روايات

رواية جوهرة بين أغلال الشيطان الفصل العاشر 10 بقلم منى أبواليزيد

رواية جوهرة بين أغلال الشيطان الفصل العاشر 10 بقلم منى أبواليزيد

رواية جوهرة بين أغلال الشيطان الجزء العاشر

رواية جوهرة بين أغلال الشيطان البارت العاشر

رواية جوهرة بين أغلال الشيطان الحلقة العاشرة

وصلت سطوة العواصف إلي ما لا يتحمله بشر، الجميع ذاق المر دون قصد، تلك هي الدنيا شئت أم أبت، ليس عليك سوي الاستسلام حتى تبرهن لنفسك أنك قادر على فعل المعجزات.
شيطان يسيل لعابه، وهو يجلس أمام جوهرة، لم يلتفت إلي جمالها، بل لعابه كان على والدها سعد، أن يأخذ ما يريد منه
رأي كل التحليلات التي تظهر حالة وعكته الصحية، فكانت على ما يرام، الأمر لا يستدعي إجراء عملية، كفى العلاج، غرق سابحاً في الأفكار حتى عثر على الرد المناسب، أغلق التحليلات الطبية قبل أن يرد:
-التحليلات دي قديمة هكتب شوية فحوصات والنتيجة بتاعتها هي اللي هتعرفنا المرض وصل لفين
أومأت رأسها بالموافقة، عقلها كان في مكان أخر، هل يجوز أن تسأله على ثمن التحليلات؟
سرعات ما تذكرت المبلغ الذي أخذته من المظلم مقابل عملها معه، يستطيع أن يكفي بالطبع، لكن أشرق وجهها بالنور حين قال سنان:
-عشان أنتِ جاية من طرف الدكتورة مرام هتعملي التحليلات المطلوبة تبع معمل أنا أعرف صاحبه هقوله وهيسهل الأمور كلها
كان يرمي كلامه على المال بطريقة غير مباشرة حتى لا يسبب لها إحراج، رأت من هذه الطريقة أنه شخص محترم، قررت أن تعطيه الثقة كاملة، كست ملامحها بالشكر قبل أن تنبض بقولها:
-شكراً يا دكتور في حاجة تانية
هز رأسه بالنفي، وهو يقدم الورقة المدون فيها كل شيء لازم، قال بابتسامة تخفي مخالبه:
-لا أنا كتبتلك عنوان المعمل قولي بس أنا تبع الدكتور سنان ومتقليش من حاجة
تذكر شيء هام، رفع سبابته لأعلى كإشارة للانتظار التي تدل على ثانية واحدة، فتح الدرج أخرج ورقة مدون فيها بعض المعلومات عنه ما يطلق عليها (الكارت) ثم أردف قائلاً:
-ده الكارت بتاعي احتياطي معاكي لو مرضيوش أديهم الكارت
خرجت من العيادة، أسرعت تتحدث مع مرام لكي تطمئنها بعد أن اتفقا على هذا قبل ذهابها إلي الطبيب فور ما سمعت صوتها هتفت:
-عامله إيه
-طمنيني عملتوا إيه عند الدكتور
-كتب لينا شوية تحليلات هنعملها وربنا يستر
-إن شاء الله يقوم بالسلامة
-أنا اللي مش عارفة أشكرك أزاي صممتي تساعديني رغم خناقتنا زمان وسبتي المظلم ده ربنا بيحبك
شعرت أن حديثها لا يجوز، أردفت بأسف:
-أسفه متزعليش والله ما أقصد
-عارفة أبقي قولي لي الأخبار علطول
-من عيوني
….
بكاء، صريخ يصدرا من يحيي بعد تأخر والدته عليه، فلم تعد حتى الآن، حاولت ياسمين بث الأمان داخله حتى يهدأ، عكس ما داخلها من تيار يكسوه القلق والخوف
بعد محاولات عديدة استسلم الطفل للنوم، أخرجت من الحجرة، التقطت الهاتف المحمول، بدأت في الرنين المتواصل على حنان، ربما كان مغلقا، ضربت فخدها بتوتر، وحدثت نفسها:
-وبعدين بقي في الحيرة دي أول مرة تعمليها يا حنان
ظلت تفكر على حل للورطة، فهي ليست أم ليس لديها خبرة كافية، عندما عثرت على الفكرة هرولت في الخروج بسرعة دون أن تصحب يحيي معها
ذهبت إلي المطعم، فهي لا تعلم أنها فقدته، قابلت أحد العاملين، تنحنحت قبل أن تتفوه:
-لو سمحت حنان لسه هنا
رفع حاجبيه لأعلى باندهاش، فهو يعمل في الفترة الثانية، لا يسمع اسمها مطلقاً، فقال بأسف:
-مفيش حد بيشتغل هنا بالاسم ده
ردت عليه بتأكيد:
-لا في بس في فترة الصبح ولسه مروحتش لحد دلوقتي
تمتم قبل أن يجيب:
-أنا بشتغل في الفترة التانية ممكن تسألي مستر وليد هو اللي موجود حالياً هيقدر يساعدك
هزت رأسها لأعلى ولأسفل بالموافقة، سارعت تسأل عنه كأنه مشرف العمال، لعبت الدنيا معها حين سألته هو بنفسه عندما كان ينوي المغادرة:
-لو سمحت في واحد اسمه وليد مشرف عمال شغال هنا
رد بنفي ممزوج بجمود:
-لا
احتقن وجهها بالغصب، سبت ولعنت صاحب المكان، استطاع أن يسمعها فهرول قائلاً:
-أنتِ بتشتمي صاحب المكان
لم تهاب منه، قالتها بتأكيد ليس لديها أي شيء تخاف منه للتمنع عن قول الحقيقة:
-أها ما هو اللي مشغل شوية ناس مش بتفهم مش عارفين حاجة عايزني أقول إيه
أيقن أنها لا تعلمه، قوس فمه بابتسامة عارمة تجلي ملامح وجهه هي الأخرى، حرك يده بهدوء ليفهم منها، وقال برجاء:
-براحة بس وفهميني
سردت له عن حنان وإبلاغ أحد العاملين أن ما يدعي بوليد وأن لا أحد يعلم مشرف العمال
أصدر ضحكات عالية في التو مما غضبها بشدة، حاول كتمانها بعد رؤية الغضب يعتريها، كادت أن ترحل منعها بالقوة، نجح في كتم ضحكته بعد عدة محاولات، وحدثها بعجلة:
-يعني أنتِ فهمتي أن مستر وليد مشرف العمال
صمت لبرهة، راقب تغييرات، راقب ملامح وجهها التي أكدت له هذا، أضاف قائلاً:
-أحنا مش في مصنع أو شركة ده مطعم ومستر وليد يبقي صاحب المكان وأنا مستر وليد
سعت عينيها من الصدمة، وضعت في مأزق، تلون وجهها باللون الأحمر من شدة الخجل، كانت تتفوه بثقة على أنها لا تقابل صاحب المكان، هي وبخته أمامه هو مباشرة، قررت أن تهرب من المأزق بسؤالها عن حنان، فقالت:
-هي فين حنان ممكن أعرف
ألقي عليها سؤالاً:
-مين حنان
جرت بالكلام أخر دون تفكير، فهي شرسة في حديثها:
-مكذبتش أنا عشان تعرف
قصت له عنها بعد التفاصيل لكي يتذكرها، إجابته كانت بئر من الصدمة الذي وقعت فيه، زادت سرعة نبضات قلبها، ضربت يدها على صدرها هاتفة:
-يا مصيبتي هي فين دلوقتي دي نزلت من بدري على أساس أنها في الشغل طب عن أذنك
حاول اللحاق بها لكنه فشل، خطواتها سريعة، وقف يتتبعها وهي تركض بعيد، يظهر عليها عدم معرفتها أي طريق تسلك
….
مرت عدة أيام لم يحدث فيها أي جديد، كل الأمور تسير على نفس النهج
فعلت جوهرة الفحوصات الأزمة لوالدها منتظره نتيجة التحاليل بفارغ الصبر، بينما بدأت ياسمين تهتم بيحيي بعد عودته من المطعم وكان في حالة انهيار، شعرت بتأنيب الضمير، حاولت التقرب منه قدر الإمكان، تصاحبه وهي تبحث عن حنان في أي مكان ليس لها أثر
عند حنان كانت في حجرة مغلقة بعيدة عن الأنظار تأخذ أدوية النوم حسب الاحتياج حتى لا يتسبب ضرر لها، فحين تستيقظ صراخها الذي تصدره لم يصل إلي أحد، هي لم تستطيع الحركة بسبب كسر قدمها، لا تملك سوي الصراخ والعويل
وأخيراً كان حمزة يمر عليها يومياً على أمل أن يحدث شيء جديد في وعكتها الصحية، كل الذي يعرفه أنها فاقدة الوعي تماماً، وبالفعل كان أشبه به رفض أن تستمر حياته لم يفشي الخبر لأي شخص، رفض مزاوله عمله، كفي بالعيش في بيته منفرداً، إذا جاء شخص له لم يفتح الباب
….
أغلق سنان الهاتف المحمول بابتسامة نصر فور ما عرف بغياب حنان وتركها لابنه، قرر الشيطان أن يلعب لعبته الدنيئة، تلاشي العشرة في هذه اللحظة، كل ما يشغل عقله هو أخذ أبنه الذي حرم منه في سبيل أنها لم تبلغ الشرطة عنه، لكن جاء موعد اللحظة التي ينتظرها بفارغ الصبر
انتفض واقفاً يأخذ متعلقاته ليذهب إلي بيتها، صعد السيارة، حرك المقود، لتنطلق السيارة بسلام حتى استقرت أمام بيتها، ترجل بحذر وشموخ كبير يعتلي ملامح وجهه
دخل البيت، طرق على الباب بشدة على أمل أن يسمع شخص صوت الطرق ليظهر، ليعرف منه أين يمكث أبنه؟
بالفعل فتحت ياسمين الباب، سرعان ما أدركت أنه طليق حنان، كانت تشاهده باستمرار، كادت أن تغلق الباب، لسوء حظها لمحها، منعها عندما وضع قدمه أسفل الباب ليعرقله عن الغلق، هدر بنبرة فحيح الأفعى:
-فين أبني
جمعت شتات نفسها حتى لا يفهم على ملامحها أي شيء، أجابت عليه:
-هيكون فين غير مع أمه
أطلق العنان لضحكته لفترة من الوقت، رمي مقلتيه المميتة ليحتل الخوف كيانها، ويسيطر على قواها، قال بتأكيد:
-مش مع أمه متكذبيش
نجح في بث الخوف فيها، فزادت سرعة نبضات قلبها عن المعدل الطبيعي، بهت لون وجهها من الفزع، ليس لديها القدرة على الوقوف عليها أكثر، حاولت التجمد قدر الإمكان، إلا أنها مازالت تحت أثر الخوف، قالت بوهن:
-معرفش
اخترقت أذنيه صوت طفل مألوف عليه، ها هو أبنه، ظهرت مخالبه وهو ينظر لها، كور قبضه يده حتى يقلل الغضب الذي امتلئ به، وجد أن السخرية هي الطريقة الأمثل، فهتف:
-ما هو واضح فعلاً أنه مع أمه بالذوق كده جبيه لأحسن أقول أنك خطفاه وعملتي حاجة في أمة
سبحت في التخيلات المفزعة، لكل منهما له احتمالية أسوء الأشياء، النتيجة حدوث شيء سيء لها أو للطفل، ظلت تفكر في أي نتيجة سوف تختار، فكانت حياتها هي الحجم الأكبر، فكرت من منظور أنه والده مهما كان سيئاً إلا أن هذا الطفل من لحمه ودمه، لم يؤذيه إطلاقاً، عكس ما قد يفعله معها
خطوت للداخل بعد أن أشارت له بالانتظار، أحضرت يحيي الذي فور ما رأي والده سعت عينيه من الصدمة، ظلت واقفة ساكنة عليه، أوصاله ترتعد، شفتيه تجمدت
اقترب سنان منه، مسح على شعره، وقال بعاطفة الأبوة:
-متخافش يا حبيبي مش هعملك حاجة صدقني
لم ينطق يحيي سوي بكلمة واحدة:
-ما
فهم ما يدور في عقله، ابتسم قائلاً:
هندور عليها
-عاون يحيي في الصعود للسيارة، ها هي الفرصة الذي انتظرها، بدأ لسانه يطلق الكلمات الغير مشرفة على طليقته، لتسوء سمعتها فينجح في أخذ أبنه دون تردد
كان الشيطان على هيئة بشر، فعل أبشع الأشياء، ليحصل على ما يريد، أصبحت حلاوة الدنيا للشياطين، يفعلوا، يسيطروا، يقروا ما يريدوا دون محاسبة، فالدنيا أغلبها الشياطين
….
أمسك أصيل هاتفه المحمول، تردد أن يجري هذا الاتصال، منذ ما رحلت جوهرة من القصر، غضب جده وحدثت مشكلة بينهما، أدت إلي ترك محمد الشاذلي، أخرج نفساً مطولاً قبل أن يضغط على عدة أرقام، وهتف:
-الو
-عايز إيه
-خلاص بقي يا جدو متزعلش
-يعني عجبك حياتك كده
-لازم تبقي حياتي كده من حقي أزعل
-تزعل مش تسود حياتك
-غصب عني
-يبقي ترجع جوهرة
-لو سمحت يا جدو مش هقدر
-عشان جبان وضعيف هي عشان قالتلك تلعب عرفت أنها عايزة تغيرك بطلت تكلم معاها
-ايوة يا جدو مش قبل ما أجيب حق مراتي وأبني
-أنت متعرفش اللي حصل كان بسبب إيه
-من فضلك يا جدو مش عايز أتكلم في الموضوع ده
-خلاصة الكلام جوهرة هترجع هرجع أكلمك تاني سلام
أغلق عينيه بألم واضح، فقد والديه منذ فترة، كان جده العوض، فجأة أظلمت الحياة أكثر أمامه، سرح في حياتها، أيقن أن اسم المظلم مناسب لحياته
غرس أنامله في فروه رأسه، عقله مشغول بإيجاد طريقة مناسبة يستطيع من خلالها إرضاء جده دون فقد كرامته
…..
دخل حمزة بعد عدة أيام المطعم، لا يري شيء أمامه، قرر أن يستمر حياته، ولم يعطل في يوم من زيارة حنان في المستشفي، فتح الباب باندفاع، وجهه يملأه الضيق، تعمد عدم النظر على وليد الذي يعرفه جيداً، فأنه سوف يلقنه درس في تلك الحالة، وبالفعل تحقق ظنه حين قال:
-كنت فين ولا بترد على الموبايل ومحدش عارف يوصلك
نطق اسم من أعماق قلبه:
-حنان
لوي فمه باستنكار قبل أن ينبض بسؤاله:
-مالها ست الحسن والجمال؟
احتقن وجهه بالغضب بسبب الطريقة التي يحدثه به، فهدر بعنف:
-أنا مش هستحمل أسلوبك عموماً أستريح عملت حادثة وفي غيبوبة
فرشت ملامح وجهه بالصدمة لثوانٍ معدودة، سرعان ما تشبكت الأحداث داخل عقله، حاول التأكد من شكوكه، فسأله:
-أمتي؟
أجاب عليه على مضض:
-أخر يوم كنت هنا
بالفعل هذا اليوم الذي جاءت فيه تلك الفتاة الشرسة التي لا يعرف أسمها تسأل عن حنان، لكن لأبد من فهم الأحداث أكثر، فعاد متسائلاً:
-وحد يعرف أنها عملت حادثة
هز رأسه بالنفي وهو يقول:
-لا وبطل أسئلة حس بيا أنا مخنوق
نهض من مكانه باندفاع، أشار له بالنهوض، ثم قال بعجلة:
-في واحدة سألت على حنان في نفس اليوم أكيد بدور عليها لازم نروح بيتها
فكرا كثير في إيجاد طريقة يعثرا على طريقة، حتى دلف أحد العاملين معه أحد الملفات الخاصة بالحسابات، نظرا لبعضهما البعض، لقد تلاشي الملف، تحرك حمزة يبحث عن ملفها، عثر على عنوانها المدون في البطاقة، خرج بسرعة متوجه إلي بيتها عند طليقها
….

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جوهرة بين أغلال الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى