روايات

رواية جحر الشيطان الفصل الخامس 5 بقلم ندى ممدوح

رواية جحر الشيطان الفصل الخامس 5 بقلم ندى ممدوح

رواية جحر الشيطان الجزء الخامس

رواية جحر الشيطان البارت الخامس

رواية جحر الشيطان
رواية جحر الشيطان

رواية جحر الشيطان الحلقة الخامسة

إلهي ! لولا أنّك بالفضلِ تجود ، ما كانَ عبدُكَ إلى الذنبِ يعُود .
ولولا محبّتُك للغفران ، ما أمهلتَ مَن يُبارزُكَ بالعصيان ، وأسبلت سترك على من تسربَلَ بالنسيان ، وقابلتَ إساءتَنا منكَ بالإحسان .
إلهي ! ما أمرتَنا بالاستغفارِ إلاّ وأنتَ تُريدُ المغفرة ، ولولا كرمُك ما ألهمتَنا المعذرة .
أنتَ المبتدئُ بالنوالِ قبلَ السؤالِ ، والمعطي مِن الإفضالِ فوقَ الآمال ، إنّا لا نرجُو إلاّ غفرانَك ، ولا نَطلبُ إلاّ إحسانَك .
إلهي ! أنتَ المحسنُ وأنا المُسيء ، ومِن شأنِ المحسن إتمامُ إحسانِه ، ومِن شأنِ المسيءِ الاعترافُ بعدوانِه .
يا مَن أمهلَ وما أهمَل ، وسَترَ حتّى كأنّه غفَر ، أنتَ الغنيُّ وأنا الفقير ، وأنتَ العزيزُ وأنا الذليل .
إلهي ! مَن سواكَ أطمعَنا في عفوِك وجودِك وكرمِك ؟ وألهمَنا شُكرَ نعمائِك ، وأتى بنا إلى بابِك ، ورغّبَنا فيما أعددّتَه لأحبابِك ؟ هل ذلكَ كلُّه إلاّ منكَ ، دللتَنا عليكَ ، وجئتَ بنا إليك .
واخيبةَ مَن طردتَه عن بابِك .! واحسرةَ مَن أبعدتَه عن طريقِ أحبابِك .!
طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلة الثقة بذرة تنبت بين ثنايا القلب فتفتته، وتهدم كل حب ينمو بالفؤاد، فلا تكن فريسة له، فتخسر حياتك وتعيش فقط تتنفس.
وقف حذيفة على باب غرفتة مصدومًا حينما وقع بصره على أسماء الباكية، هالُه بكاءها الذى شطر قلبه لإشلاء، هرع إليها مزعورًا، جالسًا على ركبتيه امامها، مُتسائلًا بقلق وهو يزيح كفيها عن وجهها :
– أسماء.، مالك يا حبيبتي فيكِ ايه ؟ بتعيطي ليه ؟
كأن خنجرٌ يطعن فؤادها دون رحمة، وميضٌ اليم يطوف في خلدها وهو يقف مع إسراء، كم من مرة رأته يُحادثها بعيدًا، يتبسم ويضحك لها وهي النار تغلي في قلبها المتلظي، عاد ليخونها؟!
مجددًا يخسر ثقتها يشق قلبها دون ادنى ذرة رحمة؟ لا جرم تلك المرة أمر حيثُ زلت تلك الغصة عالقة في جوفها بمرارٌ كـ الحنظل.
ضاق صدره من بكاءها، واعتقد إنها تبكِ لحال وعد وعائشة، فإذا بهِ يسرق بسمةٌ من الآلامه مُرددًا بخفوت مواريًا به وجعه لحالهم :
– هيبقوا بخير والله يا اسماء، ربنا موجود يا حبيبتي، ولا يكلف نفسًا ألا وسعها، ربنا له حكمة في ذلك، ولو مكنوش قد اختباره مكنش اختارهم، خليكِ قوية عشانهم لو ضعفتِ مين هيسندهم لو وقعوا؟!
تبسمت في نفسها ساخرة وحادثت ذاتها في تهكم “هل يشعر بمن حولها إلا هي ؟ هي القريبة الساكنة قلبه لا يشعر بنار الغيرة التي تتأجج بروحها، او ربما لم تعد كذلك، طفح الكيل منه لن تصمت مجددًا ولن تبقى مع خائن مثله، ليس جدير بالثقة”

 

 

أبعدت كفية، وهبت واقفة تجأر بصوتها الجريح بمرار :
-أنت ايه إزاي كده، وثقت فيك أكتر من نفسي وحبيتك وأدتك عمري كله، ليه تخون ثقتي فيك؟ وقدام عيني أنت إزاي كده.
حدق بها مزهولًا ونهض في تقاثل، لا يدر عن أي خيانة تتحدث؟! هل أصابها الجنون أيضًا؟ تمتم متعجبًا في نبرة مندهشة وهو يؤشر على نفسه :
– أنا..أنا خُونتك؟! أنتِ اتجننتِ ولا بتقولي اي؟
إندفعت نحوه تضربه في صدره بقبضتيها الضعيفتين، تُردد في بكاء ادمى قلبه :
– كمان بتكدب؟! انا شفتك بعيني يا خاين وإنت مع إسراء، يا ترى حبيتها؟ ولا حصل بينكم اي؟
هوى على وجهها بلطمة قوية دفعتها للخلف وهو يهدر مردفًا :
– اسكتِ بقا إنتِ بتقولِ اي؟
نظرت له نظرة أضنت فؤاده ألمًا على فعلته، وضعة كفها مكان كفه الذى المها بشدة لتقول بمرارة :
– أنا كرهتك يا حذيفة، كرهتك اوووي، مبقتش طايقة أشوفك، يوم ما اتجوزتك فكرتك إنك اتغيرت لكن لأ.. كُنت غلطانة اللي فيه عادة مش بيبطلها ابدًا، طلقني وعيش حياتك مع دي ودي كلم وخرج واعمل كل اللي يريح لكن انا مش هقدر اكمل معاك.
جُحظت عينيه لا يستعب ما تتفوه به، يقسم إنها جُنت ذاد وجيب قلبه يدك دكًا يؤلم صدرة، طلاق؟! هل حقًا تود الأنفصال؟ كيف لها ان تفصل روحٍ عن جسدها؟ لقد تغاض عن كل فعلها الذى كان لا يروقة، تفتيشها في هاتفة وملابسه ومراقبتها له وهو في عمله تغاض عن كل شيء، لماذا لا تصدق إنه تغير ليس لأجلها فقط بل للرحمن ايضًا، لقد أنار دربه ليسير على نور الإيمان دون أعوجاج فلماذا تزحزحه؟!
كان صدره يعلو ويهبط منفعلًا ليردد بصوت لا حياةً فيه :
– بتقولِ اي؟! طلاق اي؟ استهدي بالله وبلاش شيطانك يسوقك! أنا اكتفيت والله اكتفيت كم مرة شوفت نظرت الشك في عنيكِ وتفتيشك في تلفوني ومراقبتك كل ده تغضيت عنه عشان بحبك وفي الاخر بتتهميني بـ اي ؟
ضحكت في تهكم مغمغمة :
– بتهمك؟! لأ مش بتهم أنا شفت بعيني أنت ازاي بتكلمها بعيد عن الكل ازاي بتبصلها وإزاي الفترة دي بقيت بعيد.
صاح فيها وهو يهزها في عنف ربما تفوق :
– مشغول اي؟! ونظرات اي وكلام فارغ أنتِ عارفه نفسك بتقولِ ايه؟!
صرخت فيه في عنف وهي تنفض كفيه بحدة عنها :
– سبني كدا ولو عندك كرامة طلقني مش هعيش مع خاين.
رمقها بحدة وجأر بصوته دون وعي:
– هعمل اللي يريحك، طلاق! هطلقك.. بس مش قبل ما اشوف الندم والحسرة في عنيكِ
ران صمت مفاجأ يقطعه شهقات الصغار الذين يقفون عن بُعد يشاهدون ما يحدث بخوف، تضم ملك مالِك وهي ترتجف وهو يبكي في صمت ويحاول تهداتها.
ما الذي أدى بهم إلى هذا الحال ؟
ذرة شك وسوء فهم قد تهدم أرسخ العلاقات واقواها دون رحمة، إذ يكمن السر بإنها تستولى على صاحبه فتغشى عيناه وقلبه عن كل الحقائق.
خرج حذيفة مسترقًا نظرة على صغاره في الم وغادر صافقًا الباب خلفه.

 

 

في حين انفجرت أسماء باكية منهارة على الفراش تبكِ بلوعة، تتذكر لحظاتهم سويًا، لا تنكر إنها دائماً كانت تشكِ فيه، لا ريب ما زال الماضي كامنًا في فؤادها، والخوف أن قد يكون عاد لما كان يفعله سابقًا، كفكفت دمعها حينما أحست بأكفف صغارها تحاوطها فضمتهم لصدرها، كأنها تختبئ من حزنها فيهما ربما يولى؟! ولكنه بالطبع يعرف الطريق لقلبها.
🥀سبحان الله 🥀
جلست إسراء بجوار سجى بعد ذهاب ياسين على إحدى الآرئك في الصالون، مطرقة في خزى، تقسم إنه لولا حذيفة لكانت الآن تفعل ما تسول إليها شيطانها، ولكن الحمد لله بعث الله لها نورًا يضيء ظلمة قلبها الحالكة، مهما كان يأسك، ومهما ذاد الظلام حولك وغُلف قلبك، ثمة بصيص نور حتمًا في آخر الطريق، تابع سيرك توجه له ولا تهمك عثرات الطريق انهض وعافر حتى تصل، وكُن حذرًا من أن تخطو بقدمك إلى جُب قاع الظلام فتغرق ولا تجد ضياءك.
تأملتها إسراء قليلًا بأعيُن دامعة، لا تدرك كيف حقدت على أختها الحبيبة، جذبها من شرودها صوت سجى الرقيق، تقول:
_إسراء، مالك يا حبيبتي؟ في حد مضايقك هنا؟ أسندت إسراء رأسها على كتفها وهمست في حزن :
– سامحيني يا سجى.
لم تعي على ما تسامحها فعقدة حاجبيها في حيرة متسائلة وهي تضم كتفها إليها في حنو :
– اسامحك ! اسامحك على أي؟
ضمتها إسراء بقوة وقالت في صوت مكتوم من البكاء :
– زين وحشني أوي يا سجى!
على ذكر إسمه الحبيب طافت ذكرياته قائمة من مخمدها، وصدى صوته يرن في أذنيها لتنهمر باكية، هي لن تنساه، وكيف تنساه وهو بين ثنايا القلب يحيا، وذكرياته تواسيها، نحن لا ننسى الموتى، نعم يغيبون ويرحلون عن دنيانا لا نبكِ الميت لموته، إنما نبكِ غيابه عنا!
ظل على حالهم لبعض الوقت تعانقهم الزكريات ايضًا، حتى غمغمت إسراء بما صُعق سجى :
– أنا لازم أسافر تاني هدير الشركة بنفسي لحد ما عائشة تخف وترجع زي الأول
أبتعدت سجى عنها صائحة في إستنكار :
– مستحيل طبعًا مش هتسافري.
صمتت إسراء قليلًا تستجمع كلماتها، لا ريب أن فراقها مؤلم ايضًا، فهي كانت تهون عليها رحيل أخيها، ولكن لا بُد لها أن ترحل ستربط على قلبها بشدة، لن تسمح لشيطانها أن يستولى عليها مرة أخرى، لذا أغتصبت بسمة حزينة على وجهها وهي تضم كف سجى هامسة في إصرار لتقنعها :
– سجى أفهميني أنا لازم اكمل اللي بدأه زين مش هسيب كل اللي بناه ينهدم دا شغله وتعبه لازم كل حاجه تفضل كأنه موجود، زين كان سندي وظهري عمره ما رفضلي طلب، فأنا مش هتخلى عن شركته اللي خدت سنين عمرة عشان توصل للمستوى ده انا لازم أسافر لأن الشركة لوحدها.
طال الحديث ما بين رفض ومحاولة إقناع دامت طويلًا حتى انتهى بهم الحال بموافقة سجى على مضض.
_في صباح اليوم التالي، كانت قد عزمت أمرها للسفر في مساء هذا اليوم، لذا جهزت كل شيء وحزمت حقيبتها، لا ريب يتألم فؤادها لفراق نصفه الآخر، لكن لا بُد أن تبتعد هذا ليس مكانها، ستكمل ما بداه أخيها حتى النهاية، خرجت من غرفتها وعلى وجهها بسمةٌ مشرقة، مُلقيه السلام على ياسين الذى رد بهدوء وهو يغض بصره، فجلست مقابل له وتنحنحت بحرج قائلة في إستحياء :
– ياسين، أنا أن شاء الله هسافر إنهاردة….

 

 

رمقها ياسين مزهولًا وبادر قائلًا في لهفة خوفًا أن تسافر فتعُود سجى لوحدتها :
– تسافري ليه؟ حد ضايقك هنا؟! خليكِ عشان سجى!
تبسمت إسراء وهي تفرك كفيها ببعضهما بتوتر، واردفت في تنهيدة عميقة :
_ انا تكلمت معاها متقلقش وبعدين مش هغيب كل شوية هنزل عشانها وعشان دارين دول اللي متبقين لي في الحياة من بعد زين، بس كنت عاوزه اوصيك تخلي بالك منهم.
زفر ياسين بضيق مغمغمًا :
– طب ايه لزمت السفر ما تقعدي معانا واهتمي بيهم وكمان متبقيش وحدك اخوكِ مأمني عليكِ.
لاحت له بسمة حزينة طافت على شفتيها، وقالت:
– انا خلاص بقيت وحيدة، بس ربنا عوضني بيكم.
ثم أستأنفت حديثها بجدية وهي تميل للأمام :
– ياسين، الشركة واقفة من موت زين أنا لازم ارجعها زي ما كانت وأحسن كمان.
قاطعها ياسين متسائلًا في حيرة :
– طب أنتِ هتقدري؟
ردت إسراء بإيماءه خفيفة مؤكدة :
– هقدر طبعًا زين الله يرحمه كان معلمني كل حاجة تخص الشغل.
غشاهما السكون لدقائق قاطعه ياسين قائلًا في إستسلام :
– اللي يريحك طبعًا اعمليه مقدرش امنعك، بس اتاكدي أن وقت ما تحتاجيني هكون جنبك في اي وقت، اعتبريني اخوكِ زين.
تبسمت في امتنان وهي تنهض قائلة :
– ربنا يبارك في عمرك يا ياسين، أنت فعلًا بقيت اخويا وتاكد ان يوم ما هقع في مشكلة هلجألك وانا واثقة تمام الثقة إنك مش هتخذلني، هروح اشوف دارين بعد إذنك.
اشار لها ياسين برزانة :
– أتفضلِ.
زاع بصره في الفراغ هامسًا في شرود مُغلف بالألم :
– فراق الأحبة صعب جدًا وألمه لا يزول يبقى أثره راسخًا بين ثنايا الفؤاد، ولا يكف عن أوجاعنا ، نحنُ فقط نعتاده فنتابع حياتنا كما كانت محاولةً منا أن نتخطاه قليلًا، نضحك لنواري دموعنا الحبيسة فيظنوا إنها دموع فرح، نتحدث ونمزح حتى لا نتفوه بما يوجعنا.
هذا هو حال الفقيد.
توجهت إسراء لترَ إبنت اخيها وحملتها إلى صدرها في شدة، وتوجهت للأسفل تاركة ياسين وسجى بمفردهما.
وقف ياسين على اعتاب الغرفة رامقًا سجى بحزن، تحزن هي ولا تدرٍ بقلبه الذي يتمزق أن رآها هكذا، يا ليتها تعلم، يا ليت.
لا سيما يشعر بها، بما ألَم بها، لقد فقدت شخصًا لطالما أعتبرته اخيها وقدت معه جُل حياتها، وها سترحل من كانت اختًا لها،دنا منها بتؤدة وجلس على طرف الفراش، لتقول سجى فجأة :
– ياسين عايزة ابقى الوحدي.
مال ياسين على جنبه ماسحًا برفق على رأسها المسندة إلى الوسادة تعتقد أنه هكذا لا يرَ دموعها التي تحرقه حرقًا، تنهد بألم، وقال بعد برهة صمت :
– ومن امتى وانا بسيبك تبقى لوحدك، ما وحدتك وحدتي.
ممكن أفهم مالك؟

 

 

إنسابت دموعها في صمت وهمست بخفوت بصوت يكاد يُسمع :
– إسراء هتسافر يا ياسين، زين راح وهي هتبعد! إنت متعرفش انا وهي مكناش بنفارق بعض ابدًا، إسراء كانت ظلي دايمًا، كانت النور اللي بشوف فيه، الأيد اللي دايمًا سنداني و واخده بأيدي في الطريق، كانت الونس في الوحدة، كانت نور ظلامي يا ياسين.
كان على شفا جٕرُفٍ هار من الأنهيار، فـ أنهار قلبه أثر كلماتها، سحبها لحضنة برفق، يمسح على رأسها يُهدأها، وقال مهونًا :
– يا حبيبتي هي مش هتبعد، وبعدين ياستي كلميها كل يوم واطمني عليها.
أحتجت قائلة وهي تبتعد عن حضنه :
– الغربة وحشه يا ياسين من غير صحبه وأهل واحباب، الإنسان لما يكون في وطنه هيطمن انه هيلاقي حد جنبه، اما في الغربة مفيش غير الوحدة.
زفر ياسين في ضيق وازاح دموعها بإبهاميه، وقال :
– طيب يا حبيبي أمنعيها تسافر إحنا هنشيلها فوق رأسنا كلنا…
صمت حينما أرتمت في حضنه تضمه في قوة، تتشبث به كإنه طوق نجاتها من الحزن، وتمتمت :
– ياسين خليني في حضنك عشان خايفة.
طوقها ياسين بلطف، مُقبلًا جبهتها في رقة، وقال في قلق :
– سجى، حبيبتي بلاش تتعبي نفسك أنتِ خلاص قربتي تولدي مش عايز اي مضاعفات يا بابا.
اومات سجى في هدوء فتنهد في قلق يغزوا قلبه لا يدري لما، ينتابه شعور سيء للغاية، ولكنه يدعوا الله ان يمر كل شيء على ما يرام.
_ كانت تجوب الحديقة ذهابًا وأيابًا حينما وقع بصرها على حذيفة كم ممتنة هي له، أسرعت نحوه لتقف أمامه باسمة الثغر مشرقة المحيا تشعر بصفو روحها، فقال حذيفة في رفق :
– إزايك عامله ايه؟
ثم اكمل وهو يميل برأسه رافعًا كفه يقرص خد الصغيرة، يُداعبها بمحبة :
– حبيبة قلبي عاملة ايه انهاردة؟
ردت إسراء ببسمة وهي تنقل نظرها بينهما :
– الحمد لله بخير.
ثم وهي تهز الصغيره تناغيها :
– كلمي خالوا يلا.
لاعب الصغيرة قليلًا قبل ان يستوي في وقفته واضعًا كفيه داخل جيبا بنطاله متسائلًا في لطف :
– كنتِ عاوزني في حاجة ؟
أذردت إسراء لعابها وسائلته متعحبة من هيئته الغريبة التي تسفر عن حزنٍ عميق يقبع بين ثنايا روحه :
– إنت كويس ؟
ارتفع جانب فمه ببسمة ساخرة وردد متهكمًا :
– مش عارف كويس ولا مش كويس، المفروض مش كويس بس الغريبة أنه عادي ممكن اعتياد الحزن.

 

 

هز كتفيه للأعلى وهو يزم شفتية يهز رأسه يمنى ويسر، ثم قال :
– سيبك مني كنت هتقولي اي ؟
_ أنا قررت اسافر انهاردة وكنت حابة….
قاطعها حذيفة وهو ينزع كفيه من جيبية في تعجل :
– سفر اي؟ وليه اصلًا؟! شكلك فهمتِ كلامي غلط لما كنت بتكلم معاكِ تبعدي عن ياسين فـ ده لأن دي مجرد اوهام مش اكتر وحبية افوقك منها مقصدتش خالص انك تبعدي أنتِ بقيتِ وحدة من اهل البيت واحنا اهلك….
إذادت ابتسامتها إتساعًا بأعين دامعة من الفرحة، عجبًا للقدر يأخذ منا شيئًا فيعطينا اشيئٍ، اخذ اخيها فأهداها اخوة، قالت وهي تُهدهد الصغيرة التي على وشك البكاء تهزها برفق :
– لا، لا، لا بجد مش كدا خالص ولا فكرت كدا أنتوا بقيتوا اهلي فعلًا وعوض ربنا ليا ولكن فكرت في الشركة اللي بتقع زين ضياع سنين كتير عشان يبنيها وتوصل للي هو عايزة فمش هسيب تعبه يروح هدر.
عقد حذيفة كفيه وهو يقول مندهشًا :
– فكرة حلوة ولكن هتقدري لوحدك؟
اومات إسراء في ثقة :
– واخؤاتي معايا، هقدر.
رد حذيفة في ثقة :
– يبقى توكلي على الله واحنا في ضهرك.
أنهى جملته مبتسمًا بإشراق وتأكيد، فأتاهما صوت أسماء من الخلف وهي تقبل نحوهما تصفق يكفيها :
– بتقولوا اي ما تسمعونا؟ ومش عيب قدمنا كدا؟
إلتفتا إليها بدهش ذاد بكاء الصغيرة اثر صوتها الصارخ، في حين لم تفهم إسراء إلى ما ترمى إليه لكن نظراتها الحاده نحوها تشي بالكثير، تحفزت قسمات حذيفة، مكورًا قبضة يمناه يكبح إنزعاجه، وخطى خطوات حثيثها نحوها قبل ان تصل إلى إسراء وامسك مرفقها جزًا على اسنانه يقول في خفوت :
– لمي لسانك،و امشي ومن قدامي دلوقتي.
إشتعلت نظرات أسماء غضبًا ودارت المها من قبضة يده، وقالت :
– آه أغور عشان يحللاك الجو.
جذبت يدها بعنف من قبضته وألقت لـ “إسراء” نظرة إذراء، وتفلت عن يسارها و ولت مغادرة ببرود.
فصُدمت إسراء وتخشبت قدميها عن هز الصغيرة وهي تتابع مكانها الفارغ في صدمة، فيما يا ترى ظنت بها؟
لما تلك النظرات، صدقًا ماذا فعلت؟
أسبل حذيفة عينيه وهو يستدير ببطئ وكم تيقن الصدمة بادية على وجهها هم بالتحدث، ألا أن غادرت إسراء المكان متوجهه للأعلى. يبدوا ان قرارها كان في محله ستسافر فوجدها أصبح عقبة في طريق الجميع، ولكن قبل رحيلها عليها أن توضح لـ أسماء كل شيء، هي سترُد المعروف لـ حذيفة حتمًا مقضيًا.
صعدت إلى سجى لتعطيها الصغيرة، ثُم نزلت إلى شقة حذيفة، ستصلح ما افسدته، كلما اقتربت خطواتها من شقته ذادت دقات قلبها توترًا، لا تدري كيف ستستقبلها أسماء ولكن لا بد من ذلك ريثما تعلم كل شيء، وقفت امام الباب وتنهدت تنهيدة طويلة، ورفعت كفها تطرق الباب، آنذاك تناهى لها صوت حذيفة يصيح في أهتياج :
– إنتِ محنونة ايه اللي عملتيه ده، قولتلك وهقولك مفيش حاجه بيني وبينها.
وضعت إسراء كفها على فمها مزهولة، ما الذي اعتقدته اسماء ؟

 

 

قرعت الباب قرعات متتالية دون توقف حتى فتح حذيفة وصدره يعلو ويهبط من الأنفعال واذدادت انفاسه، اطرقت ارضًا وهمست على استحياء :
– ممكن أتكلم مع اسماء.
أومأ حذيفة وهو يتنحى جانبًا مشيرًا لها بالدخول، وقال :
– طبعًا اتفضلي.
ثُم رمق اسماء بنظرة تحذيرية فهمتها، لتنهض على مضض مغتصبة بسمة مرغمة لترحب بها لتجلس، فنفت إسراء برأسها وقالت في توتر :
– ممكن اتكلم معاكِ من بعد أذنك ؟
أدبها في الحديث ارغم اسماء أن تقول في هدوء :
– اتفضلي.
فتنهدت إسراء ورفعت نظرها لها بأرتباك، ورددت بصرها فيها وفي حذيفة الذي فهم أنها لا تريد وجوده وهي تتحدث فدخل إلى احدى الغرف صافقًا الباب خلفه، فقالت اسراء برفق :
– انا مش عارفه أنتِ بتفكري في ايه؟ ولكن اللي فهمته إنك شاكه أن في بينا علاقة ان وحذيفة.
إرتفع جانب فم أسماء ببسمة ساخرة، وقالت قي تهكم بيَّن :
– شاكه بس ؟!
تقهقرت إسراء للخلف تنظر لها في صدمة، ما الذي فعلا لتشك بهما.؟ غشاها الزهول قليلًا قبل تضيف موضحة :
– أنتِ غلطانة، أنا وحذيفة مفيش بينا اي حاجة، انتِ مش عارفه النعمة اللي في ايدك اللي ممكن تضيع.
كادت اسماء بتحريك شفتيها فـ استدركتها إسراء باسطه كفها في وجهها مغمغمة :
– لو سمحتِ متقطعنيش، وبلاش كلام جارح، اسمعيني الاول للنهاية.
اضطرت اسماء أن تصمت وهي تعقد ساعديها في غيظ تلك الوقحة كيف لها الجرأة ان تقف امامها وتحادثها بكل هذه البساطة ؟
قصت عليها إسراء ما دار بينها وبين حذيفة كاملًا وعن أنتشاله عن كن حبٌ زائف كادت ان توهم نفسها به، احتلت الصدمة قلب اسماء و ودت لو كان كل حرف لفظت به ما هو إلا كذبة، كيف ستصلح علاقتها به الآن، ولكن هل لم كُسر أن يعود كم كان ؟
عزمت امرها أن تتركه لأيام حتى تتحدث معه ربما تخمد نيران غصبه، اعتذرت لـ إسراء بصدق وشكرتها قبل ان ترحل الآخرى وشبح أبتسامة يعلو ثغرها بأرتياح.
ومع حلول الليل كانت تخرج من المنزل بعد وداعٌ حار من أهل، ترافقها سجى وياسين إلى المطار.
🌷الحمد لله 🌷

 

 

عادت سجى من عند الطبيبة التي تتابع معها برفقة ياسين، متشابكيّ الأيدي فما أن دلفا للدار، حتى لمح ياسين عائشة التي تجلس وسط الصغار تُحادثهم كطفلة صغيره برفقة لعبتيها، فأسبل جفنية في عجز، ركضت اروى نحوهما تضم قدمين سجى بسعادة، وتساءلت في لهفة :
– ماما، النونو عامل ايه؟
ردت سجى بإيماءه بسيطة وهي تمسح على حجابها :
– بخير وبيسلم على اروى حبيبته.
انحنى ياسين متبسمًا ملثمًا جبهتها بحنو وحثها قائلًا وهو ينظر لعينيها :
– اروى، قلب بابا خلي بالك من خالتوا عائشة متخليهاش تطلع برا، تمام يا بابا ولو حصل حاجه تقولي على طول.
أومات اروى عدت مرات متتالية وغمغمت في ثقة :
– متقلقش يا بابا أنا مش بسييها خالص.
قبل ياسين جبهتها بفخر، فقالت سجى وهي تمسك بكف اروى :
– تعالي وديني عند خالتك عائشة.
في تلك الأثناء أقبلت لمار نحوها تطمئن على صحتها هي وجنينها، ثُم دنت من ياسين متسائلة بتنهيدة :
– برضوا مفيش اي أخبار عن ضياء ؟
زفر ياسين وتجلى الضيق على سمات وجهه، وقال وهو ينظر لها بأسف :
– مفيش اختفى نهائي ملهوش أي أثر.
ثم أستأنف بعد هنيهة بقلق :
– انا حاسس إنهم اذوه، اللي قتلوا زين اكيد عرفوا أنه ساعد عائشة وإسراء فـ…
قاطعته لمار هاتفة بتنهيدة عميقة :
– أحتمالك مؤكد، بس خلينا نتفائل.
حادت نظرتها تجاه عائشة، وترقرقت الدموع في عينيها وهي تقول في غضب مستعر في صدرها :
– والله ما هحرم اللي عمل كدا في بنتي، وحرمني من احفادي.
دار بينهم حديثٌ خافت وهم يخطو لداخل المنزل، وبينما سجى تُحادث عائشة، وقد التهوا الصغار في المذاكرة، خُيل لـ عائشة أبنها إسلام يمر فتبسمت في إتساع وهي تنهض ضاحكة في سرور يغمد فؤادها ولحقت بطيفة لتخرج على غفلة من الجميع متسللة لخارج المنزل بأكمله.
قطبت سجى بضيق حينما ساد السكون وغاب صوت عائشة، لامست مكان جلسوها فلم تجد احد، فهبت مذعورة تتلفت في خوف وهي تسير بحذر تمد يدها امامها تحركها حتى إذ كان شيء امامها، نادت في خوف وقد سرت دموعها على وجنتيها :
– عائشة، روحتِ فين؟! عائـــــــــشة حبيبتي أنتِ فين؟

 

 

تنبه الصغار لها فهرعوا إليها وتسائل خالد في لهفة :
– خالتوا سجى هي مش كانت جنبك؟!
هزت سجى رأسها وهي تجيب في خوف :
– ايوه وأختفت مش عارفه راحت فين!
امسك خالد كفها موقفًا آياها عن السير مردفًا في ثقة :
– قعدي يا خالتوا هندور عليها، اكيد بتلعب هنا قريب.
أجلسها برفق، وتفرق هو وباقي الصغار يبحثون عنها دون أثر، فعلم الجميع باختفاؤها، وخرج الشباب في البحث عنها.
🌹لا إله إلا الله 🌹
توقفت السيارة أمام المنزل المنشود ، فألقت المرأة نظرة عبر النافذة وهي تمسك بعائشة قائلة :
– متاكدة هنا ! …. دول بينلهم ناس غنية ومن الأكابر. متاكدة دا البيت.
أجفلت من صياح عائشة وهي تصفق في سعادة كالاطفال :
– خالوا يوسف.
أسبلت المراة أجفانها عن صياح عائشة في زعر وبلهفة نظرت لما تنظر إليه عائشة، ترمق يوسف في صدمة وهي تهتف بمحبة :
– دكتور يوسف ! هو خالك ؟ الله يجازيه كل خير دا شفى أبني من غير ولا قرش.
علا صوت السائق مجفلًا أياهم يقول في نفاذ صبر وملل :
– ما تخلصونا بقا وتنزلوا.
تبرمت شفتا المرأة وهي تسب في خفوت قبل ان تخرج الاجرة ترميها على قدمية وتنزل ممسكة بعائشة برفق.
_ وقف يوسف مكانة ما ان لمح تقدم عثمان بوجهًا اكد له أن لا اثر لعائشة ومع ذلك بادر متسائلًا بلهفة :
– عثمان …. ها في اي خبر ، عرفت أي حاجة ؟
هز عثمان رأسه في يأس كئيب وهو يقول بقلق :
– مفيش اي اثر ليها في كل مكان روحته.
نفخ بضيق وهو يمسح بكفه وجهه في عجز ، نظر له يوسف في خوف وهو يردد :
-يعني اي مفيش اثر ؟!
” دكتور يوسف ”
تنبه يوسف لهذا الصوت فتلقائيًا زاغ ببصره نحو المرأة فأشرقت ملامحه وهو يقول في ارتياح مسبلًا جفنيه :
– عائشة ….
أجفل عثمان متنبهًا ليوسف ليستدير فوجدها تقبل إليهم برفقة امراة لم يتعرف عليها، فقطب جبينه وحثى الخطى نحوها :
– عائشة … أنتِ بخير كنتِ فين.

 

 

شملها بنظرة متفحصة وهو يتابع :
– حد عملك حاجة، بردوا تطلعي كدا ؟
قال كلمته الأخيرة وهو ينزع سترته ويضعها على كتفها، في حين كانت هي مطرقة برأسها فقط لا تجيب وكأن الحديث ليس لها، والأمر لا يعنيها.
أقتربت المرأة من يوسف واقفة امامه تقول في فرحة :
– دكتور يوسف .. ازيك يا دكتور عامل ايه ؟
رمقها يوسف بحيرة من امره، وتساءل :
– تمام ، تمام … عائشة بتعمل اي معاكِ ؟! مين حصرتك !
زمت المرأة شفتيها بعبوس وقالت في حسرة :
– مستني يا دكتور يوسف !؟ والله زعلتني .. على العموم.
ألتفتت برأسها مشيرة بسبابتها إلى عائشة واضافت :
– الحلوة دي انا لقتها واقفة وسط العربيات بتصرخ، خلوا بالكم منها لأن مش كل مرة تسلم الجرة، وربنا بشفيها يا رب.
شرد يوسف فيما قالته متألمًا، والخوف تسلل لقلبه من أن يصيبها شيئًا، فاق من شروده على كف المراة تلوح بكفها امام وجهه منادية :
– دكتور يوسف ، روحت فين ؟
تبسم يوسف لها وقال شاكرًا بنظرة أمتنان :
– معاكِ ، شكرًا لحضرتك لأنك مسبتهاش لوحدها في حالها زي دي، الدنيا لسه بخير طالما فيها ناس بتساعد.
ثم قال متعجبًا وهو يرمقها في دهش :
– بس عرفتِ العنوان ازاي ؟
هزت المرأة كتفيها قائلة ببساطة :
– لا معرفش بس الحلوة قاللتلي.
ثم استطردت بنبرة يشوبها الحزن :
– وبعدين انا عملت واجبي يا دكتور مكنتش اعرف أنها قربتك ، بس الحمد لله اني كنت سبب في مساعدتك ولو في حاجة بسيطة.
وتابعت وهي تؤشر لنفسها :
– أنا أم غزل اللي عملتلها العملية مجانًا ربنا يباركلك في عمرك يارب.
تهلل وجه يوسف ما أن تذكر الصغيرة التي اجرى لها العملية ، وراح يسئل عن صحتها..
في حين رفعت عائشة نظرها إلى عثمان كالحة الوجه وهتفت :
– هما عيالي فين ؟

 

 

امتقع وجه عثمان وأسبل جفنية يود الفرار من امامها، فارتفع رنين هاتفه منقذًا اياه من الإجابة، فأخرجه من جيب بنطالة هو يشير لها بحنو بكفه الآخر :
– ادخلي يلا جوه الكل قلقان عليكِ.
ابتعد قليلًا فور جملته ، وظلت هي مكانها تتنفس في احباط، ورفعت نظرة تتلفت حولها تتأمل المارة كأنها ستجد بينهم زوجها وطفليها.
لاح لها شبح يقف موليًا اياها ظهره متحدثًا بالهاتف على ما يبدوا يقف خلف سيارة قديمة نوعًا ما ، فدققت النظر فيه مليًا ثُم اختلست النظر تجاه يوسف المندمج في الحديث مع المرأة ، وعثمان الذي يتحدث بالهاتف ، وهتفت بخفوت لنفسها وهي تضحك بغباء :
– يكون دا زين.
فكرت قليلًا وهي تتأمل الرجل وصاحت كالأطفال :
– اكيد هو ، هيييييييه.
تسللت بحذر دون صوت تجاه الرجل ، و وقفت خلفه دون صوت او حركة وجاءها صوته يصرخ في الهاتف بنبرة أرجفتها :
– بقولك هي مفيش، اللي بعت لي صورتها مفيش ليها اي اثر…..
متنساش أنا اصلًا ليا انتقام معاهم ومش هسيب حق اخويا، اللي قتلة هقتلة…….
صرخ بجملته وهو يستدير ليقع بصره على الراجفه امامه وهي تنظر إليه بعينان بريئتان على وشك البكاء والخوف يظهر جليًا فيهما ، تبسم بإتساع كمن حصل على جائزة توًا وقال في هدوء كأنه ليس ذاك الشخص الذي كان يصرخ انفًا :
– دي جت لي برجليها ، الصدفة وقفت معايا واقفة مش هسناها ابدًا اقفل.
لم ينتظر الرد فما أن انهى جملته حتى ابعد الهاتف عن اذنة مغلقًا أياه بوجه الآخر وغمغم وهو يقترب بتمهل من عائشة :
– عمري مشفت إنسان يجي للموت برجليه ، دايمًا الموت هو اللي بيجي.
كانت تنظر إليه في بلاهة فما أن وجدته يقترب حتى رفعت كفيها مغطيه وجهها كانه هكهذا سيختفي ، دون أدنى مقاومة كان يبعد كفيها مكممًا فمه بباطن كفه الخشن.، حاولت ان تبعده عنها.، جاهدت كي تصرخ ، ألا أنه رفعها عن الأرض بذراعة المتحرر وكان باب السيارة مفتوحًا مما جعلها يدفعها للداخل بقوة وحرر فمها ولكن قبل ان تصرخ كانت يمناها تضربها بقسوة على كتفها، وسبابته امام فمه يحذرها بصوتًا مخيف :
– هششش اياكِ أسمع صوتك.
ابتعد عائشة عن بجذعه عنه رافعه سبابته إلى فمها متسعة العينين مثله تهمس كحاله :
– هششششش إياكِ اسمع صوتك.
رمشت بعينية وهي تنظر إليه بخوف قائلة وهي تحرك كتفيها :
– أنا خايفة….

 

 

لم تكمل كلامها ، إذ غُطى فمها بقسوة بلاصق ثم ارتعدت ما ان صُفق الباب بحدة، فرفعت عينيها المرهقة تتابع وقوفه وهي ترَ باسين يقبل مسرعًا ما ان ترجل من السيارة مقتربًا من عثمان، فتراءى لها ملامح الرجل التي اكفهرت غضبًا وقبضته التي ضربة مقدمة السيارة بغضب، واخترق اذنيها صرخته الحادة الغاصبة وبصره يكاد يحرق ياسين في مكمنه :
– والله ما هرحمك.
دقائق وكان ياسين يبدوا كانه يصرخ في عثمان غاضبًا، وتمجهر الجميع مرة آخرى بحثًا عنها.
فأقترب الرجل ببسمة مظفرة وقال متوعدًا وهو يجلس خلف عجلة القيادة :
– راجعلك بس اخلص على الحلوة ديى.
تُرى من ذا الذي خطف عائشة للتو ؟
ومن قتل ياسين ويود الأنتقام منه وبشدة، وهل سيفلح ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ، من كان أهل الصلاة دعي من أبواب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة)الجنة بناؤها لبنة من فضة، ولبنة من ذهب ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وتربتها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا ييأس ، ويخلد لا يموت ، لا تبلي ثيابهم ، ولا يفني شبابهم)
أنه باب الريان يا احباب يُناديكم، صيام الخميس غدًا.
إجابة السؤال الفاءت من قاتل أمية بن خلف ؟
بلال بن رباح رضي الله عنه .
سؤال فصل أنهاردة…..
ما أول هدية أُهديت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية جحر الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى