رواية بين عالمين الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل
رواية بين عالمين الجزء السادس
رواية بين عالمين البارت السادس
رواية بين عالمين الحلقة السادسة
ابتسمت وبصيت لأصلان وعلى ابرار اللى برغم انها طيف الا ان جمالها لا يقل عن جمال كل حاجة حواليا فى شيء، اتعاملت وكأني ببارك مثلا لواحدة جارتي:
– الف مبروك، تتهنوا ببعض يارب.
ضحك اصلان وابرار، وضحكوا كلهم على كلامي، كمل الملك كلامه معايا وابتدا يعرفني على كل الموجودين تقريبا وفى نهاية التعارف قال:
– دول يا فيروزة عائلتك التانية، دلوقتي بقى نقدر نتكلم واقولك اللى ينفع تعرفيه.
فرحت زى العبيط بأن اخيرا الفرص كلها بتتحط قدامي، اتحرك الملك، واتحرك اصلان وراه وانا وراهم، لكن ابرار مع باقى الحضور اختفوا وسط الامواج، بصيت عليهم تاني يمكن اشوف لهم اي اثر لكن هما اختفوا تماما وكأنهم مكانوش موجودين اصلا، دخلنا قاعة كبيرة فيها صفوف كراسي من نفس الكريستال، وفى مقدمة الصفوف فى النص الكرسي الخاص بالملك، قعد هو الاول وشاورلنا علشان نقعد، كنت بتفرج على كل حاجة حواليا بأعجاب ميتوصفش، اتكلم وقال:
– فيروزة، العالم بتاعنا بيظهر للي ربنا اراد انه يظهرله وبس، حتى احنا ككائنات خفية عن عيون البشر مش ممكن نظهر الا لو ربنا هو اللى اراد ده، وزى ما فينا شياطين خبيثة…فينا كمان الملزمين بتتبع خطوات الخير، وجدك كان من البشر اللى بتحب الخير، صبر على اختبارات ربنا له وميأسش وكان عنده قناعة بأنه هيساعده، وعلشان كده احنا تواجدنا فى حياته…
رديت عليه بسعادة وفخر بجدي:
– كنت بتمنى اشوفه واتعرف عليه، بسمع عنه حكايات كتير…
الملك بمقاطعة:
– جدك من كان هو وكيلنا فى عالم البشر، جندي من جنود الله احنا وهو كنا مسخرين لمساعدة اي شخص جواه خير وقلب سليم، ده امر ربنا وارادته، مش كتير اللى كنا بنظهرلهم لكن هما كانوا بيقدروا يوصلوا للعدد اللى اكبر من اللى ممكن احنا نوصلهم….مش علشان احنا منقدرش نظهر للبشر، بس لأن احنا فى كل سنة بنظهر لعدد محدد بس من الاشخاص، وهما دول اللى بيكملوا المسيرة بتاعتنا فى عالم البشر.
رديت وقولت:
– وايه هي المسيرة دي؟
كمل كلامه وقال:
– اننا نساعد الانسان انه يتغلب على وسوسة الشيطان، زى ما الشيطان خبيث ومهمته الوسوسة، احنا مهمتنا هي اقناع صاحب النفس الضعيفة بأنه لازم يتسقوى بالله وبأيمانه وميتبعش اهوائه وخطوات الشيطان، اه الشيطان خطواته مغرية احيانا…لكن نهايتها يا فيروزة جهنم وبئس المصير، سواء فى عالم البشر او حتى عالم الجن….متبعي الشيطان نهايتهم واحدة.
كنت مبسوطة جدا من كلامه، مش عايزاه يسكت، وتقريبا هو لاحظ ده واتكلم وقاللي:
– درجة نقاء قلبك وشفافية روحك كانت هي اقرب درجة لينا فى سلالة عائلتك البشرية من جدك، وعلشان كده انتي المطلوبة لينا، فيروزة اسمك فى العالم بتاعنا لأنه اسم يدل على نقائك، قيمتك الثمينة، شفافيتك..قبولك فى العالم بتاعنا وقبولك فى العالم بتاعكم، فيروزة يدل على انك جوهرة ثمينة لازم نستفيد من اهميتها.
طبعا الكلام اللى اتقال ده لو مش جوايا نسبة الرضا والقناعة بنفسي كان زماني اتغريت للدرجة اللى تخليني اركب ذنب بغروري، كلامه كان حلو جدا وحسيت انه مدح اكتر من انه تعريف للأسم، ابتسم وقال:
– هتقدري تواجهي الشيطان يا فيروزة؟
رديت وقولت بأستغراب:
– اواجهه ازاي يعني؟ اقابله؟
ضحك وقال:
– الشيطان فى عالم البشر بتقابلوه كل يوم، لو مش بهيئته الحقيقية لكن بمساعيه، عايزك تقوليلي هتقدري تواجهيه؟ هتقدري تساعدي ضعيف النفس على انه يقاوم ضعفه؟
رديت بثقة:
– اقدر ان شاء الله.
قاللي:
– اصلان هيساعدك فى انه بطريقة مش مباشرة يقربلك ضعيف النفس، حتى لو مش من اهل البيت…ولو من برة البيت، هتلاقيه ظهر فجأة قدام عنيكي وطلب مساعدتك، سيطرتك عليه فى انك ترجعيه لربنا لو كانت نفسه امرته بالسوء او ضعف، او يأس من رحمة ربك هتلاقي الدعم جايلك مننا علشان نزود طاقته بمجرد ما نحس من ناحيته بأنه بقى مستعد للبعد عن الطريق المُظلم، ومهما كانت محاولات الشيطان فى اضعافك وهزيمتك عايزك قوية، ربنا معاكي…وعشيرة الملك مذهب حواليكي ومعاكي وحُراس عليكي.
اتكلمت وقولت:
– طيب انا هعرف اعمل ده ازاي؟ هما اهلي هيسيبولي فرصة اتعامل مع الناس الغريبة؟
الملك:
– مش قولتلك انتي من نسل شريف، حتى لو مش هيكونوا عارفين مدى قيمتك عندنا، لكن هما كمان عندهم روحانيات عالية تساعدهم يحسوا بأنك مميزة وليكي رسالة تأديها..وهما عارفين ان سلالتكم لها رسالة على مر الزمان.
فرحت جدا وقولتله بحماس:
– انا جاهزة، ومستعدة، بس انا مش هاجي هنا تاني يعني؟
الملك مذهب:
– هتيجي اكيد تاني، وقت ما هيكون فيه ضرورة هتلاقي نفسك موجودة، ولكن احذري…ضعف نفسك ولو للحظة هيكون سبب فى تغيير مكانتك، احذري وحافظي على قلبك وعقلك يا فيروزة، واحذري تفكري فى اللى مش هيكون ملكك.
مش عارفة ليه حذرني لكن انا كده كده موافقة على كلامه، انا اصلا عمري الحمد لله ما بصيت لحاجة مش بتاعتي، ولا عمري طمعت فى حاجة مش هقدر امتلكها، كل اللى كنت عايزاه اني ابدأ انفذ، مش مهم اللى جاي قد ما مهم بالنسبالي اني اقدر اعمل حاجة استاهل عليها اني اكون فيروزة فعلا…فيروزة تستاهل كل الوصف اللى قاله عنها، واكيد مستحيل اسمح للشياطين بالسيطرة عليا ولو للحظة، هنا قطع تفكيري وقال:
– أصلان، تقدر ترجعها لبيتها، لكن عايزها تستمتع برحلتها للوصول للعالم بتاعها من تاني، عايزها تستمتع بما لا يساوي ركن من اركان الجنة بجمالها وخيالها علشان تعرف هي بتسعى لأيه.
ابتسم اصلان ونحنى برأسه بالموافقة على كلام الملك، اختفى الملك فى لحظة من قدامي زى ما اختفيت كل الاطياف وباقي العشيرة، التفت ادور عليه لكن اصلان قاللي:
– خلاص بقى متستغربيش، اتعودي على اوضاع العالم بتاعنا، استعدي بقى للرحلة بتاعتك.
ابتسامته كانت سِحر، لا قادرة اوصف مدى الجمال، ولا قادرة اوصف مدى قُبح الجن اللى اتحاكم، تحمست جدا وفجأة جسمي اترفع من على الارض وحسيت بهوا دافي جدا فى جسمي كان ممتع، واصلان كمان كان مش على الارض واتحركنا وكأننا على بُساط سحري، رجعنا للطريق اللى قابلت فيه ابرار من تاني وظهرت هي وكل العشيرة من بين الامواج مبتسمين وبيودعوني، كنت فى قمة قمة سعادتي، او اكبر من قمة السعادة بمراحل متتعدش، بعدنا عن الامواج وعن العشيرة وابتدينا نمُر على جناين فيها ورد من الدهب، الورد بغصونه من الدهب الاصفر، اتكلم اصلان وقاللي:
– الحديقة الخاصة بالملك مذهب، مع كل شخص هتساعديه وتنتهى مساعدتك له بالهدف المطلوب تحقيقه هيكون ليكي هدية من حدائق الملك مذهب.
قولتله بذهول وانا مستمتعة:
– هدية من جنينة الدهب دي؟
ضحك وقاللي بهدوء:
– من كل جنينة هيكون ليكي هدية، على مدار السنة يا فيروزة مع كل رسالة هتكون هديتك من حديقة مختلفة عن اللى قبلها، مش دهب بس.
كنت لسه هقوله:
– هو فيه اقيم من الده…..
قاطعني وصولنا للحديقة التانية، كانت من اروح ما يكون، نسيت الدهب وقيمته اللى كنت هتكلم عنها وانبهرت واتسحرت بجمال حديقة الفضة، ايوة الجنانين كلها كانت عبارة عن ازهار من احجار كريمة، مكانتش من الورود اللى بتدبل مع الوقت، لالالالا…ورود بألوان الاحجار الكريمة، بملمس الاحجار الكريمة، بقيمتها…لكن بروائح الورود الذكية الممتعة، يمكن وصفي يصورلكم ولو جزء من اللى بتكلم عنه، لكن الحقيقة اجمل بأضعاف الاضعاف لمئات المرات من اللى بقوله، مرينا على اكتر من عشر حدائق وكلهم يسحروا، وبرغم اني من جوايا كنت بتمنى اساعد غيري فى كل الاحوال حتى لو مكنش ظهرلي العالم ده، لكن الحقيقة بقى هدف بالنسبالي اكسب هدية من كل الجناين دي، كنز…كنزززز مفيش حاجة تساويه لما تكون هديتي زهرة من احجار ناس فى الدنيا كلها ممكن تعيش وتموت من غير حتى ما تشوف صورة حقيقية لحجر منهم، اه الدهب والفضة احنا عارفينهم وعارفين قيمتهم، لكن الاحجار التانية دي كانت بالنسبالي مجرد خيال واسماء…سواء زمُرُد او ياقوت، او حتى اللؤلؤ اللى كانت حديقته كأنها قاع البحر بالشُعب بتاعته، حجر الفيروز اللى بلونه حسسني اني اخدت منه قوة رهيبة كانت قادرة تزود متعتي وخيالي بطريقة غريبة، بعد ما خلصت الحدائق لقيت نفسي بقول لأصلان:
– انا ممكن فعلا اخد من كل جنينة من دول وردة؟
اصلان:
– طبعا ممكن، جدك قدر يعمل ده، فيه غيره فى نسلكم قدر يحصل على زهور من حدائق الملك، لكن محدش غير جدك الكبير قدر يختار من كل حديقة زهرة، وهو اللى طلب من الملك يكون اسمك فيروز.
رديت بأستغراب وانا عيني على كل حاجة بنعدي عليها:
– وهو اختار اسمي انا بالذات ازاي؟
اصلان:
– احنا حرس لنسلكم من عقود يا فيروزة، ومع اخر زهرة جدك اختارها قبل وفاته وبعد ما حقق كل اللى كان مطلوب منه واكتر طلب من الملك ان اللى هتاخد صفاته وسماته لو بنت يكون اسمها فيروزة، ولو ولد يكون اسمه عهد…وجيتي انتي وبقى اسمك يوم وصولك للدنيا شامية وفى العالم التاني ليكي فيروزة.
رديت عليه وانا بصاله بسعادة:
– انتم ازاي قادرين تتعاملوا مع الروعة والجمال ده كله كأنه امر طبيعي وعادي كده؟
أصلان:
– هقولك سر يا فيروزة…الجمال اللى انتي شايفاه ده كله..لأن ده اللى جواكي، لكن لو…………………..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين عالمين)