رواية بين عالمين الفصل الثاني عشر 12 بقلم هنا عادل
رواية بين عالمين الجزء الثاني عشر
رواية بين عالمين البارت الثاني عشر
رواية بين عالمين الحلقة الثانية عشر
– بيقولك جدك كرري (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) 76 مرة عند باب الاوضة.
اختفى طارق…ايوة طارق ابن هانم، معرفش ليه هو ولا ليه جدي يوصلي رسالة عن طريقه لكن هو ده اللى حصل، بس الفكرة كمان كانت فى اني مش نايمة، ازاي طارق يظهر فى اوضتي فجأة ويختفي؟ يعني هو ولا جه لأمه ولا شوفته من الاساس من اول اليوم، مستغربة اكيد لكن دلوقتي عندي حاجة اهم من كل اللى بستغربه، اعمل ايه علشان اقدر اطلع على السطح؟ اصل السطح اللى فوقه الاوضة مش فوق بيتنا علطول، ده انا لازم اطلع لمبنى السكان وده فيه بيني وبينه ممر وحوش كبير كمان، يعني مش هقدر اقول اطلع وانزل من غير ما حد يحس بيا، امي هتعرف ولازم كمان معملش حاجة زي دى من غير ما اسماعيل يكون عارف، طيب والحل بقى؟ قعدت افكر كتير وتفكيري موصلنيش لحل، قعدت وقت طويل فى اوضتي بردد الاية على امل ان اللى بعمله يكون صح، امي طلعت تطمن عليا وكان لازم اطلع اقعد معاها علشان متفضلش قلقانة عليا، بس كل تفكيري فى ميمونة واصلان اللى اكيد هي بتعذبه، مكنتش عارفة ازاي هما سايبينه ومش قادرين ينقذوه، اليوم فات وانا تايهة فى عالم تاني بعيد عن كل الناس اللى حواليا، امي شوية، ومرات عمي كمان جت، ولما ابوياي واخواتي رجعوا طلعوا يطمنوا عليا، واسماعيل جه واتغدينا كلنا سوا، وبعد اليوم ما فات وهل علينا الليل قررت اني اتكلم مع اسماعيل:
– عايزة اقولك على حاجة يا اسماعيل.
اسماعيل بأبتسامته الطيبة:
– قولي اللى انتي عايزاه يا شامية.
قولتله وانا قلقانة ميرضاش:
– عايزة اطلع على السطح شوية، من اول اليوم عايزة اقعد فى مكان مني للسما، مخنوقة وقلبي مقبوض وعايزة هوااااا وفضا.
قلق اسماعيل وعدل قاعدته وبقى قصادي:
– خير فى ايه؟ تعبانة؟ حاسة بحاجة؟ نروح الإسبتاليا….
قاطعته بأبتسامة:
– انا كويسة يا اسماعيل متخافش، بس مخنوقة مش اكتر، زهقت من حبستي فى البيت من اول الحمل.
ضحك وقاللي:
– ياسلام يا ست الستات، لو على السطح سهلة واسهل من السهولة كمان، ولو عايزة نطلع نتمشى على البحر كمان انا راضي ياستي، المهم انتي تكوني مرتاحة.
ابتسمت برغم القلق اللى جوايا من طيبته وحنيته عليا:
– ربنا يريح قلبك، كفاية عليا اطلع اقعد شوية على السطح بس اشم شوية هوا.
اسماعيل:
– طيب يلا بينا، انا هاجي معاكي.
اتوترت وخوفت عليه، بس طبعا مش هقدر امنعه، فعلا نزلت انا وهو من البيت بالراحة علشان ابويا وامي ميقلقوش اننا نازلين فى وقت زي ده، طلعنا ناحية السطح واول ما شوفت نور كئيب خارج من الاوضة اتقبضت وقولت لأسماعيل علشان ابعده عن اي شر ولو مؤقتا:
– اسماعيل، انا نسيت الشال بتاعي، حقك عليا والله نسيته…
اسماعيل:
– هروح اجيبهولك ولا يهمك.
قولتله علشان اعطله شوية برغم اني فعلا نسيت الشال بتاعي محلفتش كدب:
– ولو قدرت تجيب ملاية نفرشها ونقعد عليها يبقى كتر خيرك…وازازة مياه بقى.
ضحك وقاللي:
– بالراحة علينا شوية ياست شامية، كفاية طلبات، انا هنسى اللى طلبتيه.
ضحكت وقولتله:
– لاء، هتفتكر متقلقش، يلا بقى احسن فيه نسمة هوا سقّعتني.
ضحك وسابني ونزل وطلعت انا الكام سلمة الخشب اللى يطلعوني من اخر دور للسطح، ووقفت قُرب الباب بس مش سامعة اي صوت خالص، وابتديت اردد الاية، ارددها وانا من جوايا بترعش من الخوف والقلق، برددها وسامعة صوت من جوة بيعوي بضعف مع التكرار، وكل ما اكرر الاية صوات العواء يعلى، كنت خايفة حد يسمع، لكن اللى خلاني استمر صوت اصلان لما قال:
– زيديها…زيديها…
لما سمعت صوته قلبي دق جامد، لكن اترعبت لما شوفت ضوء جامد ضرب فجأة برة شباك الاوضة وخيال اللون يقول ان مصدره شعلة نار، شهقت وكنت هصرخ لكن قاللي بألم:
– زيديهااااا…استمري، كملييييييييييييييييييييي.
قالها بصرخة وصوت عوائها بيعلى غطى على صوته، وفجأة قبل ما اوصل لاخر مرة فى الترديد للأية، طلعت من الاوضة ومش من الباب، انا لقيتها قصادي واقفة شكلها مرعب ومخيف جدا، بصالي بغضب وبتقولي:
– عايزة تحرقيني يا ملعونة؟
رددت اخر مرة للأية ولقيتها وقعت قصادى على الارض وبتزحف علشان توصل لرجليا، لقيته خارج من الاوضة وبيحاول ميقعش، وهو بيقولي:
– ارجوكي استمري.
كان بيقولها وهو بيقع على الارض وانا بحاول اركز فى التكرار ومركزش فى اللى بتزحف ناحيتي وانا مش عارفة هي ناويالي على ايه، كررت الاية وهي بتتألم قدامي وحركتها فى الزحف بتبطأ اكتر وهو بيرجع لقوته بالتدريج لحد ما لقيته اختفى من قدامي فى لحظة، وفى الوقت ده وصل اسماعيل ومعاه الشال والملاية واول ما شاف المنظر عيني كانت بتوصف كل الذهول اللى جواه، لقيت نفسي بقوله بسرعة:
– ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) قولها يا اسماعيل.
ابتدا اسماعيل يقرب مني وهو بيرددها وهي حجمها بينكمش، وانا برددها ومن جوايا حاسة برهبة ورعب مالهمش وصف، لكن فكرة ان اصلان مش موجود دلوقتي مريحاني شوية، مش عارفة هو رجع مكانه ولا لاء، بس رجوعه لقوته مطمناني شوية، صوتها كان مؤذي جدا لكن مستغربة ان محدش سامعها ولا حس بوجودها غيرنا، مع تكرار الاية وانكماش حجمها اختفيت بعد ما سابت مكانها كومة من الرماد ريحتها لا تُطاق، كان لسه اسماعيل هيتكلم قولتله بسرعة:
– يلا نرجع، خلينا ننزل يا اسماعيل.
سحبني من ايدي ونزلنا واحنا كل لحظة نبص للأوضة ونبص مكان ما سيبناها، لحد ما نزلنا وطلعنا على بيتنا وقفلنا بابنا علينا، اتكلم اسماعيل بقلق:
– ايه اللى حصل دلوقتي ده يا شامية؟ ايه اللى شوفناه ده؟ هو فيه كده بصحيح؟ انا كنت فاكر الحكايات دي حواديت بتاعت جدي وخلاص.
كنت حاسة بتعب فى بطني ومش عارفة حتى ارد اقول ايه، مش عايزة اكدب ولا اقوله اني معرفش بوجودها، وفى نفس الوقت مش قادرة اقول اي حاجة تخص المملكة ولا طريقى ولا اني مفتاح للعالم بتاعهم، لقيته بيقولي ولسه مندهش:
– معقول بيتنا تحته اللهم احفظنا بجد؟ انا عمري ما كنت مصدق ده.
حسيت بالوجع بيزيد وصرخت وانا بقوله:
– بطني بتتقطع يا اسماعيل، الحقني…..
سكت وجرى عليا وهو بيحاول يطمن عليا لكن انا قولتله:
– انزل اندهلي امي.
كان محتاس مش عارف يعمل ايه، طلع من على باب الشقة بتاعتنا ونده على اخواتي ولما تحت سمعوا صوته كلهم طلعوا يجروا، شافوني قاعدة على الارض بتألم وكلهم اتخضوا عليا، جرى ياسين اخويا يجيبلي الحكيم اللى ساكن فى البيت اللى قصادنا، وامي وابويا وطارق واسماعيل ملمومين حواليا مش عارفين يعملولي ايه، امي بصيت عليا من غير ما تكشف جسمي بس بصيت على هدومي فكّرت اني بسقط، لكن قالت بهدوء:
– الحمد لله مفيش سقاطة ان شاء الله، انتي تعبتي نفسك فى ايه بس يا شامية؟ انا مش قايلالك متتحركيش؟
رد اسماعيل وكان هيحكي اللى حصل لكن انا قاطعته:
– والله ياما ما تعبت نفسي، انا مشيلتش قشاية فى البيت، حكمة ربنا بقى.
ابويا بأنفعال:
– اسكتي بقى يا ام طارق مش وقت نأوذة(لوم يعني)، نطمنوا عليها الاول.
فعلا مفاتش كتير وكان الحكيم جه مع ياسين وكشف عليا وطمنهم وقال:
– هي زى الفل، بس بتدلع عليكم شوية.
اطمنت وكلهم اطمنوا، رد ابويا وقال للحكيم:
– والله احنا مدلعينها من غير حاجة، مالهاش لازمة توقع قلوبنا كده عليها يا حكيم، قولها.
ضحك الحكيم وقاللي:
– متخوفيهمش عليكي، انتي زى الفل، ارتاحي بس ومتجهديش نفسك فى حاجة.
امي:
– انا هاخدها تقعد تحت قصاد عيني، يعالم بتعمل ايه فى البيت واحنا مش شايفينها.
اسماعيل بص ليا بلوم لأن كلام امي يقول انه ممكن يكون بيتعبني او بيطلب مني طلبات هي السبب فى اللى جرالي، مع ان الدكتور قال مفيش حاجة، لكن هي مش مقتنعة، رديت انا وقولتلها:
– ياما ده انا حلفت ليكي ما بشيل قشاية من مكانها، اسماعيل كتر الف خيره هو اللى بيخدمني كمان مش انا اللى بشوف طلباته.
الحكيم طمنهم عليا تاني واستأذن يمشي وطلع ياسين وطارق يوصلوه، وامي وقفت قالت لأسماعيل وابويا:
– يا تنزلوهالي تحت، يا انا هقعد معاها هنا.
ابويا كان لسه هيتكلم، رد اسماعيل وقال:
– اللى يريحك يا مرات عمي، لو ده هيطمنك اني مش بشقيها فى البيت شوفي اللى يريحك واعمليه.
كان بيقولها وهو زعلان من شكها فيه من ناحيتي، لكن مرضاش يقول اي حاجة حصلت لما حس اني مش عايزة حد يعرف، ابويا اتكلم بلوم لأمي وقال الكلام اللى جوزي مقدرش يقوله:
– يا ام طارق عيب عليكي، اش حال جوزها شايلها على كفوف الراحة كنتي عملتي ايه؟ بنتك فى شقتها ويطلع النهار اقعدي معاها لحد ما تنام وبعدين انزلي، لكن متسيبش بيتها وتنزل.
امي طبعا الكلام كتير جواها لكن هي فهمت ان اسماعيل اتضايق، علشان كده اختصرت اللى عايزة تقوله:
– يا ناس بنتي وخايفة عليها، الخوف ع الضنا حُرُم ولا ايه؟ انا مقولتش جوزها مشقيها ولا حد تاعبها، انا عارفة بنتي هي اللى مش بتريح روحها.
رد اسماعيل وقال:
– ولا يهمك يا مرات عمي، حقك، شوفوا اللى يريحكم واعملوه، انا يهمني انها تكون بخير.
رديت انا اخيرا بعد ما لقيتهم كلهم سكتوا:
– معلش ياما، مبقيتش ارتاح غير فى فرشتي، سيبيني انام فى سريري ومن صباحة ربنا انزلك.
امي بأستسلام:
– دلوقتي بقى ده سريرك يا شامية؟ ماشي يابتي، خليكي فى بيتك وانا اللى هطلع ليكي، متنزليش ولا تطلعي بقى ريحي روحك الله لا يسيئك.
بعد اخد وعطا كتير اضطروا ينزلوا بعد ما اطمنوا اني بقيت احسن وهنام، لكن اسماعيل فضل طول الليل صاحي انا حاسة بيه لكن عملت نايمة لاني تعبانة او مش قادرة اتكلم واحكي اللى حصل، ولأول مرة من يوم ما اتجوزنا افضل عاملة نفسي نايمة لحد ما اسماعيل نزل من البيت، جت هانم فتحلها الباب ودخلت وهو نزل علطول وطلب منها تسيبني نايمة مرتاحة، لكن اول ما سمعت صوت امي مع هانم برة وسمعت انها بتكرر لأمي اللى قاله اسماعيل ارتاحت انهم هيسيبوني لواحدي شوية، محتاجة اخد نفسي وافوق من اللى شوفته امبارح، ومفاتش وقت طويل الا ولقيت ابرار ظهرت قدامي وهي بتقولي:
– هتبقى كويسة يا فيروزة…متخافيش.
رديت عليها بعد ما اتخطفت مع ظهورها فى البداية وقولتلها:
– فكرتك اللى ما تتسمى، مخافش ايه؟ انتم ازاي تسيبوني لواحدي؟ ازاي تسيبوا اصلان لواحده معاها؟ لو كنت خوفت ولا مقدرتش اعمل حاجة كان ايه اللى هيجرى؟
ابتسمت وقالتلي:
– الحب اللى جواكي كان هيقويكي يا فيروزة.
سكت انا وقلقت، ازاي عارفة ان قلبي بيدق لجوزها وبتتكلم بالهدوء ده؟ لكن كملت وقالتلي:
– الملك عايزك، شايفة انك تقدري تيجي معايا دلوقتي، صح ولا لاء؟
رديت بسرعة وانا ببص على باب اوضتي وقولتلها:
– صح، بس استنيني اطلع اشوف حاجة اخلي امي متدخلش عليا الاوضة لحد ما ارجعلهم.
ابتسمت وقالتلي:
– خليها تنزل بيتها، قوليلها انك هتنزلي ليها كمان شوية، وقوليلها تخلي هانم تنضف اوضتك اللى تحت لحد ما تنزلي.
ارتاحت انها قدرت تديني فكرة امشي بيها امي وهانم من البيت علشان اقدر انزل معاها، طلعت لامي وقولتلها واقنعتها بالعافية اني انزلها تحت، ووافقت وهي متغصبة بس انا اللى زنيت عليها، نزلت هي وهانم وقبل ما ادخل الاوضة طلعتلي ابرار وفى لمح البصر كنا فى طريقنا للمملكة.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين عالمين)