رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم الشيماء محمد
رواية جانا الهوى الجزء الثاني الجزء السادس والعشرون
رواية جانا الهوى الجزء الثاني البارت السادس والعشرون
رواية جانا الهوى الجزء الثاني الحلقة السادسة والعشرون
نادر رمى الموبيل من ايده مش قادر يتحمل اكثر مو كده ، بيتنفس بعنف وبيردد لنفسه : هي حكت وقالت كل ده واكتر من ده ، ماينفعش أحاسبها على ماضيها .
فضل فترة يهدي نفسه وفهم ليه أخوها شرط عليها ونوعا ما بدأ يهدا وحس انه ممتن له علشان غير نمط حياتها ووصلت لملك اللي هو عرفها دلوقتي .
جه اليوم المنتظر يوم الخميس
همس صحيت من نومها مش قادرة تصدق ان النهارده سيف هيجي بيتها يخطبها ، أخدت نفس طويل بتحاول تقنع قلبها يهدا ويطمن شوية و هيجي وهيحط في ايدها دبلته ، قاطع شرودها دخول مامتها بتزعق : ما تصحي بقى يا بت ورانا ألف حاجة نعملها ولا مش هيجي وغير رأيه ؟
انتفضت همس و وقفت بدفاع : هيجي يا ماما اخص عليكي ما تقوليش كده ، هيجي .
ابتسمت بتهكم : طيب يا اختي قومي وروحي أوضة الصالون نضفيها ولمعيها وشوفي هتستقبليهم بايه ولا هتعملي ايه ولا أصلا ناس زي دول المفروض نستقبلهم ازاي ؟ والله ما عارفة .
قبل ما تخرج مع أمها من أوضتها شافت تليفونها ولقت رسالة من هالة بتعتذر انها مش هتقدر تيجي وانها أكيد هتكون موجودة يوم الخطوبة ونبهت عليها تقولها كل تفاصيل اليوم المهم والمنتظر ده، همس ردت عليها انها متفهمة عدم مجيها وان المشوار مش سهل ووعدتها تقولها كل حاجة هتحصل بالتفصيل ، وشوية وجت هند اللي استغربوا مجيها بدري بس وضحت بسعادة : النهارده يوم مهم لهموس ولازم أكون معاكم ، ماما عايزة تعملي ايه يا قلبي ؟ قولي .
ابتسمت فاتن بس كشرت تاني : جوزك سايباه من بدري ليه ؟ لتكونوا متخانقين ؟ وأنس فين ؟
ابتسمت وطمنتها : لا مش متخانقين وهو اللي قالي آجي بدري وأنس فضل معاه عايزين يسترجعوا ذكرياتهم باين المهم بدر قال هيجيب جاتوهات وحاجات زي دي و فاكهة و …
قاطعتها فاتن : أبوكي جاب كل الفواكه اللي في السوق ما تخليهوش يجيب تاني .
هند بتفكير : طيب قولي يجيب ايه ولا نعمل ايه ؟
همس بتذكر: جيبتوا موز؟ أنا بحبه
فاتن قاطعتا بتهكم: هو جاي يخطب قرد وأنا معرفش؟
بصتلها بغيظ وردت: وربنا انتي ما أمي ، كنت هكمل وأقول أعمل كيكة وأزينها بموز وفراولة
هند بضحك: خلاص يا جدعان اهدوا كدا
قعدوا مع بعض التلاتة يستعدوا لاستقبال ضيوفهم.
مؤمن راح لمراته شركتها ياخدها يتغدوا مع بعض ، حكالها عن سيف وارتباطه بهمسته بس لاحظ انها متضايقة ومش معاه أصلا : نور مالك ؟ من ساعة ما ملك خرجت من المستشفى وانتي مش بطبيعتك! انتوا متخانقين مع بعض ؟
كشرت وفكرت تفضل ساكتة بس ماقدرتش واندفعت تحكي لمؤمن اللي حصل وهو سمعها بهدوء لحد ما خلصت فعلقت : انت ساكت ليه كده ؟ ما تقول حاجة ؟
أخد نفس طويل بحيرة : أقول ايه ؟ نور انتي بتحسي ان ملك مش بتعتبرك أختها ؟ أو بتعاملكم بحزازية ؟
نفت براسها وهو كمل : طيب هل ملك لسه في أي مشاعر ناحية كريم ؟
بصتله بحيرة : لا من بدري وهي شالته من دماغها أصلا أنا اتصدمت من اللي سمعته ده!
فكر في التصرف نفسه وقال : مش يمكن تكون أعجبت بالدكتور نادر وحبت توضح قدامه ظروفها وتكون كتاب مفتوح قدامه ؟ أو ممكن حست بانجذاب ناحيته وخافت وده اللي عقلها أسعفها بيه انها تحاول تبعده لما تقول الكلام ده، يعني في أسباب كتيرة لتصرفها .
نور بصتله ورددت : أسباب كتيرة؟
ابتسم : اه كتيرة ودورك كأخت تسمعي الأسباب دي مش تصدري حكم أو تزعلي أو تعاتبيها ، ممكن تعاتبي بعد ما تسمعي وتساعدي مش قبل ، وبعدين انتي قلتي ان في مشاكل أو هو بعد يعني هي حالتها دلوقتي صعبة فانتوا ما تصعبوهاش ببعدكم أو بعتابكم ، نعاتب بعد ما نعدي الأزمة مش قبل ، خلينا نتغدى وبعدها أوصلك عندها اقعدي واسمعي وبس ، خليها تفضفض لأختها .
نور حطت ايديها حوالين رقبته بحب : هو أنا بحبك كده ليه يا اوفر تفهّم ؟
ابتسم وردد : اوفر تفهّم ؟ دي جديدة دي وأول مرة أسمعها بس يا قلبي اتعودت من علاقتي بكريم ونونا اننا نسمع أكتر ونفهم أكتر ونتكلم أقل ولما أساعد ونعدي نعاتب ، نساعد أولا ونعاتب أخيرا .
باسته على خده : قلبي انت هو أنا بحبك من شوية ؟
ابتسم وبعدها فك ايديها : بس خلينا نكون متفقين ايان معاكي اوعي تسولك نفسك وتقولي هتسيبيه معايا .
كشرت بغضب مصطنع : مؤمن أنا …
قاطعها بسرعة وهو بيتعدل : ولاأنا ولا انتي ابنك معاكي وبعدين مامتك بتحبه .
سألته : وانت ؟
ابتسم : هنطلق وهنااااام ، هنام لبكرا الصبح .
برطمت بغيظ : اللي يسمعك يقول حارمينك من النوم .
بصلها بصدمة: لا كفى الله الشر بتسيبوني أنام للصبح ، بتبلى عليكي أنا ، ولا أقولك أنا مفتري ومش بشبع نوم ، يلا نتغدى علشان ألحق أجيب ابنك وأوصلك .
همس في أوضتها بتجهز اللي هتلبسه وتجاهلت كلام أمها لما قالتلها تنظف معاها ، افتكرت الماسكات اللي طلبتها من هند فخرجت بسرعة وأمها اول ماشافتها قالت بغضب: هو أنا يابت مش قلتلك تروقي ؟ ايه بكلم نفسي؟
ردت بضيق: عمرك شوفتي عروسة بتروق يوم فرحها؟
فاتن بتهكم: اديكي قلتي يوم فرحها مش يوم التعارف
بصتلها بعفوية: تعارف ايه يا ماما ده أنا عارفة هيلبس ايه وهو جاي
فاتن بصتلها بغضب وقلعت شبشبها وحدفته في وشها : يا قليلة الأدب بتقوليها قدامي كدا عيني عينك؟!
همس بغيظ: يعني لما تعوريني في يوم زي ده هتفرحي؟ وبعدين أنا غلطانة اني بقولك الصراحة ، المهم بلاش خطوبة وكل ده وحددوا الفرح على طول بلاش تبقوا السبب في تشردي
فاتن بصتلها بصدمة: ايه البجاحة دي؟! وتشردك؟ ليه بنبعدك عن بيتك وعيالك؟
جاوبتها ببساطة: لا بتبعدوني عن سيف
فاتن بصتلها بغيظ : يا آخرة صبري ده أنا همشيكي معاهم وأخلص منك
همس بابتسامة واسعة: ياريت أقسم بالله.
هند ابتسمت بمرح: ماتتعبيش نفسك معاها ياماما مش هتاخدي حق ولا باطل
همس تجاهلت سخريتهم وقالت: جيبتي الماسكات معاكي ياهند؟
ردت بتأكيد: أيوة أهم – أخدتهم من على الترابيزة واديتهملها وكملت- بس مش عارفة هتستعمليهم امتى وازاي ده كل واحد بيقعد بالعشر دقايق !
فاتن بجدية : أجلوا كلام دلوقتي خلونا نخلص وانتي ياهمس يلا تعالي ساعدينا وروقي
همس بصتلها باستنكار وردت: تاني؟ هو أنا فاضية؟ مش لسه هجهز وأظبط نفسي؟
أمها بصتلها بنفاد صبر: ايه هتجهزي في عشر ساعات؟ يابنتي هو جاي يخطبك ولا يخطبني؟
ردت بتلقائية : يخطبني طبعا
أمها ردت بغيظ: يبقى تعملي معانا وبطلي غلبة
همس بصتلها هي وهند وردت بتذمر: لا بقولكم ايه انسوا اني هعمل حاجة أنا ماليش في الترويق وعندي حاجات أهم
وسابتهم قبل مايردوا عليها ودخلت جوا بسرعة
أمها فضلت تبرطم وهند تهديها وتضحك على تصرفات همس
همس واقفة قدام الماسكات ورصتهم جنب بعض وحطت اللي هي جايباهم ومش عارفة تبدأ ازاي ولا هتخلص امتى؟! حطت ايدها على شعرها بتفكير وبعدها عينيها لمعت ورددت: الله على ذكائي لقيتها
مسكت الماسكات وبقت تحط من كل واحد على وشها كطبقات فوق بعض وختمتهم بالماسك الأسود فأصبح وشها مش باين ملامحه أصلا وعبارة عن أسود وبعدها خرجتلهم
هند كانت معدية لقت حد قدامها جت تبص صرخت من الخضة ، وأمها جت على صوتها بتسأل بقلق : في اي..
شهقت وماكملتش الكلمة وهي بتردد: يالهوووي بسم الله ايه ده
همس بصتلهم بدهشة: ايه في ايه شوفتوا عفريت؟
فاتن بصتلها بغيظ: انتي عايزة تموتينا ناقصين عمر؟ ايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده؟
هند باستنكار: في حد يعمل في وشه كدا؟
بصتلهم بلا مبالاة : ما أنا قلت لسه هعمل كل ده؟ فدمجتهم مع بعض بحيث يعملوا كل النتايج سوا
هند ردت بذهول: انتي هبلة ياهمس ولا مجنونة؟ نتايج ايه ده انتي وشك يفزع
فاتن باستسلام: عوض عليا عوض الصابرين يارب ، أنا هقول لأبوكي يمشيكي مع سيف وأهله من النهارده وهنكتبه وصل أمانة علشان مايفكرش يرجعك تاني
همس بابتسامة واسعة: قلتلك ياريت مشوني معاه أنا موافقة
فاتن قلعت الشبشب حدفته عليها بغيظ وهي بتردد: اه يا أم لسان متبري منك
هند ضحكت وهمس نزلت راسها قبل ما الشبشب يجي عليها وضحكت بمرح : الله مش انتي اللي بتقولي؟ يلا بس هروح أرخم على سيف كفاياه نوم
هند بابتسامة: يالهوي لو شافك مش بعيد يطفش من قبل مايجي
همس بصتلها بخبث ودخلت أوضتها مسكت التليفون وصورت وشها كدا وبعتتها لسيف وراحت ترتب حاجتها لحد مايصحى يشوفها
شوية وسيف صحي وفتح موبايله جنبه علشان يكلم همس بس لقاها باعتة صورة فتحها بابتسامة اتحولت لشهقة فزع وهو بيرمي الموبايل من ايده ، فرك عينيه بقوة ومسك تليفونه تاني وحقق في الصورة عرف انها همس بصلها بصدمة وقبل مايتصل بيها لقاها سبقته وأول مارد ضحكت بمرح: ايه رايك في الصورة؟
رد بغيظ : انتي عاملة في وشك ايه؟
حكتله باختصار فرد بحسرة: وانتي قلتي تصحيني مفزوع صح؟
فضلت تضحك وهي متخيلة شكله وهو بيردد: والله مجنونة وهتجننيني معاكي
ردت بمشاكسة: أنا غلطانة اني بظبط نفسي
رد بحب: ياحبيبتي من غير حاجة والله انتي عاجباني
همس بمشاغبة: مين قالك اني بعمل كدا علشانك؟ ده علشان عيلتك أول مرة يجوا وكدا انما لو عليك عادي هخرجلك ببيجامة
رد بغيظ: يارخمة
فضلوا يتكلموا مع بعض وبتحكيله اللي عملته في أمها وهو يضحك عليها وبعدها قفلوا علشان يلحق يجهز هو كمان
نادر أمه اتصلت بيه تاني بتأكد عليه ما يتأخرش وهو قبل ما يمشي دخل يطمن على عائشة هي وجوزها كانت اتحسنت شوية ، دخل بحرج وعمار رحب بيه واطمن عليها وبعدها اتكلم بإحراج : بقولك يا ست الكل أنا ورايا مشوار النهارده ولازم أروح البلد والصبح بإذن الله هكون موجود ، دكتور محي وصيته يتابع معاكي ولو في أي حاجة هو مكاني .
ابتسمت : يا ابني روح براحتك عادي ما تشيلش همنا .
عمار بتأكيد لكلام مراته : يا ابني كفاية وقفتك دي معانا والحمد لله عائشة بخير اهيه ولا ايه ؟
ابتسم وطمنه : اه الحمد لله هي بخير .
سألته هي فجأة : هو انت ليه ما اتجوزتش لحد النهارده يا دكتور نادر ؟
بصلها بصدمة من سؤالها وعمار اتحرج وحاول يهزر : كده أقول انها بقت بخير طالما فضولها اشتغل .
ضحكوا ونادر بصلها بتأثر : عادي يعني يا ست الكل ما اتجوزتش .
عمار بمزاح: اوعى يكون مشوار النهارده فيه عروسة ؟
استغرب ضحكه وانه متقبل فكرة ان في عروسة فحاول يضحك : في عروسة بس مش ليا ، العروسة أختي الصغيرة ، عريسها جاي النهارده يطلب ايدها وأمي صممت أكون موجود.
ابتسموا الاتنين وعائشة أكدت : أيوة لازم تكون موجود وتقف مع أختك الصغيرة ، ربنا يسعدها يارب ويحميها – بصت لعينيه وكررت- بس جاوبني بجد انت ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتي ؟
أخد نفس طويل وابتسم بحزن : عايزاني أقولك ايه ؟ ماعرفتش أخرج من الحالة اللي أنا فيها ؟ ولا أقولك ما قابلتش حد مميز أو الأدق أقولك عادي مفيش نصيب ؟
عمار بصله بحزن : بسمة الله يرحمها عايشة جوانا في قلوبنا بس ما ينفعش الحياة تقف ، ما توقفش حياتك يا ابني وكمل مشوارك ، عيش وحب واتجوز وخلف العمر بيجري .
ابتسم بعرفان : ربنا يسهل يا عمي .
عائشة مسكت ايده : ليه يا ابني مش عايز تتخطاها ؟ بنتي عمرها خلص لكن انت لسه ، بعدين فكر في اللي حواليك ، والدتك مش نفسها تفرح بابنها الكبير ؟ والدك مش عايز يجوز ابنه ويشوف أحفاده ؟ ليه تحرمهم من ده ؟ ليه تخلي بنتي بالنسبالهم ذكرى سودا كارهينها علشان حرمت ابنهم يعيش حياته ؟ افتكرها مش هقولك لا بس زي حلم حلو حلمته وصحيت خلاص فلازم تقوم وتكمل .
نادر بيسمعها وعقله حاطط صورة ملك قدامه وانتبه لعمار هو كمان : انت عارف ان حاتم اتجوز ؟
بصله بصدمة وردد : اتجوز ؟
عائشة كملت : ومراته قربت تولد اهيه ، يا ابني الحياة ما بتقفش لحد زي القطر بيمشي في وشه في اللي بيركب واللي بينزل لكن ما بيقفش يستنى حد ، الحق واركب يا ابني القطر بتاعك ما تخليهوش يفوتك أكتر من كده .
نادر حب يهزر ويخرجهم من الجو ده : انتوا محسسيني ان العروسة برا الباب وأنا قافل الباب في وشها! تيجي بس هي وأنا هفتحلها الباب .
عمار ابتسم وقرب منه مسك ايده : انسى بنتي وافتح قلبك ودخل حد يعمره .
بص في عينيه وبعد تردد كبير نطق اللي واجع قلبه كل الوقت ده واتكلم بهمس : لو صدقت بنتك لما جيبتها عندي كان ممكن نلحقها لكن ماصدقتهاش وقفلت في وشها كل الأبواب .
عمار بصله بحيرة : صدقت ايه ؟ قصدك ايه ؟
بص للأرض بحرج : صدقت تعبها ، أنا قلتلك ان ده مش تخصصي كان المفروض تروح لدكتور مخ وأعصاب لو ساعتها حولتها وأجبرتها تروح كان ممكن …
قاطعه عمار بسرعة : كان ممكن ايه ؟ تديها عمر فوق عمرها ؟ ده العمر بيتكتب في لحظة خلق البني آدم ، ربنا بس اللي عنده علم الغيب وبعدين حتى لو صدقتها و وديتها للدكتور كانت برضه هتموت في نفس اللحظة ، يا ابني إلا الموت الحاجة الوحيدة اللي مافيهاش لو ويمكن دي ساعة مكتوبة للكل و بعدين تعددت الأسباب والموت واحد .
علق بحزن : بس أنا كنت سبب بغبائي و …
قاطعته عائشة : نادر يا ابني بطل تلوم نفسك بالنسبالنا يا حبيبي انت كنت الإنسان اللي حب بنتنا وهي حبته ، عالجتها وخليتها عاشت أيام حلوة وبس ، مش بنفكر غير كده يا ابني ، انها اتعالجت وحبت واتحبت اه ما كملتش بس عاشت شوية كويسة لكن آخر أيامها دي مسحناها من دماغنا علشان نقدر نتحمل ونكمل ، بطل تلوم نفسك ويلا روح علشان تلحق تقف مع أختك .
عمار طبطب عليه : يلا اتحرك علشان ما تتأخرش.
بصلهم الاتنين بعرفان وقبل ما يخرج عائشة وقفته : نادر.
بصلها باهتمام فابتسمت : صورلي أختك وعريسها صورة حلوة وريهالي لما ترجع .
ابتسم : بإذن الله يلا سلام عليكم .
خرج وقف شوية برا الباب مبتسم من كمية الحنان والتفهم اللي عند الناس دي ، وللحظة حس وكأن في حمل انزاح من على كتافه وان الأجل مكتوب لو عملنا ايه ، وكأنه كان عايز الشخصين دول تحديدا هما يقولوا ده مع انه عارفه ومؤمن بيه ، بس تأنيب الضمير ماكانش مفارقه وكلامهم طمنه شوية وبرأ ضميره شوية ، اتعدل في وقفته و اتحرك يلحق أخته ويفرح معاها .
سيف اتحرك بأهله يروح لهمس والكل كان متحمس وخصوصا أمه اللي لأول مرة هتقابلها ، الطريق كان ممتع وخفيف لان الكل بيهزر .
همس اتصلت بيه وهو سايق فدور على سماعته في جيوبه و قدامه ، آية أخته لمحت علبة السماعات فبهدوء أخدتها خبتها وهو بيدور عليها .
الموبايل فصل وبعدها رن تاني ، عز كلمه : يا ابني ما ترد على البنت وطمنها اننا قربنا نوصل
بصله في المرايا : مش لاقي السماعة كانت هنا دلوقتي .
آية ببراءة : ما تفتح الاسبيكر يا سيف وترد هي حبكت السماعة ؟
بصلها بغيظ : اه حبكت اسكتي انتي .
بيبص تحت رجليه وعند أخته لحد ما سلوى زعقت : وبعدين يا سيف ؟ يعني وانت بتدور كده لو عملنا حادثة أخدت أجلنا كلنا هترتاح ؟ يا ترد زي ما أختك قالت يا تقفل موبايلك.
سيف كشر بحنق : أعوذ بالله منكم ومن الحوادث وسيرتها ، حاضر هرد وأمري إلى الله .
فتح الاسبيكر وأول ما نطق الو همس انفجرت فيه : انت ما بتردش ليه ها؟ وبعدين سيادتك فين كده ؟ اتأخرت ولا هتتأخر ولا ايه ؟
حاول يوقفها ونادى اسمها: همس
بس هي كملت بتذمر – وبعدين فين مصباح علاء الدين ؟ مش جاي بيها ليه ؟ سيف ؟ انجز .
سكتت أخيرا وهو ملاحظ ان كل اللي حواليه كاتمين الضحك لانهم مش متعودين حد يتكلم معاه كده ، اتكلم أخيرا بقلة حيلة: أخيرا سكتي ؟
أكدت بسخرية : اه سكت اتفضل المايك معاك انت فين ؟
جاوبها : في الطريق هكون فين يعني؟ – كانت هتتكلم بس منعها وجه ينبهها ان الاسبيكر مفتوح- وقبل ما تتكلمي خلي بالك …
قاطعته باندفاع: أخلي بالي من ايه ؟ سيف تعال بقى – لهجتها اتغيرت تماما وقالت بلهفة – انت واحشني أوي تعال .
سيف اتحرج أكتر وبعدها قفل الاسبيكر وأخد الموبايل في ايده : لحظة يا همس .
حط الموبايل على التابلوه وهدئ السرعة وكلهم مستغربين هيعمل ايه لحد ما وقف على جنب وشغل انتظار وبعدها بصلهم كلهم وهم مستغربين فابتسم ببساطة: مش لاقي سماعات أعملكم ايه يعني ؟ دقيقه واحدة .
أخد موبايله ونزل من العربية وبعدها كلمها : أيوة يا همستي .
ابتسمت : عملت ايه كده ؟
وضحلها : وقفت على جنب علشان أعرف أكلمك وأقولك انك واحشاني أكتر وأكتر ألف مرة .
ابتسمت بخجل وكأنه شايفها : قدامك كتير ؟
ابتسم لانه حاسس انه بجد شايفها وشايف خجلها : لا يا حبيبي خلاص قربنا ، هنوصل في ميعادنا ما تقلقيش انتي .
اتنهدت : طيب مع اني مش عايزة أقفل بس هقفل علشان تيجي بسرعة ، ما تقفش تاني لحد ما توصل تحت البيت يلا بقى .
قفل معاها وركب تحت أنظارهم ، دور العربية وبيتحرك وبرطم بغيظ : اه هيفضلوا باصينلي الطريق كله
ضحكوا و آية طلعت علبة السماعات بتديهاله فبصلها باستفسار فقالت ببراءة مصطنعة: لقيتها واقعة تحت رجلي .
بصلها وضيق عينيه بشك: والله انتي كذابة .
ضحكت ورددت وقلدت طريقة نطقه : كذابة بالذال مرة واحدة ؟
بصلها بطرف عينيه بغيظ : لو كررتيها مش هركبك معايا العربية تاني .
نادر وصل قبل سيف وسلم عليهم وبعدها دخل لأخته اللي حضنته أول ماشافته وباركلها ورخم عليها وبعدها سابها علشان تجهز
فاتن متوترة وعمالة تتأكد ان كل حاجة جاهزة ومظبوطة ، الجرس رن فرايحة تفتح بس نادر وقفها : خليكي انتي يا ست الكل أكيد ده بدر .
فتح كان بدر وأنس ورحب بيهم ودخلوا ، فاتن كشرت وبصت لبدر بلوم : هو ده بدري بتاعك ؟
ابتسم وبيحط الحاجة من ايده : معلش يا ست الكل – قرب باس راسها – بس ما تخيلتش اني هاخد وقت في السوق كده .
ابتسمت وسلمت على أنس وبعدها بصتله بعتاب : أنا قلت لهند ما تكلفش نفسك وتجيب حاجات كتيرة كده أصلا عمك خاطر ونادر جايبين قد كده .
ابتسم بهدوء: يا ستي ربنا يجعل البيت عامر دايما وبعدين هو احنا كل يوم بنستقبل عريس لهمس ؟ ربنا يتمملها على خير يارب .
هند طلعت على صوت جوزها وسلمت عليه وعلى أنس اللي بصلهم بحماس : فين همس ؟ وفين عمو خاطر علشان عايز أغلبه دور طاولة ؟
ضحكوا وبدر وقفه : النهارده مش للطاولة يا أنس .
هند لعبت في شعره وابتسمت : لا سيبه خليه يدخل لبابا أصلا هيقلل جو التوتر شوية ، روح لبابا البلكونة يا أنوس .
بدر بص لفاتن بجدية : عايزانا نعمل ايه ؟ قولي ؟
بصتلهم وابتسمت : ادخلوا واقعدوا واشربوا أي حاجة أصلا لسه ميعادهم بعد ساعة .
فاتن دخلت عند بنتها كانت بتحط الموبايل من ايدها فسألتها : كلمتيه ؟ قدامه قد ايه ؟
بصتلها : قالي شوية ، بس قال هيجي في ميعاده وما أقلقش .
أمها قعدت قصادها : جهزتي فستانك ؟ في أي حاجة عايزاها ؟
شكرتها همس وبعدها مسكت ايدها بقلق: ماما سيف مش هيرضى أبدا يستنى سنة كمان هو ممكن بابا مايوافقش؟ أو يتخانقوا أو يختلفوا ؟ أو ممكن بابا يعمل زي ما عملتوا في بدر أول مرة جه هنا وعصرتوه ؟
فاتن ابتسمت : يا قلبي انتي لازم تفهمي ان أكتر حاجة بتهمنا في الدنيا هي سعادتكم ، همس احنا مش بنقف في طريقكم احنا في ظهركم وبندعمكم ونساعدكم وبندرس أي قرار قبل ما ناخده وبنتردد ألف مرة قبل ما نقول اه أو نقول لا، ولما بنقتنع ان ده في مصلحتكم بنعمله فلو سيف قدر يقنع بابا ان جوازكم دلوقتي ده في مصلحتك هيوافق ، خليه يوري باباكي الصورة كاملة ، خليه يتعب علشان يوصلك ، خليه يحس بقيمتك وغلاوتك .
ابتسمت بس رجعت كشرت بملل: أيوة يعني في الآخر هيوافق ولا لا ؟
كشرت فاتن و وقفت بغيظ : ده انتي باردة بقى ، ابقي روحي اسألي أبوكي .
سابتها وخرجت وهي قامت بابتسامة انها بتقدر في لحظة تنرفز مامتها وفي لحظة بتتراضى ، فتحت الدولاب وطلعت فستانها الجديد اللي جابته مخصوص وخلت سيف يلبس نفس اللون .
نور وصلت بيت أبوها ومؤمن وصلها ودخلها كانوا قاعدين في الجنينة كلهم ماعدا ملك ، وصلها عندهم وسلمهم أيان وبعدها انسحب حاول نادر يمسك فيه يقعد بس رفض وانسحب بهدوء .
نور بعد ما استقرت معاهم : هي ملك فين ؟ مش هنا ؟
فايزة جاوبتها بهدوء: هتروح فين يعني ؟ أصلا مش بتخرج من أوضتها أبدا .
بصت لأخوها : انت ما اتكلمتش معاها ؟
كشر : ما شوفتهاش أصلا من ساعتها وبعدين هتكلم أقول ايه ؟ ولا هتقولي زي أبوكي أحاول أصالحهم مع بعض ؟
نور بصت لأبوها باستغراب وهو علق : وفيها ايه ؟ بعدين أضعف الإيمان كنت قعدت مع أختك وطبطبت عليها .
رد بتهكم : طبطبنا ألف مرة وفي الآخر برضه احنا ولاد مرات أبوها مش أخواتها .
نور بصت لأخوها وحست بحيرة لان جزء منها مقتنع بكلام مؤمن وعايزة تعمله بس جزء تاني متغاظ منها ومقتنع بكلام نادر .
ملك في أوضتها قامت بتعب وراحت بلكونتها خرجت تشم هوا وهناك لمحت أهلها قاعدين مع بعض كلهم وحست بخوف جواها انها تكون بغبائها خسرتهم ، سألت نفسها للمرة الألف ليه قالت لنادر كده عن عيلتها ؟ هل هي فعلا وحيدة وسطهم ؟
سيف وصل بأهله ونزل نادر وبدر الاتنين يستقبلوهم تحت ويرحبوا بيه هو وعيلته .
طلعوا فوق وخاطر استقبلهم هو وفاتن وقبل ما يقعدوا أنس جري وسلم بترحيب على سيف : عمووووو سييييف ازيك ؟ – أنس قرب منه ووشوشه بمرح – شوف قلتلك عمو اهو مش سيف حاف زي هموووس .
سيف اتوتر وخاف أنس يقول حاجة عن زيارته ليهم فسلم عليه وبص لبدر اللي اتدخل وأخد أنس وبهدوء عرّفه على والده و والدته وأخته وبعدها طلع بابنه ينادي هند بس أول ما بقوا لوحدهم مسكه : أنس اوعى حد يعرف ان عمو سيف جه عندنا البيت .
أنس ابتسم : عارف يا بابا بس كنت بسلم عليه.
بدر وضح : بتسلم عليه كأنه صاحبك والمفروض ان دي أول مرة تشوفه بعد الفرح وبعد الخناقة اياها يا أنس ، خلي بالك مش عايزين نزعل هموس ولا نزعل أي حد.
ابتسم أنس هز دماغه : حاضر يا بابا .
هند دخلت رحبت بيهم كلهم وسلوى بصتلها بابتسامة : امال فين عروستنا الحلوة ؟ عايزة أشوفها أنا الوحيدة اللي ما شوفتهاش .
فاتن بفضول : وآية شافتها ؟
سيف كان متوتر وحس انه في تحقيق ، بص لأخته اللي ابتسمت بهدوء : قابلتها في الرحلة يا طنط ، أنا طلعت مع سيف رحلة الجامعة .
فاتن بصت لسيف بتلميح : أصلا ماكنتش أعرف ان هو كان معاها في الرحلة .
سيف حمحم و وضح: كنت طالع كمشرف عليهم مش معاها علشان بس الأمور تبقى واضحة .
خاطر اتدخل بابتسامة: قومي يا هند نادي أختك يلا .
رجع يتكلم مع عز ويرحب بيه وبعيلته تاني وبدأوا يتكلموا في أمور عادية .
هند دخلت عند همس وأول ما شافتها شهقت بصدمة: انتي مجنونة ؟
همس ابتسمت : مجنونة ليه ؟ أنا بس هجنن سيف.
هند دخلت وقفلت الباب: همس بطلي جنان وخلي الليلة تعدي على خير .
بصتلها بإصرار وابتسمت : هتعدي لا تقلقي .
حركت راسها برفض واستسلمت : انتي حرة بس ما تعيطيش لو طربقها على دماغك .
خرجوا مع بعض ودخلوا والكل وقف يستقبلها بابتسامة بس فاتن أول ما شافتها اتصدمت وعينيها وسعت وبصت لهند بلوم بس هند شاورت بكتفها انها مالهاش دعوة .
سيف أول ما شاف همس ملامحه كلها اتبدلت وضغط على ايديه يحاول يتماسك ووقف يفكر يعمل ايه أو يتصرف ازاي؟ علشان ما ينفجرش ويتجنن عليها قدام الكل .
فاتن بصت لبنتها بعتاب بس لقتها واقفة مبتسمة والكل وقف يستقبلها ، آية أول واحدة قربت منها بابتسامة : أخيرا هقابلك بشكل رسمي ؟
ضحكت وسلموا على بعض وهي تولت تعريفها بأهلها علشان تفك الإحراج فقالت بابتسامة : دي يا ستي ماما .
سلوى حضنتها بسعادة بيها: أخيرا شوفتك يا همس ، يااااه ما تتخيليش أنا بحلم باللحظة دي من امتى ؟
فاتن ابتسمت ودعت من قلبها ربنا يسهل أمور عيالها .
عز بهزار : هو أنا مش هيجي دوري ولا ايه ؟ أنا كمان يا سلوى من بدري مشتاق لليوم ده اللي آجي وأطلب فيه ايد اللي ابني اختارها شريكة لحياته .
همس سلمت عليه بخجل ورحبت بيه : أهلا بحضرتك يا عمو .
آية شاورت على أخوها بمرح: وده يا ستي أكيد تعرفيه ده …
قاطعها سيف وهو بيقول بغضب : نسيت موبايلي في العربية بعد إذنكم .
سابهم وخرج وسط استغراب الكل انه ازاي خرج بالغضب ده؟ لأنه كان هيخبط همس في وشه وهو خارج .
الكل بص لبعضه بإحراج والصمت سيطر عليهم لحد ما قطعه صوت قفل باب الشقة ورا سيف .
بدر ونادر وقفوا بسرعة وخرجوا وراه ، والكل واقف مصدوم وهمس باصة للأرض بإحراج و مش مصدقة رد فعله ده .
عز حاول يلطف الجو : هو موبايله مهم ، معلش لحظة وهيطلع تاني .
همس بصوت مهزوز : بعد إذنكم .
سابتهم وخرجت تجري على أوضتها وأختها وراها دخلت وقفلت الباب وهي بتقولها بعتاب: قلتلك بلاش يا همس ما بتسمعيش الكلام أبدا انتي .
همس بصتلها بعيون بتلمع ببكاء وندم من تهورها اللي بوظلها ليلتها
سيف نزل تحت عند عربيته فضل رايح جاي ومش عارف يعمل ايه بس كل اللي عارفه انه عايز ينفجر فيها ، طلع موبايله من جيبه ويادوب هيكلمها بس وصل عنده نادر وبدر اللي اتكلم الأول بقلق: في ايه يا سيف ؟ وايه رد الفعل ده ؟
بصله بغضب ومش عارف يقوله ايه ؟ نادر قرب منه بحيرة : طيب قولنا فين المشكلة؟ وايه اللي ضايقك ؟ يعني فهمنا رد الفعل ده ايه ؟
سيف فضل ساكت بس ملامحه كلها الغضب مسيطر عليها .
بدر وقف قصاده بعتاب : البداية دي غلط يا سيف ، بعدين انتوا ما صدقتوا وصلتوا لهنا ، ايه اللي هي عملته جننك كده ؟
سيف بصله لوهلة وبعدها انفجر بغيظ: انت مش شايف هي عاملة ايه ؟
بدر بص لنادر بحيرة وبعدها بصله ونفى بهزة من دماغه فسيف كمل بحنق: سيادتها لابسة الفستان اللي كانت لابساه وهي بتقابل العريس إياه – بص لبدر وكمل- ما انت كنت موجود ساعتها .
بدر رفع كتفه ووضح : موجود بس أكيد مش هركز في الفستان اللي لابساه بس يا سيف هي أكيد مش قصدها تضايقك .
زعق بإصرار : لا هي عاملاها قصد ، وهو ده قصدها أصلا انها تحرق دمي .
نادر قرب خطوة منه بهدوء : أنا الصراحة مش عارف أقولك ايه بس تصرفك اللي عملته فوق ده غلط ، انها تقرب تسلم عليك وانت تسيب البيت كله فده …
سكت وماكملش بس سيف بصله بجدية : هكلمك بكل صراحة لو حبيبتك اللي حاربت الدنيا كلها علشانها في يوم مميز زي ده وجتلك لابسة فستان هي لبسته قدام راجل غيرك هتعمل ايه ؟ حط نفسك مكاني قبل ما تقولي صح وغلط .
نادر افتكر لما راح حفلة خطوبة بسمة ، افتكر وجعه ساعتها وصدمته وهي بتلبس خاتم راجل تاني، بس سيف وضعه مختلف ، همس بتحبه ، أيوة تصرفها غبي بس بتحبه هو وده مجرد هزار سخيف .
فوق همس قاعدة في أوضتها بحزن وفاتن اعتذرت من ضيوفها وقامت لبنتها ، دخلت وقفلت الباب وراها بغيظ: يا بنت المجنونة ، هي في واحدة عاقلة تعمل كده ؟ مش عايزاه يا بابا قولي واحنا نمشيه !
همس بصتلها بعبوس: ما تخيلتش رد فعله الغبي ده ، قلت بس هيكشر وبعدها هروح أغيره وأقوله كنت برخم عليك .
بصتلها بذهول : بترخمي عليه أول مرة يدخل فيها بيتك مع أهله وبيطلب ايدك ؟ انتي هبلة؟! عوض عليا عوض الصابرين يارب بدل ما أقت*لها بنت المجنونة دي – بصت لهند وعاتبتها- وانتي يا هند ماجيبتيهاش من شعرها ليه وقلعتيها غصب عن أنف اللي خلفوها ؟
هند بصت لأمها بتبرير: مارضيتش وقالت مقلب في سيف و …
قاطعتها بغضب : وهو ده وقت مقالب ؟ اهو سابلكم البيت ودلوقتي أبوه وأمه ينزلوا وابقي قابليني لو حد جه يعبرك من تاني .
همس بصتلها وهي مكشرة ونفت : مش هيمشوا و …
قاطعتها بسخرية: لما تبقى العروسة عيلة وهبلة وعندها تخلف عقلي ساعتها يمشوا .
وقفت وهتعترض بس قاطعها دخول أبوها وقفل الباب وراه وسألهم بحيرة: فهموني ايه اللي بيحصل ؟ سيف نزل كده ليه ؟ وايه اللي حصل وإلا قسما بالله هطلع أقولهم ماعنديش بنات للجواز أصلا .
فاتن بصت لبنتها بتهكم : ردي على أبوكي يا باشمهندسة تخلف .
كشرت : الله يا ماما.
أبوها زعق بصوت حاول ما يطلعش برا الأوضة : كلميني أنا في ايه جننه كده ؟
ماردتش فبص لهند اللي اتكلمت بتوتر : همس لبست الفستان اللي كانت لابساه المرة اللي فاتت .
خاطر بحيرة : فستان ايه ومرة ايه ؟
فاتن وضحتله : ساعة ما جه العريس وسيف جه طرده .
خاطر بص لمراته بعتاب : وانتي ماجيبتيلهاش فستان تاني ليه ؟ دي حاجة تفوتك دي ؟ ولا …
قاطعته بغيظ : عندها وجبنا بس حضرتها بتعمل فيه مقلب وبتهزر بس هو ما اتقبلش هزارها .
هنا دوره في الصدمة : بتهزر ؟ يعني الناس جايين يطلبوا ايدها ويشوفوها وهي بتهزر ؟ – هز دماغه بتفهم – اممم طيب خلاص .
جه يخرج بس فاتن مسكت دراعه بقلق: خلاص ايه يا راجل ؟
بصلها بجدية : هي بتطفشه فأنا هساعدها وأمشيهم .
التلاتة ردوا مرة واحدة : لا – بصلهم بغيظ وهمس كملت برجاء– لا يا بابا أنا …
زعق : انتي ايه ؟ اقلعي الفستان ده حالا واطلعي للناس اللي برا دول وعدوا الليلة على خير وأصلا شكلنا مش هنتفق وهيمشوا ده إذا ما كانوش مشيوا.
سلوى بصت لجوزها بعدم فهم : هو في ايه بيحصل ؟ ابنك ماله يا عز ؟
حرك كتفه بحيرة : والله ما أعرف بس اللي عمله ده غلط ، ازاي يسيب البيت وينزل بالشكل ده ؟
قاطعهم دخول خاطر اللي حاول يبتسم : يا أهلا بحضراتكم .
الجو مشحون والكل متوتر .
تحت بدر مسك دراع سيف بجدية : كفاية كده شكلنا وحش يلا نطلع ، بعدين همس بتحب الهزار فده هزار بس سخيف شوية .
قاطعه بغيرة : تلبس فستان جابته لراجل تاني غيري ده هزار ؟ أصلا أنا لحد دلوقتي ما سامحتهاش انها اشترته ولبسته وبحاول أقنع نفسي ان والدتها اللي جابته بس انها تلبسه لحد الآن مش بالعها تقوم تلبسه دلوقتي تاني ؟ ده معناه ايه ؟ بتمدلي لسانها ولا بتضايقني ولا بتعمل ايه ؟
نادر جاوبه بهدوء : بتهزر واه هزار رخم بس لو مش هتتحمل هزارها الرخم – شاور على عربيته وكمل- أعتقد محدش جابرك تكون هنا .
بصوا لبعض الاتنين بغيظ وبدر اتدخل و وقف بينهم بعتاب: ايه صلوا على النبي انتوا الاتنين ، سيف انت بتحب همس ما تنساش ده ، نادر همس مجنونة وتصرفها مش مقبول ويجنن ، ممكن بقى نطلع فوق يلا ؟
طلعوا أخيرا فوق وسيف قعد وبص لخاطر باعتذار: اعذرني يا عمي بس أصله …
قاطعه خاطر بهدوء : همس بتهزر وهزارها تقيل حبتين وده ان دل فيدل انها عيلة لسه .
كلهم بصوله باستغراب وعز حاول يلطف الجو بمرح: عيلة ايه ؟ دي عروستنا الحلوة و ربنا يحفظها ويباركلنا فيها .
فاتن دخلت و وراها بناتها كانت همس غيرت فستانها بواحد تاني أحلى وأجمل من الأولاني بمراحل ولونه مطابق لقميص سيف ، فضلت عينيها عليه بقلق ، بس سيف بصلها بجمود وما علقش وهي قعدت جنب أمها وأختها والصمت سيطر على الكل.
سلوى حاولت تقطع الصمت ده بابتسامة : ما شاء الله يا هموس ربنا يحفظك يا قمر .
بصتلها وابتسمت بخجل: متشكرة لحضرتك .
عز بص لخاطر بابتسامة: طبعا يا أبو نادر حضرتك عارف احنا جايين ليه ؟ احنا جايين نطلب ايد همس .
خاطر بص لسيف اللي ساكت وبعدها بص لعز بهدوء : عارف بس قبل ما حضرتك تكمل كلامك – بص لسيف وأكد– أنا لسه عند رأيي مفيش جواز قبل ما تخلص جامعتها وده قرار نهائي .
الكل اتصدم وبص لخاطر وسيف أول واحد اتكلم بجدية : عمي لو سمحت
قاطعه خاطر بحسم : لا يا ابني ، بنتي عيلة ومش ناضجة واللي حصل من شوية ده أكبر دليل انها ما ينفعش تتجوز دلوقتي .
سيف بصلها بعتاب وهي مصدومة من كلام أبوها وبصت لسيف وعينيها بتترجاه يتصرف ، كان نفسه يقولها ان هي اللي حطته في الموقف ده ، بص لأبوها واعتذر: عمي أنا آسف على رد الفعل العصبي اللي أخدته بس …
كمل خاطر الجملة بهدوء: بس ده حقك – بصله بذهول لكن خاطر كمل بعقلانية- أيوة حقك تتنرفز وتتعصب لأن بنتي عيلة وانت مش مضطر أبدا تتقبل عيلة أو مش هتتحملها، فخلي بنتي عندي لحد ما تخلص دراستها وساعتها مش هعارض أبدا .
سيف عدل نفسه وقعد على طرف كرسيه بحيث يواجه خاطر ووضح : رد الفعل ده كان غصب عني اتنرفزت بس شوية وخلاص ، ماهو مفيش حد في الدنيا مش بيتنرفز !
خاطر وضح بتفهم : أنا مش بلومك على نرفزتك بس انت عايز تتجوزها طالبة ، عيلة ، عايزة تهزر وتعمل مقالب ، ماعندهاش إدراك ان ده مش يوم للهزار فالحمد لله ان الموقف ده حصل لأني الصراحة كنت محتار ومن ساعة ما كلمتني وأنا بدعي ربنا يلهمني للاختيار الصح واهو ألهمني ، هي هزرت وانت ما اتقبلتش هزارها ، لا هي عملت حساب ان ده يوم ما ينفعش مقالب فيه ، ولا انت عملت حساب ان ده برضه يوم ما ينفعش تغضب فيه وتسيبلنا البيت وتنزل ، فلو ده رد فعلك عليها في يوم زي ده ما بال لما تبقى مراتك وفي بيتك هتعمل ايه ؟
سيف أخد نفس طويل ورد بوضوح : عمي أنا أكتر واحد عارف جنونها وغباءها وتسرعها وحافظها وفاهمها وبالي طويل معاها فوق ما تتخيل وبحبها وبعشقها زي ما هي كده ، مجنونه ومتهورة ، وما تتخيلش أبدا مهما أحكيلك أنا عملت ايه علشانها السنة اللي فاتت دي ؟ وبعد ما قربت أوصلها اتفاجئت بموضوع العريس ده واتفاجئت يومها بشكلها واهتمامها بنفسها ، يعني أنا بحارب حرفيا علشانك وانتي بتقابلي عرسان ؟ حط نفسك مكاني، ودلوقتي ألاقيها لابسة نفس الفستان اللي لبسته لراجل غيري ؟ ازاي عايزني أتقبل ده ؟ وفي يوم زي ده ؟ لو هي مراتي كل اللي هعمله اني كنت هشقه نصين وهنهي
الموضوع بكل بساطة لكن دلوقتي وسطكم والمفروض ما أنطقش وما أتكلمش فماعرفتش أتصرف ازاي ؟ أعمل ايه ؟ طيب أقول ايه ؟ ماكانش قدامي أي حلول غير اني أخرج برا أهدا وأرجع لكن ده مش مقياس أبدا لحبي ليها أو تعاملي معاها أو اننا مش هينفع نرتبط أو كل الكلام اللي بتقوله – بص لأبوه وأمه وقال باستنكار – ما تتكلموا أنا جايبكم معايا تتفرجوا ولا ايه ؟
خاطر رد بجدية: يا ابني يتكلموا يقولوا ايه ؟ بنتي بتحبك وانت بتحبها بس تخلص دراستها واتجوزوا براحتكم ، بعدين انت دكتور جامعي وعندك شركة كبيرة انت مش فاضي لعيلة عايزة تذاكر وتروح الجامعة وتيجي من الجامعة وكل ده .
سيف بص لهمس وهو عايز يضربها وهي عايزة تصرخ في أبوها اللي بيدمر أحلامها كلها .
عز اتكلم : يا أبو نادر احنا جايين نطلب ايد همس وناخدها بيتنا خلال شهر بالكتير ، بعدين همس هتيجي بيتي وكلنا هنكون عيلتها وأهلها ، كلنا هنساعدها في مذاكرتها مش بس سيف ، كلنا دعم وسند ليها ، بعدين ابني بيحبها ده مش فارق معاك ؟
خاطر : خليها تخلص دراستها وخليه هو يهتم بشركته و …
قاطعه عز بابتسامة : يا أستاذ خاطر ، حضرتك عارف الظروف اللي مرينا بيها ، ومعرفش انت عارف التفاصيل ولا لا؟ بس أنا وقعت شركتي ، سمحت لناس يدخلوها لأني كنت عايز أرتاح والناس دي وقعوها و وصلت لمرحلة اني دخلت في مرحلة إفلاس وزودت الطين بلة بالقروض وبعدها تعاملي مع واحد زي عصام المحلاوي اللي كان عينه على شركتي وعايزها بأي تمن ، وبدل ما أحاول أصلح رميت ابني وأجبرته يرتبط بإنسانة مش بيحبها ولما حاول يفسخ خطوبته هددته وبدل ما يتخلى عني إلا انه أول ما عرف اتخلى عن حياته كلها ، عن شغله اللي بيحبه ، عن حبيبته ، رفض أبوه يدفع تمن أخطائه وهو اللي دفعها ، شال حمل كبير أوي بس قدر يشيله وعمل المستحيل وأنا بقولك اهو عمل المستحيل وكل ده ليه؟ علشان أمل صغير جواه يقدر يرجع لحبيبته ، وادينا اهو قاعدين معاك ووصلنا للمرحلة دي فاوعى توقفها انت دلوقتي .
خاطر بص لكل الموجودين وبص لعز بتبرير : أنا عارف كل ده وماقلتش أبدا ان ابنك مش قد المسئولية أو مش راجل يعتمد عليه لكن بقول بنتي هي …
قاطعه سيف بإصرار: هي حبيبتي واه بتنرفز منها وبيتحرق دمي بس ده طبيعي ، هو حضرتك مش بتتخانق أو تختلف مع مراتك ؟ أو هاتلي أي راجل في الدنيا مش بيتخانق ويختلف مع شريكة حياته ؟ بنتخانق ونتصالح ادينا فرصتنا نعيش حياتنا ونتخانق ونتصالح ، بنتك في أمان وهي معايا وحضرتك من جواك أكيد عارف ده .
سيطر الصمت للحظات والأنظار كلها متعلقة بخاطر اللي في حيرة مش عارف ياخد قرار ، سلوى اتدخلت بلباقة: أستاذ خاطر – بصلها باهتمام فكملت- أنا أم وعندي بنت وعارفة يعني ايه تخاف عليها وعلى مستقبلها وأحلامها وبكلمك دلوقتي كأم لبنتي مش لابني ، لو واحد زي سيف بيحب بنتي وبيحارب علشانها بالشكل اللي أنا شوفته وعيشته السنة اللي فاتت دي كلها صدقني مش هتردد لحظة واحدة أسلمهاله وأنا كلي ثقة انه هيحافظ عليها وعلى مستقبلها وأحلامها ، سيف بيحب همس فوق ما أي عقل يتصور ، مهما نحكي ونوصف مش هنوصل برضه لمقدار حبه وحرام بعد كل ده وكل الحروب اللي خاضها علشان يوصلها نقوله استنى سنة كمان، يعني ازاي هنطلب منهم ده ؟ ازاي هو هيركز في شغله ولا هي في دراستها لو مش مع بعض ؟
عز كمل بإقناع: وجودهم مع بعض هيرفعهم هما الاتنين مش تفرقهم عن بعض ؟!
خاطر رد بدفاع : أنا مش بفرقهم عن بعض أنا …
قاطعه سيف بهدوء : حضرتك ايه يا عمي ؟
سكتوا كلهم بعدها سيف كمل بصدق: موضوع اني أفضل سنة كمان ماليش حق فيها ده لا يمكن أتحمله يا عمي ، ده غير ان كل الأنظار هتكون علينا وهنتحط تحت ميكروسكوب ، من كل النواحي القرار ده غلط ازاي حضرتك مش شايف ده ؟ أنا …
خاطر قاطع سيف باستنكار: انت محسسني اني برفضك! – حاول يعترض بس خاطر كمل – طيب خلونا نأجل الكلام في ميعاد الفرح دلوقتي ونحتفل بالخطوة دي ، يعني خطوة خطوة .
كلهم فضلوا ساكتين وهو مستني أي تعليق بس محدش رد فكمل بابتسامة : يعني مش لازم ناخد قرار دلوقتي .
سيف بص باستنجاد لأبوه اللي هز دماغه بانه يسكت وما يعترضش وبص لخاطر بابتسامة: وماله يا أبو نادر وماله ؟ خلينا طيب نحتفل بقربهم من بعض وبخطوبتهم والمرة الجاية نتكلم في ميعاد الفرح، ايه رأيكم ؟
خاطر ابتسم بموافقة : تمام نحتفل دلوقتي بالارتباط والمرة الجاية نبقى نحدد المواعيد وربنا يقدم اللي فيه الخير .
فاتن بصت لبناتها بهدوء: ما تجيبوا القهوة يا بنات ولا هتشربوا ايه ؟
الكل طلب قهوة وهمس وهند خرجوا يجيبوها، سلوى بتتكلم هي وفاتن وسيف ساكت ومخنوق من رفض خاطر لجوازهم دلوقتي ، سلوى لاحظت ضيق ابنها فنبهته: سيف يا حبيبي ، فين الهدية اللي جيبتها لهمس ؟ – بصت لفاتن بمرح- تخيلي مارضيش يوريها لحد فينا !
سيف بيقلب في جيوبه وكشر، آية لاحظت فقالت بتحذير مرح : اوعى تقول انك نسيتها، والله هفرح فيك علشان قلتلك وريهالي وهات أشيلها وانت رفضت .
الكل بصله وهو وقف بسرعة : أكيد في العربية، مش هنساها صح ؟ بعد إذنكم هنزل أشوفها .
بدر وقف معاه بس سيف وقفه بابتسامة : خليك مش لازم تنزل وتطلع معايا ، لحظة وراجع .
خرج معاه لحد باب الشقة بس سيف وقفه ومارضيش يخليه ينزل معاه تاني .
بدر دخل المطبخ عند البنات بيحمحم وهند بصتله : محتاجين حاجة ؟
بدر : لا يا قمر ، سيف نسي حاجة في العربية ونزل يجيبها .
همس بصتله بلهفة: نزل تحت ؟ طيب أنا هروحله .
هند مسكت دراعها بتحذير: بطلي جنان خلي الليلة تعدي على خير يا همس .
همس بصتلهم بترجي : لازم أتكلم معاه لوحدنا ولو دقيقتين ، انتوا شوفتوا الوضع عامل ازاي ؟
بدر بصلها بتهكم : وهو الوضع ده مين عمله غيرك ؟
بصتلهم وعينيها بتترجاهم : دقيقة واحدة بس .
هند سابت دراعها وهي جريت تلحقه قبل ما يطلع.
سيف لقى العلبة في تابلوه العربية أخدها و وقف للحظات بيحاول يهدي نفسه لأنه مخنوق ومتضايق وحاسس انه عايز يخنق همس لو طالها .
أخيرا قفل عربيته ورايح ناحية البيت ويادوب هيدخل المدخل اتفاجئ بيها في وشه واتقابلت نظراتهم في نظرة طويلة قطعتها همس برجاء : سيف .
قبل ما تكمل قاطعها بحزم: ولا كلمة يا همس ، مش قادر أسمع منك كلمة واحدة حتى .
بصت لعينيه وهو بص لبعيد فقالتله بندم : سيف أنا آسفة ، بس أنا ما تخيلتش أبدا رد فعلك ده .
بصلها بغضب : امال تخيلتي ايه ؟ ها ؟ آخدك في حضني مثلا وأقولك الله الفستان هياكل منك حتة ولا ايه ؟
حاولت تبرر بخفوت: تخيلت انك هتتعصب اه بس مش للدرجة دي ، وأنا هروح أغيره وبس .
أخد نفس طويل ونفخ بضيق : يعني بقالنا سنة بنستنى اليوم ده وبدل ما نفرح فيه تعكنني علينا وأبوكي ياخد الموقف ده ويقولي بنتي عيلة مش بتاعة جواز؟ الصراحة مش عارف أصلا أقولك ايه يا همس ؟
مسكت دراعه بتوسل : تبصلي وتقولي انك بتحبني وهتفضل تحبني مهما أكون غبية وأتصرف بغباء مش تزعقلي كده وتخوفني منك ؟
بصلها بتهكم : أخوفك مني ؟ وهي دي تصرفات واحدة بتخاف ؟ لو بتخافي مني ماكنتيش اتجرأتي ولبستي الفستان ده ، يعني بجد يا همس أنا مش مسامحك انك لبستيه أول مرة ازاي تخيلتي اني ممكن أتقبل تلبسيه تاني ؟ وفي مناسبة زي دي ؟
مقدرتش ترد عليه ولا عارفة ترد وهو كمل بغيرة : يعني ماشي مامتك اشترته كان ممكن تشقيه نصين، ولا ما تلبسيهوش أصلا ولا تتجنني وتطلعي بالجينز والتيشيرت، يعني كان قدامك ألف حل غير انك تلبسي فستان وتتزوقي لراجل تاني فمهما تتكلمي مش مسامحك تقومي تلبسيه ليا أنا ؟ حاجة عملتيها لراجل تاني تعمليها ليا ؟ أنا لحد دلوقتي مش عارف أصلا أحلل الوضع ده ولا عارف أتقبل تصرفك ولا عارف أعمل ايه ؟
همس استوعبت مدى الغباء اللي عملته ومسكت وشه تخليه يواجهها لأنه بيهرب من عينيها واتعلقت في عينيه بأسف وندم: أنا آسفة بجد والله اتصرفت بغباء وبدون تفكير بس قلت مقلب وهنضحك عليه بعدين لكن عمري ما فكرت بالشكل ده يا سيف ، أنا بحبك انت وبس وعمري أبدا ما بصيت حتى في مرايا غير وأنا هقابلك انت أو هشوفك انت ، حتى في اليوم ده ماما ضغطت عليا ألبس لكن والله مالبسته ولا حتى بصيت في المرايا غير بعد ما سمعت صوتك انت ، يعني لبسته علشانك انت ، سيف صدقني .
بص لعينيها بقلة حيلة : أنا مش بكدبك يا همس بس جوايا نار وغيظ ومش عارف أعمل ايه وأبوكي كمل عليا .
همس باصة لعينيه وساكتة بس عينيها بتترجاه يسامح ويصفى وهو مسك ايديها بعدهم عنه بحذر: يلا اطلعي مش ناقصين مشاكل أكتر من اللي اوريدي واقعين فيها .
فضلت واقفة قدامه بإصرار : مش هتحرك غير لما تبصلي بصفا وبحب مش بالغضب ده ، أنا مش بستحمل نظرتك دي .
نفخ بضيق واتنهد : همس مش وقته اطلعي علشان ما ألاقيش أبوكي نازل وبيقولي على بيتك يلا .
همس فضلت برضه في وشه بعناد : سيف علشان خاطري بقى ، طيب قولي انك بتحبني.
بصلها وبيفكر يعمل ايه في العيلة اللي بيعشقها دي؟ رد باستسلام : ماهو للأسف حاليا غضبي وغيظي أكبر من أي حاجة تانية ، يلا نطلع فوق .
يادوب هتنطق بس قاطعها صوت أخوها وراها : همس
التفتت بتوتر لأخوها اللي قرب منها وقال بحزم: اطلعي علشان الكل بيسأل عليكي .
همس بصت ليهم الاتنين ولاحظت ان أخوها بيبص لسيف بتحدي وسيف واقف قدامه بلا مبالاة وخافت يشدوا مع بعض فقالت بقلق: طيب يلا نطلع كلنا .
نادر رد بدون ما يبصلها : اسبقينا انتي .
فضلت مترددة بس أخوها بصلها فجريت على فوق وهي قلبها هيقف من الخوف والتوتر .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى)
موقع اكثر من رائع