روايات

رواية تربصت بي أعين قاتلة الفصل العاشر 10 بقلم سارة أسامة نيل

رواية تربصت بي أعين قاتلة الفصل العاشر 10 بقلم سارة أسامة نيل

رواية تربصت بي أعين قاتلة الجزء العاشر

رواية تربصت بي أعين قاتلة البارت العاشر

رواية تربصت بي أعين قاتلة
رواية تربصت بي أعين قاتلة

رواية تربصت بي أعين قاتلة الحلقة العاشرة

[تربصت بي أعين قاتلة]
<الفصل العاشر> -١٠-
في اللحظة الأخيرة توقفت تزامنًا مع إمساك تميم للسـ.كين حتى أن باطن يده جُرِح..
نظرت له بأعين ممتلئة بالدمع وهي تهمس:-
– تميم لا يُنسى رغم أنف آلاف الجُرعات.
ابتسم لها وهمس بصوت مملوء بالحنان:-
– اوعي تفتكري إن خايف منك، ولا خايف على روحي بين إيديك..
كفاية الطهارة والبراءة إللي بتنبع من عيونك..
قالت باستنكار ساخر:-
– طهارة وبراءة … إنت ملاحظ إنك بتكلم قاتـ.لة من الدرجة الأولى، قتـ.لت أعداد مهوله، وحرقت قلب أمهات وخربت بيوت..
أنا مجر’مة يا تميم، ومليش أيّ غفران ولا سماح..
صدقني لازم نهايتي العادلة تكون الموت..
اهرب يا تميم اهرب وانجد بنفسك أنت تستحق كل خير..
لو أنا ماقـ.تلتكش أبويا هيقـ.تلك، اسمعني وماتورطش نفسك معايا، علشان خاطري..
هتف بتبرم ورفض قاطع وهو يهدر:-
– لو لأخر نفس في عمري يا غفران مش هسيبك..
إنتِ أطهر مني شخصيًا، إنتِ متعرفيش البلاوي إللي بقت في العالم، على الأقل إنتِ هنا منعزلة عن كل ملوثات القلب إللي بقت محاوطنا من كل إتجاة..
العالم خارج فندقكم والغابة دي مش زي ما إنتِ مفكرة..
عارفة إنّ صعب إللي شوفتيه، استغلوكِ في قذا’رتهم بس إنتِ لسه جواكِ الطفلة ومازالت براءتك وطهارتك مالية ملامحك..
أمسك يديها بين كفيّه وواصل حديثه بعطف ورفق:-
– تعرفي يا غفران أي شخص حتى لو مش بيسيب أستار الكعبة لازم يتوب كل يوم لربنا، هو محتاج التوبة والندم، كلنا يا غفران محتاجين نتوب ونندم كل يوم..
دا النبي محمد ﷺ كان بيتوب في اليوم سبعين مرة وربنا غفر ليه ما تقدم من ذنبه وما تأخر..
إحنا بنحتاج للتوبة في كل وقت وحين يا غفران..
متقوليش ملكيش غفران وربنا سمى نفسه الغفور الرحيم..
وفي نفس الوقت بيقول في القرآن «وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون»
وكمان بيقولنا «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين»
يعني ربنا بيقولنا تعالى توب أنا بحبك، في أعظم من كدا يا غفران..
وابتسم وكأنه يزف لها بشارة:-
– وتعرفي النبي محمد ﷺ قال لنا أيه «رُفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه»
يعني لو حد أجبرنا نعمل حاجة تحت أي تهديد ربنا لا يؤاخذنا بيها، كمان بيقولنا إن «التائب من الذنب كمن لا ذنب لها..
ربنا كريم جدًا يا غفران، تعرفي من كرم ربنا وحبه لعباده إن بيفضل باسط إيده طول الليل ليتوب مُسيىء الليل، وبيبسط يده بالنهار ليتوب مسيىء النهار..
يعني التوبة متوفرة أربعة وعشرين ساعة..
في أمل ومغفرة من الله مهما كان وضع العبد يا غفران، قربي منه.. لازم تعافري وتدعيه إن يخرجك من البئر ده وينقذك علشان تعيشي جمبه وتعرفيه، لما تعرفيه هتحبيه أووي يا غفران..
ربنا من حبه لنا بيقولنا أيه «يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي..»
ربنا أكرم الأكرمين يا غفران ولو حكيتلك على قصص التوبة وغفرانه لعبادة إللي ارتكبوا أشنع ما يمكن وكل المحرمات كمان بعلمهم إنها حرام هتتعجبي أوي من لطف ربنا وكرمه..
بس لازم نكون صادقين ونعزم إن إحنا منرجعش تاني للذنب ده ونندم عليه..
كان يتحدث وهي تستمع له بقلبها وليس بأذنيها بينما عينيها فتفيض بدمع تجهل سببه..
قالت من بين دموعها:-
– تعرف يا تميم عالرغم إن محدش عمره قالي على ربنا ولا حكالي إللي إنت بتقوله ده، وكمان مكونتش أعرف حاجة عن الصلاه ولا كل الجمال ده..
بس أنا بحبه أووي فوق ما تتصور، أيوا محدش علمني بس أنا تلقائي كنت برفع راسي للسماء واتكلم معاه واحكيله كمان وأطلب منه..
قلبي كان حاسس بيه حتى وهما مسيطرين على عقلي وإدراكِ وباقي جوارحي..
قال وهو يُخفض رأسه بينما أعينه ممتلئة بالدموع:-
– إنتِ ربنا بيحبك أووي يا غفران لدرجة إن ساقني لبابك علشان أنقذك أو أكون سبب…
ساقني مهرولًا من ذؤابتي لعقر دارك في قصة عجيبة أعجب من الخيال..
همست ببكاء بنبرة مليئة بالبراءة والإمتنان قبل الحب:-
– أنا بحبك أووي يا تميم، إنت معجزتي..
قبل يدها وقال:-
– يبقى تسمعي كلامي، لازم نهرب من هنا سوا وتنفذي إللي هقولك عليه بالحرف..
هتفت بخوف وتردد:-
– بس أنا خايفة أووي يا تميم، خايفة عليك.
ابتسم يقول باطمئنان:-
– مش قولنا ربنا معانا..
– طب أعمل أيه..
– أول حاجة خدي الكبسولة دي علشان تضيع مفعول الحقنة..
وهقولك هنعمل أيه..
*****************
اشتدت ظلمة السماء قبل طلوع الفجر..
بغرفة كانت أشد ظلمة كانت مقيدة بقيود حديدية صلبة بحالة مرزية، قد اشتد نحول جسدها حتى أصبح وكأن جلدها يلتصق على عظامها..
خصلاتها الطويلة الحمراء شعثاء مُتربة، بينما ملابسها فقد رثت، ووجها متسخ..
رفعت رأسها لتزداد هطول الدموع التي لم ينقطع جريانها..
طالعها بكبر وتشفي وهو يقول بغل وهوس مجنون بينما يجذبها من شعرها:-
– إنتِ إللي جبتيه لنفسك يا عفيفة، كان هيحصل أيه لو عيشتي معايا بهدوء ومعملتيش نفسك شريفة وطيبة..
كان زمانك عايشة في حضني وبينا بنتنا..
أه لو تشوفي غفران دلوقتي، أنا متحكم فيها وهي تحت تصرفي، إللي بقولهلها بتنفذه بالحرف الواحد من غير تردد، بقت لعبة في إيدي بحركها زي ما أنا عايز..
دمرتك وهحسرك عليها..
تعرفي هعمل أيه..؟
هخليها تخلص عليكِ، وهي متعرفش إنها هتقتل أمها..
أمها إللي فكراها ماتت وشبعت موت..
******************
كانت تركض وتميم مُمسك بيدها وسط الغابة بعدما نفذ الوقود من السيارة..
**********************
قبل قليل علا صوت صراخ في الفندق من وسط الظلام الدامس..
– إلحق يا معلم محروس الشاب إللي كان هنا هرب، وغفران معاه..
ركض كالفهد لم يترك مجالًا للصدمة وهو يعلم كيف يمسك بهم فأهل مكة أدرى بشِعابها..
******************
لا يعرف كيف من العدم ظهر هذا المجـ.رم أمامهم..
تصنم جسد غفران بخوف واحتمت خلف ظهر تميم..
ابتسم بشرّ وهو يقول بخبث:-
– أيه يا غفران هتهربي من بابا وتمشي معاه..
إنتِ نسيتي إنتِ مين..
تسلحت بالشجاعة الواهية وقالت:-
– أيوا هروح مع تميم وهو هيعلمني كل حاجة، وربنا هيسامحني ويغفرلي لأن أنا مكونتش حاسه وأنا بعمل كدا..
قال محروس بذكاء:-
– دا الكلام إللي ضحك عليكِ بيه…
أمثالك ملوش غفران يا غفران، الغفران مش من حقك أصلًا..
إنتِ تعرفي إنتِ قتـ.لتي كام واحد وكام بنت..
إنتِ تعرفي يتمتي كام طفل..
وخربتي كام بيت..
وحرقتي كام قلب..
مش من حقك الغفران..
إنتِ المفروض تكفري عن ذنبك..
وأنسب حاجة تعمليها علشان تاخدي حق كل إللي أخدتي روحهم علشان تبقى النهاية عادلة يا غفران..
إنك لازم تريحي ضميرك..
الحياة مش لكِ يا غفران..
لازم تنتهي..
ولو أنا منك ترمي نفسك من فوق التلّ ده علشان ترتاحي وتاخدي حقهم كلهم..
قال الجملة الأخير وهو يُشير نحو أحد التلال المرتفعة..
ارتعبت غفران وارتدت للخلف بجسد مرتجف وهلوسات ومقتطعات سريعة تهاجم عقلها بلا رحمة..
وجوه ضحايها بتجمعون أمام عينها وصوت والدها وكلماته تتردد بأذنها..
اُقتلع قلب تميم برعب وهو يُحرك رأسه بجنون ويصيح:-
– متخافيش يا غفران أنا معاكِ وافتكري إن ربنا معاكِ..
غفران متسمعيش كلامه دا شيطان، مش كل مرة هيتغلب عليكِ ويسيطر عليكِ لازم تبقي أقوى..
هو بيخوفك وعايز يخلص منك..
يلا يا غفران قربي مني وجيبي إيدك..
قالها برجاء وهو يقترب منها عندما لاحظ ابتعادها..
– غفران هتسيبي تميم..
غفران حبيبتي إنتِ مرتكبتيش أي ذنب بس لو نفذتي إللي بيقول عليه هتكوني كدا بتعملي الذنب الأكبر..
التفتت للخلف وهي تنظر للتلّ بأعين مليئة بالدموع والخوف والألم..
تحركت بظهرها عازمة على الخلاص وإن كان نحو الهاوية..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تربصت بي أعين قاتلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى