روايات

رواية تالا وآريان الفصل السابع 7 بقلم مارينا عبود

رواية تالا وآريان الفصل السابع 7 بقلم مارينا عبود

رواية تالا وآريان الجزء السابع

رواية تالا وآريان البارت السابع

تالا وآريان
تالا وآريان

رواية تالا وآريان الحلقة السابعة

مرت ساعات طويلة وأنا مستنياه، بصعوبة أقنعت والدتُه وجدته يناموا، كنت واقفة في البلكونة وأنا بدعيله ومنتظراه يرجع، ابتسمت بفرحة كبيرة لما لمحته بيركن العربية، نزلت وأنا بتنطنط على السلم كأني طفلة مُنتظره رجوع باباها للبيت، فتحت الباب وابتسامتي وفرحتي اتبخرت أول ما شوفتُه ساند نفسُه على الباب ودراعه متصاب، شهقت وقبل ما اصرخ لقيتُه حط إيدُه على بؤقي وهز رأسه بلا.
– هششش.. اهدي أنا كويس متخفيش، بس خديني على فوق لأني محتاج ارتاح.
هزيت رأسي بخوف وقلق وأنا حاسه بغصه في قلبي وأنا شايفاه بالحالة دي، لفيت دراعه حوليا وسندتُه لحد فوق، قعدتُه على السرير وأنا بعيط، فرد جسمُه على السرير بتعب وبصلي بابتسامة لطيفه تشبه لُه، حتى وهو تعبان قمر برضوا.
– مُمكِن تقولي إيه إللي حصل معاكَ؟ وازاي اتصاوبت الإصابة دي؟
قولتها وأنا بعيط وببص لدراعه المجروح ومربوط بشال مليان دم، قُمت وجيبت علبة الإسعافات وبدأت اعقم الجرح.
ابتسم ومسح دموعي، وقال بمرح:
– ده مُجرد خدش بسيط من رصاصه كانت على وشك تخلص عليا.
اتعصبت ورزعت علبة الإسعافات على التربيزة بعد ما خلصت.
– أنتَ كده بتهديني ولا بتقلقني أكتر!!
ضحِك وشدني لحُضنُه فرجعت اعيط، اتنهد وقال بنبرة مليانة حنان:
– متقلقيش من أي حاجة، ده مُجرد خدش بسيط، وبصراحة أنا مكُنتِش ناوي أرجع البيت علشان محدش يقلق، بس مهانش عليا اسيبكِ لوحدكِ.
– أنتَ مجنون! أنا كنت هموت من قلقي عليكَ، وكنت حاسه أنه في حاجة معاك لأنك مكُنتِش بترد على مكالماتي، ولو كُنت سيبتني لدماغي ومرجعتِش كان أكيد هيحصلي حاجة.
كنت بشهق وبعيط زي الأطفال، دي المرة الأولى اللي احس فيها بالخوف بالشكل ده! ، متكلمش! فضل بيبُصلي شوية وبعدين ضمني لحُضنه، رفع كتفه المجروح وسند رأسي على صدره، فضل يحرك إيدُه في شعري بحنان، وقال بأسف.
– أنا آسف، مكُنتِش حابب اشوفكِ بالحالة دي…
باس جبيني وكمل برجاء:
– تالا علشان خاطري بطلي عياط، صدقيني الموضوع ميستاهلش كُل الخوف ده! ده مجرد جرج بسيط ويومين وهيخف.
رفعت رأسي ليه فابتسم وهز رأسه يطمني، ابتسمت بحُب ورجعت سندت رأسي على صدرُه، حضنه كان كفيل يطمني، كُنت متبته فيه وكأني طفل كان ضايع وأخيرًا رجع لبيتُه، أنا بقا عندي خوف من فكرة أنه مُمكِن ييجي يوم واخسرُه بسبب شغلُه!
– تالا أنا مُمكِن أسألكِ سؤال؟
– اكيد، اتفضل أسأل.
اتنهد تنهيدة طويلة وقال بهدوء:
– تالا أنتِ بتحبيني؟
بلعت ريقي وبصيت لُه، عيونه كانت ثابته عليا، مكنتش عارفة اجاوب على سؤاله، اتوترت وقلبي دقاتُه بقت مسموعة، كُنت بفرُك في إيدي بتوتر، ابتسم وحضن كفوفي بين إيده وقال بهدوء.
– اهدي يا تالا، الموضوع مُش محتاج التوتر ده كُله! أنا كمان لحد دلوقتِ مُش قادر احدد مشاعري اتجاهكِ، بس كل إللي اعرفُه انه أنا ببقا مبسوط بوجودكِ جنبي، واتمنى توعديني أنه مهما حصل بلاش تخلى نفسيتكِ تتعب بسببي، يعني بلاش تفضلي طول الوقت عايشة في خوف بسببي، مش عايز العيون دي تدمع لأي سبب من الأسباب، أنا عاوز مراتي قوية وقلبها جامد، متنسيش أنكِ متجوزه بطل ميتخفش عليه.
قال آخر جُملة وهو بيشد لياقة بدلته بغرور وفخر، ضحِكت على طريقتُه وقربت حضنتُه، وقولت بحُب:
– آريان أنا معرفش الشعور إللي بحس بيه اتجاهكَ هو إيه! بس اللي اعرفُه اني بحب وجودك اووي، بفرح لما بشوفك مبسوط، لما بتكون جنبي ببقا عاوزه طول الوقت احضنك ومطلعش من حُضنك، أنا بحب قلبك الجميل، خوفك عليا واهتمامك، حنيتك حتى وقت ما بتكون متعصب ومضايق، واحساسي بالأمان والدفاء بوجودك، آريان لو إحساسي ده حب! يبقا أنا واقعة ودايبه في حُبك ومش عاوزك تبعد عني.
شدد على ضمته ليا، رغم إحساسي أنه ضلوعي هتتكسر بين إيديه بس كنت مبسوطة، مبسوطة اووي وحاسه إني فراشة رقيقة بتحلق بجناحاتها في الجو.
– صحى النوم يا ست الحُسن.
فتحت عنيا لقيتُه واقِف قُدامي بطلتُه الحِلوه، هو كُل يوم هيحلو كده!!
– هو مين ده يا تالا.
اتقلبت وقولت بنوم:
– أنتَ طبعًا يا عيون تالا
ثواني وفتحت عيوني وشهقت بفزع أول ما سمعت صوت ضحِكتُه وادركت الموقف، افتكرت الكلام إللي قولتهولُه إمبارح وإللي حصل بينا، اتكسفت ووشي احمر وبعدت نظراتِ عنه فابتسم ومسك دقني ولف وشي ليه.
– قومي اجهزي علشان هنطلع مشوار سوأ.
قام وأنا ضحِكت بكسوف، معرفش أنا ازاي فتحت قلبي واعترفت لُه بكُل المشاعر إللي جوايا ليَ! أنا لساني ده محتاج قطعه بجد.
– ده إيه الجمال ده على الصبح!!
قالتها تيتة وفاء أول ما شافتني، ابتسمت وقربت حضنتها فشاورتلي أنه هو مستنيني بره، طلعت وأنا لابسه فستان احمر لطيف يشبه لأميرات ديزني، أول ما شافني ابتسم وفتحلي العربية، ابتسمت وركبت وهو ركب جنبي وبدأ يسوق، مسكت كتفه وأتكلمت بقلق:
– طمني كتفك بقاا احسن؟
ابتسم وباس كف إيدي:
– متخفيش، أنا كويس.
– الحمدلله، خلى بالك من نفسك أكتر.
– حاضر، علشان خاطر عيونكِ حاضر.
ابتسمت وفضلت ببُص من شباك العربية، الجو كان لطيف اووي، حسيت بإيدُه بتمسك إيدي، ابتسمت وشبكت إيدي في أيدُه وبصيت لُه بحب، طول الطريق كنا ساكتين، مكُنتِش عارفة هو واخدني على فين! العربية وقفت قدام مكان كبير وحوليه جنينة، بصيت لُه باستغراب فشاورلي انزل.
– المكان ده محدش يعرفُه غير جدتي واخوكِ نائل، بمعنى تانى المكان ده محدش يعرفُه غير الناس القريبين لقلبي وبس.
– وأنا من الناس القريبين لقلبك؟
– طبعًا! تالا أنتِ في الفترة الصُغيرة إللي عشناها سوأ بقيتِ شخص عزيز على قلبي اووي، واظن أنكِ أهم شخص ممكِن يعرف سر المكان ده، تعالي معايا.
فرحت بكلامُه، صحيح هو مقالش أنُه بيحبني بشكل واضح، بس أنا واثقة أنه بيحبني زي ما أنا بحبُه ويمكن أكتر.
دخلت معاه، كان عبارة عن بيت كبير، بيت هادئ ولطيف اووي، كان فيه جنينة حلوه ومليانه العاب للأطفال، الأطفال كانوا متجمعين وبيلعبوا مع بعض، أول ما شافوه جربوا كلهم وحضنوه بحب كبير وهما مبسوطين، قربت ست كبيرة منه وقالت بلطف.
– نورت المكان يابني.
قام وحضنها بحب:
– المكان منور بيكِ وبالأطفال يا أمي.
ابتسمت وبصتلي بحب:
– أنتِ مرات آريان مُش كده؟
مسك إيدي وقربني مِنه، وقال بحب:
– بالضبط، تالا مراتي وإللي هتكون مسئولة عن المكان معايا.
ابتسمت بلطف وسلمت عليا، آريان اخدها وراحوا يتكلموا على انفراد في المكتب بتاعها، وأنا قعدت بره واتعرفت على الولاد، كانو لُطاف وكيوت اووي، كنت مبسوطة وأنا بسمع كلامهم عن آريان وقد إيه بيحبوه، عرفت منهم أنه هو صاحب البيت ده ومتكفِل بكل حاجة تخصهم، أنا حقيقي كل يوم بحب آريان أكتر عن اليوم اللي قبلُه.
– الظاهر أنهم حبوكِ بسرعة!
ابتسمت وأنا شايلة بنوته لطيفة على رجلي وبلاعبها:
– هما لطاف اووي يا آريان.
ابتسم وبَاس خد الطفلة بحب:
– فروحة حبيبتي روحي العبي مع أخواتكِ.
– حاضر يا عمو.
البنت حضنتُه بحب وجريت تلعب مع باقي الولاد، بص لطيفُها بحب وقعد جنبي:
– كل طفل هنا ليه معايا ذكرى حلوه يا تالا، لو جه في يوم وحصلي أي حاجة هيكون المكان ده في أمانتكِ، المكان ده غالي اووي على قلبي يا تالا، أنا حاولت اعمل كل جهدي أنه مفيش طفل منهم يحس أنه وحيد او يحس بغياب أهلُه، أنا بحبهم اووي، بحس أنهم عيلتي التانية وهما كده فعلًا.
شبكت إيدي في إيده وسندت راسي على كتفه:
– آريان أنتَ وجودك شىء جميل ومهم في حياة كُل الناس اللي حوليك، أنتَ رغم كل ظروفكَ الصعبة قدرت تسيب أثر جميل ولطيف اووي في حياة كل إللي يعرفوك، وأنا فخورة إني مراتك.
ابتسم وقام وقف ومدلي إيده:
– أنا صعب عليا ارد على كل كلامك إللي بتقوليه ليّا، لأني للاسف أنا شخص مش بيعرف يرد على الكلام الحلو او يعبر عن مشاعره بس في حاجة لأزم تتأكدي منها وهي أنكِ إنسانه غالية اووي على قلبي.
حطيت إيدي في أيده وقُمت وقفت قُدامُه:
– أنتَ صحيح مبتعرفش تعبر عن مشاعرك، بس نظرات عنيك كفيلة توصلي كُل المشاعر والكلام إللي أنتُ مش قادر تقولُه.
ابتسم وشوفت لمعة جميلة في عيونه، سلمنا على الولاد وخرجنا، اخدني وروحنا مطعم كان جميل اووي والاجواء فيه هادية، فضلت ارغي معاه عن حياتي وطفولتي وهو كان قاعد بيسمعني بإهتمام شديد، كنت مبسوطة أنه وأخيرًا لقيت وقت اقعد فيه معاه بسبب ضغط شُغله، وكنت مبسوطة وفرحانه أكتر وهو بيشاركني كل حاجة حتى لو كانت بسيطة.
********
– تالا، تالا قومي بسرعة.
قمت مفزوعة وبصيت له:
– في إيه يا آريان؟
– معرفش أنا معرفش، أنا نزلت علشان اطمن على جدتي لقيتها واقعة في الارض ومغمى عليها، تالا تعالي شوفيها بسرعة لو سمحت
كانت بيتكلم وهو خايف، دي كانت أول مرة اشوفه خايف وبيترجف بالشكل ده! قُمت ونزلت معاه بسرعة، كان حاططها على الأريكة و والدتُه قاعده جنبها، قربت وشوفت نبضها وأنا مرعوبة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تالا وآريان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى