رواية تزوجت والد اختي الفصل الثاني 2 بقلم أسماء عبدالهادي
رواية تزوجت والد اختي الجزء الثاني
رواية تزوجت والد اختي البارت الثاني
رواية تزوجت والد اختي الحلقة الثانية
رفعت حاجبيها وحملقت به بزهول وهتفت في نفسها
_بيقول ايه البني آدم ده؟
كتمت ضحكة ساخرة كادت تصدر منها خوفا من نظراته الحادة التي يصوبها نحوها لكنها هتفت بصوت متعجب
_ده انت أكبر مني خمس سنين بس.
تحدث بهدوء شديد مما أثار انفعالها
_اه وإيه المشكلة في كدا
كانت كلماتها كفيلة باخراج الكائن الهمجي المندفع الذي يقبع داخلها فصرخت به بحدة
_مفيش أي مشكلة يا نصاب انت وهو …إمشوا اطلعوا برا حالا …قال أبويا قال.
لم يتحرك من مكانه قيد أنمله وطالعها بنظرات غاضبة …كاد الرجل الذي معه يصرخ بها لتعديها على سيده ورفع صوتها عليه لكن غسان أشار له بيده بألا يفعل
لتصرخ به حياة مرة أخرى لكن هذه المرة بلوعة شديدة
_أختى ..اختى هدى وديتوها فين…هاتولي أختي…يا هدى
زم شفتيه بتبرم من أفعالها فأغمض أعينه هنيهة ثم قال
_اختك منتظرة في العربية برا.
تحركت من مكانها لتذهب لأختها وعندما كادت لتخطوا من عتبة الباب وقف أمامها
_قبل ما تروحي لأختك خليني أقولك كلمتين
ربعت يديها أمام صدرها وهتفت بنفاذ صبر
_اتكلم …ماهي ناقصة جنان ع المسا
هدر بها هذه المرة ليزجرها عن ذلك الأسلوب
_حياة اتكلمي معايا بأدب زي ما أنا بكلمك … علشان أنا لصبري حدود.
زفرت بتبرم رامقة اياه بنظرة رخيمة لكنها لم تتحدث
خطى غسان خطوتان للأمام ومن ثم جلس على كرسي الطاولة وأشار لها بالجلوس
_اقعدي
ترددت في أن تفعل لكن مع نظراته المصرة ..تقدمت وجلست الى الكرسي الآخر
قص غسان عليها ما حدث ما أختها بخارج المطعم وعرضه عليه تناول الطعام معها
فلاش بااااك للمطعم
###
لاحظ غسان أن هدى تلعب في الطعام بالشوكة ولا تأكل ..فمد سكينته وقطع لها قطعة اللحم خاصتها ظنا منه أنها لا تستطيع فعل ذلك
فقال مبتسما
_قطعتهالك اهو يا ستي يلا كلي .
رفعت رأسها اليه بدون ان تتحدث بكلمة
لتجده يبتسم لها ابتسامة خطفت قلبها كما خطفت هي قلبه مذ أن رآها تراقب الأسرة وهي تتناول الطعام
_نسيت أسألك انتي إسمك إيه؟
_هدى
حافظ على بسمته الصافية
_الله اسمك جميل أوي بيفكرني بحد عزيز عليا بنفس الاسم … وأنا بقى اسمي غسان.
انتظرها أن تعلق لكنه وجد اعينها تزوغ على تلك الأسرة التي غادرت للتو من جوار طاولتهم.
ضيق حاجبيه بتعجب وسألها
_هدى في إيه…إيه حكايتك.
حاولت الصغيرة التماسك وألا تبكي كما أوصتها أختها وقالت بصوت بائس
_أنا مكنتش بتفرج على الناس وهيه بتاكل علشان جعانة او نفسي في الأكل اللي هما بيأكلوه… الحمد لله حياة أختي علمتني مبصش لحد حتى لو هموت من الجوع
طالعها باهتمام ونظر اليها مشجعا اياها على الحديث
لتردف هي
_أنا بس كنت غيرانة إن الأطفال دول عندهم بابا وماما وأنا لأ …شايفاهم بيضحكوا ويهزروا مع أهلهم وأنا محرومة من ان يبقى عندي بابا وماما… ده حتى البنات في المدرسة علطول يسخروا مني علشان معنديش أهل … حياة كتير تقولي متهتميش بكلامهم هما غيرانين منك علشان انتي أشطر منهم …لكن كلامهم بيوجعني.. أنا كان نفسي يبقى عندي بابا وماما اشمعنى هما … أنا محتاجاهم أوي .
رق قلب غسان للصغيرة وقام من مكانه ليحيطها بذراعيه بحنان ..ماسحا تلك الدمعات التي تمردت ونزلت على وجنتيها التي تشبه حبتا الكرز الصغيرة
وهتف بحنان بعد أن جاءته فكرة ستخدم مصلحته كثيرا
(سنعرف خطته فيما بعد)
_هدى ايه رأيك أكون أنا باباكي؟؟
اتسعت أعين هدى فرحا وهتفت بسعادة بالغة
_بجد انت هتبقى بابا !!
حرك رأسه مع ابتسامة واسعة
_هكون ليكي بابا وهجيبلك كل اللي انتي عايزاه ومش هخليكي زعلانة أبدا .. ها ايه رايك؟
نهضت من كرسيها واحتضنته بامتنان شديد وهتفت بحماس بالغ
_موافقة طبعا
قبل وجنتها الصغيرة وقال وهو يجلسها مرة أخرى
_خلاص اتفقنا …يلا كلي قبل ما الأكل يبرد
هزت رأسها وشرعت في تناول الطعام بشهية كبيرة وبين الفينة والأخرى تطالعه ببسمة واسعة وسعادة لا توصف
رؤيتها على هذا الحال وتلك السعادة التي كادت أن تقفز من عينيها جعلته لا يشعر بالجوع ، لذا شبك أصابع يده واسند رأسه عليها وظل يراقب هدى وهي تتناول طعامها باستمتاع شديد لا يدري مصدره …رغم إن عرضه هذا عليها لم يكن شفقة او خدمة اسداها اليها وانما لغرض ما
يصب في مصلحته.
انهت هدى من طبقها وطلب لها غسان بعضا من الحلوى اللذيذة والأيس كريم لتزداد فرحتها كثيرا وتهتف بسعادة
_شكرا يابابا.
رد عليها بحنان
_حبيبة بابا تطلب وتتمنى وبابا ينفذ … هدى احكيلي عنك أكتر وعايشة مع مين وفين.
بدأت هدى تقص عليه كل شىء عن حياتها مع أختها وعلى كل المعاناة التي يعيشونها بين جدران ذلك البيت القديم الذي يعيشون فيه.
الأمر الذي جعل غسان يقول
_خلاص من هنا ورايح مفيش معاناة ولا ألم … إنتي هتيجي تعيشي معايا في بيتي …بابا عنده بيت كبير وواسع.
هتفت بحماس مسرورة
_البيت بتاعك فيه جنينة ومرجيحة زي اللي بنشوفهم في التلفزيون
ضحك غسان ضحكة خرجت صافية من قلبه
اه فيه جنينة لكن مفيهوش مرجيحة بس علشان عيونك العسل دول أجيبلك بدل المرجيحة اتنين
وقفت هدى وتوجهت اليه وأمسكت بيديه
_طب يلا بسرعة تعالى وريهولي.
“يالا الحرمان الذي يجعل طفلة صغيرة تتعلق برجل غريب لا تعرفه، من أجل أن يكون لها أبا، حالمة بأن يعوضها عن سنوات الحرمان والعوز التي تعيشها ”
بااااك
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
أسماء عبد الهادي
انهى حديثه ….لتشعر حياة بالغيظ من تصرفات أختها …كيف تكون ساذجة بهذه السهولة لتذهب مع رجل غريب تراه لأول مرة ولا تعرف عنه شىء سوى اسمه فقط لأنه أخبرها أنه سيكون لها بمثابة الأب
لذا تركه وركضت للخارج تبحث عن تلك السيارة التي تنتظر بها أختها
الى أن وجدت سيارة سوداء كبيرة وفخمة ويبدو عليها باهظة الثمن ..تقدمت نحوها لتجد أختها الصغيرة تنادي عليها
_حياة أنا هنا تعالى.
ركضت حياة نحو مصدر الصوت لتجد اختها تجلس بداخل السيارة ووجهها يبدو سعيدا… فهَمَّت حياة بوجهها الغاضب بفتح الباب لاخراج أختها وهي تهتف بحدة
_هدي انزلي ازاي تركبي عربية حد منعرفوش ده اللي علمتهولك.
لكن هدى رفضت الخروج وزحفت للداخل
_حياة سيبني أنا مش نازلة… أنا عايزة اروح مع بابا .
اغتاظت حياة من فعلة أختها ومدت يدها للداخل أكثر لحتى تستطيع الامساك بها
_بابا مين انتي هتصدقي …ده مش بابا يا عبيطة ده واحد بيضحك عليكي … تعالي بس وأنا هفهمك … انزلي.
ابتعدت هدى اكثر وضمت حقيبتهت الى صدرها
_انا عارفة انه مش بابا حقيقي بس هو وعدني انه هيكون زي بابا ومش هيخليني محتاجة حاجة… مش هضطر أرجع من المدرسة كل يوم معيطة بسبب كلام البنات… محدش بعد النهاردة هيقدر يعايرني علشان معنديش أهل….مش هغيب كل حفلة بتعملها المدرسة علشان معنديش بابا وماما يحضروا معايا زي بقيت البنات .
تألم قلب حياة بشدة وكأن أختها نغزتها بخنجر من حديد فأدمى قلبها فأغمضت عينها ومن ثم فتحتهما لتهتف بصوت باكي
_هدى … أومال أنا فين …أنا حياة أختك حبيبتك وأنا ليكي زي ماما وبابا وبعملك كل اللي تطلبيه … ده أنا حتى عملت ليكي الأكل اللي طلبتيه مني امبارح … وان كان على الحفلة فأنا بفضل اتحايل عليكي أحضرها معاكي بس انتي اللي بترفضي.
لتهدر هدى بصوت باكي هي الأخرى
_علشان الحفلة بيكونوا طالبين فلوس كتير للاشتراك وانا عارفة انك مش معاكي تدفعي …ولو دفعتي بيبقى على حساب البيت وهتضطري تسمعي كلمتين يسموا بدنك كل شوية سواء من الست الحرباية صاحبة البيت او من عم شكري الجزار اللي بنجيب منه اللحمة مرة ف الشهر .
أجابتها حياة بحزن حاولت اخفاءه فما بيدها حيلة
_ أنا راضية يا هدى …راضية بأي حاجة المهم انك تكوني مبسوطة ومرتاحة يا حبيبتي … هدى انتي متعرفيش انتي ايه بالنسبالي انتي مش بس اختي الصغيرة انتي بنتي يا هدى ومستعدة اتحمل كل حاجة علشانك.
بكت هدى الصغيرة وزفرت دموعها بشدة لتهتف بلوعة
_وأنا مش بتحمل اشوف حد يزعقلك او يهينك.. مش بتحمل أشوفك بتحرمي نفسك حتى من الأكل علشاني.. مش بتحمل أسمعك بتعيطي بالليل كل يوم بعد ما بمثل عليكي اني نايمة … علشان الفلوس خلصت ف نص الشهر ومش عارفة تكملي بقيت الشهر ازاي…. زي ما انتي بتقولي انك أمي . أنا كمان محتاجة أب يا حياة .
مسحت حياة دموعها التي سقطت رغما عنها وهي تسمع كلمات اختها التي اوجعت قلبها فوق وجعها
_حاضر هكون ليكي الأم والأب أوعدك هشتغل ليل نهار وهبذل أكتر من اللي كنت بعمله علشان ميكنش ناقصك حاجة… بس افهميني ياهدى.. مينفعش تروحي مع الراجل ده منعرفش عنه حاجة
حركت هدى رأسها بالرفض
_لا أنا اعرف عنه بابا كل حاجة هو حكالي عن نفسه وأنا مبسوطة اني هكون معاه .
خرجت حياة عن هدوءها وصرخت في اختها
_انتي مش بتفهمي بقولك مينفعش … ويلا انزلي حالا بدل ما أكسر دماغك.
انزوت هدى بجوار زجاج نافذة االسيارة ضامة حقيبتها الى صدرها وحركت رأسها بالرفض بينما تطالع أختها ببكاء
ضربت حياة المقعد بقبضة يدها بغضب شديد وهمت للداخل لتخرج أختها عنوة لكن صوته جعلها تخرج رأسها من السيارة وتعتدل في وقفتها وتنظر له بعدما هدر بها بصوت صارم
_هدى مش عايزة تيجي معاكي مش هتجبريها ترجع معاكي بالعافية
لترد عليه حياة لعدما أصابها نوبة من الغضب بسبب كلام أختها والتي عرفت منه أنها تعاني …وغضب بسبب تشبثها بذلك الغريب من أجل أن يكون لديها أبا
_ لا هرجعها بالعافية اختي وأنا حرة فيها …ومش هسيبها تروح معاك ف اي مكان .
طالعها بنظرات قاتمة أخافتها ليتحدث بصرامة
_ متبقيش أنانية أختك بتعاني ومحتاجة أب ليه عايزة تحرميها من انها تعيش مرتاحة… هسألها للمرة الأخيرة ولو مش عايزة ترجع معاكي هآخدها وهمشي ولو حابة تيجي معانا مفيش مشكلة
اقترب من بابا السيارة وانخفض بجسده ليطل على هدى التي تبكي بصمت
_هدى عايزة ترجعي مع أختك ولا تفضلي مع بابا
_لا عايزة أفضل معاك يابابا
اعتدل غسان في وقفته وأشار بأصبعة لحياة التي كادت أن تتحدث لتعترض
_متقفيش في طريق سعادة اختك …متخافيش عليها هحطها في عنينا وهحطيها بالرعاية الكاملة ..لإني خلاص قررت اني اتبناها… ها هتيجي انتي كمان .
لتحملق به بتيه فما الذي يحدث معها وما الذي فعلته اختها فهي تلقي بنفسها للجحيم …لكنها ابدا لن تذهب مع أناس لا تعرفهم لذا حركت رأسها بالرفض
ليشير غسان الى الرجل الآخر بأن يركب فاتخذ الرجل على الفور مكانه بجوار السائق اما غسان فاستقر جوار هدى والتي ما ان جلس حتى اقتربت منه تلقي برأسها على ذراعه لتستمد منه الأمان فيرفع هو يده يداعب شعرها بحنان
كل هذا وسط زهول حياة ووقوفها متخشبة محلها وهي ترى أختها تؤخد منها بمحض ارادتها..ترى أختها تفضل غريبا عنها وهي التي ضحت بحياتها وراحتها من أجلها .
مد غسان يده من خارج نافذة السيارة يناول حياة كارتا مدون به عنوان بيته وجميع ارقامه
_الكارت ده فيه العنوان وكل ارقامي لو حبيتي تتطمني في يوم على أختك…. سلام.
قالها وهو يشير بأعينه للسائق ليعطي له اباذن بالانطلاق.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تزوجت والد اختي)