رواية جبروت الفصل السادس والأربعون 46 بقلم أسماء أبو شادي
رواية جبروت الجزء السادس والأربعون
رواية جبروت البارت السادس والأربعون
رواية جبروت الحلقة السادسة والأربعون
فتـح لهـا بـاب السـيارة و مـد يـده لهـا، نزلـت و هـي تمسـك بيـده و تتطلـع حولهــا للمــكان و كأنهــا تــراه للمــرة الأولى و بالفعــل فالمــرة الماضيــة لا تحتســب..
ريتال بأبتسامة: انا قولت مكان هادي مش بيت هادي.
عمـر بأبتسـامة جانبيـة: بغـض النظـر عـن أنـه بيتنـا وان الزيـارة دي أتأجلت كتـير الا ان فعلا المـكان هنـا هيريحك.
ريتال بتنهيدة : وانا حقيقي محتاجة ارتاح.
مــا ان انتهــت مــن جملتهــا حتــى حملهــا بـين يديــه وهــو يدخــل بهــا إلى المنــزل
اعترضت بحياء و دهشة : عمر.
عمر: اهال بيكي في عالم الراحة يا قلب عمر وحبيبة عمر و عُمر عمر.
ريتال بخجل : نزلني الحرس هيبصوا علينا.
عمر بمرح : افقع عنيهم لو عملوها.
دخـل بهـا إلى المنـزل و هـي أشـارت لـه على البـاب الزجاجـي حيـث دخلـت المـرة الماضيـة، انزلهـا برفـق و اجلسـها على أريكـه مريحـة لم تكـن موجـودة المـرة الماضيـة وإنما أمـر بوضعهـا منـذ أيـام لأنه كان يخطـط ان يقضيـا يومـا هنـا، تركهـا تنظـر إلى الازهـار والاشـجار،وخرج لدقيقـة واحـدة، عـاد عمـر ليجدهـا كما تركهـا ..
عمر: طلبت من الشيف يحضرلنا اكل هنا هيعجبك جدا.
ريتال: تمام.
عمر: مش هتقوليلي جدك قالك ايه؟
تنهدت ريتال و هي تتحدث بخفوت: اقولك ايه؟
جلـس بجانبهـا و جعلهـا تتسـطح على الاريكـة و تضـع رأسـها على فخـذه و أخـذ يلمـس بيديـه على شـعرها: قـولي كل اللي عايـزة تقوليـه.
ريتـال: الـكل بيتألمـوا يـا عمـر، اللي بيمـوت و اللي بيعيـش، اللي بيستسـلم و اللي بيحــارب، الظــالم والمظلــوم، والحــاضر والغايــب، كلهــم بيتوجعــوا ويتألمـوا. المظلـوم بيوجعـه الظلـم اللي وقـع عليـه و الظـالم بيوجعـه ضميـره، و اللي بيستســلم بيتوجــع مــن ضعفــه و اللي بيحــارب بيتعــب و يتوجــع مـن حربـه و في الاخـر الـكل خـسران.
عمر: وانتي؟
ريتال: انا ايه؟
عمر: خسرتي ؟
ريتــال: خـسرت و كســبت، خــسرت أيــام مــن عمــري عيشــتها في تعاســة و وحــدة و ألم، كســبت نجــاح وشــهرة وعلــم ، خـسرت عيلــة مــن دمــي و كســبت عيلــة تانيــة قويــة جمعتنــي بيهــم الظروف،لــو قارنــت خسارتي بالمكســب هلاقي نفــي اكـتـر واحــدة كســبت في الحــرب الطويلــة دي.
عمر: لأنك حاربتي يا ريتال، مستسلمتيش.
ريتال: يمكن لو كنت استسلمت…….
قاطعهــا عمــر: اوعــي تقــولي كلمــة ( لــو ) ، الكلمــة دي هتحــسرك اكــتر و تدخلـك دوامـة مالهـاش اول مـن آخر،انتـي بنفسـك معترفة ان الاستسلام ضعـف وانتـي عمـرك مـا كنتـي ضعيفـة، ارضي ب اللي وصلتيلـه يـا ريتـال و احمـدي ربنـا.
ريتـال: الحمـد للـه على كل حـال، ربنـا انعـم عليـا كتـير اوي، بفضلـه انـا وصلـت لـكل اللي انـا فيـه ، في قمــة ضعفــي عطــاني قــوة و مقــدرة على التخطــي و في قمــة وحــدتي رزقنــي اصدقــاء أوفيــاء وقلوبهــم مــن دهــب.
لينظر إلى عينيها بنظرات ذات معنى : الحمد لله، مش فاكرة حاجة تانية ربنا رزقك بيها؟
ريتال بأبتسامة: رزقني بزوج رائع، احس انه عوض ليا.
غمز لها بإحدى عينيه : دا انا صح؟
اعتدلـت جالسـة بجـواره تنظـر لـه: ايـوة يـا عمـر انـت ( ارتبكـت قليـا و احمـر وجههـا خجلا ) انـا اوقـات ببقـى عايـزة اقولـك حاجـات كتيـر لكـن، لكـن…
عمر بنظرات عاشقة: لكن ايه؟
ريتـال بتوتـر : مـش عارفـة، انـا متعودتـش على كـدة او مـش قـادرة اكـون كـدة لكـن انـا نفـسي اكـون كـدة.
عمـر برفق : كـدة اللي هـو ايـه؟ ممكـن متتكلميـش بالالغـاز في اي لحظـة بينـا زي دي.
ريتـال: لما بشـوفك او اكلمـك بحـس براحـة جوايـا، عـارف انـت لما تكـون بتجـري بقالـك سـاعة و فجـأة تقـف ترتـاح، اهـو هـو ده إحساسي بحـس معـاك بالسـكينة والطمأنينة ، بحـس معـاك بـأروع احسـاس في الكون ، الاماااان.
نظر عمر إلى عمق عينيها وهي تبادله النظرات الشغوفة أقترب بوجهه منها وهو يهمس لها: بحبك.
ريتال بقلب ثائر: وانا كمان.
عمر بهمس حار: ريتاال.
ريتال بلهجة مسحورة : نعم.
عمر بحروف ترجى : بتحبيني.
لتعبر له عن كل مشاعرها : بحـس معـاك بالامـان و برتـاح لما اشـوفك و بطمـن لما اسـمع صوتك و بخـاف لما تغيـب، كل ده مـا يعرفكـش اني بحبـك.
امتزجـت أنفاسـهم ببعضهـا و العيـون لا تطـرف أبـدا و بينهـم لغـة تؤكـد ماينطـق بـه اللســان، أقترب منهــا و لمـس شــفتيه بشــفتيها، لمسـة شــفتيه جعلتهـا ترتعـش مـن المشـاعر، ومـن ثـم أصبحـت اللمسـة قبلـة جامحـة، لم تكـن قُبلـة راغبـة او متعطشـة ولا حتـى مشـتاقة بـل كانـت عشـق، ولكـن جـن جنونـه وهـو يشـعر بهـا تبادلـه القبلـة ليـس بجمـوح مثـل جموحـه وإنما بخجـل و بـراءة، لم تشـعر بـه وهـو يميل عليهـا فقـط تركـت نفسـها لقلبهـا، رفـع رأسـه لينظـر إلى عينيهـا آمـراً بعـين عطشـى: قوليهـا تـاني .
اجابته بطاعة محببة: بحبك.
عـاد مـرة أخـرى إلى شـفتيها وكأنـه يريـد تذوقهـم بعـد أن نطقـت بالكلمـة السـحرية، رفـع رأسـه مـرة أخـرى لينظـر إليهـا: لازم نتجـوز، النهـاردة قبـل بكـرة.
حاولـت التملـص منـه و أبعـاد ثقـل جسـده عنهـا بعدمـا ادركـت انهـا ملقـاة على الاريكـة وهو يجثوا عليها ومـا ان نجحـت وقفـت سريعـا وهـي تحـاول لملمـة شـتاتها.
ريتال بخجل من استسلامها له ومبادلته: على فكرة انت مش محترم .
عمـر: لـو شـوقي ليـكي قلـة احتـرام فأنـا مـش محتـرم نهائي وعمـري ماهكون محـتـرم معاكي.
ريتـال: بـس يـا عمـر بقـى وياريـت تسـمعني علشـان عايـزة اقولـك حاجـة مهمـة.
سألها وهو يقترب منها مرة أخرى : قبل اي حاجة، هنتجوز امتى؟
أخذت تبعد بظهرها للخلف وهي توقفه بيدها : اسمعني الاول وانت تعرف.
وقف ثابتا في مكانه : اتفضلي
ريتال: عايزة نرجع مصر ونستقر هناك.
عمــر بدون تفكير : وانــا معنديــش اعـتـراض وســبق واتكلمنــا في الموضــوع ده قبــل كــدة وقولتـي ان في مـا يمنع عنـدك للسـفر حاليـا.
ريتــال بسعادة : اللي كان منعنــي البحــث وخــلاص انــا في المرحلــة الاخـيـرة لــو اتفرغتلــه اســبوع هخلصــه وبالنســبة للباقيـين فهكلمهــم و نحــاول نحــدد ميعــاد للســفر، انــا واثقــة ان محــدش هيعتــرض لأن كلنــا مشتاقين لمصــر.
عمـر: تمـام وانـا كـمان هظبـط امـوري هنـا ونرجـع مصر كلنـا ان شـاء اللـه ( وأضـاف بحـزم وصرامـة ) نتجـوز فـورا يـا ريتـال.
ريتـال بتوتر : ان شـاء اللـه نسـتقر بـس الاول هنـاك لأن اكيـد الموضـوع هيكـون صعـب.
عمر بمساندة : لا متقلقيش ان شاء الله مافيش حاجة صعبة.
في اليـوم التـالي مسـاء في شـقة الاصدقـاء، انتهـوا مـن تنـاول العشـاء معـا وقـد أخبرتهـم ريتـال بمـا يشـغل بالهـا بالعـودة إلى مصـر، تحمـس ادم كثـيرا فذلـك يعنـي اقـتراب زواجـه مـن ليلـه، وايضـا تحمسـت ليلـه كثيـرا للعـودة إلى والديهـا..
ادم: بالنســبة للشــغل والشركــة، كل حاجــة في مـصـر تمــام و تقريبــا هنــا خــلاص الاوضــاع بقــت مســتقرة و لــو هنحتــاج نوســع شــغلنا فالــكلام ده هيكــون في مـصـر مــش هنــا.
ليلـه: فعلا ، ممكـن نكتفـي بالمتابعـة مـن هنـاك بعـد مـا نعـين مديـر ثقـة طبعـا و ده موجـود بالفعـل و كـمان هنيجـي هنـا على فتـرات، حتـى لـو هننسـق الموضـوع ده بينـا صـح يـا ميمـي.
ماريـا: صـح وملخصـا لـكل كلامكـم احنـا نقـدر نسـافر في اقـل مـن شهر لان تقريبـا احنـا بنخطـط للسـفر مـن بدايـة شـغلنا.
مـروان بتوتـر: ايـه يـا جماعـة اهـدوا شـوية، مالكـم متسربعـين اوي كـدة ليـه؟
ليلــه بحنـين : مــش سربعــة يــا مــروان، و مــش تـسـرع ابــدا، كفايــة ســفر بقـى و غربـة، ولا انـت مـش وحشـك بلـدك ولا امـك ولا ابـوك ولا ارضـك يـا مـروان، ارضنـا اللي اتربينـا عليهـا.
مـروان: كل ده وحشـني بـس قلقـان، و حاسـس اننـا بنتـسرع في القـرار ده وبعديـن شـغلك في الجامعـة مفكرتيـش فيـه، و كـمان ريتـال و البحـث اللي مفــروض بتشــتغل عليــه و المؤتمــرات اللي بتحضرهــا هنــا، و شــغل ماريــا كمـان.
ريتـال بحماس شديد : انـا النهـاردة اخـدت اسـبوع اجـازة مـن المستشـفى و حـددت ميعـاد لمناقشـة موضـوع البحـث و بلغـت بيـه دكتـور جاكسـون و الجامعـة كـان، و المؤتمـرات عـادي هحضرهـا، هـو احنـا هنـروح مصـر ومـش هنرجع هنـا، اكيـد وقـت مـا نحتـاج نيجـي هنيجـي.
ليلـه بحماس أشد : وانـا كـمان مـن البدايـة قبلـت بشـغل الجامعـة لأنه هيرفعنـي اكتـر والحمـد للـه، وحاليـا بلـدي أولى بيـا.
نظـر مـروان إلى ماريـا التـي نظـرت إليــه بأبتسـامة مشاكســة: ايـه ؟ ارد انـا كمـان؟
مــروان بضحكــة وقــد زال توتــره: لا ماترديــش معــروف اصـلا ان مكانــك مــكان مــا انــا موجــود.
ماريا: مين ضحك عليك و قالك كدة، انا مكاني مع عيلتي.
مروان بنظرات عاشقة: طب ما انا عيلتك.
ادم بمشاكسة : لا اله الا الله ، هو احنا سراب ادامكم، ماتقولي حاجة يا ريتال.
ريتال بنظرات ساخطة لمروان لكن لا تخلو من المرح : اقول ايه، من امبارح وهو على كدة مش طبيعي
ليله: اعذروه يا جماعة كان مجنون و بقى عاقل.
ادم: هو كدة عاقل؟
ريتـال: ممكـن نرجـع لموضوعنـا الأساسي و سـيبوا الجنـان شـوية، ( نظـرت إلى مـروان ) مسـتعد للعـودة يـا مـارو ؟
مــروان وهــو ينظــر إلى ماريــا: طلامــا كلنــا راجعـيـن يبقــى مســتعد، نتــوكل على اللـه و نجهـز امورنـا.
بعد عدة أيام.. في جامعة نيويورك:
انهـت ريتـال التحـدث عـن موضـوع بحثهـا و تناقشـت فيـه مـع اكـبر أطبـاء العــالم و الذيــن حـضـروا اليــوم مــن أجلهــا في مؤتمــر كبـيـر، هــي الطبيبــة ريتــال المهــدي والتــي لا يســتهان بهــا لطلامــا ابهــرت الجميــع بأبحاثهــا وعلمهـا الـذي حصدتـه بتعـب و سـهر ليـال طويلـة، نظـرت إلى مـن ينظـرون إليهـا منهـم المندهـش و الغـير مصـدق والـذي ينظـر بشـغف إلى مـا تحدثـت عنـه، و مـن ثـم نظـرت إلى مـن كانـوا يومـا اسـاتذتها وأصبحـت الان لا تقـل شـأنا عنهـم ولكـن يبقـوا هـم أسـاتذة لهـا و الان ينظـرون إليهـا بفخـر، هـذه التـي تقـف الان كانـت يومـا تلميذتي ، واخيـرا انتقلـت ببصرهـا إلى عائلتهـا، صديقتيهــا و ادم و مــروان واخيــرا حبيبهــا و الــذي رغــم ان بينهــم مســافة ليسـت قليلـة رأت كيـف يحتويهـا بعينيـه كما يفعـل دائما ، يحتـوي حزنهـا و سـعادتها ، بؤسـها و مرحهـا، كل مـا تتمنـاه الان هـو ان يـدوم حالهـا على ماهـو عليـه الان….
هــي الان لا تحقــد على احــد، ليــس في قلبهــا ســوادا ولا كرهــا تجــاه أي شــخص بالكــون فقــد تصالحــت مــع نفســها و قلبهــا و عقلهــا، لا شــئ يســتحق فالحيــاة ان نحقــد عليــه فالــكل زائــل و مــن يفكــر بالماضي لا يســتحق الا الشــفقة، ووســط تزاحــم الافــكار بداخلهــا لم تــرى مــن يقــف بأحـدى الزوايـا خلـف جمعـا مـن البـشر ينظـر إليهـا بحسـرة تنخـر قلبـه نخـرا ولم يسـتطع أن يراهـا تتبـادل النظـرات مـع ذلـك الغريـب و هـرب مـنالمـكان وكأن الشياطين تطـارده و تلـك الشياطين لم تكـن الا نفسـه و هوسـه وطمعـه بمـا ليـس لـه…
ذهبـوا جميعـا إلى المطعـم لـكي يحتفلـوا بهـذه المناسـبة السـعيدة و شـاركهم الاحتفـال أصدقائهـم العـرب، فالغربـة تجعلـك تتقـرب مـن كل من تشعر بـه أنـه ينتمـي إلى وطنـك.. جلسـت ماريـا بجـوار مروان وهـي تبتسـم إليـه بسـعادة، فهـو قـد طلـب يدهـا مـن والدهـا قبـل أيـام و اخـذ منـه الموافقـة على الارتبــاط، رغــم انــه شــعر أنــه ليــس راضيــا كليــا عليــه ولكــن على الاقـل هـو لم يرفـض او يعتـرض و ذلـك ليـس لأجـل ماريـا فقـط وإنما لأنه رآه شــاب مكافــح وطمــوح يختلــف كثـيـرا عــن الارعــن الــذي كانــت تريــد الارتبـاط بـه.
و عـاد والدهـا إلى بـيروت بعـد أن علـم ان ابنتـه لـن تعـود معـه ابـدا إلى موطنـه وانهـا اختـارت وطـن غيـر الوطـن و عائلـة هـو ليـس فـردا منهـا.
امـا مـروان فهـو الاخـر يبادلهـا النظـر بسـعادة و شـيئا مـن التملـك فهـي أصبحـت ملـك لـه، هـو احـب زينـة مـن قبـل ولكـن ماريـا تختلـف كثـيرا، بـكل مـا فيهـا تختلـف، جرائتهـا، شـقاوتها، ايضـا حبـه لهـا يختلـف ، هـي أقسـمت أن تكـون امـرأة فريـدة مـن نوعهـا في كل شـئ.
امــا ليلــه فكانــت تنظــر إلي ادم وهــي لأول مــرة تعـتـرف لنفســها بأنهــا وقعـت في حبـه و كيـف لا تقـع، كيـف لهـا ان تجـد شـخص مثلـه ولا تعشـقه
ادم خلـق لكي يُعشـق، ولكنهـا تخـاف ذلـك العشـق، هـي مرتعبـة ولكـن يتلاشى الخـوف والرعـب بداخلهـا عندمـا ينظـر إليهـا تلـك النظـرة التـي تخبرهـا ان كل شـئ بخيـر و سـوف يكـون هكـذا دائما و هـي تصدقـه، بـل تؤمـن بـه و بحبـه.
و ادم مـن حـين إلى آخـر يمسـك يدهـا و يضغـط عليهـا بقـوة ليثبـت لنفسـه أنهـا أصبحـت مـن حقـه و بعـد أيـام معـدودة سـوف تصبـح زوجتـه ومـن حقــه كليــا و يفكــر بأنــه اخـيـرا حصــل على موافقــة عائلتــه على زواجــه منهـا.
والدتـه بالبدايـة رفضـت لكونهـا مطلقـة ولكـن عندمـا علمـت مـن تكـون هـي وانهـا شـخصية مرموقـة هنـا بنيويـورك و ايضـا هـي مـن ضمـن جمعيـة حقــوق المــرأة العالميــة ( والتــي انضمــت لهــا مــع صديقتيهــا قبــل طلاقهــا عندمــا أرادت كســب علاقــة تنفعهــا في قضيتهــا ) وبالنهايــة كلمــة قاســم رسـلان هـي الاقـوى..
ريتـال.. تلـك التـي مـا زالـت تنظـر إلى مـن حولهـا وكأنهـم إنجـاز في حياتهـا وبالفعـل هـم كذلـك بـل أكثـر، وتسـتقر نظراتهـا على مـن يجاورهـا ،،، الحبيـب هـل بالفعـل وجـدت مـن كانـت تحلـم بـه، لكـن هـو شـاردا عنهـا وقـد انشـغل في الحديـث مـع ادم الـذي مـازال يمسـك يـد ليلـه مـن أسـفل الطاولة ولكـن شـعر بنظراتهـا وكأنهـا تناديـه، فنظـر إليهـا بتسـاؤل ضـاع مـا ان رأى كيـف تنظـر إليـه.. ياللـه تلـك النظـرة منهـا تجعلـه يشـعر و كأنـه الرجـل الوحيــد على هــذا الكوكــب، تجعلــه يشــعر بفخــر ذكــوري كبـيـر، نظــرة ترفعـه إلى السـماء و يبادلهـا هـو بعشـق ليـس لـه نهايـة.
بعــد أيــام شــعروا أنهــا طويلــة جــدا، هبطــت طائرتهــم الخاصــة بمطــار القاهــرة والتــي هــي ملــك لعمــر الجزيــري، خرجــوا مــن المطــار جميعــا ليجــدوا جمعــا حافــل مــن الصحافــة ينتظرهــم، بعــد أن رأوا الخبــر امــس بكافـة الصحـف والجرائـد المرموقـة، وخاصـة المجـلات التـي تهتـم بشـئون المـرأة، خبـر بوصـول ثلاثـة فتايـات تحـدوا الصعـاب و حاربـوا لأجل الوصول إلى القمـة، حاربـوا الخـذلان و الوحـدة و الخيانـة، اثنتـان مصريتـان و أخـرى عربيـة، الأولى هـي الدكتـورة ريتـال شريـف المهـدي الجراحـة الشـهرية والتي ابهـرت العـالم وأصـدرت ضجـة في الطـب الحديـث، والثانيـة هـي ليلـه سـالم شــاهين دكتــورة في الاقتصــاد و أصبحــت مــن الخبــراء الاقتصاديــن عالميــا، امـا الاخـرى هـي ماريـا رشـيد عثـمان والدهـا رجـل عـربي مـن لبنـان وامهـا أجنبيــة أمريكيــة، ولكنهــا نشــأت بعيــدا عــن والديهــا وتمســكت بتقاليــد المجتمــع العــربي و لم تكــن يومــا أجنبيــة الفكــر ولا ذو هويــة غربيــة ولكن هي مــن أمرأة غريبة من اكبر أسـاتذة القانـون الدولي .
@@@@@@@@@@@@@@@@
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)