روايات

رواية بنت المعلم الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء الرابع والعشرون

رواية بنت المعلم البارت الرابع والعشرون

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة الرابعة والعشرون

حدق به متسائلاً بجمود :
ايه ؟!
تنحنح خيري بتوتر مجيبه ببسالة :
يعني معجب بيها من سنه أولي وقررت اخد خطوه جديه السنه دي
رتب المعلم سالم علي كتفه بخفه مغمغم بشرود :
مستعجل ليه ما لسا بدري
رفع سبابته يرجع نظارته للخلف مردد بتعلثم :
مش فاهم بصراحه
هتف بهدوء طاغي :
هفهمك أنت هتخرج من هنا وتخفي من وشي للابد، وتنسي أن في واحدة اسمها رحمه في الدنيا من أصله
واستطرد بحده :
عشان بدل ما تدخل دنيا، تخرج منها
اقتضب خيري بين حاجبيه مردف بامتضاض :
كنت فاكر حضرتك متحضر اكتر من كدا
تنهد سالم بعنف ووقف يجره خلفه من تلابيب ثيابه أمام الصوان بأكمله…. حاول خيري فك قبضته ولكن دون جدوى، لم يتوقف المعلم إلا خارج الصوان وهو يدفعه بعنف متمتم بضيق :
قسما بالله لو ما خفيت من وشي حالا، ما أنت خارج من هنا علي قبرك

 

 

هندم خيري سترته ثم رمقه بحنق وتحرك يبتعد خوفاً من شرارات أعينه المصوبة إليه… اقترب جابر كي يفهم سبب غضب أخيه ومن هذا الزائر الذي طرد، اقتصر المعلم أسالته وأشار إليهم معاودة الجلوس وتحرك لداخل منزله دون أي إضافات،
ابتعد خيري عن المنزل بمسافة بعيده يوبخ سالم علي احراجه أمام الجمع… قطعت سيارة طريقه فجأة ليعود للخلف بزعر، ومن ثمّ فتح سائقها الباب المقابل له يناديه بترحيب :
ما تتفضل يا حضرت اوصلك
نظر خيري حوله بتفكير ثم صعد بجانبه كي يوصله خارج القرية بدلاً من السير…. حرك الأخر السيارة يسأله بفضول :
متعرفناش بحضرتك
قدم خيري نفسه بكبر :
الدكتور خيري أبو الفضل، دكتور جامعي
أمأ إليه بسعادة وهو يقود السيارة ثم قال بتسأل :
بس هو ايه حصل بينك وبين المعلم سالم عشان يطردك كدا
رمقه خيري بحنق واجابه باقتضاب :
افضل محكيش
لوي فمه ساخراً وانشغل في القيادة بعقل شارد في سبب طرده من الصوان…. وما سبب مجيئه ؟!، تطلع إليه بضيق وتمني القاءه من السيارة بعنف، ولكن منع نفسه من فعلتها فهو يحمل سبب مجهول بالنسبة إليه سيعرفه حتماً،
؛************
حاولت الاتصال تكراراً ولا يوجد رد … حاولت مرة أخري بأمل أن يراه هذه المرة الأخيرة، اجفلت علي دلوفه من الباب الخاص بالنساء، عقد حاجبيه متسائلاً :
واقفه كدا ليه ؟!
إجابته بتوتر ملحوظ في نبرتها المتلجلجه:
بابا كنت عايزه اقولك علي حاجه ضرورية وحاولت اتصل بيك
مسح وجهه بيده مردد :
حاجة ايه ؟
اقتربت منه ثم رفعت نظرها إليه مردفه بتعلثم :
حضرتك عارف ربتنا ازاي واننا لا يمكن نعمل حاجه غلط صح
تطلع إلي حركة يدها المرتعشة وقال بهدوء أربكها :
دا سؤال ولا أجابه
أغلقت أعينها لثوان تستجمع قواها… ثم هتفت بتلجلج آثار فضوله في سبب حالتها :
ممكن تيجي معايا
واستطرد بـ خوف :
بس بالله عليك ما تحكم عليا غير ما تسمعني
؛***********
وقف يعقوب بضجر من سبب مجيئه في ذلك المكان بالتحديد… ربما من يراه يفهم خطأ خاصه أنه بالقرب من الباب الخلفي الخاص بأهل المنزل، حاول وصول لسبب طلب حسناء من سميه أن يأتي الي هنا في ذلك الوقت، حتي أنه لم يري خليل الجالس على المعقد خلفه من انشغال تفكيره وتشتت علقه،
ذاد تركيزه عندما رآها تخطو باتجاهه بملامح مقتضبة… وقفت أمامه قم هتفت إلي خليل الماكث بالقرب منهم :
خليل لو سمحت تعالي
دار يعقوب يتأكد من وجوده بتعجب… بينما اقترب خليل بصدمه عندما رأي يعقوب معاها فقد انشغل هو الآخر في رسم أحلامه وهو يوليه ظهره، عاد يعقوب نظره يسألها بحده :
افهم أنا هنا ليه ؟!!
إجابته وهي تشير علي خليل المندهش :
خليل هيقولنا
تطلع يعقوب إليه بعدم فهم، ليقول الاخر بتوتر :
لوحدنا احسن يا حسناء

 

 

رفعت حاجبيها باستنكار مردده بحنق :
ليه هو الانت قولته يخصني لوحدي ولا يخص الأستاذ كمان
شعر يعقوب بالضيق من أسلوبها في طريقتها عنه، ليقول بصرامة :
انتم هترموني لبعض، افهم أنا هنا ليه
بلع خليل لعابه بتوتر فقد فعلت ما لم يتوقعه لو بعد أعوام ….. بعد تفكير سريع أردف بتعلثم جعل حسناء تتأكد من شكوكها من البداية :
,
أبدا دا في حد سمعك بتقول…
بترت حسناء حديثه بحده مردده :
لا أنت الـ جيت قولت
نظر يعقوب إليها بتسأل لتجيبه باقتضاب :
قال إن أنت ماشي في البلد تشوه سمعتي وتقول كلام محصلش وأنه حاول يوقفك وانت عليت صوتك عشان تمسع الناس
لم يشعر خليل الا بقبضة يعقوب علي ثيابه يقربه منه …. عندما كست الحمرة أعينه مردد بهسيس:
الكلام دا حصل
أمسك خليل قبضته وهو يحاول تماسك نبرته التي خرجت متلعثمة :
يعني أنا زي ما بقولك سمعت من الناس
فتحت حسناء عينيها علي وسعهم مردفه وعلامات الاستغراب من تحوله المفاجئ :
ناس ايه أنت مش قولت انك سامعه بنفسك وجاي عشان نشوف حل
اشتدت قبضة يعقوب عليه مزمجر بحده :
يعني جتلي عشان توعيني وجتلها عشان تشوف حل
واستطرد بشرار:
دا أنت ملاك ياخي
كاد يعقوب بتسديد لكمة عنيفة مقابل تفكيره وتشتيت عقله بسبب حديثه منذ ليلتين لم يذوق الراحة … والآن يأتي كي يثرثر بالكذب وتهمه، تأهب خليل في وضع الاستعداد تلقائياً كي يدافع عن نفسه من صاحب تلك الأعين القاتمة،
: يعقوب
صدم ألجمت يعقوب من وجود صاحب الصوت، يتقدم منهم بشموخه وتعابيره الجامدة….. بينما شعر خليل بالقلق من وقوعه في مأزق لا يعرف باب خروجه منه لوقوف عقله عندما وجد المعلم سالم يقف أمامهم…… تحركت حسناء للخلف تعود خطي قليلة تختبئ خلف المعلم،
ليتقدم يفك خليل من قبضة يعقوب، ثم رتب علي كتفه مردف بهدوء :
تشكر يا خليل أنك خايف علي بنتي اوي كدا
واستطرد بجمود:
بس مفيش داعي لأن عارف بنتي كانت مع يعقوب فين
علت الدهشة علي وجهه خليل واردف يثرثر بعدم فهم :
يعني أصل محدش يعرف أن في خطوبه عشان كدا تلاقي حد شافهم وقال كدا
سيطر يعقوب علي ملامح الدهشة ورسم الجمود بدلاً منها …. بينما توتر خليل من نظرات سالم المتحدة فقال ببسمه طفيفة :
علي العموم الف مبروك

 

 

واستأذن بالرحيل وما أن أشار إليه سالم تحرك بعجلة للخارج ….. لم يتوقع أن الأمر هكذا أبدا، تخيل أنها مجرد علاقة عابرة بين يعقوب وحسناء… فقرر اللعب علي تلك الوتر الحساس لهم، وابتزاز حسناء كي يتقدم للزواج منها،
نظرة ثابته لمح يعقوب بها لثوانً ثم تحرك هو الآخر بجمود من أمامه، جال يعقوب يبحث عنها أين اختفت في لمح البصر هي الأخرى، هناك اجوبه يحتاج إليها الآن ليفهم ما يدور…. وما ذاد الأسواء الأحمق خليل واعتقاده بخطبتهم، حتماً سيعم الخبر البلدة في دقائق، بقلم حسناء محمد سويلم
؛*********
من العادات والتقاليد جلوس العروس مع عريسها بعد عقد القران كي يتناولوا الطعام معا في غرفة خاصة، كي ينعموا بقسط من الراحة بعد يوم شاق،
جلست مي علي مقعد في آخر الغرفة تطلع إليه باشمئزاز وهي تراه يأكل من المائدة بتلذذ، متجاهلها تماماً بعد رفضها مشاركته في الجلسة….
شعرت بالغثيان عندما اسمك المحرمة يسمح يده دون أن يقوم بغسلها، فتحت فمها بذهول وهي تتأمل كمية الطعام التي تكفي لثلاث أشخاص قام بأكلها بمفرده،
: قومي شيلي الأكل
تمتمت بصوت منخفض لم يفهمه، عقد حاجبيه قائلاً بضيق :
بتبرطمي بتقولي ايه
رمقته بدهشه بنيان جسده الصغير مع صوته الغليظ، كمية الطعام أين ذهبت في ذلك الجسد النحيل ؟!!!
: تنحتي كدا ليه
سألها بملل من صمتها المعتاد، لتجيبه بحنق :
هو انت مش بتاكل في بيتكم
تطلع إلي المائدة وردد ساخراً :
ايه هتعدي عليا اللقمة
تجاهلته ببرود ونظرت للجهة الأخرى، شعرت به يتقدم منها فعادت تحذره بحده :
رايح فين إياك تقرب خطوة مني كمان
لوي فمه مردف بتهكم وهو يلقي المحرمة في وجهها :
يعني هقرب من السفيرة عزيزة
أبعدت المحرمة عنها بقرف … قائلة بغضب :
أنت اتجننت اه ما صحيح واحد مش بيفهم غير في البهايم
ابتسم بسماجة مردد وهو يلعب حاجبيه :
ما عشان كدا اتجوزتك يا عجل فريزي
وقفت تهتف بغضب وهي تشير علي نفسها :
أنا عجل
حدق بوقاحه علي جسدها يغمغم بعبث :
لمؤخذا عجلة بتلو
عادت في جلستها بتوتر من نظراته تهمس بضيق:
قليل الأدب كمان
نظر ربيع إلي جرح في يدها متسائلاً :
هي الـ في ايدك دا ؟!

 

 

نظرت إلي أعينه المثبتة علي جرح كان نتيجة ضرب أخوها سالم العصا… بالرغم من حرصها علي وضع العلاج والمراهم المتخصصة إلا أنه الجرح الوحيد الذي ظهر علامته بوضوح الي الآن،
: شئ مايخصكش
أمسك ربيع كفها يتفحصه باستفهام…..حاولت مي تخليص كفها من قبضته وعندما خابت محاولتها تحدثت بضيق :
سيب ايدي
ترك كفها بعد أن تفحصه وهتف بتعجب :
دا ما كان عصا
رمشت بأهدابها بتوتر وقالت بتوضيح :
كنت بهزر مع أخويا
ابتسم ربيع متمتم :
دا في حد هزاره انقل مني اهو
وأكمل بجدية :
طيب نيجي للمهم
انصتت إليه بعنايه وهو يقول :
أنا واحد بحب النظام، وبحب الست تكون مطيعه وهاديه، وأهم حاجه عيالي…
قاطعته ببرود :
طيب ما تجبلهم دادة
رد عليها بفتور… نجح في استفزازها :
وأنتِ لزمتك ايه
احتدت نبرتها متمته بغضب :
أنت فكرني خدامه ولا اي
حرك رأسه بضجر ثم وقف يقترب منها… عادت مي للخلف بظهرها من من قربه مردفه بهمس :
أنت بتقرب ليه
تجاهلها ورفع يده ويقبض علي رقبتها من الخلف يقرب رأسها منه وهو يقول بحنق :
أنا خلفي ضيق
هز رأسها يعيد حديثه بتأكيد :
أنا ايه خلقي ضيق، مش بحب المناهدة فـ اتقي شري يا يا حلوه يا بتلو
أبعدت يده تعود إلي المقعد ترمقه بضيق…. سبت مصطفي في سرها علي تخليه عنها واختفاءه منذ أن كشف أمرهم، ….تذكرت موعد رحيلها مع ربيع الأسبوع القادم إلي منزلهم الخاص مع أطفاله لتتجمع العبرات في ملقتيها قهراً ليما وقعت فيه،
ألقت نظره أخري علي ربيع الجالس في سكون ليلعب حاجبيه إليها بمراوغة ….. زفرت بعنف حتي جلستها معه رغمت عليها من والدها الذي حذرها من الخروج إلا عند رحيل ربيع كي لا تتركه، اعتقاد منه أنها ارتاضت بقدرها لا يعرف أنها فتحت طريق مجهول آخر،
؛*************

 

 

في الأعلى لا تعلم متي صعدت الدرج بتلك السرعة…. أغلقت باب غرفتها بخوف وهي تحدث نفسها :
أنتِ كدا عملتي الصح
ثم وقفت أمام المرآة تتحدث لانعكاس صورتها وكأنها شخص آخر تستمد قواها منه :
ايوا أنتِ كان قصدك خير عشان تلحقي أختك ومعملتيش حاجه غلط عشان تخافي
” تخافي ” رددت الكلمه مرات متتالية بخفوت…. ثم هتفت والدموع ملئت ملقتيها :
أنا مرعوبة
اشهقت تبكي بهلع عندما تذكرت جمود تعابير والدها عندما قصت ما فعلته أثناء خروجها خلف رحمه، ضمت ركبتها الي صدرها وهي تجلس خلف الباب… يزداد خوفها عندما رأت السكون في ردت فعله عندما قرر الوقوف خلف الباب يستمع إلي مواجهة خليل ويعقوب،
اجفلت علي صوت رنين هاتفها وما كانت سوي سميه التي هاتفتها مراراً … ضغطت بأنامل مرتعشة علي زر الإجابة، ثم هتفت ببكاء ونبرة مهزوزة :
أنا ضعت يا سميه
بعد مده أخيرا فهمت سميه ما حدث بصعوبة من شهقاتها وصوتها المتقطع، خطرت فكرة سوف تنقذ حسناء من بطش والدها وفي نفس الوقت سوف تساعد يعقوب، وببلاهة أنهت المكالمة لتهاتف والدها وتبدأ في تنفيذ مخططتها،
؛************** بقلم حسناء محمد سويلم
بعد مرور ساعتين مروا کـ أشهر عليه جلسته مع ضيوفه بعقل شارد… أخيرا سمح الوقت له بعد مغادرتهم بأن يدلف كي يصفي حساباته معهن،
شعر بثقل في قدميه جعلت الوهن يتمكن منه في جر خطواته….. تنهد برفق مع تأوه طفيف من آلام الزمن التي لا تريد تركه بعد ذلك العمر، حزن شديد يحتل صدره من غباء تصرفهن ووقوعه في خطأ غير محسوب، لأول مره يوجد خطأ في قاموسه وليس بأي خطأ…. أنه أمر لا يوجد فيه تهاون، صدي اسم بونيا في عمر، سمعة كل واحده منهن…. حرك رأسه بفقد أمل في محاولة السيطرة على أفكاره، ماذا أن أصابهن مكروه؟!، ماذا لو فعل خيري شيء دنئ معاها بعد أن ذهبت إليه؟!، ما مصير حسناء لو لم يكون يعقوب وأخته هناك في ذلك الوقت ؟!
: عمي
رفع سالم نظره يتطلع إلي سعد وهو يكمل :
المعلم عزيز بره ومعاه بنته
أشار إليه بهدوء :
دخلهم هنا
لن تحمله قدميه للنهوض الأن ربما…. أو أن الحمل أصبح أثقل يمنعه من التحرك،
دلف عزيز ومعه سميه إلي الداخل، رحب سالم بهم وأشار إليهم بالجلوس غير مكترث بسبب مجيئهم الغريب…. تنحنح عزيز بحرج ليبدأ في الحديث :
أنا عارف أنك زعلان ودا حقك
وأكمل وهو يشير علي سميه :
بس والله أول ما عرفت هزأت سميه ولسا دور يعقوب جاي
قطب سالم جبينه بعدم فهم … في حين اعتقاد عزيز صمت سالم ما هو إلا غضب من تصرف أولاده فأردف بحرج بالغ :
بس ميخلصنيش أن في مشاكل مع بنتك بسبب عيالي
هتف سالم بنفاذ صبر من ألغازه:
ما تقول علي طول يا عزيز أنت هتنقطني
أجابته سميه بتوتر وهي تنظر إلي والدها :
ايه قصد بابا أن حسناء خرجت بليل ودا كان بطلب مني لما رنيت عليها بليل وهي اتخضت ونزلت، و يعني دا كان طلب يعقوب عشان يعرف رأيها قبل ما يجي يتقدم لحضرتك يعني فـ خليل شافها وهي واقفه معانا و….
بتر سالم بقية جملتها يغمغم بسخرية :
اممم وبعدين خليل عشان شافها بدأ يتكلم عليها
أمأ إليه ببلاهة تأكد حديثها :
ايوا
صمت سالم يرمقها بهدوء… كيف لهن يستطيعوا تمثيل وتصديق نفسهن بسهولة، تحدث عزيز عندما ذاد سكونه :
وأنا معرفش يعقوب ازاي فكر كدا، بس احنا فيها وبطلب ايد حسناء رسمي لابني
تطلع سالم إليه بسكون مريب، فقال عزيز بتوتر :
ايه يا معلم ساكت ليه

 

 

تسأل باقتصار :
يعقوب يعرف بمجيتكم دي
صاح عزيز بغضب :
دا غصبن عنه حتي، هو لعب عيال ولا ايه
أردف سالم بشرود متجاهل حديثه :
لما ترجع تعبته عشان عايزه
امأ عزيز اليه بتأكيد … ثم هتفت سميه بتعلثم :
هو ممكن اشوف حسناء
ابتسم بخفه ربما لم تكتمل بقية المسلسل المؤلف بواسطهن.. أشار إلي الباب الفاصل بينه وبين مجلس النساء، نهضت سميه بعد أن استأذنت والدها ودلفت كي تتطمأن عليها وتخبرها بطوق نجاتها التي نفذته بعقلها الذكي،
كاد عزيز بالحديث يهدأ سالم ويخبره مدي حرجه من تصرف والده… ولكن كان سالم الأسرع ليسأله بحده :
عزيز أنا عايز اعرف دلوقتي وحالا ايه سر ارض الجناين
حدق عزيز بدهشة سرعت تغير الحديث جذرياً… تمتم باستفهام وعلامات الاستغراب تعتلي وجهه :
أرض الجناين
أمأ إليه وهو يأشر بسبابته وصوته الصارم يزلزل أركان الغرفة :
هو كلمة ومش هتتكرر يا تقول سرك أنت ومنصور عزب من زمان يا هعتبرك في صفه من اللحظة دي
انكمش بين حاجبيي عزيز واردف معاتبا :
ايه الكلام دا علي اخر الزمن عايز تحطني انا ومنصور في كفه واحده
احتدت نبرة سالم مردد بضيق :
حلو، يبقا تقول ايه ورا ارض الجناين لان خلاص جه وقت حساب كل واحد
جف حلق عزيز متنهد بوهن…. ربما الماضي يلاحقه حتي الآن، نظر إلي سالم ليري الشر يتطاير في أعينه القاتمة، علونا عن بدأ حرب ستنتهي باختفاء أحدي العائلات…… تذكر صداقته القديمة مع منصور وأخباره بتلك الأرض بالتحديد ما يعرفه عنها، اكتفي عزيز بالسر لأعوام دون أن يخبر به أحد اعتقاد منه بجنون منصور وحديثه الغير معقول عن تلك الأرض،
بعد تفكير لم يدوم كثيراً قرر الوقوف في صف سالم …. زفر بقلة حيلة وأخذ يقص عليه حديث دار بينه وبين منصور من سنوات، وسبب تمسكه بها حتي الآن، بقلم حسناء محمد سويلم
؛*************
في الوكر الخاص بـ آل عزب…… جلس منصور يترأس المائدة ومقابل له هاديه، بينهم جلست أماني ابنة هاديه وزوجة عز ، وبجانبها أخيها الأصغر عُمر بعد أن جاء من سفره بناءً على رغبة والدته، واتبعه سيف الذي تحسنت حالته إلي حد ما، وأخيراً عز،
وضعت هاديه الملعقة من يدها تسأل منصور بوجوم :
أومال فين عباس !! يعني من يوم ما جيت ماشفتوش

 

 

أجابها بحنق وهو يرتشف من كوب الشاي :
عايز يداري هو وعياله عن العيون من يوم قتل الواد مصطفي
رمقته بضيق تقول ساخرة :
وأنت يوم ما يكون ليك حليف يكون عباس
وضع الكوب علي الطاولة بعنف، ورد عليها بغضب :
يعني أنا كنت لقيت غيره
حركت رأسها بيأس من فكره المحدود رغم كبر عمره، نظرت إلي عز متسأله بمكر :
نفذت ولا لسا ؟!
ظهرت بسمه طفيفة علي ثغره كـ ثعلب ماكر وأجابها بغرور :
مش أنا الـ تسأل السؤال دا يا عمتي
ابتسمت برضا عن ذلك الخبيث الذي ورث دهائها بشكل مخيف… خرج صوت عُمر متهكما :
سبحان الله حلة ولقت غطاها
لكزته أماني بخفه فهي دائماً تقلق من احتكاكه بعز خوفاً عليه… بينما احتدت نظرة هاديه وهي تحذره من الحديث في شأن لا يعينه مرة أخري،
: هو ايه الـ نفذته يا عز
كان سؤال منصور بفضول كبير في معرفة ما يدور بينه وبين أخته، إجابته هاديه بدهاء يكسوه الحقد :
قرصة ودن للحبايب عشان يتلوه فيها، ونشوف احنا مصلحنا
قهقه عز بصوت مرتفع جعل الاستغراب يعلو ملامح عُمر وهو يميل علي اخته يهمس باشمئزاز :
هو جوزك دا متخلف عقلياً
قبضت اماني علي مرفقه تتمتم بتوتر :
اسكت بدل ما يسمعك
: بتقولي ايه يا أماني
رفعت اماني نظرها إلي عز المتطلع إليها ببرود… ارتبكت وهو تقول بتوتر :
مـ مفيش
ألقي عُمر الملعقة وهو يهدر بحده :
وأنت مالك واحد وأخته بيتكلموا، خاليك في مخططاتك مع الوالدة
تطلع إليهم بسخريه ونهض يسحب أخته خلفه كي لا تقع تحت بطش عز… يعلم جيداً معاملته السيئة معاها، حتي أنها ترتعب عند سماع صوته، وما جعله يتمادى في اهانتها هي والدته التي ترضيها تلك التصرفات مع ابنتها دون أن تردعه،
تطلع سيف الي عمته يغمغم بضيق من عجرفة عُمر في معاملته :
ابنك عايز يتربي يا عمتي
نظرت إليه تأكيد فكرته قائلة ببرود :
ومالو يا حبيبي نجيب الـ ربتك تربيه
خرجت قهقه خافته من عز ساخراً من موقف سيف مع الفتاة التي علمته الأدب كما يقال في قريتهم، نهض سيف بغضب بادي علي ملامحه فقد اكتفي من سخريتهم منذ ذلك اليوم….. بينما جلس عز يقص الي والده الاتفاق الدائر بينه وبين عمته، ازدهرت أعين منصور بالفخر من علق عز الجهنمي، وتنفيذه المتقن في خططهم الدنيئة،
؛*************

 

 

بعد مغادرة عزيز مع ابنته، طلب منهن النزول في المجلس وانتظار عودته …… دلف بعد أن تأكد من جلوسهن وجلس هو الآخر علي المقعد يردد سريعاً دون انتظار :
أنا طول عمري ما ندمت علي قرار في دنيتي قد ندمي علي معاملتي معاكم
كانت أعينه تنتقل علي بناته واحده تلو الأخرى بجمود…. ودت صباح التحدث ليقفها بإشارة من يده وهو يردف بحزم :
ولا كلمة
واستطرد بحده لم يعهدوها منه من قبل :
بس ملحوقه
أشار علي هند ومها قائلاً بأمر :
انتم الاتنين مشفش وشكم هنا غير يوم الجمعه بس وتمشوا بعد التجمع
وأكمل وهو يشير علي أمل ومروه بحده مماثلة :
وانتم خطبوتكم علي طلال وسيفان كمان اسبوعين حتي لو غصب عنكم
حدق بضيق في رحمه واستطرد بندم :
أما أنتِ فـ والله أنا ما ندمان غير علي فرحتي بيكي يوم ولدتك مكنتش اعرف انك هتكوني سبب في كسري
لمعت ملقتي رحمه بحزن متمنيه الموت اهون من ذلك الشعور المندثر بداخلها بعد نبرة والدها الحزينة، أشار علي خيريه وقال بجمود :
هتفضلي قاعده مع أول عريس يتقدملك وهتحصليهم
انهي حديثه وهو يشير علي مروه وأمل… وأخيراً وقف وهو ينهي تلك الجلسة بحديثه الصارم مع حسناء :
وأنتِ أنا وفقت علي يعقوب عشان تفضلي طول عمرك عايشه معاه وهو شاكك فيكي
ثم ألقي نظره غاضبة عليهن جميعاً وخرج من المجلس الي غرفته بعد يوم لن ينساه طيلة حياته …. كان يفتخر بهن دائماً، يدخلن علي قلبه السعادة بوجودهن بقربه، لم يتخيل في يوم أن تكون احداهن حملا ثقيل مثلما حدث،
بعد تفكيره في رفض يعقوب وانهاء الأمر معه باختلاق حجه يعلمها كي يبرئ حسناء من حديث خليل… تذكر أن خليل علم بخروجهم معا، قرر الموافقة علي طلب عزيز ومجاراة سميه في كذبتها لمدة حتي يهدأ الوضع من حوله… لن يتحمل عقله التفكير وحل مشاكل ومصائب العالم في آن واحد، والأهم هناك ذئب جائع يحوم حوله منتظر أول ضربه تصيبه كي يفترسه،
أما في المجلس جلست ناديه تبكي بحسرة على فعلت ابنتها الهوجاء عندما قصت حسناء سبب خروجها خلفها،
أمسكت نجاة رأسها فقد تمكنها الدوار من شدة غضبها حتي ارتفع ضغط الدم…. بينما جلست رحمه تبكي وهي تحاول شرح وإبعاد الاتهام الظاهر في أعينهم أنها سبب كل ما حدث،
؛************
“ليت الزمن يعود يوماً
كي لا أخطأ ابداً
كنت أسير مكفوفاً
والآن أبصرت بعد أن فقدت عمراً”
لـ حسناء محمد سويلم
؛************

 

 

غيم الظلام علي القرية بعد منتصف الليل… هدوء يعم المكان، لا يوجد سوي صوت الحشرات ونقيق الضفادع، فإنه وقت الراحة التي تنعم به السكان البسطاء الذين يعملون ما أن ظهر قرص الشمس في الأعمال المختلفة إلي أن ينسدل الليل ستائره،
في منزل متهالك لسيدة عجوز تخطت العقد السابع بأعوام، دائما تستيقظ منتصف الليل تطمئن علي حفيدها الماكث معها لإصرار والدها علي ذلك، كي يطمئن عليها…
نهضت بتثاقل فقد بلغ الشيب منها كي تغلق النافذة التي فتحها الصغير ليلا وغفل بجانب فراشه يتأمل سكون الليل، قبل أن تغلق الجانب الآخر لمحت ظل شخص يتحرك ببطيء في الشارع، لضعف نظرها ظلت ترمش عدت مرات تتأكد من هويته ولكن الظلام يحجب رؤيتها أكثر،
علي الجهة الأخرى كان يجر أقدامه بوهن شديد مع آلام جسده …. وضع يده علي بطنه التي تنجرف منها الدماء أثر ضربة سكين خائنه لم يستطع ردها، بدأت الأرض تدور من تحته، ليفقد توازنه ويركع علي ركبته بألم يضرب أحشائه، وضع يده علي سائل لزج يندثر فوق وجهه ليري نزيف رأسه يزداد…. تحامل علي ألمه تلك المسافة كي لا يموت كما فارقة رجاله الحياة بعد ضرب مبرح لقوه عندما دافعوا عن سيارة حاملة ببضاعتهم،
خرجت العجوز تستند علي عصاها تخطو بأقصى سرعة لها، باتجاه ذلك المجهول التي تصبغت ثيابه بالدماء،
: أنت مين يا بني وايه عمل فيك كدا
تسألت بصوت مفزوع من هيئته المفجعة …. رفع سالم ابن المعلم عبده رأسه بصعوبة باتجاهها يتهته بصعوبة، ثوان ومال بجسده يفترش الأرض بعد أن خارت قواه،
مالت العجوز تقترب منه كي تحاول افاقته وبقلة حيلة بدأت تخرج أصواتها ببكاء، ثم نهضت وهي تصرخ بصعوبة تتجه إلي منزل المعلم سالم تضرب الباب بعصاه وهي تستغيث به،
بدأت إنارة المنازل حولها تشتعل شيء في شيء، خرجوا علي صوتها المستغيث وبدأوا في الاقتراب بهلع علي ذلك الراقد أرضا،
خرج المعلم سالم بخضه علي أصوات متداخلة والعجوز تبكي وتشير علي شيء في ازدحام من رجال القرية :
الحقوا ابنكم… الحقوه
ركض سالم يدلف بين الرجال… جف الدماء في عروقه وهو يراه يفترش الأرض والدماء تغطيه، ركع بجانبه يرفع رأسه بين يديه وهو يناديه بصوت مرتعش:
سالم فوق أنت سمعني
حاول فتح جفينه بصعوبة بالغة يهمس بوهن وصوت هزيل :
ألحقني يا عمي بموت
رفع المعلم نظره إليهم يصيح بهستيريا :
انتم واقفين كدا ليه هاتوا العربية بسرعة
ثم عاد يضرب وجنتي سالم بخفة كي لا يفقد وعيه وينتبه إليه :
خاليك معايا يا بني
تهته سالم بألم :
نـ…دي

 

 

قال اسم زوجته التي شغلت عقله حتي أثناء مفارقة روحه، واغلق عينيه فاقد وعيه….راحل عن حوله مستسلم لضعف جسده الذي اخترقه آلام بعد معركة شرسة دارت بينه وبين مجموعة من رجال قطعوا طريقهم أثناء عودته للقرية بسيارة حاملة ببضاعتهم… انشغل بالدفاع عن رجاله من حوله… لم يشعر إلا بسكين يخترق أمعائه وصاحبها يهمس بجانب أذنه بهسيس اخترق أذنيه،
؛************

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى