روايات

رواية فرح فهيمة الفصل السابع 7 بقلم آية السيد

رواية فرح فهيمة الفصل السابع 7 بقلم آية السيد

رواية فرح فهيمة الجزء السابع

رواية فرح فهيمة البارت السابع

رواية فرح فهيمة الحلقة السابعة

“فرح مين هو حضرتك ناوي تتجوز؟!”
عقب الجد قائلًا:
-حضرتي ناوي أفرح بيكِ
أردف وهو يسند يده على الطاوله:
– يوسف عاوز يعمل فرحه مع أخته؟!
شهقت فرح بصدمه وقالت:
-لأ طبعًا يا جدو بابا عمره ما هيوافق
سند الجد ظهره للخلف قائلًا:
-باباكِ موافق
فتحت فاها بصدمه وقال:
-يبقا ماما مش هتوافق
قطب جبينه وعقب:
-أمك موافقه
شهقت بقوه وهبت واقفه وهي تقول:
-يبقا أنا إلي مش هوافق أنا مستحيل أتجوز دلوقتي أنا هبدا امتحانات الميد ترم بعد بكره وهقعد أمتحن لشهر قدام…
ضحك الجد ورمقها بسخريه قائلًا:
-امتحانات ايه هو إنتِ فالحه في حاچه أنا نفسي ألاقيلك حاچه كدا متميزه فيها مش لاقي دا إنتِ أفشل خلق الله
ابتسمت ابتسامة صفراء قائله:
-دا كتير عليا والله… كل المدح دا عشاني!
-يلا يا أم لسان طويل إلبسي وروحي مع جوزك واعملي حسابك الفرح الإسبوع الجاي
عقبت بجديه:
-بس أنا فعلًا مش جاهزه تقدر تقولي فين جهازي وفين فستان الفرح
عقب الجد:
-جهازك كله جاهز في الأوضه إلي فوق أنا مجهزه بنفسي من زمان
أردف وهو يقوم من مجلسه:
-وفستان الفرح أمك اختارته امبارح والكوافير يوسف حجزه يعني كل حاجه جاهزه
صفقت بيدها ثم قالت:
-الله الله دا انتوا رتبتوا كل حاجه من غير حتى رأيي!
هزت رأسها باستنكار وهي تزم شفتيها بحنق قائله:
– ماشي يا شهناز
-يلا يا بت روحي إلبسي على ما أشوف يوسف
اتجهت للأعلى مسرعة ودخلت للمطبخ تبحث عن والدتها فلم تجدها فغالبًا تقف مع يوسف بالأسفل، أخرجت فرح الأواني من المطبخ وقذفتها بالأرض بعنف واحدة تلو الأخرى، فسمعت والدتها الضجيج وهي تدخل من باب الشقه فهرولت نحو المطبخ وهي تصيح:
-يا بت حرام عليكِ أنا لسه مخلصه ترتيب الحلل!
كانت فرح تخرج الأواني وهي تقول:
-عاوزاني أتجوز يا شهناز زهقتي مني خلاص
حاولت شهناز سحب يدها لتقوم وتترك باقي الأواني وهي تصيح:
-إنتِ هبله يا بت مالك ومال الحلل يخربيت جنانك!
وقفت فرح بعد أن أخرجت أخر وعاء بالمطبخ ورجعت بجزئها العلوي للخلف ثم صفقت بيديها كأنها تردح:
-مهي الحلل ده أكتر حاجه توجعك يا شهناز يا مرات أبويا
اتجهت فرح لمكان الأطباق ودفعتها بالأرض بعنف فأصدرت ضجيجًا مرتفعًا وأخيرًا تنفست بعمق وهي تقول بارتياح:
-بس كدا مطبخك كله أهوه بقا على الأرض
صرخت شهناز بقوة وكأي أم مصرية حملت حذائها ذات الوردة الحمراء فركضت فرح بأرجاء الشقه صارخة وهي تقول:
-اعقلي يا شهناز
لتصبح شهناز بغضب:
-هو إنتِ خليتِ فيا عقل يا بنت هشام
قذفت شهناز الحذاء صوب فرح ففتحت فرح يدها لتلتقطه وبالفعل التقطته ببراعة وقفت فرح بشموخ قائله بابتسامة سمجه:
-فعلًا لما تنشن لازم تنشن صح… براڤو يا شوشو
صرخت شهنار وركضت خلفها تريد إفراغ شحنة غضبها بأي وسيلة، ركضت فرح لتدخل غرفتها وأغلقت الباب ثم أخرجت رأسها من الباب قائلة:
-أسيبك بقا ترتبي موعينك وألبس عشان أروح مع قرة عيني عزال أخته
انحنت شهناز لتحمل حذائها مجددًا وتقذفه نحوها فأغلقت فرح باب الغرفه قائله:
-يا خساره معرفتيش تنشني يا شوشو
ارتدت فرح فستانها لتخرج مع يوسف، نظرت لنفسها بالمرآه وحدثت حالها قائلة:
-طيب بزمتك مش بتحبيه
تنهدت بعمق وردت على نفسها:
-حتى لو بحبه مش لدرجة أتجوزه يعني!
زفرت بحنق قبل أن تفتح باب غرفتها فتجد والدتها تقف على بابه وتحمل بيدها سلك طويل وواضح انها تنوي على كل خير، ابتسمت فرح ابتسامة صفراء قائله:
-مالك يا ماما يا حببتي واقفه كدا ليه؟!
رفعت شهناز السلك وضربتها على ظهرها فتأوهت فرح وهي تتحسس ظهرها قائله:
-اااااه بيلسوع يا ماما
عقبت شهناز بغضب عارم:
-ما أنا عارفه يا روح أمك
ركضت فرح أمام والدتها صارخةً، ولم تتركها شهناز بل أكملت ضربها مرة بعد الأخرى وفرح تصرخ أمامها، ليقاطهما جرس الباب ودخول نوح الذي فتح باب الشقه فور دقاته، ركضت فرح مسرعه نحوه وتتبعها والدتها لتضربها مره اخرى وهي تقول:
-دا أنا هجوزك الصبح عشان أرتاح من قرفك
هتفت فرح قائله لنوح برجاء:
-وديني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه
ضحك نوح وتنحنح وهو ينظر ليوسف الذي يقف جواره ثم قال:
-إتفضل يا يوسف
نظرت شهناز ليوسف قائله:
-تعالى يا يوسف إنت مش غريب يا حبيبي…. لازم تشوف إلي هي عملته
سحبته شهناز من يده نحو المطبخ وهي تقول:
-كل ما الأستاذه تلاقي نفسها متوتره تدخل تقلبلي المطبخ بالشكل ده
ضحك يوسف ثم نظر لفرح التي نظرت أرضًا بخجل وهتف قائلًا:
-ربنا يطمنك يا طنط
نظر له نوح قائلًا:
-ربنا يعينك على الي جاي يا ابو نسب
__________________________________
“صحيح إلي أنا سمعته ده يا حنان يوسف هيجوز البت دي الأسبوع الجاي”
قالتها حبيبه بكثير من الحزن والأسى بعد أن فتحت لها أختها باب الشقه ودخلت كاللثور الهائج، فأردفت حنان بنبرة هادئه لتطمئنها:
-يبت كام يوم وهيطلقها وهيخلالك الجو
زمت حبيبه شفتيها بحنق وقالت:
– أنا مش مرتاحه للبت دي شكلها مكاره وهتاخده مني! خطافة الرجاله دي!
عقبت حنان بتهكم قائله:
-يعني هو مين عليكِ يا حزينه دا مبيبص في وشك ما إنتِ إلي حاسبه مش عارفه تلفتي نظره ليكِ
حين شعرت حنان بحزن أختها أردفت:
-متقلقيش أنا هتصرف اصبري واتفرجي
عقبت حبيبه بسرعه:
-هتعمليلها عمل؟!
نظرت للفراغ بحقد قائله:
-لأ أنا مش عاوزه أروح السكه دي دلوقتي أنا هعملها الأصعب من العمل لحد ما تطلب الطلاق بنفسها
عقبت حبيبه:
-طيب قوليلي ناويه على ايه وأنا أساعدك
ابتسمت حنان بفخر قائله:
-هقولك أنا ناويه على…………..
__________________________________
ركبت فرح خلف يوسف الدراجه الناريه وهي تتمتم بكلمات كأنها توبخه ظل صامتًا فقطعت فرح الصمت قائله:
-أنا عايزه أعرف إنت عاوز مني ايه؟
ابتسم قائلًا:
-عاوز منك ايه؟!
زفرت فرح بحنق قائله:
-حد قالك إني عايزه أروح العزال… وكمان تطلب الجواز يبقا الأسبوع الجاي من غير ما تاخد رأيي حد قالك إني عايزه أتجوز دلوقتي!
لم يرد عليها وأكمل طريقه إلى أن لاحظ حلو الطريق من الماره فأوقف الدراجه والتفت لينظر بعينيها مباشرة قائلًا:
-فرح إنتِ معندكيش أي مشاعر ناحيتي يعني مش متقبله وجودي في حياتك!
أشاحت بصرها عنه وتلعثمت قائلة:
-حضرتك شخص محترم واي واحده تتمنى شريك حياه زيك بس…
قاطعها قائلًا بنبرة هادئة:
-بس أنا مش عايز أي واحده يا فرح أنا عايزك إنتِ
كان يحدق بملامحها ليلتمس أي رد فعل بتقبلها له، رفعت عينها تنظر إليه وتوترت من نظراته لها، ليسالها مجددًا:
-تقبلي تتجوزيني يا فرح؟
ازدردت ريقها بتوتر وعدلت من وضعية نظارتها كعادتها عندما ترتبك ثم اومأت رأسها وهي تقول:
-طلما جدي قرر وبابا وافق أنا مليش إني أعترض
عقب بجديه:
-يعني إنتِ موافقه تتجوزيني عشان جدك وباباكِ بس!!
عدلت من حجابها بتوتر وأخفضت بصرها قائله بجديه:
-بص يا دكتور أنا معرفش حضرتك بس الي أقدر أقولهولك إني ممكن أ…
وقفت الكلمة على طرف لسانها حين رفعت عينيها عن الأرض فوجدته يحدق بها مبتسمًا فقال من بين ابتسامته:
-شكلك حلو أوي وإنتِ عاقله كدا وبتتكلمي بجديه
-أنا عايز منك إجابه بكلمه واحده أيوه أو لأ موافقه نتجوز؟
أومأت رأسها بإحراج قائله:
-أيوه
استدار وهو يقول:
-ماشي يا فرح يعني مبدأيًا موافقه على الجواز والحب كدا كدا هيجي
كان يتحدث بثقة كبيرة تنهدت فرح بارتياح حين قام بتشغيل محرك الدراجه وانطلق نحو شقة أخته على الأقل ستهرب من نظراته الآن، مر اليوم هادئ بدون أحداث كثيره سوى أنها جلست قليلًا معهم وأخذها نوح للبيت مرة أخرى
____________________________
وفي اليوم التالي كان حفل كتب كتاب نوح ومريم بعد أن اتفقوا على تقديم كتب كتابهم حتى يستطيعون التجهيز لزفاف فرح المفاجئ، ومر اليوم بكثير من السعاده كان يوسف من ضمن الحضور وردد الجميع “بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
وارتفعت أصوات الزغاريد واقترب العريس يضم العروس ويدور بها بحب مع كثير من التصفيق والتشجيع، كم تمنت تجربة ذالك الشعور فقد كُتب كتابها بطريقة عجيبه وكانت تمضي على الأوراق وهي تلتهم ثمرة الجزر بدون أي مشاعر، تنهدت بحيره وخرجت من المكان، كان يتابعها بعينيه وقف جوارها قائلًا:
-مبروك لنوح
انتفض قلبها عند سماع صوته وعقبت بنبرة هاظئه:
-الله يبارك فيك…
ابتسم وهو يقول:
-إحنا محتاجين نعيد كتب الكتاب بتاعنا تاني
ضحكت فرح قائله:
-تصدق فعلًا
قاطعهما تلك الفتاه ابنة عمة فرح التي سحبت فرح من يدها لتدخل بينهم لترقص مع أخيها على دقات الدفوف وتسعد بتلك اللحظات التي لا تتكرر كثيرًا…
مرت الأيام سريعه مع التجهيزات الزفات وتعديلات بالشقه
_____________________________
وفي يوم الزفاف فتحت فرح عينها ونظرت لساعة الحائط التي كانت العاشرة صباحًا، ستنهي امتحانها وتذهب لطالون التجميل ثم بعدها لبيته أو بيتها الجديد، هبت واقفه فجأة لكن انتابتها تلك الحاله والدوخه مجددًا، وضعت يدها على رأسها وسندت يدها على الحائط تلك الحاله التي بدأت تشعر بها مؤخرًا كلما قامت من مكانها، وقفت لدقيقتين حتى عاد لها توازنها فلا بد من الوصول للجامعة في خلال نصف ساعه لإمتحان الميدترم، ارتدت ثيابها مسرعة وخرجت من غرفتها فوجدت والدتها في المطبخ مع خالتيها، هتفت قائله وهي ترتدي حذائها:
-أنا ماشيه يا ماما عشان عندي امتحان
خرجت والدتها من المطبخ قائله:
-طيب استني افطري
عقبت فرح وهي تفتح الباب:
-لأ مليش نفس همتحن وأجي علطول عشان أفطر قبل ما أروح الكوافير
خرجت خالتها من المطبخ مع زرغوده ثم قالت:
-دي زغرودة الإمتحان يا بت يا فرح إن شاء الله هيكون سهل
ابتسمت فرح قائله:
-يارب يا خالتو
خرج نوح من غرفته وناداها قائلًا:
-استني يا فروحه أنا رايح عند الجامعه اركبي معايا
عقبت بتوتر:
-طيب يلا بسرعه عشان الامتحان كمان نص ساعه
خرج معها مسرعًا وأثناء الطريق نظر لها وهي منشغلة بالمذاكره وهتف:
-فرح…
ردت بدون أن ترفع عينها عن الكتاب
-نعم
رمقها في سرعه ثم نظر أمامه قائلًا:
-إنتِ مبسوطه؟! موافقه على الجوازه دي؟
ابتسمت قائله:
-حتى لو موافقتش خلاص كل حاجه اتحددت وأنا لا يمكن أكسر كلمة بابا وجدو
سألها نوح:
-يعني إنتِ مش موافقه على يوسف؟! علفكره يوسف شاب محترم ومتربي وصدقيني هيحافظ عليكِ
ابتسمت وقالت ساخره:
-الكلام دا متأخر أوي يا نوح لأنه أصلًا بقا زوجي
-كبرتِ يا فرح بجد مش مصدق إن النهارده فرحك
نظرت له فرح قائله بقلق:
-ولا أنا والله مصدقه أنا قلقانه ومتوتره أوي
نظر لها مطمئنًا وقال:
-متقلقيش يا قلبي هتبقي اجمل عروسه
_____________________________________
انتهت من امتحانها وخرجت من المدرج، جلست على الدرج أمام الكليه، حتى سمعت اسمها من بين شفتي أحدهم:
“أنسه فرح… لو سمحتِ”
استدارت تنظر لذالك الشاب الذي يهتف بإسمها، فقد كانت تجلس على الدرج لتتأكد من إجابتها بالإختبار والتي كان معظمها خطأ زفرت بحنق من هذا الشاب الذي يتابعها منذ وصولها للجامعه وهتفت ببعض الحده:
-نعم!
عقب بابتسامه:
-ممكن أراجع معاكِ الإمتحان
زمت شفتيها بحنق قائله:
-لأ لأني مش فاضيه
قامت من مكانها لتعود لبيتها لكن تلك الدوخه انتابتها مجددًا، فسندت يدها على الجدار جوارها تنتظر ليعود اتزانها ككل مره لكن قد طالت تلك الحاله وظلت واقفه مكانها لفتره، وعندما لاحظ الشاب حالتها هتف:
-إنتِ كويسه يا أنسه فرح؟!
اومات رأسها لأسفل بدون أن تنبث بكلمه، فرأها يوسف الذي حدق بها بتمعن ليعرف لماذا تقف هكذا! ومن هذا الشاب الذي يقف جوارها! اتجه صوبها مسرعًا ليصل لمسمعه حديث ذالك الشاب الذي قال:
-أنسه فرح مالك؟!
حدجه يوسف بنظرات غاضبه وضغط على أسنانه قائلًا:
-مدام فرح مش أنسه
تلعثم الشاب قائلًا:
-متأسف مكنتش أعرف… هو حضرتك قريبها يا دكتور؟
اومأ يوسف رأسه لأسفل متحدثًا بجديه:
-أيوه أنا زوجها
تلعثم الشاب من صدمته وهتف قائلًا:
-ا…طيب بعد إذن حضرتك
رمقه يوسف بابتسامة سمجه فقد رأى سهام تلك النظرات التي يرمي بها نحو فرح، عاد الشاب لصديقه وهو يزفر بغضب قائلًا:
-يا عم دا طلعت متجوزه ومش متجوزه أي حد دا متجوزه الدكتور
ضحك الشاب الأخر قائلًا:
-طلعها من دماغك بقا يا حلو
نظر لها بخبث وهو يقول:
-مش قادر البت دي عجباني أوي!!
تنفس يوسف بعمق ونظر لفرح التي أغمضت عينيها وسندت بكل جسدها على الحائط وهتف قائلًا بلهفه:
-مالك يا فرح؟!
ردت بتعب:
-مش عارفه دايخه ليه!
سندها يوسف فرميت جسدها عليه بعدم اتزان ليبدأ الطلاب يرمقونهما بتمعن مع بعض الهمهمات والضحكات الخافتة، لم يأبه لكل النظرات حولهما وسندها لفتره حتى استعادت اتزانها وابتعدت عنه قائله:
-تقريبًا الدوخه دي عشان خرجت من غير فطار
دقق النظر لها بقلق وقال:
-ليه كدا يا فرح أخر مره تخرجي من غير فطار وبعد كدا أنا إلي هفطرك بنفسي
ابتسمت ولم تعقب فأردف هو:
-يلا عشان أوصلك
نظرت لها قائله ببعض القلق:
-متقوليش إن إنت معاك المكنه “الدراجه الناريه”
ابتسم قائلًا:
-للأسف هتضطري تركبي ورايا
ابتسمت قائله:
– أنا أصلًا متوتره لوحدي ومش حمل أي توتر تاني
-متوتره ليه بس متقلقيش إن شاء الله كله خير
سرعان ما ركبت خلفه وانطلق بها للبيت….
_____________________________________
لماذا يمضي الوقت بتلك السرعة؟! كانت تنظر لإنعكاس صورتها بالمرآه بعدما تزينت بالمكياج الخفيف واتدت فستانها الأبيض الرقيق، لا تعلم لم تشعر بغصة في حلقها فهي الآن عروس!! لم تخطط يومًا لمثل هذا اليوم وكأنها تعتقد أنها لن تتزوج أبدًا لكنه تقدير الله وترتيب القدر، كم كانت تتمنى حضور حفل زفاف بالريف لكن لم تتخيل أن أول حفل ستحضره هو حفل زفافها! حسنًا فلا تريد البكاء الآن؛ حتى لا ينتزع مكياجها تنفست بعمق وزفرت الهواء من رأتيها حتى قاطعها قول يُسر:
-العريس وصل
ازدادت ضربات قلبها أكثر فكلما اقترب لقائهم كلما ازداد توترها أكثر وأكثر، هتفت ابنة عمتها قائله:
-يلا يا جماعه عشان نعمل الفرست لوك
ابتسمت فرح فكم رأت فديوهات على الفيسبوك لمثل تلك اللحظه لكن لم تتخيل تجربتها وبتلك السرعه! كانت مغيبه شاردة بكثير من الأمور، هزتها مريم لتلف ظهرها مثل يُسر التي كانت تبتسم بسعاده وتغني مع الأغنيه وهي تتمايل، دخل يوسف ومعه سامر فأوقفتهم الميكب ارتيست قائله: تقدر تعرف عروستك من ظهرها يا عريس، ابتسم يوسف قائلًا:
-ولو وقفت وسط مليون واحده هعرفها برده
ابتسمت فرح لجملته، واقترب سامر من يُسر مرددًا:
-بالنسبه لي بقا مراتي أهيه
ضمها سامر من الخلف قائلًا:
-واثق إنك أحلى عروسه في الكون
نظرت لهما فرح وتوترت أكثر ظنت أن يوسف سيفعل مثلما فعل سامر قبل قليل، لكنه فاجئها بأكثر من ذالك فلم ينتظرها لتستدير إليه لكنه وقف أمامها وحدق بها مبتسمًا ثم ضمها إليه بقوة وبحركة سريعة لف بها فتعالت الزغاريد والتصفيق أنزلها ثم ضمها مجددًا وهمس في أذنها: مبارك يا عروستي الحضن دا يعوضنا شويه عن حضن كتب الكتاب
أخرجها من حضنه وغمز لها، فابتسمت بقلق، لم يلاحظ تجهم وجهها كان جسدها ينتفض وقلبها يرتعد بخوف لا تعلم أتخاف منه أم من القادم، وبعد أن مسك يدها وشعر بانتفاضها سألها:
-ايدك بترتعش يا فرح إنتِ كويسه؟
ازدردت ريقها بتوتر وأجابته:
-مفيش بردانه شويه
__________________________________
وبعد زفة سيارت كبيرة دخلوا للبلد لكن اتجهت سيارة سامر نحو بيت يوسف فحمل يوسف هاتفه وطلب رقم سامر ليرد عليه:
-إنت رايح فين يبني نسيت مكان شقتك ولا ايه؟!
اجاب سامر:
-ماما صفاء كلمتني واكدت عليا اروح على هناك
لوى يوسف شفتيه لأسفل متعجبًا وهتف:
-غريبه! طيب يلا هكلمها كدا وأفهم..
هاتف والدته كثيرًا لكنها لم تجيب على مكالماته فزفر بقوه ونظر لفرح المتجهم وجهها وكأنها مغصوبه على تلك الزيجه وسألها للمرة العاشرة بعد المائه:
-مالك يا فرح؟
لترد بنفس الإجابه:
-مفيش أنا كويسه
مسك يدها يظن أنها يطمئنها لكن مع كل لمسة منه يقشعر بدنها ويزداد توترها، سحبت يدها منه وابتعدت مسافة عنه فتعجب من رد فعلها لكن حاول التغاضي عنه، وحين وصلوا اقترب يمسك يدها مرة أخرى كانت منكمشه تتمنى أن يكون حلمًا وستفيق منه، فلم ترتب لكل هذا! وبمجرد أن اتجلوا من السياره لفت نظرهم الجموع الكبيره من الناس توترت فرح وضغطت على يده، فنظر لها يطمئنها بعينه، ارتفعت أصوات الزغاريد وهنئهم الجميع، حتى صدع صوت أحدهم يغني:
أجمل فرحة هيا
يوم فرحكو دا شيء أكيد
ذكريات الليلة ديا
حاضرة مش ممكن تغيب
إحساس اليوم دا مين فيكم ينساه على طول تجمعكم أحلى حياة
أجمل فرحة في حياتكو الليلة
حلوين والله الله الله
ما شاء الله ما شاء الله
يا سلام يا سلام ما تباركو يا أهل الله
هتف يوسف بدهشه وهو ينظر لسامر:
-سليم الأنصاري! إنت إلي عزمت سليم؟
نظر لسامر الذي اتسعت ابتسامته حين رأى ذالك الرفيق الذي ظهر في حياة يوسف مؤخرًا ليكتشف بعدها أنه ابن خالته المتوفاه منذ زمن بعيد”سليم ابن خالة سامر”، وعزمه على فرحه فلبى الدعوه، اقترب يوسف يضمه بحرارة وكذالك فعل سامر حتى ظهر شريف قائلًا:
-أنا متعزمتش بس تطفلت عليهم وجيت معاهم
ضمه يوسف وهو يقول:
-شريف حبيبي والله احلى مفاجأه
وبعد تبادل السلامات بينهم هتف سليم:
-قولت أعملكم فرح بطريقتي مينفعش تدخلوا كدا في هدوء
أشار سليم لنفسه قائلًا:
-وأنا إلي هحيلكم الليله دي
_________________________
على جانب أخر كانت سلمى تقف بجوار صديقتها يمنى مبتسمة وفرحه بتلك الأجواء هتفت يمنى قائله بحب:
-الله حلوين أوي فكروني بفرحي
أشارت نحو فرح قائله:
-خصوصًا العروسه القمر إلي واقفه هناك دي هاديه كدا وكيوت أوي… شوفي ماسكه في ايد عريسها إزاي عسل أوي
ردت سلمى بابتسامه:
-بصراحه العروستين زي القمر… والبنوته دي أنا عارفاها
سحبتها سلمى قائله:
-تعالي نسلم عليهم
ترك سامر ويوسف العروسين وبدؤا بالتراقص مع أصدقائهم بكثير من السعاده والجميع يصفقون بحفاوة، أما فرح فكانت بعالم أخر خائفة، وقلقه مما هو قادم لا تعرف كيف ستسير حياتها لا تعلم هل يوسف هو الزوج الذي كانت تتمناه أم أنها اقترفت خطأ بحقه وحقها حين أزعنت لقرارهم وتزوجته! أخرجها من شرودها تلك الفتاه التي تعرف ملامحها الفاتنه جيدًا التي سلمت عليها قائله:
-مبارك يا جميله… يا ترى فاكراني؟
اتسعت ابتسامة فرح وهي تقول:
-دكتوره سلمى! هو أنا بحلم ولا إيه؟
ضمتها فرح بابتسامه وهي تقول:
-أنا بجد مش مصدقه حضرتك موجوده هنا فعلًا!
هتفت سلمى بابتسامه:
– أنا قريبة العريس…. الدكتور سامر يبقا قريب زوجي
مسكت فرح يدها بسعاده قائله:
-فرصه سعيدة جدًا
ضمتها سلمى مرة أخرى قائله:
-حببتي أنا أسعد والله
كانت يمنى تتابع حديثهما بابتسامه حتى أشارت لها سلمى قائله:
-دي يمنى صديقتي
-أهلًا بيكِ
-ألف مليون مبروك يا جميل
-الله يبارك فيكِ
قاطعهم صوت الشباب يصفقون وشريف الذي يغني بمرح:
-يا عريس ابقى افتكر وسيبلي حته من الدكر
ويوسف الذي يهز سبابته نافيًا وهو يرد عليه مغنيًا:
-لأ لأ دا كله إلا الدكر
همس سليم بجانب أذن يوسف قائلًا بمرح:
-إيه ناوي تاكل دكر البط لوحدك ولا إيه يا عريس! إحنا قاعدين معاكم يومين ولازم اتعزم فيهم ست مرات
أشار ليوسف قائلًا:
-يوم عند يوسف فطار وغدا وعشا
وأشار لسامر:
-يوم عند سامر فطار وغدا وعشا
كانت الأجواء مليئة بالسعاده حتى انتهت السهره وقدم الجميع التهاني للعروسين ليأخذ كل عريس عروسته لشقتهم بدأ الجميع بالمغادره ما عدا أهل العروسين وأخذ سامر عروسته وذهب لشقتهما ورافقه سليم وشريف مع زوجاتهم وأولادهم، أما فرح فوقفت أمام البيت بعد أنا سلمت على جدها وأبيها ثم والدتها التي أدمعت عيناها قائله ببكاء:
-هتوحشيني يا شقيه…
نظرت ليوسف باكيه وهي تقول:
-دي أمانه عندك يا يوسف خلي بالك منها
نظر يوسف لفرح بحب وهو يقول:
-في عنيا يا طنط
لم تستطع فرح كبح دموعها ولا السيطره على شهقاتها التي خرجت من فمها وهي تتشبث بيد والدتها وتقول:
-لا يا ماما مش عايزه أتجوز خدوني معاكم
نظرت فرح ليوسف قائله بتوسل:
-أرجوك سيبني أرجع معاهم انا مش عايزه أتجوز خلاص
كبح والدها دموعه وضمها ليربت على ظهرها قائلًا:
-اطلعي يا فرح مع جوزك الله يهديكِ
نظر لزوجته قائلًا:
-يلا يا شهناز
أخذ هشام يد زوجته التي كانت تنظر لفرح وتبكي وسحبها ليغادرا، كانت فرح تصيح:
-لا يا بابا متسيبنيش هنا أنا خايفه…. يا بابا أنا خايفه أوي
لم يستطع والدها كبح دموعه أكثر فتساقطت على وجنتيه وهو يوليها ظهره ليغادر دون أن يلتفت لها، فلو نظر لحدقتيها الدامعه سيضعف وسيأخذها معه لبيته غير مبالي بأي شيء، اقترب منها نوح ليضمها ويربت على ظهرها بحنان قائلًا:
-متعيطيش يا بت أنا مش ماشي أنا هبات معاكم النهارده
اقترب يوسف ليمسك يدها فسحبتها في سرعه كأنها تعاقبه لأنه أخذها من أهلها، حملها نوح بخفه قائلًا بمرح:
-إيه رأيك بقا أنا إلي هشيلك وأطلعك الشقه بنفسي
وبالفعل حملها نوح وهي تبكي وأدخلها شقتها لكنها مازالت تشهق باكيه، أجلسها على سريرها ومسك يدها الباردة كالثلج قائلًا بجديه:
-إهدي يا فرح إنتِ مش طفله صغيره دا بقا بيتك والي بره ده جوزك
هتفت من خلف دموعها بصوت متحشرج:
-متقوليش بيتي ومتقولش جوزي… بالله عليك خدني معاك
تنهد نوح بألم من حالة أخته ووقف قائلًا:
-مينفعش يا فرح… مينفعش اهدي بقا بالله عليكِ متوجعيش قلبي
زفر بقوه ونظر لها قائلًا:
-أنا همشي يا فرح وهجيلك الصبح… خلي بالك من نفسك
هبت واقفه ومسكت يد نوح قائله برعب:
-متسيبنيش معاه لوحدي بالله عليك
أفلت نوح يده من بين يديها وهتف قائلًا:
-يوسف راجل يا فرح وأنا عارف إني سائب أختي مع راجل محترم هيحافظ عليها
قبلها من مقدمة رأسها قائلًا:
-تصبحي على خير يا فروحه
تركها تبكي وخرج من الغرفه وهو يرمقها بإشفاق، سالت الدموع من عينيه ونظر ليوسف قائلًا:
-بالله عليك تاخد بالك منها يا يوسف
ضمه يوسف قائلًا:
-والله في عنيا يا نوح
وبعد أن خرج الجميع وقفت فرح بهلع تنتظر دخوله لغرفتها، نظر لها يوسف قائلًا:
-ممكن تهدي بقا يا فرح عشان لازم نتكلم
كانت تتنفس بعنف وتشهق بالبكاء وهي تقول:
-أرجوك سيبني دلوقتي… أخرج وسيبني شويه لو سمحت
اقترب منها ليمسك يدها ويهدئها فانتفضت وابتعدت عنه فهتف قائلًا:
-يا بنتي اهدي إنتِ خايفه من إيه والله ما هعملك حاجه
اقترب مجددًا فرجعت للخلف بخوف وهي تمسح دموعها وتقول:
-لو سمحت متقربش
تركها وخرج من الغرفه متمتمًا:
-هي ليله باينه من أولها!
__________________________________
خرج ليجلس بالغرفة الأخرى ليتركها تهدأ، فمسحت فرح دموعها ونظرت لنفسها بالمرآة قائله:
-أنا جعانه أوي
خرجت من الغرفه وبحثت عن المطبخ حتى وصلت إليه ودخلت تبحث عن طعام ليقاطعها فجأة صوته:
-بتعملي ايه يا فرح؟
وضعت يدها على صدرها قائله:
-حرام عليك خضتني..
تلعثمت قائله:
-أنا باكل مأكلتش من الصبح
سند يده على جدار المطبخ ورفع إحدى حاجبيها لأعلى قائلًا:
-إلي يشوفك بتعيطي من شويه يقول هتدخلي في نوبة اكتئاب حاد
مضغت الطعام وهي تقول:
-يعني أكتئب على معده فاضيه!
حرك يديه قائلًا بسخرية:
-لا طبعًا ميصحش
تركها تأكل وخرج متمتمًا:
-دا انفصام في الشخصيه رسمي
كانت تقف بفستانها تلتهم الأكل باستمتاع، دخل يوسف غرفته ليأخذ شاور ويبدل ملابسه ثم عاد إليها ليتفاجأ أنها مازالت تأكل فقال متعجبًا:
-إنتِ هتقضي الليل كله بتاكلي ولا إيه؟
كان فمها ممتلئًا بالطعام فردت قائله بصوت مكتوم:
-بصلي بقا في الأكل بقا!
ضحك قائلًا:
-طيب ممكن أكل معاكي؟
سحبت الأكل نحوها وهي تقول:
-أنا بحب الحمام عشان كدا هاكله كله
زم شفتيه بغضب مصطنع:
-طيب هاكل أنا من البط وأمري لله
سحبت وعاء الطعام الاخر قائله:
-أنا بحب البط برده وهاكله
وضع يده حول خصره قائلًا:
-طيب وأنا أكل ايه؟
بلعت ما بفمها من طعام وهتفت:
-شوف أمك عملتلك أكل ايه وكله إنما الأكل دا كله أمي الي عملهولي
ضحك قائلًا:
-أنا امي معملتش غير عصير
هزت رأسها قائله:
-خلاص اشرب عصير
ضحك وهو يسحب الاكل من أمامها ويأكل وهو يقول:
-لذيذ فعلًا بصي احنا هنقسمه بالنص
شهقت فرح ورفعت شفتيها لأعلى قائله بتهكم:
-نعم يا عنيا قال الاكل من عند أبونا والغرب بيقاسمونا
انفجر يوسف بالضحك قائلًا:
-بصي متحاوليش لأني هاكل يعني هاكل
تركته فرح مبتسمه واتجهت للحوض لتغسل يديها قائله بجديه:
-أنا بهزر معاك يا دكتور الأكل كله تحت أمرك أنا شبعت
تركته يأكل ودخلت غرفتة النوم، ظلت تحاول خلع فستانها فلم تستطيع فهتفت بحنق:
-الفستان دا طابق على نفسي هموت لو متخلعتهوش حالًا
اتجهت للمطبخ تبحث عنه فوجدته يشرب عصير فقالت مبتسمه:
-حضرتك سمعت كلامي وشربت عصير ولا إيه؟!
عقب مبتسمًا وهو ينظر إليها:
-لا متقلقيش أنا قومت بالواجب وأكلت حمامتين وقولت أحلى
ابتسمت ولم تعقب وظلت واقفه تنظر إليه لحظات ثم تنحنحت بإحراج قائله:
– دكتور هو أنا ممكن أطلب من حضرتك طلب
زفر بقوه قائلًا بامتعاض:
-ياريت تشيلي الألقاب يا فرح اسمي يوسف وبدلي حضرتك بإنت وكدا يبقا زي الفل..
عقبت بجديه:
-اعذرني أنا مش عارفه اشوفك غير الدكتور بتاعي بس أكيد هتعود يعني
ابتسم ونظر لها قائلًا:
-طيب اتفضلي اطلبي
تنحنحت وحكت أنفها وهي تنظر أرضًا قائله:
-ممكن تخلعني الفستان عشان اتخنقت منه ومش عارفه أخلعه
لوى شفتيه لأسفل بمكر ثم قطب جبينه وهو ينظر إليها قائلًا:
-أنا مبعملش حاجه ببلاش شوفي هتديني ايه بالمقابل
عقب قائله:
-بس أنا معيش فلوس خالص حتى موبايلي نسيته في البيت
عقب متخابثًا:
-بس أنا مش عايز فلوس بصي هخلعك الفستان بس اعملي حسابك إن ليا عندك دين وهترديه بعدين
لم تفهم مقصده وعقبت:
-ماشي بس خلعني الفستان دا
ساعدها بفك فستانها وحجابها فهتفت قائله:
-بس يا دكتور شكرًا لحد كدا وأنا هكمل
كان سيناكفها ولكن قاطعه رنين هاتفه برقم عمه نفخ بحنق وخرج من الغرفه ليرد عليه وبعد السلام قال سليمان:
-أنا نقلت الشقتين باسمك زي ما اتفقنا ولما تطلقها الأراضي كلها هترجعلك
-ماشي يا عمي
هتف عمه ساخرًا:
-مبروك يا عريس
ابتسم يوسف بتهكم قائلًا:
-الله يبارك فيك
أغلق الهاتف ثم قذفه جانبًا، سرعان ما تبدل تهكمه لفرحه وتنهد بارتياح قائلًا:
-على الأقل بقا عندي بيت…. ماشي يا عمي
فرد ظهره على السرير محدثًا حاله:
-هفرد ظهري شويه على ما الكارثه إلي جوا تخلص
فرد ظهره ولم يشعر بحاله إلا وقد ذهب بسباتٍ عميق
على جانب أخر ارتدت منامتها الشتويه وفردت شعرها الكيرلي البني الفاتح والمشذب بعنايه ليدفئ عنقها كما تقول دائمًا، بحثت عنه فوجدته مستلقي على السرير بحجرة أخرى تحتوي على سريرين ومكتب صغير ودولاب صغير، دخلت الغرفه تتسلل على أطراف قدميها ولوحت بيدها أمام وجهه لتتأكد أنه نائم، فلم يشعر بوجودها جلست جواره على السرير الأخر بهدوء شديد وفردت ظهرها لتحاول النوم فلم تستطع، لذا قامت مجددًا بهدوء وجلست أمام التلفاز تقلب بين قنواته بملل شديد وبعد ما يقرب من ساعه همست لحالها:
-مفيش حاجه هتضيع الملل ده إلا الأكل
دخلت المطبخ وبحثت عن مسحوق القهوه التي أوصت والدتها باحضاره فلفت نظرها ذرة البوشار فابتسمت بسعاده وهي تأخذه، بحثت بين الأواني ثم أشعلت الموقد لصنع القهوه والبوشار، وبعد فتره كانت تجلس أرضًا وبجوارها وعاء البوشار وعلى الطاولة القصيره كوبان من القهوه، ففزعها صوته:
-قفشتك بتعملي ايه؟
وضعت يدها على صدرها قائله:
-للمره التانيه بتخضني ابقى كح أصل أنا كدا هقطع الخلف
-حاضر المره الجايه هكح عشان عاوزك تمليلي البيت ده كتاكيت…
ابتسمت بحرج ولم تعقب فسألها:
-بتعملي إيه بقا؟!
قالت بحماس:
-بسمع فيلم تعالى اتفضلةبيتك ومطرحك
أردفت:
-علفكره عملتلك قهوه معايا وعملت حسابك في الفشار
ابتسم قائلًا:
-كدا خبط لزق من غير ما تاخدي رايي؟!
ضحكت قائله:
-وإنت يعني إنت كنت أخدت رأيي في حاجه دا حتى الفستان جايبه على ذوقك
ابتسم ورفع إحدى حاجبيها وهو ينظر لها:
-بتردهالي يعني!
أومات رأسها لأسفل قائله بسخريه لطيفه:
-اه بردهالك يعني…
جلس جوارها أمام التلفاز كان الصمت هو سيد الموقف لكنهما يسترقان النظر لبعضهما من حين لأخر فقطع يوسف الصمت قائلًا:
-ممكن أسالك سؤال؟
ابتسمت بسماجه:
-لأ مش ممكن
ابتسم وسألها بكل هدوء وكأنها سمحت له:
-هو إنتِ بقا ليه ملبستيش طرحه؟!
لمست شعرها وهي تقول بقلق:
-شعري مش عاجبك!
ابتسم قائلًا:
-لا مش قصدي كدا… يعني أنا بصراحه توقعت إنك هتلبسي عبايه وطرحه وفوقيهم إسدال إحراجًا مني يعني
ضحكت قائله:
-جدع متتوقعش تاني…
ضحك هو الأخر قائلًا:
-لسانك طويل أوي يا فرح
وضعت يدها على فمها لتكتم ضحكتها قائله:
-هي دي مشكلتي فعلًا
ساد الصمت مجددًا لدقيقه فقطعته هي قائله:
-صحيح يا دكتور بما إنك متعود على القاهره حاسس نفسك غريب هنا؟! أصل أنا بحس بالغربه هنا أوي
هز رأسه بالنفي وأسبل عينيه قائلًا بُهيام:
-أنا الغريب بأرضٍ لا أراكِ بها
ارتبكت وعادت تأكل البوشار بصمت وهي تتظاهر بإنشغالها بالفيلم، فابتسم بمكر وشاركها الأكل وبعدما فرغ وعاء البوشار قررت أن تنتهز الفرصه وتهرب من نظراته بأخذ الوعاء للمطبخ، حاولت رفعه عن الأرض فلم تستطع، وهنا أدركت حجم الكارثه وضحكت ببلاهه وهي تبدل نظرها بينه وبين الوعاء قائله:
-الحله لزقت في السجاده
وهنا تبدأ المغامرات 😂😂😂

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فرح فهيمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى