روايات

رواية تراتيل الهوى الفصل السابع عشر 17 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى الفصل السابع عشر 17 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى الجزء السابع عشر

رواية تراتيل الهوى البارت السابع عشر

تراتيل الهوى

رواية تراتيل الهوى الحلقة السابعة عشر

رد تاج بصدمة: وصلتِ مصر؟
ردت روفان بعتاب: أيوا علشان تعرف أنك هامنني ومش زي ما أنت قولت وروفي زعلانة منك خالص يلا تعالى صالحني.
ردد تاج ببلاهة: اجي فين؟
زفرت روفان بضيق: تيجي تقابلني يا تاج! مالك كدة مش على بعضك؟
أجاب تاج وهو مازال يستوعب حديثها: مش أنتِ كنتِ في رحلة مع صحابك ورفضتِ تيجي مصر دلوقتي؟
أجابت روفان: أيوا بس مقدرتش أبعد عنك أكتر من كدة وأنت وزعلان وبعدين الرحلة كانت مملة جدا واتخانقت معاهم وسيبتهم.
رد تاج ببرود: قولي كدة بقى! أنك رجعتِ علشان زهقتِ مش علشان وحشتك.
ردت روفان بانزعاج: تاج! مش كل شوية هتضايقني بكلامك إحنا لازم نتقابل ونتكلم، بس مش هينفع دلوقتي لما أرجع لازم ضروري نتقابل علشان نتكلم في اللي حصل.
قال تاج باستغراب: ترجعي من فين؟ مش أنتِ وصلتِ مصر؟
أجابت روفان بدلال: أيوا بس بابي مسافر الساحل وواخدني معاه احتفالًا برجوعي وهيعمل حفلة هناك كمان علشان شغله.
صمت تاج ولم يرد أن يجيب بسبب غضبه فتابعت روفان: كان نفسي تحضرها أوي بس طبعا أنتوا لسة متعرفتوش فمش هينفع لما أرجع بقى كل حاجة هتتحل، يلا مضطرة أقفل علشان بابا بينادي عليا عايزني مع السلامة يا حبيبي.
ثم أغلقت الهاتف قبل أن يرد فنظر تاج للهاتف بتعجب ووضعه في جيبه، أزمة جديدة هو ليس بحاجة لها ظهرت في طريقه، تضايق من تفكير روفان السطحي الذي هيأ لها أنهم سيعودون ببساطة لبعضهم بعد شجارهم الأخير وقد فضلت عليه رحلة مع صديقاتها كما سيواجه أزمة إخبارها مسألة زواجه من سروة.
بالتفكير في سروة أخبر تاج أمير بأن يسرع لمنزله، قلق من أن تستفيق سروة قبل عودته للمنزل وكيف ستتصرف حينها وقد حذر الطبيب من تصرفاتها وفقًا لحالتها النفسية.
سروة….شرد في التفكير بها وبما أخبرته إياه قبل أن تنهار، لا ينكر صدمته حتى الآن مما سمعه منها، كيف عانت كل تلك المحنة وحدها؟ بدون أن تخبر أحدًا وقد ظن الجميع أنها آثمة وقاموا بلومها بقوة، لقد تحملت وكابدت ذلك كله وحدها، ازداد ضيقه من نفسه حين تذكر معاملته لها والكلام الذي قاله لها.
وصل للبيت فودع أمير قبل أن يصعد للبيت راكضًا، ولج للمنزل وهو يتجه للغرفة بخطوات واسعة، ما إن فتحها ووجد أن سروة مازالت نائمة زفر براحة ثم أغلق الباب بهدوء وتقدم ليجلس بجانبها.
أمسك بيدها وهو يحدق إليها بعطف وشفقة على ما حل بها، شعر بغصة تؤلم حلقه بشدة حين يتخيل حجم معاناتها.
بدأت سروة تستفيق فاعتدل تاج بسرعة، حين نظرت له سروة ورأته يمسك بيدها، نفضت يده بعيدًا بشدة ثم نهضت وهى تعتدل.
قال تاج بتردد: سروة أنا..
قاطعته سروة بوجوم: مش عايزة أسمع حاجة، اسكت خالص.
قال تاج بإصرار: سروة أنا غلطت أنا عارف بس أنتِ لازم تسمعيني وأنا كمان لازم اسمعك أنا عايز اسمعك!
لم ترد عليه سروة وهى تحدق أمامها، فجلس تاج أمامها وهو يمسكها من كتفيها ويقول باستياء: سروة لو سمحتِ بلاش كدة، خلينا نحلها مع بعض! أنا معاكِ ومش هسيبك.
نظرت له سروة باستغراب وهى تزيح يديه من عليها: معايا؟
أومأ برأسه مؤكدًا: أيوا صدقيني أنا مش هسيبك.
ضحكت سروة بشدة حتى نظر لها تاج بشك، كانت تضحك بشكل هيستري فلم يجد تاج ُبد من أن يصفعها على وجهها حتى تتوقف.
وضعت يدها على خدها وهى تبتسم له: تعرف مش أول قلم اخده، بابا لما عرف أني حامل ضربني لأول مرة في حياتي ضربني جامد أوي لحد مبقتيش أحس بأي حاجة تانية.
نظر لها تاج بريبة لم يطمئن لحالتها فقال بتوتر: أنا هقوم أجيب لك مية.
أحضر لها كأس ماء وناوله لها فأمسكت به منه وألقته بشدة على الأرض ليتحطم كليا.
قالت سروة بحقد: متعملش نفسك قلقان عليا أنت آخر واخد ممكن تهتم أصلا!
تكلم تاج بحدة: يا سروة اسمعي أنتِ نفسك متكلمتيش ليه؟ مقولتيش حاجة ليه وسبتينا كلنا نفكر فيكِ كدة!
صرخت سروة: علشان كنت خايفة! كنت خايفة أوي منه!
رد تاج بغضب: لو كنتِ قولتيلي كنت محيته من على وش الأرض قبل ما يفكر يعمل حاجة! أو حتى تبلغي عنه.
هزت رأسها بقوة وهى تبكي: أنت مش فاهم حاجة، مش فاهم!
قال تاج بإحباط: طب ما تفهميني! فهميني بدل ما أنتِ سايبانا كلنا كدة!
نظرت له سروة نظرة مُحملة بالهزيمة والألم هزته داخليا وهى تتحدث بألم: أنت متخيل اللي أنا فيه؟ أنا واحدة حياتي كلها اتقلبت واتدمرت في لحظة، لحظة قررت فيها أرفض إنسان مش عايزاه ولأني عندي كبرياء عالي كنت شايفة إزاي واحد زي ده يفكر يتقدم لي أصلا علشان كدة رفضته وطردته من البيت ولما وقفني تاني قولتله كلام قاسي قرر ينتقم مني بأبشع طريقة، أنت عارفة أنا مبلغتش ليه؟ أيوا أنا كنت خايفة منه بسبب الفيديو اللي معاه لكن مكنش ده السبب الوحيد اللي وقفني.
صمتت قليلا قبل أن تتابع وهى تحدق للأرض: أنا مقدرتش أشوف نفسي ضحية يا تاج! مقدرتش أروح وأبلغ لأني خوفت على شكلي قدام الناس! أيوا كنت أنانية وخوفت إزاي ممكن الناس تبصلي، مكنتش عايزة حد يشوفني ضحية!
أنا طول عمري قوية الناس بتبصي لي باحترام وبتعملي حساب، بحلم بمكان أعلى من مكاني وأبقى البنت اللي الكل بيشوفها من بعيد ويشاور عليها بانهبار، بس لما الكل يعرف هيبقى شكلي إيه؟ يا ترى هيبصوا لي بشفقة؟ صعبانة عليهم؟ ولا هيلوموا عليا؟ وبدل ما أبقى سروة القوية اللي محدش بيقدر يقرب لها أبقى الضحية المكسورة المهزومة قدامهم؟ شوية منهم هيشاور عليا بحزن وهيعطف عليا وشوية هيشاور عليا وهو قرفان مني وأكيد بيلوموا عليا ده غير اللي هيبقى شمتان فيا!
اقتربت منه وهى تحدق له بخذلان: أنا مبلغتش لأني كنت أنانية يا تاج! كنت أنانية وخايفة على شكلي وشكل بابا قدام الناس، أنا كنت أنانية أوي لدرجة أني قرفت من نفسي!
أمسكت بياقة قميصه وهى تهزه بعنف: فاكر لما قولتيلي أني مليش قيمة يا تاج! أنا كنت بشوف قيمتي عالية أوي! يوم ما قولتيلي كدة حسيت إني مجرد زبالة بجد! بس أنا كمان كان عندي أحلام يا تاج! كان عندي أحلام زيك كنت بحلم أبقى أخد الدكتوراه وأنجح! أنا كنت بحلم أنا كمان يا تاج وعندي حياة زيك! أنا كان ليا قيمة يا تاج!
انهارت سروة عند قدميه وهى تبكي وتشهق بانهيار وصوتها يعلو بمقدار ما يحمله قلبها من ألم.
كان تاج يقف جامدًا ولم يلاحظ الدمعة التي انهمرت على خده صدمةً وذهولًا مما سمعه، نظر لسروة عند قدميه بحزن وألم ثم هبط لها وركع على ركبتيه أمامها وضمها له بشدة، حاولت سروة أن تبتعد عنه وهى ترفض عناقه ولكن ظل متمسكًا بها بشدة حتى استسلمت سروة وهبطت يديها حانبًا، ضمها تاج له أكثر وهو يدفن رأسه في عنقها وقلبه يتمزق من صوت بكائها.
حين هدأت سروة أبعدها تاج وهو يضع يمسك وجهها بين يديها حتى يجعلها تنظر في عينيها.
حدق إلي عينيها بشدة وهو يقول بتأكيد: خلي ده في دماغك أنا معاكِ يا سروة وهجيب لك حقك، حياتك مدمرتش اللي عمل كدة أنا هخليه يتمنى الموت كل لحظة وأنه عمره ما اتولد أبدا! بس أنا هفضل دايمًا جنبك وهدعمك، مش هتخلى عنك أبدا.
كانت تنظر له ببؤس كأنها لا تصدق حديثه فكرر مجددا بثقة أكبر: مش هتخلى عنك.
ثم قبل جبينها وعانقها مجددا بشدة وهو يُحكم ذراعيه حولها، بتردد وبطء أسندت سروة رأسها على كتف تاج ودموعها تنهمر بهدوء.
كانت ضعيفة بشكل لا يُصدق في تلك اللحظات ووحيدة، أغمضت عينيها تشعر وكأنها منفصلة عن هذا العالم كله.
همست بلا وعي منها: متسبنيش.
فتح تاج عينيه على همسها الذي تمكن من سماعه بصعوبة، مسح على شعرها بحنان وضمها أكثر له وهو يعدها برقة: متخافيش، عمري ما هسيبك أبدا.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تراتيل الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى