روايات

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل الثامن 8 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل الثامن 8 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الجزء الثامن

رواية مقيدة لأصفاد مخملية البارت الثامن

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الحلقة الثامنة

«مُقيدة بأصفاد مخملية»
<الفصل الثامن> -٨-
– لا سيبوهم .. سيبوهم .. ابعدوا عنهم .. ابعدوا عنهم … لااااااا..
كانت صرخات قطوف المفجوعة التي فزعت جبريل من نومته وجعلته يقف كالملسوع..
اقترب منها بلهفة وهي تتلوى فوق الفراش وتصرخ بعذابٍ واصب وكأن وحشًا جسيم يطاردها..
حاول جبريل السيطرة على جسدها المنتفض ويمسح على وجهها المتصبب بعرق بارد، والملطخ بدموعها الحارة..
عمل على إفاقتها وهو يهمس لها بهدوء وحنان:-
– قطوف .. إهدي .. دا كابوس .. مجرد كابوس، يلا فتحي عيونك أنا هنا..
انخفضت تمتمتها الممزقة ودموعها مازالت تهبط على ملامحها الملتاعة:-
– سيبوهم .. ليه عملتوا فيهم كدا .. ليه خدتوهم مني.
انغمست تلك الكلمات بأُذن جبريل متعجبًا منها، فما الذي من الممكن أن يكون حدث لفتاة كقطوف يُسبب لها تلك الكوابيس المُريعة..
أخذ جبريل يكرر دون توقف وهو يسحبها نحوه ويمسح على وجهها:-
– خلاص يا قطوف .. أنا هنا .. أنا هنا .. أنا جبريل.
أتى صوته من وسط ظلماتٍ بعضها فوق بعض ليسحبها من تلك الظُلمة تدريجيًا حتى توسعت أعينها شاهقة وصدرها يعلو ويهبط بجنون، بينما أنفاسها برِحت صدرها تجاهد لإخراجها لكن لا فائدة.!
التفتت من حولها بينما جبريل مازال يحتويها بين أحضانه بحنان ويربت على ظهرها برِفق، تسائلت بصوتٍ هامس وأنفاسها مسلوبة:-
– أنا فين … أيه إللي حصل!
قبل رأسها بحنان وردد وهو يلحظ شحوب وجهها:-
– أنتِ هنا معايا يا قطوف، إهدي وخدي نفسك..
التفتت لترى وجه جبريل القريب منها وتسارعت الأحداث الأخيرة تتوافد لعقلها فانتفضت مبتعده تتلوى بين يديه وهي تُزيح جبريل بعيدًا تدفعه بقوة…
استقامت تقف بجانب الفراش وأغمضت أعينها تستعيد ثباتها وتوازنها وأخذت تتنفس بعمق..
وقف جبريل خلفها وتسائل بتعجب:-
– أنتِ كويسة يا قطوف، مين هما إللي كنتِ بتصرخي عليهم!
التفتت له وقالت بحدة:-
– مفيش حد .. دا مجرد كابوس علشان المكان جديد عليا مش أكتر، أنا الحمد لله كويسة..
هخرج برا في الهوا شوية..
ولم ترتقب رده وسحبت حجاب فوق رأسها وخرجت وكأنها تهرب من وحشٍ مخيف..
انتاب جبريل الشك فيما حدث ولم يستطع تصديق حديثها هذا..
خرج خلفها ليجدها تقف في فناء المنزل أسفل شجرة الزينة وتنظر للسماء بشرود وأعين كانت بالنسبة لجبريل مليئة بالأسرار..
اقترب منها وهو يستمع لتنهيداتها المتواصلها..
فردد يقول بمزاح:-
– أهو كدا يا زيتونة إللي مش بيسمع كلام باباي الكوابيس بتطارده طول الليل..
لم تلتفت له وقالت بتحدي وهي مازالت على حالتها:-
– يبقى كدا الكوابيس هتطاردني كل ليلة.
بكل مرة يتحدثون بها ينشب بينهم عراك عنيف، لم يجادلها جبريل واحتفظ بنكهة المزاح في حديثه قائلًا:-
– يعني دا إعلان صريح من زيتونة إنها هتشنّ الحرب على جبريل ومش هتستسلم..
التفتت له ترميه بنظرات قوية متحدية تليق بأعينها الكهرمانية الحادة وتعمدت أن تدنو بوجهها من وجهه وهي تقف على أطراف أصابعها لِجبر فرق الطول بينهم، ورفعت قبضتها تلكزه في صدره بقوة هامسة بنبرة متشرسة:-
– ما يليق بقطوف الإستسلام أبدًا يا ابن رُستم يا فتوة، القوة .. الصمود .. التحدي هما إللي بيناسبوا قطوف الهواري وبس…
وافتكر إن الجوازة دي نتيجة لوي دراع وبس، وطمع واستغلال منك .. ودي في قانون الرجولة حقارة ومش عايزه أكمل بقاا أنت أكيد عارف..
يُحسد على ثباته والبرود الذي انجلى على ملامحه، انقشع فمه عن إبتسامة مخيفة ثم قبض بقوة على ذراع قطوف يجتذبها نحوه وأغمض أعينه يحاول الهدوء كي لا تنفلت أعصابه ثم دمدم بحنق:-
– أنتِ بتختبري صبري صح يا زيتونة .. متقلقيش أنا صابر بس الحساب يجمع … المرة الجايه لو لسانك الموس ده طول تاني مش هتردد لحظة إن أخليكِ تقضي يوم بليلته مع الخرفان إللي بتعزيهم..
نفضت ذراعها بقوة من يده وتركته وهي ترميه بغضب وتدلف للداخل قائلة بتحدي:-
– اتكلم على قدك يا باباي…
وكأنها تعمدت ذكر اسم “باباي” لتذكره كم مرة أنقذها من المخاطر، وكم المرات التي تعرضت روحه للهلاك لأجلها…
وإن تناسيت فدع جروحك المستوطنة بجسدك تخبرك جبريل وتروي لك عن بطولات باباي بإنقاذ زيتونته…
بينما قطوف وهي بطريقها للولوج للمنزل لاحظت بالشرفة التي تؤدي لباب المنزل العديد من أواني الزرع..
اقتربت منهم مضيقة أعينها وهي عاقدة جبينها بدهشة..
وردها المفضل!!
الكثير منه!
كيف هذا؟!
وضعت أناملها تتحسس الورود برقة وانحنت تشتمهم مغمضة الأعين بعمق لتنمو إبتسامة صافية فوق شفتيها، إبتسامة نادرة اجتبت بها جبريل دون غيره..
جبريل الذي تصنم وعقله يسارع في تسجيل تلك الإبتسامة الجميلة التي جعلته ينظر لها كالمشدود..
لهذا لا تبتسم كثيرًا وإلا ماذا عساه أن يصنع أمام هذا الهجوم الغاشم؟!
مبتسمة فشعّت الأنوار بجنبات قلب أحدهم..
مبتسمة فارتجفت الكلمات عاجزة عن الوصف..
كانت أعين جبريل ترصد كل إيماءه، كل حركة، وكل تشديد على جفونها، كل حركاتها وسكناتها.
رفعت رأسها تُحركه مبعدة غرتها المتمردة التي سقطت فوق أعينها تلتفت نحو جبريل الذي كانت نظراته لها إغارة قوية وبدأ حسّ تُنكره وتناضل لعدم بوح جوارحها به يُدغدغ نفسها…
اقترب جبريل بعدما انحلّ إلتصاق أقدامه بالأرض، فنظرت له قطوف متسائلة بتعجب وهي تُشير للورد:-
– مين زرع الورد ده.؟!.
حرك كتفيه لأعلى وقال بتلقائية:-
– أنا .. ليه..!
زاد تعجبها ورددت بعدم تصديق:-
– أنت بجد.!!
– أيوا .. أيه الغريب في كدا.!
رمته بطرفٍ خفي قائلة:-
– أعرف عالطول إن البنات إللي بتحب الورد وبتحب تزرع عمومًا .. أول مرة أشوف راجل بيزرع ورد.. وليه الورد دا بالذات..؟
شوقي إليكِ جعلني أزرع ما تُحب أناملك تلمسه قطوفي، لأشعر بكِ حول عالمي..
أجابها جبريل بهدوء متسائلًا بسؤال حوّل به مجرى الحوار لمنحدرٍ أخر:-
– وهو أنتِ تعرفي إللي بتحبه الرجاله منين؟!
قلبت أعينها وجاءت تستدير وترحل مُردفة:-
– أنا أصلًا غلطانة إن سألت، بسحب سؤالي..
سحبها من ذراعها فخفق قلبها بشدة وهي تسمعه يقول وهو ينظر داخل أعينها:-
– أنا بحب الورد .. وبحب أزرعه .. وبحب الورد ده بالذات .. بحب أشمه وألمسه..
أيه المشكلة عندك في الورد ده..
يُنكر أنه يعلم أن هذا وردها المفضل، نظرت له وحاجبيها ارتفا لأعلى..
أحقًا لم ترى هذه الورود تملأ حديقة منزلنا؟!
أحقًا لم تشاهدني أتلمسهم وأتحدث إليهم؟!
تصنعت اللامبالاة وقالت وهي تسحب ذراعها:-
– لا عادي .. من حق أي حد يحب الورد..
وتركته خلفها وولجت للداخل فهمس جبريل بغضب من بين أسنانه بملامح مكفهرة:-
– لا يا زيتونة .. مش من حق أي حد يحب الورد بتاعي .. ألا أنا وبس..
بينما بداخل الغرفة وقفت قطوف وسط الضوء الطفيف ثم مسحت على وجهها واضعة كفها فوق موضع قلبها وهي تهمس بداخلها:-
– إهدي يا قطوف .. روقي .. مش وقت الكوابيس دي خالص..
ثم امتدت يدها تجذب حقيبتها وأخرجت أحد العُلب الصغيرة ثم ابتلعت منها حبة دواء صغيرة ودستها مرةً أخرى وذهبت تتمد فوق الفراش وأخذت تردد أذكار النوم وتهمس بداخلها:-
– يارب .. يارب أنت كنت معايا خطوة بخطوة، أبعد عني الكوابيس دي .. يارب كون معايا..
وأكملت تُحدث نفسها بإصرار:-
– مش هتفضلي دايمًا الأصفاد دي حواليكِ يا قطوف حتى وإن كانت أصفاد ناعمة..
مش هتفضلي دايمًا مقيدة..
مش هتخرجي من قيود شريف الهواري لقيود جبريل رُستم..
مش هخضع أبدًا للأصفاد دي..
كانت أخر جملة همستها بقوة داخلها قبل أن يسلبها النوم إدراكها وتذهب بنومٍ عميق…
☆★☆★☆★☆★☆★☆
في الصباح الباكر كان جبريل يجلس أمام مكتب شريف الهواري يرتشف قهوته بتلذذ مستمتعًا بمذاقها وهو يرتقب وصله..
اقتحم شريف الواجم الوجه الغرفة لتقع أعينه على هذا المتبجح الذي يجلس باسترخاء واضعًا قدمًا فوق الأخرى ويرتشف القهوة بطريقة بعثت بقلبه النيران…
صاح وهو يطرق فوق المكتب بغضب:-
– أنت أيه جايبك يا حقير هو أنا طلبتك…
لم تتغير ملامح جبريل الثابتة ووضع الفنجان فوق المنضدة الصغيرة التي أمامه، وردد بإبتسامة مستفزة:-
– حمايا الغالي .. والله كلك ذوق المفروض فعلًا مكونتش أجي النهاردة .. ما النهاردة الصباحية بقاا، ربنا ما يحرمني من كرمك يا غالي..
بس خد في بالك القهوة دي مش زي إللي بتعملها زيتونة بردوه..
مار الغضب يملئ عروق جبريل وسارع يدور حول المكتب جاذبًا جبريل من ياقته وصاح بغضب:-
– أيه حمايا دي يلا .. هو أنت صدقت نفسك ولا أيه…
التزم حدودك يا جبريل .. أنا بالنسبة ليك شريف باشا وأوعى تتعدى الحدود دي…
وبطل تلميحاتك دي علشان مش هرحمك يا جبريل…
رفع جبريل يديه وأزال قبضتي شريف وعاد للجلوس قائلًا بهدوء:-
– سواء رفضت أو قبلت يا حمايا، فأنا أبقى جوز بنتك ودا الواقع…
ومن فضلك ممكن تقعد وتهدى لأن في حاجة مهمة جدًا عايز أقولهالك ولا أنت عايز تفضل تتخانق..
دار شريف حول المكتب يجلس فوق مقعده وهو يرميه بنظرات غاضبه ضاربًا على سطح المكتب وهو يقول:-
– إذا كان عليا فأنا مش عايز أشوف وشك..
عايز أيه قول إللي عندك..
تحولت ملامح جبريل للجدية وأردف:-
– الكلام إللي هقوله سري جدًا يا شريف باشا، ممكن أنت متقبلهوش بس بأكدلك إن دي الحقيقة وياريت متسألش عن أي تفاصيل..
عدوك الحقيقي يا شريف باشا مش حامد الجندي وحيدر ابنه..
عدوك الحقيقي وإللي عايز يدمرك ومن الأخر هو إللي بيوصل كل صغير وكبيرة عندك لحامد الجندي، حد من بيتك .. من أفراد أسرتك … خاين من قلب بيتك..
وعلشان أأكدلك .. الأوراق إللي معاك حامد الجندي عايزها .. وهتوصله.. لأن غرض الخاين في بيتك وغرض حامد الجندي واحد..
وهو تدميرك…
انتفض شريف مصعوقًا وانفلت زمام تماسكه وغضبه وصرخ بنبرة ملتهبة:-
– أنت إزاي تتجرأ يا حقير، إزاي تجيك الجرأة تتهم أهل بيتي إللي أشرف منك إتهام زي ده…
أنت مين يلا … أنت مفكر نفسك أيه يا عديم القيمة..
نهض جبريل يقف منتصبًا بكبرياء وقال وهو يضع كفيه بجيبه:-
– أنا حذرتك يا شريف بيه وأنت حر تتقبل أو لأ..
بس هيوصلك صدق كلامي .. زي المرة الأولى كدا..
أنا كدا بلغتك وأنت حر..
وأنا متأكد إنك هترجع ترن عليا تاني..
وخرج جبريل راحلًا تاركًا خلفه حمم من بركانٍ نشط…
☆★☆★☆★☆★☆★☆
فور أن انتهت من ترديد أذكار الصباح وتلاوة وردها كعادتها الصباحية، أخذت ترتدي ملابسها بهدوء المكونة من تنورة واسعة ورداء طويل فوقها وأكملت طلتها بحجابها بلون السماء..
نظرت لملابس جبريل وأشياءه الملقاه أرضًا ورددت بإصرار وعناد:-
– خليهم كدا بردوه مش هطبقهم…
رفعت هاتفها مبتسمة وهي تنقر للإتصال، بعد قليل أتاها صوت شقيقتها فقالت بهدوء:-
– إزيك يا ميرا .. صباح الخير..
أتاها صوت شقيقتها:-
– صباح النور يا قطوف، أنتِ عامله أيه..
رددت قطوف:-
– الحمد لله بخير، أنتِ جمب السلطانة فريال.
– أيوا أنا جمبها كنا بنفطر وأول ما عرفت إن قطوف هي إللي بتتصل وهي بتحاول تخطف مني الموبايل..
هي معاكِ أهي علشان هتضربني..
– قطوف حبيبتي عاملة أيه، وحشتيني يا قطوف هتيجي إمتى..
تبدل حال قطوف تمامًا وكأنها شخص أخر حين تتحدث مع جدتها، وقالت بحنان مبتسمة:-
– أنتِ وحشتني أكتر يا سلطانتي، أنتِ وحشتيني أوي، فطرتي كويس وأخدتي علاجك…
وظلّت على هذا الحال بعض الوقت حتى انتهت المهاتفة وبقت قطوف بمفردها في الغرفة..
سحبت كتاب وانغمست في قراءته بعض الوقت حتى شعرت بأصوات الجوع ترتفع بداخلها فقد قاربت الساعة على الثانية عشر ظهرًا..
زفرت بضيق وعزمت على الخروج والجلوس بالفناء بالخارج، فاستقامت وخرجت غير آبهة بأحد..
وعندما مرت بردهة المنزل كانت أصوات الضحكات تتعالَى..
فور أن رأتها ثريا والدة جبريل ضحكت وهي تقول ببُغض:-
– تعالي يا بنت الذوات … كنت لسه هنادي عليكِ علشان تعملي لبشرى حبيبتي وأمها الست نبيلة عصير وحاجة خفيفة كدا…
وأكملت وهي تقول للفتاة التي تجلس بجانبها وترمي قطوف بنظرات غاضبة:-
– أهي دي بقاا إللي جبريل اتجوزها جوازه فعل خير كدا يا بشرى، مش جواز حقيقي .. عمل خير ومش عارفة أهلها الذوات قبلوا على بنتهم كدا إزاي … الله أعلم فيه أيه، وما خفي كان أعظم وأنتوا عارفين إن جبريل شهم وجدع مش بيقدر يقول لأ لحد محتاجه…
بس زي ما قولتلك يا حبيبتي أنا لسه عند كلمتي، جبريل مش لحد ألا لبشرى وإحنا قرأنا الفاتحة وجبريل عطاكم كلمته يعني أنتِ في حكم خطيبته…
كانت تترقب إنهيار قطوف وبكاءها وثورانها لكنهم تصنموا حين عقدت قطوف ذراعيها فوق صدرها وابتسمت بخفة قائلة بجبين معقود:-
– مسكينة أنتِ يا ست ثريا..
وتركتهم بصدمتهم وخرجت من المنزل وطوفان هائج ثائر بداخلها…
بينما جلس هؤلاء الرباعي وكأن على رؤسهم الطير..
☆★☆★☆★☆★☆★☆
عصرًا ولج للمنزل بتلهف وهو يسرع بالدخول لغرفته يبحث عنها بأعينه وهو محتفظ بثباته لكنه وقف متعجبًا حين لم يجدها بالغرفة..
دبّ القلق في قلبه لكنه كذّب هذا الشعور وخرج بخطوات عاصفة نحو فناء المنزل يبحث عنها بجنون لكن لا أثر لها…
خفق قلبه رعبًا واسودت ملامح وجهه، وعاد يدلف للمنزل وهو يجأر:-
– أمي … أمي..
خرجت والدته مسرعة من طلته النافرة وعروقه المنتفخة وتسائلت بقلق:-
– جبريل .. مالك في أيه.. صوتك عالي ليه.!
اندفع يتسائل فاقدًا تعقله:-
– فين قطوف .. قطوف مش في البيت..
قلبت أعينها وزفرت بضيق ليصرخ بنفاذ صبر:-
– أمي .. ردي عليا أنتوا عملتوا فيها حاجة .. هي فين..
تأملت لهفته الشديدة وجنونه بتلك الفتاة لتصرخ بغضب:-
– دي بلطجية .. أنت تخاف علينا منها..
معرفش ست الحسن بتاعتك فين وأنا مالي ومالها..
شوف هي طلعت تلف وتدور فين…
ابتلع ريقه بصعوبة وكأن كتلة من الأشواك تحتل حلقه وجف قلبه وهو يتسائل برعب:-
– ليه هي قطوف خرجت؟!
– أيوا الست زفته خرجت..
وبمجرد أن انتهت حتى تجمد جبريل وهو يُردد بأعين متوسعة:-
– هربت.!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مقيدة لأصفاد مخملية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى