روايات

رواية بنت المعلم الفصل الرابع عشر 14 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل الرابع عشر 14 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء الرابع عشر

رواية بنت المعلم البارت الرابع عشر

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة الرابعة عشر

نقلت نظرها إلي صاحب الصوت لتري الحاج صبري يطالعها بغضب، ثم نظر إلي والدها قائلا بضيق:
ايه يا سالم ساكت علي كلام بنتك وهي بتغلط في ابني
ردت عليه مروه مستنكرة حديثه :
لا معلش هو ابن حضرتك يغلط عادي
اشاح صبري بيده بحده هاتف بحنق :
يغلط ولا ميغلطش حاجه بينه وبين أختك أنتِ ايه دخلك
رفعت مروه حاجبيها بتعجب من أسلوبه الغليظ، فلا عجب علي ألفاظ أحمد بعد ذلك مدام هكذا رد أبيه، نظرت إلي والدها مردفه :
لو سمحت يا بابا ممكن دقيقة
توتر أحمد من طلبها فقال محاول السيطرة علي وضعه :
لا أنتِ غلطي فيا قدامهم يبقا تقولي كل حاجه قدامهم، وانا ليا الحق ادافع عن نفسي وقتها
جحظت أعين مروه من جراءته الزائدة، ولا يقل سالم ابن عمها جابر عن تعجبه من ثقته بالرغم من نبرته المتلعثمة،
تلك المرة فاض كيل جابر ولم يستطع الصمود أكثر من ذلك ويتحلى بالهدوء، وقال بجمود:
لا والله، صحيح اللختشو ماتو ليك عين تتكلم كمان
دهش أحمد من رد جابر ومن حدته فلم يتوقع بعلومه، قطع دهشته جابر وهو يكمل :
متستغربش سالم حكالي علي كل حاجه من يومها، لكن كنت بقول يمكن هيتعدل يمكن يعرف غلطه، لكن دا بجاحتك بتزيد ولا كأن همك حد
نظر المعلم سالم إلي أخاه باستفهام وحديثه المبهم بالنسبة له، ثم نهض متجه مع مروه الي الداخل كي يعرف ما الذي أثار غضب جابر من أحمد بتلك الطريقة، فهو دائماً صاحب الطبع الهادئ، بينما تطلع صبري إلي جابر بعدم فهم مردف :
هو ايه مالكم طيحين في الواد كدا ليه، مالك يا جابر أنت كمان
حرك جابر رأسه بسخرية مجيبه :
أسأل ابنك وهو يقولك ولا معندوش الجرأة أنه يعيد كلامه هنا
احتدت نبرة أحمد قائلاً :
خال أنا ساكت ومش عايز أرد بس….
قاطعه جابر بغضب :
ردت الميه في زورك عايز ترد عليا، إنما أنت صحيح مشفتش ربايه، غلطان وبتتكلم
كان يدور الحديث بألغازه أمام الجالسين دون أن يفهم أحد ما يدور، فوجد عبده أن الوضع يسوء بين جابر وصبري فقال بحنق :
ما تستهدوا بالله يا جماعة احنا جايين في ايه، وانتو بتتكلموا في ايه
صاح صبري بضجر :
يعني مش شايف أخوك بدل ما يقول كلمه عدله عمال يخربها
رد عليه جابر :
أنا الـ بخربها ولا ابنك الانت ماشي علي هواه

 

 

 

 

زاد صياح صبري مشيح بيده :
لا يا جابر دا عشان جوازة بنتك باظت عايزه تبوظ دي كمان، ولا يمكن عايزه تجوزها لابنك
أسرع عزيز بمعاتبة صبري فمنذ بداية الجلسة ألتزم الصمت في تلك المسألة عائلية ولكن خطأ صبري في الحديث لا يسكت عليه :
لا يا صبري ميصحش، الكلام مش بيكون كدا
نهض جابر بعنف يشير إلي ابنه :
لا كلام ولا غيره ملناش قعاد في الليلة دي
ثم أشار علي أحمد :
وأحنا بنتنا مش وحشين ولا هما بيرين لو أنت شايفها كدا يبقا العيب فيك
وقف عبده بعدم فهم ثم اقترب من جابر يحاول اجلاسه مره أخري :
اقعد بس يا جابر واستني اخوك لما يجي، وبعدين ايه بنتنا مش وحشين دا ومين قال كدا
ضرب عزيز كف علي الاخر هادر بضيق :
لا حول ولا قوه الا بالله ما تقعد يا جابر، هو واحنا جايين عشان تتخنقوا مع بعض ولا احنا النتخانق معاكم
أبتسم الشباب علي حديث عزيز بينما نظر صبري إلي أحمد قائلاً :
خالك بيتكلم عن ايه
عم الصمت في المجلس عندما استمعوا لصوت الباب يفتح ليظهر المعلم سالم بشموخه اتجه إلي مقعده كانت ملامحه عاديه وهادئة، مما جعل أحمد يشعر بالراحة فهيئته تدل علي قرار لصالحه، سكون لدقائق ثم تنحنح وهو يقول بصوته الرزين :
بيما أن أحمد أتكلم قدامكم فـ أنا هقول قراري قدامكم برده، هو عارف هو عمل ايه وقال ايه يبقا مفيش داعي للف والدوران
حاول صبري التحدث ولكن أوقفه بإشارة من يده :
لا يا ابو أحمد أنت قولت كلمتك دلوقتي دوري
بلع أحمد لعابه بصعوبة منتظر كلمات سالم بإنصات، لتتهلل أسراره عندما وقع علي أذنيه حديث سالم :
هند هترجعلك
ثم انتظر لبرهه وأكمل بهدوء:
لكن بشرط
أسرع أحمد بالرد بسعادة :
تحت أمرها
أبتسم سالم مردف :
بصراحة شكلك مش عجيبها وكانت عيزاك تغير شويه فيه
فتح احمد فمه ببلاهة، بينما حلت الصدمة علي الجالسين فقال صبري بسخرية :
وتحب ننفخ الشفايف ونكبر الحواجب ولا في تعديل معين
حرك المعلم سالم رأسه بالرفض وأكمل بشكل طبيعي وهادئ :
لا بس يعني علي الأقل يهتم بجسمه زي ولاد عمها عندك سالم أو محمود بلاش دول يشوف يعقوب بيعمل ايه ويعمل زيه، ويغير في شكل لبسه زي الشباب بتوع اليومين دول و…
قاطعه أحمد بذهول :
وايه يا خال، ولما هي عجبها ولاد عمها متجوزمتهمش من الأول ليه وبعدين هي متعرفش أن الراجل مش بشكله وانا ابن الحاج صبري متعيبش
احتدت أعين المعلم سالم هاتف بجمود :
وأنا بنتي متتعيبش

 

 

 

 

وأكمل بنفس طريقة أحمد المغرورة:
بنت المعلم سالم متتعيبش، وأنت عارف الباقي
الآن وضحت الرؤية أمام الجميع فظهرت معالم الاستنكار علي البعض من ذكر أن بنات المعلم سالم يعيبوهم شيء من الجمال، وظهرت معالم الإعجاب علي البعض الآخر من حنكة وذكاء المعلم سالم في الرد علي أحمد،
تنحنح صبري بحرج وقال :
نتكلم بعدين في الموضوع دا يا سالم
أجابه بصرامة :
لا دلوقتي ولا بعدين انتهينا
ثم نظر إلي عزيز وقال بسخرية :
ها يا عزيز كنت جايه تتخانق ولا تتكلم عشان هتفرق في الليله دي
احتقن وجه عزيز مردف :
مش هتفرق المهم سمعة بنتي يا سالم
لمس في كلمته الحزن المغلف بقوه مصطنعة، فشعر بتلك الغصة الواقفة في منتصف حلقه، نظر إلي سعد سأله :
أنت مش بتقول مخرجتش من يوم ما طلعت من المستشفى
أمأ سعد بصدق :
ايوا والله يا عمي وصحابي حسن ومؤمن هما الـ بيجوا عندي واتأكد بنفسك
استأذن عامر وأكرم بالحديث وتوضيح وجهة نظرهم التي زرعت الشك بداخل عزيز أن ما يحدث، ولكن الآن هناك الأهم فنظر إلي المعلم سالم وقال :
عايزك دقيقة
نهض المعلم سالم وسار خلفه عزيز الي الخارج تحت نظرت الفضول في أعين الجالسين بعد دقائق استمعوا إلي صوت المعلم يعد يصيح باسم سعد الذي إنصاع سريعاً الي نداءه، بعد عشر دقائق دلفوا مره ثانية ولكن وقفت عزيز مأشر إلي أولاده :
عن اذنكم احنا
تعجب علي وعبدالله من تغير والدهم المفاجئ فسأله علي :
احنا إيه
ضغط عزيز علي احرف كلماته :
يلا يا علي دلوقتي
نهضوا بضجر خلفه واتبعهم يعقوب وعامر وأكرم بعد أن خرجوا وقف المعلم سالم موجه حديثه الي جابر :
نتكلم في موضوعنا بكرا أن شاء الله
ثم تركهم ودلف لداخل منزله، غضب جابر من تساهل أخيه في أمر يمس أبنته ولكن خرج إلي منزله فالجلوس لن يغير شيء الآن، بينما حاول مرتضي أن يقنع مها بالمغادرة معه وسوف يوصلها غداً إلي هنا مره اخري تقضي اليوم كله ولكنها رفضت أن تترك أختها في تلك الحالة مما جعله يشعر بالغضب من إهمالها إليه في تلك الأيام
؛**********
في الطابق الأعلى من المنزل كانت تجلس هادئة بملامح جامدة وحولها أخواتها قطعت هذا الهدوء صوت مروه متسأله :
هند أنتِ زعلتي مني عشان عرفت بابا
اجابتها بشرود :
بالعكس أنتِ عملتي حاجه مكنتش قادره اعملها

 

 

 

 

ثم تنهدة من أعماق صدرها لتخرج لهيب ساخن من النيران المشتعلة بداخلها ولا تستطيع اخمادها، وقالت بحيره :
كل الشاغل تفكيري دلوقتي بابا هيفكر أن مقولتش ليه وياتري هيزعل مني
رتبت مها علي كتفها برفق مردفه :
بابا عمره ما زعل من وحده مننا، بس هو ليه مقولتيش أو حتي اتكلمتي مع واحده فينا أو حتي ياستي مع ماما نجاة بما أنها أقرب شخص ليكي
نظرت إليها وقد لمعت عينيها ببريق خافت واجابتها بصوت مهزوز :
كنت بفكر في كلامه يمكن صح وهو عنده حق
عاتبتها خيريه بحده طفيفة :
ايه الكلام دا يا هند، من أمته وأنتِ ثقتك في نفسك مهزوزه كدا
أكدت أمل حديث خيريه :
صح يا خيريه عمر هند ما كانت كدا ولا اي كلام يفرق معاها
ردت عليهم مها :
وخاصه لو الكلام دا كدب
رمقتهم بحزن ثم انفجرت في البكاء حتي أنها لم تستطيع السيطرة علي شهقاتها المرتفعة فوضعت يدها تخفي وجهها بين كفيها، كم حاولت التماسك وتصنع التجاهل ولكن عندما استمعت إلي نبرته المغرورة وهو يتحدث في المجلس شعرت أنه أمسك خنجر وصوبه في منتصف قلبها لعدم شعوره بالتأنيب أو حتي حاول الاعتذار لما بدر منه، ازدادت في النحيب لتخرج نزيف قلبها علي أربع سنوات مروا عليها هباءً،
حاولت مها وخيريه ورحمه إخفاء دموعهن عنها حتي لا تحزن، بينما لم تستطع أمل وحسناء السيطرة ليشركوها البكاء في صمت، اقتربت مروه منها تهبط علي ركبتها كي تكون مقابل لها وقالت بصوت محشرج :
أنا أسفه والله مقصد كل دا انا اتغظت بس لما سمعته بيتكلم ولا همه
لكزتها رحمه بحده فتراجعت مروه بلجلجة :
قصدي ا ايه يعني بابا كان لازم يعرف قبل ما يقرر
دلف إلي الغرفة عندما استمع لصوتهن، ولكن تفاجئ من اعينهن الباكيه ومنظر هند المزرى فقال :
طيب هي بتعيط وعرفنا ليه، انتو بقا بتعيطوا ليه
إجابته خيريه :
بنساعدها
ابتسمن علي مزاح اختهن فأشار سالم إليهن :
يعني ذي ما بيقولوا البنات نكديه
ردت عليه مروه بحنق :
والله ما حد نكدى ويموت ويعكر الدنيا غير الرجاله، لو يختفو..
بترت بقية جملتها عندما استوعبت ما تتفوه به، فنظرت إليه قائله بترخي :
بس أنت غيرهم طبعاً
امأ سالم إليها بتأييد ورمقها بصرامة :
أومال، أنتِ لسا حسابك معايا علي دخولك المجلس
ابتعلت لعابها بتوتر وأردفت قبل أن تهرول خارج الغرفة برعب :
قلبك كبير يا معلم
ظهرت ابتسامه خافته علي وجهه ثم قال بهدوء :
اطلعوا انتو عايز هند
انصاعن إليه وما هو ثوانً وأصبحت الغرفة لا يوجد بها سواه وتلك الباكيه في صمت، وضع عصاه التي لا تفارقه بجانبه ثم اعتدل في جلسته بأريحية ونظر إليها قائلاً وهو يتأملها :
هتخلصي انهارده ولا اجي بكرا
ابتسمت هند من بين دموعها ثم رفعت نظرها إليه، لاقت نظراته المعاتبة ببكاء لم تتحمل أكثر لتنهض ترمي نفسها في أحضانه وهو تقول بشهيق :
مكنتش عايزه ازعلك والله مقصد ازعلك
بدالها الاحتضان ثم ملس علي رأسها بحنان :
بـس خلاص اهدي
ظلت بين احضانه لدقائق وهو مازال علي وضعه، تمنت أن يقف الزمان هي متمسكة بحصنها المنيع أو أن يمر العمر وهي داخل تلك الحصون الدافئة التي ملائتها بحنان يكفيها لسنين قادمه، ابتعدت عنه برفق فأخرج محرمته القماشية من جيب جلبابه وقدمها إليها، ثم نظر الي جلبابه مكانه دفن وجهها وقال بمزاح:
كدا بليتي الجلابيه الحلتي

 

 

 

 

ابتسمت هند رغماً عنها فأكمل :
اضحكي يا هند وامسحي دموعك، عشان مفيش حاجة تستاهل زعلك طول ما أنا عايش
اعتدلت ثم رفعت ملقتيها متسأله بتوتر :
هو أنت إعلان مني
ابتسم من طفولة سؤالها وهتف بحنو :
لا أنا مش زعلان منك
وأكمل بجديه :
لكن عايزه أعرف ليه مقولتيش علي الحصل، وعياطك دا عشانه ولا ليه
مسحت وجهها بكفيها وقالت بهدوء بعد العاصفة :
كنت بفكر في كلامه ومكنتش عايزه اشغلك وكفايا الـ حضرتك فيه
رفع سالم حاجبيه يسألها بتعجب :
بعيداً عن أنك بتفكري في كلامه هو حضرتي عندي ايه غيركم
تنحنحت بصوتها المحشرج واجابته :
بابا أنا عارفه قد ايه الأشغال الوراك وغير كل دا اخواتي في كل عريس يجي أنت بتتعب قد ايه عشان يصونا ويكون مش طمعان في حاجة،. فكرت لو انفصلت كدا ذاد الحمل بدل ما يخف
تنهد سالم وقال بهدوء :
عمركم ما كنتم حمل يا هند انتو عزوتي في الدنيا، ومش معني أن برفض عرسان أن ارميكي في مكان مش مناسب ليكي ولا حتي اجي عليكي
احتضنته بقوه وأردفت بحب:
ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك ولا من حنيتك
رتب عليها :
ويخليكم ليا، يلا دلوقتي نامي وبعدين نتكلم وكفايا عليا كدا
ثم وقف واتجه للخارج مغلق الباب خلفه فوجد صباح تجلس بوجه عبوس بعد أن رفض أن يخبرها بما حدث في المجلس وما قراره، رمقها ببرود وتركها ودلف لغرفته، فجسده وعقله يحتاج إلي جرعه نوم هادئة بعيداً عن صراعات الزمن،
؛**********
في منزل جابر داخل غرفة مي التي وقفت بصدمه عندما اقتحمت والدتها غرفتها بعنف، اقتربت زينب منها بأعين مشتعلة بالغضب ثم قبضت علي مرفقها بقوه :
كنتي بتكلمي مين
اصطنعت الآلام وهي تنظر إلى يد والدتها الممسكة بها :
ايه يا ماما مسكاني كدا ليه
كررت زينب سؤالها متجاهله حديثها :
كنت بتكلمي مين
اجابتها بتعلثم :
كنت بكلم ساره
رفعت زينب يدها وهواة بصفعة قويه علي وجنتها مردفه بحده :
كدابه أنا سمعاكي وأنتِ بتقوليله أن كلام ساره صح وبعدين قولتي أنت بتقول ايه، هو مين يا محترمه
وضعت مي يدها على وجنتها ثم قالت بتلجلج :
صدقيني دي ساره بس أنتِ سمعتي غلط

 

 

 

 

رمقتها بغضب وأردفت قبل أن تخرج :
ماشي برحتك قدامك لحد ما اخوكي واوبكي يجوا من عند عمك ولو مجتيش وقولتلي علي حاجه أنا هحكيلهم وهما يتصرفوا معاكي، اه ما احنا مش نقصين مصايب
شعرت بصاعق كهربائي سري في أنحاء جسدها، وبعقل خبيث وتفكير شيطاني أسرعت في إرسال رسالة صوتيه قبل أن تحذف المرسلات :
امي سمعتني وأنا بكلمك واهتقول لابويا أنا مش هعرف اعمل الانت قولت عليه، لكن عيد ميلاد هند بعد بكرا وحسناء رايحه تستلم الهدايا بكرا من مكتب في المركز الرئيسي
واسرعت بعمل إعادة ضبط مصنع للهاتف بعد أن أخرجت شريحة الحفظ الخارجية (ميموري) واخفتها بحرص في خزانتها، جلست علي حافة الفراش تفكر في حل يخرجها من ذلك المأزق مع والدتها قبل أن تخبر والدها، تنهدة براحه عندما تذكرت حديث دار امل وحسناء اليوم أثناء المجلس عن تحضيرات مفاجأة الي هند بمناسبة عيد مولودها وأن حسناء أفصحت عن ذاهبها غداً لتجلب الهدية من شركة الشحن لتستغل هذا لصالحها مع ذلك اللعين،
؛*********
علي الجهة الأخرى أغلق مصطفي الهاتف بعد أن انتهت الرسالة الصوتية، فقال الجالس أمامه :
ومالوا نغير في المكان عشان خاطر عيون بنت سالم
حك مصطفي حافة أنفه وقال بقلق :
طيب ومي
نظر إليه بلامبالاة :
مالها
هتف مصطفى بضجر :
أنت مسمعتش، امها سمعتها وهتقول لابوها يعني كدا مي بح
ابتسم بسخريه مردف :
شوف غيرها
رفع حاجبيه قائلاً باستنكار :
أشوف غيرها فين هي لعبه باظت وهشتري غيرها، دي كانت هبله ومسعداني
رفع يده يأشر للخارج :
ميخصنيش اتصرف واطلع بره، وقتك خلص
نظر مصطفى إليه بحنق ثم أخذ هاتفه وخرج بامتضاض، أين سيجد مثل تلك الحمقاء التي ساعدته كثيراً في إنهاء عمله مع ذاك الكريه الذي يحمل وصالات تكفي لحبسه بقية حياته، ذهب إلي منزله ليفكر بهدوء كي يجد وسيلة تنقذه من جميع مصائبه
؛*****************
رحل قمر الليلة لتحل مكانه قرص الشمس، ليعلن عن بداية يوم جديد بأحداث جديدة وامني مختلفة، كان نائم على الفراش واضع يده خلف رأسه يتأمل سقف غرفته، تقريباً لم تذوق عينيها النوم تلك الليلة إلا دقائق، كلما حاول النعاس رآها وهي تتحدث بثقه ولباقة مكسوه بخجل واحترام لم يراه من قبل، ربما لقضاء حياته بالخارج وسط مجتمع مختلف، أو لأنها هي المختلفة،
دخل الغرفة بعد أن طرق الباب لعدة مرات ولم يستمع لاذنه، تعجب من سكوته رغم استيقاظه وما ذاد تعجبه ابتسامته البلهاء علي شفتيه، رفع نظره يتأمل سقف الغرفة ثم قال بسخريه :
هما بيلعبوك ولا ايه
دار أكرم بوجهه هاتف بامتضاض :
ايه يا عم مفيش باب قدامك
اجابه عامر بتهكم :
باب ايه دا أنا خبط لما الجيران كانوا هيردوا عليا
زفر أكرم بهيام وقال :
معلش كنت سرحان
لعب عامر حاجبيه بمكر :
لحست عقلك اوي كدا

 

 

 

 

انتفض أكرم يجلس وسأله بضيق :
هي مين دي
اتجه عامر إلي المرآه يهندم ملابسه فاحتدت ملامح أكرم من تجاهله وكرر سؤاله:
أنا مش بكلمك، هي مين دي
اجابه بسلاسة :
مروه
صدم أكرم من ذكر اسمها فـ قهقه عامر بتسليه :
وشك انخطف كدا ليه
اردف أكرم بتعلثم :
ولا انخطف ولا حاجة بس أنا استغربت بس
أكد عامر بتسليه :
ايوا ما أنا عارف، علي العموم عينك كانت هتطلع من مكانها امبارح
امسك أكرم الوسادة ليقذفها عليه قائلاً بضيق :
طيب يلا من هنا
كان عامر الأسرع ليخطئ هدف أكرم ثم اتجه للخارج :
ماشي بكرا تيجي لوحدك
صاح أكرم بتسأل بعد أن استمع لفتح باب الشقة التي يمكثوا فيها :
أنت رايح فين
إجابه عامر بحنق :
رايح اشوف حاجة تتاكل في البيت الانت سايبه بيهوي دا
وأغلق الباب خلفه بقوه، ارجع أكرم ظهره للخلف مردف :
رخم بس جدع
؛************
أمام منزل المعلم عزيز تأفف بضجر من وقفته منذ ربع ساعة منتظرها بالرغم تأكده إليها أن لا تتأخر، رفع يده يهندم شعره في مرآه السيارة ثم هبط الي لياقة جلبابه الرمادي،
(يعقوب)
رفع نظره ليجدها تقف أمامه بعباءتها السوداء وحجابها الذي يحمل نفس اللون، تأمل وحجابها المصفر والهالات السوداء تحت أعينها بضيق علي حالاتها، اقتربت منه وقال بأسف :
معلش عارفه ان أخرتك
فتح باب السيارة يشغل الموقود وأردف بضيق :
ما كنتي اخدتي مايسه ولا فايزه ولا حتي مرات اخوكي، هدخل وسط الحريم دي اعمل ايه
ركبت بجانبه متنهدة بوهن وقالت :
معلش يا يعقوب بس حاسه أن محدش طيقني في البيت غيرك، وبعدين دي استشاره ومش هنتأخر
دار بوجهه يتأملها مره ثانيه بضيق طفيف :
أنتِ لابسه اسود كدا ليه
هبطت بنظرها تتأمل ثيابها متسأله بفضول :
اومال البس إيه
أجابها بامتضاض :
أنا عارف اي لون بدل الاسود دا
أمأت بصمت فمنذ الصباح تشعر بآلام حاد يخذو أسفل بطنها وتحاول أن تغفل عنه ولكنه يعود بشدة،
؛؛؛
بعد الظهيرة خرجت حسناء من مكتب الشحن حاملة علبه من الكرتون ضخمه بعض الشيء وضعتها أمام الطريق منتظره سالم ابن عمها عبده الذي كان سيلحق بها ولكن هاتفه أحد العمال لوجود خطب ما في المحل فعرضت عليه ان يذهب يري الأمر ويعود إليها كب يرجعها إلي المنزل،
تتأمل بعض الصور في هاتفها الخاصة بنزين الحفلات كي تتعلم بعض الأشياء غافلة عن الواقف بجانبها يتأملها بوقاحة، شعرت بوجود شخص ما بجانبها فرفعت نظرها تتطلع إليه باستفهام،

 

 

 

ابتسم بخبث ما أن تقابلت نظراتهم فقالت بتعجب :
في حاجه حضرتك
اقترب منها أكثر مما جعلها ترجع للخلف بضيق وقال بنبرة خافته :
في كل خير
رفعت حسناء حاجبيها باستنكار من تصرفاته الوقحة مع أن شكله مألوف بالنسبة إليه ولكن لم تستطع معرفة هويته، فهبطت بجزعها تحمل العلبة كي تتحرك من المكان ولكن كان هو الأسرع بإمساك يدها مردف :
لا سيبك من دي دلوقتي وبعدين هبقا اروحالك
نفضت حسناء يده بقوه وصاحت بحده :
أنت مين سمحلك تمسك ايدي وأنت مين أصلا وعايز إيه
اقترب ممدوح يهمس بجانب أذنها فأصبح من يراهم يعتقد بصلة قرابة ما:
وطي صوتك عشان عيب بنت المعلم سالم صوتها يعلي في الشارع
أمسكت هاتفها ثم أخرجت قائمة الأسماء وقبل أن تضغط علي زر الاتصال اختطفه منها هاتف بعبس :
لا برده مش وقته لما نخلص ابقي اعملي الانتِ عيزاه
علي جهة الطريق الأخرى كانت تسير سميه بجانب يعقوب بعد أن انتهت من فحصها ليلفت انتباها أثناء تأملها لمحلات الملابس المختلفة وقوف ممدوح مع فتاة لم تعرفها لإعطائها ظهرها إليهم وقفت بتعجب فنظر إليها يعقوب قائلاً :
وقفتي ليه
أشارت بيدها متسأله بتعجب :
مش الـ هناك دا ممدوح اخو حامد
نقل يعقوب نظره إلي ما تشير إليه وبعد أن تأكد من حديثها أجابها بلامبالاة :
ايوا هو يلا احنا مالنا
تسألت مره اخري بحيره :
بس هي مين دي
نظر إلي مجهولة الهوية مردف بسخرية :
تلاقيها واحده تبعهم
تفحصت سميه حركات حسناء الغاضبة وحركة يدها الغريبة :
بس شكلهم بيتخانقوا
رد يعقوب بضجر :
وأحنا مالنا
كادت سميه التحرك خلف يعقوب ولكن شهقت بفزع عندما دارت حسناء بوجهها مما جعل يعقوب يلتف هو الآخر فنقل نظره إلي ما تتطلع إليه أخته، ليجد أحدي بنات المعلم سالم تقف مع ابن عباس البكر الذي يقطع عليها الطريق، دون تفكير منه سلك الطريق يمر الي الجهة الأخرى متأمل حركات حسناء الغاضبة مع محاولتها الفاشلة في تكملت سيرها،
كان ممدوح مستمتع بغضب حسناء وشعر بالتسلية من محاولتها الفاشلة في تخليص هاتفها من بين يديه، ولكن سرعان ما تحولت ملامحه الي الضيق عندما لمح يعقوب يقترب منهم، دارت حسناء بوجهها تنظر إلى الشيء الذي جعل ذاك الوقح يصمت، ارتخت ملامحها عندما وجدته يقترب منه حمدت الله في داخلها بإرسال طوق نجاتها الآن،
شعر يعقوب بأريحية وجهها من قربه ليتأكد من شكوكه، وجه حديثه اليه :
خير

 

 

 

 

رد عليه ممدوح بحده :
وأنت مالك
تملك أعصابه بصعوبة وانذره بهدوء :
خود نفسك وامشي أحسن ليك عشان مترجعش علي نقاله
صاح ممدوح بصوت مرتفع كي يجمع المارة :
وأنت عايزه ايه يا بني عزيز مش كفيكم الـ عملتوه
ود يعقوب ان يشتبك معه كي يعلمه الاحترام ولكن جاءه صوت حسناء المترجي :
لا أنا عايزه امشي لو سمحت كلم اي حد من ولاد اعمامي
استغل ممدوح انشغال يعقوب معاها وكاد أن يمسك معصمها يسحبها إليه ولكن كانت يده يعقوب الأسرع لتقبض علي يده بقوه هادرا من بين أسنانه :
لا متحاولش تفكر تعمل كدا قدامي عشان هدفنك مكانك
تلقائياً اختبأت حسناء خلفه خوفاً من جراءة ذلك المعتوه، نفض يعقوب يده ثم قال إليها :
يلا تعالي هروحك مع سميه
ثم هبط بجزعه كي يحمل العلبة تحت نظرات الغضب من فشل خطته، همست حسناء بتعلثم :
تلفوني
لم يعقوب حديثها فنقل نظره إلي ممدوح ليري هاتف بين قبضته، احتدت ملامحه ثم اقترب منه يمسك معصمه بقوه جعلته يتأوه من ألم إثر قبضته، أخرج الهاتف عنوه قائلا بهسيس :
حسابك تقل
ثم قدم الهاتف إليها حامل العلبة واتجه يعبر الطريق وخلفه حسناء التي تشعر بأنها سوف تسقط علي الأرض من ترخي قدمها بعد ذلك الموقف السخيف،
اقتربت منهم سميه بملامح متوترة :
ايه في ايه

 

 

 

رد عليها يعقوب بجمود :
مفيش يلا اركبوا
انصاعت سميه اليه ثم امسكت كف حسناء كي تخفف من تورتها وخجلها البادي، وضع يعقوب العلبة بجانبه علي المقعد المجاور واتجه كي يتحرك فغضبه سيطر عليه الآن من تحدي أولاد عباس معهم وقطع سير أحدي بنات سالم يدل علي خدعه تسير دون علمهم،
نظر في المرآة ليراها تجلس بتوتر بجانب أخته التي تحاول التخفيف عنها، لا ينكر فضوله في معرفة ماذا كان يريد منها ولكن أشفق علي حالتها فأشغل المقود ولكن قبل أن يتحرك ضوي صوت طلقات نارية في المكان

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى