روايات

رواية جحر الشيطان الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم شاهندة

موقع كتابك في سطور

رواية جحر الشيطان الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم شاهندة

رواية جحر الشيطان الجزء الثاني والثلاثون

رواية جحر الشيطان البارت الثاني والثلاثون

جحر الشيطان
جحر الشيطان

رواية جحر الشيطان الحلقة الثانية والثلاثون

دكتور عزيز..مروان فين؟
نطق ياسين بتلك العبارة فى قلق..موجها حديثه إلى الطبيب الخاص بمروان ليمرر الطبيب نظراته بين الحضور والذين تبدو ملامح القلق على وجوههم..ليعود بنظراته إلى ياسين قائلا:
حالة مروان كانت خطيرة جدا وطبعا لما قلتلى الحالة على التليفون عرفت ان نسبة نجاته ضعيفة جدا..بل تكاد تكون معدومة..انتوا عارفين حالة قلبه.. والتعذيب اللى شافه فى المعتقل زودها أد إيه.
تعالت شهقات زينة..وهي تجلس فلم تعد قدماها قادرتان على حملها..لينظر إليها الطبيب بأسف قبل أن يستطرد قائلا:
أنا حذرته كتير من الإجهاد بس هو مسمعش كلامى واصابته طبعا كانت هتقضى عليه لولا فضل ربنا.
تعلقت العيون به فى أمل وهو يقول:
مروان كان الحل الوحيد كان فى حالته هو انه يخضع لعملية قلب مفتوح نزرعله فيها قلب..والحقيقة أنا حولته من فترة لمركز زراعة قلب كويس أوى هو اختاره.. بس كنا مستنيين المتبرع المناسب..وللأسف لغاية النهاردة مكنش موجود..لغاية نص ساعة فاتت..تخيلوا ربنا بيحبه أد إيه
تمتم ياسين قائلا:
الحمد لله..الحمد لله.
استطرد الطبيب قائلا:
أنا خليت عربية الإسعاف تروح على مركز الزراعة علطول..لإن بفضل الله وجدنا المتبرع المناسب..شاب جاي فى حادثة وللأسف توفى ..عملنا الاختبارات اللازمة ووجدناه مناسب جدا..وسألت أهله ولما عرفوا حالة مروان وافقوا على التبرع..وبما ان القلب لازم ينزرع للمريض فى خلال أربع ساعات بالكتير من وجود المتبرع فأنا رايح حالا مع القلب للمركز.
أمسك ياسين يد الطبيب قائلا بامتنان:
أنا مش عارف إزاي أشكرك يادكتور عزيز.
قال عزيز :
متشكرنيش غير بعد ما نخلص العملية..
لينظر إلى الوجوه قائلا:
لازم تعرفوا ان العملية مش سهلة وعارفين المخاطر بتاعتها كويس..وموافقين اننا نعملها.
نظر ياسين إلى وجه زينة الشاحب والذى يحاكى وجوه الموتى ..تتمسك بطفلها فارس بقوة وكأنه طوق النجاة لها من أفكارها السوداء..ليقول بحزم:
عارفين يادكتور..وموافقين..اتفضل حضرتك واحنا جايين وراك .
ليومئ الطبيب برأسه ثم يغادر ليتجه ياسين إلى زينة قائلا بتعاطف وهو يدرك شعورها الآن :
يلا يازينة عشان نروح لمروان ونكون جنبه.
نظرت إليه زينة بعيون زائغة تقول:
أنا كان قلبى حاسس..كنت حاسة ان فرحتى مش هتكمل وانى هخسره من تانى ..بس مكنتش أتخيل انى هخسره بالسرعة دى.
قال ياسين :
خلى أملك فى الله كبير يازينة ..مروان هيعمل العملية وهيبقى كويس..انتى مسمعتيش الدكتور.
قالت زينة بمرارة:
ولو جراله حاجة جوة أوضة العمليات أو جسمه رفض قلب الراجل التانى ده..هعمل أنا إيه من بعده ياياسين؟
تدخل نبيل الذى ظل صامتا طوال حديثهما قائلا:
ربنا أرحم من انه ياخده منك بعد ماجمعك بيه يامدام زينة..قومى نروح وراه وهناك صلى وادعيله وبإذن الله هيبقى كويس.. بس انتى قولى يارب.
نظرت زينة إلى نبيل لتشعر بالراحة مع كلماته لتنظر إلى السماء قائلة :
يارب.
قال فارس:
متخافيش ياماما..آنكل مروان هيبقى كويس..وهيرجعلنا بالسلامة.
نظرت زينة إلى فارس قائلة فى حزم:
مروان مش عمك يافارس..مروان يبقى باباك..باباك الحقيقى.
نظر فارس إليها يقول بلهفة طفل صغير حرم من أباه طوال سنوات عمره الصغيرة :
بجد ياماما..أنا ابنه بجد؟
أومأت برأسها وهي تربت على شعره بحنان..ليقول بحزم وهو يبدوا أكبر من سنه:
يبقى هيبقى كويس عشان أنا طلبت من ربنا يكون لية أب..وآنكل مروان…. قصدى بابا مروان هو أحلى أب فى الدنيا.
تبادل نبيل مع ياسين نظرات حانية بينما احتضنت زينة فارس قائلة فى رجاء:
بإذن الله ياحبيبى ربنا هيرجعلنا بابا بالسلامة .
لتنظر إلى ياسين ونبيل وهي تنهض قائلة بحزم:
يلا بينا.
**********************
قام مجموعة من الأطباء المشهورين بقيادة دكتور عزيز بإجراء العملية لمروان والتى استمرت لساعات ليستبد القلق بالجميع رغم معرفتهم بأن هذه النوعية من العمليات يستغرق تلك المدة ولكن خضوع مروان لها جعلهم لا يدركون شيئا سوى مرور ذلك الوقت بطيئا عليهم يحمل إليهم قلقا بلا حدود.
وبالفعل انتهت العملية..ليستبد بهم قلقا من نوع آخر وهو مرور تلك الساعات على مروان داخل وحدة العناية المركزة..وتقبل جسده لذلك القلب الدخيل عليه ..حتى أطلقوا سراح أنفاسهم والطبيب يهنئهم بنجاح العملية وتقبل جسد مروان القوي لذلك القلب..ثم انتقاله بعد أيام إلى حجرة عادية مع التنبيه الشديد على القريبين منه بأخذ أدويته فى مواعيدها وتجنب الضغط والإرهاق..والمتابعة بانتظام..تناوبوا على الوجود بجواره ..إلا زينة التى صممت على التواجد باستمرار إلى جواره..ليحجزوا لها غرفة بجانب غرفته.. كانت تغير فيها فقط ملابسها وتصلى فروضها التى تدعى له فيها كثيرا..وعندما يغلبها النعاس كانت تنام على كرسي بجواره ممسكة يده ..تخشى ان تتركه فيستيقظ وهي غير موجودة..حتى كان ذلك اليوم الذى شعرت بيده تتحرك بين يدها لتنظر إليه بلهفة..وجدته يفتح عينيه بصعوبة فى البداية لتستقر نظراته عليها بعد عدة محاولات.. ليقول بصوت ضعيف:
أنا فين؟
طفرت الدموع من عينيها وهي تقول:
انت هنا معايا يامروان.
حاول أن يبتسم ولكن ابتسامته جاءت ضعيفة باهتة وهو يقول :
يبقى أنا فى الجنة يازينة.
ابتسمت من وسط دموعها قائلة بعشق:
قلب زينة وعمرها كله.
نظرإلى عيونها الجميلة الباكية وهو يقول بصوت خافت حنون:
احنا مش قلنا خلاص..مبقاش ينفع تبكى وانتى معايا..أنا مش حلفتك يازينة؟
مدت يدها تمسح دموعها بسرعة وهي تقول:
غصب عنى يامروان..انت متعرفش الأيام اللى فاتت دى ..فاتت علية إزاي..أنا معرفتش أد إيه بحبك غير لما قربت أخسرك.
مد يده إليها لتمد يدها إليه تمسكها..وهو يقول بضعف:
والحمد لله ..ربنا كتبلنا ان احنا نكون مع بعض..ومد فى عمرى علشان خاطرك انتى وبس..يبقى نعمل إيه؟..نحمده على نعمة كبيرة وفضل لو عشنا عمرنا كله نحمده عليها مش هيكفى..وعشان كدة..أوعدك اول ما أقدر.. هنروح نحج وهنسفر كل واحد فى الشركة نفسه يحج ومش قادر على حسابى.
قالت زينة فى فرحة:
بجد يامروان؟
ابتسم قائلا بهمس عاشق:
بجد ياقلب مروان.
رفعت يده تقبلها وهي تنظر إليه قائلة:
لو مكنتش بحبك كتير أوى..كنت حبيتك أكتر.
ابتسم بضعف قائلا :
طب ما تدينى بوسة فى بقى.. جايز أكبر الموضوع وأسفر كل واحد مش قادر فى مصر يحج على حسابى.
اتسعت عينيها فى صدمة لتضربه بخفة على يده قائلة:
مروان انت بقيت قليل الأدب على فكرة.
قال مروان بابتسامة ضعيفة:
تانى قليل الأدب..انتى مراتى ياهابلة.
نظرت إليه بغيظ قائلة:
أنا هابلة طيب أنا قايمة ماشية وسايباك لوحدك.
لتنهض متجهة إلى خارج الغرفة ليناديها قائلا:
طب بوسة فى الخد طيب..يازييييينة.
غادرت زينة ليهز مروان رأسه على جنون محبوبته وهو يبتسم فى عشق.
*********************
بعد مرور سنة
تهادت دارين فى ثوب أبيض جميل وبسيط ينسدل شعرها بنعومة ويكلله تاج رائع لتبدو اجمل عروس وإلى جوارها ياسين يبدو فى أجمل حلة..يتجهان إلى نبيل الواقف بتوتر والذى ما ان لمحهما حتى استقرت نظراته العاشقة على محبوبته وهي تتقدم إليه برقة ليأخذ بيدها من يد ياسين..ويقترب منها يقبلها من رأسها بحنان ليصفق الجميع..ويتجه العروسين لآداء رقصة السلو ..بينما اتجه ياسين ليقف بجوار زوجته فتون والتى تألقت فى فستان وردى جميل أظهر حملها الصغير ليضع يديه على كتفها وهما ينظران إلى نبيل ودارين اللذان يرقصان برقة وعيون كل منهما لا تفارق عيون الآخر ليظهر الحب جليا على ملامحهما..تتهادى كلمات أغنية يارا الرائعة(بيت حبيبى) لتتغلغل إلى وجدانهم..وتعبر عن مشاعرهم.
(ودوني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه
دا بقالنا مدة طوبة طوبة من الحب بنبنيه
انا لابسة الطرحة ومش سيعاني الفرحة و انا وياه
ارمو الورد علينا وباركولي بيه
هاسمع كلامه وتحت امره في اللي يقولي عليه
وبأي شكل هريحو لو حتى يطلب ايه
وان جبت منو بنت يارب تبقى شبهه
وان كان ولد هدعيلو يتربى بايديه
بعد النهارده محدش غيره ليه عليا كلام
وان حد شافنا مش هيقول تلت التلاتة كام
انا شايلة اسمه فيه بقاسمه شريكته في الحياة
زفونا يا ناس خلونا نروح أوام
هاسهر على راحته وعمري فــ يوم مااقلق منامه
هاكله بإيديا مهما عليا قالو لامو
دلوقتي ماليش فــ الدنيا حد تاني غيره
وهاعلي من شانه واكبر مقامه
انا هامشي ايديه في ايديه
ومش هخاف وأخبي وهاقول للناس بحالها
دا الي اختارو قلبي
ومن النهاردة مش هابقى لوحدي تاني ابدا
ولا يوم هايجيلي نوم ينام هو جنبي
بعد النهاردة محدش غيره ليه عليا كلام
وان حد شافنا مش هيقول تلت التلاتة كام
انا شايلة اسمه فيه بقاسمه شريكته في الحياة
زفونا يا ناس خلونا نروح أوام.)
قالت فتون بسعادة:
شكلهم حلو أوى ياياسين..أنا عايزة أرقص معاهم.
قال ياسين باستنكار:
ترقصى معاهم إيه بالبطيخة دى..انتى اتجننتى يافتون؟
نظرت إليه فتون بغيظ قائلة:
اتجننت عشان عايزة أرقص ياياسين..انت شكلك مبقتش تحبنى زي الأول.
اتسعت عينا ياسين بصدمة:
انا مبقتش أحبك زي الأول..أمال لو مكنتش لسة رافد السكرتيرة بتاعتى انبارح عشان خاطرك..كنتى قلتى إيه؟
قالت فى ضيق:
ويعنى إيه رفدت سكرتيرتك عشان خاطرى..ايه المشكلة يعنى؟
قال ياسين بسخرية:
لأ مش مشكلة خالص..خامس سكرتيرة أرفدها فى سنة وعادى جدا..وإيه يعنى؟أصلهم معجبوش مراتى يبقى لازم أرفدهم ..أومال..ما هو ياكدة ياهبقى مبحبكيش..صح؟
دمعت عيناها قائلة:
انت بتتريأ علية ياياسين..طب زعلانة منك..و مخاصماك وهروح أبات النهاردة عند زينة.
لتتركه وتمشى لينادى عليها قائلا:
فتون..استنى بس هقولك.
قال مروان بابتسامة:
عيب ع الرجالة ياجدع..مزعل مراتك ليه يابيضا؟
قال ياسين بغيظ:
بيضا برده؟..ما علينا.. بكرة مراتك تحمل ونشوف هرمونات الحمل هتعمل فيها إيه وفيك انت كمان ياأخويا.
ابتسم مروان قائلا:
من بقك لباب السما ياشيخ..هي تحمل بس وتجيبلى بنوتة صغيرة وأنا مستعد أتحمل أي حاجة.
نظر إليه ياسين شذرا قائلا:
ماشى ياسيدى..خد بقى عندك..فتون غضبانة وهتيجى تبات عندكم مع زينة..فاهمنى طبعا..يعنى زينة النهاردة هتبات فى حضن مين؟..فى حضن فتون.. اتحمل بقى ياسى مروان.
قال مروان بجزع:
نعم ياأخويا..تبات فى حضن مين؟..لأ ..بقولك إيه..روح صالح مراتك ياياسين..معندناش ستات تبات برة البيت..الموضوع هيكبر ومش هتعرف تلمه ودى ستات وهتتلم مع بعضها وتتفق علينا.
عقد ياسين حاجبيه قائلا:
تفتكر؟؟
قال مروان:
أومال..يلا ياابنى روح صالحك مراتك..وبلاش لعب عيال.
قال ياسين:
وعلى إيه؟..أنا رايح..عايزة ترقص ترقص..هي جت على الرقص يعنى.
ليغادر تتبعه عينا مروان الذى ضرب كفا على كف قائلا:
ياسين شكله اتجنن..آل مراته تبات فى حضن مراتى آل..أومال انا هبات فى حضن مين؟
استمع إلى صوتها الرقيق وهي تقول فى مرح:
انت بتكلم نفسك ياحبيبى؟
التفت إليها يتأمل ملامحها الجميلة والتى ازدادت جمالا فى ذلك الفستان الفضي والذى اختاره لها خصيصا لأنه يذكره بلون عيونها التى لطالما سحرتاه..ليبتسم فى عشق قائلا:
ما هو انا لازم أكلم نفسى عشان حبيبتى سابتنى واقف لوحدى..وفجأة اختفت.
اقتربت منه تمد يدها لتساوى له رباط عنقه قائلة:
كنت بطمن على فارس ياحبيبى..كلمت دادة نجاة ربنا يخليهالنا ويرحم دادة تحية يارب..
قال مروان:
ربنا يرحمها ياحبيبتى..ودادة نجاة قالتلك ايه؟
لتقول زينة :
قالتلى إنه أكل ونام..مش كنا جيبناه معانا أحسن من القلق ده؟
رفع يده يضعها على خصرها وهو يقول:
فارس بينام بدرى وكان هيتعب لو جه معانا..وبعدين هو انا مش من حقى استفرد بمراتى حبيبتى ولو ليوم واحد.
ابتسمت وهي تمد يدها تمررها على وجنته قائلة :
حقك ياحبيبى..بس هي دى فكرتك عن الاستفراد بحبيبتك يامروان؟
ابتسم لها قائلا:
تؤ تؤ تؤ..عيب عليكى ياحبيبة قلب مروان..ده أنا حاجز أوضة فى الفندق هنا ومش هنخرج منها غير واحنا مخاويين فارس بإذن الله.
ضربته بخفة على كتفه قائلة:
انت قليل الأدب على فكرة.
ابتسم قائلا:
قديمة ..هاتى غيرها.
ابتسمت قائلة:
طب بحبك.
اتسعت ابتسامته وهو يقول:
هي قديمة ..بس هتفضل فى كل مرة أسمعك فيها بتقوليهالى.. وكأنها اول مرة بسمعها يازينة.
قالت فى عشق:
بحبك ياقلب زينة.
نظر إلى عمق عينيها قائلا بعشق:
وأنا بعشقك ياقلب مروان.
#الخاتمة
الخاتمة
دلفت دارين إلى جناحهما بالفندق يتبعها نبيل الذى أغلق الباب بقوة خلفه لتلتفت إليه دارين تنظر إلى ملامحه الغاضبة وعروقه النافرة بتوجس..ليقترب منها نبيل قائلا بغضب:
أنا مش قلتلك قبل كدة مشوفكيش بتضحكى مع زفت الطين ده اللى اسمع علاء ؟
ابتلعت دارين ريقها قائلة بتوتر:
أيوة قلتلى ..بس هي جت كدة..مش مقصودة يعنى..كانت واقفة معانا نهى أخته وهي اللى ضحكتنى.. والله كان غصب عنى.
مال نبيل ينظر إلى عينيها مباشرة قائلا بعصبية:
غصب عنك..آااه..طيب انتى تقطعى بقى علاقتك بنهى وأخوها خالص..مفهوم؟
رفعت دارين حاجبيها قائلة باستنكار:
انت بتقول ايه؟مقدرش طبعا ..نهى دى صاحبتى من زمان.
جز نبيل على أسنانه قائلا:
وأخوها ده مش كان عايزك ولا نسيتى؟
تنهدت دارين قائلة:
لأ منستش..انت اللى نسيت انى رفضته ومن قبل حتى ما أعرفك كمان..يبقى فين المشكلة بس؟
قال نبيل بحدة:
المشكلة..المشكلة ان ميفرقش معايا رفضتيه أو لا طول ما انا عارف انه بيحبك..انتى مشفتيش كان هياكلك بعنيه إزاي..أنا كنت هولع فيه بس خفت أبوظ عليكى فرحتك.
دمعت عيناها وهي تقول:
وهو انت دلوقتى مبوظتش فرحتى يانبيل..فيه واحدة يوم فرحها يفضل جوزها يتخانق معاها بسبب تافه زي ده؟
رغم الغصة التى أصابته لمرأى دموعها إلا أن كلماتها أصابت قلبه بالألم لتتحول ملامحه إلى الجليد وهو يقول:
سبب تافه….يعنى انتى شايفة بقى انى راجل تافه زي الموضوع اللى بكلمك فيه يادارين؟وبتلكك صح؟
كادت أن تنطق ولكنه أشار لها بالصمت وهو يقول:
الاجابة واضحة ومش محتاجة كلام..عن إذنك.
خرج إلى شرفة جناحهم تتابعه عيناها بألم لتراه يخرج من جيبه علبه سجائره ويخرج منها سيجارة أشعلها وأخذ منها نفسا عميقا ليطلقه بعصبية..لتدرك أنه غاضب للغاية ومعه حق..فهي تعلم أن علاء مازال يحبها ومع ذلك وقفت معه ومع أخته وتضاحكوا سويا رغم علمها أن نبيل يغار عليها وبشدة..انتابتها الحيرة بين أن تتركه يفرغ انفعاله ثم تتكلم معه بهدوء..وربما تعتذر منه..وتعده أن لا تكررها..أوأن تتجه إليه حالا وتعتذر لتعود المياه إلى مجاريها..خاصة وهي لا تطيق أن تراه على تلك الصورة الغاضبة ..حسمت رأيها وهي تتجه إليه بخطوات سريعة تضمه من الخلف بقوة..أحست بجسده يتجمد لثوان قبل أن تشعر به يرتخى من جديد لتقول بهمس:
آسفة..متزعلش منى..والله ما قصدت أقلل منك أو أزعلك ولو بكلمة..انت معاك حق وأنا غلط بس انت بتحبنى وهتسامحنى ..وأوعدك أقطع علاقتى بالناس كلها لو حبيت بس متزعلش منى.
ألقى نبيل سيجارته من الشرفة وهو يمد يديه يمسك بيديها اللتين تحيطان بخصره يحركها لتقف قبالته لتواجهه عينيها اللتين لطالما سحرتاه والمليئتان الآن بالدموع .. لتنزل دمعة خائنة منهما فمد يده بحنان ليمسحها وهو يقول بهدوء:
أنا مقلتش اقطعى علاقتك بالناس كلها ..أنا قلت اقطعى علاقتك بعلاء وأخته بس..
ثم رفع يده يتخلل خصلات شعرها برقة قائلا بعشق:
أنا بغير عليكى من الهوا اللى بيلمس شعرك يادارين..عشان خاطرى حاولى تفهمينى وتستوعبى غيرتى دى..انا مبستحملش حد يبصلك بصة واحدة..بتجنن.
نظرت إلى ملامحه التى تعشقها قائلة:
فاهماك ياحبيبى وأوعدك انى أحاول أستوعب غيرتك.. بس أهم حاجة متزعلش منى أبدا..أنا لو انت زعلت منى، بحس ان الدنيا وحشة أوى يانبيل.
تأمل ملامحها الجميلة بعشق قبل أن يقترب من شفتيها قائلا أمامهما:
قلب نبيل وعمره كله.
ليأخذ شفتيها فى قبلة طويلة أودعها مشاعره التى يكنها لتلك المخلوقة الرائعة بين يديه..ليترك شفتيها وهو ينثر القبلات على وجهها وعنقها لتهمس هي بإسمه بصوت متقطع النبرات ليغمغم قائلا:
امممممم.
قالت بأنفاس متسارعة:
الناس.. يانبيل..احنا..فى البلكونة.
ابتعد عنها نبيل بوجهه ينظر إليها بعيون غائمة من المشاعر وهو يقول:
الفندق ع النيل ياقلب نبيل .
ليبتسم مستطردا:
عموما تعالى ندخل جوة أهو حتى نبقى براحتنا..أقلعك الطرحة تقلعينى الكرافات…
قاطعته قائلة فى خجل:
نبيل..انت بتقول ايه؟
اتسعت ابتسامته قائلا:
وأنا لسة قلت حاجة ..ادخلى ياحبيبتى الأوضة قبل ما أخلى أفعالى هي اللى تقولك.
دلفت دارين الى الحجرة بسرعة قبل أن يبتسم نبيل على خجلها الظاهر ومد يده يغلق باب الشرفة وهو يقول:
استعنا ع الشقا بالله.
********************
اقترب ياسين من أذن فتون قائلا بهمس:
افتحى عيونك.
فتحت فتون عيونها لتجد قاعة الرقص الخاصة بالفندق فارغة تماما ..تصدح فيها أغنيتهم المفضلة والتى رقصوا عليها فى بيروت..(نخبى ليه لوائل جسار)..نظرت إليه فى دهشة..ليمد يده إليها بابتسامة قائلا:
تسمحيلى بالرقصة دى؟
اغروقت عيناها بالدموع وهي تقول:
انت حجزت القاعة دى عشانى؟
أومأ برأسه لتستطرد قائلة:
والأغنية دى برده عشانى؟
أومأ برأسه مجددا لتحتضنه بقوة قائلة:
أنا بحبك أوى ياياسين.
ضمها يستنشق عبيرها الرائع وهو يقول بعشق:
وأنا بحبك أكتر ياقلب ياسين.
ليبتعد عنها بعد ثوان قائلا:
تسمحيلى بقى أرقص مع حبيبتى وبنتى؟
أومأت برأسها فى سعادة وهو يأخذ بيديها يضعهما حول رقبته بينما ضمها من خصرها لتقول هي بعشق:
انت بجد بتحبنى اوى كدة ياياسين؟
ابتسم قائلا:
واكتر من كدة ياقلب ياسين.
أحس بترددها وهي تقول:
و…ميسون؟
نظر إليها يقول بحزم:
ميسون ذكرى جميلة لحب حبيته زمان..بس الحاضر والمستقبل هو انتى ياحبيبتى.
قالت وهي تتأمل ملامحه الرجولية التى تعشقها:
طيب بما ان اللى فى بطنى بنوتة..فأنا..يعنى..عايزة أطلب منك طلب.
ابتسم وهو يعرف طلبها ليقول:
عايزة تسميها ميسون..صح؟
أومأت برأسها دون أن تنطق بحرف..لتتسع ابتسامته وهو يقول:
طلبات فتون هانم أوامر.
اتسعت عيون فتون بفرحة لتشع ملامحها بتلك الابتسامة التى يعشقها وهي تضمه بقوة قائلة بسعادة:
انت مفيش منك اتنين ياياسين..ربنا يخليك لية.
أغمض ياسين عينيه قائلا فى عشق:
ويخليكى لية ياحييبتى.
ليظلا هكذا كل منهما بين ذراع الآخر تتهادى خطواتهم على نغمات تلك الأغنية الرائعة..تطوف بهم أنغامها بين نفحات العشق.
*****************
دلف مروان إلى جناح الفندق يحمل زينة بين يديه..تتشابك نظراتهما العاشقة ليغلق الباب خلفه بكعب قدمه ثم يتوجه بها إلى السرير ويضعها برفق ..مال باتجاهها يحل ربطة شعرها ليتساقط حول وجهها بنعومة..تأمل وجهها الحبيب قائلا بعشق:
هتصدقينى لو قلتلك وحشتينى؟
تأملت ملامحه بدورها وهي ترفع يدها تلفهما حول عنقه وهي تقول:
هصدقك لإنك بتوحشنى وانت قصاد عينى.
تأمل شفتيها الجميلتان واللتان دائما ما تغدق عليه كلماتهما سحرا يغرق فيه..أما عندما يجتمعان مع شفتيه فلا يوجد فى الكون كله شعورا قد يصف حالته وقتها..فهو يشعر وقتها بأنه يطوف بروحه فى عالم رائع يجعله يغيب تماما عن كل ما حوله..اقترب بشفتيه من شفتيها يود أن يغيب فى كونهما الخاص..لتوقفه وهي تحل عقدة يديها من حول رقبته لتضع إصبعها على شفتيه تمنعه من تقبيلها قائلة بحنان:
خدت الدوا بتاعك؟
قبل إصبعها الساكن على شفتيه ..لترفعه بخجل وهو يقول :
خدته ..واطمنت من الدكتور كمان إنى أقدر أمارس دلوقتى حياتى الطبيعية زي أي راجل يازينة..
ليرفع يديه يحيط وجهها قائلا :
أبوس ايدك بقى بطلى قلق على صحتى..أنا زي الفل دلوقتى..وفى اللحظة دى شوقى ليكى جايب آخرى ولو مبستكيش حالا..روحى هتطلع من…..
لتقطع زينة كلماته وهي تضم وجهه تقبله بقوة لتتسع عينيه بدهشة قبل أن يغمض عينيه يبادلها قبلتها بشوق..بحنان..بقلب غارق فى العشق..ليبتعد عن شفتيها حتى يسمح لهما بأخذ أنفاسهما الضائعة فى ثنايا العشق..ليرفع يده يمررها على وجنتها هامسا بمشاعر ظهرت واضحة فى تهدج نبراته:
بحبك يازينة..بعشقك.
لم يمنحها فرصة للرد على كلماته المتيمة وهو يقبلها مجددا يمد يده ويغلق تلك الأباجورة بجواره لتغرق الحجرة فى ظلام ينيره فقط ضوء القمر الدالف من الشرفة وعشق اجتاح كيانهما بالكامل

تمت…

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جحر الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى