روايات

رواية جبروت الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الرابع والأربعون

رواية جبروت البارت الرابع والأربعون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الرابعة والأربعون

دخلـت ريتـال إلى غرفـة ماريـا و قـد قـررت أن تتحـدث معهـا عـن والديهـا مجددا ، تعلـم أن صديقتهــا تشــتاق لحنــان الوالديــن وكيــف لا تعلـم وهــي مثلهـا
ريتال : حبيبة قلبي عاملة ايه؟ حاسة بأي تعب او وجع؟
ماريا بأبتسامة صغيرة : لاء ولا اي حاجة خالص.
ليله : الاستاذة مش عايزة تاكل و غلبتني على ما اكلت حاجات بسيطة.
ريتـال : معقـول ماريـا مـش عايـزة تـاكل احنـا لازم نسـجل اللحظـة دي في التاريـخ.
ماريا : تعبت من الاكل و مش حاسة اني جعانة نهائي.
ريتـال : واحـدة واحـدة احنـا كنـا فيـن وبقينـا فبـن ، الحمـد للـه حبيبتـي انـك بخير .
ليله : الحمد لله.
ريتــال : ماريــا ممكــن نتكلــم بــدون انفعــال و بــدون اي حاجــة هنتناقــش وبــس وخليكي عارفــة اني مســتحيل اعمــل اي حاجــة تضايقــك او تـضـرك.
ماريا : انا مش بس عارفة انا واثقة يا ري ري.
ردت عليها بحُب : قلـب ري ري انتـي ، سـؤال مهـم هسـألهولك، انتـي محتاجـة اي حاجـة مـن ابـوكي وامك؟
ماريا بأندفاع : لاء.
ريتـال بأبتسـامة وهـي تحـاول ان تتحـدث بمـرح : براحـة بـس احنـا قولنـا بـدون انفعـال يعنـي هـا مـش لازمينـك فحاجـة لا مـال ولا اهتـمام؟
ماريـا : انـا كـبرت بعيـد عـن اهتمامهم و الحـب اللي كانـوا مفـروض يقدموه ليـا كل اللي كانـوا بيقدمـوه ليـا الفلـوس وانـا الحمـد للـه مـش محتاجـة حتـى لفلوسـهم.
ريتـال : عمـرك مـرة اتصلتـي بأبـوكي قولتيلـه انـا محتجالـك او عملتـي نفـس الشـئ مـع امـك وهـا ما لبـوا ندائـك؟
ماريا : ابداً عمري ماعملتها ولا عمري هعملها.
ريتـال : بـسسس هنـا بقـى ونقـف شـوية ، لما هما انفصلـوا انتـي كنتـي طفلـة ، الاب قـال انـك بنـت و اكيـد امـك اللي هتهتـم بيكي دا إلى جانـب القانـون الـلـي مســتحيل يســمحله ياخــدك ، والام شــافت حياتهــا و بعــدت لانهــا مختلفـة عنـك ومـن ديـن غـير دينـك و بما انـك مسـلمة زي والـدك فخلاص المسـؤلية عليـه هـو مـش عليهـا ، والاتنيـن اتكلـوا على بعـض وللأسـف كانـت النتيجـة ان كل واحـد كمـل حياتـه انتـي كبرتي و لقيتـي انهـم بعـدوا عنـك وخلاص كل واحـد عنـده حيـاة فكملتـي انتـي كظـان حياتـك بدون ما تسـألي لا عـن الاب ولا عـن الام ، مـش ده اللي حصـل؟
جاوبتها بنظرات حزينة : ايوة.
ريتـال : اقفلـي بقـى كل ده اعتبريـه صفحـة واتقفلـت ، انتـي دلوقتـي زي مـا بتقـولي مـش محتاجـة منهـم اي حاجـة و رغـم كـدة انـا هقولـك البحـر يحب الزيـادة ، هيضايقـك في ايـه انـك تاخـدي شـوية اهتمـام منهـم؟ ومـع انـك بتقـولي انـك مـش محتاجـاه الا اني أؤكـد لـك مـن جـواكي مشـتاقة لحنانهـم واهتمامهم ومـع ذلـك هنقـول انـك مـش محتاجـه بـس مـش ترفضيـه.
ماريــا : قصــدك اني ارضى بالفتات ؟ بشــوية اهتمـام بعــد ماحســوا اني بضيــع منهـم؟ و شـعورهم بالذنـب خنقهـم و بعـد ماشـوية المشـاعر دول يروحـوا كل واحــد فيهــم يرجــع لحياتــه صــح؟
ريتــال : متقبليش انتي بالفتات ثم مايرجعــوا ايــه المشــكلة و ترجعيهــم انتــي تــاني هـمـا اللي قربــوا بنفسـهم لكـن متسـمحيش ليهـم انهـم يبعـدوا اسرقـي حقـك منهـم اجبريهم على الاهتمـام و بأبسـط الطـرق.
ماريا : الاهتمام مابيتطلبش يا ريتال.
ريتـال : لاء بيتطلـب ، لمـا يبعـدوا اطلبـي منهم يقربـوا ماتستسـلميش لبعدهم واهمالهـم ليكي لمـا تحسـي بشـوية تعـب ولـو حتـى شـوية بـرد اتصلـي على حـد منهـم و اطلبـي يجيلـك فـورا ، حتـى لـو هييجـي مـن كوكـب تـاني مـش بـس دولـة تانيـة مالكيـش فيـه المهـم ييجـي ، لمـا تحـسي انـك زهقانـة وعايزة شـوية اهتـمام اتصـلي برضـو سـواء بأمـك او ابـوكي الـو تعالى علشـان انت وحشـتني مامـا تعـالي لاني محتاجـة انـك تكـوني جنبـي ، ممكـن مـرة يعتـذروا او يكـون عندهـم مشـاغل او اي سـبب خـودي موقـف منهـم و بعـد كـدة اتصـلي تـاني ومتزهقيـش ولا تيأسي اطلبـي حقـك و خوديـه منهـم حتـى ولـو بالاجبـار ، مـش هـا يبعـدوا وانتـي تستسـلمي لاء خلاص كفايـة تنـازل لحـد كـدة و رضى بالامـر الواقـع.
ماريـا : كل الكلام اللي قولتيـه حلـو لكـن تنفيـذه صعـب اوي ، قـدري رفضـوا في كل مـرة و وجعـوني برفضهـم ليـا مـرة ورا التانيـة هعمـل ايـه؟ انـا واللـه نفـسي اعمـل كل اللي قولتيـه ده ، على فكـرة انـا مـش زعلانه منهـم ولا رفضــت اشــوفهم علشــان هـما بعــدوا عنــي ، لكــن خايفــة بعــد مايقربــوا يبعـدوا تـاني و انـا متأكـدة ان ده اللي هيحصـل.
ريتـال : ولـو حصـل ايـه المشـكلة هتخسـري ايـه مـا هـما كـدة كـدة بعيـد ولو بعـدوا قربيهـم غصـب عنهـم و بـأي طريقـة ، واللـه لـو هتروحيلهـم بنفسـك و صدقينـي واحـدة واحـدة همـا مـش هيقـدروا يبعـدوا عنك ، بعدهـم عنـك واجعـك يـا ماريـا ومينفعـش تتجاهليـه لازم تواجهـي علشـان الوجـع ينتهـي.
بالفعـل اقتنعـت ماريـا بحديـث ريتـال ، و قابلـت والديهـا و قـد بـدى عليهـم التأثـر لحالتهـا و رغمـا عنهـا بكـت في حضـن والدهـا وقـد اشـتاقت لذلـك الحضـن فـوق مـا كانـت تتصـور ، و ايضـا والدتهـا تلـك المـرأة الانيقـة الجذابة التــي كانــت تغــار منهــا في مرحلــة مراهقتهــا عندمــا تزورهــا ويتغــزل بهــا عـادل لـكي يشاكسـها.
خرجــت ماريــا مــن المشــفى بعــد أن تحســنت حالتهــا واضطــرت والدتهــا للذهـاب واخبرتهـا أنهـا مضطـرة وذلـك لأن زوجهـا وولداهـا ( اخـان ل ماريـا مـن والدتهـا ) يريـدون رؤيتهـا فسـوف تذهـب وتعـود مجـددا بهـم لـكي يرونهـا ، امـا والدهـا فلـم يسـافر و كان يريـد منهـا ان تعـود للمنـزل الـذي تركتــه منــذ ســنوات عندمــا أرادت الــزواج ب عــادل ولكــن هــي رفضــت
وأخبرتـه أنهـا سـوف تعـود إلى منزلهـا ، ولكـن مـا جعلهـا تُذهـل ان والدهـا طلـب منهـا أن تسـافر معـه إلى لبنـان و تسـتقر معـه هنـاك و يحـاول اقناعها بذلـك .
امـا مـروان فكلمـا حـاول التحـدث مع ماريا عـن شـئ لا تعطيـه فرصـة وتعاملـه ببـرود ولكـن ليـس بسـوء ولاحظـوا جميعـا ذلـك ولم يتدخـل احـد.
صباحـا..ً خرجـوا جميعـا مـن المنـزل ولم يبقـى سـوى ماريـا بمفردها ، كانـت جالســة بغرفتهــا ومــن ثــم شــعرت بالملــل فخرجــت تحــاول تســلية نفسها بـأي شـئ إلى أن تعـود ليلـه فهـي لـن تتأخـر اليـوم و منـذ أن خرجـت مـن المشـفى لا يتركوهـا وحدهـا كثيـرا ، بـل يتناوبـوا عليهـا جميعـا والان يذهبـون إلى العمـل ولكـن إحداهمـا تـأتي مبكـرا وأحيانـا تعـودان معـا ويقضـوا وقتـا مرحـا.
دخلـت إلى المطبـخ أحضـرت طبـق مليئ بالفاكهـة و عـادت لتجلـس امـام شاشــة التلفــاز.. عــاد مــروان مــن العمــل و اقســم أنــه لــن يتركهـا وشــأنها اليـوم قبـل أن يتحـدث معهـا و تسـمح لـه بالاعتراف بـكل مـا يريـد و سـوف يسـتغل أنهـا بمفردها الان في المنـزل.. دخـل إلى الشـقة وجدهـا تجلـس على الاريكـة بأريحيـة ولكنهـا اعتدلـت سريعـا مـا ان رأتـه..
ماريا بأستغراب : مروان انت نسيت حاجة؟
مروان وهو يقترب منها : انتي اللي نسيتي مش انا.
وقفــت ماريــا تريــد الدخــول إلى غرفتهــا : لا انــا مــش بنـسى حاجــة ابــدا اطمــن.
اوقفهـا قبـل أن تذهـب ومـن ثـم أعادهـا برفـق لتجلـس على الاريكـة ومـن ثـم جلـس هـو أمامهـا ارضـا على ركبتيـه وسألها بخفوت : بتبعدي عني ليه يا ماريا؟
ماريـا : شـكلك انـت اللي بقيـت بتنسـى انـا لا بعـدت ولا قربـت احنـا زي مـا احنـا اصدقـاء ومـن عيلـة واحـدة.
مــروان : لاء يــا ماريــا احنــا مــش كــدة ، انــا اســف ياريــت تنــسي كل كلمــة قولتهالـك في اليـوم ده ، عايـزك بـس تعـرفي حاجـة انـا بحبـك و بموت فيكي ومقـدرش اعيـش مـن غـيرك ابـدا وكنـت همـوت لـو بعـدتي عنـي و بحمـد ربنـا انـه نجـاكي ليـا وهفضـل احمـده طـول العمـر ( امسـك يدهـا محتضنـا اياهــا بــين راحتيــه ) لازم تفهمــي وتســمعيني كويــس ، انــا في اليــوم ده لمــا قولتلـك مننفعـش لبعـض واللـه كنـت خايـف عليكي ، كنـت خايـف أأذيكي زي كل اللي أذتهــم قبلــك ، انــا انســان كل مــا احــب حــد بيتــأذي ، انـا حبيـت مـرة واحـدة قبـل كـدة والبنـت اللي حبيتهـا ماتـت و بسـببي ، اختـي حياتهـا اتدمـرت برضـو بسـببي واتطلقـت ، و امـي وابويـا اذيتهـم ببعـدي انـا واختـي عنهـم و عجـزي فـترة طويلـة قبـل السـفر ، انا اذيـت كل الـلي حبـوني واتعسـتهم وكنـت خايـف عليكي ( ربـت على يدهـا بـين يديـه وتنهـد تنهيـدة طويلـة موجوعـة ) ولمـا قولـت انـك مـن عـالم وانـا عـالم تـاني ده صحيــح ، كنــت خايــف اخنقــك بغيرتي و تحكماتي زي مــا حصــل يــوم الحفلـة و بـدون قصـد اجرحـك بكلامي و برضـو هكـون بتعسـك.
لم تظهر له تأثرها بما قال و سألته ببرود : وايه اللي غير كل ده ؟ لسه انا وانت من عالم تاني
مــروان : اللي غــيره اني تخيلــت حيــاتي وانتــي مــش فيهــا ، اللي غـيره اني مقـدرش اعيـش مـن غـيرك ، انـا روحـي كانـت هـتروح منـي معاكي ، المـرة دي مكنـش هيبقـى ليـا راجعـة مـن بعـدك يـا ماريـا ، انـا حبيتـك بـكل مافيـا حبيتـك بـكل مافيكي انـا عايـزك تعيـشي معايـا و اوعـدك لـو يـوم زعلتـك هراضيكي بعدهــا ، و لــو يــوم بــدون مــا اقصــد جرحتــك هــداوي جرحــك بنفــسي ومــش هســيبك تتوجعــي ابــدا ماريــا ارجــوكي .
ردت عليه في هدوء تام : انـت للأسف كل اللي بتقولـه ده الماضي مأثـر عليـه ، كالامـك عـن ليله الـلي الحمـد للـه ربنـا عوضهـا بأحسـن مـن اللي راح وامـك وابـوك اللي انتوا بعيـد عنهـم بكـرة ترجعولهـم وتعيشـوا معاهـم وتكونـوا مبسـوطين وكل ده يتغـير ، و اصـلا كل دا انـت مالكـش يـد فيـه دا نصيـب و إرادة ربنـا ، وحتـى حبــك ليــا اللي بتتكلــم عنــه دلوقتــي انــت بتقولــه لاني كنــت همــوت و كنـت هتخـسر واحـدة بتحبـك زي ماخـسرت قبـل كـدة.
شـدد الضغـط على يدهـا بيديـه و تحـدث بعنـف عاطفـي : لاء لاء ، اقسـملك باللــه اني بحبــك و اني عاشــقك ، كل اللي قولتيــه ده كان صــح ، بــس فعـلا دي كانــت نظرتي للأمور وخــوفي عليكي شــوش تفكـيـري وخلاني تصرفــت كـدة ورفضـت قربنـا ، والـلي حصـل كان ضربـة ليـا علشـان افـوق واعـرف ان قربـك منـي دنيـا بحالهـا وحيـاة لازم اعيشـها ومـن غـيرك حياتي هتكـون بـدون معنـى ، لكـن انـا واللـه بعشـقك و مـن قبـل مـا كل ده يحصل ، ماريـا ردي عليـا ، معقـول ماحسـتيش بحبـي ده وانـا بغـير عليكي لمـا تتكلمـي مـع حـد؟ ماحسـتيش بيـه لمـا كنـت بتضايـق مـن لبسـك واطلـب منـك تغيريه؟ اتكلمـي يـا ماريـا.
ماريـا بأرتبـاك مـن اجتياحـه لهـا : حسـيت و اعترفتلـك و كانـت ايـه النتيجـة انـك رفضتـه.
مروان : حمار ، حماى وغبي ومابفهمش.
هزت ماريا رأسها بموافقة : فعلا.
مروان بصدمة : ايه !
ماريا : مش انت اللي بتقول هو انا جيبت حاجة من عندي !!!
ليعاتبعا بمرح : طـب انـا اقولـك كـدة قـولي لاء يـا حبيبـي انـت مـش كـدة دافعـي عنـي.
ماريا : طب و ادافع ليه طالما انت اللي بتشتم نفسك.
نظـر إلى عينيهـا برقـة : انتـي اقـرب ليـا مـن نفـسي ، فلـما اشـتم نفـسي تدافعـي عنـي وتقـولي لاء حبيبـي مـش غبـي دا اكـتر واحـد بيفهـم في الدنيـا علشـان اختـارني انـا وعشـقني انـا مـن بيـن كل بنـات الدنيـا.
ردت بتوتر من نظراته : مروان كفاية وسيب ايدي بقى.
مــروان بــأصرار : لا مــش كفايــة ومــش هســيب ايــدك ولــو ماتكلمتيــش وقولتــي بحبــك دلوقتــي همســك حاجــات تانيــة.
ماريا بذهول : حاجات تانية؟ انت اتجننت يا مارو.
مـروان : الجنـان ده عرفتـه معاكي يـا مجنونـة ، اخلـصي بقـى احنـا لوحدنـا في الشـقة و احنـا هنـا في نيويـورك والشياطين كتـير.
افلتـت ماريـا يدهـا مـن يـده سريعـا و اسـتطاعت ان تركـض بعيـدا عنـه : أوعى يـا مجنـون شـياطين ايـه يـا ابـو شياطين انـت.
رد عليها وهو يحاول امساكها : انــا ابــو الشياطين وانتــي امهــم خلصي بقــى علشــان ماتهــورش عليكي.
تهربت منه و اخذت تقفز يمينا ويسارا : هـو انـت لسـه هتتهـور !! يـلا يـا مجنـون امـشي على الشركـة و شـوف الشـغل ولا علشـان انـا بعـدت عـن الشركـة شـوية الشركـة تخـرب.
مــروان بصــوت عــالي وهــو يحــاول الاقــتراب منهــا : تخــرب الشركــة على الشــغل على الدنيــا كلهــا مــش متحــرك مــن هنــا قبــل مــا اســمعها.
ماريــا وهــي تبتعــد : تســمع ايــه يابنــي ( ومــن ثــم ابتســمت بمشــاغبة ) وبعديــن انــا هســافر مــع بابــا على لبنــان.
وقف مروان وسألها بصدمة : نعم لبنان مين دي اللي هتسافريها؟ انتي اتجننتي ولا ايه؟
ماريـا وقـد اعجبهـا صدمتـه وغضبـه : ليـه يعنـي؟ هـو قـالي مـن فـترة وانـا كنـت بفكـر و خلاص قـررت.
مـروان : ماريـا باللـه عليكي متهزريـش في الموضـوع ده ، انـا سـمعتك وانتـي بتكلميـه و رفضتـي نهـائي ، فأوعـي تكـوني غـيرت رأيك فعلا و قررتي تسـافري.
سألته وقـد طـارت ملامح المـرح مـن وجههـا : ولـو غـيرت قـراري وهسـافر هتعمـل ايـه؟
مروان بتصميم : وراكي لأخر الدنيا ولأخر يوم في عمري.
ابتمسـت ماريـا ومـن ثـم اقتربـت مـن بـاب غرفتهـا و نظـرت إليـه : بحبـك يــا مجنــون ( و دخلــت سريعــا و أغلقــت البــاب خلفهــا وهــي تتمنــى أن يحطـم البـاب ليدخـل و يأخذهـا بأحضانـه )
اقتـرب مـروان و وقـف خلـف البـاب و هـو يطـرق عليـه : افتحـي يـا مجنونـة حـرام عليكي نشـفتي دمي.
ماريا من خلف الباب : احسن علشان تعرف قيمتي.
وضـع مـروان رأسـه على البـاب و تحـدث بخفـوت : وهو انـا لسـه معرفتهاش دا انتـي اللي محتاجـة تعـرفي قيمتـك عنـدي ايه ، بـس متسـتعجليش الايـام هـي اللي هتعرفـك ( ومـن ثـم ناداهـا برقـة تذيـب الجليـد ) ماريـا.
وضعـت هـي الاخـرى رأسـها على البـاب مـن الاتجـاه الاخـر و ردت عليـه بهمهمـة : همممـم.
طلب منها بهمس مُترجيا : قوليهـا مـرة تانيـة عايـز اسـمعها طمنـي قلبـي اللي مرعـوب انـه يخســرك.
طاوعته مسحورة بصوته : بحبك.
رغم دقات قلبه التي ارتفعت الا انه قال آمرا : قولي بحبك يا مروان.
ماريــا و هــي تضــم جســدها للبــاب وكأنهــا تريــد أن يحتضنهــا بــدلا عــن حبيبهــا : بحبــك يــا مــروان.
مروان : بعشقك يا مروان.
شاكسته قائلة : بعشقك يا مروان يا غبي.
مروان بنفس الخفوت : بس انا مقولتش غبي.
ماريا بخفوت هي الاخرى : لاء دي من عندي اجتهاد شخصي .
مروان : بتجتهدي في انك تشتميني يا عبيطة.
ماريا :ايوة وحضرتك لازم تجتهد في انك تصالحني.
مروان بأستغراب : اصالحك؟!
ماريا : ايوة تصالحني على الكلام اللي قولتهولي و جرحتني بيه يا قاسي.
مروان : اومال انا كنت بعمل ايه من شوية؟!
ماريــا بطفولــة : لا متصالحتــش انــا ، صالحنــي بضمـ يـر لــو ســمحت واتعــب علشـان تنـول رضايـا زي مـا انـا تعبـت وانـا مسـتنياك تعـترف بحُبـك وتنطق.
مـروان : انـا ماشي يـا ماريـا خليكي بقـى مسـتخبية ورا البـاب كـدة و اصبـري عليـا بقـى مـش عايـزاني اصالحـك اسـتلمي.
وتركهــا وعــاد إلى عملــه والابتســامة تشــق وجهــه و تركهــا هــي الاخــرى تبتســم بهيــام.
عـادت ريتـال إلى المنـزل في الثالثـة و دخلـت إلى ماريـا لـكي تطمـن عليهـا و رأت عينيهـا بهـا لمعـة كالنجـوم واخبرتهـا ماريـا بما حـدث ولكـن ليـس بالتفصيـل و سـعدت ريتـال مـن أجلهـا و مـن أجـل مـروان ايضـا
ريتال : ماريا انا كنت بفكر في حاجة وعايزاكي تفكري فيها انتي كمان.
ماريا : معاكي يا كبيرة قولي.
ريتـال : تفتكـري آن الاوان نرجـع مصـر كلنـا بقـى؟ احنـا محتاجـين نعيـش في جـو غيـر ده ، عايزين نعيـش حيـاة سـعيدة كلنـا في وطـن يضمنـا ، انتـي سـبق وقبلتـي انـك تسـتقري معانـا في مـصر لمـا اقترحنـا الفكـرة ايـه رأيـك لـو نسـتعد و ننفذهـا.
ماريـا : ياريـت واللـه يـا ريتـال ، انـا مسـتعدة ، انـا بصراحـة مشـتاقة اعيـش في مـصر ، اعيـش الحيـاة اللي ليلـه كانـت عايشـاها اكـون مـع مامـا خديجـة و بابـا سـالم يـااااه.
تنهدت ريتال وقالت بسعادة : فرحتينـي و ريحتـي بـالي واللـه يـا ماريـا ، لمـا نتجمـع بالليـل نتكلـم بقـى ونشـوف هنعمـل ايـه.
ماريــا بحـماس : تمام يــا ري ري يـلا بقــى روحــي غــيري هدومــك علشــان متتأخريــش على عمــر.
ريتال : لاء هفضل معاكي ليله خلاص على وصول.
ماريـا : يـا بنتـي روحـي بقـى بقالكـوا اد ايـه مـش بتخرجـوا مـع بعـض ، مـن اليـوم المشـؤوم ، وكـدة كـدة ليلـه على وصـول وانـا مـش هيطلعـلي عفريـت يعني .
ريتال : طب خلاص بطلي رغي انا ماشية هعدي عليكوا قبل ما انزل.
ماريا بمرح: تمان ، ريتال ابقي ألبسي فستان يشعلل عمر.
لترد عليها ريتال بحزم مَرِح : انتي تخرسي خالص.
ماريا برجاء : وحياتي عندك البسي فستان.
دخلـت ريتـال إلى شـقتها اخـذت حـمام دافـئ و مـن ثـم بدلـت ملابسها و ارتــدت فســتان كما طلبــت ماريــا ، كان لطيــف و رقيــق باللــون الازرق اشتـرته لهـا ليلـه مؤخـرا ، تلـك العاشـقة للازرق تريدهـم جميعـا ان يصبحـوا مثلهــا ، كان الفســتان باكـمام طويلــة ولكنــه قصـيـر يصــل لمــا بعــد الركبــة ، ومشـطت شـعرها و تركتـه حـر حولهـا كما يعشـقه عمـر ، رن جـرس شـقتها ففكـرت أنـه قـد يكـون عمـر أتى قبـل موعـده كما يفعـل أحيانـا ليجلـس مـع أصدقائهـا ، ولكـن تفاجـأت بشـخص آخـر جعلهـا تتنهـد برؤيتـه ، لم تتنهد تعبـا وإنمـا تنهـدت راحـة و كأنهـا كانـت تركض في طريق طويل و اخيرا لمحت له نهاية من بعيد .
قاسم رسلان ….. مرحبا بك .
@@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى