روايات

رواية جنون العشاق الفصل السابع عشر 17 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل السابع عشر 17 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الجزء السابع عشر

رواية جنون العشاق البارت السابع عشر

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة السابعة عشر

سمعت شهد الحديث ولم تصدق أذناها فوالدها وقف فى صفها من تلقاء نفسه وأفسد مخطط كوثر فى جعلها تتلقى ضربا مبرحا لتفرغ حقدها بها
إقتربت منه بحذر تلقى السلام وتقبل يده فتفاجأت به يمسح على رأسها بحنو : صباحك هنا يازينة البنات
لم تصدق ماقاله لقد مدحها لأول مره بحياته ما زاد صدمتها حين إبتسم فى وجهها وأخرج مبلغا كبيرا من حافظة نقوده وأعطاه لها: خدى إشتريلك فطور زين عتشتغلى وتتعبى كتير يابتى وبت المحروج اللى تحت دى معيطلعش من تحت يدها لُجمه زينه
نظرت إلى عز فوجدته متعجبا فنظرت إلى والدتها فوجدتها شارده فى وجه أباها فعادت النظر له ولا تعلم ماذا تفعل فأومأ لها عزت فأخذت المال ولم تستطع منع نفسها من إحتضانه ولكن ما فاجأها حقا أنه بادلها بقوه
وغادرت إلى عملها تدندن بسعاده وما أسعدها أكثر حينما رأت هديه تضحك بصوت مكتوم فنظرت إلى ما تنظر إليه هديه فوجدت كوثر تسب وتلعن وهى تطهو فاجعةً ما تدعى أنها طعاما
خرجت من المنزل وذهبت إلى عملها وجلست إلى مكتبها شارده وإبتسامه بلهاء تعلو وجهها لا تصدق ما حدث وتذكرت ما حدث ذات مره حينما بدأ صباحها بنفس الشجار لنفس السبب وإستطاعت والدتها بمساعدة رحمه تهريبها لتذهب إلى عملها قبل أن يراها والدها حيث ركضت خارج المنزل قبل أن يراها ويسمعها حديثه المسموم حتى صدمتها سياره اثناء التفاتها وهيا تركض عبر الطريق ولكن لحسن حظها لم يكن السائق مسرعا ولم يكن السائق سوى جاسر الذى تفاجئ بها حين خرج من سيارته ليرى من تكون : شهد
صرخت متأثره بسقوطها على الأرض : اااااه
ثم نظرت نحوه بتفاجؤ : إيه دا دكتور جاسر
ضرب كفيه ببعضهما : لاحول ولا قوه الا بالله دا إنتى ولا اللى مكتوبالى فى روشته نخبط ف بعض كل شويه
ثم مد يده ليساعدها تنهض فرفضت ونهضت سريعا فسحب يده بحرج ثم عرض عليها أن يوصلها فأجابته سريعا : لأ شكرا
– يا بنتى بدل ما تخبطى فى حد تانى ونلمك أشلاء
إستنكرت تعليقه : يا باى بعد الشر عليا
تنهد بضيق وأشار لها بالركوب معه : طب اتفضلى
أصرت على الرفض : لأ بالاذن
وأسرعت بالهروب وهيا تتلفت للتأكد أن لا أحد رآها تقف معه بينما لحق بها بسيارته يحاول إقناعها لكنها رفضت بشده وحينما أصر لطمت وجهها وهيا تترجاه أن يرحل وكأنه لا يعرفها فتجهم وجهه وغضب بشده من انفعالها الزائد وظنها السوء به فإبتعد
ظنته سيقاطعها لكن لم يحدث وعلمت السبب من رقيه فقد أخبرها بما حدث فأوضحت له السبب ألا وهو خوفها من أباها
أفاقت من شرودها على ضحكات رقيه وأحلام اللتان تتغمزان عليها لظنهما أنها هائمه فى عشق جاسر لكنها لم تعقب وإدعت الإنشغال
________________
مر يومان والجميع يتجنب رحمه وبالطبع لم يمر الأمر على كوثر وكأنها وقعت على كنز حينما لاحظت ابتعاد الجميع عن رحمه فقد نجحت خطتها وغباء رحمه ساعدها أكثر مما توقعت
بدأت فى ازعاجها بشده بكافه الطرق فهيا تكرهها لأنها تملك جمال لم تحظى به يوما كذلك وحب الجميع لها
جلست رحمه فى الحديقه شارده الذهن بعيون باكيه تملؤها الحسره والندم وتتمنى لو يعود الزمن لتمنع ما حدث
حينما عاد من عمله وجدها هكذا لم يستطع أن يتجاهلها كعادته فى الأونه الأخيره فجلس بجوارها ناظرا أمامه متسائلا بإقتضاب : مالك؟
نظرت إليه بهدم تصديق : عز ؟!!!
فأجابها ساخراً: لأ خياله
فأنكست رأسها بخزى : أنا أسفه
– على إيه
– على كل اللى عملته وقولته
– حصل خير الواحد ساعه الغضب بيطلع اللى مخبيه
نظرت إليه بحزن : قصدك إيه؟
فأجابها بجديه ولازال ينظر أمامه : قصدى انها كانت فرصتك عشان تظهرى كرهك لينا واديكى ارتاحتى خالص وقريب أوى هترتاحى أكتر
– هه
تابع قائلا : اما اتجوز هخد أمى وشهد وسيبنهالك تتأمرى فيها براحتك
غاص قلبها فى الألم : إيه
بينما وقف دون حتى أن يحاول رؤية وجهها وهى تحدثه ولو للحظه : ابقى بلغى والدك انه مناسب
فوقفت بصعوبه وسألته: هو إيه ده؟
أجابها بجمود : عريسك
إتسعت عيناها بخوف مييين؟؟😲
أوضح قائلا : واحد اتقدملك وباباكى طلب منى اسأل عليه والجدع طلع إبن حلال وشاريكى ومستواه المادى أحسن منى وعنده الخدم والحشم اللى تقدرى تطلعى عقدك فيهم براحتك ومحدش يلومك ما إنتى هتبقى الملكه هناك عن إذنك يا عروسه
كانت كلماته كسهام ثلجيه حاده تقتلها ببرود فلم تستطع الرد فقط تنهمر سيول الدمع على وجنتيها وإستندت على إحدى الشجرات وهى تتحسر على حالها وما أوصله لها عنادها وغضبها حينها عادت شهد من العمل وحينما رأتها هكذا نسيت غضبها منها وركضت إليها بخوف : رحمه إنتى كويسه؟
فأجابتها بصوت بالكاد يُسمع : آه
– متأكده؟
نظرت لها بندم : إنتى ليه خايفه عليا بعد اللى قولته
فأجابتها بتلقائيه : طبعا إحنا اخوات وبنات عم رغم إنك قليلة الذوق وناقصه بس أنا اصيله ومفوتكيش فى ضيقه
ارتمت بين ذراعيها تبكى بشده :الحقينى ياشهد عز هيتجوز وجاى يقولى انهم هيجوزونى لواحد تانى
هتفت شهد بغيظ : الله أكبر أهو دا اللى كنت عامله حسابه طب اقعدى بقى خلينا نفكر
– هنفكر فى إيه ما هيا اطربقت غلى نفوخى
جذبتها بحده وأجلستها إلى جوارها ونظرت لها بضيق : أنا لحد الساعه دى مش مقتنعه إنتى يطلع منك دا كله
فأجابتها بتلقائيه : البركه فى كوثر الله يحرقها
رفعت حاجبيها بدهشه : إزاى ده؟!!!
– قبل ما بابا يقولى إن عز طلبنى كنت فى المطبخ وسمعتها بتحكى فى التليفون لأختها إن أبوكى أجبر عز يتجوزنى عشان فلوسى وبعدين لما أكون إدبست فى عيل ولا هو يعرف ياخد كل اللى حيلتى هيتجوز بنت أختها اللى هيتجنن وياخدها
هدرت بها بغيظ : إلاهى تتجننى إنتى وتروحى الموروستان بقى دا كلام حد يصدقه
– أعمل إيه اخوكى ساكت وفجأه يطلبنى وفى نفس اليوم وقبلها بمده كانت بنت أختها بتيجى كتير وتقعد كتير مع عز واللى نيلها أكتر إنه محاولش يفاتحنى الأول راح لبابا على طول كأنه بيتقدم لواحده غريبه مهنش عليه يبل ريقى بكلمه حلوه
أوضحت لها: عشان محوش كله لما تبقى على إسمه خايف عليكى من نفسه انتو فى بيت واحد والشيطان شاطر بس أنا كنت فكراكى اذكى من كده
قضبت جبينها بتساؤل :قصدك ايه؟
– ازاى تصدقى إن عز يعمل كده ولا يبص للقرده بنت أختها من قلة البنات ولا من حبه فى كوثر وعيلتها
– أهو اللى حصل بقى الغضب عمانى وادينى بدفع التمن كل حبايبى باعونى ومش طايقين شكلى وكوثر بتمسح بكرامتى الأرض كل شويه
زوت جانب فمها بغيظ : جربى ياختى شويه من اللى بشوفه عشان تتأدبى
إزداد بكاؤها: إتأدبت والله وتوبه أتنك على حد عمرى بس يسامحونى أنا كدا خسرت كل حاجه وعز راح خلاص
تنهدت بضيق : لأ مرحش روحى صالحيه وأتاسفيله وقوليله إنك بتحبيه قبل خراب مالطه
– طب وماما
– لآ ماما طيبه بكلمتين تكسبيها
– وبابا
– لأ دا بقى معرفش حكم العرق الصعيدى بتاعه طلع وبقى التفاهم معاه مستحيل بس بيتهيألي عز الوحيد اللى يقدر يصلحك عليه
إبتسمت بخجل : طب وانتى ؟
فسألتها بغباء : أنا إيه؟
– مسمحانى
أجابتها بمزاح : أعمل إيه قلبى رهيف يلا عفونا عنك وأهو كله بثوابه
احتضنتها بقوه: ياحبيبتى ياشهد إنتى أحسن أخت فى الدنيا
ربتت على ظهرها بحنو : عارفه ياختى بطلى شنهفه بقى غرقتيلى البلوزه
إبتعدت بحرج : هه هه ح هه حاضر
أخرجت منديلا من حافظتها وأعطته لها وهى تنظر لها بتقزز مصطنع : بطلى بربره بلاش قرف كده هتسدى نفسى عن الأكل وأنا راجعه ميته من الجوع قومى ناكل يلا
رأتها كوثر معها فإغتاظت فشهد ستجعلهم يعودوا لمحبة رحمه وتدليلها وتدمر مخطتها فذهبت تبحث لشهد عن مشكله : مالسه بدرى ياغندوره كنتى دايره فين يامفعصه
أجابتها بهدوء : أنا رجعت فى معادى وكنت قاعده مع رحمه هنا
– آه وأنا هبله بقى وصدقت
– لآ أبدا بس إنتى لمحتينى من شباك المطبخ أول ما جيت ومتابعانا ولما غلبتى ومعرفتيش تسمعى بنقول إيه جيتى تفركشى القعده وتنكدى علينا
رفعت وتيرة صوتها لتجذب إنتباه عزت : إنتى اتهبلتى بتراجعينى فى الكلام طب أنا هقول لأبوكى يجى يشوفله صرفه معاكى
وقفت بهدوء وأمسكت يد رحمه تحثها على النهوض : يلا يا رحمه حكم الهوا هنا يخنق
دلفت إلى الداخل وتركتاها تضرب الأرض غيظا وما جعلها تحترق أكثر حينما وجدت عزت قريب وينظر لها بإحتقار ثم إبتعد ولم تستطع جعله يثور على شهد
_____________
تفاجئ عز بهديه تخبره بوجود فتاه تسأل عنه تدعى شيرين فزفر بضيق وذهب للقائها : يعنى عملتى اللى ف دماغك برضو
أجابته بسخريه : لأ أستنى لما يتجوز ويخلف وأحضر سبوع إبنه
حازل إيضاح الأمر لها : يابنتى إفهمى بنقول بيتنيل يحبك بس الصبر يخلص من مشاكله مع أمه واخواله وعمامه ويفوقلك مش كده ياشيرين دا كرم ف دوامه عشان يتجوزك
أصرت على رأيها وكأنها لم تكن تستمع له : مليش فيه يجى يخطبنى وبعدها يحل مشاكله كل مايجى عريس أعمل مشكله مع بابا عشان أسباب رفضى مش مقنعه وحظى المهبب أول ما كرم قالى أصبرى العرسان وقفولى طابور
علمت ساميه من هديه بوجود فتاه تسال عن عز فذهبت لترى من تكون تلك الفتاه فوجدتها شابه جميله تحمل ملامح فاتنه وبسمه عذبه حيث قدمه لها عز : دى شيرين يا أمى اللى كنت كلمتك عنها سابق
قضبت ساميه جبينها بتذكر فمال عليها عز هامسا : حبيبة كرم
فتهلل وجه ساميه بسعاده فكرم بمثابة إبنٍ ثانى لها بينما رمقته شيرين بغضب فهيا تمقت هذا الإسم فإنتبه عز : آه آسف قصدى شيرى
تعجبت ساميه : وه هيا بإسمين ولا إيييه
إبتسم عز وهو لايدرى بما يجيبها : متركزبش يا أمى بقى
ساميه : الجصد نورتينا يابتى
أجابتها سيرين بإبتسامه هادئه : منوره بيكم ياحاجه
لمعت عيناها بالتمنى : يسمع من بوجك ربنا يابتى ياااه دا أنى منى عينى أحج
ربت على كتفها عز بحنو : إن شاء الله هطلعك يا أمى
إبتسمت بهدوء : من غير بوك ياولدى الفرحه معتكملش وهو معيرضاش إنك تدفعلى وهو موجود ولا العجربه عتخليه يطلعنى
زفر بضيق بينما أحست شيرين بسواد جو من الحزن الممتزج بالحسره فأرادت أن تلطف الأجواء : بس أنا أسمع إن الصعايده أهل كرم ومضيافين
نظرت لها ساميه بوجهها البشوشه : اومال بابتى إنتى ضيفتنا وتتشالى عالراس
إبتلعت ريقها ولمعت عيناها بفرحه : كده طب أنا نفسى فى فطير عز دايما بيغيظنى إنك بتعمليله أحلى فطير وأنا عمرى ما جربته
– بس إكده من عينيا الجوز
– يسلمو عينيكى
– معوزاش حاجه تانيه
إعترض عز : لأ بقولك إيه متطمعيهاش أكتر من كده لتبيعنا هدومنا عشان طفاستها
نهرته والدته : به عيب يا عز يا ولدى دى ضيفتنا
عز : كده طب حضريلها تطفح
ساميه😮 : وه
ظنت أن شيرين ستغضب ولكنها تفاجأت بها تعقب بمرح : لأ عادى هو لسانه بينقط سم على طول وأنا خلاص اتعودت
رمقها بضيق : والنبى ما تعشيلنا دور المظلومه
شيرين : شايفه ياحاجه طريقته
وضعت يدها على وجهها تخفيه وهيا تمثل الحزن بينما إتلفت بوجهها من خلف يديها لتخرج لسانها له لتكيده فنهرها بخفه : بس يا تافهه
غضبت ساميه : عز
فأوضح لها : يا أمى دى بتمثل البُكى وتخرجلى لسانها
ضحكت شيرين بقوه بينما إبتسمت لها ساميه : والله فكرتك زعلتى صوح
شيرين : أزعل من عز مستحيل إبنك دا سكر مع إن لسانه عاوز الحش
إعترضت ساميه : حش!! الشر بره وبعيد
مالت إليه شيرين بإبتسامه وتحدثت بصوت هامس : أمك طيبوه أوى
أجابها بنفس الهمس : وإنتى عاوزه تتعلقى من شعرك وإنخفى من هنا قبل ما كرم يعرف و يجى وتبقى وقعتك هباب
زوت جانب فمها بسخريه : ليه هيمسح وشى بقعر الحلل
– ياخفه
– ياسماجه
– ياغتاته
– إمشى يابت
ركضت تضحك وهو خلفها فإصطدمت بوالده : أنا أسفه جدا
نظر لها بوجه متجهم متعجبا من هذه الغريبه التى تمرح بمنزله ولا بعلم من هى وتفاجئ بعز يركض خلفها فسأله عنها حينها أجابته ساميه التى أتت خلفهما : دى زميلته
إبتسم لها بهدوم : يامرحب يامرحب نورتى دارنا إكرميها ياساميه لجل خاطر عز
ثم تركهما وغادر وتبعته ساميه بينما سألت شيرين بتعجب : واد ياعز هو دا أبوك بجد
أجابها بضيق : أيوه يازفته
– طب مالراجل فل وعال العال أهوه أومال محسسنى ليه انه أبو لهب
– كان كده والله بس إتحول النهارده الصبح
– ليه ركبه عفريت
– يركبك قرد يامتخلفه دا أبويا
– يوووه دماغنا بقولك هو كرم قريبكم
– لأ صاحبى
عضت على شفاهها بخجل : طب ممكن اسألك سؤال
رفع حاجبه بإستغراب : ومن إمتى الأدب ده إسألى ياستى
تغاضت عن تلميحاته لتصل إلى الحقيقه : هو كرم لسه بيحبنى وعاوز يتجوزنى ولا فى واحده تانيه
تنهد بيأس منها : يابنتى كرم ملوش ف العك ومحبش غيرك ولولا الصدفه مكنش كلمك أصلا ولا نسيتى
تحمحمت بحرج بينما تابع : تحبى أفكرك لما كنتى عاوزه مساعده ف مشروع تخرجك وهو اللى ساعدك ولولا إنك أخت صاحبى وزى شهد عندى بالظبط مكنش وافق من أصله هو أصلا بيتعامل مع صنف الحريم بحساب إحنا مهما روحنا ولا جينا صعايده يعنى عيبه كبيره لو إتكلم مع واحده غريبه فمبالك لو حبها ولا إتهبل ومسك إيديها
تنهدت بإرتياح وأمسكت يداه وهيا تبتسم بمرح : طب أهوه خليهم يطخونا بقى ونموت شهداء مسك الأيادى ههههههههههه
ترك يديها وهو يضحك على طفولتها: مجنونه إنتى مجنونه رسمى الظاهر أمى نسيت العقل فى دعوتها
قضبت جبينها بتعجب فتابع موضحا : كانت بتدعيلى يرزقنى ربنا باصحاب ولاد حلال ونسيت تدعى يكونو عاقلين يا مهفوفه
– غريبه أوى الدعوه دى عمرى ما سمعت حد يدعى للاصحاب
– لا ماما بتقول ميتلفش امل الواحد إلا صاحبه
– عندها حق المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
كانتا يشاهدانهما بصدمه من بعيد فلم يعهدا عز بهذا المرح من قبل ومع فتاه فى منزله فإبتلعت رحمه غصتها وهى تنظر إلى شهد : مين دى؟
– بتسألينى أنا؟!!
– اومال اسأل مين مش إنتى أخته برضو
– آه بس مهو على يدك أهوه أنا مش لسه داخله معاكى على عالعموم قال ياخبر النهارده بفلوس بعد ثانيتين هيبقى ببلاش
لاحظ وجود رحمه تسلط عيناها على شيرين بوجه غاضب فإبتسم بخبث حينما لمعت فكرةً ما بعقله فإقترب منهما ومعه شيرين : إيه دا كله الدكتوره شهد والفنانه العظيمه رحمه فى بيتنا
لم تهتم لكونه يمزح معها على غير عادته هذه الفتره ولم تشعر بنفسها وهى تهتف به بغضب مشيره إلى شيرين : مين دى؟
أجابها بمكر : واحده صاحبتى
إزداد إنفعالها : ومن امتى بتصاحب بنات
حاول أن يُخفى فرحته بغيرتها وتيقن أن هناك سبب متخلف كعقلها دفعها لرفضه والغضب منه وإهانة الجميع : عادى يا رحمه ثم أنا مش فاهم إيه اللى مضايقك
إبتلعت ريقها بحرج : وهضايق ليه يا بشمهندس براحتك
نظر إلى شهد فيبدو أنهما تصالحتا : وانتى يا شهد مش عاوزه تقولى حاجه
أجابته بتعب : لآ أنا رجلى وجعانى وعاوزه أطلع انااااام
إبتسمت لها شيرين : شكلك مجهده أوى ممكن أساعدك
أجابتها بسخريه : آه سخنيلى ميه دافيه أحط رجلى فيها
نهرها عز بغضب : شهد إتلمى دى ضيفتى
أوضحت قائله : مهيا اللى بتستهبل هتساعدنى ازاى
شيرين : صدقينى لو فعلا هترتاحى مستعده اسخنلك ميه
إستنكر عز الأمر وإنفعل بغضب ناظرا إلى شهد ورحمه : أنا اللى دماغى سخنت ونارها هتولع فيكم انتو الجوز يلا غورو من هنا
هممن بالمغادره ولكنه أمسك بيد شيرين وجذبها للخلف : على فين إنتى ضيفه ملكيش دعوه بحد ولا بحاجة خالص
إلتفتت رحمه لترى ذلك فإشتعلت غيرتها أكثر وأكثر بينما إبتسم عز لشيرين : يلا بينا
تساىلت بتعجب : على فين؟!!
– الجنينه
– ليه؟!
– همرجحك
ضحكت بقوه وخرجت بصحبته حيث أجلسها فى المرجوحه وبدأ بتحريكها فسألته بقلق : تفتكر لما كرم يعرف هيعمل إيه
أدرك مقصدها فهى ليست ببلهاء فقد علمت أنه قرر إستخدامها لإشعال غيرة رحمه منذ أن قدمها لهما وقد يستغل الأمر لجعل كرم يتخذ قراراً حازماً بما يخص عائلته لكى لا تضيع منه شيرين فتنهد بضيق وأجابها بتلقائيه : هيولع فيا بس مش مهم المهم انقذه من غباء أمه
زفرت بضيق : نفسى أفهم كرهانى ليه وهيا مشافتنيش أصلا
– هيا مش كارهاكى شخصيا هيا مش عاوزاه يتجوز غير من اختيارها وتكون من البلد
– إيه الحكمه فى كده يعنى
– الحكمه إن اللى بتتجوز من البلد يوم ما تطلع من دار جوزها يبقى عالقبر يعنى لو حماتها ولعت فيها مش هتعترض وأم كرم عاوزه واحده تطلع فيها العقد اللى طلعتها فيها حماتها ومش مهم ابنها المهم تعمل كبيره الدار وتعيش الفيلم
تسائلت بضيق : ما كرم له إخوات تانيين اشمعنى هو ولا عشان جدع وحنين
أجابها بسخريه : ياحنينه لأ ياختى إخواته شاربين المرار منها سواء بنات ولا ولاد واللى بتتجوز من بناتها ما بتصدق تخلع منها لو جوزها دبحها هيبقى ارحملها من عيشتها مع امها
– وباباهم فين على حد علمى عايش لسه
– ابوه متجوزها أصلا تخليص ذنوب
رفعت حاجبيها بدهشه : بتهزر!!
– كان بين العيلتين تار وعشان يوقفو سيل الدم اختاروا النسب كبديل ووقع الاختيار على ابوه وهيا كانت عيله مغروره وفاشله وحماتها مبتحبش المياعه ربتها من جديد وبعد ما ماتت طلعت القديم والجديد على جتت جوزها لحد ما طفش وراح اتجوز واحده تانيه فى دار تانيه وسابها تولع وبيبعتلها مصروفها أول الشهر
تسائلت بتعجب : وعياله مبيوحشوهوش؟!!
– بيوحشوه ومراته التانيه ست ذوق جدا وبتحبهم بس ام كرم غلاويه وبتمنعهم عنه ومربياهم عالخوف وهو مش عاوز مشاكل معاها لان لسانها فالت وقليله الربايه مستعده تطلع عليه بلاوى هو ومراته وتفضحهم فى الكفر وهنا
إبتلعت شيرين ريقها بقلق : دا إيه الست دى طب أنا عتعامل معاها ازاى
أجابها بجديه : مهو دا مربط الفرس لو كرم اتمسك بيكى وطلع من تحت ايديها خلاص انسى انها تطولك
– طب ما نروح لباباه يساعدنا
– ولا هيعمل حاجه دا لو عريس راح طلب إيد بنته منه بتولع الدنيا وترفضه ولو مين ما كان اللى عاوز يخطب يبعت أمه لها
إتسعت عيناها بخوف : إيه ده معقول الست دى دى فظيعه
إبتسم عز وأجابها ليطمئنها : متخافيش أنا وكرم معاكى
بادلته الإبتسامه بينما كانت رحمه تتابعهما من شرفة غرفتها بقلب يقطر حسره
(((((((*****))))))))
تحسنت الحياه بين فرح وياسين شيئا فشيئا لكنه كان حذرا ولم يحاول الإقتراب أكثر فقد أراد أن يعطيها وقتا كافيا للنسيان ويكفيه أنها لازالت بجواره
ومر الوقت سريعا حتى أتى يوم جاسر وشهد ورغم أنها لم تتم شفاءها إلا أنها كانت تختطف الأنفاس
كانت فى قمة سعادتها وخجلها من نظراته التى لم تفارقها لحظه منذ نزلت رآها وكم تمنى لو كانت بكامل صحتها لتمم الزواج الآن
بينما كان ياسين يتابعهما ويرى نظرات فرح الحزينه نحوهما وإحترق قلبه حزنا فهو يرى كم هو غبى أضاع حبا لن يعوضه
كان يشاهد فرحتهما وعشقهما الجارف وتمنى لو كانت علاقته معها مثلهما وبعد أن تم عقد القران إبتعد فى آخر الحديقه بعيدا عن الجميع وإستلقى على ظهره ناظراً للسماء نادما
فى حين كانت فرح تتمنى لو يحاول من جدبد فقد اشتاقت له رغم قسوته فمنذ عودتها وهو يخشى الإقتراب منها
بحثت بعينيها عنه ولم تجده فإبتعدت عن الجميع لتبحث عنه فى باقى الحديقه حتى وجدته فنامت لجواره بهدوء دون كلام
صُدِم برؤيتها بجواره ولكنه لم يجد أى تعليق فعاد ينظر للسماء فوجدها تقترب أكثر وسحبت ذراعه وإلتفت بها فأصبحت فى حضنه وهو يكاد يصرخ فهو مشتاق لها حد الجنون
تعالت أنفاسه المتثاقله وهو يستنشق عبيرها وتضرب بعنقه أنفاسها الدافئه
إنتفض جالسا فهو لم يعد يتحمل : كفايه أرجوكى
تعجبت من ردة فعله : أنا عملت إيه؟!!!
نظر لها بأسى : كل دا ومعملتيش إنتى مش عارفه قربك دا بيعمل فيا إيه
أجابته بهمس : إيه
نظر لعينيها محتضنا وجهها بين كفيه وهو يبحث عن رد مناسب فلم يجد أبلغ من الفعل بدلا من الكلام وهو يقترب ويقترب حتى قاطعتهم تللك اللعينه فزفر بغيظ : استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم خير يا مرات عمى
نظرت لهما بغضب : حضرلك الخير ياولدى بس ميصوحش تتعروا فى الخلا إكده
هتف بذهول : 😲نتعرى؟!!
ثم زفر بحده وتحدث بهدوء على عكس النيران التى تتأجج بداخله :سلامة الشوف يا مرات عمى ما إحنا بكامل لبسنا أهوه
زوت جانب فمها بغيظ : وأنا هستنى لما تفضحونا
صاحت فرح فى وجهها بغضب : تتفضحى فى ميدان قولى إن شاء الله
ثم تركتها وعادت إلى الداخل وتبعها ياسين وتركا تلك الشمطاء تقضم شفاها غيظاً وتنظر حولها تبحث عن أم الخير لتسألها : جرى إيه البت الغازيه لساتها مجاتش ليه
أجابتها ببسمه زائفه : زمانتها جايه دلوكيت
أومأت بصمت وذهبت إلى حيث الجميع بيننا بصقت أم الخير على الأرض وهى تنظر فى إثرها بمقت
بعد أن تم عقد القران أراد جاسر أخذ شهد للخارج فوافق والدها شرط أن يأخذ معها أخاها حتى ولو كان سيصطحب ياسين وفرح فتمسكت شهد بأن تأخذ رحمه أيضا ووافق جاسر بترحاب فهكذا سينشغل كل منهم بمعشوقته ويستطيع التحدث إلى شهد بحريه فنظرات عز لرحمه كشفت له الأمر وحين حاول عز إدخال شيرين فى الأمر لإغاظة رحمه نصحته شيرين بألا يفعل فهذه مناسبه جميله لا يجب إفسادها وفرصه رائعه ليخرج برفقة رحمه فصمت وذهبو معهم لكن عظيمه أصرت أن يذهب للمنزل أولا فإذا كان الغداء فى منزل أل الشهاوى سيكون العشاء فى منزلهم فهم أهل كرم لا يقلون عنهم كذلك هى فرصه لترى شهد الجناح الذى ستتزوج به لتستطيع إختيار جهاز مناسبا وتخبرهم لو لم يعجبها شيئا وأرادت تغييره فوافق والدها ورغم عدم إرتياح جاسر لإقتراحها إلا أنه وافق فمهما كان ما تدبره لن يسمح لها بإفسطاد زيجته
كان الجميع يجلس حول مائده الطعام حين دلفت تحت ذهول الجميع واقتربت منه بدلال ثم تحدثت بصوت مسموع للجميع : اتوحشتنى جوى جوى ياسى ياسين
كان يتناول الطعام فتوقف مصدوما مما حدث أما جاسر فكان يوارى وجهه بكفه بينما نظرت له شهد بضيق : مين دى يا جاسر
أجابها بهدوء مزيف : هيا مش قالت يا ياسين
– آه
– خلاص بتسألينى أنا ليه أهو قودامك أهوه
فنظرت شهد إلى ياسين : مين دى يا ياسين
– هه أأ أنا
كان ينظر لفرح وهو لا يدرى ماذا يقول اما هيا فكانت تنظر له بتقرب لردة فعله هل هو برئ من تلك الواقفه بجواره أم مذنب فقد كان قلبها يبكى خوفا
ثم نظر ياسين لها بغضب : إنتى بتهببى إيه هنا
أجابته بضيق : جرى إيه مجابلتك المره دى عفشه ليه
حاول جاسر الإبتعاد فنظر إلى شهد : يلا ياشهد هنتأخر على الخروجه اللى وعدتك بيها
فإعترض ياسين بغيظ وهو يطرق بكفه بحده على المائده : اترزع هنا متسبنيش لوحدى
زفر جاسر بضيق : وأنا مالى أنا قولتلك من الأول الأشكال دى مبيجيش من وراها إلا الخراب
تذمرت الفتاه بدلال : وه بجى إجده ياسى جاسر وأنى اللى بجول عليك زين الناس
إلتعمت عينا جاسر بالغضب : بت إنتى أنا كام مره أقولك متتكلميش معايا
– أباااى عليك معتلينش أبدا
ثم نظرت إلى شهد : هيا دى بجى مرتك زينه
جاسر : عارف
دارت بعينيها فى الحضور ولاحظت نظرات فرح لها : اومال مرت سى ياسين فين تكونش الشابه دى
أشارت إلى فرح بينما سألها جاسر بشك : ولما إنتى عارفه انو اتجوز جايه ليه
أجابته بدلال : اتوحشته
فرمقها جاسر بإحتقار : إنتى بجحه أوى
وأخيرا وقد خرج صوت فرح : مين دى يا ياسين
لم يسعفه الكلمات لكن الجد أجاب بغضب : تبجى عمله الاسود
لم يحتمل عز الصمت أكثر من ذلك فهتف بضيق : متفهمونا ياخلايق مين دى
فأجابته عظيمه بخبث : دى عشيجه ياسين اللى فى البلد
هتفت شهد بصدمه 😲 : مييين؟!!!
بينما ألجمت الصدمه الجميع ثم تحولت رؤسهم إلى فرح بترقب ولكنها عكس كل التوقعات تحدثت بهدوء يوحى بعدم الإهتمام بينما يحترق قلبها حزنا لخيانته : وهو مش الحاجات دى حرام يا أستاذ ياسين ولا أنا بيتهيألى
فإعترضت الفتاه : له أنى مجربش الحرام واصل
– اومال علاقتك بيه دى إيه
– حلال مش مرته

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى