روايات

رواية بنكهة الواقع الفصل الرابع 4 بقلم شيماء مشحوت

رواية بنكهة الواقع الفصل الرابع 4 بقلم شيماء مشحوت

رواية بنكهة الواقع الجزء الرابع

رواية بنكهة الواقع البارت الرابع

رواية بنكهة الواقع
رواية بنكهة الواقع

رواية بنكهة الواقع الحلقة الرابعة

“الـفصـل الـرابـع”
وكان محتوى الرسالة كالآتي” سِيـلا بلاش تقبـلي بـِيـوسـف حياتـك هتدمـر”
سرعان ما بكت سِيـلا فظل التردد حليفها، وأصبح يدور في رأسها العديد والعديد من الأسئلة؛ ماذا علي أن أفعل؟ هل سأستطيع أن أتخلى عن حبي؟ لالا لن أستطيع فلم أكن يومًا خائنة أو خالفة بالوعود! هل يمكن أن تتدمر حياتي؟ لالا لن تدمر فهو نبض القلب، وعشيق الروح، ونصف الجسد، فأنا دونه لا أسـاوي شيـئًا.
“كيـف لي أن أشتهي شيئـًا وأنا بوجودك أملك كل شيء!”
“أصبحتُ كالأرض أحمـلُ جبلًا؛ الحِملُ ثقيلٌ يكاد يقتلها ولكنها لاتستطيع الشكوىٰ أو الصراخ.”
استيقظت من ذلك الشرود على يد والدتها.
صوفيـا “بهدوء” : مـالك يا حبيبتـي؟ حـد زعلك.
سـيلا” وهي تزيل تلك العبرات”: لأ يا مامـي، أنا بخير بس كنت سرحـانة شوية.
صوفيـا: طب يلا علشان نروح لجـدك، يوسف وخالتك جهزوا وفي انتظـارنا.
سيـلا: تمـام يا مـامي، أنـا أصـلًا جـاهزة، يلا بيـنا.
انطلق الجميـع إلى منـزل الجـد فهو لايأخد دقيقتان حيث كان لهما جدان أحدهم أنجب إناث والآخر أنجب ذكور فقام كل منهما بتزويج أبنائهما من بعضهما البعض وإن أضطروا على إجبار أحـدهم بتـلك الزيجة، وعنـدما توفى أحـد الأجـداد أصبـح الجد الآخر لهـم كل شيء فجميعهم أبنائه؛ فكـان يعيـش الجد في منـزل كبيـر أمامـه ذلك العقار الذي يضم جميع أبنائه وأحفـاده.
عنـدما وصلوا وجـدوا الجميـع ينتظـرهم بالفعل، فقامت سيلا وصوفيا بالسـلام على الجـد بكـل احتـرام، وعلى بـاقي أفـراد العـائلة ببـرود تام وبعـض الغُـرور، فمـا كان على الجميـع سوى الابتسام فجميـعهم يعـلم مَن هي صوفيـا؟ وبالطـبع ابنتها ستكـون مثـلهـا، ولكن الحاج محمـد “والد سيـلا” كان سعيدًا برؤيـة ابنتـه أمـامـه بخيـر؛ فهو اشتاق إليـها كثيـرًا وحاول مئـات المـرات أن يتـواصـل معهـا هو ومـازن ويُسـر ولكـن والدتها كانت تأبى ذلك حتى عندما كبـرت علـم أنهـا تـرفض ذلك ولاتريـد التـواصل مَـع أحد منهم حتى عنـدما أصّـر على الحديـث معهـا أنكـرت معرفـته وقالت لـه أنها ليـس لها أحـد سـوى والـدتها حتـى أنه أصيـب بمرض الضـغط من شـدة حُـزنه عليها ولـكن ما كان يصبـره أنـها مع والـدتها التـي كانت تتواصل مع جـدها باستمرار، فتـرقرقـت الدموع بعـينيـه وعندمـا اقترب ليضمهـا بين أحضـانه ابتعـدت عنه بضيق لاحظه، وعنـدما نظـر إلـي عيـنيها ظن أنـه سيرى ندمًا أو ضعفـًا لسوء تصرفها ولكنه لم يجـد سـوى القـوة.
“وإن كنت ترى أن نـدمك سيفيد بشيء؛ فعذرًا لقد أخطأت فتأتي أوقـاتـًا لايكون فيها النـدم سوىٰ ألمًا يقتل صـاحبه ببطء، فإن كنت تظن أنك ستراني ضعيفـة لفراقـك، فلك الظن كيفـما شئـت، أما أنـا فإن ضعفـت أمـام العالم فأمامك سأكون أقوى شخص. ”
فجلـس معـهم الجـد وقـاموا بتنـاول الطعـام بصمت، ليـس خاليـًا من آلام البعض كمـازن ويُسـر من معاملة أمهم وشقيقتهم وذلك الجفـاء الذين وجدوه منهـم حتـى قـامـت الجـدة من نومـها أثناء تنـاول الطعام وهي تـرتدي ملابسًـا تملكها إحدىٰ العـاملات كمـا أنهـا تضـع الكثيـر من معـدات التجميـل وتظهر أمـامهم دون حِجاب وفي يدها أكـواب من العصيـر ثم قـامت بوضعـها أمـامهم برقة والجميـع ينظر إليـها؛ بعضهم من ينظر بتعجـب من تلك الهيئـة والبعض الأخر يحاول كتـم ضحكاتـه.
الحـاجة سمـية”الجـدة” : تؤمر بحـاجة تانية يا بيـه.
فأراد الحاج سليم زوجها معرفـة هي تملك أي شخصـية الآن.
الحاج سليم: هو أنتِ ميـن؟
سُميـة “باحتـرام ورقة”: أي يا حاج أنت كبرت وخـرفت ولا إيـه! أنا سـوسو الشغالة.
مَـازن”بهزار” : يا عيني عليكِ يا جدتي من الحـاجة سُميـة زوجة الحاج سليم بقيتِ سـوسـو الشغـالة! مين كان يصـدق بس.
الـحاج سـليم”بحدة” : اتـلم يا مـازن.
الحـاجة سمـية”برقة” : لي كده يا بيـه، سيبـه دَ حتى دمـه خفيف أوي وقمر العيـلة، تتجوزني يـا زومـا! عـايزة أحسن نسل العيـلة بدل ولادي الهبـل دول.
عمر” بهزار” : العب دي بتشـقطك يا زومـا، راحـت أيامك يا جـدي، وأبـويا وأعمـامي بقوا هبل!
الحـاج صابر” والد عمر” : أتـلم يا ولـد أيـه هبـل دي!
أحمـد: بقولك أيـه متيجي أتجـوزك أنـا يا سُـوسُـو أنا حتـى عـيني خضرة مع عينك البني دي هنجيب مكس خطيـر.
الحـاجة سمـية: لأ لأ أنا مش عاجبني غير الواد زومـا.
الحـاج سلـيم : يلا سُمـية تعالي خدي الدوا معـايا
الحـاجة سمـية: لأ لأ مش عـايزة دوا! عـايزة فلوس أشتـري أفلام وروايـات زي البت يُـسر.
الحـاج سلـيم ” بيأس وجميـع أفراد العائلة تكاد تنفجر ضحكًا عليهم” : طب يلا وأنـا هـديكِ كل اللِ عايـزاه.
“سـأتحمـلكِ بكل حـالاتك؛ سأدللكِ إن كنتِ طفـلة، سأكون جنتكِ إن أصبحتِ دُنيـا، سأكـون قـوتكِ إن أصبحتِ ضعـيفة، سَـأكون مالكِ إن كنــتِ فقيـرة، سـأصبح دواءً إن أصابكِ داء، سـأكون لكِ كـل شيء وأي شيء”
فلحق بـه يُـوسـف بـالكـرسي المُـتحرك : جـدو لو سمحـت عايـز أتكـلم مع حضـرتك في موضـوع على إنفراد لو ممكن.
الجـد “بتفهم” : تمـام عشـرة دقائق وتكون في مكتبي.
إنقضى الوقت سريعًا بين مرح البعض وضيق البعض حتى ذهـب يُـوسـف إلىٰ مكـتـب جده.
يُـوسـف” بتوتر بعض الشيء” : جـدو أنـا عـايـز أطـلب من حضرتـك الـزواج مِن سـيلا.
الحـاج سليم : بس يا ابني..
يـوسـف”بمـقاطعة” : أنـا عـارف يـا جـدو إن حالتي متسمحش
الحاج سليم: مش كده يا يوسف أنـا عـارف أنك موقف حيـاتك من زمـان، من الآخر كده عايز لحفيـدتي زوج مستقر يقدر يصرف عليها ويتحمل مسئوليتها مش هقبـل إن أبـوك يصـرف عليها، فلو تقدر تصـرف عليها و تفتـح بيـتك بفـلوسك وخصوصـًا أنه كـان هيـتم تعـينك كمـعيد في كليتك وأنـت رفضـت.
ظل يوسف يفكر لحظات فماذا كان سيظن هو؟ هل يظن أن يوافق أحد على عاطل!
يوسف : تمام يا جدو، مـوافق إن شاء الله هكلم رئيسـة القسـم وهشوف كده، وهنـزل الشـركة مع بـابـا وأعمـامي.
هو ليس مشكلته العمـل فهو طمـوح ويحب أن يحقق ذاتـه يعلم أنه خُلق ليـعمر ويبـني ليس ليستهـلك ولكنه كان يبحث عن طُـرقـًا للهروب من النـاس، يكره أن يرى تلك النظرات في أعينهم، يعلم أن الله يحبـه فأعطاه البلاء ليختبـر صبره وهو لايحـزنه ذلك ولكـن يحزنه أفعـال ونظـرات النـاس التي تظل تُـذكره بضعفـه ومـرضه.
الجـد: تمـام يا يـوسف أنا هشوف رأيها هي وأخـوها وعمـك وهرد عليك، أخرج وابعتـلي سِـيلا.
خرج يـوسـف ذهب لـون الدماء من وجهه من كثرة التوتر الذي كان يمر به، فوجـد الجميـع يجلسـون؛ الفتيـات يمزحون مع بعضهم وكذلك الشباب أما سيلا فكانت جالسة بجوار والدتها مع كبار العائلـة، فغض بصره عنها.
يوسف: أنسة سيلا جدو عايزكِ.
دخلت سيلا بتوتر وخوف إلى مكتـب الجد، فنـظر إلى وجههـا ليلاحـظ التوتـر والخوف الذي يتَمَلكَـها كُليـًا.
الجـد “بهـدوء” : سِـيلا يوسف متقدملك، أيـه رأيك.
سيـلا”بخجل فهي بالفعل فكرت في الأمر سابقًا” : مُـوافقة يا جدو.
“سـأكون معكِ يا حبيبي، فغيـرك لا أريـد، وبدونـك لـن أعيـش”
خـرج الجـد أمـام أفـراد العـائلة.
الجـد: يُـوسـف طلب من إيـد سِيـلا وأنـا وافقـت وكتاب الكتاب بعـد أسبـوع من دلوقتِ.
الحاج محمد: بس يا بابا كده مش هنـلحق نعـمل حـاجة.
الجـد: هيـكون كتـب كـتـاب في حـفلة صغيرة والفرح براحتـنا.
يُـوسـف” بسعـادة “: شكـرًا جدًا يا جـدو.
ثم قام الجميع بتهنئتهم بسعادة، ثـم قطـع ذلك قـول الحـاجة سُمـية “وهي ترتدي ملابس تشبه ملابس الأطفال فكانت عـبارة عن فسـتان طـويل لمي ولكنـه على جسد الحاجة سُمـية يصل إلى الركبـة” : بابا بابا أنا كمان عايـزة أتجـوز.
فضحـك الجـميع عليها وعلى الحـاج سليم الذي كان يحاول استيعـاب ما قالته.
الحاج سليم : حاضر يا حبيبـة بـابـا، تعالي ننـام وبكـرة هجـوزك حاضـر.
الحاجة سمية : يـلا يا أحلى بابا في الكون.
الحـاج سليم: يلا سلام يا شباب، واعمل اللِ اتفقنا عليه يا يوسف.
يُـوسـف : حاضر يا جدو
ذهـب كـل منـهم إلى منزله وهكذا صوفيـا وسيـلا ظـلا مع الجد في نفـس المنـزل حتى يتـم الـزواج.
في صبـاح اليـوم التـالي، كـان يُـوسـف ذاهب إلـى الجـامعـة ليـقوم بمقـابلة عميـد الجامـعة وكان يذهب مع مـازن وعنـدما رأتـهم سيـلا أصرت الذهـاب معهم فلم يعتـرض مـازن لوجود أخيـها كَـمحرم معهما، أما مازن فهو يريد أن يتقـرب من أختـه ويعودوا كمـا كانـوا في الصغر فوافق سريعًا، وبعد وصولهم أمـام الجـامعة قام مـازن بإخـراج الكرسي أولًا ثم قام بحمل يُـوسـف بمساعدة أحد الشبـاب كل ذلك وتنظـر إليـه بشـفقة كبيـرة ويـوسف إحسـاسه بالعجز كاد يقضي عليـه وخصوصـًا نظـراتها له، ثم أوقفه مازن وطلب من سيـلا أن تظل بجانبـه حتى يضع السيارة في مكان مناسب فأومأت له بهدوء، وأثنـاء وقوفهم مر عليهم ثلاث فتيات.
الأولى وهي تشير عليهـم: أنـا مُـش عارفـة هي إزاي قبلت بواحد عاجز كده.
الثانية: معاكِ حق، بس هتلاقيه مع فلوس أصل الفلوس دلوقتً بقيت قادرة تعمل معجزات.
الثـالثة: حتى لو معاه فلوس دي هي كده بتدمر حياتها بدل ماهو يحيمها هي اللِ محتاجة تحميـه، الفلـوس عمرها ماكـانت كده.
كان ذلك الحديث قاسيـًا بشـدة وللأسف استمـع له كِـلاهما فازداد شـعور يُـوسـف بالعجـز واليـأس، أما هي فتـرقـرقـت عينـاها بالدمـوع فـهي لم تظن يومـًا أن حيـاتها يمـكن أن تصـل إلـى هـذه النـقطة، فطالما هي تشعر بذلك إذًا ما شعـوره هـو؟ نظـرت له فوجـدته شـاردًا وشعـوره بالعـجز والضعـف بادٍ على وجهه، ثم نظـر لها.
يُـوسـف”بحزن” : هتقـدري تتحملِ الحِمـل دَ؟ هتقـدري تسمـعي الكلام دَ؟ هتقدري على نظـرات الناس ليا بشفـقة؟ هتقـدري تكوني معـايا؟ صدقـيني لو قلتِ لأ مش هزعـل منكِ.
نـظرت له سِيـلا دموع كالشلال على وجنتيـها وابتسـامة تحاول أن تبثُ له الأمل: ااه يا يُوسِـف هقدر، هكون أنا عكَـازك وسندك، هكون رجلك وإيـدك اللً بتتحرك، هكملك وهتكمـلني.
“عنـدما ألتقيـتُ بـك وجـدتُ كنـزًا وحبًـا وإن أضفت الـراء بعد حائـها للفـوز بـك”
ثم أتى إليهم مـازن واعتـذر عن التأخير ثـم أخذهم إلى الداخل ورغم رغبـة يُوسِـف في التـراجع عندما استـمع إلى حديـث الفتيـات ولكـن حديـثها له بث في روحـه الأمـل من جـديد، فانتهـت المـقـابلة وتـم الاتفـاق على تعيـنه كمُـعيـدًا لكـلية التـجارة في قسـم المُحـاسـبة، مـرت الأيـام سـريـعًا مـع تجهـيز الجميـع لعـقد القـران، حتـى أتـى اليـوم المـوعود وكـانت الـصدمـة هـي…….
فضـلا متنسـوش رأيـكم، لأنـه بيفـرق حقـيقي كتـير بيـأس بس كـلمة واحـدة بـتخلـيني أكمـل، بالمناسبة الفصل ده والله أخد من ست لِ سبع ساعات فماتستخسروش دقيقة، وممكن بعد كده أنزل يوم ويوم دعواتكم، أي توقعكـم للِ جاي.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنكهة الواقع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!