رواية يناديها عائش الفصل السابع والعشرون 27 بقلم نرمينا راضي
رواية يناديها عائش الجزء السابع والعشرون
رواية يناديها عائش البارت السابع والعشرون
رواية يناديها عائش الحلقة السابعة والعشرون
ما أحزن الله عبدًا الا ليُسعده3
༺༻
اضطربت عائـشة وأخـذت ترتعـش من شـدة الخوف، حاصرتها العيون وأشعرتها بخجـل شديد، ودت لو أن تتشقق الأرض وتبتلـعها ولا تُوضع في مثل هذا المشهد المُـخزي، بينمـا بـدر كان في قمـة غضـبه منـها ومن نفسـه ومن كل شيء، لقد ذاق الكثير من الألم وصفعته الحياة عدة مرات دون أن يجزع أو يشتكِ؛ ولكن لكل منا طاقة تحمل عندما تنفـذ وتنتهي ينتهي به الأمـر ويتحول للأسوأ، لقد صبر كثيـرًا وتحمل ما لا يتحمله أحد على تلك العنيدة حتى طفح به الكيـل وألغى مشاعره؛ ليتـصرف بعقلٍ تائه شريد.
ظلت عائشـة تبكي بصوت عالي، مما انزعـج بـدر منها أكثـر والتفت لها محذرًا بحِدة
“قسمـًا باللي خلقني وخلقك لو مبتطلتيش عياط لأموتك واخلـص من قرفك ”
( ياريت.. موتني عشان أخلص أنا كمان)
قالـتها وهي تحاول جاهدة أن تتوقف عن البُكاء خوفـًا من تحديقه بها بقسوة لم تعهدها من قبل ولم تتوقع أن يُعاملـها هكذا، اعترفت لنفسها أنهـا أخطئت؛ ولكنها حقـًا لم تقصد ذلك بتاتـًا، لم تنوي أبدًا أن تجلب الـعار للعائلـة، هي فقط وثقت في شخص وصدقته، لم تعرف أن ذلك سيحدث، بداخلـها تُقسم أن الزمن لو عاد بهـا؛ لقتلت أميـر قبل أن يُفكر في إستدراجها وإوهامهـا بالحُب حتى يفعل بها ذلك وهي كالحمقـاء صدقته.
تجاهل بـدر ما قالتـه بعد أن انتبهت حواسه لتواجدها أمامهم دون غطاء رأسهـا.. دفعها للداخل هاتفـًا بغيرة حقيقية
— هاتي زفتتك غطي بيها شعرك ده.. اخلصي
صاحت عائشة بنفاذ صبر وبعفويـة شديدة
“أربعـة.. أربعـة يا بـدر هجموا عليـا..أنا مخلعتش الطرحه بمزاجي زي ما إنت فاكر.. هجموا عليا وكانوا عاوزين يـإذوني يا بـدر.. والله متوقعت يحصل كده”
لم تدرِ عائشـة أن ما تفوهت به أشعـل الغضب والغيرة في قلـب بـدر أكثر، حتى بدأت تعلو أنفـاسه والتهبت أعصـابه ضجـرًا وغضبـًا وهو يتخيلها فريسـة لتلك الضِبـاع.. تركهـا ليهجم ثانيـةً على الشباب وهو يزئر بغضب مخيف
” محدش هيرحمكوا مني انهـارده ”
لحق بـه زيـاد وكـريم وابعدوه بصعوبة عنهم، وفي تلك اللحظـة جاءت سيـارة الشـُرطة وأخذت أميـر وأصدقاءه.. صـاح واحد من الشبـاب
“أبـو أمير مش هيسيبكم.. عيلة المليـطي مش هتعدي اللي عملتوه ده على خيـر ”
نظـر زيـاد لكريم هاتفـًا بدهشة
— من عيـلة المليـطي !.. أنا شغال على قضية بنت مُطلقة من عيلة المليطي وأنا المحامي اللي ماسك قضيتـها
ابتسـم كريـم بإنتـصار قائـلًا
— حلو.. يبقى كده الكوره في ملعبنا.. عشان لو اتحكم عليهم محدش يخرجهم بكفالـة.. وياخدوا جزاتهم.
بإيـماء رد زيـاد
— المُتحرش بياخد مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه
هتف بـدر بعدم رضـا وغضب
— بـس ..؟
قال زيـاد بقلة حيـلة
— للأسف ده نص المادة (٣٠٦) من قانون العقوبات.. وكمان الجـاني لو طالب بيمارس دراسته في السجن عادي وبيطلع يكمل حياته عادي
كان بـدر واقفـًا في صمت ممتد للحظـات وعلامات الضجـر على محياهُ، غير راضٍ تمامـًا عما يسمعه، بداخله يتمنى لو أنه من وضع قانون العقوبات حتى يعدم كل من يستغل فتاة ويستدرجها للرذيلـة.. قال ساخطـًا
— هنتنـازل عن المحضـر.. السجن هيريحهم من اللي هعملوا فيـهم
نظـر زياد وكريم لبعضهما بعدم فهم ليتساءل الآخير
— تقصد إيـه..؟
بثقـة أجـاب بدر
— أقصـد إن العقاب عندي مش عند القانون
انتـاب زيـاد شعور القلق والخوف الشديد على ابن عمـه، فنظرات عينـاه تدل على أن هناك كارثـة ستحدث.. هتف زياد بخوف سريعـًا
— لأ طبعـًا.. مفيش الكلام ده.. انت عاوز تودي نفسك في داهيـه..؟.. سيـب القانون يتصرف
بنفي وتصميم انفعـل بـدر
— القانون مش هيشفي غليلي منهم يا زيــاد
هز زياد رأسه مُردفـًا بنفي
— لأ.. مش هسمحلك يا بـدر تإذي نفسك.. لا يا ابن عمي انت مش كده وعمرك ما كنت ولا هتكون كده.. ارجع لوعيك.. متسيبش نفسك لوساوس الشيطان يا بـدر
تجاهل بـدر ما قالـه زياد ونظـر لكريم بـإِهْتِياج مُشيرًا لتلك التي جلبت وشاحها وأخفت شعرها ووقفت مطأطـأة الرأس بخجل وخزي من نفسها ليقول:
” الهـانم دي مش هتمضي على محاضر..كده كده ملوش لازمه المحضر.. وروني بقى القانون هياخد مجراه ازاي.. على ما تترفع القضية ويتحكم فيها يكونوا اتحرشوا ببنات تانيه والله اعلم هياخدوا جزاتهم ولا لأ.. دول عندهم واسطة وأهـاليهم معاهم ملايين يقدروا يخرجوهم في يوم.. للأسف في الزمن ده اللي عنده واسطة وايده واصلـة يقدر يطلع من أي جريمة زي الشعره من العجينة.. العقاب للغلابة بس “
تدخلـت عائشة لتقول بحزم وانفعـال
— بس أنـا هعمل محضر ضدهم ومش هسيب حقي
التفت بـدر لها بنـظرة صارمـة جعلتها تشيح بصرها بخوف واضطراب في الحـال.. صرخ بها
” إنتِ تخرسي خالـص يا وش المصايب.. ليكِ عيني تكلمي.. موقفك ضعيف يا حلوه.. محدش أجبرك تيجي هنا.. إنتِ جايه بمزاجك.. حق إيه يا أم حق اللي بتكلميه عليـه..! “
تجمعـت الدموع في عين عائشـة المتورمة بغزارة، وكأن دموعها نابعـة من القلب وليس العين.. شعور الخِـذلان والقهـر يُسيـطر عليـها.. شعور الوحدة والألـم يتغلل في قلبـها.
كانت تشعر كما لو أن حياتـها تنزلق من بين أصابعـها ولا توجد جوانب للتمسك والتراجع، للحظـة شعـرت أنهـا ثقيـلة على قلبـه.. نعم هي أخطـأت؛ ولكنـها لا تستحق كل أن تشعـر وأن وجودهـا عـار بين عائـلتها، لمن تذهـب ؟ لمن تلجـأ وتحتمي وقد مات والديـها والشخص الوحيد الذي كان الأمان والحنان بالنسبـة لها، أصبح يمقتـها ويستاء منها الآن؛ حتى أشعرها بأنهـا ثقيـلة عليـه والموت أرحم لها من هذا العذاب الذي تتلقـاه وهي الضحيـة.
همسـت بضعـف تأثـر له كريم وزيـاد إلا بـدر الذي أعمى الغضـب قلبـه
” عندك حق.. أنـا مليش عين أتكلم.. أنا غلطانه.. أنا أستاهل.. كل اللي هتقولي عليه هنفذه.. بس.. بس أرجوك يا بـدر.. عشـان خاطري كفايه تجريح وإهـانة فيـا.. صدقني مش قادرة أستحمل أكتـر من كده “
مسـح على وجهـه بتضـايق؛ ليسيـر تجاهـها حتى بقي أمامهـا ثم مـال عليها هامسـًا بسخرية شديدة ناظـرًا في عينيـها بتقـزز
“مين قالك إن ليكِ خاطر عندي.. رصيدك معايا خلص.. أنا مش طايق أشوفك قدامي ولا عاوز أسمع صوتـك”
رفعت وجههـا وطالعتـه بعيون اغْرَوْرَقت بالدمـوع لتُـبادلـه الهمس بترّجـي
“بلاش المعاملـة دي أرجـوك.. أنا مبقاش ليـا غيرك.. متبـقاش إنت والدنيـا عليـا ”
تأملـها للحظـات بلـوم وبنظـرات معاتبـة، يود لو أن يخطتفها في أحضـانه وفي نفس الوقت يود لو أن يهشم رأسها الأحمق هذا على تهورها وأفعـالها التي باتت مُضنيـة ولا تُغتفـر.
يُحـاول جاهدًا اخفاء وجعـه وشعوره بالخيبـة تجاه كل شيء؛ ولكن اخفاء الوجع وجع بحد ذاته، لقـد تحوّل كل شيء في داخلـه لبرود، ذاك النوع من البرود الذي لو أشتعلت الدنيا لهيب لن يُحرّك ساكنًـا.
أردف بـدر بإنكسـار وحسـرة
( ليـه عملتِ كده..؟)
ذرفت عينيـها الدمـوع رغمـًا عنها لتُجيب
” مكنتش في وعي.. خدعتني المظـاهر.. أنا آسفة”
ابتسـم بتهكم ساخـرًا
— آسفـة !.. دي المرة التانية.. أول مرة جبتك من شقة مشبوههَ وإنتِ نايمه على صدره بمنتـهى البجاحة.. ربنا سترها عليكِ ولحقتك ومحدش عرف حاجه.. لكن يوصل بيكِ إنك تكرري الغلط للمرة التانيه.. فإنتِ تستاهلي اللي حصلك.. لولا ستر ربنـا ليـكِ كان زمانك روحتِ في مصيبة.2
شعـرت عائشة بغصة في حلقها من كلامـه الجارح والمُهين لها، كانت صدمتـها بـه أشبـه بزجاجة عطر انسكبت على جرحها، جعلتها تصـرخ من الألم وهو يستمتع بـالرائحة.
قالـت بتـوسل
” متقـساش عليـا يا بـدر.. كُنت مفكراك هتحميني وتقف معايـا.. كنت فاكرة إن العالم كله لو قسى عليا.. إنت الوحيد اللي هتفضل حنين معايـا.. أروح لميـن دلوقت ؟.. أتحامـى في مين..؟ “
تنـفس بـدر بعمق وظـل صامتـًا وعينيه تجوب المكان بمشـاعر مضطربة وقلبـا يفيض من الحزن والألـم، يشعر في داخله بجرح عقيم لا يشفى أبدًا، لم يتوقـع نهائيـًا أن يحدث ما حدث.
بِوجع ، بِألم ، ببكاء ،بِقَلبّ يَّكسوه الحزن غمغـم بـدر
(عذبتيني.. وكأني آخر أعدائك في الـعالم.. مكنتش أتوقع منك تكسريني بالشـكل ده.. بتعاقبيني على حُبي ليكِ يا عائشة ؟.. إنتِ غبيـة.. كسرتيني بعمايلك ودمرتيني.. خلتيني إنسان تاني مكنش في مخيلتي أوصـله في يوم.. أنا عشقتك لدرجة إسمك مكنش بيفارق لساني في كُل صلاة.. ده جزاتي ؟..
كادت أن تتحدث ولكنه قاطـعها بتنهيـدة عجـز وضعف قائـلًا
” إنتِ كسرتِ خاطري.. كل حاجه في الدنيا ليها فرصة تانيه إلا كسر الخاطر “
نظـرت له بإستعطـاف تريد أن ترتمي في أحضانه من قُبـح العالم ولكن كل شيء بات مُحالًا ومسودًا في عينيـها.
أشـاح بـدر بصره عنها ليقول بلهجـة قاسيـة
” إنتِ وأمثـالك عاوزين يـاخدوا على دماغهم عشان يتربوا.. خسارة فيكِ الحُب والمعاملـة الكويسـه “
لم تُجيب عائـشة فقد تملك منها الصمت والوهن، ظلت فقط تذرف الدموع في ضعـف وآسى.
“غـوري اركبي في العربيـة لحد ما أجيـلك”
قالـها بـدر بإستيـاء موليـًا ظهره لهـا.. خطت عائشة بضعف شديد وهي تعـرج أمامهم بسبب التواء كاحلـها الذي ظهرت عليه العلامات الزرقاء مما خفق قلب زياد بحزن وشفقـة عليـها، فرمق بـدر بنظرة عتاب ثم اتجه ليسندها للسيارة ولكن بـدر أوقفه محذرًا
— متلمسهـــــاش.. سيبـها.. تستاهل أكتر من كده
نظـر له زيـاد بغضب لينهـرهُ
(كفايـا يا بـدر.. إحنا مقدرين صدمتك بس مش كده.. الرحمة يا أخي حرام عليـك)
صـرخ بـدر بتشنج وعصبيـة
— ومش حــرام اللي عملتـه فينــــا !!.. اسكت يا زيــاد.. مدافعش عنـــها.. خليـها تتعلم الأدب
ركبت عائشـة السيـارة بوهن شديد ثم أغلقت الباب وانفجرت تبكي وتأن بشدة، تمنت لو أن اللـه يقبض روحهـا الآن خيـرًا لها من أن تتعرض لهذا الكم الهائل من الإهانات.
تـأفف زيـاد بحزن وغضب من تصرفات بدر ثم اتجه ليركب سيارته والتفت لعائشة؛ لكي يهدئها قائلًا
(احمدي ربنا يا عائشة إنك بخير ومحصلكيش حاجه.. متزعليش من كلام بدر.. هو ميقصدش خالص اللي قاله.. هو بس كان هيتجنن من الخوف عليكِ.. لو تعرفي هو بيحبك ازاي هتعذريه واللـه.. كل اللي قاله ده وقت عصبية وغضب
رفعت عائشة عينيـها وقالت بدموع
“اللي بيتقال وقت الغضب بيتقال من القلب وبيتقال اللي الواحد بيحسه.. بـدر يقصد كل كلمة قالها يا زيـاد.. بـدر بيتمنالي الموت.. يارب خدني وريحني ”
تنهد زيـاد بحزن وقال
— سامحيه واعذريه.. بدر غلبان وشاف من الدنيا كتيـر.. بدر عشان بيحبك اتصدم من اللي حصل.. وللأسف بـدر هيفضل في حالة صدمة كبيرة لحد ما يرجع لوعيـه ويهدى.. وده دورك.. اقفي جنبه وهديه وخليه يسامحك.. بإيدك ترجعي الميه لمجاريها يا عائشـة.
صمتت عائشة واكتفت ببكاء خافت، بيـنما بـدر عزم ألا يتقدم بشكوى ضد أميـر وأصدقاءه؛ حتى لا تُفتضح عائشـة ويعلم الجميع بما حدث.. اكتفى فقط بضربه لهم حتى تكسرت عظامهم وظلـوا يتوسلون له؛ لكـي يتوقف عن ضربهم وهم يبكون كالنسـاء.
شفي غليلـه منهم بعد أن مزقهم إربـًا وجعل الدماء تنزف من أجسادهم ثم بنـظرة شيطانيـة منه جعلهم يفرون هاربين من أمامه بصعوبـة وهم يتأسفون ويقسمون ألا يكرروا ذلك ثانيـة وبعد أن فاق أميـر من وعيه ترجاه كثيـرًا حتى لا يخبر والده بالأمر.. فإذا علم بما حدث، أكمل عليـه وابرحه ضربـًا حتى القتل، فهو له اسمـه وسمعته أيضـًا .
شكر بـدر “كريـم” على وصوله في اللحظة المناسبة.. قال كريم بإبتسـامة بسيطة وهو يركب سيارته استعدادًا للرحيـل
( متشكرنيش يا بدر.. اشكر ربك لولاه مكنتش قدرت أوصل لمكان بنت عمك.. علفكره.. بنت عمك مظلومه براحه عليـها شويه.. دي يتيمه وملهاش حد)
قال بـدر بحزن
“ليـها ربنا ثم أنـا.. بس لازم أعلمها الأدب.. اللي حصل ده مش سهل عليا أنسـاه.. أنا تعبت وفاض بيـا”
ربت كريم على كتفه بمواساة
(ربنا يصلح حالكم.. اهدى إنت بس ومتحملش نفسك فوق طاقتها.. وزي ما قولتلك اتعامل معاها براحـه)
بإيمـاءة بسيطة قال بدر
— ربنـا يسهـل
ذهب كريم وركب بدر السيارة بجانب زيـاد دون أن يُعطي لعائشة أي أهمية وكأنها غير موجودة.. هتف بـدر بتنهيدة
— ميعاد خروج سيف من المركز المفروض انهارده.. عدي عليه عشان ناخده معانا
أومـأ زيـاد دون أن يتفوه بكلمة..لا شيء يستدعي الجدال وهم في حالـة مأسويـة.
***
جلسـت روميسـاء بجانب والدتها يشاهدون التلفاز ويتبادلون أطـراف الحديث.
تساءلت الأم عن روان، فقالت روميساء بحزن
–ربنا يكون في عونها والله يا ماما.. كانت واخده هدايا لأمها واخواتها وطايره من الفرحه عشان هتشوفهم بس امها الله يسامحها بقى عاملتها بجحود وقسوة كأنها لقياها في الشـارع.. صعبانه عليا أوي يا ماما.. أبوها مشغول بحياته مع مراته وأمها متجوزه ومشغوله بعيالها وحياتها وهي يا عيني لوحدها ملهاش حد يسأل فيها ولا يطبطب عليها حتى
شعرت الأم بحزن تجاههـا وأردفـت
( ليـها ربـنا يا روميسـاء.. ربنا كبير ورحيم.. ربك لما بيحب حد بيبتليه عشان يختبر صبره.. قوللها تصبر وترمي حمولها على ربنا وهتلاقي الخير.. ربنا يجبر بخاطـرها
–يارب يا ماما.. أنا هقوم اشوفها بقى عشان غابت
قالتها روميسـاء متجهة لغرفتها، طرقت الباب عدة مرات دون إجـابة من روان..قلقت عليها فإضطرت لفتح الباب والدخول.. وجدتها نائمة على سجادة الصلاة.. هزتها برقة وأيقظتها.. رمشت روان بأهدابـها للحظات ثم نهضت بتكاسل قائلة
— أنا نمت على نفسي
ضحكت روميساء وهتفت بمناغشـة
— إحنا مش اتفقنا نسهر بالليل عشان نزاكر.. اسهري دلوقت ونامي في الإمتحان مش هيجرا حاجة
شاركتها روان الضحك لتقول
— والله عندك حق.. لو ملميناش نفسنا هنوزع كحك على المنصورة كلها
“على الجمهورية وكحك بعجوة كمان وغلاوتشك”
قالتها روميساء وهي تحضر طبق فشار وكوبين من القهوة قائلة بمـرح
— أنا حضرت للسهرة عشان نزاكر بروقان وتركيز كده
تناولت روان بعض حبات الفشار لتقول بفم ممتلئ
— مزاكرة إيه إحنا بتوع الكلام ده برضو.. شوفيلنا إيه جاي على توب موڤيس.. أنا من عشاق أفلام الرُعب
رفعت روميساء عينيها للأعلى وهي تحضن ذاتها قائلة بـدلع
“أنا بقى بحب الأفلام الرومانسي أوي بس مبسمعهاش عشان كمية الذنوب اللي الواحد بيشلها لما يتفرج على فيلم.. فبتخيل أنا فيلم من وحي خيالي العبيط مع قرة عيني المستقبلي وفارس أحلامي.. بت ياروان أنا عاوزه اعتزل التعليم وأتجوز وابقى ست بيت شاطره”
ضحكت روان بشدة هاتفـة
— أمك لو سمعتك بتقولي الكلام ده هتعمل من خيالك شاورمـا
تابعت روميساء وهي تدور في الغرفة بطريقة رومانسية وتحتضن الوسادة
— إمتـى بقى يجي قرة عيني من الشغل ويلاقيني معملتش الغدا فيقوم رازعني قلمين وماكسني من شعري ويقولي فين الأكل ياروح أمك.. فـأرد اقوله أنا مش روح حد أنا روحك إنت.. وبعدين اجيب حلة مايـة واغسله رجله واعمله مساچ وبعدين يرمي قمصانه في وشي ويقولي في خلال دقيقه يكونوا مكويين.. ولو غلطت يجلدني ويمسمرني من ايديا في الحيطه ويطفي السجاير في قفايا.. أنا اصلا مش هقبل اتجوز واحد بيشرب سجاير
رمقتها روان بدهشة ثم ضربت كفـًا على كف قائلـة
(الله يخربيت الروايات بتاعت بير السلم الهابطة اللي بتقريها دي.. الروايات لحست مخك.. وبعدين هي جات على السجاير.. يعني يجلدك عادي بس يشرب سجاير لأ !
أومأت وهي تتسطح على الفراش وتعبث بخصلات شعرها
–أهم حاجه المبدأ
ألقت روان الكتاب عليها لتقول متعجبـة
— إنتِ يابت مهزقة ؟.. الواحده تتمنى تجوز واحد حنين ويحطها في عنيه وإنتِ عايزه اللي يصبحك ويمسيكِ بعلقة !!؟
تبسمت ضاحكة وقالت
— مهو في الروايات البطل بيجلدها وبعدين بيقولها انا بحبك ومقدرش استغنى عنك
صاحت بها روان بنفاذ صبر من تلك المجنونة
–يخربيت الهبل اللي إنتِ فيه.. أنا لو عترت في كاتبه من دول صدقيني أنا اللي هجلدها على الوهم والأفكار المتخلفة اللي بتزرعها في عقول البنات6
انفجرت روميسـاء ضاحكة بشدة حتى أدمعت عيناها مردفـة
— فظيـعة.. عصبيتك بتموتني من الضحك.. أنا بهزر يا وليـه.. أنا مش هبله عشان اضيع وقتي في قراية الروايات الهابطة دي.. أنا بسمع عنها بس من الانتقادات اللي بقرأها على الفيس.. لكن أنا بجد اتمنى اتجوز راجل حنين ومحترم وبيحبني وعنيه زرقا وشعره لولبي وجسمه أرجوحي و..1
قاطعتها روان
— مش عايزه بونبوني بالمرة ؟!
بإيماءة وضحكة هزليـة أجابت روميساء
— لبان كلروتس وهبقى تمام
اتجهت روان وتسطحت بجانبها على الفراش لتقول بصوت ناعس
–اتمسي ياروميساء ونامي.. عاوزه اقوم اروح بدري عشان عندي دروس وابدأ مزاكرة بقى
قفزت روميساء من الفراش قائلة
–هصلي قيام الليل وأجي
أخرجت روان هاتفهـا قبل أن تذهب في النوم؛ لتقرأ الأذكار فهي لم تحفظها كاملة بعد.. وبعد أن انتهت وجدت يدها تتسلل لتطبيق الواتس ثم رفعت الحظر عن سيف وأخذت تعيد قراءة رسائلهم منذ أن التقيـا حتى أدمعت عينيها رغمـًا عنها.. ليس لأحد سيطرة على مشاعره ولا سُلطان على قلبه، إنما الحُب رزق يهبه اللـه لمن يشاء.. شعرت روان بمرارة الفقـد، كل شيء من حولها يتركها ويختفي سُدىٰ، أفتقدت سيف في كُل المواقف
و هذا أثقل ما يمكن أن يتحملهُ أحدهم، برغم ما حدث مؤخرًا إلا أنها تدعو له بأن يسامحه الله ويهديه ويكون على ما يُرام الآن، ولأنها تعلم مدى رقة قلبـه لم تغضب منه وسامحته.. الجميع يحتاج فرصة ثانية؛ ليصحح من أخطاءه.. سيف لم يكن بذلك السوء.. ربما حدث شيء أزعجه كثيرًا وأوصله لأن يكون هكـذا.. لا تعلم تحديدًا ولكن كل ما في الأمر أنهـا اشتاقت له؛ “ولكن الحنين إلى المواقف والأشخـاص لا يكون أحيانـًا كافيًا للعودة إليهم.
أغلقت هاتفها ثم رفعت بصرها للأعلى وأغمضت عينيها قائلة لنفسـها
” إنتِ قوية يا روان.. لازم تنسيه وتتخطي حزنك وتبعدي عن أي حاجة مُتعبة.. لازم تفوقي لنفسك ومستقبلك وحياتك.. محدش هينفعك غير نفسك.. كلهم راحلون “
استعدت للنـوم تاركة كل همومها وأحزانها متوكلة على اللـه بثقة وبقلب سليم.
***
المشكلة ليست برحيلهم ، بل بتفاصيلهم التي رفضت أن ترحل معهم.
༺༻
قاربت الساعة على التاسعة مساءً ولم يأتِ أحد لأخذه بعد، أيُعقل أن يكون قد نساه الجميع !
مازال جالسـًا على هذا الكُرسي المُتحرك اللعين، لم يغمض له جفن ولم ينعم بالحياة الطبيعية كما كان سابقـًا، منذ أن أُصيب بالشلـل النصفي وهو يكرهُ نفسه ويكره أن ينظر لذاته في المرآة أو يراه أحد.. يشعر بأن وقوده قد نفذ فأصبـح بلا إستجـابة.
تنهـد بحزن مُستسلمـًا لحالة العجز التي وصل لـها، هو أخطأ ويستحق العقاب؛لكنه لم يتوقع أن يكون العقاب قاسيـًا هكذا ليصبح عاجزًا..أصابته حالة من الغمة والتعاسة وسيطر عليه الحزن، وصار واقعًا تحت تأثيره؛ حتـى أصبـح ضعيفًا قلبًا وقالبًا، خاويًا جدًا لم يذق طعم الكري بسلام منذ أسبوع ويبدو أنه سيظل هكذا.
أغمـض عينيه مُتخيـلًا روان أمامه بملابسها المحتشمة التي رآها بها آخر مرة، نمت ابتسامة بسيطة جانب شفتيه، تمنى لو أن الزمن يعود به فيخبرها كم هي جميلة باللبس الشرعي، وكم أصبحت رائعة كاللؤلؤ.. غضب من نفسه جدًا كلما تذكر ما قاله لها.. هو من يستحق التوبيـخ والإهانة وليس هي.. ودَّ من صميم قلبـه أن يعود ليقف على قدمه ويذهب إليها بباقة جميلة من الورود ويعتذر لها عما بدا منه من سوء ويخبرها
أنهـا كالورد مُفعمَة مُنعِشَة مُلفِتَة وبالغـة الـرقة ثم يجلس على إحدى رُكبتيه أمامها كما في الأفلام ويُخبرها أنه واقع قيد نظراتها الدافئة وكم يعشقها ويتمنى أن توافق ليكون زوجـًا وحبيبًا وشريكًا حنونًا لها مدى الحيـاة.
مُجرد تخيل ذلك فقط يجعل روحه تزهو من جديد وتروي أيامـه سعادة.
***
لم يذكر قُصي أي شيء عن خروج عائشة وحدها وتغير وجه بـدر للدهشة والغضب حين عرف بخروجهـا؛ لأنه ببساطة لا يعنيه الأمر ولا يُحب التدخل في شؤون أحد حتى لو أشقاءه.. جلس أمام المنزل يتصفح هاتفـه؛ حتى مرّت فتاة شبه جميلة من أمامه مما لفتت انتباههُ تلك المساحيق الكثيرة التي ملأت بها وجهها الرقيق.. فآثـار ذلك حس الدعابة عنده ليهتف بمشاكسـة
“فى دراسة عملتها إمبارح بتؤكد إن أنا و إنتي لازم نتجوز”
نظرت الفتاة له بضيق وأكملت سيرها، فنهض قصي وهو يمضخ اللـبان على طريقة
“مديحه شوايه” وهتف وهو يتبعها في السير1
“طبطبي عليا واحتويني طيب متبقيش انتي والزمن ونجـلاء عليـا.. إنتِ ياوليـه.. إنتِ مبترديش ليـه؟.. يا فرسـة !.. كُحي طيب
استدارت الفتاة لتصيح في وجهه بغضب
–لِم نفسك بدل ما أخلع اللي في رجلي وأديك بيه على دماغك
قال قُصي بمداعبة وهو يقترب ليقف أمامها
— مش عيب تغلطي في واحد مُز زيّ كده.. ده بدل ما تديني رقمك
صاحت به منفعلة قبل أن تستدير وتذهب
— إنت مجنـــون يا جدع إنت.. عبيـــط ده ولا إيـه
تركها تذهب وهو يقول ضاحكًا
–اعذريني يا مُزه أصل أول ما شوفتك حسيت إن إنتِ اللي تستاهلي أبعتلها مصاريف العيـال بعد الطلاق.
عاد ليجلس مكانه محدثـًا نفسه بتعبيرات وجه تجعلك تغرق في الضحك عليـه ليقول
— نفسي أحب وأتحب.. أنا جعان.. إما أقوم أنام وأحلم بنجـلاء3
***
ظلت هاجر جالسـة مكانها تدعو الله في خوف وقلق ألا تصاب عائشة بشيء وتجري الأمور على ما يُرام.. لحظات وجاءت والدتها؛ لتجدها جالسة وحدها حزينة هكذا
تساءلت والدتها في قلق
–في إيه يا هاجر.. قاعده كده ليه.. مالك.. وعائشة بنت عمك فين ؟.. مش معاكِ ليـه ؟
تنفست هاجر بعمق قبل أن تضطر للكذب وتُجيب
— عائشة واحده صحبتها تعبت فجأة وراحت تزورها وأنا اتصلت عليها قالت إنها جايه
بتعجب قالت الأم
–صاحبتها تعبانه ؟.. انتِ ازاي تسبيها تطلع لوحدها والدنيا ليل كده ؟
قالت هاجر بتلعثُم
–لأ.. هي.. هي راحت العصر كده وزمانها جايه.. أنا لسه مكلماها
رمقتها والدتها بشك متساءلة
–اومال إيه اللي مقعدك حزينه كده؟
فكرت هاجر لثوانِ ثم هتفت سريعـًا
— أصل سيف وحشني أوي
تنهدت والدتها بحزن مردفة
— ومين سمعك.. بقالي أسبوع مسمعتش صوته.. أول مره ميعيدش معانا.. مش عارفه ليه يا هاجر قلبي واكلني عليه أوي.. حاسه إن الواد أخوكِ ده حصله حاجه وبدر عارف ومخبي عليا
بنفي أجابت هاجر تطمئنها
— لا يا ماما بعيد الشر.. هو بخير.. متقوليش كده
“يـارب.. يارب يا هاجر يكون كويس ويتصل علينا”
***
توقـف زيـاد بسيارته أمام المركز الطبي الموجود فيه “سيف”.. صعد زياد وبـدر لغرفته بعد أن دفعوا مبلغ مكوثه بالمركز ومضي بدر على خروج شقيقه اليوم..
قبل أن يدلف بـدر لغرفة سيف حاول بجُهد أن يبعد عقله عن الشتات وذهنه عن التوتر حتى لا يشعر شقيقه بشيء.. كان سيف جالسـًا بكُرسيه أمام النافذة الزجاجية ولم ينتبه لوجود بدر وراءه يتأمله بحزن شديد.. ثم أدار الكُرسي بخفة ليصبح سيف في مواجهته.. حين رآه سيف ابتسم بسعادة، بادله بـدر الإبتسامة بسعادة أكبر ولكنها رغم محاولته أن يظهر بثبات أمامه إلا وأن ملامح وجهه الحزين أخفقت محاولاتهِ.
عانق بـدر شقيقه بقوة وكأنه يود أن يبكي في أحضانه، لحاجته الشديدة بتفريغ كل غضبه في البكاء؛ ولكنه في آخر لحظة تمالك نفسه بصلابـة
قبُلـه بدر من جبينه مردفـًا
–مُستعد يا بطـل عشان نروح البيت ؟
أومـأ سيف باسمـًا، أراد زياد أن يخفف من حدة الموقف العصيب الذي به بدر، فهتف بلهجة مرحة باتت مزيفـة بعض الشيء
–فيه مفاجأه هتعجبك أوي مش هتتوقع إيه هي
تأملـه سيف بتعجب وفضول يحثه على التحدث.. فقال زياد مشاكسـًا
— توأمك المجنون رجع مصر.. قُصيّ هنا لسه جايين الضُهر هو وابوه وامه واخواته.. وسأل عليك قولناله إنك في رحله وتليفونك ضايع
تأملـه سيف للحظات بعدم تصديق، ثم سرعان ما تهللت أسارير وجهه للسعادة، كم يُحب هذا الشقي المرح قصي، لقد اشتاق له كثيرًا، لم يراه منذ سنوات.. تُرى ما شكله الآن..؟
دفـع بـدر كُرسي أخيـه برفق للأسانسير، ثم حمله ليضعه بالسيارة بجانب عائشة التي أصابها الذهول حين رأت سيف بتلك الحالة العاجزة، بينما لم تكن صدمة سيف أقل منها، فظلوا يتبادلون النظرات بدهشة وسؤال واحد يدور بعقلهم وهو ” ماذا حدث لك؟ “
قـطع بدر تلك النظرات المتعجبة من كليهما ليقول مُحذرًا بنظرات مخيفة لعائشة
“مسمعش صوتك لحد ما نروح.. واللي حصل انهارده ده إياكِ حد يعرف بيه.. اللي يسألك كُنتِ فين.. تقولي أي حاجه غير اللي حصل انهارده.. وإياكِ تبيني يا عائشة إن فيه حاجه.. الحكاية مش ناقصه فضايح
نظـر سيف لشقيقه بتعجب شديد من معاملته التي تغيرت تجاه الفتاة الوحيد التي أحبها منذ الصِغر ليُصبح قاسيـًا معها هكذا..
لكي لا يشعر سيف بشيء خاطئ.. نظر له بدر ليقول بهدوء مزيف باسمـًا
–متاخدش في بالك.. الهانم كانت بتفكر تسيب البيت عشان فاكره انها عالة علينا وكانت هتتخطف لكن ربنا ستر ولحقناها.
أومـأ سيف بتفهم بينما عائشة مدت بصرها خارج النافذة بـقلة حيلة وندم وحزن وهي تمسح سريعـًا أي دمعة تتنساب من جفونهـا؛ حتى وصـلا للبيت وخرجت عن صمتها قبل أن يترجلوا من السيارة لتهمس بخوف من ردة فعل بـدر
” أنا عاوزه أروح بيت بابا.. مش عايزه أجي عندكم “
بنظـرة مرعبة رمقها بها بدر جعلها تدير وجها بخوف في الحال ليقول ببـرود وهدوء
–مش بمزاجك.. حياتك من هنا ورايح أنا المسؤول عنـها.. حتى بُق الميه مش هتشربيه غير بإذني… انزلي يا حلوه اخلصي.
حمل بـدر شقيقه صاعدًا به للأعلى بينما زياد عاد لبيته؛ حتى لا يدع مجال للشك في الحارة أن شيء سيء يحدث لعائلة الخيـاط، على الرغم من أن الفديو المنتشر لعائشة وبـدر جعل الجميع يهزء من العائلة، بالمعنى الصحيح جلب لهم الخزي.
حين وطأت قدم بـدر الصالة وهو يحمل شقيقه ويضعه على الأريـكة، صاحت والدتهم بسعادة مهرولة ناحية سيف تعانقه وتُقبله بسعادة وجنون في كل إنش بوجهه
هتفت متساءلة بلهفة
“وحشتني يا حبيبي.. بقى هانت عليك أمك متسألش عليها المدة دي كلها.. كل ده في رحلة يا واد؟ ”
تأملها سيف دون أن ينطق بشيء وترك العنان لدموعه تنهمر على وجهه، ومال بجسده ليرتمي بأحضـان والدته.. التفتت الأم لبـدر قاطبـة حاجبيـها وكأن قلبها يشعر بشيء مريب حدث لإبنـها.. تساءلت في شك
–هو فيه إيه.. أخوك ماله.. كنت شايله ليه ؟.. أخوك فيه حاجه يا بدر ؟.. انت كنت شايله بهزار وبتعملوا فيا مقلب ولا إيه.. رُد يا ابني
تنهد بدر طويـلًا ثم استنشق الهواء بعمق قبل أن يُردف
— مش عارف أجبهالك ازاي.. بس ده بقى أمر واقع ولازم نرضى بقضاء ربنا
قاطعته والدته صائحة بإنفعـال
— انطـق فيه إيــه ؟!
“سيف جالـه شلل نصفي وفقد النطق”
قالـها بدر وهو يتأمل شقيقه بحزن شديد.. في تلك اللحظة خرجت هاجر من المرحاض ووقفت مكانها تنظر لهم بصدمة بعد أن وصل لمسامعها ما قالـه بدر توًا.. أما عائشـة عندما رأت والدة سيف تهرول نحوه بإشتياق تعانقه وتقبله هكذا، آلمها قلبـها وعادت للبُكاء في صمت مُفتقدة لِمَ يسمى حنان الأم أو الإرتماء في حُضنـها، فهي لم تُجرب هذا الشعور من قبل قط وهذا حال من فقد والدته منذ الصِغر.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية يناديها عائش)