رواية حارة العشاق الفصل العشرون 20 بقلم أمنية أشرف
رواية حارة العشاق الجزء العشرون
رواية حارة العشاق البارت العشرون
رواية حارة العشاق الحلقة العشرون
رفعت كارمن عيونها الممتلئه بالبكاء اليه وقالت: سامحنى
ابتلع صلاح ريقه بصعوبه وهتف بحرقه : اسامحك ع اى ولا اى يا كارمن…. خلاص رصيد السماح اللى عندى خلص
سلطت نظراتها عليه وأردفت بحزن: فرصه اخيرة لكارمن
هتف صلاح بهدوء قاطع : لو سافرتى يبقا بتقطعى اخر خيط ما بينا ودا اخر ما عندى… والقرار ليكى
اغمضت كارمن عينيها تكتم غصه البكاء وتمتمت بوجع: مش هقدر
ثم وجهت نظراتها لأخيها تستجديه ولكنها رأت فى عينه نظرة أمل ان تغير رأيها فهى تعلم انها بهروبها تمنع اخيها من الحصول ع الفتاه التى يحب وتمنع نفسها كذلك من وجود صلاح بجانبها بالإضافة الى خسرتها
لصديقتها هدير التى احبتها بشدة وبالتالى تفقد كل هذا الدفئ التى شعرت به منذ ان خطت قدمها الحارة.. ولكن هل يستطيع كل هذا ان يمحوا الألم والوجع الشديد التى تشعر به نظرت الى صلاح تخبره بعينيها.. هل تستطيع مداواتى ليبادلها النظرة بنظرة اشد ثقه بأنه سيجعلها تنسى كل ما مرت به
وهذا كل ما تحتاجه ان تبدأ من جديد تمحوا كل ما مر وتعود كارمن الطفله الصغيرة مدلله ابن عمها الطبيب الذى لم يكن يتحمل ان يصيبها اى مكروه بل كان يبذل كل ما فى وسعه ليرى فقط ابتسامتها التى تهون عليه كل مرارة الحياه… اخيرا رحمت كارمن اعصابهم التى تفتت من الانتظار وتمتمت بخفوت: مش هسافر
هنا تنفس صلاح الصعداء فقد كان ع وشك ان يتوقف قلبه من الترقب…وانفجرت اسارير الفتيات وانطلقوا يهللون فى فرح.. ضمتها هدير وأردفت: عين العقل يا كارمن…. والله ما هتندمى ابدا
ابتسمت كارمن بهدوء ولم تعقب ليقترب صلاح منها ويهمس: ينفع اخطفك
ضحكت كارمن بخفوت وقالت: هنروح فين
رد صلاح بأبتسامه: هتعرفى لما نوصل
أومأت كارمن برأسها ليهتف صلاح: يلا ولا اى
ابتسمت كارمن وأجابت: يلا وأمرى لله
ليستأذن صلاح منهم وينطلق بأتجاه سيارته وهو يتقافز من الفرح ثم ركبوا وانطلقوا الى الوجهه التى يريدها
بعد رحيل صلاح وكارمن وقف عمار بجانب سهير وقال: ما تيجى نشرب شاى ويحسدنا الرايح والجاى
قهقت سهير بقوة وهتفت: حلو الكابشن دا فكرنى اكتبه يوم خطوبتنا
ثم استدركت ما قالت وهتفت: قصدى هكتبه لما اتخطب
ضحك عمار وهتف: هى خطوبتنا صح متغيرهاش بقا
ابتسمت سهير بخجل ولم تعقب ليهتف عمار: انت فين يا كارم
وقفت روان امام سهير ونظرت له ببرود وقالت: خير يا استاذ عمار عاوزه ليه
ضحكت عمار وأردف : عاوز معاد
تخصرت روان وهتفت: لأيه إن شاء الله
رد عمار بأبتسامه: انت حاميه عليا كدا ليه يا روان
…دا احنا هنبقا نسايب
ردت روان بلامبالاه: لما نبقا بقا… وبعدين اللى عاوز كارم يجيله لحد البيت… تمام
ثم ربتت ع كتف سهير وقالت: قدامى يا سهير.. اللى عاوزنا احنا بيتنا مفتوح….. مش هنقضيها كلام وخلاص
وجرت سهير خلفها واتجهوا الى البنايه التى يقطنون بها
ضرب عمار كف ع كف يضحك بعدم تصديق على موقف روان العدائى معه
💛💛💛💛💛💛
اوقف صلاح السيارة امام مدينة الملاهى لتهتف كارمن بذهول: انت جايبنى الملاهى بجد
هز صلاح رأسه بتأكيد وقالت: ايوا… عاوز نعيد كل الحاجات اللى كنا بنعملها زمان…. عاوز اعيد كل ذكرياتنا الحلوة سوا…. عاوز انسى السنين اللى ضاعت وانتى بعيد عنى
نظرت له كارمن بحزن لا تصدق انها فى يوم ما رمت كل هذا الحب وراء ظهرها.. كيف كانت عديمه الشعور الى هذه الدرجه سألت بحزن : انت ازاى بعد كل دا مكرهتنيش… لا وكمان بتدينى فرصه نبدأ من جديد
ابتسم صلاح بحزن ونظر لها بعشق مفضوح وقال: هو حد فى الدنيا يعرف يكره روحه… انت روحى يا كارمن…. لا عرفت اكرهك ولا عرفت انساكى…. رغم انك دبحتينى بس بردو فضل قلبى متعلق بيكى يا بنت قلبى
انفجرت كارمن فى البكاء تندم على السنوات التى اضاعتها من عمرها فى اللا شئ… كانت تبحث عن وهم… وهم سيطر على عقلها وقلبها… اختارت المال والجاه… وفقدت معنى الحياة
نظر صلاح امامه لا يريد رؤيتها بكل هذا الضعف والبكاء… حينما تبكى يشعر ان قلبه يتمزق من الوجع لو بيده لضمها الى صدره واخذ كل اوجاعها إليه
تمتم بيأس: كفايه يا كارمن…. متوجعيش قلبى اكتر من كدا….مش عاوز اشوف دموعك… عاوز بس الضحكه اللى كانت بتنور حياتى ترجع تانى
كففت كارمن دموعها واخذت نفس عميق تهدئ به قلبها المحترق وهتفت بمرح لا تشعر به: احنا مش هننزل… انت غيرت رأيك ولا اى…. انا عاوزه العب كل الالعاب
ضحك صلاح وسايرها قائلا : عيونى لكارمن هانم… يلا بينا
نزلوا ودخلوا الى مدينه الألعاب وانطلقت كارمن تختار اخطر الالعاب لتجربها فهذه الألعاب الخطيره ستجعلها تصرخ كيفما شاءت دون ان ينتقدها احد
يكفيها ان تخرج كل هذا الكبت بداخلها
وصلاح كان يشعر بها وبكل ما تريده ويسعى جاهدا لتحقيق لها كل ما ترغب به… فيسأله احد لما يفعل هذا بعد ما فعلت معه… ولتكون اجابته انه قد ذاق جحيم بعدها ولم يقدر على العيش فهو كان كالشخص الذى فقد روحه… وبعودتها عادت روحه اليه فلينفذ روحه وينفذها… ويعيش المتبقى من عمره الى جوراها علها تكون الداء والدواء
بعد يوم رائع قضاه صلاح وكارمن فى مدينه الملاهى اخيرا ابتسمت كارمن من قلبها وهى تآكل غزل البنات بنهم وتحمل بيدها دب كبير قد اشتراها لها صلاح كما كان يفعل فى الماضى
نظر لها صلاح بحب وسأل: مبسوطه
ردت كارمن بأبتسامه جميله: طول ما انت موجود اكيد هبقا مبسوطه…… اوعدنى تفضل جنبى مهما حصل
وعدها صلاح قائلا: وعد كل اللى باقى من عمرى هيكون ليكى وعشانك يا كل وجع العمر واجمل ما فيه
💛💛💛💛💛💛💛💛💛
بعد مرور عام
دخل سيف الى الجناح الخاص به ليرى سمران تحمل سيليا التى تبكى بشده وتشاركها سمران البكاء
هرع سيف اليهم وحمل صغيرته ع يد وضم سمران بلأخرى وهتف بقلق: اي يا حبيبتي فى اى
ردت سمران ببكاء وصوت مكتوم: سيليا مش مبطله عياط بقالها ساعتين بتعيط… وانا تعبت ومش عارفه اسكتها
ضحك سيف بيأس وقال: يعنى هى مش راضيه تسكت… تقومى تعيطى انتى كمان
هتفت سمران بتعب : ما ان مش عارفه اعملها اى اكلتها وغيرتلها…. واديتها الدواء وبردو بتعيط
ربت سيف ع ظهرها وأردف بخفوت: عشان تعرفى تسكتيها لازم تبقى هاديه وانتى بتتعاملى معاها لما تتوترى هى هتتوتر ولما تعيطى هى هتعيط اكتر
ثم نظر للصغيرة التى هدأت تماما واخذها النعاس: شوفى سكتت ازاى ونامت
نظرت لها سمران بحقد طفولى: هى اصلا بتحبك اكتر منى…. كل ما بتشيلها بتسكت….وتيجى عليا تفضل تعيط وتتعبنى
انفجر سيف فى الضحك وقال: انت غيرانه بقا
هزت سمران رأسها وقالت: ايوا
ابتسم سيف وقام ووضع الصغيرة على الفراش المخصص لها ثم عاد الى سمران وضمها إليه وقال برقه: انا عارف يا حبيبتي انك بتتعبى مع سيليا عشان هى اول بيبي… وكمان مفيش حد بيساعدك ولا يعرفك تتعاملى ازاى معاها… بس انا عارف إنك اجمل مامى فى الدنيا وشويه شويه هتعرفى تعملى كل حاجه لها من غير ما تبقى مضغوطه ولا خايفه… وانا جانبك اى ما تحتاجينى اتصلى بيا وهتلاقينى قدامك ع طول… ومش مهم الشغل ولا اى حاجه المهم انتوا …وخليكى فاكره انك انتى وسيليا فى المقام الاول عندى دايما
ضمته سمران بقوة وهمست: حبيبي يا سيف ربنا يخليك ليا
شدد على ضمها وقبل رأسها برقه وأردف بخفوت: نامى يا حبيبتي
تثأبت سمران وقالت: بس صحينى كمان ساعه… عشان ابقا الحق اجهز نفسى قبل الفرح…. هدير والبنات مأكدين انى لازم احضر وكمان انا بحب الافراح بتاعهم
وظلت تثرثر حتى ذهبت فى سبات عميق
💛💛💛💛💛💛💛💛
صدحت الزغاريد تملأ مركز التجميل الذى تتزين به العروستين سهير وكارمن فقد اصر عمار ان يكون يقيما حفل زفاف جماعى… برغم اعتراض كارمن ع اقامه حفل زفاف لها فقد كانت تفضل ان يكون هادئ دون اى مظاهر احتفال ولكن اعترض عمار بشده واصرا عن ان يحتفلا سوياً ونظراً لأن صلاح لم يسبق له الزواج فقد رضخت كارمن لما يريدون ولكن فضلت ان تكون طالتها هادئه فقد اختارت فستان ابيض ذو تصميم بسيط وتركت شعرها حر دون قيود ووضعت عليه تاج رقيق مرصع بالألماس.. اما العروس الأخرى الذائبه فى عشق صاحب العينان الزرقاوان فقد ارتدت فستان ابيض تل منفوش مرصع
بالماسات وزادها حجابها جمالا على جمالها….دخلت هدير ببهجه وتحمل طفلها آدم على يدها وتطلق الزغاريد فى سعادة بالغه وبجانبها روان ببطنها المنتفخه… هتفت هدير بفرحه: الله اكبر….. الله اكبر
.. ربنا يحميكوا من العين يا حبايب قلبى
ضحكن بخجل ونظرت لهم روان بعيون دامعه وأردفت : مبروك يا سوسو….. مبروك يا كارمن… انا قلبى هطير من الفرحه
ابتسمت كارمن وتولت سهير الرد قائله : الله يبارك فيكي يا رورو يا روح قلبى…. ثم نظرت لبطنها المنتفخه وقالت: رورو اوعى تعمليها النهارده… مش عاوزه اول ليله ليا تبقى فى المستشفى
دمعت عين روان وتمتمت بخفوت: والله انا تعبانه وخايفه من الصبح بس ربنا يسترها بقا
هتفت سهير بتضرع: يارب
نظرت كارمن الى المرآه وتممت على فستانها ليصدح صوت هدير: يلا يا عرايس العرسان مستنينكوا برا
مين اللى هتطلع الاول
ردت سهير بسرعه: كارمن
ضحكت كارمن وأومأت برأسها ايجاباً وخرجت
وقف صلاح يراقبها وهى تقترب منه غير قادر على وصف جمالها ورقتها هل اصبحت له اخيرا بعد كل هذه المعاناه هل كان يجب ان يمر بكل هذا الآلام حتى يحصل عليها….يقسم انه لو كان يعلم انها ستكون له فى النهايه لم يكن ليحزن يوما على ما مر به… يكفيه رؤيتها الآن عروسا تزف له….يحمد الله الف مره ان حقق له ما تمنى اخيرا… وقفت امامه تماما تقرأ كل ما مر برأسه…. فى عام واحد طبطب ع جراحها عوضها سنين الحزن بدأت معه حياة جديده بلا الم… فى العام المنصرم كان فقط يعيد لها ثقتها بذاتها وحبها للحياة يعيد كارمن التى طمسها جاسم تحت رماد الخيانه والوجع…. كان يبرهن لها حبه ليس فقط بالقول بل كل افعاله تبين لها كم يحبها ويحيى فقط بوجودها
تكلمت كارمن بخجل: هتفضل تبصلى كدا كتير
رد صلاح بأبتسامه مبهورة: مش مصدق عيونى
ضحكت كارمن بخجل وهمست: صدق….المفروض انا اللى مصدقش نفسى من الفرحه… انا محظوظه اوى… محظوظه بيك وبوجودك وحبك…. لو فضلت طول عمرى اعبرلك قد اى انا ممتنه ليك ولوجودك مش هعرف اعبر…. بس عاوزه اقولك حاجه واحده… انى اكتشفت انى كل اللي فات من عمرى كان وهم وانى لا عمرى حبيبت ولا هحب غيرك… بحبك يا صلاح
ضمها صلاح الى احضانه برد فعل تلقائى لما قالت لا يصدق انه بعد كل هذه السنوات يسمعها منها هكذا صريحه فليمت صلاح فداءاً للهذه الكلمه من بين شفتيها… دمعت عينه وهو يضمها ويكرر اسمها كالمحموم وهتف بقوة: وانا بحبك حب ملوش حدود
… حب لو اتوزع ع العالم كله هيكفى ويفيض
شددت كارمن ع احضانه تضحك بفرحه وتحمد الله من قلبها ع عوض لها
دخل عمار يفسد جمال اللحظه يصيح بمرح: ما كفايه يا جدعان بقا… عاوز اخد عروستى
ضحكت كارمن بشدة وهى تبتعد عن صلاح وتمسح الدموع التى غفلتها ونزلت تشاركها اللحظه
فى الداخل
وقفت سهير تعطى ظهرها لعمار وتنتظر رد فعله
حينما يراها بفستان الزفاف
هتف عمار: النهارده فرحى يا جدعان
ضحكت سهير بقوة ليستطرد عمار: ما تلفى بقا يا سوسو
هزت سهير رأسها بأن لا
ليزفر عمار بحنق: لا عاوزين ننجز يا سوسو ورانا ليله طويله
استدارت له سهير تصرخ بحنق: معندكش ريحه الرومانسيه
تمتم عمار وغمز لها بوقحه: الرومانسيه بالليل واحنا لوحدينا…
احمرت سهير بشدة وصرخت: كنت عارفه انك قليل الادب… يا كارم يا اخويااا…. طلقنى منه
ثم جرت تخرج من المكان بأكمله
جرى عمار خلفها يتمتم: يا بنت الهبله…. استنى يا سوسو
فى الحارة علقت الأنوار فى كل مكان احتفالاً بحفل زفاف خيرة الشباب كان الجميع يظهر عليه الفرح والسرور الجميع يرقص ويغنى ويشارك بفرحه بالغه الزغاريد تصدح بقوة… وصلوا بعد الزفه التى شارك فيها معظم الشباب وكان يشاركهم فيها سيف واخوه سليم الذى اندمج مع الاجواء سريعا
كانت اجواء الزفاف رائعه الجميع فرح من قلبه الشباب يشاركوا صلاح وعمار الرقص… والفتيات يشجعن سهير التى ترقص بجنون تعبيرا عن فرحتها الشديدة وكارمن تصفق بقوة وحماس هى وسمران التى وقفت تتعلم من روان بعض الحركات بحماس شديد 💛💛💛💛💛
وبهذا يكون وصلنا الى نهايه قصتنا حيث سيبدأ ابطالنا حياة جديده مليئه بالفرح والبهجه والسرور
تمت بحمد الله
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حارة العشاق)