روايات

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطيما يوسف

رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطيما يوسف

رواية بين الحقيقة والسراب الجزء الثالث عشر

رواية بين الحقيقة والسراب البارت الثالث عشر

رواية بين الحقيقة والسراب الحلقة الثالثة عشر

في منزل باهر الجمال ليلاً
حيث عاد زاهر إلي منزله منهك من عمله ووجد والدته تقف علي أعتاب شقتها تنتظره وهي على أحر من الجمر وما إن رأته حتى اشارت اليه بيديها ان يدلف بعلامات وجه لا تبشر بالخير ابدا ،
أطاعها ودلف الى الداخل فقامت هي بإغلاق الباب والنوافذ حتى لا يسمعهم احد اما هو فضاق ذرعا فهو عائدا من العمل منهك ومتعب جدا ،
فنظر اليها وتحدث وهو يمسح على شعره بارهاق بدا على معالم وجهه:
_في ايه يا ماما ايه اللي حصل يا ترى مخليكي واقفالي على الباب ومستنياني كده لما ارجع يا رب ما يبقاش في مصيبه اصل البيت ده من ساعه باهر ما مات والمصايب ما بتبطلش فيه ؟
اتأكت علي فخذيها بغل وأجابته بنبرة صوت حادة وهي تجز أسنانها بعنف :
_ هو انت إيه ملكش دور خالص في الحوار إللي إحنا فيه ده ولا أنا إللي هحارب السهونة دي لوحدي !
واستطردت حديثها بصدمة لما استمعت إليه من تجبر تلك الريم :
_ دي البت طلعت قوية وحربوقة من الدرجة الأولى ووشها مكشوف أووي.
اندهش زاهر من غضب والدته ومن حديثها وألقي مفاتيحه بعن.ف وأردف متسائلاً باستغراب:
_ ليه ياأمي الكلام ده هي عملت ايه ؟
دي محدش بيسمع لها صوت ولا كأنها موجودة في البيت أصلا .
أخرت من بين أسنانها أصوات استنكار لما قال وتحدثت بفم مملوء بالعبارات التي أدلتها عليها ريم وانتهت بسرد كلماتها الأخيرة بقلب ينفض حقدا :
_ لا وتقول لي إيه كمان هتض.ربي هض.رب هتك.سري هك.سر وشادة حيلها عليا علي الأخر بنت المالكي ،
وتابعت آمرة إياه وهي تشير بإصبعها بأوامر صارمة :
_ عايزاك تطلع للبت دي وتميل دماغها وتحاول تلين معاها وتدخل لها في سكة حنية وأنا أشد وإنت ترخي مش عايزين نشد الحبل إحنا الاتنين حواليها فتفكر في الخروج من هنا ،
لازم تحس بحنيتك وانك عايزها فعلاً وانك مش هتأذيها وهتبقي أمان ليها ولولاد أخوك الله يرحمه .
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا:
_ يعني ايه ياماما معني كلامك ده!
إنتي عايزاني أشاغل مرات أخويا الله يرحمه وأدخل لها دخلة الحبيب وهي فاضل لها شهر لسه في عدته !؟
قاطعت حديثه بحدة وهدرت به بنظرة غاضبة:
_ أخوك الله يرحمه مات وساب ولدين من صلبه وأنا عمري ماهسيبهم يخرجوا برة البيت ولا يتربوا بعيد عني كدة مش هيبقي مرتاح في تربته واللي بنعمله ده مجبورين عليه ،
إحنا يابني بنعمل الصح إللي هيخليه يرتاح في نومته ان ولاده مخرجوش برة بيته ،
واسترسلت حديثها وهي تضغط علي كتفيه مكملة حديثها بتشجيع :
_ يابني الضرورات تبيح المحظورات والبت دي بجحة وعينيها قوية ولو معرفناش نسيطر علي الأمور وهي لسه في عدتها وأول ماتوفيها نكتب علطول مش هنعرف نعمل معاها حاجة .
كان في حيرة وتردد من أمر وحكم والدته ولكنه انصاع إلي طلبها وهتف بطاعة خشية أن تغضب منه ويصيبها مكروه وأومأ بموافقة:
_ حاضر يا أمي هطلع لها دلوقتي وهحاول معاها وربنا يهديها وتلين معايا .
_ عين العقل يابني ربنا معاك ….. كلمات تشجيعية خرجت من فمها وهي تربت بيداها علي ظهرها ،
خرج زاهر من عندها قاصداً شقة ريم لكي ينفذ ماأملته عليه والدته دون أن يفكر مالعواقب ،
وصل إلي الطابق الثالث وضغط زر الجرس وماهي ثوانٍ معدودة حتي فتحت ريم الباب مرددة أمامه باستغراب :
_ زاهر ! هي طنط حصل لها حاجة ؟
ابتسم بسماجة وتحدث موضحاً لها:
_ لا ماما بخير متقلقيش ، أنا بس جاي لك عايز أتكلم معاكي شوية ممكن أدخل ؟
لوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة:
_ تدخل فين يازاهر أنا هنا لوحدي ومش معايا غير طفلين لاحول ليهم ولا قوة ،
واسترسلت وهي تشير إليها بكفاي يديها بامتعاض :
_ هو إنت ينفع تدخل عندي وأنا لوحدي ونتكلم مع بعض في مواضيع ،
إنتم مفكرني ايه بالظبط إنت وطنط علشان تتعاملوا معايا بالسذاجة دي !
ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي معالم وجهه الذي تصبب عرقا من تعنيفها :
_ ليه الكلام ده كله هو أنا هاكلك ولا حاجة !؟
دول كلمتين هنتكلمهم والباب مفتوح والبيت مليان ناس فوق وتحت متستكبريش أوي كدة ياريم ،
واستطرد بدفاع عن موقفه:
_ وبعدين إنتي عايشة معانا بقالك سنين عمرك شفتي مني حاجة وحشة لاسمح الله تخليكي خايفة ومش مطمنة لي بالشكل دة ؟
رفعت حاجبيها وأردفت باستنكار وهي تغلق باب شقتها وتحدثه خارجا وهم علي درجات السلم :
_ انت متعرفش الحديث اللي بيقول “إياكم والحمو فالحمو الموت ” بمعني إن الحمو ده أخو الزوج ومينفعش يقعد مع مرات أخوه في مكان لوحدهم أبداً ،
واسترسلت وهي تنجز في الحديث معه الذي لافائدة منه من الأساس :
_ اتفضل معنديش مانع تقول إللي إنت عايزه هنا علي السلم علي البسطة دي اتفضل أنا سامعاك.
أحس بالحرج الشديد من كلامها ومن حدتها معه في الحديث وأمسك منديله الورقي وجفف حبات العرق الظاهرة علي وجهه من كلماتها التي ألقتها عليه ،
وتحدث مرددا بنبرة صوت حنونة :
_ ممكن أعرف إنتي رافضة مبدأ الجواز مني ليه بعد ما تنتهي عدتك وصدقيني ياريم كدة أفضل لينا كلنا لماما وللولاد وليكي إنتي كمان ،
وأنا والله العظيم ماهضايقك أبدا وكل تهديداتي إللي أنا هددتك بيها كانت من حرقة قلبي علي أخويا .
فتحت أعينها علي وسعهم من كلامه وبنبرة صوت عالية أسمعت من تحت فهي كانت تشعر بوقوفها منذ البداية مرددة بكلمات حادة لاذعة وهي تضرب كفا بكف:
_ صحيح اللي اختشوا ماتوا وبايني الرجاله ماتت في الحرب !
إنت إزاي يابني أدم انت تفكر ويجي لك الجرأة تطلع تطلب مني كدة وأخوك بقاله تلت أشهر ميت وأنا لسه في العدة ؟
كان واقفا أمامها ويعلم أن موقفه مخجل ومهين له لكنه رأي أعين والدته بالأسفل توحي له أن يكمل ولا يلقي بالا لغضبها ،
وأردف بنبرة صوت فيها بعض الحدة :
_ معلش بلاش تشبيهاتك اللي متصحش دي ،
أنا طالع في الخير وقاصد الستر ليكي إنتي وولادك اللي هما ولاد اخويا فعايزك تهدي وتفكري كويس قبل ما يصدر منك أي رد فعل تندمي عليه .
كانت عيناها تشع غضبا ووجهها من شدة الافتعال يشع احمرار وكأنه نارااا وفي لحظة قلبت المنضدة الموجودة بالمكان من شدة غضبها وخرجت الكلمات من بين أسنانها وهي تنظر لتلك الحماة من أعلي مرددة بغضب عارم :
_ والله عال ياماما عبير ياست كمل إنتي وشورة أمه اللي واقف قدامي مبقاش عندكم ولا دين ولا أخلاق ولا خشا من أي حاجة ،
ولا حتي احترمتوا العادات والتقاليد ده انتوا عديتوا ليفل البجاحة بمراحل .
وتابعت حديثها بحدة بالغه للغاية بتحذير لكل منهما :
_ شوفي بقي وربنا إللي في السما ده ومش هحلف بيه كذب لو مالميتي تعابينك إنتي وابنك بعيد عني لا خليلكم البيت مليان عقارب وان ماسبتونيش أنا وولادي في حالي لهخلي المنطقة كلها تتفرج عليكم وعلي بجاحتكم وعينكم المكشوفة دي ،
ويكون في معلومك جواز مش هتجوز ولو قلبتي قرد وعملتي المستحيل ماهخلي شرابة الخرج الدلدول دة يلمس شعرة مني ،
وإن وصلت تبقي ياقاتل يامقتول وولادي هسيبهم للي هيربيهم أحسن مني ،
فاشتري عمرك بدل مانا إللي هقلبها لك جحيم انا مش قليلة ولا ضعيفة ولا مكسورة الجناح زي ماظاهر لكم أنا وقت إللي يتعدي حدوده معايا أجيبه تحت رجلي ولا يهمني ،
أنا هنا عايشة في حالي وكافية خيري شري ،
ونظرت إلي زاهر مرددة بتحذير:
_ وحسك عينك تهوب ناحية باب الشقه دي تاني والله العظيم هندمك المرة الجاية أنا تربية جميل المالكي إللي عمرها ماتغضب ربها ولا عمرها بردوا هتوطي راسها.
كانت تلك الحماة تنتفض غلا يزداد كلما استمعت إلي حديث تلك الريم ولم ترد عليها بكلمة واحدة فقط نظراتها لها كانت كفيلة انها فهمتها .
________________________________
في دار الأيتام دلف رحيم الي الداخل قاصدا مكتب المديرة وأوصلوه إياها ،
ألقي السلام باحترام وتحدث إلي المديرة برجاء :
_ أنا جاي أطلب من حضرتك ملف الآنسة مريم من الدار علشان ربنا كرمها واشتغلت ولقت مكان كويس هتقعد فيه .
تحركت بكرسيها يمينا ويسارا وهي تمسك القلم بكلتا يديها وسألته باستفسار مغلف بالاستهزاء:
_ إيه لقيت لها مكان تقعد فيه من شغل الحرام بتاعها إللي بتكسبوا من ورا فيديوهات العري إللي بتقدمها ؟
أمسك رابطة عنقه يحركها يميناً ويسارا بإحراج مما استمع إليه وأجابها بنفي:
_ حضرتك فاهمة غلط يافندم مريم محترمة جداً وعمرها ما تعمل كدة هي اتضحك عليها وحد هكر موبايلها وهو إللي عمل فيها كدة ولعب في الفيديوهات لحد ماوصلت لكم بالبشاعة دي .
اعتدلت من جلستها واستقامت وهتفت بنبره استهزاء:
_هي لحقت تفرمط لك دماغك انت كمان باين عليك ابن ناس ومحترم والأشكال اللي زي مريم دي ما ينفعش ان انت تنزل بمستواك وتيجي تتكلم عنها اصلا انا بنصحك نصيحه لوجه الله .
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا:
_هو ليه حضرتك متجنيه عليها قوي كده؟
مش يمكن مظلومة فعلا لأني كنت معاها وقت الحفله وشفت فعلا اللي بيطاردوها وربنا نجانا منهم بأعجوبه ولولا اني كنت موجود كان زمانها ضاعت بس ربنا سترها معاها .
اندهشت من حديثه ونطقت باستفسار:
_يعني ايه مش فاهمه كنت معاها ازاي ومين دول اللي كانوا بيطاردوكم؟
اخذ زفيرا قويا ونظر إليها بعيون راجيه متمنيه ان توافق على طلبه واجابها على استفسارها بصدر رحب:
_زي ما بقول لك كده يا فندم اللي عملت فيها كده واحده كانت صاحبتها زمان وكانت موجوده هنا في الملجا وهي اللي هكرت موبايلها وصلتها للمرحله دي لانها عايزاها تشتغل معاها ضمن شبكه الدعاره الالكترونيه اللي هي شغاله فيها ومريم رفضت جدا وبسبب رفضها ده عملت فيها مقلب الفيديو ده علشان تشوه سمعتها وتنطرد من الدار او تلحقها قبل ما الأحداث تاخدها وساعتها هتنفذ تهديدها .
اجتمعت الخيوط في مخيلتها واصبحت مدركه من يقصد ذلك الرحيم وقلبها بات مشتعلا من تلك الماكره التي استغلتها لتوقع بتلك المريم اليتيمه المسكينه فهي تحبذ المال جدا لكن عند الشرف واستغلال الفتيات واضاعه عمرهن في الوحل لن تصمت ابدا ،
وكان في علمها انها تزوجت من رجل اعمال ووافته المنية واستلمت إرثها واصبحت من ذوي الأموال ،
ولكن ما استمعت اليه الان جعل قلبها ينفض رعبا من ان تكون تملكت من فتيات أخري من الدار ،
وسألته بعيون زائغه مما جال في خاطرها :
_طيب وعملتوا ايه مع البنت اللي بتطاردكم دي ؟
تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح وجه مكفهرة ارتسمت رغما عنه :
_الموضوع ده حضرتك بقى له شهر بس هي مش بتبعت لها خالص من ساعه اللي حصل لكن تقريبا هي عرفت طريقها وخلاص الترم التاني من السنه الدراسيه ابتدى ولازم مريم هترجع الجامعه علشان كده متخوفين فانا جيت سألت هنا من اسبوعين وعرفت ان الدار عدت الموضوع على خير ونفت ان مريم تعمل كده واثبتت كده كمان بالدلائل لكن الخوف لو رجعت تاني هنا البني ادمه اللي لا عندها دين ولا اخلاق دي ترجع تاني تهددها وممكن تاخدها من جوه الدار كمان ،
واسترسل حديثه برجاء:
_علشان كده بقول لحضرتك ان انا محتاج ورقها وهي هتسكن في مكان امان ليها والجامعه مش هتروحها إلا على الامتحانات لحد ما تخلص او لحد ما نتصرف في الموضوع ده ونحل الازمه بتاعتها .
نظرت له بعيون الصقر وسألته السؤال الذي لم يتوقعه أبداً:
_هو انت ليه بتعمل معاها كده انا تقريبا اول مره اشوفك النهارده وما أخدتش بالي منك حتى في الحفله ؟
تنهد وأجابها باستجواد:
_انا عندي اختين ما اتمناش لواحده فيهم اي ضرر ولا سوء وما ينفعش اشوف طالبه عندي بتتهدد وحياتها معرضه للانقلاب وخاصه لما يكون من النوع ده واسيبها بابا ما ربانيش على كده .
دققت بالنظر داخل عيناه بترقب شديد لباقي كلماته ونطقت باستفسار:
_بس اللي انا شايفاه قدامي بيقول غير كده يا دكتور؟
أومأ باستغراب وسألها مستفسرا عن مقصدها :
_تقصدي ايه حضرتك مش فاهم معنى كلامك .
ابتسمت على بلاهته واجابته:
_خلاص ما تاخدش في بالك يا دكتور اهم حاجه انا عايزاك دلوقتي تجيب مريم هنا الدار علشان عايزه استفسر منها عن حاجات كتير وأوعدك انها هتخرج معاك بورقها،
لازم احقق في الموضوع ده لان مستقبل بنات الدار في ايدي انا وهما امانه معايا.
انتابه القلق الشديد من طلبها لان مريم كانت تحكي له عن قسوتها في معاملتهن وانها لم تحبها يوما من الايام لذلك كان شديد القلق ولكن فكر ان يعرض الأمر على مريم اولا ثم يقرر الرد عليها واجابها وهو يقوم من مكانه منتويا المغادره:
_تمام يا فندم هبلغها بطلب حضرتك وهرد عليكي لو هي وافقت او رفضت ،
بعد إذنك وفرصة سعيدة إني اتشرفت بمعرفة حضرتك .
ابتسمت له بحضور وما ان خرج من مكتبها حتى امسكت هاتفها تتصل برقم ما وما ان جاءها الرد حتى رددت بملامح وجه مبهمة :
_انا عايزاكي تجي لي حالا وتسيبي كل اللي وراكي ما تتاخريش انا في مكتبي ومستنياكي .
بعد ان خرج رحيم ارتدى نظارته ودلف الى سيارته وارسل رساله الى مريم عبر الوتساب ان تسبقه الى المطعم الموجود جانب منزلهم،
وانه سيصل اليها في غصون النصف ساعه كان يقود سيارته بقلب منشغل وعقل يفكر،
طيله الطريق قلبه يدق وجعا وحيره على من سكنت قلبه ومن كل نساء العالم لم يختار قلبه غير ما وراءها الشقاء ولكن ما على القلب من سلطان ،
وصل الى المطعم وهبط من سيارته ودلف إلى باحثا بعينيه عن مكان تواجدها وما ان راها حتى وصل اليها قائلا بمشاغبه:
_تصدقي المطعم كله نور بوجودك فيه يا ست البنات .
ابتسمت وادارت وجهها له وهتفت بنبرة اعتراضية بنفس مشاغبته :
_بطل بقى البكش ده يا دكتور مش لايق عليك .
ضحك بصوت عالي على حركات وجهها وهي تتحدث وجلس على كرسيه في مقابلتها وأردف بحب :
_عارفه يا مريم اكتر حاجه بعشقها فيكي ايه؟
هدوئك وجمال روحك وطيبتك بحس انك عامله زي الملايكه بالظبط .
دقات قلبها اعلنت الطبول من كلماته التي يثني عليها بها ،
والتي خرجت من قلبه صادقه وعلامات وجهه تدل على ذلك وهتفت بخجل:
_مش للدرجه دي يا دكتور انت رافعني لفوق قوي في منطقه تقريبا ما استحقهاش ،
وتابعت حديثها بحزن وشرود :
_خايفه احبك اكتر من كده وفي الاخر افوق على قلبي المجروح لما الزمن يفرقنا وما يرضاش بإن بنت الملاجئ تتجوز دكتور الجامعه اللي من عيله وابن ناس .
أحس بالحزن الشديد جراء كلماتها وقلبه بات يدق عنفا وحزنا على شعورها الدائم بالخوف واجابها بتاكيد لكي يطمئنها:
_مش انا اللي يحبك يا مريم وتملكي قلبه ويسيبك إنتي بالنسبه لي خلاص بقيتي المستقبل والحاضر وكنت اتمنى تبقي في الماضي ،
واسترسل حديثه وهو ينظر لها بعيون عاشقه حد النخاع:
_انا مش بس بحبك يا مريم انا بعشقك وحبي الأول اتولد على ايدك وقلبي ما دقش الا ليكي وما حسيتش بطعم حياتي الا لما دخلتيها،
واوعدك اني هواجه الدنيا كلها معاكي بحلوها وبمرها لحد ما نوصل انا وانتي لبر الأمان بس عايزك تطمني قلبك يا حبيبتي ،
ومش عايز اشوف لمعه الحزن دي في عينيكي ابدا علشان بتقطع فيا .
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت باستفسار:
_طيب والدك ووالدتك هيقبلوا ارتباطنا ببعض يا رحيم ؟
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا:
_وايه اللي هيخلي ماما وبابا يرفضوا ارتباطي بيكي يا قلب رحيم .
اجاباته بتوضيح وهي تنظر إلي الكوب الموضوع أمامها :
_لازم نكون واضحين في مشاعرنا وعلاقتنا من البدايه وانا متوقعه الجرح قبل ما نوصل لنهايه الجبر في علاقتنا ومتوقعة الرفض ليا من كل اللي حواليك ومش هلوم عليهم لان حقهم انهم يختاروا لك المناسبه جدا من جميع ظروفها ،
لكن انا المستقبل معايا فيه خطر عليك ومش هرضى اني أظلمك معايا.
انفعل جدا من حديثها وثار من كلماتها وهتف بحده:
_ليه التشاؤم ده يا مريم هفضل كل يوم اقول لك خليكي متفائله وواثقه فيا شويه مش عيل صغير انا علشان ما دافعش عن حبي وقف وقفة محارب شجاع اطمني يا حبيبتي الوجع هنعيشه سوا والجبر برده هنعيشه سوا وانا وانتي راكبين نفس المركبه سواء كان ليها شراع يحمينا او احنا اللي هنخلق لها الشراع اللي هيحمينا لحد ما نوصل لبر الامان اطمني يا مريم .
تنهدت بارتياح من كلماته واحست ببضع من الامان ثم سالته باستفسار عن ما حدث في دار الايتام :
_ما قلتليش عملت ايه مع المديره واتكلمتوا في ايه؟
قص عليها ما حدث بالتفصيل الى ان عرض عليها في اخر حكواه طلب المديره مكملا كلماته:
_ بصراحه ما رضيتش اديها وعود انك تروحي الا لما نتكلم مع بعض الاول وندرس المقابله او انت هتوافقي ولا لا ايه رايك يا مريم ؟
انا شايفها انصدمت لما حكيت لها كل حاجه وتقريبا كده اتعطافت معاكي .
فتحت مقلتيها على وسعهما واردفت باستنكار:
_انت عايزني اروح لها برجلي لحد الدار يا رحيم انت مصدق وش الملاك اللي هي بينته ده دي عمرها ما عملتنا بما يرضي الله وطول عمرها قاسيه علينا وانا عمري ما أروح لها ولا اعتب الدار دي تاني .
________________________________
في منزل جميل المالكي عصراً حيث تجلس رندا وابنائها ووالديها يتبادلون اطراف الحديث في موضوعات مختلفه واذا هم يستمعون الى زر الجرس يعلن عن وصول احدهم ،
ذهبت سما لتفتح الباب واذا بها تتفاجأ باأبيها وتلقائيا رمت نفسها بين احضانه وهي تشهق بصوت عالي مملوء بالفرحه:
_بابا حمد لله على السلامه وحشتيني قوي تعالي اتفضل .
ما إن علمت حضوره حتي قامت من مكانها مستأذنه من ابيها:
_بعد اذنك يا بابا انا هطلع اوضتي .
قبل ان ياذن لها كادت ان تتحرك من مكانها الا انه اشار اليها بكلتا يديه ان تجلس مرددا بامر:
_ما تبدئيش معركتك بالهروب لازم تواجهي من البدايه علشان المواجهه مهما اجلتيها ومهما طنشتيها مسيرك هتقومي بيها اتفضلي اقعدي .
كادت ان تعترض على حديث والدها الا ان والدتها امسكتها من يداها واجلستها بجانبها مردده بصوت خفيض:
_اقعدي يا راندا واسمعي كلام باباكي عيب لما يقول لك على حاجه وما تسمعيش الكلام ما انتيش صغيره يا بنتي وبعدين هو يعمل لك ايه يعني ما احنا كلنا موجودين اهو .
تأففت بشده بسبب اصرار والديها على المكوث معه ،
ما كان في مخيلتها ان يأتي سريعا ورائها وما كان عندها اي استعداد للمواجهه ،
حضر ايهاب وقام بالقاء تحيه السلام وذهب الى جميل ومد يده واحتضنه وبدوره بادله السلام بحراره وهو يربت على ظهره ،
وذهب الى فريده التي ردت سلامه بفتور واحتضن ابنه مهاب بشده وبادله مهاب نفس حراره السلام كجده ،
اشار اليه جميل بالمكوث مرددا بترحيب:
_اتفضل اقعد يا ايهاب يا ابني حمد لله على سلامتك انت هتلاقيك جاي من السفر على هنا على طول وتعبان .
واسترسل حديثه وهو يطلب من فريده فنجانا من القهوة قائلا بهدوء:
_من فضلك يا ام رحيم اعملي لنا فنجانين قهوه عقبال ما تجهزي الغداء علشان ايهاب هيتغدى معانا .
اومأت بأهدابها بطاعه وذهبت الى المطبخ فالتحقت بها راندا مردده:
_استني يا ماما هاجي معاكي في حاجات كنت بعملها هاجي اخلصها .
تركها ابيها لانه كان يريد التحدث مع ايهاب منفردا في البدايه وطلب من سما وايهاب ان يتركوهم وحدهم ،
وما ان قاموا حتى نظر الى ايهاب مرددا بلوم مغلف بالحده:
_ما كنتش اعرف اني لما اديتك بنتي من 18 سنه وامنتك عليها هتعمل فيها كده وتخونها وتغدر بيها عمري ما كنت اتخيل منك كده يا ايهاب،
اخر حاجه كنت اتوقعها في الدنيا انك تتجوز على بنتي .
أحس بالحرج الشديد من ملامات جميل فهو يحبه جدا ويعتبره في مقام ابيه ومنذ ان دلف الى ذاك المنزل وهو يتعامل معه بحب شديد وكذلك جميل بالمثل كالأب وابنه ونطق وهو يبتلع كلماته غصبا:
_انا معترف اني غلطان يا عمي والغلط راكبني من ساسي راسي ،
واسترسل حديثه بإبانة:
_انت كل كلمه قلتها ما اقدرش اراجعك فيها بس اللي حصل حصل وانا كان غصب عني لقيتني محتاج لحضن وقت ما كنت تعبان ومش لاقي اللي يداويني وهي جت قدامي ضعفت واستسلمت واتجوزتها لكن والله العظيم عمري ما حسست راندا بأي حاجه وكنت عارف ان هيجي يوم من الأيام وهتعرف بس ما كنتش حاسب غضبها بالشكل ده شكلي حسبتها غلط وكلنا هندفع التمن واولهم الاولاد .
شعر جميل بكل كلمه نطق بها انها حقيقه فهو لم يكذب ابدا طيله السنين الماضيه واصبح بين قاب قوسين او ادنى ايواسي رجل مثله استخدم حقه في الحياه وتزوج من ثانيه ام يواسي ابنته التي مكست تحافظ على عهد زواجها أبية وربت ابنائها كما ينبغي ان يكون وهنا كفه الميزان لا تعرف الى اي وجهه تميل ،
تنهد بحيرة وضيق وسأله:
_طيب هتحلها ازاي يا ايهاب هتطلق اللي انت وعدتها انك هتفضل معاها واتجوزتها هناك،
ولا هتفضل على ذمتك وتخسر راندا انت يا ابني في موقف صعب جدا وبصراحه المسأله معقده على الآخر عايزه لها معادلات عشان تتحل .
كل كلمه تحدث بها حماه كانت منطقيه فهو منذ ان حدث التصادم بينهم وعلمت راندا واصبحت حياته بائسه مدمره كالصحراء الجرداء لا زرع بها ولا ماء ولكن الأمر اصبح واقعا ولابد للمعضل ان يحل ،
ثم تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلماته وهتف طالبا منه العون :
_انا بس بطلب منك يا عمي انك تقف جنبي وتحاول تلين دماغ راندا انها تلغي من فكرتها الانفصال علشان سما ومهاب هيتدمروا بسبب الانفصال ده وانا والله اللي هي عايزاه هنفذه كله بالحرف الواحد انا كنت اصلا متفق مع فيروز على الانفصال في اي وقت لو ما قدرتش اكمل من قبل ما بدأ معاها .
واثناء حديثهما اتت فريده بالقهوه وجلست معاتبه اياه وهي تناوله المشروب :
_انت عارف اخر حاجه كنت اتخيلها ان انت تتجوز على راندا حاجه عمرها ما جت في بالي ابدا يا ايهاب ليه عملت فيها كده وفي ولادكم وفي حياتكم ليه تسرعت .
اجابها جميل فضلا عنه مرددا:
_كلمه لو ملهاش لازمه دلوقتي خالص احنا دلوقتي قدام امر واقع لازم نحله بالعقل علشان جميع الاطراف تخرج مرضيه لو سمحتي اندهي راندا وخليها تجي لي هنا حالا.
قامت بالنداء عليها وبعد دقيقه خرجت وعلى وجهها علامات العبوس جلست بجانب والدتها تنطر ارضا الى ان استمعت الى حديث اباها يردد لها:
_ارفعي راسك يا بنتي الموضوع مش مستاهل ان انت تنزلي راسك للأرض الحاجه الوحيده اللي غلط فيها ايهاب ان هو ما قالكيش بجوازه علشان خاطر تختاري تكملي او توافقي وطالما هو جاي ومعترف بغلطه وعايز يصلحه يبقى لازم تدي له فرصه وتسمعيه .
غشاوه الدموع التمعت في عينيها ورددت بملامح حاده:
_اسمعه وهو بيقول لي ايه اني اتجوزت عليكي غصب عني !
طب ما انا كمان كنت هنا ام واب وكنت مستحمله وما فكرتش اخونه زي اللي بتخون جوزها طول سنين سفره ،
واسترسلت والدموع تنهمر علي خديها بغزارة من ألمها وجرحها مرددة برفض قاطع :
_مهما تقول يا بابا ومهما هو يقول ومهما تعمله انا برده اللي في دماغي في دماغي هتطلق يعني هتطلق .
ود أن يذهب إليها ويأخذها بين أحضانه ويمسح دموعها بيداه ويعتذر ألاف المرات لكنه خشي رفضها وحدتها ،
وتحدث بكلمات معتذرة :
_يا راندا ما تهديش حب السنين والبيت اللي قعدنا نبني فيه انا وانت عمرنا كله ،
ولادنا اللي هيدفعوا التمن سما ومهاب يستحقوا مننا ان احنا نضحي علشانهم،
انا ما لحقتش اعيش معاكم ما لحقتش اتهنى بقربكم ما لحقتش سنين عمري اللي ضاعت وانا بعيد عنكم في الغربه على الأقل وهم كانوا قدامك اما انا كنت ببقى نفسي اخدهم في حضني ما بقدرش علشان بينا مئات الأميال،
كنت بتعب وفي عز تعبي كان نفسي تبقي جنبي إنتي واولادي وتخففوا عني وما كنتش بلقاكم ،سنين عشتها كل لحظه تعب مرت عليا علمت في جسمي لما كنت لوحدي ،
من سنين اترجيتك ارجع ونعيش بالموجود بس اكون وسطكم وسط عيلتي اللي بحبها وما اقدرش اعيش من غيرها وإنتي في كل مره تتحججي بالمستوى والمنظر وتقولي لي عشان خاطر ولادنا نضحي غصب عني ضعفت وغصب عني استسلمت لما لقيتها قدامي ما عندهاش مانع اننا نتجوز في السر زي ما هي ما عندهاش مانع دلوقتي اني اسيبها ونتطلق ،
رغم تعلقها الشديد به ورغم أنها تعشقه عشقا جما إلا أنها قامت من مكانها وربعت ساعديها وأعطتهم ظهرها مرددة وهي تمسح دمع عيناها بقسوة:
_ وأنا لا يمكن أعيش معاك أبداً ولو حتي طلقتها فدلوقتي حالا ترمي عليا اليمين لأني مش هرجع لك ياإيهاب مهما حاولت .
كان متوقع رد فعلها وقسوتها وأشار بعينه إلي والديها ان يتركوهم وحدهم لعل وعسى يقدر علي إقناعها بالرجوع إليه والإقلاع عن فكرة الطلاق ،
فهموا إشارته وانسحبوا إلي الخارج وبقيا وحدهم هو بانفطار قلبه عليها وهي بدمع عيناها اللتان كساهم لون الدم من شدة البكاء ،
ذهب إليها واحتضنها من الخلف وما إن لمس كتفيها قامت بنزع يداه علي الفور وأدارت وجهها إليه مرددة بجحيم :
_ وعهد الله ياإيهاب إن إيدك دي اتمدت عليا تاني إنت حر هعمل إللي مش هيعجبك واللي عمره ماصدر مني ،
واسترسلت بوعيد :
_ انسي إنك تلمس شعرايه مني بعد النهاردة انت خيبت ظني فيك .
قلب عينيه بتعب ثم زفر شهيقا قويا ينم عن مدى تعبه وارهاقه الشديد وعلى ما هو قادم اليه اصبح ليس لينا،
نظر اليها بعيون مترجيه مرددا:
_يا راندا الكلام اللي انت بتقوليه ده ما ينفعش احنا بينا اولاد هيتدمروا صدقيني انت مش بصه لقدام .
قطعت حديثه وهدرت به بحده:
_واشمعنا انت اللي ما بصيتش لقدام قبل ما تعمل عملتك دي ولا انت تغلط والمفروض اني اسامح واعدي علشان خاطر الاولاد ما عملتش انت حساب للاولاد ليه من البدايه قبل ما تقتلني ؟
رفع كلتا يديه في الهواء واخفضهما هاتفا بصوت عال بعض الشيء:
_جرحتك قتلتك!
اللي حصل حصل واحنا قدام امر واقع وانا جاي لك وللمره المليون بقول لك يا راندا ما تهديش البيت وللمره المليون بعتذر لك وللمره المليون فكري كويس علشان خاطر اولادنا اللي هيدفعوا التمن .
_تعتذر لي… عقبت بها بنبره استهزائيه واسترسلت بتصميم علي طلبها:
_اللي انت عملته ما ينفعش معاه الاعتذار ،
انت ما ضربتنيش قلم علشان خاطر اسامح واعدي انت مسكت سكينه تلمع وغرستها في قلبي وكنت مفكر انها هتجرحني بس لكن للاسف هي قضت عليا وجعتني من فضلك ارمي اليمين حالا لاني هتطلق يعني هتطلق .
_________________________________
اما في ايطاليا كان مالك راكبا السياره وذاهبا الى المطار مصطحبا جوليا التي اصرت ان تذهب معه زياره الى مصر وهي متشجعه الى تلك الخطوه،
انتهوا من الاجراءات وصعدوا الى الطياره جالسين جوار بعضهم ،
زفر مالك انفاسه بإرهاق ثم تحدث إليها بعيون تفيض ارتياحا :
_ما تتصوريش انا عايزه اشكرك قد ايه علشان خاطر وقفتك جنبي طول الشهر اللي احنا سافرنا فيه ،
بجد انت ليكي فضل كبير عليا جدا بعد ربنا في تحسن نفسيتي تسلمي لي يا جوليا .
ابتسمت اليه ابتسامتها المعتاده التي تظهر جمالها اكثر فاكثر وتحدثت بعيون تفيض عشقا:
_ليه بتشكرني يا مالك هو احنا لسه في بينا شكر !
احنا اتفقنا ان احنا هنبقى قلب واحد وعقل واحد ونخاف على بعض جدا وانا ما عملتش اكتر من كده .
اعتدل من جلسته ونظر اليها قائلا بتساؤل:
_يا ترى ايه سر النظره الحزينه اللي شايفها في عينيكي دي يا جوليا ممكن اعرف سببها؟
لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لتساؤل ذالك الحبيب الذي وصل لأعماقها وتوغل في روحها فهو حقا قرأ عيناها وفهم أنها مهمومة وأجابته بشرود :
_خايفه ان يكون اللي احنا عملناه ده غلط واتسرعنا فيه وفي الاخر هيتحكم علينا بالفشل .
حرك عينيه بهدوء وبنظرات طمأنتها وتحدث باستجواد :
_مش عايزك تقلقي خالص احنا مش صغيرين على الخطوه اللي احنا أخدناها وانا وانت مقتنعين تمام الاقتناع للخطوه دي وان شاء الله كل حاجه هتبقى تمام عايزك تهدي وتدي لنفسك سلام نفسي علشان خاطر لما نوصل تبقي في قمه الهدوء والارتياح .
اخذت نفسا عميقا ثم زفرته بانتعاش ونطقت بحب :
_انت عارف عمري ما شكيت لحظه ان انت ما تطلعش نفس الصوره اللي انا راسماها في بالي من زمان ليك .
رفع حاجبيه وتسائل بمكر:
_وايه بقى الصوره اللي كنت راسمها لي في بالك يا ست جوليا؟
واسترسل بمشاغبة :
_ده انا كنت ساكن عقلك من زمان وانا مش واخد بالي اتاريكي واقعه وانا مش داري .
ضحكت بشده على حديثه ومشاغبته وهتفت بصدق:
_اه كنت شاغل عقلي ومش بس كده ده قلبي كمان هكذب ليه يعني وهحور ليه ،
من زمان وانا متابعه شغلك ومتابعه صورك وطبعا كنت دايما براسلك على ايميلات الشركه لحد ما تعاملت معاكم وكنت بحاول دايما اكلمك كتير لو انت مش واخد بالك اني كنت دايما بطول معاك في الكلام اطول وقت علشان كنت مشدوده ليك جدا ولما كنت بتيجي الاتليهات السنين اللي فاتت كنت بفضل باصة عليك من بعيد لحد بقى ما اشتغلنا مع بعض وتقابلنا النوبادي ما كنتش متوقعه ان احنا نوصل للمرحله اللي احنا وصلنا لها دي .
وبقيا يتناولان اطراف الى ان هبطت الطائره الى مطار القاهره فكانت فرحتها بوصولها الى مصر أرض الأمن والأمان لا تضاهيها فرحه فهي عاشقه لمصر ،
رأى الفرحه في عينيها وبعد أن انتهوا من الاجراءات ركبوا السيارة وذهبوا إلي الفندق التي حجزت به ووضعوا الحقائب الخاصة بها ،
ثم اصطحبها معه الي والدته والذي لم يخبرها بمجيئه وفضل أن يجعلها مفاجأة ،
وصلوا إلي المنزل وكانت تنظر إليه بانبهار فقد نال إعجابها جداً ولاحظ مالك ذلك فنطق باستفسار:
_ عجبك البيت بتاعي ؟
ابتسمت له وعيونها تدور حول المكان وأجابته :
_ جميييييل أوووي يامالك ذوقك تحفة .
أشار بيديه إليها أن تدلف هاتفا بابتسامه:
_ طيب يالا بينا علشان تسلمي وتتعرفي علي أطيب قلب في الدنيا .
دلفت معه ومشيت بجانبه وقلبها مملوءا بالسعادة الي أن فتح مالك الباب ودلف وراءه وأشار إليها أن تتبعه مرددا بنبرة سعيدة :
_ يابيرووو ياست الكل إنتي فين نحن هنا .
ما إن سمعت والدته صوته في المنزل دق قلبها لعزيز عينيها الغائب عنها شهراً وكأنه غائب منذ قرن ،
هرولت الى الخارج مسرعه تبحث بعينيها عن مكانه الى ان وجدته ولكنها لاحظت وجود ضيف معه فذهبت برتابه والقت السلام وهي تحتضنه مردده:
_حمد لله على السلامه يا نور عيني نورت مصر نورت بيتك ونورت الدنيا بحالها .
احتضنها بحب وقبلها من يداها وراسها وامسكها من يدها وهو يعرفها على جوليا قائلا بابتسامه :
_اعرفك يا ماما بجوليا اتعرفت عليها في ايطاليا هي fashion designer وخطبتها هناك.
استمعت إلي أخر كلماته وفتحت فاهها علي وسعه مرددة بتلقائية مغلفة بالصدمة :
_ خطبتها !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين الحقيقة والسراب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى