روايات

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء الثالث والثلاثون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت الثالث والثلاثون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة الثالثة والثلاثون

غريب أنت أيها الحب
بسببك تصبح الحياه كأنها نعيم …..
وبسببك تتحول إلى جحيم ….لحظة تسعدنا ولحظه تبكينا
أتسأل …..
هل العيب فيك أم فينا …. لكننى ع يقين أنك كما أنت
لم تتغير منذ آلاف السنين …..
إن كنت قد أسعدت أو أبكيت الملايين …
فقد كنت دائما .. أجمل أحلام
❈-❈-❈
بفيلا صهيب الألفي
دلف عز متشابك يديه بيد رُبى.. نهضت نهى تقابلهما
– حمدالله على سلامتكوا ياحبايبي..
اتجه عز يضم والدته ثم قبّل رأسها
– وحشتيني أوي ياأمي
بكت نهى بأحضان ابنها وأردفت من بين بكائها
– وإنت كمان ياحبيبي.. خرجت من أحضانه تضم وجهه بين راحتيها
– عامل إيه.؟
. رفعت نظرها للربى..وروبي عاملة معاك إيه؟
اتجه بنظره لزوجته وابتسم ثم رجع لوالدته وأجابها:
– إحنا كويسين ياست الكل
بينما اتجهت ربى لصهيب تلقي نفسها بأحضانه
– عمو صهيب وحشتني أوي أوي..
ضمها صهيب بحب أبوي
– حبيبة عمو انتِ كمان وحشتيني ياحبيبتي.. ثم اتجهت لنهى
– انطي وحشتيني
ابتسمت نهى إليها تضمها بحب ثم همست إليها:
– هو اللي بيتجوز بيحلو كدا ياروبي
توردت وجنتيها ثم نظر للأسفل وأجابتها
– ميرسي ياطنط.. عيونك هي الحلوة
اتجه عز يبحث بعينيه عن جنى وفارس
– فين جنى وفارس.. هما ميعرفوش إننا جايين ولا إيه
اخرجت زفرة حادة من جوفها ثم
سحبته واجلسته بجوارها وبالجانب الأخر اجلست رُبى من الجانب الأخر ونظرت لصهيب وأجابته
– جنى لسة نايمة.. كانت سهرانة لصبح.. وفارس راح النادي من شوية
وزع نظراته بين والديه وأردف متسائلا:
– ايه موضوع جنى وجاسر اللي سمعته من ياسين من شوية دا
نظرت نهى لولدها نظرت الغريق الذي وجد ضالته ثم ضغطت على كفيه وأجابته
– باباك شايف إن جاسر أحسن واحد لجنى.. عشان كدا قرر يجوزهم لبعض
كان صهيب يجلس واضعا رأسه بين كفيه.. فمنذ أعلانه بزواج ابنته من جاسر وهي تحبس نفسها بداخل غرفتها ولا تتحدث مع أحدا حتى والدتها
ضيق عز عينيه وتحدث متسائلا مع ابتسامة خفيفة
– عفوا ياماما مفهمتش كلامك.. يعني إيه بابا شاف جاسر مناسب.. اتجه لوالده الصامت وتسائل:
– هو إيه الكلام اللي ماما بتقوله دا يابابا
نهض صهيب وأشار لعز بيديه
– تعالى ياعز عايز أتكلم معاك شوية
أومأ برأسه بالموافقة.. ونظر لزوجته
– روبي اطلعي ارتاحي فوق وأنا هشوف بابا وراجع بعد إذن ماما طبعا
وقفت رُبى تنظر لنهى
– لا هروح اشوف عمتو مليكة الأول وكمان عمو سيف وحشوني أوي
-“لا ” قالها عز بهدوء مميت ثم امسك كفيها متجها لغرفته
– روحي غيري وارتاحي وبعدين نروح لهم مع بعض مينفعش تروحي لوحدك
توقفت رُبى تنظر إليه بصدمة ثم تحدثت:
– ليه ياعز.. دول عمامي يعني أنا متعودة اروح هناك على طول وكمان ولادهم وحشوني
جذبها من رسغها دون حديث وصعد لغرفته.. بينما وقفت نهى تنظر لأثرهما بحزن.. جلست على المقعد وتحدث حالها
– ياربي حتى عز لسة فكرة جواد مسيطرة عليه.. شكل ولادي هيفضل الوجع ملازمهم
اقترب صهيب يضمها من أكتافها بعدما جلس بجوارها:
– نهى متزعليش مني والله انا بحاول احافظ على بنتنا.. مفيش أب بيتمنى الحزن لبنته
ربتت نهى على كفيه وأجابته:
– عارفة ياصهيب.. لكن البنت صعبانة عليا أوي.. وأنا حاسة جواد بيحبها فعلا.. أنا شوفت دا في عينه..
رفع صهيب ذقنها وأجابها
– هيبان حبيبتي بيحبها فعلا ولا كان واخدها مسكن ولعب بمشاعرها
هزت رأسها رافضة حديثه وأكملت
– لا مش مسكن أنا شوفت دموعه لما جنى قالت إنها موافقة على جاسر.. دي دموع واحد عاشق.. عشان كدا ياحبيبي لو سمحت بلاش تتسرع وتكسر قلوبهم.
تنهدت بحزن وأكملت
– غير جاسر اللي بيحب واحدة تانية.. وانت شوفت دا بعينك يوم ماالبنت انضربت بالنار.. دا كان عامل زي الميت اللي روحه انسحبت منه
ضمت وجه صهيب وتحدثت بإبانة
– عمرك شوفت جاسر كدا.. عارف فكرني بمين ياصهيب.. ارجع بالزمن لتلاتين سنة كدا وأفتكر لما غزل اتخطفت وشوف وقتها جواد كان عامل إزاي… أنا شوفت قدامي جواد مش جاسر دا واحد عاشق ياحبيبي بلاش نظلمه ونظلم بنتك.. غير جواد،
هزت رأسها وأكملت
– عارفة جواد غلط.. يمكن تفكيره صورله انه بيساعد عز وربى.. لكن دا مايقولش إنه بيلعب بجنى
وصل عز وملامح وجهه يكسوها الحزن
– ايه موضوع جنى دا يابابا… شوفتها من شوية.. دي جنى يابابا.. دي بنتك اللي كانت كلها حيوية.. أنا شايف دلوقتي واحدة مستسلمة ومش حاسة بحاجة
جثى أمام والديه
– مالكم انتوا مخبين إيه.. وليه كل مااتصل بيها ماكنتش بتقول غير كلمة
– انا كويسة وعايشة ياعز… ممكن تفهموني ايه اللي حصل لأختي ووصلها لكدا
❈-❈-❈
بالغردقة .. أمام الشاليه
يجلس على المقعد ويضع ساقيه على مقعد آخر واضعا سماعات هاتفه بأذنيه يحاول الأتصال لعدة مرات
سحب كمية من الهواء ثم طردها مرة واحدة بغضب
– وبعدهالك ياتقى.. مش عايزة تردي عليا ليه… قاطعه حمزة الذي يمسك بيديه تفاحة ويقوم بتناولها بتلذذ وهو يقف خلفه يراقب انفعالاته.. ثم تحرك متجه وجلس بمقابلته
– مالك ياملوك زعلان ليه.. المزة مابتردش
أخذ نفسا عميقا ثم رفع نظره لأخيه
– من وقت مابابا خرج بتصريحاته دي والدنيا باظت بين العيلتين.. تقى مبتردش عليا
مط حمزة شفتيه للأمام ونظر لأخيه:
– تفتكر بابا بيخطط لأيه يامالك
قهقه مالك بصوت مرتفع وأجابه من بين ضحكاته
– والله انا خايف على أبوك.. سايب العك اللي عمله وجاي يصالح نغمته.. هد الدنيا ومش همه
لكزه حمزة بكتفه
– عيب ياحمار وبعدين انت مكنتش شايف حالة بابا إزاي.. طيب والله كان صعبان عليا
اتسعت ابتسامة مالك وتحدث مشاكسا اخيه
– مايصعبش عليك غالي يااخويا خاف على نفسك وأصعب عليها دا ريان المنشاوي،.. يعني أهم حاجة عنده نغمته وبعدها الدنيا تيجي..
نهض ينظر من تحت نظارته واكمل
– لكن المرادي مضحكش عليك ابوك كان قاسي أوي مع عمو جواد.. على رغم إني متأكد إن بابا بيخطط لحاجة بس مكنش المفروض يكون قاسي كدا
قاطعت حديثهما ياسمينا
– ياله ياميزو انت ومالك عشان نتغدى
توقف حمزة يجذب مالك..
– أخيرا ابوك عمل أفراج لأمك
لكمته ياسمينا وأردفت بغضب
– إيه الألفاظ اللوكل دي ياحمزة.. بابي لو سمعك صدقني هيعاقبك
رفع حاجبه واجابها
– قصدك بنش مي ياياسو.. كملي ياحبيبتي
– اووف مفيش فايدة فيك.. استحمل بقى لو بابا عرف.. قالتها ثم تحركت
نظر حمزة لمالك الذي أمسك هاتفه يحاول الأتصال مرة أخرى
– البت ياسمينا دي بتحسسني إنها عايشة في امريكا ياآخي
رفع مالك نظره عن هاتفه وأجابه:
– لا ياحمزة انت بقيت لوكل أوي.. كنت عايز اقولك دا من زمان بس قولت خليه يعك عشان ريان يبنشه كويس
جحظت اعين حمزة ثم اتجه إليه بعيون تطلق شرزا… أسرع مالك وهو يقهقه عليه ويصيح بصوته على ياسمينا
بفيلا حازم الألفي
كانت تجلس أمام النافذة وعبراتها تتساقط بصمت.. فكلما ترى وجع إبنها الظاهر على وجهه ينفطر قلبها.. نهضت سريعا تمسح دموعها بعنف متجهة لفيلا جواد
كان جواد يجلس بحديقة منزله يتحدث بهاتفه لباسم
– يعني فيروز بقت كويسة دلوقتي
أجابه على الجانب الآخر
– أيوة.. بدأت تقوم وتتحرك على بسيط
– وحياة ياباسم أخبارها إيه
تنهد باسم بحزن وأجابه
– زي ماهي ياجواد.. مش عايزة تكلمني ولا عايزة تسمع صوتي
شعر جواد بأنفاسه المتسارعة وهو يتحدث وكأنه يبكي
– تخيل أنا قتلت ابني بايدي ياجواد.. يعني الولد اللي بنتظره بقالي سنين انا موته بأيدي.. شوفت اكبر من كدا عقاب
شعر جواد بأنين صديقه فحاول التخفيف عنه فتحدث بمواساة
– باسم دا قضاء وقدر.. بيك ومن غيرك الولد مكنش له يجي للدنيا.. بس هي أسباب ياحبيبي.. المهم لازم تفوق عشان مراتك.. وكمان لسة قدامك مهمة
مسح باسم دموعه وأردف بقوة:
– وحياة ولادي الأتنين اللي مقدرتش افرح بيهم لأبكيهم دم
هز جواد رأسه واكد حديثه
– أيوة كدا عايزك دايما قوي مفيش حاجة تهزك.. يومين كدا وارجع القاهرة..
مسح باسم على وجهه وبفظاظته المعهودة تسائل
– هتعمل إيه مع ريان؟
أغمض جواد عيناه للحظات محاولا تمالك أعصابه فأجابه بهدوء رغم نيرانه
– ولا حاجة.. إنت مشفتش الأخبار في كل مكان وانه مُصر يجوز ابنه للبنت اللي بتقول الولد ابنه
اختنق جواد بحديثه وأكمل بتقطع
– تقدر تقولي ايه المطلوب اعمله وانا بنتي كل يوم بتدبل قدامي.. تفتكر ممكن أسامحه على كسره لقلب بنتي
بلع باسم ريقه الجاف وتحدث:
– طيب لو قولتلك ريان بيخطط لحاجة.. دا هيكون ردك برضو
نصب جواد قامته وتوقف متجها لزرعه ينظر إليه بشرود ثم تحدث بإبانة:
– عارف ومتأكد إنه بيخطط لحاجة.. حتى لو ياباسم.. لكن دا ميدلوش يكسر قلب بنتي بطريقته دي
تنهد ثم رفع نظره لغزل التي تخطو قادمة نحوه
– ريان حد مصوره مع مراته ياباسم.. فهمت الدنيا وصلت بيه لأيه.. مع أني حذرته مليون مرة ياخد باله من اللي بيشغلهم بس هو استخف بكلامي
صدمة عنيفة أصابت باسم فهب واقفا
– دا غير البت المزقوقة عليه
تحمحم جواد يبتسم لغزل فأجابه
– غزل بتسلم عليك.. وبتقولك اتوصى بحياة وفيروز
هز رأسه وأجابه
– تمام فهمت.. هكلمك بعدين
جلست غزل بمقابلته وابتسمت بحبور
– إيه مجعتش.. الغدا جهز، مستنين عز وربى بس.. دققت بملامحه وسالته
– من إمبارح وإنت مش طبيعي فيه حاجة مخبيها عليا
نهض ثم اوقفها يضمها من اكتافها مبتسما
– لا ياقلبي مفيش.. صعبان عليا باسم مش أكتر
توقفت عن السير وتسائلت
– جواد متكلمتش مع ريان تاني وسألته ليه عمل كدا:
رمقها بنظرة سريعة ثم جذبها متحركا
– مش عايز اعرف ياغزل ممكن نقفل على السيرة دي
تزاحمت الأفكار برأسها ونظرات مستفهمة لزوجها عن حالته منذ يومين
– أكيد عارف حاجة ياجواد.. ماهو هدوئك دا مخوفني.. جود حبيبي لو سمحت بلاش تخسر ريان
توقف ينظر إليها بصدمه وأشار على نفسه
– أنا الل عايز أخسره.. أنا الل روحت عملت مؤتمر وشهرت بابنه.. أنا الل طلبت من اوس يطلق بنته.. مهما الل حصل معاه مايدوش عذر يعمل كدا
سحب نظره بعيدا عنها وأكمل
– انا عارف ومتأكد انه مجبور على كدا.. رفع سبابته أمامها وأكمل
– إلا الولاد ياغزل… مال الدنيا كله في مقابلة ابتسامة من عين حد فيهم.. هو كسر ولادي وولاده.. ساعات بيعمل حاجات من غير مايرجعلي
بلع ريقه الجاف وأكمل
– لحد دلوقتي ريان ميعرفش حاجة عن موضوع جواز ماسة وبيجاد ولو أنا واحد تاني كان هد الدنيا.. بس أنا قولت بيجاد زيه زي جاسر.. ولولا موت الولد مكنش فكر يكسر غنى كدا.. والصراحة عجبني تصرفه.. دا حتى رسولنا قال
“من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة” ولولا اللي حصل مكنتش هقول لحد
❈-❈-❈
عند بيجاد
وصل بيجاد للشاليه.. ودقات عنيفه بصدره لا يعلم كيف سيقابلها بعد شهر كامل بعيدة عنه… مشط بعينيه المكان.. وجدها تغفو على الشيزلونج أمام الشاليه.. وهناك أخرى لم يظهر له وجهها بعد… خطى بخطى سُلحفية وكأن قلبه سيتوقف عن النبض
كان يمارس أقصى درجات ضبط النفس حتى لايثور عليها.. توقف للحظات يحاول أن يملأ رئتيه المتوجعه من هيئتها التي وضحت له
رأته يمنى.. نهضت مبتسمة وكادت أن تتحدث لولا وضعه سبابته على فمه ان تصمت.. تحركت من أمامه وتركتهما
توقف ينظر لعيناها المنغلقة.. وكأنها تهرب من الواقع بنومها الملائكي.. وضع كفيه على صدره عندما ارتفعت دقاته تتقاذف بعنف داخل قفصه الصدري.. فيما انسحبت انفاسه من هيئتها… ودّ لو يضمها ويسحقها داخل أحضانه.. أغمض جفنيه للحظات يحارب نفسه بألا يفعلها
جثى على ركبتيه أمامها.. واقترب يدفن وجهه بعنقها بسحب أكبر كمية من رائحتها العبقة لكي يملأ رئتيه بها
رمشت بعيناها عندما وصلت رائحته لأنفها.. وبتردد ولسان ثقيل مجهد رددت اسمه الذي انتشلها من آلامها لينير وجهها كالبدر وخاصة عندما وجدته أمامها بهيئته المهلكة لروحها
– “بيجاد” كررت بصوتا خفيض عدة مرات وكأنها تتأكد بأنها لا تحلم وأنه واقعي
رفعت كفيها المرتعش على وجهه.. وإذ بها تشهق شهقة مليئة بالوجع
– أنا مش بحلم.. وانت حقيقة وقدامي.. اتكلم قول إنك حقيقة
ارتفعت دقات قلبها وارتعش جسدها عندما حاوطها بذراعيه وتحدثت بصوتا حزين
– ” وحشتيني “قالها بعدما فرت دمعة من عينيه تسيل فوق وجنتيه ببطئ.. حاولت الاعتدال ولكنه منعها قائلا:
– خليكي مرتاحة زي ماانتِ
انتفض جسدها بل انتفضت روحها لكي تعانقه.. فاعتدلت سريعا تلقي نفسها بأحضانه وتبكي بنشيج تلكمه بظهره
– أتأخرت كدا ليه.. ليه خلتني أموت ببعدك دا كله
وضعت رأسها بعنقه تتمسح به كقطة ألفية
حتى ملئت صدرها بأكسجين رائحته العطرة.. رفعت بصرها ومدت كفيها تمسد به وجهه حتى رست على عيونه التي قابلتها بفيضا من العشق والحب
أنحنى يطبع قبلة مطولة شغوفة على شفتيها كادت أن تسحب أنفاسهما سويا
ثم رفعها بين ذراعيه القويتين وهو يضمها لصدره… وكأنها وجدت أمانها ورسيها على الشاطئ.. فوضعت رأسها على صدره
” حبيبي إياك تبعدني عنك تاني ”
ضمها بقوة كأنها ستهرب منه.. وخطى بها لغرفته بالشالية
دلف للداخل ثم ركل الباب بقدمه مغلقه خلفه.. ووضعها على الفراش بهدوء كأنها أغلى الجواهر عنده
فرد جسدها على الفراش.. ثم أمال عليها يحاوطها بذراعيه.. موزعا نظراته عليها بإشتياقا جارف
– قوليلي أعمل فيكي إيه… اعاقبك.. ولا اشبع منك.. ولا أعمل إيه قوليلي وأنا راضي بحكمك
انسدلت عبراتها على خديها كالوديان فاجابته بصوتا متقطع:
– دواي لي روحي ياحبيبي.. روحي بتوجعني أوي
انزل برأسه يدفنها بعنقها
– سلامة روحك.. ياروح بيجاد.. والله لأندم كل واحد حاول يبعدك عني حتى لو لحظة
بكت بصوتا مرتفع.. مما جعلته يجلس بجوارها ويجذبها لأحضانه فدموعها نزلت على صدره كقطع زجاجيه تشحذ جلده بعنف:
– إشش.. أنا هنا.. بلاش دموعك اللي بتكوي قلبي دي ياغنى
ظلت للحظات تبكي وهي تحاوطه بذرعيها الصغيرة وتحدثت
– وحشتني أوي أوي أوي
أخرجها من حضنه.. وهي رافضة الأبتعاد عنه.. حاوطها بذراعيه ثم رفع ذقنها يتأمل رمديتها
– متخافيش مش هسيبك.. نظرت لشفتيه
بيجاد وحشتني
ابتسم بحب يملس خديها
– بس إنت مش وحشتيني ياغنى
تصنم جسدها تحت ذراعيه.. ثم رفعت عينيها ودموعها تنزرف بقوة.. اخفض رأسه يبتلع دموعها بقبلاته المتناثرة على وجهها
– لو قولتلك وحشتيني يبقى بظلم مشاعري ناحيتك.. لان كلمة وحشتيني دي أقل مايقال بأحساسي وإنت بعيدة عني
ابتسمت من بين دموعها وانتظرت تكملة حديثه
– انتِ مش مجرد حبيبة وبس.. إنتِ مراتي.. عارفة يعني ايه معنى الكلمة دي
يعني دنيتي الحلوة.. يعني اكتمال نصي الناقص.. يعني فرحي وقت حزني.. يعني سندي وقت ضعفي
اقترب ولمس شفتيها وهمس
– انت جنتي في الدنيا.. وحياتي الحلوة اللي بتمنى من ربنا يطول فيها عشان أقدر أشبع منك
آهة خرجت من أعماق قلبها وهي تلقي نفسها بأحضانه وتبكي بصوتا صاخب
– وانت حبيبي وحياتي وكل حاجة ليا
عانقها وهو يقبّل خصلاتها
– كذابة ياغنايا.. طلعتي بتكذبي ياحبيبي
عشان لو أنا كدا مكنتيش قدرتي تبعدي عن حبيبك بجبروتك دا
وطأت رأسها بخزي ودفنتها بعنقه
– كنت عايزة اسعدك.. كنت بدفن نفسي عشان أسعدك وبس
انحنى يرفع ذقنها ويلتقط تغرها بقبلة طويلة حتى ترنح من سكرة قبلتها.. وبدأت حركة أنامله تتراقص على جسدها حتى وصل لأحشائها وفصل قبّلته مداعبا إياها
– تسعديني.. مين اللي فهمك غلط وقالك سعادة بيجاد هتكون بعيد عنكم
نظرت ليديه التي توضع على بطنها.. فرفعت بصرها مبتسمة وكادت أن تتحدث
فوضع ابهامه على شفتيها.. ونزل برأسه يقبل بطنها
– بابي هنا حبايب قلبي.. شوفتوا مامي عملت في بابي إيه.. حرمته من سعادة الدنيا لشهر كامل
رفع بصره إليها وتحدث بعتاب
– مامي كانت قاسية أوي مع بابي.. بس معلش بابي هيعرف ياخد حقه وحقكم منها..
اقتربت برأسها ونظرات مستفهمة
– هتبعد عني يابيجاد.. عايز تبعد عني مش كدا
اتجه بيجاد يتحدث لأولاده وأكمل
– ياله تعالوا بسرعة عشان نعاقب مامي مع بعض.. لازم نتفق من دلوقتي تكونوا مع بابي ضد مامي اللي سرقت فرحته حتى مهنش عليها تعرفه بوجودكم
ارتجفت شفتيها واغروقت عيناها بالدموع
تمسد على خصلاته
– وأنا راضية بأي عقاب.. بدل هتكونوا في حضني الدنيا كلها تهون بعدها
اعتدل يناظرها بإشتياق
– قلبي ميطوعنيش حتى اعاقبك بنظرة ياحبيبي.. مقدرش اوجع قلبك حتى لو للحظات.. اصل وجع القلب دا متعب أوي حبيبي.. عبرة سقطت من عيناه كانت أفصح وابلغ من أي كلمات يعبر بها عن مدى ألمه ووجع قلبه
جثت على ركبتيها أمامه وحاوطت عنقه
– بيجاد..
تقابلت نظراتهما للحظات قبل أن يعتدل
-“عيونه ”
ازدرد ريقها الذي جف وطالعته
– إيه موضوع الفرح بتاع بكرة الل
اقترب يضع كفيه على شافتيها وتقابلت نظراتها بإشتياق.. ثم رفع انامله داعب خصيلات شعرها بشوق.. يتلمسه ويستنشقه ثم تحدث
– إنسي أي حاجة وأفتكري إن حبيبك وحشك أوي أوي
رمشت بعيناها وتوردت وجنتيها مما جعلها آيه خلابة الجمال أمامه… فأطبق جفنيه وبركان أشواقه تنفجر بداخله.. فاستدار ينظر لغرفته حتى يحاول السيطرة على نفسه كي لايؤذيها مع اجنته
أدارت وجهه إليها وهتفت بصوتها الناعم
– وحشني جنانك أوي.. ومشاكستك لبابي اوي.. وهو بيقولك يامنحرف
رمقها بصمت بعد كلماتها
التي اشعلت رغبته فقال بخفوت دغدغ مشاعرها
– حبيبك مجنون وطايش ومنحرف بعشقك ياروح حبيبك.. ولو العالم كله قال عليا منحرف بحبك
هقولهم لو العشق في قامسكم إنحراف يبقى أنا اكبر منحرف
قالها وهو يتابع وجهها بعينين عاشقتين وقلب يرتجف بجوار محبوبته… ثم رفع ذقنها ووضع كفيها على صدره
– حبي لكِ ليس كلمات ولكن افعال.. فلو هتكلم عن الحب لعجز لساني عن شعوري
ابتسمت بحبور فرفعت أناملها تتحسس وجنتيه واقتربت منه لتعزف شفتيها ألحانا له عندما قابلها بعزفه المستمر على ثغرها.. فهنا صمتت الألسنة وتحدثت القلوب لتعبر عن عشق يسكن ويتغلغل داخل روحيهما قبل قلبيهما
❈-❈-❈
عند جاسر
كان يجلس بمكتبه دلف جواد حازم إليه وجلس أمامه ينظر للأرض ثم تحدث
– أنا مش جاي أعاتبك ولا أقولك ليه دبحتني بسكينة باردة كدا…
رفع نظره وأكمل
– عايز اعرف ليه عايز تخطب جنى وانت بتحب واحدة تانية… وصدقني ياجاسر لو عندي شك إنك بتحبها لو واحد في المية والله لأضحي بنفسي عشانك.. أنا عملتها قبل كدا ومستعد اعملها مع أخواتي كلهم
اختلج صدره بالألم ونظر بعينان مغروقتين بالدموع
– والله أنا بحبها وكل ماافتكر أنك هتخطبها وانت مش بتحبها قلبي بيولع نار..
اطبق جاسر جفنيه وبركان من الوجع والحزن يخترق صدره كالرصاص.. نهض واتجه يجلس بمقابلته انشق قلبه لينشطر ألما عليه.. مد كفيه يربط على ساقيه وتحدث:
– صدقني ياجواد انت غالي عندي أوي وبلاش أحلفلك لأنك أكيد عارف غلاوتك.. ولو زي مابتقول بتحب جنى حارب عشانها وصدقني هكون اول من يباركلك
رمقه بنظرات ضيقة وتسائل
– طيب ليه توقف قدام سعادتي ياجاسر، وانت قلبك مع واحدة تانية
توقف جاسر يضع يديه بجيب بنطاله ينظر من النافذة ثم رمقه بنظرات صقرية
– يمكن عشان بحب جنى اكتر مما تتوقع
هب جواد كالملسوع ينظر إليه بصدمة وبنظرة إستفهامية عن كلماته.. ردد
– مش فاهم تقصد إيه..؟
هو انت مش بتحب فيروز ولا أنا غلطان.. ظل يدور حوله واردف بغضب عارم
– اوعى تلعب بمشاعري ياجاسر.. فوق، والله… لم يدعه يكمل حديثه عندما توقف يرمقه بنظرات تحدية واكمل
– اللي بيحب بيثبت حبه.. وزي ماقولت قبل كدا.. انك عايز تثبت حب عز لربى.. وضع جاسر يديه على كتفه واكمل
– الأدوار هنا متبادلة ياجواد.. يارب أكون عرفت أوصلك حاجة
تحرك خارج من الغرفة ثم توقف امام باب المكتب والقى نظرة خاطفة وهو يشير إليه ليؤكد له
– أنا اتفقت مع جنى وعرفتها موضوعي أنا وفيروز.. وبما عمو صهيب وبابا عارفين فميش مانع اتجوز الاتنين.. جنى قبل ماتكون بنت عمي فهي صديقتي المقربة ومع الوقت ممكن مشاعرنا تتحرك لحاجة تانية.. أما فيروز فدي بعيدة تماما عن المنافسة ياابو الجود.. فيروز صمام القلب.. فبلاش تجيب سيرتها بينك وبين نفسك.. فكر إزاي تبعد جنى عني قبل ماادخلها عشق جاسر،
قالها جاسر ثم تحرك من أمامه سريعا… عندما وجده يطلق من عيناه نظرات جحيميه لو احرقت.. لأحرقته بالفعل
عند حياة وفيروز
كانت حياة تجلس بجوارها تمسد على خصلاتها الشقراء وتبتسم بحزن.. ذهبت بذاكراتها لأول مرة تقابلت الفتاتين
– انا حياة
مدت فيروز يديها
– فيروز
نظرت حياة مشمئزة حولها لكي ترى ردة فعلها
– العالم بتاعكوا دا عالم مقرف.. سوري متزعليش مني.. ولولا بابا غصبني ياإما أحضر المهذلة دي.. ياإما يخليهم يشطوبني من الجامعة.. والصراحة أنا بعشق التدريس في الجامعة بين طلابي جدا
اقتربت فيروز ثم ابتسمت لها وربتت على كفيها
– ياااه أخيرا قابلت حد نضيف من معارف عمو الذبالة.. تعرفي أنا نفسي أهرب من العالم المقرف دا بس مش عارفة
صدمة اصابت حياة حتى إنها شكت بها انها طعم إليها فتسائلت بخبث
– دا انا بسمع إن فرحك بعد إسبوع على مدحت اخويا
انسدلت دموعها بغزارة وهي ترفع نظراتها
– أهو مدحت دا أكبر عقاب من ربنا ليا.. يعني يجوزوني ابن عمي وأنا خمستاشر سنة من غير مااعرف.. وعشان يخلصوني منه يشرطوا عليا مدحت دا
اخذت تحدق بنظراتها بين الموجودين وأكملت بحزن
– أنا كنت عايشة مع جدتي مرتاحة أوي.. معرفش ياريتها خدتني معاها.. ماتت وسبتني وحيدة لشوية زبالة.. أمي اللي مفروض تكون احن واحدة عليا.. بتعرض جسمي للي يدفع أكتر
صمتت للحظات ونظرت لحياة نظرة الغريق…
– حياة أنا معايا فلوس كتيرة هي الصراحة مش كتيرة اوي.. وعندي حتة ارض مباني لو بعتها هتجيب مبلغ حلو.. ممكن ادهملك كلهم بس ساعديني أهرب من هنا
صمتت حياة لبعض اللحظات ترمقها بنظرات تفحصية.. ثم حدثت حالها
– يالله على هذه الطفلة البريئة.. لما يلقيها القدر بيد أنُاس لم يعرفون الرحمة بقلوبهم.. اغمضت عيناها للحظات ثم امسكت يديها واردفت
– عندك كام سنة يافيروز
– عندي عشرين سنة في تانية إعلام
هزت رأسها بابتسامة
– يعني زُمل.. طيب تمام هساعدك يافيروز
بكرة هتكلميني وهقولك تعملي ايه.. بس قبل دا كله عايزة منك خدمة
ابتسمت فيروز بحبور وإجابتها
– لو اقدر مش هتاخر ابدا.. وحقيقي متشكرة جدا ياحياة.. بجد أنا محظوظة اني اتعرفت عليكي.. ولكنها صمتت تناظرها
– اوعي تكوني معاهم وبتضحكي عليا وفي الآخر ترميني ليهم.. بجد هدعي عليكي من قلبي
لا تعلم لماذا انسدلت دموع حياة فجذبتها تضمها لصدرها
– ابدا والله.. وعلى فكرة انا متجوزة من ظابط.. بس بينا سوء تفاهم بس هرجعله يعني لو بضحك عليكي مش هقولك اني متجوزة ظابط وهرجعله خلال يومين
ارتجفت عيون فيروز وهمست لها
– الظابط دا شريف ولا
هزت حياة رأسها وتحدثت بتأكيد
– شريف فوق ماتتصوري.. اقتربت منها وهمست
– ابويا قتل مراته وابنه وهو اتجوزني عشان ينتقم من ابويا… شوفت شرف اكتر من كدا
ذُهلت فيروز من حديثها مما جعلها تضع يديها على فمها
– متجوزة عدو ابوكي.. اكيد بيعذبك
ابتمست حياة بحزن
– سيبك من دا كله.. عايزة ملفات من خزنة عمك.. اي حاجة تدينه لازم تجبيها معاكي عشان لو جد في الأمور امور ولاقكي يبقى نعرف نهدده بيها فهماني
هزت رافضة
– مستحيل.. مش هعرف، دي اجبها أزاي
مطت حياة شفتيها واردفت بخبث
– كدا ماينفعش اساعدك… افرض عرف مكانك.. دا ممكن يموتني.. او يحبسني.. ومتنسيش فرحك قريب…
تنهدت فيروز تنظر حولها بشرود فحدثتها
– هحاول ولازم اخرج
ابتسمت حياة بنصر فاجبتها
– بكرة هبعتلك عنوان تستنيني هناك
قاطع حديثهما والدة فيروز عندما وصلت
– ايه يابنات شكلكم حبتوا بعض
ابتسمت حياة بمجاملة ونظرت إليها:
– فعلا وبعدين متنسيش ياطنط دي هتكون مرات مدحت أخويا..
حمحمت حياة فأردفت
– ممكن فيروز تخرج معايا بكرة نشتري لاوزام العرايس.. انا بستأذنك طبعا… اصلها بتشتكي لي وبتقولي مالهاش صحبات
فرحت والدتها كثيرا فأجابتها موافقة
– اكيد حبيبتي
خرجت من ذكرياتها عندما شعرت بوجود باسم في الغرفة
– حياة تعالي نتغدى مع بعض
نهضت متجهة لغرفتها دون حديث
قطع طريقها عندما توقف أمامها
– هتفضلي تعاقبيني لحد إمتى… مش كفاية كدا
خرجت من بين شفتيها زفرة خافتة ثم رفعت نظرها إليه:
– أنا مش بعاقبك.. انا مستنية فيروز تخف وهاخدها ونمشي بعيد عن الكل.. لأننا تعبنا منكوا أوي.. انت ماادتنيش فرصة أدافع عن نفسي.. كنت الجلاد والقاضي
وفي الأخر ايه اللي حصل
– ابني دفع التمن… ثم أشارت لفيروز وناظرته
– حتى الغلبانة دي.. حاولت تفهم جاسر وكان المقابل ايه رماها كأنها عدوى طفيلية
وياريتها عرفت تبعد عنه بالعكس دا راحت ضحت بنفسها عشان تنقذه
اقتربت تنظر لمقلتيها وأردفت بغضب
– اصلها كانت بتتلاعب بمشاعره ياحضرة العقيد.. ويكفيك شر الل بيتلاعب بمشاعر الناس.. تقدر تقول انه ممكن يموت نفسه عشان ينقذه.. شوفت لعب بالمشاعر أقوى من كدا
جذبها من خصرها بقوة حتى اختطلت انفاسهما واقترب من شفتيها يقبلها بشراسة فكانت شهية امامه وحرمت نفسها عليه كتفاحة آدم.. ظل يقّبلها حتى جعلها تتوتر بأحضانه بسبب قبلته التي سلبت أنفاسها
دفعته بكل قوتها وصاحت غاضبة بوجهه
– إياك تقرب مني تاني.. متنساش إنك طلقتني يامحترم واللي يبعني مرة ابعيه مليون مرة
التوت زاوية فمه بإبتسامة عابثة مائلا برأسه ينظر لشفتيها التي تورمت بسبب قُبلته
طلاقنا واقع ياحبيبي.. نسيت اقولك انا اصلا رديتك بعد ورقة الطلاق ال وصلتك.. غير انك كنتي حامل فالطلاق واقع اصلا
حاوط خصرها بيديه ووضع جبينه فوق جبينها وأكمل
– مقدرتش أتحمل يوم واحد من غير ماتكوني على ذمتي
رفعت نظرها إليه وتلألأت عيناها بالدموع فأردفت
– كان نفسي أسمع دا منك قبل ماتخسرنا ابننا.. كان نفسي أحس إني مهمة عندك
جذبها بقوة لأحضانه يعتصرها وتحدث بصوتا مبحوح من كثرة مشاعره
– كنت مجروح منك.. ورغم اللي عملتيه كنت بحاول اعاقب نفسي ببعدي عنك عشان أذيتك في الأول
رفع وجهها بين كفيه ولمس شفتيها
– إنتِ حياتي أنا ومستحيل أتخلى عنك إلا بموتي
دفعته بقوة وتحدثت باكية
– جيت متأخر ياحضرة العقيد… قالتها وتحركت سريعا إلى غرفتها تبكي بنحيب
❈-❈-❈
عند نغم وريان
كانت تغفو باحضانه يمسد على خصلاتها ويبتسم كلما تذكر ما صار بينهما منذ قليل وكم كان يشتهيها بقوة.. فهي أول حب وأول دقة قلب نطق بها قلبه
أمال يقطف قبلة من وجنتيها… فتحت عيناها وابتسمت إليه
– كدا نومتني.. والعيال تحت زمانهم ماتو من الجوع
غمز بعينيه ثم تحدث
– مايموتوا من الجوع مش أحسن مااموت انا من الأشتياق لأمهم
نهضت سريعا تحاوط نفسها بشرشف خفيف وتحدثت
– بعد الشر عليكو انتوا الاتنين.. اوعى تقول كدا تاني ياريان لو سمحت
جذبها لأحضانه
– طيب يانغم ماتبعديش تاني عشان بجد كنت بموت من غيرك
وضعت كفها على فمه واردفت ترمقه بحزن
– بعد الشر عليك ياعيون نغم.. وضعت رأسها على كتفه تتنهد بإشتياقها له
– انا عارفة إنك عملت كدا لهدف.. وعارفة ومتأكدة إنك مستحيل تكسر جواد وتكسر ابنك.. بس المرادي حاسة إن الموضوع كبير عشان كدا ضحيت بالكل حتى انا
اعتدل سريعا بجلسته يضم وجهها بين كفيه وتحدث بعيون حزينة
– عمري مااضحي بيكي ابدا.. خليكي دايما واثقة أن ريان عمره مايضحي بروحه وانتِ حبيبة روحي وحياتي كلها
ناظرته باستفهام
– مش هتقولي عملت كدا ليه ياريان.. وليه مُصر على فرح بيجاد بكرة.. شايفة السوشيال مديا مش وراهم حاجة غير من جواز بيجاد المنشاوي باام ابنه اللي ظهرت فجأة
رغم الغصة المتحكمة بقلبه ولكنه ابتسم لها
– انتِ واثقة في حبيبك مش كدا
ملست على وجهه واردفت
– بثق فيك أكتر مابثق في نفسي حبيبي
حاوط وجهها بين كفيه وأردف
– لازم تحضري الفرح بكرة ولازم تقنعي بيجاد يحضر.. مع أني عارف أنه هيرفض بس حاولي
ربتت على كفيه ورمشت بعيناها بالموافقة
– هحاول بس اللي هيقدر على بيجاد مش انا.. ابتسم ريان بخفوت وأجابها
– جواد الألفي.. ودا للأسف مش طايق يسمع اسمي حتى
بفيلا جواد الألفي
دلفت غزل تبحث عنه وجدته يجلس ويظهر على وجهه الخوف والتشتت.. اتجهت تقف أمامه
– جواد قاعد كدا ليه وحابس نفسك الكل بيسأل عليك برة
زفر بضيق ثم وضع كف يديه على شعره وارجعه للخلف بضيق بحركة تنم عن مدى غضبه فرفع بصره لغزل
– بتصل بجوز بنتك الحلوف مابيردش.. ويُمنى تليفونها مقفول.. وأنا قاعد هنا هموت من القلق عليها
ضيقت عيناها متسائلة
– قصدك إن بيجاد عرف مكان غنى… يعني هو عندها دلوقتي
نهض يدور في الغرفة ذهابا وايابا
– انا اللي غبي مكنش ينفع اقوله مكانها من غير مااكون هناك
دنت منه بخطوات وناظرته بعيناها الحزينة
– قصدك أنك قولت لبيجاد على مكان غنى ومفيش حد معاها هناك
ارجع شعره للخلف بغضب وتحدث
– كنتِ مستنية مني إيه وأنا شايفها يوم عن يوم بتدبل ياغزل.. مكنش ينفع اسكت
اتجه بنظره إليها وتحدث
– بيجاد بيحبها ومستحيل يأذيها
هز رأسه رافض فكرة اذية بيجاد لها
-لا مستحيل يأذيها بعد ماعرف بحملها.. لا، لا ماهو اللي بيحب مستحيل يأذي مش كدا ولا إيه
وقفت أمامه وجه لوجه وعقدت ذراعيها امام صدرها ثم اجابته:
– متكنش واثق اوي ياحبيبي.. فيه ياما رجالة وجعوا قلوب عشان يحافظوا على رجولتهم
للحظة لم يستوعب حديثها.. تقابلت نظراتهما.. فتجمد الدم بعروقه وشعر بأن الأرض تميد به.. رفع بصره وتسائل
– اوعي يكون اللي فهمته يازوزو.. هزعل أوي.. اوي
فكت ذراعيها متجهة للباب
– ياله ياجواد عشان نتغدى بنتك وجوزها برة وكمان صهيب ونهى
جحظت عيناه لوهلة وهو يهز رأسه غير مستوعب نظراتها الحزينة إليه
جذبها من معصمها يحاوطها بذراعيه.. ثم رفع ذقنها
– افهم من كدا إيه ياغزالتي… إنك زعلانة من جوادك ولسة الماضي بيطاردك
لم تشعر بنفسها الا وهي تلقي نفسها بأحضانه وتبكي بشهقات
– غنى صعبانة عليا أوي ياجواد بتفكرني بالماضي.. قلبها بيحترق دلوقتي.. دا جوزها ودنيتها كلها ياجواد… عارف يعني ايه احساس الست لما تحس أن حبيبها ممكن يكون ملك لغيرها
قاطع حديثها وهو يضع كفيه على فمها
وصرخه بآهة عالية خرجت من جوفه.. ثم وضع جبينه فوق جبينها
– لسة منستيش يازوزو بعد السنين دي كلها
هزت رأسها رافضة ثم وضعت كفيه على قلبها
– دا بيوجعني أوي ياجواد.. روحي بتوجعني لما شوفت غزل في بنتها.. ليه دايما غزل وبناتها اللي مكتوب عليهم الوجع
ضمها بقوة يعتصرها وتحدث
– دا وجع الحب ياروح قلبي.. واللي مايدفعش تمنه مش هيحس بطعمه
– مين قال كدا ياجود.. مين قال ان الحب مكتوب بالوجع
نقش الخوف بأوردته من حالتها فابتسم رغم وجعه عليها واردف
– عشقي ليكي هو اللي بيقول كدا.. بيقول كل ماتتألم بحب غزل كل ماتعشقها اكتر وأكتر.. حتى اصبحت غزل وجواد مختلطين بروح واحدة
رفع ذقنها واقترب من شفتيها
– عندك شك بعشق جواد لغزالته ياغزالتي
وضعت رأسها على صدره
– عندي يقين ان بناتي هيتوجعوا كتير زي امهم
تنهد جواد بحزن وتحدث
– لا دا الغزال موجوع أوي ولازم يتعالج.. بس الوقت مش مناسب خالص.. اخلص من اللي برة وأقعد ادواي حبيبي حتى مستعد ادواي جراح قلبه بدمي لو ينفع
رفعت نفسها تطوق عنقه
– أنا كويسة ياجود.. متشلش همي ياحبيبي.. قاطع حديثها
– أشش.. أسكتي مش عايز اسمع حاجة
اخلص بس وأطمن على غنى وبعدها لازم تسمعي إنت
على طاولة الطعام
جلس صهيب بجوار نهى بمقابلة عز وربى.. بينما غز التي تجاور زوجها بجوارها ياسين واوس.. دلف جاسر بيديه جنى ملقيا السلام
– كنتوا هتتغدوا من غيرنا ولا إيه
نهض عز ينظر إليهما بشك.. ثم جذب اخته اليه
– روح اقعد جنب ابوك ياحليوة.. عايز اختي تقعد جنبي… كانت تتحرك بجوار عز جسدا بلا روح
رفع صهيب نظره إليها يرمقها بنظرات اب حزينة تمنى لو يأخذ حزنها.. قاطعهم دلوف مليكة التي وقفت تطالعهم للحظات
نهض جواد سريعا إليها
– مليكة تعالي ياقلبي اتغدي معانا.. نظرت لعز وربى وابتسمت بسخرية
– دا العرسان جم واحنا منعرفش.. ضيق جواد عيناه غير مدرك حديثها في بدايته
ثم اتجه لربى وتسائل
– مرحتيش سلمتي على عمتك يارُبى
توقفت ربى تفرك بكفيها ثم نظرت لعز نظرات ملامة
– والله يابابا كنت رايحة.. روحت غيرت واستنيت عز ماحستش بنفسي غير بإتصال ماما نمت من التعب.. وكنت هتغدى واروحلها
اتجهت لمليكة تضمها وتحدثت
– والله ياعمتو رجعت تعبانة من السفر ونمت لسة يادوب قايمة
ربتت مليكة على ظهرها وابتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها
– ولا يهمك ياروح عمتو.. المهم حمدالله على سلامتك وعقبال لما اباركلك وانت حامل ان شاء الله..
وقف عز وتحدث بغيظ
– وانا بقى ابن البطة السودة مفيش حمدالله على سلامتك ياعز.. مفيش وحشتنا يازيزو… والبيت كان وحش من غيرك
ضمته مليكة وهي تضحك من قلبها ثم لكمته
– لا كنا مرتاحين منك ياحمار
جحظت عين عز وهو يرفع حاجبه بسخرية ثم اشار بفكاهة
– عمتي ياجماعة اصلها بتحبني اوي
قهقه الجميع إلا من صهيب الذي ينظر بشرود في نقطة ما..
– عامل ايه ياصهيب بقالك يومين مسألتش على ملاكك ولا جواد بس اللي بتسأل عليه
عصر صهيب عيناه ينظر لأبنته بحزن ثم أجابها دون ان ينظر إليها
– بعرف اخبارك من حازم يامليكة.. ماهو حازم قاعد معايا على طول.. يعني تقدري تقولي فاهم صهيب صح
قطب جواد مابين حاجبيه وتسائل
– هو فيه ايه؟
– مالكم بتحدفوا بعض بكلمات مش مفهومة
قاطعهم دخول جواد حازم.. اتجه للمائدة يجلس بجوار جنى وصهيب… ثم نظر لغزل
– ايه ياطنط غزل ماليش طبق أنا كمان ولا إيه.. دا حتى ماما بتقولي احسن ورق عنب تاكله من ايد مرات خالك أصل خالك بيحب ورق العنب اوي
رفع جاسر حاجبه ثم تحدث
– ايوة فعلا وجنجون كمان بتعمل ورق عنب حلو.. عشان عارفة جاسر بيحبه
غمز جاسر لجنى وتحدث
– مش كدا ياجنجونتي
ابتسمت جنى بخفوت عندما علمت مايدور بعقل جاسر
عقد جواد ذراعيه ينظر لغزل باستفهام
رفعت كتفيها بمعنى لا تعلم
اقترب جواد حازم من جاسر ينظر اليه بتحدي
– بس انا كرهته ومش عايزها تتعلمه
جذب جاسر طبقه ووضعه امامه يتناول منه متلذذا.. ثم رفع واحدة يقربها من فم جنى وهو ينظر لصهيب
– بعد إذنك ياعمو خطيبتي جعانة وعايز اغذيها
هب عز كالملسوع
– ماتحترم نفسك يلآ.. هتأكل اختي قدامي
طالعه جاسر مستغربا حالته فنظر لربى
– لمي ابو الفصادة دا عشان محمهوش بطبق الشوربة دا.. قوليله لو كانت ناسي افكرك..بلاش هو اللي يعملي عنتر بن شداد.. دا كان بيسرق الاكل من ورا طنط نهى ويأكله لك في الجنينة
جحظت اعين عز وهو ينظر لجواد ثم اشار بيديه على جاسر
– الواد دا مين
– خطيب اختك وبعد شهرين هكون جوزها قالها غامزا لجواد حازم
سكب دلوه المثلج على رؤؤس الجميع.. فنظر صهيب إليه متسائلا
– فرح مين ياجاسر.. مش لما تتخطبوا الأول
بدا يتناول من ورق العنب ويتحدث والطعام بفمه يلوكه بهدوء
– تسلم ايدك ياست الكل.. يبقى قولي لجنى على الطريقة
ظلت نهى وغزل يضحكون بخفوت.. بينما أوس الذي يوزع نظراته على الجميع.. معجب بعقل جاسر فأردف
– جدع ياجاسر هطوّل ليه في الخطوبة خليها كتب كتاب ودخلة على طول
رفع يديه يضارب اوس بها
– حبببي ياأوس دايما فهمني.. بينما عز الذي يكز على شفتيه
– دا في المشمش إن شاء الله
قطع جاسر اللحم ينظر لوالده
– المرادي اللحم مطبوخة بطريقة الشيف بوراك يادادي اياك تعيب على غزالتك
وضع جواد خديه على كفيه ينتظر انتهاء، المسرحية
رفع جاسر نظر لعز واجابه
– والله يازيزو المشمش مالي التلاجة جوا.. يعني لو مراتك بتتوحم ولا حاجة ممكن ماما تديلك سبعين كيلو تحطهم على السرير وتنام وسطيهم
مضغ طعامه فأكمل مما جعل الكل يقهقه عليه سوى جواد حازم الذي ودّ لو خنقه
– مع إني اشك اصلا ان مراتك حامل.. يابني انت بتاع بوق بس.. نقدر نقول ربى هتحمل بعد عشرين سنة
وضعت غزل كفيها على فمها من الصدمة.. عندما استمعت لحديث ابنها.. بينما مليكة التي تستمع بذهول لجاسر اقتربت منه تنظر اليه
– جاسر حبيبي انت طبيعي
غرس الشوكة بقطعة اللحم ينظر لعمته ثم نظر للشوكة وتسائل
– ليه ياعمتو عشان باكل اللحمة بالشوكة ولا علشان باكل ورق عنب.. الصراحة دول اكتر حاجة بحبهم.. ممكن كمان اللي قدام ابنك دي كمان.. بس هو صعبان عليا عايز ياخد اي حاجة من غير مايتعب
قوس فمه ينظر لجواد ورجع لعمته
– قوليله ياعمتو احنا بنقطع اللحمة بالشوكة والسكينة وبعدين ناكلها.. مابنجهاش من الحلة وناكلها قطع كبيرة على طول مما نزور وبطننا توجعنا
نهض يمسح فمه ينظر للجميع
– شبعت الحمدلله.. يارب تكملوا اكلكم
اتجه ينظر لجنى واردف بمغذى
– جنى لما تخلصي أكل إعمليلي قهوة من آيدك وهاتيها لي في اوضتي عشان تشوفي ناقصك ايه
قالها ثم تحرك دون حديث آخر
قهقه جواد حتى ادمعت عيناه ثم نظر لغزل وتسائل
– مين دا؟
ضربت غزل كفيها ببعضهما واجابته
– عليه العوض ومنه العوض… اعقل واحد في العيال مخه طار
اطلق ياسين ضحكة مرتفعة ينظر لجنى
– سرك باتع ياست جنى.. لسة بنقول خطوبة والولد اتجنن امال لما يتجوز
غرس جواد حازم الشوكة باللحم ينظر لصهيب بغضب واجابه
– هيروح مستشفى المجانين عشان الكل يرتاح..
جلست مليكة بين صهيب وجواد
ربتت على يدي جواد
– طول عمرك أبويا ياجواد مش اخويا ابدا.. أنا جاية وكلي عشم فيك.. رفعت بصرها لصهيب وأكملت:
– صهيب مش واخد باله انه بيدمر تلاتة.. جواد وجنى وجاسر.. وجهت نظرها لجنى واكملت
– عارفة ومتأكدة صهيب ضغط على جاسر عشان جنى.. رفعت يديها أمامه واكملت
– لو سمحت سبني أكمل:
– شوفت اخرة ضغطك عليه وصله لأيه الولد مكسور ياصهيب.. بص لبنتك وإنت تعرف قد إيه كسرتها هي كمان..
ربتت على كفيه
– صهيب بلاش تكسرهم أكتر من كدا… نهضت جنى ترمق جواد بنظرات جانبية ثم أردفت
– مين قالك ياعمتو أن بابا ضاغط على أن وجاسر.. مش يمكن جاسر عرف قمتي وبيحاول يحافظ على المتبقى مني اللي جواد ضيعه
نظر عز بذهول لحديث أخته ثم اتجه لوالده
– لا أنا كدا لازم اعرف كل حاجة.. حضرتك قولت جاسر اولى بيها من الغريب.. طيب جواد عمل إيه في اختي وصلها لكدا
ابتسمت جنى لعز بحزن
– وأنا مالي بس ياعز ماأنا حلوة اهو.. يمكن تعبانة بس.. معرفش إنت مكبر الموضوع ليه
نهض جواد بمقابلتها وصرخ بها
– يعني افهم من كلامك دا إيه ياجنى
تحركت متجه للمطبخ واردفت
– طنط غزل هعمل قهوة لجاسر،… وصل جواد إليها بخطوة ووقف أمامها
– انتِ بتعملي كدا ليه.. آه..دفعها وبدأ يصرخ بها
نهض عز ثم لكمه بقوة وابعده عنها
– انت ازاي تمد ايدك عليها ياحيوان.. وقفت ربى بينهما عندما اشتدت نظراتهما بالغضب
صفق جواد بيديه وهو ينظر إليهم مشمئزا
– لا برافو ياولاد الألفي.. ياحلاوة تربيتي فيكم.. برافو ماشاء الله عرفت تربي ياجواد وولادك بيضربوا بعض قدامك
نزل عز بنظره للأسفل
– آسف ياعمو.. حضرتك مشفتش عمل ايه
خد مراتك وروح ارتاح.. أنت مش جاي من سفر
اقترب منه وتسائل
– ايه اللي حصل في غيابي
اشار جواد لرُبى
– خدي جوزك وروحو ارتاحوا يابابي
اومأت برأسها.. تجذب عز الذي وقف يناظر والده بصمت
وقفت نهى متجهة إليه
– تعالى ياعز.. عشان نتكلم شوية
خرج عز مع والدته وزوجته… بينما جواد حازم وقف كالطفل أمام خاله
– آسف ياخالو.. أنا معرفش بقيت عصبي ليه
نهض جواد يقف بمقابلته ثم اشار على جنى
– لو بتحبها اثبت لنا إنك بتحبها ياجواد.. دا أخر كلام عندي.. ياله روح انت كمان
ادخلي ياجنى اعملي لي انا وبابا قهوة.. وسيبك من جاسر.. زمانه نام
❈-❈-❈
عند فيروز
استيقظت على رنين هاتفها.. امسكته ثم ابتسمت بخفوت
– عامل إيه
تنهد يمسح على جبينه بأنامله
– مش كويس خالص.. إنتِ عاملة إيه؟
-“وحشتيني ”
يااااه ياجاسر أخيرا نطقت بحاجة تفتح النفس
ابتسم راجعا بظهره على ظهر فراشه ثم همس لها:
– يعني جاسر مايفتحش النفس… لازم يتكلم
ضحكت بنعومة وأجابته
– مغرور على فكرة.. بس بحبك
لفت انتباه كلمتها الاخيرة فسحب نفسا طويلا.. فكفى ماصار له.. يكفي شعوره بانين روحه من بعدها عنه
– هتيجوا أمتى يافيروز.. مش كفاية بقى لحد كدا.. بجد وحشتيني أوي
لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك فانهارت حصونه بالكامل فأغمض عيناه مردفا
– فيروز تعالي بقى… ارحمي روح حبيبك
دقات عنيفة لكليهما.. لوهلة شعرت بأنها تتخيل ماقيل.. فأردفت بتردد عله يرحم قلبها الضعيف
– جاسر إنت قولت إيه دلوقتي؟
ابتسم ووقف ينظر من شرفته على غروب الشمس فنطق بصوتا ممزوج بمشاعر خاصة بها وحدها جاهد كثيرا أن يدفنها واعلن موتها الزائف بقلبه فتحدث بهمس اطاح بقلبها الضعيف
– ب. ح. ب. ك.. فيروزة قلبي
عند بيجاد
استيقظ بيجاد من غفوته.. فلأول مرة منذ فترة تغفو جفونه سالمة مطمئنة هادئا مرتاحا.. بعدما اخذ مايكفيه من اشتياقه لها
ظل يناظرها بعشق بعدما ذهبت بسبات عميق.. بعدما سقاها من عشقه… داعب انامله خصيلاتها بحنان.. استمع لتأوها وهي تضع يدها على أحشائها كأن هناك مايؤلمها
نزل بيديها يلمس أحشائها بهدوء عله يخفف آلامها.. فتحت رماديتها تتأوه بألما شديد
اعتدل يضمها لأحضانه
– حبيبي حاسة بإيه؟
مفيش شوية مغص بتيجي كل فترة.. هاخد العلاج دلوقتي وأرتاح
نهض يبحث عن علاجها.. ثم دلف للمطبخ وقام بتحضير وجبة من الطعام.. رجع اليها في غضون دقائق وجدها تجلس مغمضة العينين تبتسم وهي تضع كفيها على أحشائها..
– ولادك شكلهم بيرحبوا بيك.. معرفش مالهم تعبني أوي كدا ليه
وضع يديه مثلها وتسائل
– هم بيتحركوا ولا إيه
فتحت عيناها وضحكت
– لا ياحبيبي دول لسة شهرين.. يعني لسة بدري.. بس بطني وجعاني أوي النهاردة
جلس بجوارها يطعمها بهدوء وتحدث
– طيب كلي عشان تاخدي علاجك.. وانتِ ترتاحي.. نظر لهاتفه ووجد عدد من الأتصالات
قوس فمه ونظر إليها
– كنت عارف أنه مش هيسكت عشان كدا عملته سيلنت
ضيقت عيناها متسائلة
– قصدك بابا.. فتح جواد الخط سريعا عندما قام بيجاد الأتصال بيه ثم فتح ال سبيكر
– دا اتفاقنا ياحمار.. ماشي يابيجاد انا اللي استاهل اني بعتك اصلي
– “بابي” قالتها غنى
– روح بابي الحلوف دا عملك ايه
وضعت رأسها على كتف بيجاد
– معملش حاجة.. آسفة يابابي نمنا ونسي يكلمك
تمام ياروح بابي المهم انتِ كويسة
– الحمدلله.. قالتها بخفوت..
طيب اديني بيجاد عايز اكلمه
نهض بيجاد بعدما وضع امامها بعض الفواكه والعصير
– خلصيهم كلهم لو فعلا بيتحبي بيجاد.. هشوف بابا واجيلك.. خدي علاجك جنبك
كان جواد يستمع اليه بإبتسامة وشعور بالراحة يتملك منه
– بيجاد… قالها جواد
حمحم بيجاد ثم اجابه سامعك
– اسمع كويس هقولك إيه ولازم تنفذه بالحرف الواحد… وقبل اي حاجة عايزة اقولك بدل احنا طلبنا منك كدا… فاعرف الموضوع خارج سيطرتنا والحل في ايدك
قطب بيجاد حابيه وظل يستمع إليه ثم هز رأسه وأجابه
– اللي بتطلبه دا مستحيل.. سمعتني.. متقنعنيش ياعمو.. متخلنيش انت وبابا اخد مراتي ومتعرفوش لنا مكان
كان جواد يعلم صعوبة أقناعه.. فتحدث بهدوء
– طيب لو قولتلك لو خايف بجد على والدك تعمل كدا… أما لو ريان مايفرقش معاك مترحش يابيجاد.. عايز افهمك
– حياة ابوك في ايدك انت بس..
صمت جواد للحظات وأكمل:
– مش ريان بس على فكرة.. فيه شخص يهمك امره فوق ماتتخيل.. فأحنا بنقولك انسى كل حاجة وافتكر إن والدك في ازمة ومحتاجك
– والله حضرتك اللي بتقول كدا
اجابه جواد سريعا
– ايوة عندك مانع… بكرة هتجيب غنى عندي هنا وتروح لوالدك.. ومتخافش هكون معاك وعز جه كمان
ارجع بيجاد خصيلاته بقوة يكاد يقتلعها وهو يناظر غنى التي تبتسم له ثم استدار واجابه
– هكلم بابا وأشوف ايه اللي حصل
مش هيقولك حاجة… قالها جواد سريعا
ثم صمت واكمل
– والدك معرفنيش حاجة.. لكن طبعا مفيش حاجه تتخبى عليا.. عرفت الدنيا مقلوبة بسببك وبس.. ياتساعد ابوك ي لا
هستنى منك خبر بكرة
قالها جواد ثم أغلق الهاتف
❈-❈-❈
ظل بيجاد للحظات يتذكر ماصار من والده ثم سحب نفسا طويلا عله يملأ رئتيه ببعض الهواء عندما شعر بغصة تمنع تنفسه
دلف لغنى التي اعتدلت متجهة للمرحاض
اسرع إليها ثم قام بحملها متجها للمرحاض
– عايزة قوانين جديدة ياحبيبة بيجاد عشان تفكري مليون مرة قبل ماتشغلي دماغك وتبعدي عني
وضعت وجهها بعنقه تلكمه على ظهره
– بيجاد كفاية قوانينك اللي جابتني الأرض دي
رفع حاجبه بسخرية ثم نظر لبطنها
– قوانيني ياحبيبي جبتلك توأم
باليوم التالي بالأسكندرية
دلف بيجاد بجواره عز لحفل الزفاف الذي اعده والده.. أمال عز عليه وأردف بسخرية:
– ياصلاة النبي احسن
– والله ياحبيبي كأني داخل حفل نجوم هليود.. بتذكرني بحفل شاروخان يلآ…هو أبوك غني اوي كدا ..ماتقوله يسلفني خمسين مليون دولار استريني..أنا راضي… ابتسم بيجاد بسخرية وغمز إليه
– ثم رفع يديه على عينيه
– من عنيا حاضر.. هسلف خمسمية مش خمسين.. ركز في الحفلة وحياة حمايا عندي هيكون أحسن من تتويج هنري كافيل بذات نفسه… هو أنا قليل في البلد دي يابني ولا إيه
مط عز شفتيه ورفع يديه
– بدل حلفت بحماك يبقى مساءنا فل إن شاء الله
انتهى كلماته ونظر إليه بتحدي
خرجت من بين شفتيه ضحكة قاسية وهو ينظر لتاليا التي ترتدي فستان زفافها.. ونظر لعز
– مش هتباركلي ياحمار…ولا إنت بيقولوا عليها يابني…آه عديلك..مش إنت عديلي لازم تقوم بالواجب قهقه عز وأشار بيديه لأحدهما
– أومال.. هو أنا عندي كام بيجاد..
ان شالله اطفحه لو معملتلوش فرح بمقامه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى