روايات

رواية بكل الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم ناهد خالد

رواية بكل الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم ناهد خالد

رواية بكل الحب الجزء الثالث عشر

رواية بكل الحب البارت الثالث عشر

رواية بكل الحب
رواية بكل الحب

رواية بكل الحب الحلقة الثالثة عشر

“مصابون بداء الفقد، نحنُ الذينَ أكل الفراق قلوبهم عبثًا”
” يمكن مبقاش بينا حاجه تتقال بس أنا عندي الي معرفتش اقوله وأنا واقفه قدامك، رفقًا بالقلوب يا سليم، أنا معملتش الي يأذيك بس أنت قولت الي يأذيني ويعلم فيا.. كان معاك حق لما قلت أني معقده نفسيًا.. بس محدش بيقول للأعور أنت أعور في وشه !، رغم أني عارفه إن تعقيدي الي قولت عليه مش بأيدي ويمكن مش للدرجه الي وصفتني بيها، بس مهما وصفتلك كلامك ده عمل فيا ايه مش هقدر اوصلك احساسي وقتها ولحد الآن ولكتير قدام!، أنا للأسف مبنساش.. في حد قالي كلام أثر فيا من ٢٠ سنه ولسه لحد الآن فاكراه وكل ما فتكره بحس بنفس أحساسي وقتها، كنت مدياك كل الحق أنك تزعل وتغضب وتقرر تطلقني حتي.. وكنت هلتمسلك العذر عشان عارفه اني غلط، وكمان كنت هسعي أنك تسامحني.. بس الي قولته متوقعتوش أبدًا، أنا مش بحاسبك، بس زي ما أنت قلت الي عندك من غير اي مراعاه لأي شئ ، أنا كمان محتاجه اقول الي عندي، قررت اعمل بنصيحتك يا سليم لما قولتلي كانت فين كرامتك.. قررت ادور عليها وأحفظ الي باقي منها.. وقررت كمان مدخلش حد تاني في حياتي أيًا كان صفته عشان مش ذنبه يعاني من عقدي.. وعدتك أني مش هتدخل في حياتك تاني.. ودلوقتي بقولك ومش هتشوفني تاني.. أنا بعدت.. بعدت اوي عشان احاول ابني شخصيتي من اول وجديد واقف علي رجلي.. عارفه أن كل ده ميخصكش ولا يهمك بس أنا بقولك كده عشان اقولك لما تطلقني مش هكون موجوده بس تقدر تطلقني غيابي، وتبعت ورقة الطلاق لمدير شركتي اكيد عارفه.. وتقريبًا هتلاقيه في الشركه لو اصحابها الجداد التزموا بالعقود.. بالتوفيق في حياتك واتمني تقابل حد ميكنش معقد ولا أناني زيي..
داليا غريب “

 

 

سقط الهاتف من يده علي سطح المكتب وتوقف نفسه لبرهه ثم عاد ليتحدث بشرود ضائع :
_يعني ايه؟!…
التقط هاتفه سريعًا وقرر مهاتفة محمود..
_محمود ايه الي حصل الفتره الي فاتت من غير ما تبلغني بيه؟
_والله ياسليم باشا محصلش حاجه غير الي بلغتك بيها..
ضرب بيده علي سطح المكتب بعنف غاضب :
_يعني ايه؟ أنت بتستهبل؟ أنا مش قايلك تتابع كل حاجه ازاي معرفتش انها هتسافر!
_ياباشا وأنا هعرف ازاي بس كله حصل فجأه..
أغلق الهاتف معه بغضب وقرر مهاتفة معتصم عله يعلم شيئًا :
_سليم كنت متأكد أني مش هون عليك اسمعني والله أنا…
_مش وقته يا معتصم أنا عاوز اعرف ايه الي حصل مع داليا؟
_حصل ايه مش عارف!
هتف سليم بغضب وصوت جهوري:
_هو أنا كل ما اسأل حد يقولي مش عارف أنتوا عندكوا بتعملوا ايه!
_طب اهدي ياسليم بس، مالها طيب ولا أنت بتسأل عن ايه بالضبط؟
_داليا سافرت، وعرفت انها تقريبًا باعت الشركه عاوز اتأكد من الخبر، وعاوز اعرف ايه الي حصل معاها في الفتره الأخيره وراحت فين وعملت ايه عاوز اعرف كل حاجه يامعتصم.. روح لمدير الشركه واسأله هو اكيد عارف..
-حاضر هروح فورًا وهكلمك لما اخلص..
أغلق معه وضغط ذر استدعاء السكرتيرة الخاصه بهِ..
_نعم يابشمهندس.
_احجزيلي في اقرب ميعاد طياره لمصر، وكلمي مدير الشركه قوليله يقطع اجازته ويرجع عشان مضطر اسافر..
_تحت أمرك..
ساعه مرت وهو يجول في الغرفه ذهابًا وإيابًا بتوتر وغضب يكبته بداخله، وأفكار وتساؤلات كثيره تتردد في ذهنه.. تُري أين ذهبت؟ وماذ تقصد بأنه لن يراها ثانيةً؟ ألن تعود مره أخري؟.. مسح وجهه بكف يده وهو يزفر بغضب.. انتفض راكضًا لهاتفه حين استمع لرنينه..
_ها يا معتصم؟
أتاه صوت معتصم الحزين:
_داليا باعت الشركه والفيلا والعربيه.. داليا هاجرت ياسليم.. ومحدش عارف راحت فين..
كمن سقط من أعلي طابق في بناء شاهق الارتفاع، منذ ساعات كان يخطط لما سيفعله عند عودته، كان يريد أن يلاعبها قليلاً ويشفي غليله منها ومن ثم حين يستكفي سيخبرها بحبه لها ويعشون حياه طبيعيه خاليه من الكذب والتلون.. ولكن الواقع ليس هكذا! وبكل أسف لم تتفق أحلامه مع واقعه..فتبخرت أحلامه وبقي واقع مُر مؤلم..
ردد بخفوت متألم :
_ليه يا داليا ؟ ليه تحطمي كل الي كنت بخططله للمره التانيه.. للمره التانيه بتوفقيني من أحلامي علي كابوس!..

 

 

تذكر ماقالته في رسالتها فأكمل بحزن طاغي وندم بدأ يزحف لجوارحه :
_للدرجادي كلامي آثر فيكِ!، لدرجة أنك تبيعي كل حاجه وتهاجري!، عارف أني كلامي كان جارح ووجعك بس متخيلتش أنه وجعك اوي كده!، تخيلت هرجع الاقيكِ زي ما أنتِ، هقرب منك والاعبك شويه ولما اعترفلك بحبي واقولك اننا نكمل مع بعض هتوافقي من غير تفكير!.. هو أنتِ مش قلتِ أنك بتحبيني ازاي قدرتي تبعدي اوي كده!..
وظنها قطعة أثاث تركها وعندما يعود سيجدها كما هي، وتتحمله كما كانت تفعل دومًا، ولكن ما لم يضعه في حسبانه أنها إنسانه.. تغضب وتثور، تتمرد وتمل، تقرر وتثأر، تهجر ولا تعود إن أرادت..
____________(بقلم ناهد خالد) ________
بعد شهران..
دلفت بخطي واثقه بهو الشركه الواسع.. اتجهت لمكتبها بثقه وجلست فوقه، أخرجت هاتفها وبدلت الشريحه التي بهِ لأخري.. دقت رقم أحدهم وانتظرت الرد..
_السلام عليكم.
_وعليكم السلام ازيك يابشمهندس.
_الحمد لله يابشمهندسه.
_ها في جديد؟ سليم كلمك؟
_ لأ، هو من وقت ماجه وسألني عنك من شهرين تقريبًا مشفتوش..
_تمام شكراً..
أغلقت معه وأزالت الشريحه وأعادت الأولي.. نظرت أمامها وهي تتنهد بشرود.. لما لم يتمم سليم اجراءات طلاقهما للآن!؟ ولما ذهب لمدير شركتها السابق وسأله عنها في اليوم التالي لسفرها وأخبرها أنه كان متعصب وغاضب وفلت منه بأعجوبه بعدما أنكر معرفته لمكانها الحالي..؟، ماذا كان يريد منها؟ ولما بحث عنها!؟ أسأله كثيره بعقلها لا تجد لها أي إجابات!..
زفرت بحزن وهي تتمتم :
_بعدين بقي هو أنا مش مكتوبلي اشيلك من تفكيري خالص!..
عن أي نسيان تتحدث وهي تتذكره كل يوم قبل أن تخلد للنوم، وأثناء يومها تجد نفسها شردت بهِ فجأه، وكأن لعنته لن تتركها حتي بعدما تركت البلده بأكملها!.
_________(ناهد خالد) ________
_عاوزه ايه يا معتصم دلوقتِ؟
قالها سليم بملل ونفاذ صبر وهو يتحدث لصديقه..
_أنا الي عاوزه ايه؟ أنت الي بتعمل ايه!؟، هتفضل لأمتي قاعد في فندق ورافض ترجع البيت وليه أصلاً؟ سليم أنت لسه مسامحتش باباك؟
_هو أنت مكنتش موجود وأنا بقاله أني مسامحه؟؟!
_اومال ليه مش عاوز ترجع البيت بقالك شهرين قاعد في الفندق!

 

 

تنهد بحزن وهو يقول:
_مش عشان بابا يا معتصم، الموضوع خاص بيا..
رد باصرار:
_الي هو ايه؟
زفر باختناق يقول بشرود ظاهري :
_أنا وعدت نفسي مش هدخل الجناح إلا وداليا معايا..
هدأت ثورة معتصم ونظر لرفيقه بحزن وقال:
_طيب أنت قولت الجناح مش الفيلا!، ارجع وعيش مع عمي في الدور الي تحت..
تنهد يقول:
_هفكر..
_لسه مفيش أخبار؟
_لأ..
أكمل بغضب وقسماته وجهه تحتد :
_الحيوانات الي بعتهم روما مجابوش ليا معلومه واحده من هناك.. حاسس ان كل الي عملته علي الفاضي.. يعني روحت بقسيمة الجواز المطار وكلمت ظابط معرفه لحد ما عرفت أنها حجزت في الطياره الي رايحه روما.. وبعهم عشان يحاولوا يوصلولها بس مفيش فايده…
_ايوه يا سليم بس روما مش شارعين، ده عدد سكنها ٢ مليون ونص يابني، اكيد هياخدوا وقت وكبير كمان يعني مش شهر ونص وعاوزهم يقولولك لقيناها، بعدين يمكن تكون اتنقلت جوه البلد ومفضلتش في روما!
أغمض عيناه بتعب وقال:
_يمكن..
هتف معتصم بجديه :
_سليم أنا عارف أنك بتحبها ومتأثر جدًا بغيابها بس الشغل ملوش ذنب، أنت منزلتش الشركه غير عشر ايام في الشهرين الي فاتوا وده غلط لازم تنزل تساعد عمي وتتابع شغلك..
هز رأسه بتعب مسيطر عليه:
_معنديش شغف لحاجه ومعنديش خُلق أتابع حاجه ولا انهك نفسي في حاجه كفايه تفكيري الي مبينيمنيش..
_ماهو عشان كده لازم تنزل، الشغل اكتر حاجه هتلهيك عن التفكير صدقني وهيفيدك..
أمسك رأسه بكفيه وهو يفركها بقوه وقال :
_أجل كلام دلوقتى أنا عندي صداع رهيب ومش قادر اتكلم.
_من قلة النوم اكيد، واعتقد أنك مهمل في أكلك، ده اكيد يعني…
تجاهل حديثه وهو يقول بشرود :
_تفتكر عايشه ازاي هناك وهي لوحدها ومتعرفش حد، تفتكر عارفه تمشي حياتها؟ خايفه من الغربه اكيد وهي في مكان غريب ومتعرفش حد فيه.. مش عارف حالتها ايه دلوقتِ!
_اكيد حالها صعب، ربنا معاها ياصاحبي أن شاء الله خير..
قالها معتصم بحزن وهو يربت علي كتف سليم بمواساه ..
_________(ناهد خالد) _______
كانت تتحرك بأرجاء المطبخ برشاقه وهي تدندن :
“و أديني سيبته و شوفت أهو محصلش حاجة
و الوضع فعلا مختلفش في أي حاجة

 

 

باكل و أضحك بشتغل وأعمل كل حاجة
لأ لأ مش زعلانة و كئيبة
مش ماسكة صورته وبتقهر زي العبيطة
و لا ماشية و بخبط دماغي في كل حيطة
مبردش عاللي يقولي كلمة جت بسيطة
بعدك مش متصنف مصيبة
بالعكس حتى أنا حاسة مرتاحة وسعيدة
مطلعش إنها حاجة وحشة أعيش وحيدة
هبدأ حياتي بصفحة فاضية ولسه بيضا
و بشنطة شخصيات جديدة
أنا عارفة إنه زمانه ماشي يقول عليا
أنا واحدة شريرة وقوية ومفترية
شايفين يا ناس الست دي عملت إيه فيا
كدبك سامعاه من وأنا بعيدة
صمتت وهي تضع المقلاه فوف النار، نظرت لها بشرود وهي تبتلع غصة بكاء احتلت حلقها وأكملت بنبره حزينه :
“مقدرش أنكر إني لسه في جزء فيا
بيقولي طب كنتي إستنيتي عليه شوية
متمثليش إنك عايشة طبيعي و عادية
متمثليش إنك سليمة”
ازداد تنفسها وهوت دموعها التي احتلت عيناها سريعًا لا تعرف متي، كاذبه هي تعلم.. تريد أن تتصنع القوه لكنها تفشل!.. تريد أن تكذب علي ذاتها وتوهمها أنها قد نسته.. ولكن يشهد عليها الليل ويشهد عليها فراشها الذي تظل تتقلب بهِ لساعات قبل النوم وهو فقط من يشغل تفكيرها.. وهل ستنسي حب اثني عشر عامًا في شهران!؟.. وتخشي أن تحتاج لأثني عشر عامًا أخرين لتفعل!…
استمعت لرنين جرس الباب، قطبت حاجبيها بتعجب فمن هنا يعرفها ليدق عليها حتي الشخص الذي ساعدها يسكن في “روما” .. بينما هي انتقلت لتعيش في” ميلانو” بعدما أخبرها بأنه لم يجد لها شركه بالمواصفات المطلوبه في روما ووجدها في ميلانو..
فتحت الباب لتجد رجل أشقر وسيم يقف أمامها، هتف ما إن رآها… ( الحوار باللهجه الأيطاليه لكن سأكتبه مُترجم بالفصحي)
_كيف حالك؟
-بخير.

 

 

ردت بها باقتضاب، تنحنح بحرج قبل أن يقول:
_ظننت أنك ستحبين أن تنضمي لحفلتي التي ستُعقد غدًا مساءً بالفيلا المجاوره.. أنها حفله تجمعيه مفتوحه نقيمها كل عام لنتعرف علي المزيد من الأشخاص ولا مانع من تكوين بعض الصدقات الجديده، سيكون جيد أن حضرتي ستحصلين علي بعض الرفقاء الجدد..
قلبت عيناها بملل وقالت :
_أنا امراءه عمليه لا تشغلني هكذا تفاهات ، اعذرني فقد تركت الطعام علي النار..
نظر لها بغضب لم يستطع مدارته وهو ينعتها بينه وبين نفسه بإمراءه ليس لديها اي ذوق..
_حسنًا باعتذر لإزعاجك أيتها المراءه ال.. العمليه..
قال الأخيره بسخريه وذهب..
أغلقت الباب واستندت عليهِ تغمض عيناها بضيق.. قد قررت أنها لن تتعرف علي أحد خارج نطاق العمل، حياتها الشخصيه لن يكون بها غيرها هي، ستبقي وحيده للأبد ليس لديها مانع.. لكن لا تعاني من مرارة الفقد مره أخري..
______(ناهد خالد) ______
_خير يابشمهندس سليم عرفت إنك طلبتني..
قالها مدير شركتها السابق وهو يقف في مكتب سليم الذي بعث بطلبه..
وقف عن مقعده واتجه له حتي أصبح أمامه وقال بهدوء مصطنع:
_اتفضل اقعد يا بشمهندس..
جاس وجلس سليم أيضًا :
_ها تشرب ايه؟
_لا شكرًا مش عاوز..
_أحسن..
جحظت عين الأخير بتفاجئ لكنه صمت..
رفع أكمام قميصه تحت نظرات المهندس المتفحصه.. اعتدل في جلسته واقترب بجسده قليلاً وقال :
_ها يا بشمهندس سامعك..
بلع ريقه بتوتر وقال:
_سامع ايه حضرتك الي طلبتني!
ضغط علي شفتيه ِ يكبح غيظه وقال:
_طيب خلينا نعدي استعباطك… مراتي فين يابشمهندس ؟
قالها وهو ينظر لعيناه مباشرةً.. توتر الأخير وهو يقول :
_معرفش..
_مش سامع..
قالها سليم بتحذير وكأنه يعطيه فرصه أخيره..
_م.. معرفش..

 

 

انتفض حين وجد سليم ينتفض من مقعده ويتجه له ليقبض علي لياقة قميصه ويهتف بهِ بصوت جهوري وأعصاب مشدوده :
_مراتي فين يالا، مادام الزوق مش نافع معاك نبقي نستخدم قلة الأدب..
ارتعش المهندس بين يده وهو يقول بلجلجه :
_حضرتك.. مينفعش كده.. سيبني لو سمحت.. قولت معرفش مكانها والله ماعرف..
ضرب قبضة يده بقوه في صدر الآخر ومازال يمسكه بيده الأخري.. شعر الأخير بألم صارخ في صدره وهو يستمع لصراخ سليم بهِ:
_ورحمة أمي لو ماقلت هي فين لتطلع من هنا علي قبرك..
_سليم!
صدح هذا الصوت فجأه ليقطع صراخ سليم بالآخر..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية بكل الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى