روايات

رواية بنكهة الواقع الفصل الأول 1 بقلم شيماء مشحوت

رواية بنكهة الواقع الفصل الأول 1 بقلم شيماء مشحوت

رواية بنكهة الواقع البارت الأول

رواية بنكهة الواقع الجزء الأول

رواية بنكهة الواقع
رواية بنكهة الواقع

رواية بنكهة الواقع الحلقة الأولى

صوفيا”مامت سيلا” : ” عامر” زميلك متقدمـلك، وأنا موافقة وأنتِ لازم توافقي.
سيلا” برجاء” : يا مامي بليز أنا مش هقدر أوافق أبدًا وأنتِ عارفة.
ردت صوفيا” بغضب وحدة” : ولحد امتى يا هانم، هتضيعي عمرك علشان وهم! ووعد طفولة مرّ عليه زمن!
سيلا” برجاء” : باللـه عليكِ يا مـامـي مَتقوليش كده، أنتِ عارفة يُوسـف مُستحيل يتخلىٰ عني أو يخلف وَعدهُ.
نعم هي تعلم أنه لن يتخلىٰ عنها، مازالت تتذكر أخر لقاء بينهما عندما هداها سِلسـالًا وطلب منها أن ترتديه وعندما تفتقـده تنظـر إليـه وأن تعلم أنه سيكون مكسورًا حتى تعود إليه لم تكن تعلم أن مُدة الفُـراق سَتطول هكذا، نعم لم تعلم عَنـه شيء إلى الآن منذ ما يقارب العشرة أعوام! ولكنها علىٰ يقينٍ تمـام بأنه منتظرها، وهي سَتُلبي طلب لُبها وستنتظر حتىٰ تعود إليـه أو يـأتي هو إليها، فتحدث قلبها ” وإن كانت لحظـة اللـقاء هي أخر لحظة في عُمري فسأنتظرها وأستقبلهـا بِكـل سـعادة لأنني سأقابل سلامًا وأمانًا لم أعيشـه البتة سوىٰ عِنـد النظـر إلـىٰ عيناك”
صُوفيـا”بيـأس فهي تعلم مَدىٰ تعلق ابنتـها بيُوسف وليس هي فحسب وإنمـا هو أيضًا يعشق ابنتها مُنذ طفولتها، حَتـىٰ إنـه طـلب مِنها الزواج من ابـنتها رغم صغر عمرهما، ولم يتركها تُغـادر حتى عَاهدتهُ بذلك” : خلاص يا سيـلا، الأسبوع الجاي هننزل مَصر، وأما نشوف.
-سيلا” بسعادة” : أخيرًا يا مامي، هرجع أشوف يوسف تاني، حقيقي وحشني أوي بجد، يا ترىٰ شكله بقا عامل إزاي! مش عارفة لي لحد دلوقتِ رافض يبعتلي صورته من يوم ما سافرنا.
مامتها “صوفيا” : معرفش حتى وهو صغير كان حلمه أنه يكمل دراسته هنا، بس مش عارفة أي ال حصل، مش مشكلة على العموم كلها أسبوع ونعرف لما نوصل هناك، بس بحذرك بعد كده مش هصبر وأول حد هيتقدم هوافق عليه! أنا بقولك أهو.
سيلا”بحزن بعض الشيء” : أوك يا مامي هنسافر امتى؟ بابي ويُسر يعرفوا أننا راجعين!
صوفيا: هنرجع بعد أسبوع لحد مانجهز، لأ معرفتش حد ولا خالتكِ ولا أبوكِ، بالنسبة لأبوكِ دَ سبق وقولتلك ماليش دعوة بيه لو حبيتِ تزوريه هو ومراته وعياله اللِ متأكدة أنهم بيكرهوني ولا حتى يهمـوني فبراحتكِ، أما أنا هقعد عند أختِ لحد لما أرتب حياتي هناك.
سيلا”بلامبالاة”: عادي يا مامي أنا أصلًا نسيت وجودهم ومش فارق معايا، يلا أنا خارجة مع أصحابي بقا.
كان ذلك يحدث في مدينة لندن عام2025 حيث برودة الجو الشديدة والهواء البارد الذي يجعل أمواج البحار تتصادم مع بعضها بقوة وكأنها تتعرض لِـزلزالٍ ما، والتـساقط الشديد لأوراق الأشجار وإهتزازها بقوة وكأنها ترفض ماتتعرض له مِن خذلانٍ وخسارةٍ في آنٍ واحد وتريد أن تحمي أوراقها فتهتز حزنًا على خسارة أوراقها.
في إحدىٰ المباني شاهقة الارتفاع، والتي تُطـل على إحدىٰ الحـدائق، في أحـد بيـوت هذه العقـارات؛ التي مِـن داخلها وكـأنها قصر في إحدى الروايـات الخيـالية؛ حيث يتكون كل منزل مِن طابقين؛ الطابق الأول به غرفة الاستقبال والمطبخ وبعض الأثـاث الراقي البسيط، والدور الثاني به العديد مِن الغرف التي تجعلك وكأنك في أحد القصور وليس بمنزل صغير فقط، نجد سيادتين؛ أحدهما تبلغ من العمر الخامسة وأربعون عامًا ولكن من يراهها يعتقد أنها في العشرين من عمرها، والسيدة الأخرى يظهر أنها فتاة تبلغ إثنا وعشرون عامًا وتدرس في كلية الطب، من يراهها يتمنى أن يعيش نفس حياتها ولكن لا أحد يعلم ما تعانيه ولو علم سيشفق عليها بشدة، وكان هذا الحديث نتيجة قرار أحدهما في قطع هذا الصمت الذي كان ينتشر في المكان.
ولكن في طريق سيلا للخارج جاءت في بالها ذكرىٰ عندما أخبرته بسفرها مع ولدتها حينها كانت في الصف الثالث الإعدادي وهو في الثـالث الثانوي .
يوسف” بِحُزن شديد”: هتسيبيني وتمشي كده! مش إحـنا اتفقـنا نكـون سوىٰ دايمًا.
سيلا” بدموع”: أنا أسفة يا يُوسـف بس أنت عارف أني بحب مامي جدًا ومُـش هقدر أستغنىٰ عنها.
يوسف” بحنان ودموع” : خلاص يا سيـلا أنتِ عارفة أني مش بَقـدر أتـحمل دُمُـوعـكِ، سافرِ يا سـيلا بس أوعديني متنسينيش وأنا مش هنسـاكِ أبـدًا، وهكلمـك عَلـطول وهحـاول أجـيلك أكمل دراسـة معاكِ بس أوعديني تكونِ أشطـر دُكتـورة.
سيلا”بدموع” : حاضر يا يُوسِـف أوعـدكَ.
يوسف” وهو يقوم بإزالة تلك الدموع العالقة في أهدابه فهو يَشعر أن رَوحـه سَتُغـادر معها فهـذه لأول مَرة يتذوق من كأس الفراق فهم يعيشون معًا ولايفترقـوا سوىٰ للنـوم فكيف ستتركه الآن ولِمـدة لايعرفهـا: كفاية دُمُـوع كفـايـة أو هتـخانق مع خالتهُ وهتجـوزكِ دلوقتِ، وبعدين حـرام عليـكِ دَ تمـن الـهديـة ال جبتهـالكِ!
سيلا”وقد تناست أحزانها” : الله! جبتلي أي يا يُوسِـف!
يُوسِـف “بابتسامـة لرؤيـة ذلك الحماس”: ماشـي يا قمـري، اتفضلـي يا ستِ.
سيلا” بغضب لم يليق على سنها ” : ستك إيـه يـا حبيبي، دَ أنا قـمر وبذمتـك ستك قمر زيي كـده!
يُوسِف” بضحك” : الحقيقـة لأ، أنا أسف ليكِ، يعني مش عايزاها!
سيلا “أخذتها بسرعة من يده” : لأطبعًا هات، الله يا يُوسِف قمر أوي السلسة دِ، بس ليـه قلبها مكسـور!
يُوسِف : علشـان أنا معايا الجزء ال يكمله علشان لما نتلاقىٰ تاني نجمعه، ومِن يوم ما تِسافري هكون شبـه القـلب المَكسـور دَ لحد لما ترجعّيلي رُوحِـي، ثم محت تلك العبرات التي كانت على وشك السقوط وأكملت طريقها، وهي مُتيـقنة أن حُبـها مازال ينتظرها وهي مَن سَتُعيد له روحه قريـبًا.
في إحدى محافظات مصر، في إحدى الحارات الشعبيـة وفي إحدى البيوت التي تشع جدرانها الدفء، في بيوت عندما تراها تشعر وكأنك في زمنٍ مختلف عن الحياة، وكأنك تشاهد إحدى الأفلام الوثائقية الجميلة، هذا المكان الممتلئ بالشباب وكبار السن والأطفال وهم يشاهدون تلك المبارة التي تثير الجدل دائمًا وهي”مباراة الأهلي والزمالك”، وأمامهم العديد من المشروبات.
مازن: شايف! شايف بذمتك دَ لِعب، يا ابني العيال في الشارع بيلعبوا أحسن من كده، أووووووه، أيوا أيوا هتيجي.
وفجأة تعالت الأصوات “جووووووووول”
عمر: فيها ضرب الجزاة، أنا عارف أكيد دافعين للحكم كالعادة.
مازن” باستهزاء”: حِجة البليد بقا نقول أي!
نذهب عند إحدى عمارات المنطقة نجد أن جميع النساء مجتمعين في منزلٍ واحد.
يسر : أنا بقولكم أهو الزمالك اللِ هيفوز وهتشوفوا
جميع من بالمنزل في صوت واحد : نينينيني، كان عاملها زمان يا فالحة
يسر: تمام أوي كده! اعملوا حسابكم مش أنا أحسن طباخة هنا!
الجميع: حصل
يسر”بخبث” : يبقا لو الزمالك خسر أنا مش هعمل أكل انهاردة، تدروا ليش.
يارا”بحزن مُصطنع” : هيكون لي يعني علشان أنتِ مُفتـريـة، وظـالمـة، وقاسية.
يسر”بهدوء” : تؤتؤ، أنتِ تعرفي عني كده يا بنت عمي! دَ علشان هكون زعلانـة على فريقي، وعلشان خايـفة عليكم، مش يمـكن أسمكم بعد الشر يعني أصل كله إلا فريقي، أماااال.
مي: طيب يرضيكِ أنتِ جدك وجدتك الغلابة دول يموتوا من الجوع!
يُسر : ااه يرضيني عادي.
الجدة: علشان أنتِ متربتيش.
يُسر”ببرود” : سيد عيب ماتقولش كده احنا أهل.
الجدة” وهي تلاقي عليها تلك الزجاجة التي كانت في يدها” : امشي يا محترمة يا متربية، بس أنا سيد يا عديمة النظر، دَ أنا قمر، يا بت وأنا جمبك بيفتكروني أختك الصغيرة.
يسر : حصل على يدي دي على يدي.
وظلت تلك الحرب مشتعلة حتى أعلن فوز الأهلي على الزمالك بثلاثة أهداف مقابل لاشيء
وتعالت تلك الأغاني من أفواه الجميع مساءً ورجالًا، وتلك الألعاب النارية في كل مكان.
مازن: أووووه أهلاااااوووي، أوووه أهلاااااوووي، مُبـارك يا رِجالة عقبال اللِ جاي إن شاء الله، مبارك يا عمر تعيش وتاخد غيرها يا صاحبي، مَقولنا اختار فريقك كويس بس أنت وعديمة الدم اللِ فوق دي مش عارف جايبين الدماغ دِ منين.
عمر”بغضب” : أخرس يلا! احنا لينا ضربتين جزاء بس الحكم ظالم.
مازن : والله على قد فرحتي بيكم على قد منا عايز أعيط أني مش هتعشى انهاردة أنا عارف.
أحمد: تفتكر هتعملها تاني؟!
مازن: أكيد يا ابني.
أحمد وعمر: يعني إحنا كمان مش هنتعشى انهاردة! طب يلا بقا نروح نجيب عشا للِ هيناموا من غير عشا دول وناخد ليوسف معانا.
مازن :تمام يا شباب يلا، أنا مُـش عارف بس هيفضل كده لإمتىٰ.
عمر: ربنا يهديـه يا صاحبي.
مازن وأحمـد : آمـين يـارب.
وبالفعل قاموا بشراء العشاء واختيار وجبـة كل شـخص المُفـضلة، وعندما دخـلـوا مَـنزل الجـد، وجـدوا الآتـي؛ الجـدة وَ الجـد أمـامهما العديـد مِـن قِـطع الفواكه والخضراوات ” طبق كبير مليء بالتُفاح والمـوز وآخر به العـديد مِن الطماطم والخيـار”
وباقي الأفـراد عدا الفتيـات يـتناولون الطماطم والخِيـار أيـضًا، أما البـنات ماعدا يُسر كُـل مِنهـم حاولـت عمل طعام لها ولكن باءت تجربتهم بالفشل كَالعادة فكـانت يـارا تتـناول طبق من البـيض المحروق، بينـما مـي تتـناول البطاطس المـقلية التي أصبحت كالمهروسة!
الجدة”بغضب” : مِنها لله الخـدامـة، ااه ياني دماغي هتنفجر ضغطي علي من الطماطم منها لله ، اااه ياني! بـابـا ياريـت تمشـيها ومتقبضهاش الشهر دَ، المهملة دِ! مـازن : إزيـك يا چــو، مَنـزلتـش شُـوفت الماتش معَانا ليه؟
يُوسـف: مـازن الله يباركلك مُـش كُـل مَـرة، أنت عارف أني مش بحب أخرج غير للمسجد وبس
مَـازن”بحـزن” : لحد إمتـى هتـكُون كده يعني، امتى هتعيش حياتـك
يُوسـف : أنا عايشها ومرتـاح كـده، ممـكن تُخرج وتسبني بقا!
مَـازن: حـاضر بس بص انهاردة كان ماتـش الأهـلي والزمـالك ولأن الزمـالك خسر فطـباخة البيت كالعادة غضبت علينا وحرمـتنا من العشاء فجبت ليك معانا أكـل مِن بره.
ثم سرعان ما استمع إلى صريـخ والدتـه علىٰ ما تُسمىٰ أختـه؛ فَعلِمَ بحدوث مصيبـة مـا.
مَـازن”بيأس” : أنا عَـارف أننـا مش هنخلص من أم الليلة السوداء دي!
يُوسـف “بسرعة” : سب الدهر محرم شرعاً، سواء عبر عنه بالدهر أو الزمن أو اليوم أو الوقت، فقد جاء في الحديث القدسي: يقول الله تعالى: يؤذنيي ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري، فخد بالك يا حبيبي مينفعش ولاسنة سودا ولا يوم أسود ولا الكلام ده.
مـازن: جزاك الله خيـرًا وبـارك فيك.
يُوسـف”بابتسامة” : وفيك يا رب.
مـازن: طب هطلع أنا بقـا أشوفـها ولـعت في البيت ولا لسـه!
وسُـرعان ما صعـد إلـى أعلـى، فوجد والدتـه تتشاجر مع يُسر.
فتحية: لي كده يا بنتِ حرام عليكِ، تاخدي الهدوم كلها تُحطيـها في الغَـسالة يا مُفتـرية.
يُسـر: ماما أنا معملتش حاجة، الهدوم ماكنتش نظيفة، غلطانة أني شلت همكم!
والدها: أي! بتستهبلي! واستخدمتِ أُوكسي الشهر، طبـعًا م الهـانم مش تعبـانة في الفلوس، ولا فلوس الكهرباء كمان، غُوزي من وشي.
مَـازن: الكلام ده صح يا يُسر، بالله عليك بُكرة الجُمعة خليتِ عـباية للصـلاة طيب.
يُسـر “بلامبالاة” : لأ، ابقا البس من عند ولاد عمامك.
ذهب ثلاثتهم وكادوا يبكوا من جنونها، هكذا تفعل عندما تحزن كي لاتحزن وحدها!
بعد منتصف الليل قبل الليل بسـاعـة، كَـانت يُسـر تُيقظ أخيـها
يُسـر: باشا، أباشا، يا حاج!
مَـازن “بإزعاج” : أي تاني حرام عليكِ عايز أنام شوية
يُسـر : يلا يا بني لبي نداء ربنا، قيام الليل، يلا يا زومااا بقااا
مـازن: (لا رد)
يُسـر أتت بكأس من الماء ثم جلست بجانبه : بسـم الله
مَـازن: اااه حرام عليكِ بقا امتى هتكبري.
يُسـر: الصلاة يا باشا، وبعدين يـلا شبـاب العيـلة كُلـهم مُعتمدين عليك، وهتشيل ذنبـهم معاك.
مَـازن: خلاص قومـت أهو، طب هلبس أي دلوقتي!
يُسـر : معرفش أنزل كـده، وبليل إن شاء الله تكون هدومك نِشفـت.
مَـازن: يا رب توب علينا من الذل دَ بقا، أنا مُش عارف امتىٰ ونرتاح منك، إلا مافي عريس واحد بص في خلقتك حتىٰ.
يُسـر”بغرور” : معلش يا بابا أصل أنا مش أي حد، ويوم ما يجي حد لازم يجي اللِ يناسبني.
مَـازن “بغيظ” : لأ يا حبيبتِ هما بس خـايفين على نفسهم لتجننينهم.
يُسر: أنت لسه هترغي ما تمشي بقا، عايزة ألحق أصلي ومتنساش تدعيلي معاك.
وانطلق مازن وذهب ليوقظ ثلاثتهم فوجد يُوسف مُستـيقظ ثم أيقـظ أحمد وعُمر وانطلق معهم إلى المسجد بعد أن أخـذ منه جِلباب ولكن لسـوء حظه أنه لاتوجد ملابس تِناسـبه لأنه الأكثر وزنًا في جميعهم وعمر الأقرب لوزنه، فارتدى ذلك الجلباب الذي يكاد يخنقه بسبب ضيقه عليه، فهو يشعر أن ذلك الجلباب سينفجر عليه، وأثناء قيامه الليل في المسجد وأثناء الركعة الثانية تحديدًا تمزق ذلك الجلباب، فوقع الجميـع أرضًا من ذلك الموقف الحرج، أما هو فابتسم ببلاهة وهو يحاول أن يخفي جسده بيده وبداخله يريد أن يفتك بتلك التي تسمى أخته!
أحمد” بضحك وهو يسقط أرضًا” : مش قادر العباية اتفجرت.
عمر” بضحك وبعيظ في آن واحد” : ينفع كده قطعت أكتر حاجة بحبها في لبسي، منك لله.
يوسف” بضحك” : عمر عيب كده! أستوروه الأول يا شباب، خلاص هيموت من كسوفه، مكسوفة يا بيضة!
مَـازن: أخرس يلا أنت وهو هلاقيها منكم ولا من شيخ الغفر اللِ في البيت، لما أروحلها بس والله هوريها، اتنيلوا شوفولي حاجة تغطيني.
أحمد وهو يأتي بستارة ما يبدو أنها كانت للمسجد وهو يقوم بوضعها على كتف مَـازن : يلا يا حلوة، أستري نفسكِ قبل ما الرجالة تيجي لصلاة الفجر ويفهمونا غلط.
وللأسف اضطر مَازن أن يقوم بلف تلك القطعة من القماش وأصبح كأنه ذاهب لقضاء مناسك الحج ولكن بدلا من الأبيض كان الأزرق، وانتهى اليوم باستغراب وسخرية كل من يقابله حتى وصل للمنزل فوجدها تنتظره كالعادة آمـلة أن تحصل على بعض الحلوة كما أعتاد أن يفعل دائمًا حيث يهديها شيئًا مكافئةً لها لأنها أيقظته وعندما رأته فهيئته تلك سقطت من على الكرسي وهي تكاد تبكي من كثرة الضحك حتى وجدت شرارًا يتسـاقط من عينيه وهو يركض خلفها فقامت تهرب بسرعة خوفًا من أن يلحق بها حتى وجد تلك القماشة على وشك السقوط فسارع إلى غرفته.
مر أسبوع على تلك الأحداث؛ فكانت سِيـلا ووالدتهـا يقومان بإجـراءات الـوصـول إلىٰ مِصـر، وكـانت الأمـور مُسـتقرة إلى حـدٍ ما في ذلك العَقـار، حتىٰ أتىٰ اليـوم المَـوعـود؛ وهو يـوم لِقـاء سِيـلا بِيـوسف، فهـي كانت تنتـظر هـذا اليـوم مُنذ عشرة سنوات! فعقـلها لايزال يصدق أن يوم اللقـاء قد أتـىٰ أخيـرًا، فكَـان الحمـاس يملأ قلبهـا وضربـات قلبها تتصـاعد كُلما أقتـربت مِن مـنزلـهِ، ثم قامـت برن جرس مَنـزل مَالِك قلبها وعقـلها يُوسـف تزامنًا مع إرتفـاع ضربات قلبها لِحد لايُـمكِن وصفـه، والتـوتـر الذي أصبـح يتخلل جميع حواسها، فهي حتى لم تشعر بنظرات الإستغـراب التي كانت تحاوطـها فذلك الحي الشعبي الجميع يعرف بعضه بعضًا؛ فبـالطبـع علمـوا أنهـا غريبـة رغم التشـابه الكبيـر بينـها وبيـن توأمتها يُسـر، وعنـدما فُتح الباب بواسطـة خالتـها، حتى أنها لم تتعـرف عليـها أو تنـظر لها ولكن ذهبت لتبـحث عنه لم تقـوىٰ حتىٰ أن تسأل أحدهم علىٰ غُرفتـهِ ولكن انطلقت كَالصـاروخ تبحـث هُنـا وهُنـاك، “قلبي يحترق شوقًا لرؤيتك، وقلبي دُفن مُنذُ البعاد؛ فاقترب باللقاء وامحي الفراق وأحي الفؤاد”.
وأخيرًا وصلت لضالتها وكانت الصدمة……

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنكهة الواقع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى