رواية بنكهة الواقع الفصل الثاني 2 بقلم شيماء مشحوت
رواية بنكهة الواقع البارت الثاني
رواية بنكهة الواقع الجزء الثاني
رواية بنكهة الواقع الحلقة الثانية
الــفـصل الـثـانـي”عَـودة”
وكانت الصدمة هي وجود يُوسف على كرسي متحرك!
فلم تشعر بشيء سوىٰ باختناق شديد، فهي كانت تظنه أصبح مهندسًا مثلما تمنى ليس قعيدًا، وسُـرعـان ما فقدت الوعي، أما هو كان ينظر إليها ولايدري ماذا يفعل، فهل عاد عشقه من جديد أم سيفقده إلىٰ الأبد! فهرول إليهم جميع مَـن بالخارج، وصُدموا بشـدة ، فأتى الطبيب وفحصها.
يُـوسـف”بحزن” : خيـر يا دكتـور، طمنا عليها.
الطبيب: خير إن شاء الله هي بس اتعرضت لضغط شديد وضغطها كان واطي بس، شوية وهتكون بخير.
يـوسف :تمام يا دكتـور.
صُـوفيا”مامت سيلا” : مـالك يا حبيبي، أي اللِ عمل فيك كده يا ابني.
يُوسـف”بابتسامة” : متقلقيـش يا خـالتـو، أنا الحمدلله كويس، سيـلا تفـوق بس وهفمكم كـل شيء.
مرت دقائق ولكن بالنسبة له كانت أعوام، وعندما تباعدت أهدابها عن بعضهم، تعالت ضربات قلب كلا منهما، فنظرت له وكأنها تُحـاول أن تقنع ذاتها بأنه بخير، أما هو فيحاول أن يغض بصره عنها لايستطيع أن يصدق أنها أمامه بعد كل هذه الأعوام.
سيلا “بحزن” : يوسف أنت بخير صح، والنبي طمني أنا بتخيل صح
وأخيرًا تخـلى يُـوسـف عـن صمتـه مُجيبـًا: لايجـوز الحلفان بغيـر الله.
فنظر له الجميع بمعنى”أحقًـا! “، فتنحنح وهو ينظر للأرض فلم يستطع أن يرفع نظره إليها : متقلقيش يا أنسـة سيـلا أنا الحمـد لله بخير.
سيلا”بتعجب” : بغض النظر عن أنسة دِ، بس أنا كنت عايزة أعرف اللِ حصـلك دَ مِـن أي!
يُـوسف “بهدوء” : الحمد لله، حاجة بسيطة، هو الحقيقة بعد سفركم بحوالي شهرين، كنت بلعب لعبـة مع أصحـابي فوقعت وحصل اللِ حصل بقا.
سيـلا” باندفاع وعدم تصديق” : إزاي يعني لعبة، تدمرلك حياتك!
يوسف” بهدوء” : شوفت تريند على النت وكان الشبـاب بيوقفـوا قُـدام بعض زي دايرة كـده ويمدوا أديهـم وشخص يقعد على أديهم ويفضلوا ينططوه لحد ما يتعبـوا فصحابي اقترحـوا نلعبها فوهما بيرفعـوني وقعت والنخاع الشوكي اتـأذى وسبب شـلل والحمد لله كلي يقين ” أن كُل ما شَقَّ على النُفوس مُكَفِّر للسيئات”، فالحمدلله.
سيـلا” ببكاء” : إزاي! إزاي ما سألتش حَـد قبلها، بس في الأول والأخـر الغلط عليـكِ يا خالـتو، أنتِ السـبب.
فاطمة”والدة يُوسف بدموع ” : حرام عليكِ يا سيلا، معقول أنا هضُر ابـنـي وجـزء من روحي!
سيلا “ببكاء ووالدتها تحاول أن تهديها” : أيـوا لأن لمـا يكـون في طفـل أو شـاب مراهق في البيـت المفـروض يُـكون التعـامل معـاه بحـذر يعني لو هو معـاه تليـفون لازم يبـقى فيه رِقـابـة وتوجيـه ونُصح، كان لازم تشوفوا هو بيشـوف أي وبيعمـل أي علشان أي غلط تـلحقـوه قبلـها، الترند دَ كان مشهـور جـدًا وقتـها حتىٰ مـامي جت وحذرتنـي وخلـتني شُـوفت الفيديو وقالتلي أوعـي تعمـلي كده فهمـتني أن دَ غلط وممكن يُضـرني حتى بعدها ظـهر تـرنـد كان طـفل يكتـم نفسـه وبـاقي الأطـفال يضغطوا على صدره علشان يشوفوا هيتحمل قد أي ميعرفوش أن ده غلط وأنهم بينهوا حياتهم بإيديهم وقتها وريت مامـي الفيديو وقالتلي كده غلط، الطفل أو الشاب المراهق بيحتـاج رعـايـة واهتمام خاص، مش تسيّب ونقـول مُـش صُـغير مُـش نفرحـه بأنه كبر شال موبايل رغم أننا كده مُمـكن نكون بنعـرفه إزاي يدمر حيـاته بـإيديـه يعنـي مثلا يا خالتو تقدري تجيبـي وصفـة أكل من النت غيـر لما تتـأكدي من وجود مكوناتها عندك وأنك على يقين تام بأن وجود المكونات دي هيطلع الأكلة أروع ما يكون! أكيد لأ مش هتحاولي تعمليها لو مش عندك مكوناتها أصلا فعلشان ندي الطفل فون لازم نكون على يقين بأنه هيستخدمه صح وأنه ناضج مش أي حاجة يُشوفهـا يقلدها ونكون عارفين أي اللِ بيحصل حولينـا ونعرفـه لِـولادنا علشان لما يتعرض عليه يعمل الخطأ ده يكون واعٍ ولازم برضو ويكون عليه رِقـابة يعني احنا كبـرنا حاليًا رغم كده ممكن نشوف فيديو ونعمل زيه واحنا مش عارفين أنه غلط أصلا فمابالك بقا بطفل، أهو ضاع مستقبله بسبب عدم نضج وإهمال و..
يوسف”بمقاطعة” : سيـلا لو سمحتِ كفاية أنا راضي بقضاء ربنا وصابر لأن ربنا قـال تعالـى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِين} [محمد: 31]، وقال تعالى: {إنَّمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجْرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ} [الزمر: 10].
فاطمة”بحزن”: معاكِ حق يا بنتِ، أنا ضيعت ابني بإيدي.
سيلا” وهي تحتضنها” : أنا أسفة بجد يا خالتو بس من صدمتي من اللِ حصـله.
وأثناء مرور يُسـر لمـنزلها نظرًا لأنها في أجازة مُنتـصف العام، فكانت تشتري بعض مكونات الطعام التي ستحتاجها نظرًا لأن الطبخ هويتها المُفـضلة.
الحـاجة “أم حسن”: يا يسُرا، أنتِ يا بت.
يُسـر” بابتسامة مصطنعة” : أيوا يا خالتي خير، أنا مش يسرا اسمي يُسـر مش كل يوم كده بقا
الحاجة ” أم حسن” : يسر ولا يسرا هي فارقت ياختي وريني كده يا بت جبتي أي؟
يُسـر” بابتسامة غيظ”: مَـتسيبي يا خالتي الشنطة الله! هقولك أنا مش لازم تشوفي.
أم حسـن: لأ يا ختي أنا مُش عاميـة، هاتي الشنط دي وأنا هشـوف بنفسي، الله جبنـة موزاريلا بكام دي يا بت يا يُسرا.
يُسـر: كيلو ب ١٠٠ جنيه
أم حسن: يالهوي ١٠٠ بحالها ده أنتوا أغنياء أوي، طب بصي هاخدها أصل الواد حسن ابني كان عايزني أعمله بيتزا وأنا عارفاكِ مش بخيلة.
يُسر”بغيظ” : ماشي يا خالتي هاتي بقا الشنط
أم حسـن: لأ استني، أيـه كل الأكل، ااه صحيح نسيت أن عائلتكم كبيرة يختي، وأنا أقول الواد مازن ده جايب الجسم ده كله من أي، أتاريـه من الأكل
وفجأة استمعا إلى صوت إصتدام قـوي فَوجدت يُسـر أخـيها قد وقـع بدرجـاته النـاريـة.
فقـام أولاد عمـومتـها بحـمله وأخـذه إلى المستشفىٰ وما جعل قلبهـا يطمئن قليلًا أنه يستطيع أن يقف على قدمه ولكن جسـده يألمـه بشـدة.
يُسـر “بغيظ وضيق” : خلصتِ يا خالتي! ارتاحتِ أهو الواد كان هيروح فيها.
أم حسن”باستفزار” : أيوا يا أختِ خلصت بس أخدت برتقانتين على علبة سمنة وشوية فراولة وحتتين لحمة أصل ابني بيجي من الشغل تعبان ولازم يتغذىٰ.
يسر”عندما نظرت إلى ما أخذت وجدت أنها” : أخذت كل البرتقال وتركت اثنتين فقط وكذلك الفراولة أما اللحمة تقاسمتها وأخذت علب الجبن والسمن بأكمـلها، وأنـا مالي بحسن يا خالتي كان باقي من أهلي!
أم حسن : يا بت مش يمكن أجوزهولك وأنتِ سودا كده ومحدش معبرك.
يُسر : شكرا لأفضالك يا حاجة ألحق أطلع بقا قبل ما أموت كفاية الواد اللِ كان هيودع
أم حسن: بت قليلة الأدب فاكرة عني وحشة يختي لأ هو اللِ متهور، صحيح يا بت مش جالكم ضيوف انهاردة!
يُسر”بصدمة وبغيظ من تلك السيدة التي تظل تراقب حركة الجميع في هذا الشارع” : البت اللِ شبهك بس حلوة عنك دي وأمك اللِ نسيتكم وسافرت، وهان عليهم تسيبكم مع مرات أبوكم.
يُسـر “بصدمة” : همشي يا خالتي.
أم حسن “استني بس يا يُسـر، ألا يا أختي سابتكم لي؟ أكيد علشان أنتِ سـودة ووحشـة والبت التانية جمالها زي الأجانب.
يُسـر بعد أن ابتلعت غُصة تشكلت في حلقها ودموع على وشـك الهُبـوط؛ هل عـادت والـدتها بعد تلك الأعوام! هل مازالت تتـذكر أن لديها أبناء! كيف سيكـون رد فعل والدتـها وأختـها بعد تلك الأعوام! هل ستستطيع أن تعيش سعيـدة مع عائلـتها! وأخيـرًا قـد عـاد نصـفها الآخر؛ فانطلـقت إلى بيت جدها ولكـنها لم تجد أحدًا وأخيـرًا ظنـت أنه رُبـما ذهبـا إلى منزل خـالتـها فهبـطت درجـات السـلم بسـرعة، ثُم وقفت أمام منزل خـالتـها متشـوقةً لـرؤيتـهم
” نَظن أحيـانًا أننا لـن نشـتاق لهم، نظن أنـنا لن ينـقصنا شيء دونهم وعند الفُـراق نجـد أننـا خسـرنا أنفسـنا بدلًا من خسارتنا لهم، فيظل القلب متشوق للحظة اللقاء لعلها تُعيـد لنا الحيـاة التـي فقدناها في بُعـادهـم”
و عندمـا وصلت إلى المنزل وجدت البـاب مفتوحـًا فانطلقت مسرعة تريد أن ترى نصفها الثـاني” أختها” ووالـداتها وعندمـا رأتـهم انطـلقت مسرعة تحتضن والدتها
يُسـر” بفرحـة ودمـوع”: مـامـا! وحشتـيني أوي، كنـت بتمـنى أشوفك مِـن زمـان، كنـت محتاجاكِ أوي يـا أمـي، ااااه يـا مـامـا.
” من لحظة فُـراق دوقـت الموت
وجوايا بيصـرخ من غير صـوت
من سنيـن بـداري وبَعِـد الليـالي
وبتمنـى في ثانيـة تعدي تفوت”
ولكـن والـدتها استقبـلت هـذه المُـقابلـة بِبـرودٍ تـام وكَـأنها ليسـت بابنـتها التـي فارقتـها مُنـذ ما يُقـارب عشرة أعـوام! فكـانت خالـتها تنظر إليها بـشـفقة أمـا سِيـلا وكـأن ذلك لم يُؤثر فيـها أبـدًا.
صُوفيـا” ببرود وسُخرية وهي تُبـعدها عنـها”: خـلاص كفـاية أنـا مُـش نـاقصـة قـرف، ممكن تسـبيني عـايـزة أرتـاح مِن السفـر.
نـظرت لها يُسـر بعـدم تصـديق فبعد كل هـذه الأعـوام هكذا يكـون رد فعـلها.
يُسـر ” وهي تقوم بإزالة دموعها بعتـاب وخُـذلان” : حاضر يا ماما أسفة تعبت حضرتك.
ثم ذهبت إلى سيلا” وهي تحتضنها” : عاملة أي يا روحي، وحشاني أووي يا سيلا، كان نفسي نقضي حياتنا سوا..
سيلا”بمقاطعة وضيق” : ممكن تبعدي شوية كده هتخنق!
وسُـرعان ما انطلقت إلى منـزلها تبكي ثُم أمسـكت بقلمها؛ لتخرج معاناتها فلعلها تجد الدواء
” فربما تُمحـى الأحـزان بـرسمها على الجـدران”
نعـود إلى منزل يُـوسف
فاطمة: لي كده يا صوفي، كنت قاسية أوي، هي ذنبها أي
صوفيا: فاطمة مش ناقصاكِ هروح أرتاح
فاطمة”بيأس” : براحتك يا صوفي.
سِيلا: يوسف حساك متغير.
يوسف : متغير إزاي يعني، أنا كويس أهو.
سيـلا: للدرجة دي أنا وحشـة؟! ليه مش بتبصلي؟
يُـوسـف” بإحراج” : أنا أسف بس بحاول أنفذ أوامر ربنا
سِيلا”باستغراب” : إزاي يعني هو ربنا قال متبصليش وتكلمني برسمية كده! ده أنت حتى مسلمتش عليـا! يُـوسـف “بصدق” : أيوا يا سيـلا أنـا بالنسبـة ليـكِ زي أي شـخص غريب عنك وأنتِ كذلك وربنا أمرنا بغض البصر بقـوله تعـالى:” قُـلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُـمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيـرٌ بِـمَا يَصْنَعُـونَ” [النور:30
سيـلا: طيب لي كده هـو أنك تُبصـلي حـاجة غلـط! طب إزاي؟
يوسف: لأن مِـن غير قصـد مُـمكن قلبـي يتعلـق بيكِ وأنتِ مُـش حَـلالـه، مُـمكن أبُصـلكِ نظرة مش كُويـسة ممكن أوصل دماغي لأفكار غلط، فربنا أمرنا بغض البصر علشان نحافظ على قلوبنا لنصيبنا، بدل ما نِـرهق مشاعـرنا مع الشخص الغلط ولما يجـي الشخص الصـح ميبقاش عندنا مشاعر نديهاله رغم أنها حقـه أصلا، وده كُـله ليه بسبب نظرة غيـر حلال نتـج عنـها إعجـاب فخليكِ دايمًـا فـاكرة أن النظـرة الأولـى ليكِ والنـظرة التـانية عليكِ.
سيـلا “باستفسار” : طب ليـه الأولى ليا والتانية عليـا
يُـوسـف “بفرحة لرغبتها في المعرفة” : الأولى ليكِ لأنك مش بتكونِ عارفة اللِ قدامك وممكن تكونِ بصيتي بالغلـط أو نظـرة غيـر مَقصُـودة، أمـا الثانية فأنتِ عرفتِ اللِ قُدامك فمالكيش حق ترفعي نظرك فيه تاني أو هتُحاسبِ عليها.
سِيـلا: طب ما أنت مسلمتش هو السـلام كمـان حـرام
يُـوسـف : أيوا حرام جائز فقط لمحارمك زي أبوكِ أخوكِ زوجكِ عمكِ وخالكِ.. أما أي شخص غريب أو حتى ابن عمك ابن خالتك أخ زوجك فهو حرام ولايجوز فعن عائشة رضي الله عنها قالت:” واللـه مـا أخـذ رسـول الله صلى الله عليه وسلم النساء قط إلا بمـا أمره الله تعالى، وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن البيعة: “قد بايعتكن كلاما”.
سيلا: تمام، طيب أنت لسه عند وعدك ولا لأ؟
يُوسف” بهدوء “: أنا أسف بس مَـقدرش أظلمك معايا.
سيـلا: أنا مُـوافقة وده مش ظُـلمي ده حلـمي، فلو مُـش عندك اعتراض ممكن تساعدني أحقـقه!
يُـوسـف: أنا حاليا عبء كبيـر هتقدري تستـحمليني ومُـش هيجي يوم وتملي أو تنـدمي!
سِـيلا: أنا مُسـتحيل أمـل منك أو أنـدم، وهفضل جمبك ومش هيبعـدني عنـك غيـر المُـوت.
كل ذلك وكانت تُشـاهدهم وهـي سـعيـدة وتتـمنى أن يسـعد ابنهـا مـع عشـيقته سِـيلا!
وبعـد تنـاول العـشاء صـعدت سِـيلا إلى غرفتـها كي ترتاح، ثُـم قـامـت بالإتـصال بأحـد ما.
سيـلا” بصوت منخفض خوفـًا من أن تأتي خالتها على غفلة” : هـاي! عمـلت أي في اللِ قولتـلك علـيه! لأ لأ مَـعرفتـش حَـد! مُنتـظرة ردك في أسـرع وقـت! لأ لأ يُـوسف مُـش لازم يعـرف حـاجة أنـا مُـش هقدر أواجهه و….
ولكـن قطعـها حديثها مالم تتوقعـه أبدًا وهو……
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنكهة الواقع)