رواية جبروت الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أسماء أبو شادي
رواية جبروت الجزء الحادي والعشرون
رواية جبروت البارت الحادي والعشرون
رواية جبروت الحلقة الحادية والعشرون
في ليل الغربة ياامايا آسسسيت
يا ريت تدعيلي ياامايا ياااااااااااااااااااااااااااااريت
دا ليل الغربة بيطول ياريت ما سافرت م الاول
مفيش غير ربنا معاااااااااااااااايا
يا ريت ياريت ياريت تدعيلي ياامايا
بعيد بعيد بعيد عنك اسيت يااما بعيد بعيد
مفيش صحبه ولا لمة
يا ريت تدعيلي من قلبك
اعود يااما واعيش جنبك
دي لحظه اعيشها انا في قربك تساوي الدنيا ياامايا
ياامايا
وتاخديني تضميني
ما بين حضنك انام وارتاح
واشكيلك وأحكيلك
عن العمر اللي مني راااااح
وفضفض باللي جوايا … جوايا
في حضنك وابكي ياامايا
دا أنا في ليل العذاب سواح
خلاص خلاص البعد دوبني
وليل الغربة عذبني
في عيني الدمعه خبيتها
خاصمت الضحكه ونسيتها
ساقتني الغربة قسوتها
وزرعت جرح جوايا
يا امااااااااايااااااااا
على عيني،، دموع عيني
وبكتبلك بدمعي جواب
وحشتيني يا نور عيني ،،
يا ست الكل والاحباب
سنين الغربة سرقاني
سرقاني
لكن والله وحشاني
وحشاني
دانا في بعدك ماليش احباب
خلاص خلاص ، خلاص البعد دوبني خلاص خلاص وليل الغربة عذبني
في عيني الدمعه خبيتها
خاصمت الضحكه ونسيتها
ساقتني الغبره قسوتها
وزرعت جرح جوايا
يا امااااااااايااااااااا يا امااااااااايااااااااا
يا امااااااااايااااااااا
يا امااااااااايااااااااا يا امااااااااايااااااااا يا امااااااااايااااااااا
خديجة ( أم مروان ) بدموع: ليله.
ركضـت إلى أحضـان والدتهـا تتسـابق هـي ودموعهـا في الوصـول إلى صدرهـا الحنـون ..
ضمتها خديجة إلى صدرها بشدة: يا حتة من قلبي.
ليله ببكاء: ااااه يا ماما يا ماما وحشتوني أوي.
وما تركت حضن والدتها إلى لكب تذهب إلى أبيها ؛ ولكنهــا لم تركــض لحضنــه بــل جلســت تحــت قدميــه لتقبلهــا وهــو نــزل خلفهــا وضمهــا ورفــع رأســها مــن عنــد قدميــه
ليله بنحيب: بابا يا حبيبي يا بابا، وحشتني اوي.
ظلـت بحضـن والدهـا تبـكي وتنتحـب وهـو يضمهـا إليـه وقـد غلبتـه دمعـة مـن عينيـه نزلـت قهـراً على ابنتـه، وبعـد وقـت ابعدهـا قليـلا عـن صـدره ونظـر اليهـا بأمعـان وكأنـه يتأكـد ان ملامحها كما هـي ، أو هـو الاشـتياق من جعلـه ينظـر إليهـا بتلـك النظـرات المتفحصـة، وأثنـاء ذلـك نظـرت إلى الواقف خلفهــم بصمــت يســتند على عصى و فهمــت أنــه يتعكــز عليهــا، وجــدت وجهـه قـد امتلأ بالدمـوع ونظـره مُعلـق بهـا، نظـرت إليـه باشـتياق بادلهـا هــو بخــزي.. بكــت اشــياقاً إليــه وبكــى هو حـسـرةً عليهــا، ولأول مــرة تســقط دموعـه تلـك الدمـوع التـي ظلـت حبيسـة بداخلـه كالنـار المشـتعلة تحـرق قلبـه، ذهبـت اليـه ولم يكـن احتضانهـم كما هـي و والديهـا وإنمـا هذا كان مختلـف.
بعــد قليل تعرفــت عائلة ليلة على ماريــا و ريتــال و جلســوا يتناقشــون حــول مــا ســوف يحــدث و ماريــا تخبرهــم بسبــر التحقيقــات التــي ســوف تبــدأ مــن الغــد وبمساعدة جمعيــة حقــوق المــرأة الموجــودة في مصر والتــي تتبــع تلــك الموجــودة بنيويــورك .
زلزال..
هـذا التعبيـرالذي يصف ما يحـدث بالقريـة، فقـد تـم اسـتدعاء كبـار رجـال القريـة ولم يتركــوا أحــد مــن المشاركين في مجلــس القريــة العــرفي إلا وتــم اســتدعائه،
وبالفعـل ذهبـوا إلى التحقيقـات، وأهـل القريـة جميعـا حتـى القـرى المجاورة علمــوا بما حــدث وســبب التحقيقــات، وهــو ان ابنــة ســالم شاهين ثــارت على مجلـس القريـة ومنهـم عمهـا كبـير عائلتهـا، وبـدأت الجرائـد تكتـب و ماريـا هـي مـن سَـعت لذلـك بموافقة ليلـه وارادتهـا، فقـد تحولـت تلـك البريئـة الطيبـة إلى امـرأة تسعى للانتقام خاصـة بعـد ان رأت حـالة اخيهـا وعلمـت مـاكان يحـدث معهـم وكأنهـم قـد ارتكبـوا فاحشـة.
جميـع مـن تـم اتهامهـم حاولـوا التفـاوض مـع ماريـا أو الوصـول ل ليلـه، ولكـن لم تقبـل بذلـك واخبرتهـم بمنتهى الـبرود أن زمـن التفـاوض قـد ولى
أمـا بـدر؛ فما من كلـمات تعبـر عـن صدمتـه فيمـا يحـدث أو ذهولـه
أما والديـه ثـارت ثائرتهـم وطلبـوا منـه تطليقهـا بعـد الفضيحـة التـي احدثتهـا واصروا عليـه ولكنـه رفـض رفضا قاطعا ، وذهـب إلى القاهـرة لمحاولـة الوصـول إلى ليلـه لأنهـا لا تحضـر التحقيقـات ابـدا وتبريـر ذلـك مـن الشرطـة أنـه لحمايتهـا،
لـو فقـط يعطـوه الفرصـة لرؤيتهـا ليأخذهـا بيـن احضانـه ليبـث لهـا ٱلامـه ويخبرهـا كيف أصبحـت حياتـه بدونهـا..
كيف يتوقعـوا منـه أنـه سـوف يؤذيهـا أو يسـمح لأحـد بـأن يمسـها بـضرر.. كيف يفعـل ذلـك وهـو مـن تحمل بُعدهـا عنـه لأجلها ولاجل حمايتهـا؟.. هـو مـن قتـل قلبـه بيـده يـوم ابعدهـا عنـه وارسـلها إلى حيـث لا وجـود لـه بجانبهـا.. ( هـذا هـو الرجـل عزيزتي المـرأة يقتلـك وفي خاطـره أنه يضحـي لأجلك ، تبـاً لكـم معـشر المخادعـين )
نأتي لحــال ريتــال طبيبتنــا العظيمــة ذات الشــخصية الصلبــة..
تســاند صديقتهـا بـكل قوتهـا وتدعمهـا كما قامـت بفحـص شـقيقها ومتابعـة حالتـه الصحيـة.. وتنتظـر.. تنتظـر اللقـاء المصـيري بينهـا وبيـن القاسـم،
هـو طلبهـا وهــي رفضــت الذهــاب إليــه وقالتهــا صريحة إذا اراد رؤيتهــا فليأتي هــو لرؤياها بـل وعليـه أخـذ ميعـاد مُسـبق لـكي تـراه،،،
تعلـم أنـه سـوف يـأتي إليهـا وهـي على اسـتعداد لتلـك المقابلـة فقـد انتظرتهـا كثـيرا حتـى طـال الانتظــار وفــاض ..
نأتي لتلــك الجميلــة ماريــا.. كانــت زهــرة وســط البــشر.. لم تتأثــر بــكل عوامل الحيـاة.. لا بـرد ولا ريـاح ولا عواصـف ولا اي شـئ إسـتطاع اذيتهـا، ولكـن قتلتهـا الخيانـة،،، جعلـت أوراقهـا تذبـل وتجـف ولكـن ظلـت رائحتهـا العطـرة بهـا، تضحـك وتبتسـم للجميـع وتُجيـد تمثيل دور ( أن الأمور بخير ) لكـن بداخلهــا ألم و وجــع و وحــده ســببها شــخصاً واحــد أعطاهــا الحــب على سـنوات وسرقه منهـا في لحظـات، تتعجـب لحالـه فهـو لم يحـاول محادثتهـا ولا لقائهـا منـذ مـا حـدث.
هــل لهــذه الدرجــة لم أكــن اُعنيــه ؟ لمــا لم يدافــع ويحارب لنيــل الصفــح والغفـران، ام إنه يعلـم ان جرُمـه بشـع ولا مجـال للعفـو لذلـك لم يطلبـه؟
اااااااه انسـيه ماريـا فهـو مـن بـاع وخان ، هـو مـن ذهـب إلى حيـث اللا عـودة..
ليله..
لـن أتنـازل عـن حقـي تريـد رؤيتـي وتتلهـف مـن أجـل اللقـاء اذاً لـك هـذا
ولكـن أعـدك بأنـك سـوف تـرى ليلـة اخـرى غيـر تلـك الليلـة التـي تعرفهـا
أعـدك انـك لـن تهنـئ بحياتـك ابـدا، سـوف ارد لـك الصـاع صاعـين، مـا اذقتـه لعائلتـي سـوف اذيقـه لـك ولعائلتـك ولـكل مـن تسـبب بخزيـان عائلتي ،،، مـن اليـوم لـن ترفعـوا رؤوسـكم امـام أحـد يـا كبار بلدتنـا يـا جبابـرة بلدتنـا هيـا لتـروا الجبروت على حـق .
مروان..
حبيبتــي هــل تــري ماحــدث بعــد رحيلــك، الحــزن احتــل قلــوب الجميــع
انتـي كنتـي معنـى الطهـارة والنقـاء في حياتنـا وبعـد ذهابـك سـكن الحقـد القلـوب و هجرهـا الحـب والعشـق، حبيبتـي لمـا ذهبتـي وحـدك وتركتينـي أرى كل ذلـك وحـدي؟ لمـا رحلتـي امـام عينـي دون ان أسـتطيع مسـاعدتك وتركتينـي لأُمنيـة ” ليتنـي كنـت أنـا مـن رحـل ” كـم اتمنـى عودتـك ولكنـي اعلـم ان الموتى لا يعـودون بـل نحـن مـن نذهـب اليهـم، الألم قـد سـكن كل جوارحـي وأشـعر أن روحـي تنسـلخ عـن جسـدي، ولا اسـتطيع البـوح بما في داخـلي ،،، وبما ابـوح وليـس هنـاك مـن كلمـات تصـف مـا انـا بـه مـن عـذاب ،،، هـل اتألم على رحيلـك أم أتـألم لعـذاب شـقيقتي ونصفـي الاخـر ،، انا مـن تســبب برحيلــك وانا من تسبب في عذابهــا ودمــار حياتهــا,, ااااااه يــا قلــب ممـا لا تتــألم وقـد اصبـح كل شـئ مـن حولـك يحـكي عـن الالم….
جسار..
الان حــان الوقــت.. الان لا يوجــد بينــي وبينــك عوائــق ،، فقد ازلتهــا ولــن اســمح بــأي شــئ يحــول بينــي وبينــك يــا ملكــة القلــب ومليكــة الــروح
ااااه لـو تعلمـي مـا يحملـه قلبـي مـن عشـق لـكي لرأفتـي بحالي و رَق قلبـك لي ..
ااااه كـم تحلمـت مـرور أيامـي دون وجـودك فيهـا آأُخبـرك شـيئاً أنـا أنـام كل ليلي وانتـي بـين أحضاني ، الان علمـت المعنـى الحقيقـي للوسـادة الخاليـة.
ولكن ها قد انتهى زمن البعاد.. حبيبتي انتي لي …..
تركــض بحديقــة الفنــدق، مــن يراهــا يُخيــل لــه انهــا تقــوم بالرياضــة الصباحيـة ولأجل حرق الدهون ولكـن هـي لا تفعلهـا لأجـل حرق الدهون فقـط بـل هـي تركـض لتحـرق ذكريـات مؤلمة وأحاسـيس مخذية ، تحـرق حنيـن تشعر به عندمـا تجلـس بصحبـة ليلـه و والديهـا، تشـعر بالحنين إلى والديهـا إلى أبيها الحنـون العطوف، ووالدتهـا التـي كانـت تجسـد في حياتهـا الشـدة والليـن ، الحـزم والحـب.
علمتهـا الاعتـماد على النفـس ولكنهـا لم تُنقـص مـن مقـدار اهتمامها بهـا،
أرادت أن تذهــب إلى والدهــا أرادت أن تُلقــي بنفســها بــين احضانــه كما فعلـت ليلـه ولكنهـا تخشى .. تخشى أن يخذلهـا مـن جديـد كما خذلها سابقا عندما أعادها إلى قاسـم رسلان ، كما أنهـا تنتظـر لقائهـا مـع قاسـم أولا لتوثـق ميثـاق حريتهـا
ومــن ثــم تذهــب إلى أبيهــا..
تنهدت بحرقة وهي تفكر : اه يــا ابي لــو علمــت أنك عندما سلمتني لقاســم رسلان قسـمت ظهـري.. مـا كنـت لتفعلهـا أبـدا.. رأت مـن وقـف في طريقهــا وهــي تركــض، بــكل هيمنــة يســد طريقهــا وينظــر اليهــا بنظراتــه التـي تشـعرها بالاشـمئزاز، اسـتمرت بطريقهـا حتـى اقتربت منـه واوشـكت
على تجـاوزه كأنـه غيـر مرئي بالنسـبة لهـا، ولكـن هـو لـم يسـمح لهـا بذلـك و وجـدت ذراعهـا بـين قبضتـه.
جسار ببطء وكأنه يتلذذ بقطعة حلوة أثناء نطقه أسمها : تالاااااا.
ردت عليه بجمـود: سـيب أيـدي ،،، قولتلـك قبـل كـدة اكـتر مـن مـرة متحاولـش تقـرب منـي نهائي .
لم يتأثـر مـن جمودهـا ابـدا ولم تغـادر نظـرات الاشـتياق عينـاه ولكنـه تـرك يديهـا مجبـراً تنفيـذا لرغبتهـا: وحشـتيني، مـن يـوم مـا وصلتـي مصـر وأنـا مسـتني اشـوفك مـا صدقـت انـك نزلتـي والا كنـت انـا هطلـع لحـد غرفتك بـس كنـت بحـاول مـا اتهـورش علشـان صحابـك.
ريتــال: وليــه تيجــي مــن اساســه وأنــت عــارف ان ( وابتســمت بســخرية أصابتــه في مقتــل ونجحــت في تغيــر تعابــر وجهــه )رغبــة اللقــاء غـيـر متبادلــة إطلاقــا.ً
جسار: عارف انها غير متبادلة بس انا محتاج اتكلم معاكي .
شــعرت بانتصــار صغـير داخلهــا عندمــا اســتطاعت التغلــب عليــه وتغيـيـر نظراتــه المقرفـة بالنسـبة لهـا ريتــال: مافيــش كلام أحــب اســمعه منــك وماعنديــش دقيقــة مــن عمــري اضيعهــا على في اني اســمعك .
وقف مبهوتا مكانه وبعد أن كان واثق الخُطى تزعزعت ثقته
… تركتـه بـكل بـرود وعـادت إلى الفنـدق لـكي تسـتعد إلى الذهـاب مـع ماريـا وليلـه بصحبـة عائلتهـا إلى المحكمـة ،،، فاليـوم ميعـاد أول جلسـة بقضيتهـا …
دخلــت إلى قاعــة المحكمــة وقــد كانــت آخــر الحاضريــن، بعــد ان بــدأت الجلسـة وهـذا هـو المتفـق عليـه حتـى لا يجـدوا فرصـة للتحـدث معها ،
تقدمـت بــكل ثقــة و رأس مرفــوع و أنــف شــامخ وجلســت بجــوار ماريــا بالصــف الاول وتجاهلـت كل الانظـار المعلقـة بهـا، أمـا هـو بصعوبـة تحكم في نفسـه حتـى لا يركـض اليهـا ويأخذهـا بيـن احضانـه، كـم يتمنـى أن يغمـض عينيـه وعندمـا يفتحهـا يتلاشى كل شـئ وكأنـه كان كابـوس وانتهـى، لم يسـتطع ان يُبعــد نظراته عنهــا ولا ان يُهــدء ضربات قلبــه بلقياهــا،،،
انتهــى دور رئيــس النيابـة بشـرح الاحـداث وأتى دور ماريـا والتـي ظلـت تتـدرب فـترة طويلـة على حديثهـا لـكي تتقـن التحـدث باللغـة العربيـة الفصحـى..
وقفــت بــكل ثقــة و تحدثت : ســيدي القاضي أنــا ماريــا رشــيد، دكتــوراه في القانــون الدولي، محاميـة المدعيـة ليلـه سـالم شاهين ( اقتربت منـه وبيديهـا ورقـة لينظــر إليهــا هــو ) ومعــي رخصــة للمرافعــة بالمحاكــم المصرية.
القاضي : أتفضلي .
ماريــا: ســيدي اســمح لي بـذـرح مــا حــدث بأســلوب مختلــف عن ما تفضــل وكيــل النيابــة بشرحــه للجميــع ،،،،
ليلـه سـالم شاهين كانـت طالبـة بكليـة الاقتصـاد والعلـوم السياسـية بجامعـة القاهـرة، مـن الطلبـة المتفوقـين والمتميزيـن في دراسـتهم، عـادت إلى بلدتهـا بعــد انتهــاء العــام الدراسي لــكي تحضــر حفــل زفــاف شــقيقها ،، وهنــا شــاء القـدر أن تلتقـي بمن اصبـح الان زوجهـا، وبـذات اليـوم الـذي تـزوج فيه شـقيقها تزوجـت هـي مـن شـقيق العـروس، وكعـادة الحيـاة هـي لا تسـتمر دائما بالسـعادة بـل يحـدث الكثيـر والكثيـر مـن المشـاحنات ولكـن كل شـئ يمـر ويهـون عندمـا يتواجـد الحـب بـين الزوجيـن، وأتى يـوم الخبـر السـعيد، خبـر تنتظــره كل امــرأة بمجرد ان تتــزوج وهــو أن تصبــح أم،،، هذا من تعظيم انتصارات المرأة بغض النظر عن أي اشياء اخرى ،،، أتى الشــقيق و زوجتــه مــن القاهــرة إلى القرية لـكـي يباركــوا إلى اشــقائهم وقضــوا وقتــاً سـعيداً ورحلـوا على أمل العـودة مـرة اخـرى لقضـاء وقتـاً أطـول بصحبـة الجميـع، وهنـا بـدأ كل شـئ، كان للقـدر رأي آخـر وللـه مخطـط آخـر غيـر مخططتهــم البشــري.. حــادث، اصطدمــت ســيارتهم بشــاحنة نقــل، وراح ســائق شــاحنة النقــل أمــا الزوجيــن الســعيدين فلقــوا مصيرهــم بما كتــب اللـه لهـم لا احـد لـه يـد بما يكتـب اللـه لنـا ، وكلنـا نريـد ولكـن ارادة اللـه غالبـة فـوق ارادتنـا وهذا شىء في الدين
قاطـع حديثهـا محامـي احـد المدعـي عليهـم وقـد أراد اللعـب على المعلومـة التـي تأكـد منهـا كـون هـذه الفتـاة أجنبيـة : لحظـة سـيادة القاضي مـش معنـى انـك بتعـرفي تتكلمـي عـربي انـك تتكلمـي عـن الديـن، لمجـرد انـك تكسـبي تعاطـف.
ماريــا بأبتســامة اســتفزاز: وميــن قــال لحضرتــك اني معرفــش حاجــة عــن دينــي.
المحامي بأستغراب: دينك؟
ماريــا: أيــوة دينــي، دينــي الــذي رغــم اني قضيــت كامل عمـري بمـكان بـه نـاس يكرهـون ذلـك الديـن الا أني اعلـم عنـه مـا ال يعلمـوه مــن عاشــوا ونشــأوا عليــه وفي المســاجد، أنــا ماريــا رشــيد عثــمان مــن اب مسـلم عـربي لبنـاني هـل مـن اسـئلة أخـرى بشأني وشـأن ديانتـي؟
شعر المحامي بالحرج : اسف للمقاطعة أتفضلي كملي.
أعادت بصرها إلى القاضي لتكمل سردها للأحداث دون مبالاة للبقية ،
أمـا عـن ليلـه فهـي لم تنظـر اليـه ابـدا رغـم انهـا تشـعر بعينيـه المسـلطة عليهـا ولكنهـا منـذ دخلـت القاعـة لمحتـه يجلـس بجـوار والـده و والدتـه وتجاورهما دعـاء تحمل طفلـة رضيعـة على قدميهـا ( طفلة كادت لتكون طفلتها لولا ظلمهم وتجبرهم عليها ) وفـور مـا لمحـت ذلـك المشهد حولـت بصرهـا ولم تعـده اليهـم ابـدا واحتـل الجمـود معـالم وجههـا،،
طلبـت ماريـا التحـدث مـع حسيـن الشرقـاوي و وافقهـا القاضي ..
ماريـا: سـيد حسيـن عندمـا ذهبـت إلى منـزل سـالم شاهين لتطلـب ابنتـه إلى ابنـك بما أشطرت ليلـه حينهـا ؟ .
حسني: قصدك ايه بسؤالك ده ؟..
ماريـا: يعنـي قبـل أن تقبل هي طلبكـم ماذا طلبـت مـنك انت على وجـه الخصوص ؟
حسين بحمحمة: ماطلبتش حاجة.
ماريـا بأبتسـامة سـمجة: لاء كـدة محتاجـة أذكـر حضرتـك انـا، هـي وبالحرف سـألتك ” تقبـل إني اكـون بنتـك قبـل مـا انـا اقبـل اكـون زوجـة لأبنـك ” صحيـح أم كـذب سـيد حسيـن؟
رد عليها : صحيح.
ماريا: و رد حضرتك وقتها كان ايه؟
حسين : طبعا قبلت وعاملتها زي بنتي واكتر.
ماريـا بسخرية : اممممـم الايـام هـي مـا تثبـت ذلـك وليـس الاقـوال،(نظرت إلى القاضي ) سـيادة القاضي هـو اعطاهـا عهـداً بـأن تكـون ابنـة لـه والان يؤكـد على ذلـك، ولكن السؤال هنا هل لو هي ابنتك كانت وصلت لما هي عليه الان ؟
…. اعتــرض محامــي الخصــم على اســلوب ماريــا في التحــدث وهنــا تغـيـر الاســلوب…
ماريــا: حكمــوا عليهــا بقطــع علاقتها مــع عائلتهــا، ومنعوهــا مــن زيــارة شــقيقها والــذي كان بهــذا الوقــت بحالــة حرجــة بالمشــفى، ومــع ذلــك لم يرأفــوا لحالهــا بــل وقامــت شــقيقة والــدة زوجهــا و زوجــة شــقيق والــد زوجهــا بدفعهــا مــن فــوق الــدرج لتســقط وتفقــد جنينهــا الاول وتخسر حلمها وحلم كل امرأة ، وبعــد ذلــك لم يرحموهـا ولم يشـفقوا عليهـا بـل حملوهـا أيضـا وزر مـا حـدث ،،أي عقـول تلــك؟ لا ولم ينتهي الأمر هنا ، بــل صــاروا يســببون لهــا الاذى النفــسي وتــم ســجنها ومنعهــا مــن الخــروج مــن المنــزل أو حتى البقاء بالنشفى كما كانت تطلب حالتها حينها ، و وصــل الامــر للتطــاول عليهــا بالأيدي
ومـن ثـم أتـوا بالحكـم الاظلـم مـن ذلـك وهـو نفيهـا خـارج البـلاد نهائيـا وعـدم التواصـل بـأي وسـيلة مـع ذويهـا و إن لم تلتزم بذلك يقتلوا أخاها ، والان أريـد إجابـة منهـم سـيدي القاضي بما حكمـوا هـذا الحكـم؟ بـأي قانون؟وبـأي صفـة يحكمـون؟ ومـن نصبهـم قُضـاة على غيرهم البشـر؟
حسين بانفعال: ماحكمناش عليها تسافر هي اللي اختارت.
ماريــا : وهــل تركتــم لهــا خيــار آخــر؟… (سكت وهو ينظر لأبنه بغل لانه من قرر سفرها ) مــاذا؟ لمــا تصمــت الان مــا الخيــار الاخــر الــذي تركتمــوه لهــا حينها ؟
( لتجـاوب هـي بصـوت مجلجـل) كان الحكـم العـزل عـن النـاس والحيـاة، أي بالمعنـى الادق العيـش كجاريـة في عـصر العبيـد لا يحـق لهـا اي شـئ ، تـذل وتهـان وتحـرم مـن حقهـا في الحيـاة، وفوق ذلك تقوم بخدمتهم ، أليس هذا كان حكمكـم ؟ والان اعود اتسـائل بـأي صفـة تحكمـون؟
حسـن بعصبيـة : بصفـة اننـا كبـرات البلـد وكل كبـير عيلـة لـه الحـق يشـارك في المجلـس العـرفي للقريـة ده اللي كبرنا عليه طول عمرنا اجدادنا و ابائنا و وبنحكـم بالـشرع والدين .
ردت عليه تناطحه :انت تقول كما قالوا الكفار في عهد محمد هذا ماوجدنا عليه أباؤنا ،،، ثم تقول الـشرع والديـن؟ اي شرع و اي ديـن يـا مُختل آئتـي لي ب آيـه انـزل بهـا اللـه أو حديـث نطـق بـه رسـولنا يحكـم بذلـك، ثـم وهـل الديـن يسـمح للمـرأة ان تسـافر وتعيـش ببلـد غريب دون محـرم لهـا ايهـا الحاكـم بإسـم الديـن؟
… وهنا نطقت من تنظر إلى ليله بغل لم تمحوه مرور الايام والسنين …
أم بــدر بغــل اســود: بحــق القصــاص، زي مــا حرمــوني مــن بنتــي يتحرمــوا مـن بنتهـم.
@@@@@@@@@@@@@@
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)