روايات

رواية بنت المعلم الفصل التاسع 9 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل التاسع 9 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء التاسع

رواية بنت المعلم البارت التاسع

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة التاسعة

: مش بمزاجك يا أحمد

تعجب أحمد من نبرة صوتها المعارضة ليسألها بترقب :

أخيراً سمعت صوتك وياتري بمزاجك أنتِ

نهضت هند بغضب من بروده لتقف أمامه قائله بضيق :

أنت هتفضل لحد أمته واخد كل حاجه ببرود ولامبالاه

رفع أحمد حاجبيه ليسألها بسخريه :

وحضرتك تحبي اخد الموضوع ازاي

في ذلك الوقت وقف مرتضي ليستأذن من المعلم سالم بالخروج لأن النقاش أصبح عائلي بين أحمد وهند، أشار إليه سالم في صمت مكتفي بتسليط نظره علي الثنائي الغافلين عن وجوده،

في ذلك الوقت علمت صباح أن الأمر لن يمر عليهم بخير بعد أن ارتفعت أصواتهم في وجود سالم فحاولت التدخل ولكن مانعها سالم بإشارة من يده لينتظر أين سيقف بهم الحال في النقاش الغير سوي من وجهة نظره،
ارتفع صوت هند لأول مره أمام والدها تقول بشراسه:

طول عمرك مستهتر بعلاقتنا وجي دلوقتي تقولي لا مش هطلق، ليه هو احنا أصلا نتحسب متجوزين

ضحك أحمد بسخريه :

طيب ما تعرفني المتجوزين بيعملوا ايه عشان اعمل زيهم

نفذ صبر هند من استفزازاه، وصيغته الساخرة منها :

طلقني يا احمد عشان العيشه بينا مستحيله

رد أحمد ببرود :

مش هطلقك يا هند

رمقته لبرهه لتهدر بحده :

يعني هتعيش مع واحده غصب عنها

شعر بغصة من ذكرها انها تعيش معه عنوه، فـ لم يريد أن يصل بهم الحال لتلك المرحلة، نظر إليها ليجبيها بهدوء عكس حاله :

طلاق مش هطلق ويومين وترجعي بيتك

إجابته هند بعناد :

مش هرجع يا أحمد

نظر إليها بحده باتر حديثه حتي لا يفقد أعصابه ويتفوه بحديث يصعب الأمر أكثر، دار ليتجه للخارج، ولكن أوقفه صوته الحاد يأمره بصرامه:

أنت قولت الـ عندك لكن انا لسا مقولتش

وقف سالم بعد أن ألقي جملته ليمسك عصاه وسار ليقف في بينهم، زفر أحمد محاولا اخراج كتله غضبه علي هيئة زفيره، ثم لف بجسده ليطلع الي سالم قائلا بهدوء وهو يشير علي هند:

كلامك علي راسي من فوق يا معلم ويسير علي رقبتي، لكن الـ هند بتعمله دا غلط

 

 

 

 

ضرب سالم بعصاه أرضاً بعنف اعتراضاً علي حديثه وأسلوبه الغير لائق أمامه، فـ بتر أحمد بقيه حديثه صامتاً إنصاع لأمره، انتفضت هند لترجع للخلف خوفاً من صوت والدها الغاضب الذي زلزل في أرجاء المنزل :

بس أنتو الاتنين لا عاملين احترام لوجودي ولا احترام للبيت الانتو فيه، ايه صوتكم هيعلي وانا موجود ولا اي

تحدث أحمد بأسف ليبرر أمره :

مقصدش أعلي صوتي يا معلم لكن الـ هند بتطلبه مش هيحصل وحضرتك لازم ترجعها علي الـ في دماغها

رمق سالم هند بحده لتهبط بنظرها للأسفل، فسألها بجمود:

عايزه تطلقي ولا ترجعي

تعلثمت هند لتردف بتوتر :

الـ حضرتك شايفه

أجابها سالم بسخرية :

ليه هو حضرتي الـ هيعيش معاه

ثم أكمل هو يشير عليهم قبل أن يخرج قائلا :

مشكلتكم أنكم مش عارفين عايزين ايه

وقبل أن يخرج رماهم بنظراته الجامدة عكس شعوره بالشفقة علي حالهم، في داخل الاثنين مشاعر اتجاه الآخر ولكن سوف يهدموها بـ عُمي قلوبهم والعند ، ثم خرج ليذهب للاطمئنان علي سعد ويعقوب الذي علم للتو أنه أصر علي خروجه من المشفى، حتي لا يتخذ قرار ينهي تلك اللعبة السخيفة

؛**********

في منزل عبده كانت تقف علي أحر من الجمر منتظره خروجه من المرحاض، فقد طفح كيلها من بروده منذ دلوف ابنها للمشفى الذي مانعها من زيارته ومع إصرارها حلف عليها بالطلاق أن خرجت من المنزل لن تدخله مره ثانية، خرج ينشف وجهه بالمنشفة مغمض العينين، غافلاً عنها

: ايه يا عبده دا كله

انتفض موبخ إياه بحده ليرمي المنشفة في وجهها :

يقطع مطنك يا بعيده، ايه موقفك كدا يا وليه

وضعت رحاب يدها في جانبيها لتردف بحنق:

عايزه أروح اشوف ابني يا عبده

اتجه الي الطاولة ليأخذ مفاتيحه وعلبه التبغ، قائلا بملل :

طيب ما تروحي وانا مانعك بس ابقي تعالي علي بيت أهلك

صاحت رحاب بغضب :

اهو متعملش راجل غير عليا إنما علي أخوك تعمل كتكوت يا عنيا

كور عبده قبضته ليدفعها بحده :

طيب غوري من وشي عشان مطلعهمش عليكي

 

 

 

 

رمقته رحاب من أعلي وأسفل بسخريه ثم رحلت من أمامه تتمتم بحديث غير مفهوم

نظر إليها وهي ترحل من أمامه ليخرج من المنزل متجه إلي أخيه المعلم سالم المنتظر في السيارة ليذهبوا الي المشفى وقبل أن يخطوا من الباب الحديدي حدث نفسه وهو يعدل من وضع جلبابه :

وليه بومه ببوز اخص بصحيح، صبرك بس الواد يقوم واعرفك مين المعلم عبده

(ايه يابا بتكلم نفسك ليه )

انتفض عبده أثر الصوت الآتي من خلفه، وما كانت سوي ابنته سمر، تطلع إليها بحده ثم قال :

يقطع مطنك أنتِ وأمك يا شيخه

رفعت سمر حاجبيها باستنكار مردفه :

يوه وأنا وعملت ايه

نظر إليها بتهكم :

دا انا نفسي تعملي حاجه عدل في حياتك غير الاكل والنوم وانك عايزه فلوس

زفرت سمر بملل وأشارت بيدها وهي تقول :

والله عيب عليك تكون معلم كبير كدا وتقعد تعد عليا دا أنا حتي بنتك الوحيدة

أبعدها عبده من أمامه ثم خرج من المنزل وهو يصيح بصوت مرتفع :

هقول ايه ما أمك رحاب لازم تكوني زيها، عكروتي دمي يا بُعده

قلدت سمر جملته بسخرية ثم خرجت متجها إلي صديقتها كي تسلي وقتها قليلاً بعيداً

؛*************

تجلس علي الفراش ضمه ركبتها إليها، ناكسه رأسها بينهم تبكي في صمت من وقت رحيله، نظرته قبل أن يخرج لا تفارق عقلها، ذادت في بكائها لتعلو صوت شهقاتها عندما تذكرت حديث والدها بأنها لا تعرف ما تريد، فـ بالفعل هي كذلك وهذا سبب حيرتها وتشتت عقلها، تشعر اتجاهه بحنين، واشتياق وكأنها تغيب عنها من أعوام وليس أقل من أسبوع ومع ذلك تشعر بالغضب والنفور من معاملته الباردة معاها

مسحت بأناملها دموعها عندما استمعت لصوت طرق علي باب غرفتها لتأذن بالطارق بالدخول بصوت مبحوح :

أدخل

دلفت مها علي ثغرها ابتسامه لتغلق الباب خلفها، ثم اتجهت لتجلس بجانب هند علي حافه الفراش، تأملت تورم عينيها وجهها الأحمر من كثره بكائها :

لحد أمته يا هند هتعملي في نفسك كدا

نظرت إليها هند لتردف بكسره :

لحد ما ارتاح

ثم دخلت في نوبة بكاء مره اخري حزن علي حالها التي لا تعرف ماذا سينتهي، نهضت مها لتأخذها في أحضانها تلمس علي شعرها بحنان :

بس اهدي حبيبتي أن شاء الله هتتحل

أمأت هند رأسها بالرفض داخل أحضانها، لتعاتبها مها بهدوء:

ليه لا وليه بتتعبي نفسك

ابتعد هند لتتحدث من وسط بكائها :

عشان لو متعتبش دلوقتي هفضل طول عمري تعبانه

جلست مها بعد أن قدمت الي هند محرمه، ثم سألتها بابتسامه :

بتحبيه

إجابتها هند بتوتر :

مش عارفه

تعجبت مها من ردها لتسألها بعدم فهم :

يعني ايه مش عارفه طيب مين يعرف

رمقتها هند بنفاذ صبر:

مش عارفه وخلاص يا مها

نظرت مها إليها ثم تحدثت بهدوء :

هند اعترفي أنك بتحبيه وبلاش تعندي نفسك، ما يمكن كل دا بسبب أنه مش حاسس بمشاعرك ليه مفكرتيش تصرحيله بحبك وتقنعيه وتسبكم من تأجيل الخلفه دا يمكن الطفل يكون خيط تمسكوا فيه بعد حبكم وتكملوا في راحه بال

نهضت هند ترد عليها بكسره ملئت صوتها :

اعترف ليمن هو اصلا حاسس بيا، أنتِ عارفه انا عايشه مع أحمد في فندق يجي يأكل وينام ويغير هدومه وينزل يروح الشغل، يا بره مع صحابه، يا قاعد تحت مع ريهام وعمتي،

 

 

 

 

ثم أكملت بشهيق وألم يغزو قلبها :

أنتِ عارفه بيكون بيضحك ويهزر مع أهله واول ما نطلع لشقتنا يبوز ويقلب ويختلق اي مشكله، دايما انا غلطانه دايما انا وحشه بيحاول دايما يقلل مني يا مها والله العظيم بيكسرني كل دقيقه بتعدي بينا وكل دا وبحبه مش عارفه إزاي

نهضت مها لتمسح دموعها قائله بصوت مهزوز محاوله التماسك أمامها :

ليه شلتي كل دا لوحدك يا حبيبتي اهدي انا جمبك وكلنا معاكي

اراحت هند رأسها داخل أحضان مها لتبدأ تهدأ حتي غلبها النوم هاربه من الواقع إلي أحلامها الوردية التي تمنت أن لو أصبحت حقيقه،

؛****************

في الخارج كانت تقف مستنده علي الباب واضعه يدها علي فمها حتي لا يستمعوا إلي صوت بكائها، فـ لأول مره تعرف حقيقه حياة ابنتها، كل ما تعرفه عندما صرحتها بالخلاف بينها وبين وأحمد ولكن لم تعلمها بكل هذا،

خرجت مها بعد أن تأكدت من ثبات هند في نومها لتفاجئ بـ لوالدتها تقف أمامها

: ماما ايه الموقفك كدا

سألتها صباح وهي تسمح دموعها :

نامت

أمأت مها رأسها لتجلس علي المعقد تتنهد بحزن :

ايوا بعد ما تعبت من العياط

جلست صباح ممسكه رأسها بـ كلتا يديها، داعيه الله أن يصلح حالها ويسير الأمر، فشعورها بالذنب وتأنيب ضميرها في سكوتها منذ أن علمت يجلدها من الدخل عندما تستمع لصوت بكائها،

؛*****************

في إحدى شوارع القرية وقفت سيارة سوداء فارهه موديل العام، ارتجل منها شخص طويل القامه، ذو جسد متوسط ممشوق، يملك طله سحريه ببشرته السمراء وشعره الكثيف، لا تخلو أناقته من حليته السوداء، خلع نظارته الشمسية لتظهر أعينه العسلية المحاطة بأهداب كثيفه يتجول بنظره متأمل المكان، أمر السائق بأن يرحل ليسترح قليلاً من مسافة السفر التي طالت ثلاث ساعات

ثم سار في شوارع القرية تحت أنظار الجميع فـ هيئته الغريبة تلفت الأنظار، وخاصه أنهم لا يعرفون من هو أو ماذا يفعل في قريتهم، ظل يمشي وكأنه يمكث في القرية منذ صغره ويعرف شوارعها بأتقان، حتي وقف أمام منزل العمدة عباس ليقف متأمله بازدراء ليبتسم بسخرية من قصص عباس لوالدته عن منزلهم الفاره، وحياتهم الثرية، وكأنه وزير الوزراء وليس بمسؤول عن قريه صغيره

: أنت مين

سأله الغفير بتعجب من وقوفه

نظر إليه بتكبر ليجيبه :

أدخل قول للعمده بتاعك أن عامر الخولي بره

استنكر الغفير أسلوبه، لينصاع إليه بلا مبالاة :

طيب خاليك هنا لحد ما قوله

أشار عامر إليه ثم وقف يتذكر طفولته التي حضرها في تلك القرية لأعوام قليله، ولكنها حفرت في ذاكرته جيداً، خرج من شروده لسيارة وقفت أمام المنزل ارتجل منها ثلاث رجال من مظهرهم أنهم كبراء القرية فـ هيئتهم واضحه، تقابلت النظرات بينه وبينهم ولكن قطعت سريعاً ليدلفوا للداخل بغضب واضح علي وجههم، لم بتعجب ولم يبالي لأنه يعلم طريقة وأسلوب عباس المتدني، وبالتأكيد عدوته تتخطي تلك القرية

؛*************

في منزل المعلم عزيز

وضعت حسنيه الاطباق المملوءة باللحوم والحساء أمام يعقوب لتطعمه بإصرار علي تغذيته حتي تلتأم جروحه سريعاً :

كل يا عين أمك عشان تعوض الدم الراح ياضنايا

بلع يعقوب الطعام بصعوبة من كثرته :

خلاص يا أمي دا أنتِ لو بتعلفي بقره مش هتوكليها كدا

عتابته حسينه بحده :

بقره دا أنت سيد الرجاله ولا هو في زي المعلم يعقوب

قهقه يعقوب بخفه قائلاً :

معلم مره واحده والله دا أنا يا بختي بقا

 

 

 

 

جاء صوت من خلفهم قائلا بسخرية :

والله يا بختك صحيح يا عم ما انت الـ في القلب لكن احنا ولاد البطه السودا

التف يعقوب ليري عبدالله يقف مستند علي باب الغرفة مكتف يديه أمام صدره

وبخته حسينه بحنق :

انا بطه سودا، صحيح زي القطط بتاكل وتنكر

ابتسم يعقوب وفتح ذراعه ليتقدم عبدالله منه يجلس بجانبه :

عامل ايه

أجابه عبدالله بابتسامة عريضة :

طول ما أنت كويس انا كويس

ضربه يعقوب بخفه في كتفه قائلاً :

يا سلام عليك لما تاكل بعقلي حلاوه

غمز إليه مردف بتسليه:

أصل من يوم ما تعبت والشغل كتر عليا ومش عارف افضه للحته

نظرت حسينه إليه بحده :

اختشي يا قليل الحيا

قهقه عبدالله بتسليه، ثم قال :

هو انا قولت ايه يا حجه

قاطعهم يعقوب بتذكر :

امي فين ابويا من ساعة ما جيت مشفتوش

احتدت ملامح حسينه لتردف بغل :

راح لـ عباس مع المعلم سالم وشيخ البلد عشان يعملوه الادب

انتفض يعقوب بغضب :

ليه يا أمي ممكن عباس يغدر بيهم

ثم حاول النهوض ولكن عبدالله أوقفه قائلا بضيق :

خاليك أنت وأنا وعلي هنروح مع الرجاله متقلقش

وافق يعقوب بعقل شارد من لقدر الله يصيب والده مكروه من غدر عباس واولاده، حاول تهدأت روحه ووقف يستند علي الحائط ليدلف للمرحاض يتوضأ ويصلي فما طريقه تريحه وهو مكتوف اليدين بسبب مرضه وجروحه غير سجادته بالقرب من الله

؛***************

دفع المعلم سالم الباب الحديدي الخاص بمنزل عباس بعصاه، ليدلف ومعه المعلم عزيز وشيخ القرية ولحقهم عبده وجابر وشيخ الغفر،

صاح بصوت مرتفع :

اطلع يا عباس وخاليك راجل مره في حياتك

 

 

 

 

خرج عباس علي صوته ممسك ببندقية هادر بغضب :

جاي تتهجم عليا وفي بيتي يا سالم ايه مكفكش الحصل في ابن اخوك

ابتسم سالم بهدوء وهو يقترب منه بخطوات بطيئة، جعلت عباس يتوتر من قربه فحذره بوعيد :

لو قربت يا سالم هفرغ خزنه البندقيه في دماغك

قهقه سالم أثر حديثه، مما جعل عباس يتعجب من ضحكه الغير طبيعي في ذلك الوقت، صعد سالم الدرج ليقف أمامه قائلا بأمر صارم لا يحتمل النقاش :

هي كلمه تسيب بيتك أنت وعيالك وتطلع من البلد كلها يا عباس الا وقسما بالله ما هيطلع لا عليك ولا علي عيالك صبح

ابتسم عباس بسخريه غير مستوعب ما يتفوه به سالم وكأنه متفاجئ :

لا يا شيخ انت شكلك اتهبلت علي كبر

ضرب سالم بعصاه أرضاً وما هي إلا ثوانٍ حتي ظهر رجاله محاطين للمنزل حاملين الأسلحة النارية، جال عباس بنظره ليري نفسه محاوط بعدد كبير من رجاله فصاح بغضب :

مش طالع يا سالم الا علي جثتي يا جثتك

رد عليه تلك المرة عزيز بحده :

بلاش تتكلم كلام اكبر منك يا عباس والله لولا أن سالم صمم بلاش دم ما كان حد فيكم استني يوم حي

صاح عباس في رجاله بكبر :

يا غفير جمع الرجاله وخاليه دم يا عزيز …

ولكن بتر حديثه عندما رأي غفيره يظهر خلف رجال سالم وبقيت رجاله يقفون في الخلف ليوبخهم بحده :

واقفين كدا ليه يا شويه بهايم

أجابه سالم بغموض :

لا ما هما مش رجالتك دلوقتي

صدم عباس لما يرمي إليه سالم فتطلع إليهم بعدم تصديق قائلا :

بعتوني يا شويه كلاب دا خيري مغرقكم

رد عليه سالم بهدوء :

لو كان خير لدام يا عباس، علي العموم انا مش بحب الظلم افصل بيتك، وارضيك وهتاخد فلوسهم لكن قعاد هنا لا

ظهر صوت اتي من أمامهم :

أنا أشتري وانا أولي بأملاك خالي

التف سالم ليري نفس الشخص الذي التقي به في الخارج

اقترب عامر منهم واضع يده في جيب سرواله يتمخطر بهدوء :

انا أولي ولا ايه يا خالي

نظر عباس إليه بحقد، غامره التعجب من وجوده في ذلك الوقت:

 

 

 

 

عامر

أشار إليه عامر بتأكد مبتسم :

ايوا عامر يا عمده

قرأ سالم أعين عامر المملوءة بحقد وكره أثناء حديثه مع عباس فوجد أنها خير وسيلة ليقهره بها

تحدث سالم بـ لامبالاة :

مش هتفرق معايا لو العفريت الازرق جه مكانه، لكن مش هيطلع عليه نهار تاني هنا

نظر إليهم عباس ليصيح بنفاذ صبر من إصرار سالم المبالغ فيه في قراره وكأنه سوف ينفذ بصدر رحب :

انتو عمالين تبعوا وتشتروا وكأني موافق يلا اطلعوا بره

سحب سالم مقعد من داخل المنزل ليخرجه يجلس عليه مستند علي عصاه، رد عليه بهدوء أصاب عباس بالريبة والقلق :

وعلي ايه أنت كدا كدا هتسمع الكلام عشان عيالك

سأله عباس بتوتر :

وعيالي مالهم يا سالم

أجابه سالم بـ لامبالاة :

هو أنت متعرفش أن داين تدان ولا ايه،

ثم هب واقف ليصيح بغضب متحول من شخص هادئ إلي عاصفه جلجلت المكان :

والعين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم يا عباس، لتكون مفكر أن هزيل عشان مردتش عليك يوم عملتك السودا أنت وعيالك، بس مش المعلم سالم سويلم اليوسخ أيده بناس غداره، لا تعرف اصول ولا احترام

لم يفهم عزيز وجابر مقصد سالم فهم اتو معه بعد أن قرروا كبراء البلدة بإخراج عباس وأولاده من البلدة، حتي لا يدخلوا في سيل دماء لن ينتهي، وأيضاً لأن عباس من تعدي أولاً برجاله علي يعقوب وسعد وهم بمفردهم، وغير ذلك هو من أمر رجاله بإطلاق الأعرية النارية،

أعجب عامر بـ شخصية سالم الذي سمع عنها الكثير قبل أن يأتي الي القرية، ولكن لم يتوقع صرامته وجموده، وبالرغم من عدم معرفة الشجار بينهم إلا أنه تقدم لطلب شراء أملاك عباس ليكيده فقط

تحدث عباس مبرر فعلته :

ابن عزيز هو الجاي في بيتي ويتهجم علي ابني وعليا وعايزني اسكت وابن أخوك هو البدأ لما ضرب علي ابني الرصاص عايزني اقف ياعالم ساكت وهما جايين يقتلوني انا وعيالي

بدأ عباس في الصياح ليجمع أهل القرية فصور له عقله أن تلك الحيلة سوف تخرجه من مازقه أمام سالم ورجاله

ولكن خاب أمله عندما رأي نظرات الشماتة والفرح في أعينهم، فهو لم يقدم الخير لهم بل وجدوا تكبر وغرور منه هو وأولاده كانوا دائما يلجؤوا الي سالم لحل مشكالهم والمساعدة بدل منه

حذره سالم بهدوء لآخر مره :

قدامك لحد الساعه 6 المغرب تكون حضرت نفسك، وهكون حضرت العقود عشان تبيع ويا الجدع دا اشتري يا أنا، اه وانت خارج ابقا فكرني اطلعلك عيالك من المخزن عشان منساش

 

 

 

 

انهي حديثه مبتسم بدهاء، عكس عباس الذي صدم من إمساكه بـ أولاده فـ اقترب بوحشيه من سالم ليمسك به ولكن منعه رجاله واقفين عائل بينهم، فرجع للوراء عندما رأي أحد الرجال يتحدث بصوته الغليظ :

ارجع يا عمده وبلاش أنت راجل كبير ومش هتستحمل

اشار اليه عباس بسخريه :

وانتو خاليتوا فيها عمده ولا غيره،

ثم نظر الي سالم قائلا بتهديد:

صدقني يا سالم لو عيالي مجوش دلوقتي لأحسرك علي بناتك طول عمرك

علم عزيز وأخوي المعلم أن لن يمر حديث عباس بسلام، حتي عامر الواقف يشاهد الأحداث وكأنه يشاهد فيلم سينمائي تعجب من ملامح سالم التي احتدت بغضب وعينيه القاتمة

نظر سالم إلي عباس لبرهه مسلط عليه بهدوء، عكس العاصفة النارية التي اشتعلت بـ فتيل أوقده عباس عندما تفوه باسم بناته، فتحرك منه ببطيء أصابه بالخوف من أن يضربه بعصاه مره اخري

امسك سالم برأسه ليسأله :

شكلك العصا المعلمه علي راسك متعلمتش منها

ثم أكمل وهو يتجه للخارج :

بس عادي اعلمك تاني هو وأنا ورايا غيرك

رحل سالم تحت انظار التعجب من الجميع فأشار جابر الي عبده وعزيز ان يلحقوا بـ سالم حتي يعرفوا قراره وما ينوي اليه،

بينما صعد عامر الدرج مبتسم بشفقه :

قولي يا خالي حصل ايه لكل دا وأنا أحاول أساعدك

دفعه عباس بحقد مردف بغضب :

جاي تشمت فيا يا ابن الخولي امشي، ومش هيحصل يا عامر مش هيحصل

ابتسم عامر بخبث :

ما هو حصل يا عمده ولا اقول يا حج بما أنهم زالوك من البلد كلها

مع أن موقف عباس لا يتحمل ولكن شيطانه مسيطر علي عقله ولسانه فقال باحتقار:

مش فاضل غير ابن بياع الخضار الـ يتكلم مع أسياده يا عامر ولا نسيت

 

 

 

 

رمقه عامر بكره :

لا منستش يا خالي بس أنت الـ نسيت ابن بياع الخضار حالياً ايه

ثم تركه ورحل ليقابل سالم ليتفاوض معه في أمر شراء الأملاك فـ لن يفوت فرصه في رد الصاع إلي عباس

بعد أن رحلوا تنهد بضيق ثم قرر تنفيذ خطة شريكه المجهول، حتي يساعده في الانتقام من سالم،

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى