روايات

رواية بنت المعلم الفصل الحادي عشر 11 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل الحادي عشر 11 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء الحادي عشر

رواية بنت المعلم البارت الحادي عشر

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة الحادية عشر

: محمود

شعر لوهله أن قلبه قد توقف عن النبض لمجرد استماعه لصوته، دار بجسده ليجد عمه جابر يقف وعلي وجهه معالم الاستفهام، أخذ نفس عميق ثم قال بجمود :

نعم يا عمي

تقدم جابر منهم ثم تطلع الي مروه المذهولة وكأنها في عالم أخر، رجع مره أخري ينظر إلي محمود بريبه:

أنت بتعمل ايه هنا، ومش مع أخواتك ليه عشان تستلم الشغل الجديد

رمق محمود مروه بضيق، حتي اليوم المعهود بالنسبة له في اعترافه لها بحبه لم يستطع به، ولكن قد حسم أمره في سلك طريق آخر إليه :

أبدا كنت عايز عمي سالم في موضوع مهم

رفعت مروه نظرها تطلعه بتعجب من حديثه، خطر في بالها شئ ولكن سرعان ما نفته، لعدم استطاعته الوقوف أمام والدها، وأخيراً رجع صوتها مره أخري بعد أن تاهت في اعترافه الغامض قائله بهدوء :

عن اذنكم

عندما رحلت من أمامهم أكدت شكوك جابر بأن هناك شيء خفي، فمنذ متي ومروه تتمتع بالهدوء!!

نظر الآخر بجمود ثم قال وهو يتحرك باتجاه منزله :

عمك في المجلس الخارجي ومعاه ضيف، ومش هيوافق متتعبش نفسك

ظل محمود يتأمل خطاه بضيق حل علي صدره، لقد سمعه عمه وقرر رفض أخيه قبل أن يتفهم مشاعره، سار خارج المنزل يعود إلي عمله، لحين عودة والده فاليوم لن يمر دون أن يفصح عما بداخله،

؛*******

عودة إلي المجلس دلف المعلم سالم مرحب بضيفه قبل أن يراه :

يا مرحب بيك

وقف عامر باحترام يمد يده محي إياه :

أهلاً بيك يا معلم

تذكره سالم مطلع إليه ليبادله السلام، ثم أشار إليه بالجلوس مره اخري قائلاً بهدوء:

اتفضل، خير بلغوني بوجودك

تنحنح عامر مردف باحترام وتقدير إليه فهو يعلم مكانته جيداً :

بصراحه من غير لف أنا جاي لحضرتك عشان أكد أن جاهز اشتري أملاك عباس واتمني موافقتك عشان أهل البلد يوافقوا

تأمله سالم لبرهه مردف بهدوء :

أنا مقدرش ادخل غريب يشتري هنا في البلد وأهلها أولي بيها

فهم عامر سبب رفضه فتحدث موضح :

طيب ما أنا من البلد برده بس سافرت من كذا سنه

تعجب سالم من ذكره أنه أبناء أحدي القرية، وأنه لا يتذكره ولكن ملامح وجهه مألوفة عليه أو يشبه أحد يعرفه،

علم عامر ما يدور في رأسه من أسأله فقدم نفسه بتفصيل :

أنا عامر عبدالله الخولي، ابن أخت عباس

وقف سالم بعدم تصديق يسأله مره اخري :

ابن عبدالله محمد الخولي

وقف عامر أمامه متعجب من تغيره المفاجئ، والصدمة التي حلت علي ملامح وجهه :

ايوا، حضرتك استغربت كدا ليه

اقترب سالم محتضنه بحفاوة، مرتب علي كتفه بترحاب :

يا اهلا بأبن الغالي

بادله عامر الاحتضان ومازال متعجب فسأله بفضول :

حضرتك تعرف والدي

امأ اليه سالم مأكد :

دا كان أخويا الله يرحمه، هو صحيح بعد ما سافر اسكندريه بعدنا عن بعض بحكم الاشغال، لكن معزته وغلاوته كبيره والله

ابتسم عامر مردف :

دا شرف ليا

 

 

 

 

أشار سالم إلي باب المجلس الداخلي للمنزل قائل بأمر لا يحمل النقاش:

يلا دلوقتي ندخل في مجلس البيت وبعدين نتغدا ونشوف موضوع عباس لان أمر سهل

نظر إليه بعدم فهم من مخذى حديثه، ثم انصاع إليه متجه خلفه تارك أمر عباس حالياً

؛*****************

في الطابق الثالث

اقتحمت رحمه غرفة مروه بعنف بعدما عملت بمجيئها، بحثت عنها بأعين مشتعلة مما رأته أسفل البناية، وقفت مروه بضيق من تصرفها، قائله بحنق :

هي زريبة مفيش باب تخبطي

تجاهلت حديثها، وسألتها بغضب :

انتو كنتو مع سالم فين

نظرت مروه الي طريقتها الغريبة متعجبة من غضبها الغير مبرر، جلست مره أخري وهي تقول بعد فهم :

أنتِ متعصبه كدا ليه

كررت رحمه سؤالها بغضب أكثر من ثرثرتها :

اخلصي سالم كان معاكم فين

رمقتها بتفحص ثم اجابتها بـ لامبالاة :

هند كانت في المخزن وانا كلمته عشان يروح يوصلنا اول ما نخلص عشان بابا

جالت رحمه بنظرها حتي استوعبت حديثها، ثم نظرت إليها مره اخري تسألها بترقب:

هند وسالم كانوا لوحدهم

كانت هيئة رحمه وملامحها توصل رسالة الي مروه مباشرة فأردت التأكد من شكوكها فـ اجابتها ببرود:

ايوا في المخزن لحد ما روحتلهم

أحمر وجه رحمه بغضب ثم تركت الغرفة مغادره، وقد وصلت لذروة غضبها الأعمى من غيره حب وهمي في مخايلتها فقط، وقفت مروه وكانت الصدمات تتولي عليها بسرعة حتي أنها مازالت تستوعب حديث محمود، لتحاول تستوعب مشاعر رحمه اتجاه ابن عمهم، بالإضافة لما حدث مع هند وتغير حالها من اتهام ذلك اللعين، أخذت هاتفها واتجهت إلي اختهم الثلاثة في الطابق لتقص عليها ما حدث، وتشارك أحد بكم المفاجآت،

؛***********

بعد صلاة المغرب بالتحديد خارج المسجد الأكبر في القرية، وقفوا جميعاً بعد أن خرجوا من صلاة والمغرب حتي يتجهوا إلي منزل عباس، لمعرفة قراره الذي لا يوجد حل غيره،

كان المعلم سالم وبجانبه جابر وعبده، وعلي الجهة الأخرى عزيز وابنه عبدالله، بالإضافة إلى عامر المشتري الذي اقنعهم سالم به بعد أن كشف عن هويته، وأخيراً شيخ الغفر وبعض من كبراء القرية،

بجانب المنزل كان هناك ثلاث سيارات، واحده بها نساء المنزل، واثنين بهم أغراضهم، تقدم سالم ليجده يجلس في بهو منزله بهدوء :

ازيك يا عباس

نظر إليه بهدوء، ثم أخرج ورقة مطويه من جيب جلبابه، قدامه إليها دون أن يتحدث، أمسك سالم الورقة قائلاً بمزاح ذاد من غضب عباس المدفون :

سبحانه والله، شوف الهدوء وصوتك الـ مش مسموع حلو ازاي

اقتضبت ملامح عندما قرأ محتوي الورقة، ثم اغلقها مره ثانية ووضعها أمام عباس قائل بهدوء:

كتير يا عباس الرقم المكتوب دا يشتري البلد بالفيها، مش بيت وكام فدان

تحدث عباس وهو يشير علي عامر بسخرية :

والله دا السعر الانا طلبه، وبعدين مش الشملول هيشتري خليه يشخلل جيبه

تقدم عامر من سالم، ثم مال بجزعه يهمس بجانب أذنه بشيء لم يستطع أحد سمعه، نهض سالم يمشي مع عامر بعيداً عنهم قليلاً بناءً على رغبة عامر، تنهد عامر ثم سأله بفضول :

لو سمحت يا معلم عايز أعرف عباس طالب كام

أجابه سالم بهدوء :

بصراحه أنا شايف أنه طالب كتير ودا أزيد من حقه الطاق طقين

خاب أمل عامر سريعاً ولكن قاطعه سالم بدهاء :

بس ومالوا، نعمله الـ هو عايزه بطريقتي

 

 

 

 

لم يفهم عامر مقصده، ولكن سار خلفه كي يحاول فهم هذه الألغاز، جلس سالم مره اخري مقابل عباس ثم قال بصوت مرتفع أمام الجميع :

أنا موافق علي عرض عباس والمشتري كمان موافق، بشرط أن المحاصيل الـ في الأراضي هتبقا من حق المشتري

لم يتعجب الواقفين بل استعجبوا من ذاك الشرطي الواقعي في الأساس، علي عكس عباس الذي تغيرت ملامح لغضب بعد محاوله في السيطرة عليه باءت بالفشل، نظر إلي سالم هادر بحده :

لا هو مش هيكون موت وخراب ديار كمان، دا محصولي وتعبت فيه طول السنه ومش هتخده علي الجاهز

أشار سالم ببرود :

خلاص أعقل سعرك وخود محصولك

نهض عباس قائلا بعناد :

لا، دا سعره وإذا كان عجبكم

في ذلك الوقت تحدث أحد كبراء البلدة بهدوء كي تحل تلك المشكلة دون أن يسوء الأمر أكثر، وبعد أكثر من نصف ساعة من تبادل الحديث، قد تم الوصول إلي حل مرضي الي جميع الأطراف، أرسلوا إلي سمسار الأراضي الموجود في القرية كي يفصل الأراضي والمنزل، والسعر الذي سينطقه يتم الشراء لن، بالمقابل يحصل عباس علي كامل محاصيله دون النقص بها،

بعد مرور ساعة تم امضاء العقود من كلا الطرفين، وسحب كل مليكة تخص عباس في القرية، اقترب عامر ليقف أمامه مردف بتشفي:

والله مش عارف أفرح عشاني ولا ازعل عشانك

أبتسم عباس بثقه، ثم صاح بصوت مرتفع :

لا متقلقش عليا يابن الخولي، خاف أنت علي نفسك وعلي الـ معاك

وقبل أن يخطو خارج من الباب الحديدي، نظر إلي عزيز ثم قال بسخرية :

ابقا سلملي علي مرات ابني يا عزيز

أبتسم عزيز ثم قال بتهكم:

ومالو يا عباس

وقف سالم يرتب علي كتف عامر :

مبروك عليك، تعيش وتملاه بالذرية الصالحة أن شاء الله

أبتسم عامر بامتنان :

في حياتك يا معلم

قاطعهم عبده قائلا باستفهام:

الراجل مشي من غير ما يسأل علي عياله

أجابه سالم بهدوء:

هو عارف انهم هيكونوا علي مدخل البلد أول ما يخلص

نظر عبده تلك المرة إلي عزيز يسأله بعدم فهم :

وأنت يا عزيز هتعمل ايه مع جوز بنتك

اكتفي عزيز بالنظر الي سالم، قابل سالم نظرته ليفهم مقصده، ثم أدخل يده في جيب جلبابه يخرج ورقه مقدمه إليه، امسك عزيز الورقة بحسره ثم قال :

ما خلاص مبقاش جوز بنتي

رمقه سالم لبرهه :

ربنا يعوض عليها، وهو صحيح مضي بالعافية بس دا كان طلبك

رفع عزيز حاجبيه بتعجب :

ليه عايزيني اسيب بنتي علي زمة واحد كان عايز يقتل اخوها

رد عليه تلك المرة جابر يقول بموساه :

احمد ربنا انها جات لحد كدا، وربنا يعوض عليكم

امأ عزيز بحزن، ثم خرج مع عبده وجابر وبقيه الرجال، بينما نظر سالم إلي عامر سأله بفضول :

عندك مكان تبات فيه

أشار عامر علي المنزل قائلا بمزاح :

والله لحد الصبح مكنش عندي لكن دلوقتي في دا

أبتسم سالم مردف بهدوء:

لا يبقا تيجي تبات عندنا انهارده لحد ما نبعت واحده تنضف البيت

حاول عامر الاعتراض ولكن تحدث سالم تلك المرة بأمر لا يحتمل النقاش :

يلا

ابتسم بامتنان ثم أغلق الباب الحديدي متجه خلف المعلم، لتبدأ حياه جديده ربما تغير مجري سيره، ليكون أسير جديد لواحده منهن

؛***********

بعد تفكير دام لساعات وصلت لحل أمثل تريح أعصابها وتتأكد من شكوك قلبها، أخذت الجوال وضغط علي زر الاتصال، أينعم تعرف مشاعر الكره اتجاههم ولكن من أجله مستعده لفعل اي شيء،

: الو

اخذت نفس عميق ثم ردت :

ايوا يا مي

جاءها صوت مي سريعاً :

رحمه والله ما صدقت نفسي لما شوفت اسمك علي الفون

 

 

 

 

ودت رحمه أن تغلق الهاتف من أسلوبها المستفز، ولكن سرعان ما رأت صورته في مخيلتها، لتسألها بطريقه هوجاء:

مي هو سالم في بينه وبين نيره مشاكل

تعجبت مي من سؤالها الغريب، وسرعان ما علت ابتسامة خبيثة علي ثغرها، فهي تتذكر جيداً يوم قص عليهم سالم اعتراف رحمه بحبه، خوفاً من أن تفعل شيء متسرع وتقع مشاكل بين والده وعمه، ربما الحب القديم مزال ينبض :

والله مش عارفه اقولك ايه يا رحمه، بس ربنا يعوض علي أخويا يارب

وكالبلهاء وقعت في المصيدة كالفريسة، لتسألها رحمه بعدم فهم :

يعني ايه مش فاهمه

ابتسمت مي بثقه فقد حصلت علي تسليه جديده، اصطنعت الحزن قائله :

لا الكلام مش هينفع في الفون، ياريت تيجي علي الأقل هفضفض مع حد أصل اخويا صعبان عليا أوي

أسرعت رحمه بالإجابة :

طيب أنا هقوم البس واجيلك

ردت مي ومازالت مصطنعة نبره الحزن :

ماشي حبيبه قلبي هستناكي

أغلقت رحمه الهاتف ثم أسرعت في ارتداء حجابها، وهبطت بعجله، فربما ستحظى بفرصه جديده للتقرب منه،

بينما قهقهت مي بسعادة، ثم أرسلت رساله صوتيه إلي شريك حياتها كما تطلق عليه :

أما أنا عرفتلك حاجه جديده إنما إيه مش هتصدق من شطارتي

؛************

دلف المعلم سالم ليعلم أهل بيته بقدوم ضيف سوف يبت الليلة حتي يقوموا باللازم، ثم خرج في المجلس الداخلي لعلوم بوجود ابن أخيه واخويه :

السلام عليكم

رد جابر وعبده بينما همس محمود مش شدة توتره، نظر سالم إلي جابر قائلا بفضول :

خير يا جابر

أجابه جابر باستفهام هو الآخر :

والله ما عارف يا معلم محمود قالنا أنه عايزك في موضوع مهم واحنا نكون موجودين

نقل سالم بنظره الي محمود وطريقه يده المتوترة:

خير يا محمود

تنهد محمود ثم قال بسرعه :

عايز اتجوز

نظر عبده اليه بصدمه، بينما تعجب سالم من طلبه، عكس جابر الذي نظر إليه باستياء، ردد عبده كلمته :

تتجوز

امأ محمود بهدوء عكس العاصفة الملتهبة بداخله :

ايه مش من حقي

رفع عبده حاجبيه بتعجب :

حقك لأنك عمرك ما اشتكيت من مياده، أو يعني في مشاكل ولا حاجه

رد عليه بكسره :

لان مفيش عيشه أساساً يابا

قاطعه جابر بسخرية :

وأنت لسا فاكر أن مفيش عيشه بينكم بعد 8 سنين جواز و3 عيال

شعر بفقد الأمل منهم الثلاثة، ولكن نظر إلي سالم قائلا بترجي :

بالله عليك يا عمي ما ترفض

رمقه سالم بهدوء :

وأنا هرفض ليه هو صحيح ربنا حللك، لكن مش معني كدا أنك تظلم بنت الناس الـ معاك، طالما كويسه وشايفه بيتها وعيالها، ومحدش اشتكي منها، ومحترمه، ويعلم ربنا أن مشفتش حاجه وحشه منها من وقت ما دخلت عليتنا، يبقا ليه تظلمها

أشار محمود علي ذاته مردفه بحزن :

وأنا ليه اتظلم

 

 

 

 

صاح عبدت بنفاذ صبر :

تتظلم ايه وبتاع ايه، ما تتكلم زي الناس وبلاش ألغاز

نظر محمود الي سالم ثم قال بترجي :

عمي أنا بحب مروه من صغرنا وعايز اتجوزها

هدوء عم علي المجلس لثوان، حاول عبده فهم ما تفوه به ابنه للتو، بالكاد سيكون سبب قطع علاقته مع أخيه، بينما حرك جابر رأسه بيأس منه ذلك الغبي، حتي طلبه لم يعرف التقدم بشكل لائق،

أشار سالم علي نفسه سأله :

بنتي مروه

امأ محمود رأسه وكاد بالتحدث ولكن قاطعه والده بغضب:

ايه الهبل الانت بتقوله دا

نظر محمود اليه بضيق ثم قال :

لا يابا دا مش هبل، دا المفروض كنت عملته زمان وجيت قولت لعمي بدل ما قولتلك وأنت كسرتني

(لكن مجبركش تتجوز )

نظر محمود إلي سالم ليبدأ في التحدث بهدوء:

أولا لو كان حد تاني غيرك وقال كدا قدامي مكنش دا بقا حالي، ثانيا أنت راجل متجوز يعني يوم ما تقول إنك بتحب واحده غير مراتك دي خيانه…

قاطعه محمود بحده :

أولا أنا مغلطش ياعمي لان بحب مروه ولسا بحبها وهفضل أحبها، ثانياً مياده عارفه من يوم خطوبتنا أن بحب واحده غيرها وهي الـ قبلت تكمل، ثالثاً أنا بتقدم تاني لطلب ايد مروه ومستعد اعمل اي حاجه، حتي لو طلقت مياده

ألقي حديثه ثم وقف مستأذن بالرحيل تحت أعين والدها المشتعلة من قله ادبه في الحديث مع أخيه، وعدم احترامه لهم، ابتلع ريقه بتوتر ثم قال بأسف :

معلش يا خويا حقك عليا، وانا اقسم بالله لاخيله يجي يبوس علي رجلك قبل إيدك

أشار سالم إليه بهدوء، وقال وهو ينهض :

لا خاليه براحته والايام هتجيبه

نهض جابر مستأذن بالرحيل مع عبده كي يحاول تهدأته، بينما دلف سالم ليرتاح قليلا فتلك الأيام تمر بمفاجآت عده،

؛*************

في منزل عزيز

تحسنت حالة يعقوب بشكل كبير، الذي كان يجلس في المنزل بأمر من والده حتي يتم حل الوضع بين العائلتين، فـ المعلم سالم حذر من تدخل أحد فالأمر بين يديه حتي الانتهاء منه،

ابتسم عندما رآها تدخل غرفته حامله بطبق ممتلئ بفواكه، فأشار بجانبه مردف :

تعالي جمبي هنا

بادلته سميه الابتسامة منصاعة إليه واضعه الطبق أمامه :

يلا كُل الطبق دا كله

نظر إليها بمزاح متصنع الدهشة :

أكل كل دا لوحدي

ثم أمسك قطعه مقدمها إليها:

كُلي أنتِ الأول دي عشان حبيب خالو

تغيرت ملامحها عندما ذكر حملها، لم تشعر مثل اي سيده تسعد بوجود قطعه من روحها بداخلها، أو تنتظر وتحلم بيوم لقائه، فما فعله زوجها جعلها تكره اليوم التي زوفة فيه إليه، حاولت جمع شتات نفسها بداخلها، فابتلعت لعابها بتوتر ثم نظرت إليه قائله بتعلثم :

كنت محتاجه اتكلم معاك في موضوع ضروري، وأنا متأكدة أنك الوحيد الـ ممكن تساعدني

سألها بفضول :

خير وأكيد لو في ايدي أنفذه لو بعمري

ابتسمت بقلق ثم اخذت نفس عميق زفرته بخوف قائله باضطراب :

يعقوب بابا رجع دلوقتي ومعاه ورقة طلاقي، بعد ما المعلم سالم خلاه يمضي عليها، وأنا ا..

قلق يعقوب فقال :

أنتِ ايه يا حبيبتي

قالت سميه بتوتر :

عايزه أجهض

 

 

 

 

تطلع إليها للحظات ثم سألها بتأكد :

تجهضي يعني تنزلي الحمل

بلت سميه شفتيها بطرف لسانها، ثم أجابته بتوتر :
ايوا
صمت يعقوب بتفكير يبحث عن إجابة رزينة بدلاً من أن يثور في وجهها من غضبه، ثم قال بهدوء عكس ما بداخله من ضيق:

طيب أنا هسألك سؤال واحد بس وبعدين أقرر

رفعت بنيتها إليه منتظره بفضول معرفة سؤاله الذي سيحدد حل لمأزقها، لم يود اللعب بأعصابها ورحم سيل الأفكار التي تدور في عقلها :

هيهون عليكي مش هتحسي بندم بعد كدا

طلعت إليه بعجز عن الرد، لم يخطر في بالها سؤاله حتي أنها لم تشعر بهذا الشعور سواء حزن أو ندم أيضاً، ربما لأنها في البداية وتريد حل الأمر قبل أن يسوء، فحملها يعتبر شوكه في حلقها ستظل طيلة عمرها، ابتسم يعقوب مرتب علي كتفها، يعاتبها بهدوء:

مردتش يعني، سميه دا شيطان لعب في عقلك حبيبتي استغفري ربنا وشوفي ايه يلزمك واحنا كلنا جمبك

حركت رأسها بالرفض علي حديثه لتبرر صمتها:

لا يا يعقوب مش شيطان دا الصح

رمقها بعدم فهم مقتضب بين حاجبيه :

يعني ايه

وقفت تشرح وجهة نظرها بتوتر :

يعني خلاص أنا أطلقت وأنا لسا صغيره، ليه أعيش طول عمري مربوطة بعيل وهو يعيش حياته ويتجوز ويخلف كمان

وقف بطوله الطاغي أمامها فأصبحت ضئيلة الحجم مقابل له، فرجعت للخلف بخوف من هيبته المعهودة، نظر إليها بحده موبخها بصوته مزمجر بخشونة:

وأنتِ من أمته تفكيرك بقا اناني كدا يا سميه

ابتعدت بأعينها تجول في الغرفة هرباً من نظراته المسلطة عليها، ربما أخطأت عندما لجئت إليه بدلاً من والدها، انتفضت من حدته وهو يصيح :

ما تردي، كنت فاكرك عاقله ودماغك كبيره

قاطعته بحده وألم يغزو صوتها:

عاقله بعد ايه، أنا مكملتش أربع شهور جواز ملقتش فيهم إلا شك وقله ثقه، انضربت واتهنت واتهمني بالخيانة، فوق كل دا انت كنت هتموت علي أيده لولا ستر ربنا، لا وكمان حامل

احتدت ملامح يعقوب بضيق قائلا بصرامة:

نهيت الموضوع إجهاض مفيش، عايزه ترجعي لجوزك هرجعك وملكيش دعوه بحد، عايزه تكملي معانا ولما تخلفي هتكفل أنا بالعيل طول عمري، وروحي شوفي حياتك

 

 

 

 

ثم تركها وخرج من الغرفة مغلق الباب خلفه بعنف، جلست علي حافة الفراش تبكي في صمت علي حالها التي لا تعرف إلي أين سينتهي بها المطاف،

بينما نظر يعقوب إلي والدته الجالسة علي المقعد القريب من باب غرفته، فعلم من صاحب فكرة أخته اكتفي بالنظر إليها وقال وهو يخرج :

لا حول ولا قوه الا بالله

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى