرق قلبه هو والقائد.. يبقى مفيش قُدامنا غير بنت عزيز.. الغبي مش عارف إنها لو في حُضن الأسد هنجيبها
الدهبي بتفكير: حلو دا.. يعني البت هناك؟
المايسترو وهو بيولع سيجار: البت في بيت العقرب.. هناخُدها نخلص عليها زي أمل وتتعاد من تاني مأساة الخاين
ويفقد عزيز عقله والعقرب يرجع تحت طوعي تاني
الدهبي بضحكة: يا سذاجتك.. طب ما هو هيعرف إنك السبب هيرجع تحت طوعك إزاي!
المايسترو بخُبث: في دماغي خطة هنخلي إبن أخوك يلبس هو ذنب البت دي.. نبقى خلصنا من الدوشة بتاعتهم وكُل العك دا.. هو إبن أخوك يهمك أوي؟
الدهبي بحقد: دا *****.. في ستين داهية ولا يهمني كفاية إنه طردني عشان خاطر ***** اللي متجوزها
المايسترو: تمام يبقى كُله هيمشي زي ما إحنا عاوزين:))
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)