روايات

رواية حارة الباشا الفصل السادس 6 بقلم فيروز أحمد

رواية حارة الباشا الفصل السادس 6 بقلم فيروز أحمد

رواية حارة الباشا الجزء السادس

رواية حارة الباشا البارت السادس

رواية حارة الباشا الحلقة السادسة

قرابة نهاية النهار وقفت فاطمة في مطبخ شقة حماتها تعد طعام العشاء مع سناء ،، كانت تائهه شاردة تقلب الطعام و هي تفكر بعيدا .. علي الباشا ليس أول مرة يتعامل معها بعنف في علاقتهم الزوجية لقد اعتادت منه علي ذالك في بعض الاوقات بسبب عضلاته و قوة جسمانه فهو عنيف بطبعه
و لكن الغريب انه قد أذاها فقط من أجل تلك الفتاة التي تصغره باعوام كثيره ! .. اقتربت منها سناء تزجها في ذراعها هاتفه بتعجب :
_ الله مالك يا بطة ! .. بقالي ياما بكلمك و بنده عليكي و انتي مسهمه كده !
نظرت لها فاطمة تتنهد بألم هامسه لها :
_ معلش يا سناء سرحت مختش بالي ،، في حاجه !
_ ايوة يا اختي مالك كده من ساعت ما نزلتي النهاردة و انتي مش علي بعضك .. مره مصدعة ، و مرة مش عايزة تاكلي و نفسك مسدودة ، و دلوقتي سرحانة …. مالك يا بت أنتي حامل !!!
نظرت لها فاطمة بصدمه قبل ان تعبس بوجهها تهتف بفزع :

 

_ لالا يا سنااء حامل ايه انا باخد موانع ،، هتلاقيه دور برد بس !
تقطقت سناء بفمها غيظا بينما تهتف ساخرة :
_ موانع !!! .. ياختي جتك خيبة ، له حق الراجل يروح يتجوز العيلة الصغيرة !
_ تقصدي ايه يا سناء ؟؟
اقتربت منها سناء بشدة تهمس في أذنها بمكر و دهاء :
_ يا بت الراجل بيحب يبقاله واد ، دكر من صلبه .. انتي ااه جايباله البت بس الراجل ميستغناش عن ولده ! .. طبعا عايز الواد و لما لاقاكي بتاخدي موانع راح يدور علي واحده تانيه تجيبهولو !!
شهقت فاطمة بفزع تتراجع للخلف تهتف بعدم تصديق :
_ ايه اللي بتقوليه ده يا سناء لااا يمكن ، انا متفقه معاه علي الموانع و قولنا اما البت نوسة تكبر شوية !
_ واهي بنتك كبرت يا بطة مستنية ايه تاني !
ثم اقتربت منها تهمس لها بنصيحة :
_ يا بطة متبقيش خااايبة ، كفاية موانع و هاتيله الواد الدكر اللي يربطه جمبك العمر كله ! .. فكرك لما تجيبيله الواد هيفكر يبص بره ! .. تؤ ده هيجي راكع تحت رجلك و هتبقي انتي جبتيله البت و الواد !
نظرت لها فاطمة بتفكير تهتف متساءله و هي تدير الامر في رأسها :
_ تفتكري يا سناء !

 

_ افتكر و ربع يا بطة ، هاتي انتي بس ولي عهد الباشا و هتلاقي البيت كله بيقولك شبيك لبيك .. متستنيش البت الاجنبية دي اما تعملها هي و تجيبله الواد ،، ساعتها هتكش هيا علي كل حاجه و تطلعي انتي و بنتك من المولد بلا حمص و مش بعيد الباشا يطلقك !!
_ يالهوي يا سناء .. معاكي حق !
قالتها بتفكير تضع يدها فوق ذقنها برعب تفكر بانجاب الصبي خوفا من فكرة ان تنجب روسيل له الصبي فتنعم بكل شيئ و هي لا يطولها من نعمه شيئا !!!
#########################
ارتد مريم ثيابها علي عجل بعد ان اغلقت الهاتف مع شقيقها ، اسرعت تحضر أدواتها و بعض الدواء معها ثم خرجت تهرول الي باب الشقة ..
كانت الحاجة وداد تجلس في الصالة تشاهد التلفاز ، لتلمح مريم و هي تهرول للخارج فهتفت بصوت عالي تناديها :
_ تعـــالي هنا يا مريم .. راحـــة علي فين كده !
اقتربت منهم من والدتها تهتف بضيق :
_ يا ماما أبيه علي اتصل بيا و قاله انه عايزني اروحله ضروري !!
ضيقت الحاجة وداد عيناها علي ابنتها الوحيدة تهتف بعدم فهم :
_ تروحيله فين يعني ؟؟ و مجاش هو يخدك ليه طالما محتاجك !!
_ يا ماما مهو باعت أبيه عمر ياخدني له !

 

_ اهاااااا قولتيلي ان الموضوع فيه عمر !! .. طب خشي يا بت مفيش مرواح في حته غير لما أخوكي يكلمني بنفسه و يقولي أنزلك !
زفرت هي بضيق شديد و هي تهتف لها برجاء :
_ يا ماما علشان خاطري عمر ملوش دعوة ، و بعدين مهو أبيه مخلينا لا بنشوف بعض و لا بنكلم بعض !
عبست والدتها بعنف قبل ان تصرخ فيها بغضب :
_ نعـــم ؟؟ .. و انتي يا هانم عايزة تقابليه و تكلميه و لا ايه ؟؟ مال سايب و لا سايب .. خشي يا بت جوا مفيش نزول !
نظرت لها مريم برجاء تهتف بألحاح :
_ يا ماما علشان خاطري و الله أبيه محتاجني حتي كلميه اسأليه !
نظرت لها الحاجة وداد بغضب تشير لها باصبعها هاتفه بغضب :
_ اسمعي يا مريم مش هسيبك تنزل مع عمر في وسط الحارة و اللي رايح و اللي جاي يتكلم عليكي !
نظرت لها مريم غاضبة قبل ان تهتف بصراخ :
_ يا ماما بقي الله يخربيت الحارة اللي انتي عامله لكل اللي فيها حساب دي .. يا ماما حرام عليكي !
اشاحت وداد بيدها قبل ان تهتف لابنتها بصرامه :
_ قولت خشي جوا يا مريم مفيش نزول !

 

تأففت مريم بضيق و كادت ان تغادر الصالة حين رن هاتفها برقم شقيقها مجددا .. رفعت سريعا الهاتف علي اذنها تهتف :
_ ايوة يا أبيه .. ماما مش راضيه تنزلني يا أبيه !!
استمعت لرد أخيها علي الجهه المقابلة ، قبل ان تعطي الهاتف لوالدتها تهتف بانتصار :
_ أبيه عايزك يا ماما !
هاتف علي الباشا والدته و اقنعها بحاجته لمريم و انه من أرسل عمر ،، تأففت وداد بضيق و لكنها لم تستطع قول شيئ ، فاغلقت الهاتف تنظر لابنتها :
_ ماشي يا مريم انزلي ، بس ترجعي مع أخوكي و تمشو في وسط الحارة و أهلها انتي سامعه !
تأففت مريم من ربط والدتها كل شيئ باهل الحارة فهتفت باعتراض :
_ حاضر يا ماما اللي انتي عايزاه !
ثم التقطت هاتفها و نزلت الي الاسفل تنتظر عمر ، فاخيها لا يسمح له بمهاتفتها بل و ايضا قد حظر رقمه من هاتفها ..
وصل عمر بسيارته امام باب المنزل ،، صفها و نزل ينظر لمريم التي تبتسم له برقة ،، كان ينظر لها بغضب و لكن سرعان ما تبدلت نظراته حين رأي ابتسامتها الصافية فهتف بلوعه :
_ وحشتيني اوووي ! .. انتي عارفه بقالي قد ايه لا بشوفك و لا بكلمك و لا حتي بسمع صوتك !
شعرت هي بالحرج الشديد و احمرت وجنتيها بشدة ، قبل ان تزجه من امامها برفق هاتفه بخجل :
_ عمر متكسفنيش .. و بعدين ابيه شايف اننا مينفعش لا نتكلم و لا نتقابل غير لما نتخطب رسمي و هو معاه حق .. اوعي كده بقي خلينا نروح نطمن علي روسيل !

 

ابتسم عمر لها برفق و لكن تبدلت ملامحه تماما حين استمع لاسم روسيل قبل ان يهتف غاضبا :
_ ايوة يا اختي روحي اطمني علي ست زفتة !
نظرت لها متعجبة تسأله بعدم فهم :
_ مالك فيه ايه يا عمر ؟؟
_ فيه ان ست روسيل هانم غرقتلي الشقة في شبر ماية !
_ فداها !
قالتها ببساطة لينظر لها متعجبا يهتف بصدمة :
_ فداهــا !! .. مش شقتك دي !
_ لسه مبقتش شقتي ، هتبقي شقتي ! و بعدين المهم ان روسيل تبقي كويسه ، أبيه حكالي لما لاقيتوها كانت عامله ازاي و اكيد كانت خايفة يعيني بجد !
اتسعت انظاره بتعجب ، بينما يهمس خلفها بعدم تصديق :
_ خايفة يعيني بجد !!
ثم رفع نظره ليجدها قد سبقته ناحية السيارة تستقلها ، اما هو فدار يجلس بجوارها في مقعده يدير محرك السيارة بعنف و غضب لينطلق بها .. نظرت هي لتشنجه تهتف بعدم فهم :
_ انت متعصب ليه يا عمر !

 

اوقف عمر السيارة فجأة لترتد هي للامام قبل ان يدير وجهه لها يهتف بغضب أعمي :
_ متعصب ليه يا عمر !! .. علشان يا مريم انا شقي عمري و تعبي في الشقة دي ! .. كنت بجهزها حته حته و فرشه فرشه علشان خاطر تليق بيكي و تعجبك ! .. كنت فاكرك هتقدري مجهودي و تزعلي لما تعرفي انه راح ! .. انما انا شايفك مش فارق معاكي انها غرقانة في الماية يعني !
وضعت مريم يدها فوق يده بخجل قبل ان تنظر الي عينيه تهتف برقة و حب :
_ يا عمر كل حاجه تهون طول ماحنا سوا و انت شاريني .. ايه يعني اللي باظ هنصلحه و نجيب احسن منه سوا ،، و لو علي مجهودك فبجد يا عمر ربنا يخليك ليا انا عارفه انك تعبت جامد فيها و اكيد اول لما اشوفها هنبهر !
استطاعت ان تمتص غضبه بثواني ،، نظر لها مبتسما برقة بينما يربت علي كفها بحنان يهمس لها بحب :
_ ربنا يخليكي ليا يا مريم .. الشقة هتعجبك ان شاء الله
ابتسمت هي بحب تسحب يدها بحرج تهمس بلطف :
_ اكيد هتعجبني يا عمر كفاية انك تعبت فيها علشاني !
ابتسم برفق و حب و هو يدير محرك السيارة ينطلق من جديد هامسا لها بكل حب :
_ انا اعمل اي حاجه علشان خاطرك يا مريومتي .. كفاية عليا انك تبقي جمبي كده !
ابتسمت هي بسعادة و حب شديد تختطف النظرات ناحيته بتهذب و هي تحاول أن تهدأ نبضات قلبها اللذي يصرخ فرحا كلما رآه او جلس بجواره !!!
#######################

 

وصل كليهما الي شقة عمر ،، فتح الباب لتدخل مريم أولا تنظر للشقة و للارضية قبل ان تهتف بعدم فهم :
_ فين الماية دي يا عمر !
نظر عمر للأرض بصدمة و هو يهتف :
_ و الله كان فيه ماية مغرقة الشقة ، حتي بصي أثار الماية هي !
اشار لبعض بقع المياة لتنظر له ساخره ،، خرج علي الباشا من الداخل ينظر لشقيقته برفق يهتف مؤيدا :
_ فعلا يا مريم الشقة كانت غرقانة ماية انا فتحت البلاعه و حاولت ازيح الماية اللي واقفه علي الحمام
نظر له عمر يهتف برجاء :
_ و السجاد !!
نظر له علي الباشا بضيق قبل ان يهتف بغيظ :
_ معرفش ابقي خده انشره في البلاكونة .. تعالي يا مريم شوفي روسيل يلا
تقدمت للامام ليصطحبها شقيقها ناحية الغرفة التي تبقي بها روسيل .. دخلت لتنظر لها وجدت جسدها يرتجف أسفل الغطاء فغطي الحزن عيناها قبل ان تقترب منها .. وضعت يدها فوق جبين روسيل لتصعق من حرارتها فهتفت تخبر شقيقها :
_ دي مولعة يا أبيه !
نظر له هو بضيق يهتف بغضب :
_ اتصرفي يا مريم عالجيها !
اماءت له تجلس بجوارها فوق الفراش تهتف له بهدوء :
_ طيب ممكن تستني بره شوية معلش يا أبيه !!

 

اماء هو بصمت و اتجه خارجا بينما عيناه تتابع روسيل بحزن شديد .. اغلق الباب خلفه لتزيح مريم الغطاء سريعا تطمئن علي أعضاءها بالسماعة الطبية و تقيس ضغط دمها و حرارتها
ربتت علي وجهها برفق هاتفه بحنان :
_ روسيل !! .. روسيل أنتي سامعاني !!
فتحت روسيل عيناها تأن بألم شديد تنظر لها من أسفل جفنها بنعاس هامسة :
_ مريم .. أنااا بردان يا مريم .. و بيت همر (عمر) .. بيت همر (عمر) ماتت !
ربتت مريم علي كتفها برفق هامسة لها بطمأنينة :
_ متخافيش يا حبيبتي هتبقي كويسة ، و شقة عمر لحقناها متخافيش
اماءت روسيل بصمت و اغلقت عيناها بألم .. أما مريم فدثرتها جيدا و نهض تعد بعض الابر الطبية من أجلها
انتهت وعادت اليها تربت علي وجهها برفق هامسه مرة أخري :
_ روسيل انتي سامعاني ! .. معلش عارفة أنك مش قادره بس ممكن تقومي علشان أديكي الحقن دي !
فتحت روسيل عيناها بارهاق تهمس لها :
_ يهني (يعني) ايه هقن (حقن) يا مريم ؟؟
اتسعت عينا مريم بصدمة تهتف بتعجب :
_ اصلا ! .. متعرفيش يعني ايه ؟؟
تركت ما بيدها و اسرعت تفتح باب الغرفة ، نظر لها علي الباشا متفاجئا يهتف بقلق :
_ عملتي ايه يا مريم ،، روسيل كويسه !
_ انا عايزاك يا أبيه
قالتها بينما تسحبه من يده تدخله للغرفة و تغلق الباب مجددا .. نظر لها بتعجب بينما لم تعطه هي الفرصه ليتساءل بل اجلسته علي الفراش تهتف له بآمر :
_ شيلها خدها علي رجلك يا أبيه !

 

_ فيه ايه يا مريم ؟
_ عايزة أديها الحقن دي و مش هعرف .. هي متعرفش يعني ايه حقن و ممكن تتحرك لما تتوجع و تأذي نفسها !
تفهم هو الامر و استقام قبل ان ينحني يحملها بين ذراعيه ،، استشعر الحرارة المنبعثة من جسدها نظر لمريم بقلق يهتف بعدم فهم :
_ حرارتها عالية اوي يا مريم !
_ عارفه يا أبيه هديها حقنة خافض و حقنة برد و حقنة مسكنه علشان أكيد جسمها بيوجعها !
نظر لها يضم حاجبيه معا بتعجب يهتف بضيق :
_ كل دي حقن يا مريم ! .. حرام عليكي هي أصلا اول مره تاخد حقن !
_ هعمل ايه يا أبيه طيب .. ما مينفعش اديها مسكن و لا خافض كبسول علشان هتفضل حرارتها عالية و مفرفرة كده و ممكن ده يضرها !
_ طيب كفاية حقن الخافض و المسكن ، و خلي بتاعت البرد بعدين !
اماءت له بعبوس ، ليتنهد هو بينما يضم روسيل بين يديه برفق حزينا علي حالها فهو المخطأ لانه تركها بمفردها هكذا ليس معها وسيلة تواصل اذا حدث لها مكروه !
جلس فوق الفراش و سطحها علي قدميه ثم ازال ثيابها .. اقتربت منها مريم تمسح عضلتها لتضع الابره الطبية لها .. أنت روسيل بألم شديد و صرخت متفاجئة :
_ آآآآيـــــــي يـــا مريم بتوجهني (بتوجعني)
اسرعت بيدها تحاول نزع الابرة الطبيه عن جسدها فصرخت مريم تلك المرة :
_ ايديها يا أبيه ! .. امسك ايديها !!
أمسك يدها سريعا يضمها فوق ظهرها بينما يمسك بخاصرها هاتفا لها بحزن :
_ معلش معلش استحملي

 

بكت روسيل بألم و هي تنتفض تحاول ابعاد الابره الطبية تصرخ بوجع :
_ آي آي يا هلي (علي) سيب أنا هليها (خليها) توقف آآآآآيــــــــي
ابعدت مريم الابرة عن جسدها تضع مكانها القطنة بينما تلقيها في القمامة هاتفه لها :
_ معلش يا روسيل بالشفا يا حبيبتي سلامتك !
نظر لها شقيقها بغضب بينما يمسك الاخري اللتي تتلوي علي قدمه يهتف لها غاضبا :
_ اخلصي يا مريم و تعالي بالتانية يلا انتي لسه هترغي !
_ اسرعت اليه مريم تحمل الابرة الاخري ،، امسك هو روسيل جيدا و حاول ايقاف تلويها علي قدمه ،، وضعت لها مريم الابرة الاخري فأنت بصوت عالي و هي تبكي بشدة تهتف برجاء :
_ بليييييز ستوب (وقفي) يا مريم .. that’s enough please .. please it’s painful ( كفاية بليييز بتوجع اوي) .. آآآآي يا هلي الحق أنا !!
انتهت مريم من ضخ الدواء لجسدها لتبعد الابرة الطبيه تضع قطنه موضعها ، ضغط علي بيدة موضع الابرة الطبيه قبل ان يعيد ثيابها برفق ، يعدل من وضعها فوق قدمه ليحتضنها بألم و حزن يربت فوق شعرها بحنان هامسا :
_ معلش معلش خلاص خلصنا ،، معلش بالشفا ان شاء الله !
بكت بشدة و تشبثت في ملابسه بألم تتمتم ببكاء و لغة انجليزية :
_ It’s so painful ,, you hurt me ,, you’re so evil Ali (دي بتوجع أوي ،، انت وجعتني ، انت شرير يا علي )
ربت فوق شعرها و كتفها يهتف لها بحنان :

 

_ معلش أنا أسف .. بس علشان حرارتك تنزل .. دلوقتي هيروح الوجع !
ظلت هي تبكي بين أحضانه و هي يربت فوق شعرها برفق و حنان يقبل جبينها بين حين و اخر كأنها ابنته الصغيره .. حتي بدأ ألمها يزول و حرارتها تنخفض ، نظر لها متفحصا قبل ان يهمس بأسمها بحنان :
_ روسيل انتي كويسه ؟؟ .. سمعاني و لا نمتي !!
اماءت برأسها و اصدرت صوتا من فمها يدل علي يقظتها ،، فابتسم برفق و همس لها بقلق :
_ طيب انتي كويسه ؟؟ .. الوجع راح ؟؟
نظرت له بعبوس تبتعد عن حضنه هاتفه بغضب :
_ لا انتي شرير يا هلي .. أنا مهاصمااااك (مخاصماك) !
_ مخصماااك .. و ابعد عني انا مش طايقاااك .. سيبني مش عايزة ابقي معاااك 🎵
دندنها بصوت منخفض لتنظر له متعجبة تسأل بعدم فهم :
_ هلي أنتي بتكولي (بتقولي) ايه ؟؟
ابتسم ساخرا يخبرها ببساطة :
_ لا دأنا بغني !
نظرت له بغيظ تضربه في صدره تزيح نفسها عن احضانه هاتفه بضيق :
_ أوهي (أوعي) يا هلي أنتي شريرة أوهي(أوعي) !!
ابتسم ضاحكا و سحبها من خصرها يجلسها فوق قدمه مجددا يهتف ببسمة جميلة :
_ خلاص تعالي متزعليش حقك عليا .. في ايه بقي ؟؟

 

عبست و نظرت له باعين دامعة تهتف له بعتاب :
_ انتي ليه سيب مريم توجه (توجع) أنا !
سرح شعرها برفق بيده بينما ينظر لشفتيها هاتفا :
_ مش أنا اللي عملت كده ! .. انتي كنتي تعبانه و كان لازم تخديهم .. و بعدين ده انا لحقتك من تحت ايد مريم كانت عايزة تديكي حقنة كمان !
شهقت هي بصدمة و عبست بشدة هاتفه :
_ مريم شرير أوي يا هلي !
اماء بشدة بينما ينظر لشفتيها هاتفا :
_ قولي علي كده تاني !
نظرت له متعجبة بشده تهتف بعدم فهم :
_ هلي !
نظر لشفتيها و هي تنطق اسمه بكل تلك اللطافة و عقله يذهب به لجهه أخري يريد تقبيلها و تذوق تلك الشفتين الورديتين الصغيرتين ،، و لكنه اسقطها من فوق قدمه هاتفا بقلة صبر :
_ طيب اوعي من وشي بدل ما هاكل شفايفك الي بيقولو هلي دول دلوقتي !!
سقطت هي علي مؤخرتها ارضا تأن بألم قبل ان تنهض غاضبة تمسد عضلاتها بألم هاتفه له بغيظ :
_ هكذا (كده) يا هلي توقه (توقع) أنا !! ،، ماشي يا هلي .. أنا هاوريكي !!
ابتسم ساخرا و نهض عن الفراش يهتف لها بعدم اكتراث :
_ ماشي وريني !

 

قالها بينما يتجه ليغادر الغرفة ، اسرعت هي تقف علي الفراش تقفز فوق ظهره بينما يسير بجوار الفراش .. انتفض بصدمة و هو يشعر بها فوق ظهره تشد شعره للخلف هاتفه بغضب :
_ تستاهلي يا هلي هلشان (علشان) سيب أنا أقه (أقع)
حاول تخليص شعره من بين يديها هاتفا بغضب :
_ أوعي يا بت انتي سيبي شعري !! .. سيبي شعري يا روسيل و انزلي من علي ضهري حالا !!
_ نو وااي !
قالتها بينما تشد شعره أكثر ، تألم هو و زمجر غاضبا قبل ان يسحبها من خصرها يحاول انزالها عن ظهره فسقطت فوق الفراش
اقترب هو منها بشر و علي وجهه ابتسامه ماكرة ، نظرت له برعب هاتفه بتساؤل :
_ هلي هاتهملي (هاتعملي) ايه يا هلي !
_ العين بالعين يا روسيل !
قالها بينما يقترب جاذبا شعرها للخلف لتصرخ بمفاجئة هاتفه :
_ آآآيييي شهري (شعري)
_ احسن تستاهلي علشان متجييش جمب شعري تاني !
قفزت فوق الفراش و كادت أن تشد شعره مجددا و لكن اقتحمت مريم الغرفة خوفا من صوت صراخها ،، اقتربت تنظر لها متعجبه تهتف بقلق :
_ انتي كويسه يا روسيل ؟؟ .. بتصرخي ليه و واقفه علي السرير كده ليه !

 

نظرت له روسيل بغيظ و غضب ليبتسم ببرود و هو ينظر لشقيقته هاتفا :
_ اطمني عليها يا مريم و قيسي حرارتها انا هستناكو برا
خرج من الغرفه ينظر للارض ليدرك أن مريم قد جمعت المياة من الارض ، و عمر قد قام بوضع السجاد فوق سور الشرفة ليخضع للشمس فتجف المياة منه … جلس بجاور عمر اللذي يجلس ينظر لشقته حزينا بشدة .. ربت علي كتفه بسخرية يخبره ببراءة :
_ ربنا يعوض عليك !
اجابه عمر دون أن ينظر له :
_ منكو لله !
خرجتا مريم و روسيل من الغرفة بعد أن اطمأنت مريم علي صحتها ، نظرت روسيل للأرض بابتهاج هاتفة بفرحة :
_ بيت أنت يا همر (عمر) .. لسه مش ماتت !!
_ مين دي اللي ماتت يا روسيل ؟
قالها عمر بصدمة و تعجب ليبتسم علي الباشا يخبره ببساطة :
_ قصدها شقتك ما غرقتش يعني
نظر لها عمر بديق هاتفا :
_ لا غرقت يا أختي و احنا حاولها ننقذها !
اماءت له بصمت بينما نهض علي الباشا يهتف بهدوء :
_ يلا نمشي يا عمر .. و انتي يا مريم خليكي مع روسيل النهارده علشان لو تعبت بليل و انا هقول لأمك لما أرجع البيت !
اتسعت عينا عمر بصدمة بينما ينظر له بعدم فهم :
_ نعـــم !! .. انت هتسيب البت دي في شقتي تاني ! علشان المره الجاية اجي الاقيها مولعه في الشقة !! .. لا مش هيحصل البت دي مش هتبات في شقتي ليله كمان !

 

نظر له علي الباشا ببرود يضرب علي كتفه هاتفا :
_ أنا قولت كلمة .. و بعدين متقلقش اللي باظ هجيبلك غيره ، يلا أودامي بقي
قالها ليتأفف عمر بغضب يسير ناحية باب الشقة بدون رغبة ،، و لكن أوقفه علي الباشا فجأه هاتفا بينما يمد يده له :
_ المفتاح يا عنيا ! .. دلوقتي بقو بنات قاعدين في شقتك و مينفعش تفتحها عليهم فهات المفتاح لحد ما نفضيلك الشقه !
زفر عمر بضيق و اعطاه المفتاح علي مضض ،، نظرت له مريم بألم و حزن ، قبل ان تتجه ناحيته بحذر تهمس له دون ان يستمع أخاها :
_ علي فكرة الشقة تجنن .. زوقك حلو أوي يا عمر !
ابتهج هو بشدة و نظر لها فرحا يهتف بسعادة :
_ بجد يا مريم عجبتك !!
_ عجبتني جدا يا عمر ربنا يخليك ليا !
_ و يخليكي ليا يا حبيبتي .. خدي بالك من الشقة بقي الله يكرمك مش ناقصين كوارث !
ابتسمت ضاحكه و ابتعدت عنه سريعا ، ليغادر هو المنزل و علي وجهه ابتسامه فرحة سعيدة ، اما هي فدارت في أرجاء الشقة بعيناها تنظر بسعادة كبيرة و هي تبني أحلاما لزواجهما !
اما لدي علي فنظر لروسيل يضع يده فوق وجهها يتلمسه برفق هاتفا لها بحنان :
_ خدي بالك من نفسك ، و لو حسيتي بليل انك تعبانه او بردانه صحي مريم علي طول
اماءت هي بحرج و هي تنظر له بأمان لم تشعر به من قبل .. ضمته سريعا و هو تعجب من فعلتها كثيرا ، ليضمها برفق يقبل أعلي شعرها بحنان دون أن يتفوه بحديث !
ابعدها عنه ينظر لها برفق هامسا بحنان :
_ يلا خدي بالك من نفسك !
اماءت له ليتركها و التفت يغادر ،، اما هي فحزنت بشدة حين رأته يغادر و لا تعرف لما حزنت حقا !!
#########################

 

ليلا و قرابة منتصف الليل في أحد المشافي الخاصة التي يساهم فيها معتز كرجل أعمال .. دخل هو من باب المشفي ليلاقي ترحيبا من جميع العاملين ، ابتسم لهم بثقة بينما يسير ناحية مكتب صديقه
دخل مكتب (نصار) صديقه و مالك المشفي ليرحب به نصار و يصافحه بود قبل ان يدعوه للجلوس .. جلس معتز ليستمع لحديث نصار :
_ كويس أنك جيت النهارده .. معانا دكتوره جديدة ايييه ! .. خبره !!!
ابتسم معتز و غمز له بمكر شديدة :
_ خبره من انهي ناحية !
ضحك نصار بشدة يغمزه بمكر مماثل :
_ خبره من كله ! .. و مش هتصدق تبقي مرات مين ،، اقصد أرملة مين !
نظر له معتز بتفكير يحاول التخمين قبل أن يهتف بعدم ادراك :
_ أرملة مين ؟؟ .. حد نعرفه !
_ ده حبيـــبك !
_ حيرتني مين هو !
قالها بتعجب ، لينفتح الباب في تلك اللحظه و تدخل منه هي تتبختر في مشيتها بأنوثه و دلال قبل أن تقف أمامه تمد له يدها برفق هامسه بمكر :
_ مساء الخير يا معتز !
_ اتسعت عينا معتز بصدمة ، بينما أشار اليها نصار هاتفا له :
_ أقدملك دكتورة لينا التهامي .. أرملة النقيب فارس سيف الدين .. اللي أحنا قتلناه !

 

نظر لها معتز بمكر و هو ينهض من مقعده يطبق علي كفها بكفه ، قبل ان يسحبها لتسقط علي صدره فهمس في أذنها بفحيح :
_ حركة جريئة منك يا لينا .. بس طالما جيتي هنا بنفسك يبقي انتي عملتي الصح !
ابتسمت هي تبعده عنها برقه قبل أن تهتف بجمود شديد :
_ أنا جاية و غرضي واحد بس .. أنا عايزة أخلص من الباشا زي منتو عايزين تخلصو منه !
ثم اقتربت منه بمكر انثوي شديد تعمدت فيه الدلال قبل أن تهمس في أذنه :
_ و زي ما قتلنا فارس بالظبط هنقتل الباشا ، و يروقلنا الجوو يا معتز !! …………
●●●●●●●●●نهاية الفصل السادس●●●●●●●●●●●●

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حارة الباشا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى