روايات

رواية المتيم الفصل السادس 6 بقلم سلمى سعيد

رواية المتيم الفصل السادس 6 بقلم سلمى سعيد

رواية المتيم الجزء السادس

رواية المتيم البارت السادس

رواية المتيم الحلقة السادسة

لا تحكم على قلب لا تعلم ما يوجد بين طياته ، كثيرا من القلوب قد ر مشقة ولم ترى الحب والحنان يوماً ، وقلوب وجدت الحنان دائما ولكن كانت دائما تائهة ، كثيرا يرو العشق نعمة بينما يجدها الملتعون بالعشق نقمة ، تشعل جمرة قلوبهم بقسوة دون هوادة..
امام المسبح ، بين اضلعه يضمها اليه بعنف وقوة ، وقد تملكه الهلع لاول مرة بحياته ، وهي ترتجف بين زراعيه هكذا تلتقط انفاسها بصعوبه وعنف متمسكة بقميصه بينما هو يربت على ظهرها بقلقً بالغ
تحدث أخيراً بعدما جمع رباط جأشه مردفاً برجاء:
ـ ” حواء” بصيلي ، طمنيني عليكي
متمسكه به بخوف شديد و جسد يرتجف بشدة ، مخبئه وجهها بصدره مغلقه جفونها بعنف
كرر حديثه وهو يقبل راسها للمرة التي لا حصر لها ، وهو يباعد خصلاتها النارية الطويلة للخلف
اخيرا وبعد صمت دام دقائق مرو على قلبه مثل الدهر ، رفعت بصرها تنظر له بعين زرقاء قاتمة و وجه قاتم بالاحمرار ، وشفاه ترتجف
تشبثت عيناه فوق شفتيها دون ارادة منه ، ارتجافها هكذا و حمرتها يحثونه على تقبيلها عنوة عن نفسه التي يلجمها عنها
فأن كان الامر له ، يريد الانقضاض على شفتيها مقبلها دون هوادة او رحمة ،فهي لم ترحم قلبه المجنون بها ،لماذ يرحم هو شفتاها
بينما بداخل عيناه كانت تنظر له ، لترا بوضوح لهفت عيناه عليها ، ليخفق قلبها بعنف وانفاسها المسلوبة قد حبستها بصدرها
وضع كف يده على وجنتها قائلاً بلهفة وهو يتفرس ملامحها:
ـ خدي نفسِك واهدي ، انتِ كويسه

 

 

اومأت له ببطء بينما ظلت صامته تنظر له فقط ، ليداعب وجنتها بكف يده مبتسم لها بخفوت ليجدها تبتسم له ايضا
نهض وهو يحملها بين ذراعيه يسير بها للغرفة ، لتتعلق هي بعنقه وعيناهم مازلت متشابكة مع بعضهم بعضاً يحاول كل منهما ان يستشف ما بأعين الآخر من مشاعر عاصفة تعصف بهم معاً
ولكن ماذا تقول هي ، هل تقول ان هناك مجنون جعلها تتعلق بعينه العابثة بوجدانها منذ ان رأته
تلقبه بالمجنون لأنه وقع بعشقها منذ الوهلة الاولى ، اذا بماذا تلقب نفسها ، هل يبعثر قلب احدا احد اخر هكذا..
توقف بمنتصف الغرفة وهو يحملها ، قائلا بنبرة خافته مردفاً:
ـ لازم تغيري الفستان دا عشان متبرديش
اومأت له مرة اخري دون تعليق مما جعله يبتسم لها بوسامه شديدة وعشق ، تلك الصغيرة تبدو في حالة تيه شديدة للغاية
ايقظها منها وهو يقبل وجنتها ، لتنتفض هي من بين ذراعيه وقد عاد لها عقلها ، ما ان لامست قدماها الارض حتى سقطت أرضاً من شدة ثقل الفستان وقد سقطت خصلاتها على وجهها
انحني آدم أمامها بلهفة مردفاً:
ـ انتِ كويسة
بعفويه و حنق من ثقل الفستان رفعت خصلاتها و هي تنظر بوجه عابس مردفة :
ـ الفستان تقيل اوي مش قادرة اشيله ، مين الغبي اللي اختاره
أخذ يرتب لها خصلاتها للخلف قائلا بمزاح :
ـ مش عارف مين الغبي اللي اختاره الحقيقة ،هو مين اختاره
ـ انا
نطقتها وهي تعض شفتها بخجل وتنظر بجميع الاتجاهات بطفوله
ابتسم لها بأتساع من علامات المراوغة على وجهها هكذا ليتحدث اخيرا مردفا بقلق :
ـ طب انت ممكن تلبسي حاجة من عندي عشان كده هتبردي
نهض ثم دنا منها حاملا اياها سريعاً لتشهق هي بخفوت وخجل ، لتجده يسير بها لغرفة الملابس مجلساً اياها على الطاوله الزجاجيه ، مبتعدا عنها انشاء واحداً
بخفوت تحدث لجوار اذنها بانفاساً باردة جعلت قشعريرة تسري بجسدها لتعض شفتاها خجلا :
ـ اختاري اللي يعجبك والبسيه ، انا مستنيكي برا

 

 

ثم اختفى من امامها سريعاً ، مغلقاً باب الغرفة لتظل هي جالسه مكانها هكذا كالطفلة التائهة لاتعلم ما عليها فعله
يقفن امام باب غرفته ثلاثتهم ، سيرين و شيرين و فاتن
يشجعون بعضهم بعضا على طرق الباب ولكن لا يأبي أحد
تنهدت سيرين بضيق مردفه بخفوت :
ـ انجزو حد يخبط الجو برد اوي ، هنفضل واقفين كده في الطل
عضت شيرين اصبعها وهي تنظر لهم بقلق مردفه :
ـ ما بلاش يا جماعة ،انا خايفة ومش مطمنه ابدا ، انتو مشفتوش حالة آدم كانت عامله ازاي ، اكيد لو خبطنا مش هيفتح
لتردف سيرين مشجعة اياها :
ـ و ميفتحش ليه اختوا وخالته بيخبطوا عليه اكيد هيفتح ، يا جماعة احنا لازم ندخل ونشوف عمل ايه في البنت اللي جوا دي
لتردف شيرين قائلا بحيرة:
ـ هيكون عملها ايه يعني ، آدم مستحيل يازي حد يا سيرين حرام عليكي ،ولا ايه رايك يا خالتو
نظرت شيرين لخالتها التي تستند على الحائط مستندا عليه مثل المراهقات وترسل شئ لاحد ما ، ولا تكترث لحديث الاخريات
لتنهرها سيرين مردفه بخفوت :
ـ فاتن انتِ بتعملي ايه
لتقول فاتن وهي مازالت تنظر بالهاتف مردفه بغنج :
ـ باتشات مع الحج عكوة
لتشهق شيرين بخفوت مردفه بغضب :
ـ كده يا خالتو ، انتِ لسه بتكلمي الراجل التالف دا
لتنظر لها سيرين قائلا باستنكار ودهشه:
ـ هو مين عكوة دا اللي بتتشات معاه
لتتحدث شيرين وهي تلوي شفتيها بضيق قائلا:
ـ دا الجزار اللي تحت البيت عندنا
اغلقت الهاتف وهي تنظر لهم متنهدة بهيام لتتحدث سيرين قائلا بيأس :
ـ اقسم بالله انا محد هيجيب اجلي غيرك يا فاتن ، شوفي احنا في ايه وانتي في ايه
نظرت لها فاتن بطرف عيناها قبل ان تقول بثقة وهي تطرق الباب:
ـ اسكتي انتِ يا حقودة دا حتي من كتر حقدك شعرك ابيض ، اكمن عشان انا لقيت نصي التاني وانتِ لسه.. بتنتقديني
استغرب ادم كثيرا من يكون الطارق ، ليفتح الباب ليجد الثلاثة امامه ،ينظرون له من أعلى رأسه لا غمس قدميه المبتل ،لتمصمص فاتن شفتها قائلا باستنكار:
ـ هو دا اللي بقعد اقول عليه يعدي البحر ولا يتبلش ، ايه اللي مغرقك كده يا ادم ،هي بتمطر في اوضتك ولا ايه
تحدث آدم بجفاء قائلا :
ـ خير،يا جماعة في حاجة ولا ايه
حاولت سيرين تنظر لداخل الغرفة ولكن ، جسد ادم الفارع منعها ، ليعيد آدم حديثه بضيق وهو يقول:
ـ في ايه يا جماعة ، عايزين حاجة

 

 

لم يأتيه اجابه بل أخذوا ينظرون اللي بعضهم بعضاً باستنكار لا يعلم احدا منهم ماذا يقول
بينما كانت تلك الصغيرة وبعد عناء لعدة دقائق ، أسقطت ذلك الفستان عن جسدها اخيرا
لتلتقط سريعاً وجسدها يرتجف من البرودة ، كنزة صيفيه بيضاء و أخذت شورت قصير ترتديه
نظرت لنفسها بالمرآة لتشهق بذهول وهي ترى ، فتحة الصدر المبالغ بها تلك بينما كانت قابضة على ذلك الشورت الواسع للغاية
بحنق و بتلقائية خرجت من غرفة الملابس باحثه عن آدم ، وهي تقبض على مقدمه الكنزة و الشورت
كانوا يتحدثون بأشياء غريبة لم يفهمها ادم كثيرا ، ليتحدث ببعض الغضب مردفا :
ـ طب لو سمحتوا ممكن كل واحدة ترجع اوضتها ، انتوا عاملين تقولوا اي كلام
كاد.سيرين تتحدث ولكن اوقفها ذلك الصوت الرقيق من خلف آدم ، الذي التف على صدحه الجميع من بينهم ادم
ليجد امامه ، بل امامهم تلك الصغيرة المخطوفه تقول بصوت رقيق حائر :
ـ طب انا هفضل كده ، هدومك وسعه اوي كده هتقع
كان الجميع ينظر لها بأعين مشدوهة وهم يتأملون تلك الكنزة الكبيرة عليها للغاية و والشورت الطويل والواسع
ناظرين لشعرها الأحمر الناري الطويل بذهول شديد ، بينما اخذو يتأملون وجهها بأعين جاحظة دون تصديق
__________________
في صباح يوم جديد
كان يقف على نقيض الأمس بكل نشاط وحيوية ، يثبت الكاميرا الخاصة به ليقوم بعمل فيديو جديد
يرتدي ملابس رياضيه باللون الازرق بلون عيناه والرمادي،وأن شئ لم يكن يجلس هو ويقوم بتصوير فيديو بشرفة الجناح الخاص به
تحدث بما يحمل من قوة وثبات وثقة أمام تلك الكاميرا ما ان اضاءت مردفا :
ـ انا عايز اتكلم عن حادثة الفرح بتاعى ، وطبعا كلكم عارفين ايه اللي حصل ، بس للاسف اللي انتوا سمعتوه دا مش الحقيقه ،الحقيقة ان انا بقالي سنين عايش في كدبه كبيرة اوي و كانت بيان الجندي هي بطلتها ، وانا الضحيه فيها ، انا وعروستي متخطفتش ،انا وعروستي هربت من الفرح بإرادتها الحرة !!!

 

 

قام بنشر الفيديو الخاص به ، وهو يشعر بالانتشاء قليلا لأخذ ثأر قلبه
مثل الاعصار اقتحم رأفت الغرفة ، وصوته يسبقه مناديا على ابنه بصوت لا يبشر بالخير أبدا
نهض هشام من جلسته ليقف مقابل ولده مردفا بجدية:
ـ خير يا بابا في ايه
لم يشعر،لا بتلك الصفعه التي دوت بأرجاء الغرفة ، لينظر لوالده بصدمه ليهدر به رأفت قائلا :
ـ انت لو مقرر تخرب بيتي مش هتعمل معايا كده ،الله يخرب بيتك
قطب هشام حاجبيه مردفا باستنكار:
ـ في ايه يا بابا
جلس رأفت على المقعد بتعب مردفا :
_ في ايه ، انت عارف انا خسرت كام من ساعة يوم الفرح المشؤوم دا ،انا بيتي بيتخرب ، وانت هنا قاعد تعملي فديوهات ، وبعدين انت عارف لو سليم شاف الفيديو دا هيحصل ايه
جلس هشام قابلته قائلا بلا مبالاة :
ـ يحصل اللي يحصل ، هو انا اللي هربت ولا بيان ، اللي محدش عارف لها طريق
بينما كان يجلس سليم ولورا بمكتب سليم بالمنزل ، ترى لورا كاميرات الطريق ، وسليم يقرأ لائحة المدعوين
منك بين علي الأوراق و التسجيلات دون ان يرفع أحدهم طرف عيناه حتي

 

 

لا يريد اي منهم ان يتوقف حتى يجدو ابنتهم ، وبينما هم يعملون هنا
يوجد بالخارج ببهو الفيلا الكبيرة ، فريق كامل من المحققين يعملون باحثين عن تلك الصغيرة الضائعة ابنة رب عملهم
صدح هاتف لورا ،لتجيب دون ان ترى من المتصل فاتحة مكبر الصوت ، ليأتيها صوت احد صديقاتها تقول سريعاً :
ـ الحقي يا لوار مصر كلها بتقول ان بيان هربت متخطفتش

“الحب لا يجمع المتشابهين، الحب يجمع المختلفين دائمًا، كاثنين بينهما فارق في العمر ، أو أحدهم يعشق الاهتمام وآخر يحتويه البرود، أو قد تغير نفسك من أجل شخص بينما هو لا يغير ساكنًا، اثنين أحدهما له ماضٍ والآخر يحب لأول مرة .”
_____________
تنهيدة حارة صدرت من قلبه وهو يشاهدها نائمة بتلك العشوئيه على فراشه ، تحتضن الوسادة ونائمة بعرض الفراش
اقترب جالساً على حافة الفراش ، يرتب خصلاتها النارية ، دنا منها مستنشق رائحة خصلاتها ، ليتذكر امس وسعادته الغامرة وهو يجفف لها خصلاتها
(بالامــــس)
كان الجميع يقفوا مشدهوين ، واكثرهم شيرين وفاتن الذي يشرف عليهم هذا الجمال لاول مرة ، عكس سيرين الذي رأت بيان سابقاً
بغضب هرول ادم باتجاهها ، منتشلها من خصرها دالفا بها الي غرفة الملابس ، دافعا جسدها بخفه الي الحائط
وقبل ان تنطق بأي حرف وجدته يحدق بها بغضب وبصوت حانق امر ادرف:
ـ اياكي تخرجي من هنا الا لما ارجعلك
تنظرت له بيان باستغراب شديد ، وقبل ان تبدي رفضها وجدته قد تركها و خرج من غرفة الملابس غالباً الباب خلفه
نظرت الباب بأستنكار مردفه :
ـ طب انا عملت ايه دلوقتي

 

 

خرج ادم امام الثلاث نساء ، و هو يحك مواخرة راسه بغضب ، وقغ امامهم وتحدث بضيق :
ـ انا ممكن اعرف انتوا عايزين ايه في ساعة زي دي ، وانتِ يا شيرين هانم بتعملي ايه برا اوضتك دلوقتي
ارتبكت شيرين كثيرا خاصتا من نبرة اخاها الحازمة ، لتتحدث فاتن بدلا عنها قائلا :
ـ جرا ايه يا واد هو انا خيال مأته هنا ، ما انا معاها اهو
تدخلت سيرين قائلا باستغراب و مراوغة:
ـ انا شايفة يا ادم ان بيان اخدت على المكان بسرعة لدرجة انها تلبس هدومك وترحرح
اومأء ادم لهم مردفا بنفاز صبر:
ـ طب يا جماعة انا كدهزفهمت انتوا جاين ليه ، عشان كده انا خطر اقفل الباب دلوقتي لأني مش فاضي للرغي دا..تصبحوا على خير
انهي حديثه واغلق الباب بقوة ليرتدوا ثلاثتهم للخلف معاً ، بينما هو عاد سريعاً لتلك الصغيرة بغرفة الملابس
ما ان فتح الباب حتي وجد اعصار صغير في انتظاره ، من التلك التي هجمت عليه فجاة بكلمات الازعة الغاضبة منه بشدة مردفة:
ـ اسمع يا مجنون انت ، خطفتني وسكت ، وقعت في حمام السباحة بسببك وسكت ، انما كل شويه تشملني زي العروسه اللعبة وتجبني شمال ويمين دا مش مقبول خالص
اقترب ادم منها محاولا لمسها ولكنها عادت للخلف بوجه حانق غاضب مردفه :
ـ اوعي بقي يا مجنون انت اوعي تلمسني تاني انت فاهم
تحدث ادم وهو يقترب منها للغايه شترفا عليها بجسده القوي الطويل مردفاً بهدوء وهو يطالع عيناها :
ـ معلش يا حواء ،بس مقدرتش استحمل يشفوكي كده
كان يطالعها بنظرات شغوفه للغايه ، بينما هناك صراع بين عقله وقلبه بين ان ينتشلها باحضانه مقبلا ايها بشغف كاد يقتله خاصتاً وهو يراها هكذا وترقوتها بارزتين من تلك الكنزة تظهر بياض مختلط مع احمرار بشرتها بشكل اشعل قلبه ، بينما عقله ينهره بشدة محذرا اياه بعنف من اي اقتراب من تلك الصغيرة سوف يخسرها نهائيا ،ثم انه لم ينسي حديثها حول انه اختطفها لانها جميلة فقط
اخفضت راسها بخجل وهي تعض شفتيها بعنف ، مما جعل نيران قلبه تتأجج اكثر
ليحيد بنظره بارجاء الغرفة وهو يتنفس باضطراب ، قبل ان يتحدث بصوت اجش خشن :
ـ تعالي عشان تاكلي انتِ اكيد جعانه
خرج من الغرفة وهي خلفه ، تقبض على مقدمه الكنزة و خصر الشورت في هيئة مضحكة الغايه
اشار لها ان تجلس على الاريكة بينما وضع الطاوله الموضوع عليها اشهي انواع الطعام والفكهة امامها
ليلاحظ قطرات الماء على كنزته الفاتحة ليردف بقلق :
ـ لازم تنشفي شعرك عشان كده هتبردي
جلست وهي تضم قدماها وجسدها بقوة دلاله على شعورها بالبرد ، لتردف قائلا :
ـ مش بعرف انشف شعري او اسرحه لوحدي
ليتحرك سريعا تحت انظارها المستفهمة ، التقط جهاز المكيف ، ليجعله على التدفئه ، بينما ركض للمرحاض يحضر شئ من الداخل
انحنت بيان بجسدها قليلا ، تحاول ان تراجع اين اختفي ذلك المجنون ، لتجده يخرج من المرحاض حاملا منشفة كبيرة و مجفف للشعر وفراشا خشببه
استقامت بجلستها وهي تراه يفقد امامها بابتسامه هائمة مردفا :
ـ ممكن انا اسرحك ، عقبال ما تاكلي

 

 

لم تستطع ان تخفي دهشتها لترفع حاجبيها بذهول ، وهي تنظر لذلك المجنون طويل الجثة يقف امامها هكذا بنظرات طفل صغير يرجوا والدته
هل من الطبيعي ان يطلب خاطف من مخطوفته ان يمشط لها شعرها ، ام هذا الجنون يحدث معاها هي فقط
كان يقف منتظر موافقتها على احر من جمر ليجدها تنظر له بريبة قبل ان تشعر بالضحك بشكل هستيري صاغب وهي تنفي براسها لا تستطيع تصديق حديثه
اخذ يناظرها في صمت ، يشعر بأن حاله اصبح مثيرا للشفقة بشدة ، وهو يقف هكذا ينتظر ان تأذن له تلك الصغيرة أن يمشط لها خصلاتها
رجل في الثلاثين من عمره يفقد كالطفل منتظر أن تستوعب تلك ” الحواء” حديثه
توقفت عن الضحك عندما لمحت عيناها نظراته التي لم تتغير ،منتظر اجابتها لتكف عن الضحك وقد رفعت بصرها تنظر بمقلتيه
تشعر ان هناك رابط خفي يجمعها مع هذا الشخص حتى اوصلها الى هذا الشعور بالدفء في حضرته
اخذت نفس عميق قبل أن تومئ له ، ليجلس سريعا بابتسامه غامرة لجوارها بينما هي شرعت في تناول الطعام بريبة ، تشعر،ان هناك شئ خاطئ بل كل شئ خاطئ بالحقيقة!!
فخطفها يجلس لجوارها ،وهي توليه ظهرها يمشط شعرها ، بينما هي تتناول الطعام
اخذ يجفف هو خصلاتها بالمنشفة بسعادة تفوق الافق ، ان يجد سيدة قلبه ” حواء” ، وايضاً يجلس يجفف لها خصلاتها هذه اشياء كثيرة على قلبه الذي لم يرى السعادة كثيرا
تحدث بسعادة مردفا:
ـ انا بجد مش مصدق اللي بيحصل دا
يتحدث عن تقبلها السريع لكل ما حدث من أشياء ، فهي مازالت عروس الامس المختطفة .. عفوا الهاربة !!
لتغمغم هي بنفسها مردفه :
ـ ولا انا ،بس مجبورة اتعامل معاك لحد ما بابي ومامي يلاقوني
رغم عدم إجابتها على حديثه الا انه اردف بحنان :
ـ ما تكلميني عنك يا “حواء” ، عايز اعرف كل حاجة تخصك
نظرت له بطرف عيناها وهي تحشر بفمها الكثير من حبات العنب مردفه بابتسامة متكلفة :
ـ عشان انا مش “حواء” ، مش هحكيلك حاجة يا مجنون انت
_اسمي ادم
اردف بها وهو يستنشق عبير شعرها بهيام متخطي صوتها الساخر ، ليجدها تردف ببعض الانفعال :
ـ طول ما انت بتقول اسم غير اسمي انا كمان هفضل اقولك يا مجنون ،وبردو مش هحكيلك حاجة عن حياتي
حرك ذراعيه بالا مبالاة مردفا:
ـ مش محتاجة تقولي حاجة ، انا عارف كل حاجة عنك اصلا
رفعت عيناها بضجر مردفه بفتور:
ـ مستحيل ،عشان مفيش يعرف عني او عن عائلتي حاجة خالص ، لان بابي مش بيسمح بكده ابدا
ابتسم هو بهيام بينما يستمع لغمغامتها الغاضبة ، انتهي من تجفيف شعرها وتمشيطه بأكثر الطرق بطئ ليظل لجوارها ولكنها انتهت من الطعام ، لتنهض من جلستها فورا دون ان تسأله اذا انتهى ام لا
قبضت على مقدمة الكنزة و خصر الشورت ، واقفه امام ادم الذي كان يناظرها بعيون مأخوذا بها ،لتردف هي بهدوء :
ـ اولا شكرا على الاكل وعلى شعري ،ثانياً ممكن اعرف احنا فين
_في جنة ادم
اردف بها ادم وهو ينظر لها بعشق واقفا قابلتها مشرفا عليها بطوله الفارع ، لتنكمش هي قليلا على ذاتها
ضيقت عينيها قليلا وهي تومئ برأسها مردفه بتروي:
ـ فهمت ، يعني مش كفايه انك مجنون ، لا واهبل كمان
نطقت كلماتها بسخرية بعض الشئ بينما ابتسم آدم لها مردفا بهيام:
ـ بصي يا ستي ،انا مش مجنون انا ادم ، ولما تعرفيني كويس هتعرفيني بجد ، وهتعرفي ان اللي يخليني اعمل حاجة

 

 

مجنونة زي اني اخطفك ، وتقريبا بالشكل دا انا بدمر شاق عمري لازم تكون حاجة اسرت فيا بشكل مجنون ، ودا اللي عنيكي عملته فيا اول ما شوفتك ، خلتني اسيرها ومش شايف ولا حاسس بأي حاجة تانية غيرها
قلب يقرع مثل الطبل هناك بين اضلعها بينما تستمع إلى هذا الحديث ،لتشعر بالخجل الشديد من نظراته الهائمة تلك
لتتهرب بعينها هنا وهناك مردفه بخفوت:
ـ كل دا جنان هينتهي اول ما أهلي يلاقوني ،ولحد الوقت دا انا هضطر افضل هنا معاك صح
تعبث بغضبه قدر المستطاع ، بعنف و غضب مجنون أطبق عيناه و ضغط على قبضه يده حتى ابيضت مفاصله
كانت تنظر له باستغراب وهي ترى جسده يتحفز هكذا بغضب لترتد للخلف بخوف ، بينما آدم قد حضرت شياطينه من هذا الحديث السلم الذي نطقت به تلك الصغيرة توا
عن أي ذهاب تتحدث ، من الواضح أنها تستهزاء بمشاعره وحديثه
لم يشعر بنفسه الا وهو يفتح عيناه السوداء الذي احتدت ينظر لها بغضب متملك ، باغتها باقترابه الشديدة منها قابضا على ذراعها لصتدم هي بصدره العريض
أردفت بفزع وهي تنظر له :
ـ ايه في ايه
بجنون وغضب هدر بها :
ـ اهلك مين ،انتِ ليه لحد دلوقتي مش راضيه تستوعبي كلامي ، انا مستحيل اسيب حد ياخدك مني يا حواء ،على جثتي لو دا حصل ، دا انا اقتل اي حد يفكر يقرب منك او يبعدك عني ، انا ما صدقت لقيتك
كان يضغط على ذراعها بعنف جعلها ترتجف خوفاً ، لتشرع في البكاء بفزع من صوته الهادر هذا
أنهى حديثه و هو يلقي بها على ذلك الفراش ناظرا لها بغضب دب الرعب باوصالها
نظر لها بغضب تلاشى رويدا رويدا ما ان خيُل بشئ ما أمام عينه ، لتجحظ عيناه بصدمة وهو يرى بيان الذي انكمشت على نفسها بخوف وصوت بكاها يملأ الغرفة
عاد للوراء قليلا بعدم تصديق وهو يرى انهيار تلك الصغيرة ، ليقترب منها بلهفة مردفا :
ـ انا..انا اسف انتِ كويسه ، انا مكنش قصدي اعمل كده…انا
تجمدت الدماء بعروقه بينما توقف قلبه للحظات وهو يجد جسدها الذي كان يرتجف من البكاء ، قد سكن فجاة !!
(بـــــاك)
استيقظ من شروده على تململها لينهض سريعا هاربا خارج الغرفة
بينما اخرج هاتفه يكتب شئ ما وارسله قبل ان يغلق الغرفة بإحكام
________________

 

 

بجنون وغضب يحرق الاخضر واليابس ، يسير سليم قاصدا الخروج من المنزل ، بينما لورا تركض خلفه تحاول ان تساير وقع خطواته
بالكاد استطاعت ان توقفه قبل ان يتخطي الباب الداخلي للڤيلا
نظرت له لتجد النياران تتاجج من عيناه السودا ، لتتحدث هي بتعقل مردفة :
ـ اهدا يا سليم ، هشام طايش و مش عارف هو بيعمل ايه
نظر لها بعدم تصديق ، ليهدر بها مردفاً :
ـ طايش ، طايش ايه دا بيقول على بنتي انها هربت وسبته ، واحنا اصلا مش عارفين هي فين ، انتِ مش فهمة يا لورا ، دا عايز يبقي ترند على قفانا ، و مش انا اللي يتعمل معاه كده ، مش سليم الجندي اللي يجي عيل ابن امبارح و يأذي بنت من بناتي و يخلي الناس كلها تجيب في سيرتها
اومأت له بمهاودة مردفه بقلق شديد من غضبه:
ـ طب عشان خطري اهدا كدا مينفعش يا سليم ، انا هتكلم مع هشام وهشوف هو عمل كده ليه
حديثها لم يهداء نيران قلبه بل زادته اشتعالا ، ليقبض على ذراعها مردفا بغضب :
ـ انا مش عايز حد يتدخل في الموضوع دا انا الوحيد اللي هيتصرف هنا
اشتعل ضيق وغضب الاخرين من زوجها المتهور ، لتردف قائلا بغضب بالفرنسيه:
ـ دائماً ما يكون تهورك هو المشكلة سليم ، وهذا اكثر ما اكره بك..تهورك هذا دائماً ما يسبب الكوارث ، حقا انا لا اعلم ماذا افعل مع رجل مثلك متهور
ما ان انهت حديثها واستوعبت ما نطق لسانها حتي شهقت بعنف واضعه يدها فوق ثغرها و اتسعت حدقتيها
بينما سليم الذي وقع الحديث على ازنه مثل الرعد ، ابتسم لها بمرارة وه يرفع راسه بكبرياء مردفاً :
ـ شكرا لورا هانم ، مكنتش اعرف انك عايشه معايا كل السنين دي وانتِ مش عارفة بتعملي ايه مع راجل زيى ، بجد شكرا وعموماً لما نلاقي بنتنا هنبقي نشوف الموضوع دا
أنهى حديثه وهو يطالعها بنظرات حارقة يشوبها الالم ، وكأنه يعاتبها بعينه ، ثم تركها وذهب للداخل تاركاً خلفه لورا التي تجلد نفسها على هذا الحديث الذي انفلت من لسانها فجأة
____________________
بكل نشاط يسير في طريقة للشاطئ ، وكلما يراه احد السائحين يوقفه بقلق من اجل تلك الجروح الظاهرة بعنقه ويده يطمئنون عليه
وصل لملحق التجهيزات من اجل الغوص ذلك الملحق الخشبي الكبير الذي يتوافد اليه السائحون بكثرة ، فمن ياتي اللي مرسي علم ولا يرا سحرها من الاسفل
دلف للداخل بابتسامة يملأها النشاط والحيوية تغمر العالم من السعادة

 

 

وقف امام طاوله المسؤول بالملحق مردفاً :
ـ صابر ، اي حد يسأل عليا انا في اجازة ، والوفد الجديد انت اللي هتعوص معاهم ، عايزك ترفع راسي
نهض ذلك الشاب النحيل للغايه ذات الخمس وعشرون عاماً متحدث بعدم تصديق وسعادة غامرة:
ـ انت بتتكلم بجد يا استاذ ادم ، انت عايزني انا اطلع مكانك مع ولاد السفير الايطالي و صحابه
اوماء له ادم و هو يوقف قابلته وبداء في فتح ازرار قميص الشاب مردفاً بمراوغة :
ـ انت مش شغال في التامين عشان تبقي قافل الزراير لحد رقبتك كده
فتح الازرار حتي منتصف صدره ليربت عل زراعه مردفاً:
ـ عايزك تبقي واثق من نفسك وانت ببتعامل معاهم ، الخواجات لما بيشوفوا حد واثق من نفسه بيحبوه ، وعايزك تتكلم معاهم في حاجات بيحبوها ، الخواجات بينبهرو بأي حاجة اهم حاجة انت ونظرة الثقة بتاعتك
انهي حديثه ليجد ذلك الشاب يحتضنه بشدة مرظفا بسعادة :
ـ انا بجد.مش مصدق ان حضرتك ادتني الفرصه دي ،ان شاء الله مش هخيب نظرتك فيا
أومأ له آدم ، ثم تركه وخرج من الملحق وهو يضع نظارته الشمسيه ، سار خطوتين ليجد صوت انثوي يناديه من خلفه ليلتفت لذلك الصوت لتجحظ عيناه ما أن رأى صاحبه الصوت

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى