روايات

رواية توأم الروح الفصل السابع 7 بقلم شاهندة

رواية توأم الروح الفصل السابع 7 بقلم شاهندة

رواية توأم الروح الجزء السابع

رواية توأم الروح البارت السابع

توأم الروح
توأم الروح

رواية توأم الروح الحلقة السابعة

كانت أميرة تقف فى تلك الحجرة التى مكثت بها منذ أن جاءت الى ذلك المكان،حائرة لا تدرى ماذا تفعل،هل تجازف بحياتها وتخرج فى هذا الجو العاصف؟أم أن تتنازل عن كرامتها التى أهانها هذا الرجل وتظل فى بيته تتعرض لمزيد من الاهانة والشك فى أفعالها،ليخبرها عقلها أن تختار كرامتها قبل أى شئ،تختار الرحيل عن هذا المكان ومقاومة رغبة قلبها بالمكوث معللا ذلك بأن تصرفاته تلك ربما لها مبرراتها،أومأت برأسها فى حزم،تلك المرة ستتبع عقلها وليس قلبها الذى دائما ما يوقعها فى المشاكل،ألقت نظرة أخيرة على تلك الحجرة قبل أن تغادرها لتتوقف فى مكانها فى صدمة وهى تستمع الى طرقات على الباب.
كانت تعرف صاحب هذه الطرقات فمن سواه يقطن معها هذا المنزل،انه كاتبها المفضل غريب الأطوار،أخذت نفسا عميقا ثم ذهبت لتفتح الباب،وجدته واقفا يتطلع اليها لأول مرة دون تجمهه او بروده المعتاد،قالت فى حدة:
أفندم ..خير،جاى تتأكد انى ماشية،أنا فعلا ماشية ..بس كنت باخد شنطة ايدى ده لو مفيش عندك مانع..عن اذنك.
أغلقت الباب وتجاوزته بخطوة ليوقفها تمسك ظافر بذراعها،التفتت اليه تنظر الى يده الممسكة بذراعها بدهشة،ثم ترفع عينيها اليه باستنكار ليترك يدها على الفور قائلا فى توتر:
خروجك دلوقتى انتحار وانا ضميرى ميسمحليش اسيبك تخرجى،ياريت تخليكى هنا لغاية ما تخلص العاصفة وبعدين اعملى اللى انتى عايزاه.
نظرت اليه فى تردد لم يدم سوى ثوان لتحسم رأيها قائلة:
انتحار انتحار،بس أنا مش ممكن أقعد هنا واتحمل اهاناتك المستمرة لية،انا مستعدة أجازف..عن اذنك.
رأت لمحة اعجاب مرت بعينيه سريعا ثم عادت ملامحه لهدوءها التفتت لتغادر لتسمعه وهو يقول بنبرة تخللها الرجاء:
لو سمحتى استنى..
التفتت اليه تنظر الى عينيه بحيرة وهو يقول:
أوعدك انى مش ههينك،وانى هكون فى حالى..بس ياريت متخرجيش فى الجو ده،انا..انا والدتى ماتت بسبب خروجها فى ليلة زى دى .
نظرت اليه تدرك عدم رغبته فى وجودها هنا ولكن ضميره وربما خوفه من أن تلقى نفس مصير والدته ويكون هو السبب ما جعله يقف هنا الآن يكاد يتوسل اليها ألا ترحل،لتتعاطف معه على الفور وتدرك بكل قوة انه مايزال لديه قلب وضمير ولكنه غلفهم بالقسوة،انتابها الفضول لسبر أغوار هذا الرجل،ومعرفة المزيد عنه لتومئ برأسها قائلة بهدوء:
خلاص هقعد .
أحست بالارتياح يغمر قسماته،لتتجه لحجرتها مجددا،وهى تضع يدها على مقبض الباب،توقفت ثم التفتت اليه قائلة بصوت خفيض:
الحقيقة لازم أشكرك.
رأت الحيرة على وجهه لتستطرد قائلة:
لأنك غلبت قلبك على عقلك.
رأت ملامحه تختلج لثانية ثم تعود للبرودة مرة أخرى وهو يومئ برأسه ويغادر بسرعة،لتتابعه أميرة بابتسامة ثم تدخل الحجرة وتغلقها خلفها بهدوء،وقفت خلف الباب قائلة والابتسامة مازالت تزين شفتيها:
ياترى ايه اللى خلاك بالشكل ده ياظافر؟أنا وراك لحد ما أعرف.
******************
نزلت فرح من على الميزان بسعادة قائلة لأمانى:
سبعة كيلو ياأمانى،أنا مش مصدقة نفسى ،خسرت سبعة كيلو وشكلى اتغير.
ابتسمت أمانى قائلة:
قلتلك مشكلتك مكنتش فى الوزن ،لأن زيادتك فيه مش كبيرة،مشكلتك الاساسية كانت فى لبسك اللى اداكى ضعف حجمك الطبيعى،ولما غيرنا استايل اللبس والشعر مع نزول الوزن ،جمالك ظهر ياقلبى،ده غير انك تلميذة شاطرة اوى وبتتقدمى بسرعة مع مستر جمال ومعايا فى تعليم اصول الاتيكيت والطبقة الراقية.
قالت فرح فى سعادة:
ثقتى بنفسى كمان رجعتلى ياأمانى،حاسة بالتغيير من جوة قبل برة.
ثم ابتسمت بامتنان مستطردة:
كله بسببك يأمانى..مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه؟غير انك صاحبة الفضل فى التغيير اللى حصلى،فاحساس الاخوة اللى اديتيهولى هو أعظم حاجة حصلتلى،انا لو كنت اتمنيت من ربنا اخت مكنتش هتمنى غيرك ياأمانى.
اغروقت عينا امانى بالدموع لتحتضنها فرح على الفور تشاركها دموعها لتخرج امانى من محيط ذراعها قائلة فى مرح :
كفاية دموع بقى،انا ورايا شغل ومديرى لو اتأخرت مش هيرحمنى وخصوصا انى لسة راجعة بعد اجازة.
ابتسمت فرح قائلة:
ربنا يوفقك ياحبى،هتوحشينى الكام ساعة دول..الا قوليلى انتى بتشتغلى فين؟ انا لغاية دلوقتى معرفش.
قالت امانى بابتسامة:
هقولك ياقمر وهسيبلك رقم تليفونها كمان.. انا بشتغل فى شركة المنياوى للاستيراد والتصدير،بشتغل فى العلاقات العامة هناك و…..
صمتت وهى تلاحظ شحوب وجه فرح وحزنها لتقول بقلق:
مالك يافرح ،فيكى ايه؟
قالت فرح بنبرات حزينة:
الشركة اللى بتشتغلى فيها تبقى….
وصمتت فرح لتستحثها أمانى قائلة:
تبقى ايه يافرح؟
قالت فرح فى حزن:
تبقى شركة جوزى ياامانى.
اتسعت عينا امانى فى صدمة واستغرقتها المفاجأة دقيقة كاملة لاستيعابها لتقول بعدها:
يعنى انتى مرات بدر المنياوى.
أومأت فرح برأسها ..لتقول أمانى بدهشة:
غريبة مع انه ميبانش عليه أبدا بتاع بنات وسهر زى ما حكيتيلى ،بالعكس ده ملتزم جدا والكل بيعمله الف حساب.
قالت فرح فى حزن:
اولا لانى قلتلك قبل كدة،بدر بيبان بشخصيتين،واحدة فيها بيكون بيحب البنات والسهر ودى أدام مامته وصحابه ومعارفه والتانية بيكون فيها جد وملتزم ودى اكيد فى شغله،ثانيا رغم انك قمر واكيد مكنش هيقدر يقاومك الا ان الدبلة اللى فى ايدك اكيد موقفاه.
هزت أمانى رأسها نفيا قائلة:
وليه متقوليش ان تحليلك صح ،وانه يكون بيظهر بالشخصية الهلاسة دى عشان يحمى قلبه من البنات ويثبت لنفسه انهم مش اكتر من حاجة فى حياته يقدر يرميهم فى أى وقت بسبب التجربة الاليمة واللى انتى كنتى شاهدة عليها بالصورة اللى شفتيها فى دولابه.
فكرت فرح لثوان ،تجد المنطق فى كلمات امانى التى كانت تؤمن بها لتقول فى حيرة:
طب والعمل؟
قالت امانى فى هدوء:
متشغليش بالك دلوقتى احنا هنركز فى ازاى نخليكى البنت اللى ممكن تجذبه وتخليه يقع فى حبها،والباقى بقى هنسيبه للظروف.
أومأت فرح برأسها لتنظر أمانى الى ساعتها قائلة:
طب هروح أنا دلوقتى الشغل وأقابلك آخر النهار ،سلام ياقمر.
ابتسمت فرح قائلة:
سلام ياعسل
لتتابعها بعينيها وهى تغادر قائلة:
ربنا يسعدك ياأمانى زى ما بتسعدى كل اللى حواليكى.
*****************
قالت فريدة فى توتر:
ايوة ياحاج على..أنا عارفة انها متكلمتش معاك من كام يوم،بس زى ما قلتلك بدر بقى بياخدها معاه الشغل،مش قادر ياسيدى يبعد عنها،وطبعا بترجع متأخر وبتكونوا نمتوا..هى عارفة انكم بتناموا بدرى..بس اوعدك هخليها تكلمك .
استمعت فريدة الى محدثها ثم زفرت بارتياح وهى تقول:
لأ طبعا ياحاج ودى فيها كلام،اول ما يحصل هقولك وهبلغ الحاجة منال..ده يوم المنى.
دلف بدر الى المنزل فى تلك اللحظة وكاد أن يتحدث لتشير له فريدة بالصمت وهى تتابع الاستماع الى محدثها،لتقول بارتياح:
أكيد ياحاج ..سلملى عليها،مع السلامة.
ما ان انهت مكالمتها حتى تبدلت تعابير وجهها من الارتياح الى الغضب،وهى تقول لبدر:
عاجبك كدة؟كل يوم والتانى مكالمة من الحاج على والحاجة منال ..عايزين طبعا يطمنوا على بنتهم وانا مش عارفة أبررلهم غياب بنتهم بإيه،لأ والحاج على كمان مستنى يسمع خبر سعيد ،قصده طبعا حمل بنته.
لتجلس فريدة بعد ان خارت قواها وهى تقول:
والله ما انا عارفة اعمل ايه ولا اتصرف ازاى؟
جلس بدر بجوارها وهو يزفر بقوة قائلا:
أنا عارف انى غلط ياماما،وغلطة كبيرة ،كنت مخنوق ياستى وقلت اللى فى قلبى ساعتها.
رمقته فريدة بقوة قائلة:
متأكد انك قلت اللى فى قلبك يابدر؟
نظر اليها بدر للحظات ثم اطرق برأسه لتقول فريدة فى حنق:
ده اللى كنت خايفة منه لسة حكاية الزفتة اللى اسمها سارة دى مأثرة فيك وأول ما بتحس بحد بيقرب من قلبك بتصده وتبعده علطول..صح؟
رفع بدر عينيه لتواجه عينا والدته قائلا فى نفى:
لأ مش صح..فرح مقربتش من قلبى،ولا اى بنت فى الدنيا ممكن تقرب منه تانى.
نظرت الى عمق عينيه قائلة :
يعنى موحشتكش؟
أحست فريدة بملامح بدر تختلج للحظة قبل ان تحتل البرودة ملامحه وهو يقول:
لأ،موحشتنيش.
قالت فريدة:
امال بتدور عليها فى كل حتة ليه،مبقتش بتنام ليه؟
نهض بدر قائلا فى توتر:
عشان بنت عمى ياماما،لحمى ودمى،ولازم اطمن عليها..مش ده كلامك؟أما قلة النوم فعندى مشاكل فى الشغل قلقانى وبفكر فيها.
زفرت فريدة قائلة:
مش مصدقاك.
زفر بدر بقوة قائلا:
ماما انا بجد تعبان ومش حابب نتناقش فى اى حاجة دلوقتى..عن اذنك
قالت فريدة:
رايح فين؟
قال بدر:
هحاول انام،تعبان ياماما قلتلك ومحتاج ارتاح.
لم تتفوه فريدة بحرف وهى تراه يصعد الى حجرته بخطوات بطيئة حزينة،لتقول فريدة بتصميم:
الموضوع كدة محتاج تدخل جاد،أنا لازم أكلمه النهاردة..ضرووووورى.
******************
قال محسن لربيع:
مش كفاية كدة ياربيع انت خلصت الازازة كلها،ارحم نفسك..أنا مش متعود أشوفك كدة.
أمسك ربيع بكأسه يشربه على جرعة واحدة ثم يضعه أمامه قائلا بحزن:
وحشتنى يامحسن..وحشتنى اوى،بقالى كام يوم مشفتهاش..هتجنن.
قال محسن بملل:
أميرة تانى؟؟؟
قال ربيع فى حزن:
تانى وتالت ورابع،دى اللى القلب محبش غيرها ومش هيحب غيرها،اتربت ادامى وعلى ايدى،تعرف لما كانت ادامى مكنش فارق معايا انها مش لية وانى مش طايلها،المهم انها ادامى ومطمن عليها،لكن لما غابت قلبى وجعنى واكتشفت انى مش هقدر أعيش من غيرها،انا بدور عليها بس مش عشان أبوها.. او الزفت اللى عايز يجوزهولها،لأ،عشانى انا..انا لما الاقيها هخطفها واتجوزها،هخليها متشوفش حد ولا تسمع حد غيرى أنا.. وساعتها هعلمها تحبنى،تحبنى انا وبس.
قال محسن فى صدمة:
انت اكيد اتجننت والخمرة أثرت على عقلك،ده الباشا ساعتها يفرمك.
قال ربيع بسخرية:
الباشا بتاعكم ده ميعرفش يمشى خطوتين من غيرى ولو حاول يمنعنى عنها يبقى علية وعلى أعدائى،ههد الدنيا فوق دماغه وهتشوف.
قال محسن وهو يضرب كفا على كف:
قلتلك انت اكيد اتجننت،وعايز حد يفوقك..أنا هروح أناديلك صفية..هى اللى بتعرف تخرجك من اللى الجنان اللى انت فيه ده.
نهض محسن مغادرا تتبعه عينا ربيع الذى قال :
صفية ايه بس انت كمان؟هو بعد أميرة فيه حد ممكن يملا عينى،صفية دى مجرد مسكن.
ليشرد مستحضرا صورة أميرة فى ذهنه قائلا:
أما أميرة فهى اللى ملت العين والقلب يامغفل .
ليبتسم فى عشق قائلا:
قريب وقريب اوى هلاقيكى وهتكونى لية ياأميرتى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية توأم الروح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى