رواية جبروت الفصل الرابع 4 بقلم أسماء أبو شادي
رواية جبروت الجزء الرابع
رواية جبروت البارت الرابع
رواية جبروت الحلقة الرابعة
ذكريـات كثيرة داهمتهـا هـي لم تنسى يومـا ولكـن وجودهـا بذلـك المـكان
يجعلهــا تتذكــر ويزيــد الألم بداخلهــا، أغمضــت عينيهــا بشــدة و نفضــت رأسـها وكأنهـا بذلـك تمنع عقلهـا عن التفكـر بـأي شـئ مـن تلـك الذكريـات دخلـت إلى الغرفـة وأغلقـت البـاب خلفهـا وإذا بهـا تتفاجـئ بوجـود احـدا في الغرفـة .
ريتال: انتي بتعملي ايه هنا؟
الخادمـة: عايـدة هانـم امرتنـي اطلـع لحضرتـك الشـنطة وارتبلـك الـي فيهـا هنـا و……..
اعادت ريتال مقاطعتها: شكرا ليكي تقدري تتفضلي.
الخادمة: بس انا لسه ماخلصتش ومايصحش……
قاطعتهـا ريتـال بأبتسـامة حازمـة: اعتبـري نفسـك خلصتـي و رتبتـي وبعدين انــا مــش معايــا حاجــات كتيــر وحاليــا عنــدي صــداع ومحتاجــة ارتــاح فأتفضـلـي انتــي وماتشــغليش بالــك بحاجــة.
الخادمة باحترام: تحت امرك يا هانم.
بعــد أن خرجــت الخادمــة اقتربت هــي مــن حقيبتهــا وقامــت برتتيــب اشـيائها، وبعـد قليل كانـت تجلـس على الفـراش لـكي ترتـاح بعـد أن قامـت
بتبديل ثيابهــا، فتحــت تلــك المذكــرة التــي لا تفارقهــا أينــما تكــون حتــى عندمــا تســافر إلى اي بلــد تكــون معهــا في حقيبتهــا فهــي الشــئ الوحيــد المتبقـي لهـا مـن أسرتها الصغـرة، ودائما بمجرد أن تمسكا بيديهـا تتذكـر حديـث والدتهـا منـذ أكثـر مـن خمسـة عـشر عامـا..
فلاش باااااااااك
ريتال: لسه ماخلصتيش يا ماما؟
زهرة: خلاص يا حببتي 5 دقايق وهاجي احكليك حكاية علشان تنامي.
ريتال: مامي هو حضرتك بتذاكري قبل ما تنامي؟
زهرة: لا يا حبيبتي مش بذاكر.
ريتـال: اومـال بتعمـي ايـه؟ انتـي كل يـوم قبـل ما تنامي بتمسكي الكشـكول ده وتكتبـي فيـه زي مـا انـا بكتـب الواجـب كل يـوم واذاكر.
زهرة: لا يا حبيبتي دا مش كشكول دي مُذكرة.
ريتال: يعني ايه؟
زهـرة: اممممـم بـصي دي زي الكشـكول كـدة بـس بنكتـب فيهـا الحاجـات الـي احنـا عايزيـن نكتبهـا زي المفكـرة كـدة ولمـا نكـبر بتكـون دي ذكرياتنـا.
ريتـال بفضـول طفـولي: وبنعمل بيهـا ايـه الذكريـات دي؟ ويعنـى ايـه اصلا ذكريـات؟ وهنسـتفاد ايـه مـن كـدة؟
زهــرة: الذكريــات بتكــون موجــودة في عقلنــا وفي قلوبنــا حبيبتــي وهــي الحاجــات والايام الــلي عشــناها قبــل كــدة. وكل واحــد وشــطارته في الـلـي بيعــرف يســتفاد وفي الـلـي مابيتعلمــش وبيفضــل على حالــه. أما المذكرة دي هي الورث اللي انا هسيبهولك.
ريتال: يعني ايه؟
زهرة: يعني لما انا اموت هتبقى دي ليكي وبتاعتك انتي تورثيها عني.
ريتـال برعـب بـدا جليـا على محياهـا مـن مجـرد الفكـرة: تموتي؟ هـو انتـي ممكـن تسـيبيني لوحـدي فعلا وتموتي زي النـاس الـي بتمـوت وتـروح عنـد ربنا؟
باااااااااك
فاقـت مـن ذكرياتهـا على تلـك الكلمـات .. المـوت والفـراق، فتحـت صفحـات المذكـرة وأخـذت تقـرأ فيهـا رغـم انهـا أصبحـت تحفـظ كل تلـك الصفحـات بأحداثهــا و وصــف والدتهــا لــكل شــئ بهــا وكل المواقــف التــي عاشــتها والتجــارب التــي خاضتهــا ولكــن هــي لا تمــل أبــدا مــن قرائتهــا فهــذا هــو كنزهـا الثمـن، وهـي تحتـاج إليهـا الآن بشـدة وتحتـاج إلى كلـمات محـددة فيهــا لـكـي تســتمد منهــم بعــض القــوة، فتحــت احــدى الصفحــات التــي تحفــظ كلامتهــا..
»رحلـت، رحلـت ولم أنظـر خلفـي، تركـت كل شـئ قدمـه الي أبي في سـبيل أن احصـل على السـعادة وراحـت البـال، في سـبيل ان أكمل باقـي عمـري مـع مـن اختـاره قلبـي مـع مـن أثـق بـه واعلـم انـه يعشـقني ولم يطمـع بي أو بأمـوال ابي كما تظـن عائلتـي.. تركـت لهـم تلـك الحيـاة المزيفـة بزينتهـا الكاذبـة واتجهـت إلى الحيـاة البسـيطة مـع شريف وبرغـم بسـاطتها إلا انـه قــدم لي مـالم يقــدر ابي على تقدميــه أبــدا، أتذكــر دائما كلـمـات ابي عندمــا كنـت ارحـل فقـد قـال اننـي سـوف أنـدم اشـد النـدم وارجـع لأقبل أقدامه بعــد ان يرمينــي شريف بالشــارع عندمــا يعلــم انــه حرمنــي مــن مالــه ونفـوذه. قـال كلـمات كثيرة عندمـا اتذكرهـا اضحـك بأسـتهزاء مـن نفسـي ومنـه ومـن تفكـيره، وحقـا أنـا اديـن لـه بلأسـف. اسـف أننـي لم احقـق لـه رغبتـه تلـك ابـدا لأننـي إلى الان لم انـدم ولـن أنـدم مطلقـا على اختيـاري، أنـا اختـرت حياتي مـع شريف المهـدي قلبـاً وعقـلا و وجدانـا أنـا كنـت على صـواب عندمـا تركـت قاسـم رسلان وحياتـه بـكل زيفهـا وتلـك الحيـاة التـي اختارهـا لي وبنيـت لي حيـاة خاصـة بعيـداً عنـه وعـن نفـوذه وعـن جبروته ويومـاً مـا سـوف اقـف أمامـه واقـول لـه قاسـم رسلان لقـد كنـت انـا على صـواب وانـت لا . أنـا حقـاً ندمـت ولكـن ندمـي كان على تأخـري في ذلـك الاختيار، ندمـي على موافقتـي لتلـك الاختيارات التـي اخترتها لي وأنـا بـكل غبـاء وافقـت عليهـا دون ادنى تفكـر منـي وقـد كنـت اظـن انـك أفضـل منـي وسـوف تختـار لي الافضل ولكـن كان هـذا هـو خطـأي الاكبر في الحيـاة «
محافظة الشرقية:
منزل عبدالمجيد شاهين شقيق سالم:
بعد أن دخل إلى المنزل واستقبله أخاه وهو لاحظ تجهم وجه أخيه..
سالم بقلق: خير يا ابو محمود؟ شيعتلي انك عايزني، في حاجة حصلت؟
عبدالمجيــد بتجهــم: خيــر يــا سالم ، حسين الشرقاوي بالليل قبــل مانمشي طلـب يكلمنـي كلمتـين على جنـب لمـا انـت كنـت بتسـلم على النـاس بـرة قـدام البيـت.
سالم: وعايز ايه في اي اختلاف على الجهاز ولا ميعاد الفرح؟
عبدالمجيد: لاء دا عايز يعزز النسب ويبقى نسب متبادل.
سالم بأستغراب: نسب متبادل ازاي يعني؟
عبدالمجيــد: يعنــي زي مــا اخدنــا بنتــه لأبنــك ابنــه بــدر ياخــد بنــت مــن عندنــا.
سالم : قصـدك يعنـي عايـز يخطـب لابنـه بنـت مـن بناتنـا؟ طيـب وايـه المشـكلة مـا البنـات في العيـلة كتـير شـوف مبـن الـلي سـنها مناسـب للجـواز و توافـق على بـدر ولـو حصـل قبـول يبقـى خيـر وبركـة.
عبدالمجيــد بــدون اي مواربــة: ونشــوف ليــه مــا ليلـه بنتــك موجــودة وفي ســن الجــواز وأنــا برشــحهاله لانهــا متعلمــة زي بــدر.
سالم بدهـاء: و دعـاء بنتـك متعلمـة و معاهـا ثانويـة عامـة وبرضـوه تليـق بيـه.
عبدالمجيد بضيق: بس هو ماطلبش دعاء يا سالم.
سالم: هـات مـن الاخر يـا ابـو محمـود هـو طلـب يبـادل النسـب ولا طلـب ايـد ليله بنتـي؟
عبدالمجيد: الاتنين قال نبادل النسب وطلب ليله بالاخص.
سالم : وانـت عـارف يـا ابـو محمـود اني مـش هجـوز ليله الا بعـد مـا تخلـص علامهـا وتاخد شـهادتها.
عبدالمجيــد بدهشــة: يعنــي هترفض ابــن حسين الشرقاوي كبـيـر المجلــس العـرفي للبلـد والـي هيكـون خليفـة ابـوه مـن بعـده ويبقـى كبـير البلـد؟
سالم: ماهـواش أول واحـد ارفضـه يـا عبدالمجيـد وإذا كان هـو ابـن الشرقاوي ليله بنـت شاهين ولـو هـو هيبقـى كبـير عليتـه فبنتـي زينـة بنـات العيلة ومافيـش في جمالها و رافعـة رأس الـكل بنجاحهـا ودراسـتها ومهيـاش قليله أبــدا ومليــون واحــد يتمنــوا ضفرهــا وعلى يــدك ده مــش اول واحــد مــن عليـة كبيـرة يطلبهـا.
عبدالمجيد: بس ده غير اللي قبل كدة يا سالم وماينفعش نرفضه.
سالم: ليه ما ينفعش طلاما أنا مش عايز يبقى خلاص ينفع.
عبدالمجيـد: وانـت مـش عايـز ليـه؟ هـو ايـه عيبـه؟ بيشـتكي مـن ايـه؟ بـلاش تتكـبر عليهـم يـا سالم ببنتـك أنـا مـا اتكلمتـش معـاك قبـل كـدة لمـا كنـت بتحرجنـا مـع النـاس وحتـى اخواتـك لمـا طلبوهـا لولادهـم وانـت رفضـت وقولـت مابحبش جـواز القرايـب.
سالم: أنـا مـش قصـدي اني أحرجـك ولا حتـى اعارضـك انـت كبيرنا حتـى لـو فـرق السـن بينـي وبينـك مـش كبـير لكـن انـت كبيـر العيلـة وعمـري مـا اقـل منـك لكـن دي بنتـي وأنـا حـر اختـار ليهـا الاـي يعجبنـي وعـلى كيفـي و اجوزهـا وقـت مـا انـا اشـوف الوقـت مناسـب أنهـا تتجـوز.
عبدالمجيد بصــوت عــالي : يعنــي ايــه يعنــي ازاي بتقــول اني كبـيـرك وازاي تقــول بكيفــك اومــال اخدتنــي معــاك ليــه أخطــب ايــد بنتهــم البنــك؟
سالم: علشان زي ماقولتلك انت كبيري.
عبدالمجيد : ولمـا أنــا كبــيرك مــش عايــز تســمع كلامي ليــه قولي ســبب لرفضــك ده وأنــا هقفــل بــؤي خالــص يــا سالم واريحــك.
سالم: أنـا مـش برفضـه هـو ، أنـا عـارف انـه كويـس ومتعلـم ومحتـرم لكـن انـا عايـز بنتـي تكمـل تعليمهـا وكمـان عـارف انهـا مـش هتوافـق.
عبـد المجيد بهـدوء واحتـواء لاخيه وقاطعـاً عليـه سـبيل الرفـض: بـص يـا سالم احنـا مـا ينفعـش نرفـض كـدة وخـلاص همـا ييجـوا و البنـت تشـوفه ولـو حصـل قبـول خيـر وبركـة ماحصلـش وقتهـا يبقـى مـن حقـك ترفـض لكـن رفـض كـدة علطـول مـا ينفعـش عـى الأقل علشـان خاطـر بنتهـم الـلي هتبقـى مننـا وتعيـش في بيتـك.
سالم لجمـه منطـق اخيـه فهـو على حـق ولم يـترك لـه طريقـة للتملـص مـن الامر: خلاص يـا ابـو محمـود وأنـا مـش هعارضـك بـس اقـول لبنتـي الأول وامهدلهـا الموضوع
عبــد المجيد: أنــا هتصــل بيــه وارد عليــه وابلغــه بموافقتنا مبدئيــا على الجــوازة لكــن هقولــه أن لازم بــدر يقعــد مــع ليلــه الاول علشــان البنــت تعطينــا رأيهــا.
يجلـس مـع والـده تائـه في بحـور تلـك العيـون الزرقـاء، وابتسـامتها السـاحرة وخصلات شـعرها الشـقراء الناعمـة..
حسين بصوت عالي: بدر يا بدر.
بدر بأنتباه: ايه يا حاج؟
حسين: روحت فين اوماال بكلمك من بدري وانت شارد في ايه؟
بدر: اسف يا حاج ماقصدش شردت في حاجة كدة.
حسيـن بأبتسـامة لعـوب: ايـه شردت في بنـت شاهين الـلي خلتنـي اخطبهالك بالليل ولا ايه؟ من دلوقتي هتشرد فيها اومال لما تبقى هنا وفي حضنك هتعمل ايه؟
بـدر بمزاح مـع والـده: لا يـا حـاج وقتهـا مـش هـشرد مـا خـلاص هتبقـى في حضنـي إنما دلوقتـي هـي بعيـدة.
حسين: ههههه ابن ابوك صحيح بس تعرف البت تستاهل صراحة.
بدر بقلق: ماقولتليش يا حاج أبوها قالك ايه بالليل؟
حسين: انـا مـا اتكلمتـش مـع ابوهـا ماكنـش فاضي كان بيسـلم على النـاس أنـا كلمـت عمهـا عبدالمجيـد هـو كبيـر عيلتهـم وهـو يفاتـح أخـوه.
بدر: وقالك ايه؟
حسـيـن: وهيقــول ايــه طبعــا رحــب بالموضــوع وقــال هيتكلــم مــع اخــوه النهــاردة ويتصــل بيــا علشــان نحــدد معــاد نزورهــم فيــه.
بـدر: طـب ماكنـا روحنـا النهـاردة يـا حـاج وبالمـرة كان يبقـى فرحنـا بعـد أسبوعين ونبقـى في ليلة واحـدة مـع اختـي واخوهـا.
حسـين: لا مـا ينفعـش يـا بـدر انـت ابـن حسين الشرقاوي ولازم يتعلمـك فـرح مـا اتعلمـش في البلـد كلهـا ، نخلـص مـن فـرح اختـك وبعديـن نحضـر لفرحكـوا و ندبـح الدبايـح والبلـد كلهـا تعـرف أن بـدر ابـن حسين الشرقاوي هيتجـوز اجمل بنـت في البلـد وبفـرح مـا اتعلمـش زيـه ابـدا.
) سمعت أم بدر تلك الكلمات وهي تقرتب منهم (
أم بدر بأستغراب: انت بتقول ايه يا حاج.
حسين: تعــالي يــا حجــة كنــت لســه هناديلك بــاركي لابنــك اخيــرا قــرر يتجــوز واختــار عروســة.
أم بدر بدهشة: اختار عروسة؟ ازاي ده؟
حسين: بالليل في كتـب الكتـاب شـافها وعجبتـه وقـالي عليهـا وأصر اني اكلـم ابوهـا وأنـا كلمـت عمهـا الكبـير وفتحـت الموضـوع معـاه.
أم بـدر: كـدة وأنـا آخـر مـن يعلـم ، هـو اختـار وانـت خطبـت وأنـا ماليـش لازمـة خلاص.
بدر وهو يقبل يدها: لا يا حجة ماتقوليش كدة دا انتي الخير والبركة
أم بــدر: فـبـن دا بقــى؟ مــا انــت اهــه لاغتنــي خلاص واخـتـرت عروســة مــن غـيـر ماتشورني بعــد ماكنــت بترفض الــلي انــا باختارهــم قبــل حتــى ماتشــوفهم.
حسين بحــدة: جــرا ايــه يــا ام بــدر قولتلــك أنــه شــافها بالليل وأنــا بــس كلمتــه وعرفتــه ان البــت الــي ابنــي اختارهــا وعينــه جــت عليهــا خـلاص بقـت ملكـه وحرمتهـا على غـيره شـوفتينا روحنـا خطبناهـا ولا كتبنـا عليهـا يـا وليـة.
بدر: خلاص يا حاج الموضوع مش مستاهل كل ده.
أم بـدر بتبـرم: أنـا غلطانـة حقـك عليـا انـا بـس كان منايـا اختارلـه احسن بنـت في البلـد كلهـا.
حسين: ولـو كان هـو اختـار واحـدة ماتنسـبهوش كنـت أنـا وافقتـه إيـاك، أنـا خطبتلـه البنـت الـي مافيـش عيلة في البلـد كلهـا إلا وتتمناهـا لابنهـا ، وتليق بيه وبينا .
أم بدر: ودي مين دي؟
حسين: ليله بنت سالم شاهين.
أم بدر بدهشة: يوه اخت مروان جوز زينة بنت المنصورية.
بدر: منصورية ايه يا امي.
أم بدر: أمها منصورية من المنصورة.
حسين: يـا صبـر أيـوب مـش انتـي لسـه بلسـانك قولتـي اخـت مـروان جـوز زينـة الـي هـو برضه ابـن نفـس المنصوريـة يـا وليـة.
أم بدر بأمتعاض: ايون بس ده دكتور قد الدنيا ومكمل علامه و…..
قاطعها حسين: خلاص الكلام خلص هو اختار وأنا هجوزهاله.
أم بـدر: بـس هـي امبـارح كانـت هنـا الصبـح واتكلمـت معاهـا وقالـت انهـا بتتعلـم ودماغهـا في العـلام وبـس ،وكـمان عرفـت مـن الحريـم بالليل أن كـذا واحـدة طلبتهـا لابنهـا وأبوهـا رفـض.
حسين: وانتـي فكـرك أنهـم هيرفضوا ابنـي ولا ايـه؟ ليـه هـو بـدر زي الـلي اتقدمولهــا قبــل كــدة اســكتي يــا وليــة عشــان انتــي كلامك بيفــور دمــي ، وقومـي شـوفي بنتـك وشـوفي وراكي ايـه خـلاص الدخلـة بعـد اسبوعين خلصـوا مواويلكم دي وباقـي الجهـاز .
مساءاً في قصر قاسم رسلان:
استيقظت ريتال من نومها على صوت الخادمة تناديها من خلف الباب
ريتال بصوت مبحوح من اثار النوم: أيوة.
الخادمـة: قاسـم بيـه طلـب منـي أناديلك وبيقـول لحضرتـك أنهـم منتظرينك
على العشــا.
ريتال بتنهيدة: طيب.
قامـت مـن الفـراش و وجـدت المذكـرة بجانبهـا فوضعتهـا بالخزانـة كي تكـون بمأمن ودخلـت إلى الحمام
وبعـد قليل كانـت تنـزل على الـدرج و أثنـاء نزولهـا وجـدت خلفهـا ذلـك الجسـار بأبتسـامته الجميلة المسـتفزة لهـا
جسار: مساء الخير تالا.
) نظرت إليه بضجر وأكملت طريقها دون ان تنطق بحرف واحد (
ريتال بخفوت: سلام عليكم.
قاسم و زاهر: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عايـدة: ايـه سـلام عليكـم دي احنـا مـش في الشـارع ، في حاجـة اسـمها مسـاء الخيـر بنسـوار.
ريتال بجمود: السلام لله.
عايدة بعدم فهم: ها؟
ريتـال: يعنـي الرسـول صلى اللـه عليـه وسـلم قـال افشـوا السـلام بينكـم و أنـا لمـا قولـت السـلام فأنـا قولتـه علشـان ربنـا وبـس.
قاســم: واحنــا ردينــا الســلام اقعــدي علشــان تتعــشي احنــا منتظرينك مــن بــدري.
زاهر: اومال فين مراتك يا جسار لسه مارجعتش؟
جسار: اتصلت وقالت انها هتتعشى مع أصحابها.
زاهـر: ودا اسـمه كلام ، تخـرج مـن الصبـح ماترجعـش غيـر بالللي مـا تنام بـرة بقى هترجع ليه.
عايـدة: زاهـر مـش كـدة اللـه ، فيهـا ايـه ليليان شـخصية اجتماعية وليهـا علاقات عامـة كتـير وصحابهـا مـن كبـار العائلات وكلهـم مشـهورين وليهم ادوارهـم في المجتمـع والجمعيـات الخيرية.
زاهـر: وجوزهـا فـين مـن دا كلـه هـو لـه حقـوق عليها وبيتهـا اولى بيهـا مـن الجمعيات والاشـخاص المشـهورين دول.
عايــدة: بــس جوزهــا مــا اشــتكاش ولــو معـتـرض هــي اكيــد مــش هتعمل كـدة.
قاسم: ممكن تاكلوا بقى وكفاية كلام.
) جلست معهم تأكل في صمت دون ان تعيرهم اي اهتمام (
جلــس يراقبهــا وهــي تتنــاول الطعــام .. هــي قطعــة مــن ابنتــه ، تذكــره بهــا ، يتمنــى فقـط أن يأخذهــا في احضانــه ويشــم رائحتهــا هــذه هــي اقــصى امنياتــه
أمـا الآخر فهـو بمجرد وجـوده بقربهـا يشـعر بنـار داخـل قلبـه هـو يحبهـا .. يعشـقها ، حبهـا بداخـل قلبـه يكبـر مـع الايام فقـد ظـن سـابقا أنه قـد يختفي بتعاقـب السـنوات لكـن هـو يزيـد وينمـو اكثـر واكثـر، وعلى النقيض هـي كرههـا لهـم بداخلهـا يزيـد أكثـر وأكثـر انتهت من تناول الطعام و وقفت
عايـدة: على فـين يـا تالا انتـي لحقتـي تـاكلي ولا انتـي بتعمـي رجيـم أو بتتبعي حميـة معينـة.
ريتــال: لا انــا مابعلمــش رجيــم ولا حميــة بــس بــاكل الـلـي بشــتهيه ، و خلصــت أكل وهــروح اعمل قهــوة لأن دماغــي مصدعــة.
زاهر: طيب اقعدي وحد من الخدم يعملهالك.
ريتال: بحب اعمل قهوتي بنفسي.
) وذهبـت دون ان تضيف كلمـة اخـرى و تنهـدوا هـم بيـأس وبعـد قليل لاحظـوا تأخرهـا فنـادى زاهـر إحـدى الخادمـات (
زاهر: فين ريتال هي طلعت اوضتها تاني؟
الخادمة: لا يا فندم خرجت تشرب قوتها في الجنينة.
زاهر: طيب روحي انتي.
عايـدة: طـيب كانـت جـت شربتها معانـا هنـا ، ولا حتى استأذنتنا, لسـه زي ماهـي مـا اتغيرتش لمـا كنـا بنـروح هنـاك مابنشـفهاش وبنقـول بتذاكـر وبتـدرس و……
قاطعها قاسم: عايدة مالكيش دعوة بيها سيبيها على راحتها.
عايـدة: انـا ماقولتـش حاجـة يـا بابـا أنـا بـس عايزاهـا تقعـد معانـا وتقـضي وقـت تعوضنـا عـن غيابهـا.
جسـار: اسـمعي كلام جـدي يـا مامـا لأنهـا لسـه مـش مسـتعدة لـلي حضرتـك بتقوليه ده.
زاهــر: وامتــى هتبقــى مســتعدة ، هــا امتــى؟ دا كل مابيعــدي وقــت هــي بتبعـد اكتـر بقالنـا كام سـنة بنقـول بكـرة تتغير بكـرة تتقبلنـا بحياتهـا لكـن الظاهـر انـه مافيـش أمل.
) قـام قاسـم وتركهـم يكملـون حديثهـم وخـرج إلى الحديقـة وجدهـا جالسـة وسـط الازهار وأشـجار الحديقـة ب ركـن هـادئ وانـوار خافتـة (
اقترب منها بهدوء وجلس بجانبها ينظر إلى ماتنظر هي اليه
قاسم: لأمتى هتفضلي كدة يا ريتال؟
ريتال بجمود: حضرتك تقصد ايه؟
قاســم: امتــى هتتقبلي الوضــع وتتقبلــي موقفنــا وتعيـشـي حياتــك وســط عليتــك الــي بيحبوكي ؟
ريتال: وهي فين عيلتي اللي بتحبني ومفروض أعيش وسطهم؟
قاســم: احنــا عيلتــك يــا ريتــال أنــا جــدك و زاهــر خالــك وعايــدة مــرات خالــك وجســار وادم ولاد خالــك.
ريتال: بس انتوا مش عيلتي ولا عمركوا هتكونوا عيلتي أبدا.
قاسـم: ليـه؟ ليـه بتعملي كـدة ؟ دا انتـي عـوض مـن ربنـا ليـا عـن امـك الـي راحت منــي و…….
قاطعتــه ريتــال وقــد نظــرت اليــه اخيــرا: لــو ســمحت بــلاش ســيرة مامــا وبـلاش نتكلـم اصلا في اي حاجـة ودا عشـانك انـت مـش علشاني لأن أي كلام هيكــون مــش في صالحــك ولــو على ســؤالك اللــي هــو ( لأمتى) فأجابتــه عنـدك انـت مـش عنـدي شــوف لأمتى عقــايب هيكــون مســتمر؟ لأمتى انتقامــك هيفضــل قائــم؟ لأمتى هفضــل ســجينة؟ لأمتى جبروتك هيفضــل مســتمر؟
واجابتــك على الأسئلة دي هيترتب عليهــا اجابتــي .. عــن اذنــك أنــا ورايــا مذاكــرة ألن مــش معنــى وجــودي هنــا اني اهمل دراســتي.
) وتركتـه جالـس وهمـوم الكـون فـوق اكتافـه وقـد تذكـر ابنتـه ومعاندتهـا
معـه قبـل وفاتهـا (
صباحاً في منزل سالم شاهين
بعد ان تناولوا وجبة الإفطار..
سالم: أنـا هـروح الأرض علشـان الأنفار هيبـدأوا يجمعـوا المحصـول النهـاردة هتيجـوا معايـا ولا ايـه؟
ليله بحماس: طبعـا يـا بابـا دا انـا وحشـني اوى اشـوفهم بيجمعـوا الخضـار والفواكـه مـن الأرض بتاعتنـا.
مروان: طبعا معاك يا حاج.
سالم: انتـوا عارفـن أنـا ليـه دون عـن أعمامكوا كلهـم بحـب اكـون موجـود دايما في جمـع المحاصيل.
ام مروان بحُب: أنا عارفة يا حاج.
سالم بأبتسـامة حنونـة: طبعـا مـا انتـي لازم تبقـي عارفـة هـو انتـي في حاجـة تخفى عليكي يـا ام مـروان.
مروان: اقعدوا بقى حبوا في بعض قدامنا وماتردوش علينا
ليله: يـا ابنـي هـو انـت لازم تقطـع لحظاتهـم الحلـوة علطـول كـدة ، دا بـدل ماتتعلـم منهـم خصوصـا انـك داخـل على جـواز دايما كـدة هـادم اللـذات.
مـروان: طـب اسـكتي يـا نحنوحـة ياللي هتعنسي ومـش هتلاقي حـد يبـص في وشـك.
ليله: عيـب على العيـون الزرقـا والشـعر الاصفر وحمـار الخـدود، يـا ابنـي دا كل الـي يشـوفني يفتكرني أجنبيـة دا لـولا شـوية التواضـع الـلي عنـديزماكنتـش قعـدت في مـصر لحـد دلوقتـي، دا انـا الطلـب عليـا كتيـر يـا ابنـي ،وبعدين اتكلـم معايـا بطريقـة احسن مـن كـدة بـدل مـا اقطـع علاقتـي بيك وشـوف مـين اللي هيشـتغل بدالـك وانـت بتتجـوز.
مــروان بأبتســامة بلهــاء: حبيبــة اخوهــا القمــر الــي شــباب مـصـر كلهــم بيجــروا وراهــا.
ليله بغرور: ايون كدة اتعدل انت محتاجلي.
مروان: بيجروا وراكي علشان حرامية وعايزين يقفشوكي.
أم مروان بحدة بسيطة: بتقول على اختك حرامية يا مروان؟
مـروان: أيـوة اومـال هيجـروا وراهـا ليـه إذا ماكنتـش سرقت منهـم حاجـة ( وأكمل عندمــا رأى نظــرات ليله الســاخطة ) انتــي مــش شــايفه بنتــك بتســرق القلــوب ازاي.
أم مـروان بنـرة ذات معنـى: مـن جهـة بتـسرق القلـوب فهـي فعلا بتسرقها بدليل العرسان الـي كل ماتنـزل البلـد ويشـوفوها يتهافتـوا عليهـا.
سالم: احــم طــب يـلا يا ولاد علشــان انــا اتأخــرت ،الانفار في الارض مــن الفجريــة.
ليله: دقيقـة واحـدة بـس يـا حـاج هلبـس عبايـة واحـط طرحـة على شـعري واجي
انتظروني يوميا معادا الجمعة الساعة العاشرة مساءا
على صفحتي الشخصية : Ana Amera Habeby
او جروبي الشخصي : عالم الخيال مع أسماء أبوشادي
وصلـوا إلى الأرض الخاصـة بعائلـة شاهين، يمشي بـن ولـده وابنتـه بـكل فخر ، هــم زرعــه بالدنيــا، يــرى في أعـيـن النــاس نظــرات الاعجاب بهــم والتمنــي أيضــا ، فالشــاب دكتــور صيــدلي لديــه شركة صغـيـرة بالقاهــرة والفتــاة مــن الأوائل على الجمهوريـة دائما و ذلـك غـير جمالها الفائـق..
مــروان: ليــك حــق يــا بابــا تحــب تحضــر جمــع المحصــول دايمــا علشــان تشــوف الهمــة والنشــاط والســعادة في وجــوه النــاس.
سالم: اهـو هـو ده بقـى الـي كنـت هقولهولكـم في البيـت، النـاس بتـزرع أيــام طويلــة وتفضــل تراعــي زرعتهــا وييجــي يــوم ويحصدوهــا فيــه وكل واحـد حسـب مـا اهتـم بزرعتـه بيلاقيها ، الـلي زرع بصـل بيحصـده والـي زرع طماطم بيحصدهـا والـلي زرع تفـاح بيحصــده وكل واحــد بيفــرح بزرعتــه يــوم الحصــاد ، أنــا لمــا بشــوف اليــوم ده ببقـى فرحـان اوي مـش بـس بالـزرع والخيـر الـلي ربنـا رزقنا بيـه في الأرض لاء وكمـان بيكـوا انتـوا ماهـو انـا زرعتكـم في الدنيـا ولمـا بشـوف الأرض الـي اهتمينـا بيهـا واحصدهـا خيـر بقـول يـارب اجعـل حصـادي في ولادي خيـر وأسعدني بيهـم وارفـع راسي طـول العمـر بيهـم وحتـى لمـا امـوت ، امـوت وأنـا راسي مرفوعـة بيهـم .
مروان وليله بتأثر: ربنا يبارك في عمرك يا بابا.
سالم: انــا اخدتكــم بــرة الــدار علشــان اتكلــم معاكي يــا ليله في موضــوع مهــم ومــروان لازم يبقــى عــارف لانه اخــوكي الكبـيـر.
ليله: خير يا بابا؟
سالم: اتقدملك عريس.
مروان: وايه الجديد يا بابا ما دايما بيتقدملها عرسان وحضرتك بترفض.
سالم: بـس ده مرفضتهـوش لانه غيـر اللـي كانـوا قبـل كـدة وخايف ارفضـه اكـون بظلمـك يـا ليله و اكـون بضيـع فرصـة شـاب محـرم ومتعلـم زي ده وفي نفـس الوقـت خايف انـك تكـوني مـش موافقـة وأنـا لمـا اوافـق تكـون دي مـش رغبتـك وتزعلـي
ليله: انـا عمـري مـا ازعـل منـك يـا بابـا وصحيـح انـا قولـت اني مـش هتجـوز غيـر لمـا اخلـص دراسـتي، وابـدأ حياتي زي مـا اخويـا عمل ، لكن لـو حضرتـك قولـت دلوقتـي اتجـوزي يـا ليله هتجـوز وانفـذ امـرك بـدون حتـى مـا اعـرف ميـن العريـس ولا اشـوفه.
سالم: لاء طبعــا وأنــا مــش عايــز كــدة، أنــا قولــت هقولــك وانتــي تفكــري وتاخــدي قــرارك لوحــدك انتــي عاقلــة ودي حياتــك ولازم تحــددي مصــرك
بأيــدك.
مـروان: ميـن ده يـا بابـا الـي خلى حضرتـك تغـير رأيـك في موضـوع الجـواز ، حـد نعرفـه؟
سالم: أيوة، بدر ابن حسين الشرقاوي ، نسيبك
( تفاجئت ليله من حديث والدها لكن مروان أبدا لم يتفاجئ )
مروان : كنت متوقع على فكرة لأنه لمح بالكلام يوم كتب الكتاب.
سالم: وانت شايف ايه يا ابني.
مـروان: رأيـي فيـه مايختلفـش عـن رأي حضرتـك هـو راجـل وجـدع وذكي ومتعلـم وأخلاقـه كويسـة أنـا أعرفـه مـن زمـان واعـرف اخلاقـه كويـس ،بــس القــرار الاول والاخير في الموضــوع ده ليـكـي يــا ليله لانــك انتــي الـلـي هتعيشي معــاه مــش أحنـا.
ليله بتوتـر: أنـا أنـا مـش عارفـة صراحة ، انـا اتفاجئـت مـش لأني اصلا ماكنتـش بفكـر في الموضـوع ده ابـدا.
سالم: مايجــراش حاجــة يــا بنتــي الوقــت قدامــك طويل فكــري براحتــك وماتســتعجليش وصــلي اســتخارة بــس الأول و شــوفي في الرؤيــة الشرعية وبعدهــا خــودي وقتــك.
ليله بطاعة: اللي تشوفه يا بابا.
مروان: طيب والدراسة يا بابا؟
سالم: هتكملها طبعــا ولــو حصــل نصيــب دا هيبقــى شرط اساسي مــن الاتفاق وســط الرجالــة أنهــا تكمل علامهــا للاخر، احنــا بــس نقعــد ونتكلــم وليله تفكــر وتشــوف نفســها مســتعدة للجــواز ولبدايــة مرحلــة جديــدة في حياتهــا ولا لاء وهيحصــل بينهــم قبــول ولا لاء وبعدهــا كل شــئ ســهل إن شــاء اللــه.
ليله بشرود : إن شاء الله.
انتظروني يوميا معادا الجمعة الساعة العاشرة مساءا
على صفحتي الشخصية : Ana Amera Habeby
او جروبي الشخصي : عالم الخيال مع أسماء أبوشادي
القاهرة – قصر قاسم رسلان
نزلـت ريتـال إلى المطبـخ لكـي تُحضـر كـوب القهـوة الصباحـي الخـاص بهـا، فهـي لا تفيـق إلا بعـد تنـاول كـوب مـن القهـوة ، وتلك عـادة أخذتهـا مـن والدتهـا كوبـين مـن القهـوة واحـد في الصبـاح واخـر في المسـاء،
خرجـت مـن المطبـخ وفي يديهـا الكـوب وإذ بهـا تتفاجـئ بذلـك الظريف الـذي رأتـه اخـر مـرة منـذ ثلاثـة أشـهر .. ظريف عائلة رسلان ..
ادم بأبتسـامة وهـو يلقـي حقيبـة الظهـر الخاصـة بـه على الأرض: تـاالااااا نورتي مـصر.
ريتال على مضض: اهلا.
( الوحيد من هذه العائلة الذي يجبر ريتال على الحديث معه و يستفزها بشكل يثير حنقها )
لم يبالي أدم بطريقة ردها عليه و إنما اكمل : شـوفتي أخـر مـرة كنتـي هنـاك طردتينـي مـن اوضتـك ودلوقتـي انتـي جيتـي مصـر ، لمـا غيبـت عنـك 3 شـهور ماقدرتيـش تعيـشي هنـاك مـن غيـر مـا ازورك.
ريتـال : الـلي اعرفـه ان الانسان ممكـن يموت مـن غيـر الهـوا أو المياه إنما مـن غيـر حـد مزعج يتطفـل عليـه دي معلومـة جديـدة.
آدم بفخر : ادعيلي بقى قولتلك معلومة ماعرفتيهاش حتى في امريكا اهوه.
ريتـال: اسـتغفر اللـه العظيـم رب العـرش العظيـم ، أنـا قولتلـك قبـل كـدة اني مابحبـش اتكلـم كتـير خاصـة لمـا اكـون لسـه صاحيـة مـن النـوم.
ادم: وأنـا برضـه قولتلـك اني ماقـدرش اعيـش مـن غيـر مـا اتكلـم وخصوصـا لمــا اكــون لســه صاحــي مــن النــوم وكمــان بصراحة انتــي بتشــجعيني اني اتكلـم معاكي اكـر مابتكلـم مـع اي حـد.
ريتال بذهول: انا؟
أدم: ايــوة طبعــا اصلــك مابتتكلميــش كتـيـر والــلي مابيتكلمــوش دول هـمـا
احسن ناس تشـجع الواحـد أنـه يتكلـم علشـان بيسـمعوا اكـتر مابيتكلمـوا و…..
قاطعتـه ريتـال : بـس بـس، مـش عايـزة اعـرف حاجـة تاني قهوتي هتبرد وأنـا مصدعـة اصلا.
أدم: طيـب اطلـع اغـير هدومـي وأنـزل تكـوني شربتي قهوتـك علشـان نقعـد نتكلــم بقى ، دا انا عندي ليكي كلام كتير .
ريتـال متمتمـة بسرهـا: كنـت بتحمله لمـا ييجـي امريـكا كام يـوم كل كام شـهر اجـي هنـا أنـا واقعـد في وشـه يـا مهـون وامشي من هنا ، بعيـد عنهـم.
أدم بصوت مرتفع: ريتال.
(كانـت تصعـد على الـدرج وهـي تفكـر في سـبب اسـتدعائها هنـا واجفلـت عندمــا ناداهــا أدم فأنزلــق كــوب القهــوة مــن يديهــا و وقــع أرضــا وقــد تناثـرت بعـض القطـرات على قدمهـا )
اقتــرب ادم سريعا وهــو يحــاول ان يمسح على بنطالهــا الرياضي قبــل أن تحرقهــا قطــرات القهــوة الســاخنة.
أدم: انا اسف اسف ماقصدش اخضك والله.
مالت بجسدها وهي تتألم وتحاول نفض بنطالها وإبعاد يده هو ريتال بتألم: خلاص أبعد.
أدم وهو مازال يركع امامها: طيب انتي كويسة ؟ اتحرقتي اوى؟
ريتال: هي ماكنتش سخنة اوى ودا طبعا بفضل رغيك
قبل أن يرد ادم قاطعهم صوت مستغرب: أدم انت بتعلم ايه
@@@@@@@@@@@@@
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)