روايات

رواية جنون العشاق الفصل العاشر 10 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل العاشر 10 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الجزء العاشر

رواية جنون العشاق البارت العاشر

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة العاشرة

بينما فى الداخل كان راشد ينهر عظيمه :عاجبك إكده
فاجابته ببرود : وه ماهى اللى لسانها فالت
– وانتى لسانك إييه؟
فنهرته بحده : جرى إييه انت عتبكتنى
– له بس إكده وكفينا
فسالته بقلق : جصدك إيه؟
فاجابها بتحدى : شيخ البلد كان كلمنى وعاوز يناسبنى
ففزعت قائله : وه مين ديه دا كنه إتجن البلد كليتها خابره انها لياسين
فصاح بها غاضبا : جنيتى إياك ياسين اتجوز
– معتعمرش معاه
فعقب جاسر : والبركه فيكى طبعا
بينما صاح راشد فيها : إنتى إما إرتجعتيش عن جنانك ديه الله فى سماه لدوجك حسرتها
إتسعت عيناها وهى تسأله بخوف : جصدك ايه؟
لكن نظرته التحذيريه كانت أكبر جواب لها بينما غفل الجميع عن هند تلك المسكينه البائسه المنسيه وكأنها قطعة حجر يحركناها كما يرغبان دون النظر لها فتسللت من بينهم وذهبت إلى غرفتها تبكى حالها
ولكن صوت ياسين الغاضب جعل الجميع ينتفض ويخرجوا مهرولين حتى فرح التى صعدت إلى غرفتها نزلت تركض وتجمع كل من بالمنزل وهم يقفون غير مستوعبين ما يحدث بينما ركض جابر نحوه يتمتم : خبر إييه؟
فأجابه ياسين بصوت مخيف : أم الخير
إتسعت عيناه بغضب وصك على أسنانه سائلا : مالها؟
أجابه بهدوء مرعب : عاوزك تسجيلى الجنينه بدمها
– من عينيا
فعقب ياسين سريعا : دلوك
أومأ بالموافقه وإستدار فوجدها تركض خارج المنزل حين سمعت ما قيل وعلمت ما سيحدث ولكن جابر كان أسرع منها وأمسك برأسها جارا إياها وهى تصرخ وتستغيث بعظيمه التى حاولت أن تجعل أى منهم يمنعه بلا فائده فركضت إلى ياسين تنهره فرأت عيناه تنذرها بغضبه القاتل فإبتعدت بينما ألقى جابر بأم الخير أرضا ثم توجه إلى غرفته القديمه فعلمت ماذا سيفعل فركضت زاحفه ولكنها لم تستطع الفرار فقد أحضر سوطه وأمسك بها وجرها حتى ألقاها مجددا فى وسط الحديقه على مرأى ومسمع من الجميع وإنهال عليها بالسوط وهى تبكى وتصرخ وتستغيث بلا فائده حتى ركضت فرح تمسك بيداه وهى تصرخ : كفايه حرام عليك انت مش بنى آدم هتموتها
فأجابها بجمود : بعِّدى من إهنه
فرفضت بقوه ثم نظرت إلى ياسين تترجاه : قوله كفايه أرجوك
صك ياسين على أسنانه بغضب ثم أشار بيده إلى جابر بالتوقف ثم وجدها تقترب من أم الخير لتساعدها ولكن أم الخير دفعتها وهى تصرخ بها : بعِّدى عنى بجى بعد ما خلتيه يجطعنى جايه تعملى فيها طيبه بعِّدى يابوز الخراب
فذهب ياسين إليها وأمسك بيدها يساعدها أن تنهض بينما تنظر هى لأم الخير بذهول فأمسك وجهها وأداره لها بهدوء : إنتى كويسه
أجابته بإرتباك مما حدث : أنا أنا كنت بساعدها
تنهد بهدوء ثم أخبرها : فى حاجات كتير متعرفيهاش فأحسنلك متدخليش عشان ما هينوبك إلا التعب والإهانه
زفر جاسر بضيق ثم نظر لوالدته بحده و قال للجميع بصوت واضح : أنا بقول كفايه بقى ونسافر أحسن لو طولنا شويه كمان هنولع فى بعض
فنظر له ياسين مؤكدا: عندك حق كل واحد يحضر شنطه هنسافر الصبح
تنهدت هند بإرتياح لأنها ستتخلص من العريس ولكن إرتياحها لم يدم حينما صاح والدها : جابر شيع لشيخ البلد ياجى هو وولده
فنظرت له عظيمه بغضب فهو سيدمر كل ما تفعله ولكنه لم يبالى بغضبها أو برأى هند فقد قرر ونفذ دون الإعتبار لرأيها أو إحساسها فكل ما يرغب به هو التخلص من البلبله التى تسببها عظيمه بأفعالها بين الناس فسمعته وسمعة عائلته على المحك
لم تجد عظيمه من يجعله يتراجع عن قراره فهى لا أهميه لها لديه وولدها دائما ضدها أما ياسين فيتمنى ليتخلص من أفعالها مع فرح فذهبت إلى والد زوجها علها تستميل قلبه
بحثت عنه ووجدته يجلس فى الحديقه فبعد حديثه مع ياسين لم يود رؤية أحد وخاصه هى لذا حينما وقفت أمامه ترتسم الحزن والطيبه أحس كأن الموت يتربص به فرؤيتها تجعله يشعر بالإعياء
تصنعت الإحترام قائله : أستسمحك ياعمى
نظر لها بضيق :خير يا عظيمه
– يرضيك اللى ولدك عيعمله ديه
– عمل إييه عاد
– عاوز يجوز البت لإبن شيخ البلد
يعلم نيتها السيئه وسبب رفضها لهذه الزيجه فتصنع التعجب متسائلاء : وه وانتى عاوزاها تبور ولا اييه
أجابته سريعا : له مجصديش بس يشوفلها جوازه زينه
فتسائل بمكر : وجوزتها من إبن شيخ البلد عفشه فى اييه
لم تجد جوابا مقنعا فقالت : طمعان فينا
سخر من إجابتها : هه طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكنله فيه
قضبت حاجبيها بضيق : جصدك إيه يا عمى
فأجابها بحده : طول عمرك عينك فارغه وميملهاش إلا التراب حاجده وكارهه وناكره الجميل وعتطلعى لغيرك وتاكلى حجه
إستنكرت حديثه : عتجول إيه ياعمى
– عجول إن ولدى اللى علاكى بسكوته لو كسر رجبتك من لول مكنش كل ديه حوصل خاف على هيبته وسط الناس واتبلينا بيكى
شحب وجهها وإتسعت عيناها خوفا مما يقول فهى تعتقد أن لا أحد يعلم بالحقيقه بينما الجميع يعلم بحقيقتها المخزيه فى حين إستكمل حديثه : فكرانى غفلان له يابت أخت الغاليه لجل خاطر بوكى الضغلبان وفضيحته بين الخلج الله فى سماه ماكنتى عتعتبى برجلك إهنه والتمثيليه اللى عِملتيها كانت أى دايه تجدر تكشفها يا يا بت الأصول إحنا غيرك إنتى وأمك خابرين عيالنا زين ونعرف المليح من العفش وهند عتبور ولا عنجوزهاش ياسين معنولهلكيش حتى لو فضحيتنا كلياتنا معنعدهاش تانى يا عظيمه وهملى فرح لحالها
تركها وغادر بينما ظلت هيا واقفه تنظر إليه بحقد فقد أهانها ولم يساعدها فعادت إلى غرفتها غاضبه ولم تجد سوى حليفتها الحقود أم الخير لتساعدها فذهبت إليها وجدتها تتأوه بشده إثر ضرب جابر لها فساعدتها تضمد جراحها وإتفقتا على الإسراع فى التخلص من فرح وكذلك العريس ولكن زوجها كان أسرع منها فلم يمهلها أى فرصه فحينما حضر العريس مع عائلته إتفقو على كل شئ وأحضر المأذون وكتب كتاب هند فتدمرت كافة خطط عظيمه ولكن أم الخير جعلتها تهدأ فسيفعلان كل ما يلزم قبل إتمام الزفاف لدفع ياسين وفرح إلى الطلاق ثم إفساد زيجه هند ليصبح لا مفر من تزويجها من ياسين
فى حين أن صاحبة الشأن تجلس فى غرفتها حزينه شارده لا يهتم بها أحد فقد تناثرت حياتها بين أم طامعه وأب متباهى ولكن ما آلمها أكثر هو صمت جاسر التى ظنت للحظه أنه سيحميها ولكنه إستسلم سريعا تنهدت بيأس ثم وقفت أمام النافذه تنظر للسماء ونجومها الساطعه وتتذكر ذاك الشاب الذى أزهر قلبها بعشقه منذ الصبا ولم تدرك ذلك إلا حينما رحل فقد ظنت أن مشاعرها تجاهه هى مشاعر اخوه وصداقه ولكن طيفه الذى لا يختفى من قلبها وذكراه التى جعلتها تحيا حتى اليوم أكدا لها أنه كان عشقا ضاع ولن يعود
بعد رحيل العريس وعائلته ذهب كل فرد إلى غرفته وبعد أن دلف ياسين إلى غرفته وجدها تجلس شارده حزينه حتى أنها لم تشعر به حينما دخل الغرفه فإقترب منها بحذر ووضع يده على كتفها يحركها ببطأ مناديا بهدوء : فرح فرح فرح إنتى سمعانى
لم تجيب فصاح مناديا : فررررح
ففزعت فى مقعدها ونظرت نحوه بغضب بينما وقف هو بشموخ ينظر لها وكأنه لم يتسبب لها توا فى أزمه قلبيه وضعت يدها على قلبها وهى تلهث حتى هدأت ورمقته بنظره قاتله ثم ذهبت نحو الفراش فلم يجد ما يقول فتسطح على الفراش هو الآخر بجوارها وكلاهما ينظر فى إتجاه مختلف تأبى عيونهما الإستسلام لسلطان النوم حتى آذان الفجر فتفاجئ بها تنهض من جواره وذهبت للتوضأ وتصلى فإعتدل يشاهدها ولاحظ أنها أثناء السجود ظلت وقت أطول من اللازم وجسدها ينتفض وصوت أنين خافت صادر منها فنهض مسرعا لظنه أنها أصابها سوء ولكنه تصنم فى مكانه حينما إقترب ووجدها ترفع رأسها وعيناها حمراوتان فسقط على ركبتيه وهو ينظر لها فقد كانت تشكوه للخالق العظيم فإبتلع غصته وهو ينظر لها بحزن حتى إنتهت من صلاتها ونهضت تلملم سجادتها ورغم أنه أمامها فهى لا تراه فنهض بتعب وأمسك يدها قبل أن تعود إلى الفراش وجد عيناها لا تنظران نحوه وكأنه لا وجود له فإجتذبها نحوه يضمها بشده وهو يبكى ندما وكأن دموعه أزابت جليدها فتفاجئ بها تربت على ظهره بحنو فإبتعد ينظر إليها فوجدها تبتسم بهدوء : سامحينى يا فرح
فأجابته بهدوء : محصلش حاجه تستاهل اللى بتعمله دا كله كان حقك وأى إن كانت الطريقه اللى أخدته بيها فهو حقك أنا اللى وجعنى شكك فيا مش اللى حصل عارف لو عملت اللى حصل ده وانت متأكد إنى أشرف من أى أفكار سيئه فى دماغك مكنتش هزعل بس سؤال انت بتطلب السماح دلوقتى عشان إتأكدت إنى بريئه من سوء ظنك ولا عشان إيه
فأجابها بحزن : فرح أرجوكى أنا تعبان النوم هجرنى طول الليل وقلبى واجعنى
فنظرت له بعتاب : ودا تأنيب ضمير لإحساسك بالذنب
تهدج صوته وهو يرجوها : يافرح إدينى فرصه تانيه أرجوكى نظرتك دى بتقتلنى
إستنشقت الهواء وزفرته بقوه : ماشى يا ياسين هديك فرصه تانيه بس تفتكر أنا لو جرحت كرامتك كنت هتدينى فرصه تانيه
أجابها بإبتسامه هادئه : كنت هزعل وهغضب وأثور بس لما أهدا كنت هسامحك إنتى متعرفيش إنتى إيه بالنسبه ليه يا فرح إنتى روحى اللى اتردتلى نبض قلبى اللى رجع يدق من جديد أرجوكى
تنهدت بتعب : حاضر روح إتوضا وصلى الأول وتعالى ننام شويه أحسن ورانا بكره معمعه
قضب حاجبيه متعجبا وهو يسألها : قصدك ايه؟!
فأجابته بإبتسامه بالكاد تظهر على ثغرها : انت ناسى السفر وأكيد معارفنا اللى هناك هيجو يباركو أول ما نوصل
حدثها بإقتناع : عندك حق
ذهب يتوضأ بينما تمتمت بخفوت : فرصه يا ياسين فرصه واحده وإن فشلت المره دى إنسانى خالص
جلست على الفراش تشاهده وهو يصلى فى خشوع حتى سلم ثم نظر نحوها بإبتسامه رضا فوجدها تبتسم له : حرما
أجابها بهدوء : جمعا إن شاء الله
أعطته ظهرها وإستلقت على جنبها : تصبح على خير
فامسك يدها يُدرها نحوه : استنى هنا
إقتضب جبينها متعجبه : إيه !!
فإبتسم بمكر : سمعت إن من يومين كان فرحنا
فأجابته بغيظ : آه بيقولو بس فى واحد غبى نكد علينا
تنهد بهدوء وهو يقترب منها قائلا بهمس : أديكى قولتى غبى خلينا نبتدى من جديد وهوريكى الفرح بيبقى ازاى
نظرت له بغضب : آه انت عشان كده طلبت السماح
إبتعد عنها سريعا وهو يقول بجديه : لأ طبعا أنا مستعد ما ألمسكيش تانى أبدا إلا لو طلبتى أنا مستنتكيش العمر كله عشان كده
فإعتدلت فى جلستها وهى تسأله بحده : اومال كنت هتتجوز شهد ازاى
فاجابها بهدوء : مصالح يا فرح ويأست من إنك ترجعى
فإزداد غضبها : آه قولتلى يعنى لو إتأخرت يوم كنت اتجوزتها
فأجابها بضيق : لأ طبعا أنا كنت رافض رغم محاولات عمك بس لما قابلتك فى بيتكم ومعرفتنيش خدتها تحدى بس لما هديت رجعت لعقلى
نظرت له بحب وهى تنهره بخجل : انت على طول متسرع كده
فإبتسم بسعاده وهو يرى نظرتها له ثم إقترب يهمس لها : سيبك من اللى فات بقى ها مش عاوزه تعرفى هيجو بكره يباركولنا على إيه
أجابته بخجل : إيه
ونكتفى بهذا القدر فليس للمراره طاقه😅
(((((******))))))
عادت عائله الأسيوطى إلى المدينه وقد سبقتهم عائله الشهاوى بالأمس فقد قرر عزت الرحيل مبكرا مع عائلته لمنع أى تصادم فبعد شائعة ليلة الزفاف وما حدث خشى من حديث الناس ورد فعل فرح كما أن الجميع تعجب من غياب كوثر وكثرت الأسئله فهو منعها من الخروج نهائيا بعد ما فعلته مع جاسر فقد خشى إذا رآها فى الزفاف أن تفسد الزيجه برمتها
____________
عادت شهد إلى عملها فوجدت رقيه ترحب بها بشده وتنبعث منها رائحه تعلمها جيدا فنهرتها : يخربيت مخك فسيخ إنتى إتجننتى
فأجابت بضيق مصطنع : إتجننت عشان برحب بيكى
– بالفسيخ😕
– آه وبعدين متقلقيش أنا بس دوقت نسيره وهتمزمزى الباقى وأنا يادوب هدوق على خفيف
– والأملاح ياهانم😒
أجابتها بكذب : هه أأ آه عالجتها خلاص
ولكن بعدما تناولت واحده قررت أن تتوقف لأنها وجدت رقيه تناولت بالفعل ثلاث وحدات وبهذا المعدل ستضر بصحتها فأخبرتها أنها إكتفت ولفت الباقى وهى تصر على التخلص منه لكى تمنعها من إستكماله ونادت عم حمدى وأعطتهم له وجمعت البقايا لتلقيها بسلة المهملات فصُدمت مما رأت فقد كانت السله معبئه بالبقايا فلم تكن قطعه صغيره كما أخبرتها
_______________
لم يستطع جاسر إنتظار الغد لكى يراها وبمجرد وصوله ذهب إلى المستشفى متلهفا للقائها وإذا به يشتم روائح نفاذه أثناء دخوله غرفة الأطباء فتسائل بغضب : إيه اللى بيحصل هنا بالظبط؟
فنهضت شهد فزعا : يالهوى دكتور جاسر
أجابها بضيق : آه ياعملى الإسود حصلت تطبخو هنا
فغرت فاهها ببلاهه : هاه
إقترب منها وعقب على هيئتها ساخرا : ريحة البصل مفحفحه
فسألته بحذر : البصل بس؟
لاحظ أنها حينما فتحت فمها لتتحدث إزدادت الرائحه فأشار لها لتقترب فتصنمت مكانها لذا غضب ونهرها : ماتقربى هو أنا هكلك
فأجابته بخوف سريعا : حاضر
لكنها حينما إقتربت قبض على فكها بقوه وجذبها نحوه ففتحت فمها غصبا فتفشت الرائحه فدفعها بعيدا وهو يخرج من جيب بنطاله منديلا ويسعل به بقوه فسألته رقيه بقلق : انت كويس؟
نظر تجاه شهد بإشمئزاز : إيه ده إنتى إنتى اوووف إنتى مبتغسليش سنانك أبدا
نظرت له شهد ببلاهه مجددا وكأنه فضائى فأسرعت رقيه بغباء لتزيل سوء الظن : لا انت فاهم غلط دا إحنا كنا بناكل فسيخ
أمسك بمعصم رقيه وعيناه تبرقان بالشر فإبتلعت ريقها خوفا من نظراته فقد وقعت فى الفخ بينما تحدث هو بغضب من بين أسنانه : فسيخ هاه أنا مش مانعك منه
لم تعلم رقيه كيف تبرر فعلتها فتلعثمت وهى تبحث عن الإجابه : بب أأ يي اوووه يعنى لا مخلل ولا فسيخ
قاطعها ضاغطا أكثر على معصمها : ولا طماطم حتى إنتى داخله على ولاده وأنا محذرك مليون مره ومحمد بيراقبك تقومى تسهينا وتاكليه فى المستشفى
– أى أى من نفسى
– قصدك من طفستك إنتى مابتوبيش كل ولاده لازم تتطلعى روحى
تسائلت شهد : هو حضرتك اللى بتولدها؟
نظر لها بضيق وهو يجيب : آه أنا اللى بدبس فيها من الأملاح بتبقى مبهدله والدكاتره بيخافو يقربوا منها
تعجبت قائله : إيه بتعض
لوى فمه ساخرا : لأ بتنزف ولو جرالها حاجه محمد هيولع فيهم مع إنها هى اللى غلطانه عندها أملاح بزياده عملالها إلتهابات وبرضو بتسف حوادق
صاحت رقيه تستعطفه : إيدى يا جاسر والنبى
فنظر لها بغضب : هكسرهالك عشان تحرمى
فنظرت له برجاء : وتهون عليك أختك رقيه
– تهونى أوى مهو مبقاش الفدائى اللى يولدك وإنتى ولا فارق معاكى جوزك أصلا يومها بيبقى على آخره بيدور يقتل حد وأنا مش ناوى أضحى بنفسى عشانك
نهرته شهد : لاااا كده انت مأفور الدكتور محمد دا أطيب خلق الله
نظر لها بإستهزاء ثم سألها : إنتى شوفتيه يوم ولادتها؟
فاجابته : الصراحه لأ
– تبقى تسكتى
أتى عليهم محمد فتعجب مما يرى متسائلا : فى إيه ياجاسر ماسكها كده ليه
جذب جاسر معصم رقيه بإتجاه محمد ووضعه بيده : شم ريحة بوقها وانت تعرف
إقترب محمد منها فأبعدت وجهها عنه لكنه إستطاع إشتمامها فصاح بها : يانهارك مش فايت فسيخ وبصل إنتى عاوزه تموتى
فإستعطفته قائله: آخر مره والنبى
فإزداد غضبه وأمسك بمعصمها الآخر وهو يصيح فى وجهها : كل مره آخر مره هتشلينى
حاول جاسر تهدئته : اهدى يامحمد
تمتمت شهد بصوت شبه مسموع : انت بعد ما شعللتها بتقوله اهدى
فرمقها جاسر بغضب : بتبرطمى تقولى إيه؟
فأجابته بلامبالاه : بكح عن إذنكم
فنهرتها رقيه : هتبعينى ياجزمه
تنهدت بيأس : وعاوزانى أعمل إيه دا جوزك دا غير إنك قولتيلى إنك عالجتيها وهتدوقى عينات واتاريكى واكله نص كيلو قبل ما أجى
حذرتها بخوف : اسكتى اسكتى
سخر محمد بغضب : تسكت ليه سمعينى الدرر اللى الهانم بتعملها بقى بتقرطسينا كلنا يارقيه طب بلاش اللى ف بطنك اللى ف البيت دول مش خايفه عليهم لو جرالك حاجه بلاش هما أنا يارقيه مش فارق معاكى وانتى عارفه إنك النفس اللى بتنفسه عاوزه تدمرينا كلنا عشان عِندك
تحولت سخريته الغاضبه لحزن فعضت رقيه على شفاهها ندما :حبيبى أنا أنا أسفه كان نفسى
صك على أسنانه ثم صاح بها : رقيه متستهبليش إنتى بتتعمدى لمجرد إنك تتحدينى حتى فى صحتك لمجرد إنى أجبرتك تمنعى الحوداق يابنت الناس إعقلى وافهمى أنا خايف عليكى إيش حال اما كونتيش دكتوره وفاهمه
– خلاص بقى أسفه
– واصرفها منين دى
مل جاسر من تكرار الأمر فهى ستندم ثم تعاود الكره : مفيش إلا حل واحد
نظر له محمد بلفه : إيدى على كتفك
فأجابه بهدوء : تعالج الأملاح قبل الولاده
– تمام وأنا معاك
فصاحت رقيه : لأ
فنهرها محمد : لأ دماغك إنتى تتكتمى خالص وهتتعالجى ورجلك فوق قفاكى عشان تحرمى وأنا فوق دماغك مش هتفوتى جرعه علاج واحده
تذمرت قائله : يووووه انت عارف إنى بكره الأدويه أأ جسمى جسمى بيتعب منها
– لا والنبى هتتعالجى برضو
فتعجبت شهد متسائله : إنتى رافضه ليه
فأجابها محمد : مبتحبش الدوا شوفتى التفاهه
– بس كده😕
– آه
– طيب أنا راحه أشوف اللى ورايا مش ناقصه جنان هى
غادرت لعملها وتعمدت تجنب جاسر تماما مما جعله يشعر بالضيق
وبعد يومِ عمل شاق وورديه مرهقه عادت شهد من عملها فى السادسه صباحا إلى المنزل مجهده تفرك عيناها كالأطفال فسمعت حركه فى غرفة رحمه ذهبت لتقصى الأمر فوجدت رحمه تلقى بملابسها من الخزانه على الفراش فوقفت أمامها تسألها متعجبه : بتعملى إيه يا رحمه عالصبح
كانت رحمه منهمكه فيما تفعله فأجابتها دون النظر إليها: بنقى طقم حلو نقى معايا بصى دا أحلى ولا ده وأقولك ده أحسن من الإتنين
وجدتها تعرض عليها تصاميم مختلفه وهى متوتره فسألتها بحذر : وانتى بتنقى طقم ليه دلوقتى؟
فأجابتها دون تفكير : عشان خارجه طبعا
تعجبت شهد سائله : خارجه فين الساعه دى
– راحه لعز
إتسعت عيناها بخوف ثم نهرتها : نهارك مقندل هتروحى أوضته الساعه دى تبقى لسعتى
أوضحت رحمه مقصدها : اوضه مين أنا بتكلم عالشركه
رفعت إحدى حاجبيها وهى تتعجب : شركه إيه دا ميصحاش دلوقتى إلا بتوع اللبن أو الغلابه اللى زى ووراهم نبطشيات
تذمرت قائله : يوووه هتساعدينى ولا لأ
– مش اما أفهم الأول
تنهدت بضيق ثم أوضحت : مش عز كان وعدنى يشغلنى معاه فى الشركه أول ما أخلص
– آه
– وأدينى خلصت ونجحت وهو ولا حس ولا خبر
– قوم إنتى بقى قررتى من دماغك وهتطبى عليه
– آه
– جك أوه عز لسه نايم فى أوضته جوه دا غير إن أكتر حاجه بيكرهها التدبيس وبعدين هو مش مطنش بس مشغول يروق الاول وبعدها هيظبطلك شغلانه محترمه فى الشركه
– آه وأقعد أنا أستنى بقى لحد ما سكرتيرته المقصعه تاخده منى وأنا واقفه اتفرج زى الهبله
إبتسمت شهد بخبث : ااااه إنتى راحه عشان كده
فاجابتها بثقه : اومال
– لأ فالحه طب ما كده عز هيزعل
صاحت رحمه بغضب : إنتى بتغظينى
تنهدت بيأس ثم أوضحت لها : يابنى آدمه هيزعل عشان شكك فيه مش عشان السكرتيره
– مش مهم المهم أخلص منها
– إيه الشر ده دا أنا معرفتكيش
رسمت على وجهها ملامح شريره فبدت كطفله ساذجه تحاول أن تبدو ناضجه : لااا مانا لما بقلب ببقى فظيعه ببقى شريره شر
لوت شهد فمها ساخره : ياشيخه اتنيلى دا نص كلامك وتهديداتك عيالى بقى دى طريقه تفكير واحده متخرجه من الجامعه لأ وفنون جميله كمان يا ماما إنتى كبيرك تشتغلى فى حضانه ومتعلميش العيال إنتى كفايه تلعبى معاهم وممكن يكون فى أمل تتعلمى معاهم
جلست على الفراش بضيق فسألتها شهد بقلق : جرى ايه؟
أجابتها بهدوء : افقدتينى حماسى
أمسكت ضحكتها لكى لا تغضبها : أ إيه ياختى إنتى قلبتى فصحى
لوت فمها بتذمر طفولى :آه
تنهدت شهد ثم جلست لجوارها وهى تبتسم وربتت على ظهرها بحنو : عز اليومين دول مشغول أوى وأكيد لما يفضى شويه هيناقش كرم ويبلغك
– وكرم ماله
– الله مش شريكه يابنتى دا غير إن تخصصه هو اللى هتشتغلى فيه
كتفت معصميها أمام صدرها وهى تتذمر : ومشتغلش مع عز ليه
– مالك إنتى ومال الرسومات الهندسيه والدبش والطوب
– يوووه مهو كده مش هبقى قريبه من عز والبت الملزقه دى هتاخده منى
تأففت شهد من عنادها : تاااانى لآ أنا أروح أنام أحسن
غادرت شهد الغرفه ظنا منها أن رحمه ستفكر مره أخرى ولكن رحمه فعلت ما يمليه عليها عقلها وإرتدت ملابسها وغادرت متجهه إلى الشركه
_____________
إستيقظ كرم بسبب رنين هاتفه المتكرر فأجاب بصوت ناعس : أيوه مين
فأجابه فرد الأمن المسؤل عن وردية الحراسه الآن فى الشركه فتعجب كرم وسأله بقلق عن سبب إتصاله وكانت إجابته صادمه : فى واحده بتقول إنها بنت عم البشمهندس عز وورتنى البطاقه بس أنا معنديش أوامر قولتلها مينفعش دا غير إنه مش موجود والشركه فاضيه ولسه بدرى على ميعاد مجيه قعدتلى عالباب ومصره متمشيش بس حضرتك الناس بدأت تروح أشغالها وكل من عدى بكلمه وأنا لا عارف أمشيها ولا أدخلها
تعجب كرم من حديثه متسائلا : وإسمها إيه دى؟
– رحمه
ظن للحظه أنها مكيده أو خدعه ظن أحد منافسيهم للوصول لأوراق الصفقه الجديده ولكن حينما أخبره بإسمها قفز مكانه بصدمه : نهار إسود طب إقفل وأنا هتصرف
وبعد ان أنهى المكالمه مع فرد الأمن تمتم بضيق :أستغفر الله العظيم دى إتجننت ولا إيه أنا أكلم عز أحسن
بمجرد أن سمع صوت عز أسرع بسؤاله : انت فين
فأجابه عز بسخريه : فى سويسرا بستجم
تنهد بضيق : بتكلم حد
فأجابه بهدوء : هكون فين يعنى فى أوضتى لسه يادوب مخلص صلاة الصبح من ضغط الشغل إمبارح تعبت وراحت عليا صلاة الفجر
فحدثه بحذر : طب عاوز أبلغك حاجه بس تكون هادى ومتنفعلش
إنتفض قلبه بخوف وهو يسأله بلهفه : تبقى مصيبه إيه الشركه ولعت؟
– اعوذ بالله منك لأ
– اومال إيه إخلص😤
قص عليه ما أخبره به فرد الأمن فصاح عز غاضبا وحاول كرم تهدئته دون جدوى
أسرع عز فى إرتداء ملابسه ليذهب إلى الشركه كذلك كرم لكى يمنعه من التهور
وصل عز الشركه بأسرع ما أمكنه فالطريق يعج بالبشر والجميع متجه إلى عمله وجدها جالسه على الرصيف متكئه بوجهها على يديها وكل من يمر يتطلع إليها سواء رجال أو نساء فشياكتها المبالغ فيها لا توحى بأنها متسوله أو تشكو من شئ
أوقف سيارته بقوه أمامها فتعالت أبخرة التراب إثر إحتكاك العجلات فسعلت ثم وقفت تحرك يدها أمام وجهها لتبعد الغبار عنها بينما ركض هو نحوها وأمسك يدها جاراً إياها خلفه ودخلا إلى السياره ثم قادها إلى داخل مبنى الشركه وتوقف بالكراج ثم ضرب على المقود بحده فإنكمشت هى وأحست بالندم لعدم إستماعها لنصيحة شهد
رمقها بغضب ولم يتحدث حتى يهدأ فإبتلعت ريقها وصمتت تنتظره ليفضى غضبه ولكنه أسند رأسه على المقود وأغمض عيناه لعدة دقائق ثم إعتدل وحدثها بهدوء دون النظر إليها : ممكن أعرف إيه اللى جابك هنا فى ساعه زى دى
أجابته بخوف : كك كك ككنت جج جايه ععشان الشغل
قضب جبينه وهو يسألها : شغل إيه؟
– أنت ووعدتنى تشغلنى معاك أأما أخلص دراستى وو أنا جيت أهوه
قبض يده بقوه وهو يسألها : ومكلمتنيش فى الحكايه دى فى البيت ليه وجايه بدرى أوى كده ليه
إبتلعت ريقها بخوف وهى لا تدرى كيف تجيبه أتخبره أنها تختبره وأنه حينما أتى راكضا الآن إليها نجح فى الإختبار فصمتت قليلا تبحث عن كذبه فوجدته يزفر بغضب فأجابت سريعا :كنت بوريك همتى
نظر لها بغير فهم : أفندم!!
نظرت إلى يديها وهى تفركهما ببعض بتوتر : انت من فتره وانت بتتجنبنى عاوزنى أكلمك فى البيت ازاى وجيت بدرى عشان أثبتلك إنى نشيطه وأد الشغل
نهرها بحده : تقومى تيجى من النجمه قبل الشركه ما تفتح بساعتين وزياده دا حتى الساعى مجاش
أنقذها من إستجوابه كرم الذى توقف بسيارته بجوارهما ونزل سريعا فنزل إليه عز متسائلا: إيه اللى جابك دلوقتى
فأجابه بهدوء ما لبس أن تحول إلى سخريه : قولت أجى لعل وعسى تشبطو فى بعض كالعاده تفتح نفوخها ولا حاجه
– تصدق أنا بفكر أفتح نفوخك انت😡
– روق بس إيه الحكايه😊
روى عز له ما قالته بلا إقتناع ثم لوى فمه ساخرا : فكرانى داقق عصافير ومش عارف جايه ليه
– بتحبك ياعز وبتغير عليك
– ياكرم إحنا محتاجين كل ثانيه من وقتنا دلوقتى وانت عارف هركز أنا فى الشغل ولا خناقات البنات
– ياسيدى متقلقش هيا هتشتغل معايا أنا
– غلبان انت أوى وهى هتقعد ساكته كل شويه هتنطلى تعمل مشكله معاها
– طيب قولها إنك هترفدها
– آه عشان كل تلات ثوانى تسألنى ها رفدتها ولا لسه
– هههههههههه
– إضحك يا أخويا إضحك
– أنا عارف إنها شاطره فى شغلها وصعب تلاقى سكرتيره زيها والوقت كمان مضغوط ومحتاجينها بس الصراحه لبسها وتعاملها معاك مستفز ورحمه ليها حق الصراحه
– وأنا مالى بلبسها أنا كنت ولى امرها متندعق بجاز😬 ولو على طريقتها أنا بعرف أصدها كويس ولو لقيت حد فى شطارتها هاته وأنا أنقلها
– وتفتكر رحمه هتوافق عالنقل🤔
– تولع بجاز أنا محروق دمى شغل ليل ونهار عشانها وهى تافهه ومش فى دماغها😠 دا غير إنى مقدرش أرفدها من غير سبب لو إشتكتنى هلبس فى الحيط الدنيا مش سايبه فى نقابه ودى عامله ليها حقوق
– روق جرى إيه😮
– جرى كتير وأنا زهقت مش مقدره تعبى أبدا 😡
– أُخطبها عشان تريحها
– آه وننفصل بعد يومين والدنيا تطربق وتضيع منى خالص😒
– وليه تنفصلو😕
– انت ناسى كوثر اللى هتموت وتدبسنى فى بنت أختها مش هتنام إلا اما تفركشها وبإيد رحمه نفسها
– ازاى ده؟🤔
– كوثر واطيه اتوقع تألف أى كدبه ورحمه هبله وبتصدق أى حاجه 😬
– طب والعمل؟🤔
– أنا مستنى امورى تتظبط والصفقه دى اللى هتظبها لما نخلصها إن شاء الله ناوى أكلم عمى وأول ما أخد الموافقه هبعت للمأذون فورا
– طب ما كوثر برضو ممكن تخططلكم
– هتكون بقت مراتى يا كرم ومش هستنى إسبوع والفرح طوالى وهنقل بيها بعيد عن كوثر وأفعالها
– وأمك وشهد؟🤔
– معايا طبعا ولو إنى مظنش ماما هتوافق مهما حصل هو جوزها وبتحبه ورغم كل أفعاله عمره ما أهانها ولا مد إيده عليها بيلطش لشهد بس
– أبوك دا غريب جدا
تنهد بحزن : لولا كوثر وجدى كانت حياتنا بقت أفضل
تملمت رحمه من الإنتظار فنزلت من السياره وذهبت نحوهما تتسائل : فى إيه لاطعنى فى العربيه وبترغو فى إيه
فأجابها عز بإستخفاف : بنحدد مصيرك
رمقته بضيق بينما إستكمل قوله : هتشتغلى من النهارده مع كرم وإبقى هاتى أوراقك بكره مبسوطه كده
تذمرت قائله : طب ما تشغلنى معاك انت
أجابها بحزم : معنديش شغل ليكى تخصصك عند كرم وهو هيدربك معاه
أومأت بحزن :طيب
أشار لها بيده : اتفضلى بقى على فوق أما أوريكى مكتبك
رفعت حاجبيها متعجبه وهى تسأله : دلوقتى؟!
أجابها بغيظ : آه ما خلاص كلها ساعه والموظفين ييجو تكونى عرفتى مكتبك وتاخدى فكره عن الشغل
– ماشى
أنكست رأسها بحزن وذهبت لتحضر حقيبتها من سيارته فمال عز على كرم هامسا : ودينى لأطفشها
ثم إعتدل وذهب إلى سيارته ليغلقها بينما ضحك كرم وهو يضرب كفيه ببعضهما

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!