روايات

رواية بكاء في ليلة عرس الفصل الرابع 4 بقلم إيمان كمال

رواية بكاء في ليلة عرس الفصل الرابع 4 بقلم إيمان كمال

رواية بكاء في ليلة عرس الجزء الرابع

رواية بكاء في ليلة عرس البارت الرابع

رواية بكاء في ليلة عرس الحلقة الرابعة

– اهدي شوية على حالك يا خالة، نهب اية وسرقة ايه اللي عتقولي عليه، انتي ليكي الاكل ولا بحلجه؟!
العقد أهو في يدك، وكمان بأسم بتك عشان تضمني حقها، واني عشتريها بروحي، عندك مانع تاني؟
– لا مانع و لا ممنعش، بس اني كنت عستفسر ياولدي مش بتي وعايزة اطمن عليها.
أخذ من يدها العقد و قال وعيناه ترمق “بسملة” بحب رادفًا:
– لع اطمني چوي چوي، اني عنحطوها چوة نن العين وعنقفلوا عليها برموش عيوني، بس انتي قولي أه و فرحي چلبي يا خالة.
ابتسمت اخيرًا والدتها و اعلنت موافقتها و تحديد موعد للزفاف بعد ان يقوم ببناء المنزل و يجهزه.
وتعالت صوت الاغاريد في المنزل بعد طول غيابها و امتلئت الفرحة اخيرًا قلوب العاشقين، واصبح قربهم مجرد شهور بسيطة يجهز فيها منزل الزوجية و الفرحة الكبيرة تسكن جدران ثنايا قلوبهما.
و بعد انصراف “معاطي” هاتفت “بسملة” “مهران” لتشكره وتبلغه بما حدث منذ قليل وسعد بشدة لها، وبارك لها وقال لها بأنه متكفل بتجهيز المنزل حتى تتزوج في اقرب وقت، فلم تجد اي حديث لنشكره على كرمه الزائد، فرد عليها بأن ما يفعله معها إلا انه واجب عليه بحكم صلة الرحم، فما جاء منها إلا انها ادمعت من شدة الفرحة وابلغته بسعادتها ولا يوجد في قلبها الا الحب والاحترام والتقدير له، تنهد الاخر براحه وطلب منها ان يأتي له “معاطي” في شركته الخاصة به ليكتب له مبلغ ليسرع في بناء المنزل لتتم الفرحه الكبيره، ثم اغلق معها وهو يشعر بالراحه انه ساعد في لم شمل ابنة خالته، و تمنى لهما السعادة ودعا ربه أنه يسعده مثلهما.
★*******★
ومرت الأيام والاسابيع في جهد وتعب جهز “معاطي” البيت الذي سيسكن فيه مع “بسملة” وكل هذا بفضل “مهران” وما اعطاه له من توفير المال، وكان “معاطي” وقته يوزعه بين مراعاة أرضه وزرعته وبين تجهيز المنزل.
وفي ذات يوم كان “مهران” يباشر عمله واتاه اتصال هاتفي من “معاطي” يبلغه بموعد عقد قرانه وزفافه، وكم تمنى أن يأتي لتكتمل فرحته، لكن
” مهران” بارك له واعتذر بشدة لعدم قبول والدته التي طالما حاول معها كان الرفض من قبلها دائما، فالتمس له العذر و شكره بشدة لما فعل معه، ثم اغلق معه والتفت للتي كانت تسمعه و علامات الدهشة مرسومه على وجهها، تبسم لها “مهران” ثم همس لها وقال:
– حبيبتي مندهشه ليه كده؟
وضعت يداها في وسط خصرها، ورفعت حاجباها الأيسر وقالت:
– لا ابدا اصل حبيبي شكله كده مخبي عليا حاجة انا معرفهاش؟!
اقترب منها بخطوات رزينة وعلى محياه ابتسامه ذوبت غضبها المصطنع و قال لها بحب:
– ابدا يا يا حياتي، لا مخبي ولا حاجة ابدا هحكيلك كل الموضوع واحنا بتعشا سوا، اية رأيك؟
اومأت له و بادلته ابتسامته وقالت:
– تمام يا ميهو، موعدنا على العشا، وبما انها هتبقى ليلة صباحي هروح انا بقى واجهزها من دلوقتي، وانت اوعى تتأخر عليا.
– هو أنا اقدر برضو، أول ما العملاء يمشوا هجيلك هوى ياروح قلبي.
مر الوقت سريعًا، وانتهى “مهران” من عمله، واستقل سيارته ليتوجه لها بكل شوق وبداخله رضا وشكر بعد ان نعم الله عليه بالسعادة، وحين ولج بالداخل وجد “حنين” جهزت الطعام على المائدة واضاءة الشموع منثوره في كل مكان، وهي متزينه بأجمل رداء، واستنشق عطرها الفواح في كل ركن من اركان الشقة، تقدمت نحوه وتمايلت بغنج، و امسكت يداه واجلسته على رأس المائده، كل هذا حدث وعينان “مهران” لا تصدق كم السعادة التي تسري بداخل شريان فؤاده، فـ قبل يدها و جلست بجواره تطعمه من الطعام الذي صنعته يداها بكل حب له، و حين اذاقه تاه من جمال ما اكل، وبدأت هي تذكره بالموضوع، وقص عليها كل شيء منذ ان قابل “بسملة” وعرف بقصتها، كانت “حنين” تسمعه واذنيها لا تصدق كل ما فعله، وما رأته من تمني ودعاء لهما بالسعادة، جعلها تندم على كل لحظة تردد عاشتها، ولعنت غباءها في بعدها عن هذا الحبيب الذي تمنته وحقق مناها رب العالمين، وشكرت ربها انه اختارها وباع كل شيء من اجل التمسك بها، وندمت على فترة غيابها عنه لتعطية فرصة اتخاذ القرار بين التمسك بأرضة وزراعتها بناء على طلب والدته، وبين تحقيق حلمه في بناء شركته وتكون برفقته في مدينة القاهرة.
تركت ما بيدها وجثت على ركبتها وقالت بحب:
– ياحبيبي يا مهران، كل ده عملته عشان ربنا يقربهم من بعض.
وضحيت بأرضك وبكل شيء عشاني؟ انت للدرجة دي بت….
لم يجعلها تكمل كلمتها قربها منه والتهم شفتاها بحب شديد، ثم ابعدها وقال:
– بحبك وبعشقك يا حنيني، وكنت مستعد اعمل اي حاجة وافضل ادعي ربنا ان دعايا ربنا يستجيبه وترجعي ليا من تاني.
– ياحبيبي يا مهران، واديني اهو رجعت ومستحيل ابعد تاني مهما حصل، بعد ما انت اثبت ليا انك متمسك بيا لأبعد الحدود، وآسفة على بعدي عنك الفترة اللي فاتت.
– يارب ياحبيبتي مفيش حاجة تبعدنا تاني في يوم من الأيام.
نظر للطعام ولعابه جرى عليه و قال:
– يالا ناكل بقى لحسن ريحة اكلك النهارده محدش يقدر يقاومه.
– ده بس عشان عملته بحب ياحبيبي.
اكملا طعامهما في حب وسعادة، بعد ان ذاقا كل منهما مرار الفراق، والآن اخذنا نصيبهما من الفرح والحب.
وبعد ان انتهى من طعامهم، اعلنت “حنين” عن أجمل خبر سار سعد به “مهران” وجعله طائرا من السعادة، حين ابلغته بخبر حملها، وحلم بمرور الشهور ليقدمه بيده إلى والدته حتى يحنن قلبها عليه وتسعد برؤيته، ضمها لقلبه بسعادة، وناما وهو محتضنها داخل احضانه، ويداه واضعها حول بطنها، ليشعر جنينه انه سنده وفي ظهره طوال ايام حياته ولن يخذله مهما فعل معه..
★*****★
وعقد “معاطي” على “بسملة” والفرحة كانت غامرة داخل القلوب، وحقق مناه بعد طول حرمان، والتقى القلبين في حلال الله وسنة رسوله، وبدأ “معاطي” حياته التي بدأت للتو حين كتبت عروسة الحسناء على اسمه، وعاش معها اسعد أيام حياته، نست فيها تلك الليلة المشئومه التي لولاها ما كانت وصلت لهذه الفرحة مع حبيبها، وبدل الله البكا والحزن لفرحة عامرة تتراقص لها القلوب..
وعاش “معاطي” معها أجمل ليلة حلم بها، فقد كان يتعامل معها كأنها قطعه من الماس يخشى خدشها، جوهرته الثمينة التي عاش سنوات يتمنى اقتناءها، والآن انعم عليه قدره بها واصبحت بين ذراعيه، محتضنها بكل الشوق الذي يعتليه.. اشتد في عناقها كأنه يريد اختراق كل عضو بجسدها، وادخالها بداخل اضلعه، ذاق معها لذة العشق الحقيقي الذي كم حرمته منه ايامه، وما كان منها الا انها بادلته بفطرة أنثى واقفه على بداية اولى درجات الحب تبدأ في رسم اول سطورها، وسكنا كل منهما داخل موطنة، وتوحدت الأنفاس وتعالت صوت آهات الحب بينهما وتوغلت حتى وصلت لمداها البعيد، وبدأ “معاطي” في كتابة أول حروف في قصة حياتهما المليئة بالموده والحب بينهما.. وغاص الحبيبان لدنيا الهيام والغرام، حتى أعلن ديك الصباح عن شروق يوم جديد في حياتهما السعيدة، حتى وصلا لقمة درجات سلم العشق والاتحاد الروحي والجسماني وصل لمنتهى الشوق والهيام ..
واستيقظا “معاطي” من نومه متلملما من نومه الذي لم يستغرق سوى ساعات قليلة تم خطفها من سلطان النوم بأعجوبة، فقد دخل معه في حرب وسباق بالا تجافيه عيونه ويحرم من رؤية اميرته ومحبوبته التي ترقد داخل احضانه؛ لكنه في نهاية المطاف خسر واستسلم له وغمضت مقلتيه ونام في سبات، لكن عقلة الباطن الذي تعلق بحبال هواها اشفقت عليه وجاءت تؤنسه في نومه وعاش معها في احلامه؛ والآن هي في واقعه ساكنه تنعم بفيض محبته..
شعر بتململها، ازاح عنها خصلات شعرها الذهبي، الذي يخفي ملامح وجهها البيضاء عنه، فتحت بندقيتها فغرق العاشق في شهدهما، واقترب ليلثم تلك الشفاة في حب مغمرها به، مع عناق شديد، كأنه يأكد لروحه انها حقيقه وواقع وليس حلمًا يعيش بداخله..
ابتعد عنها بصعوبه قائلا بابتسامه مرسومه على محياه:
– صباحيه مباركة يا عروسة.
ردت عليه بخجل:
– يسعد صباحك وعمرك بكل خير يا عطوطي.
– وه وه وه يابووي، هو في احلى من اكده صباح يا لبة القلب من جوه، والله وباضت لك في القفص يا واد يا معاطي، والدنيا اخيرا عتتبسم ليك وتوريك وشها الزين بعد ما ورتك الوش العفش سنين ..
قال اخر حروف جملته بمرارة ما ذاقته الايام من مرارة، فاشفقت عليه “بسملة” واخذته بين احضانها ودفنت راسه داخل صدرها واحتوته بحنان قائلة:
– انسى يا حبة القلب ومناه، ارميه ورا ظهرك، اللي فات مات، واحنا ولاد النهارده، عنعيشوا سوا في حب وهنا، وعننسوا أي عذاب عشناه قبل اكده، وعنفتكروا بس ان ربنا كان احن علينا من عباده، ولم شملنا في حلاله ..
رفع عيناه لها في حب، وقبل جبينها، ثم انهال على تلك الشفاة التي انهلته بوابل من الحب والعشق، وكاد ان يغوص معها في نعيم جنته، لولا ان سمع طرقات عاليه وصوت والدتها يعلو، فنظر لها قائلا بغيظ:
– مفرقة الجماعات جت اهي، مش عايزة تسبنا نتهنوا شوية لحالنا.
ابتسمت “بسملة” على وصفه، ثم دارت ابتسامتها وقالت له بعتاب:
– بقى اكده يا معاطي تقول على اماي كده؟
قوم هم يالا افتح الباب ليها، واوعى تزعلها عشان خاطري.
– قايم اهو ياست العرايس، وعشان خاطر عيونك الحلوين دول هبلع لها الطوب اللي هتحدفه في وشي كل ما تنطرني قصادها.
تحرك نحو الباب، وهو يدعيها للتحلي بالصبر، وما ان انفرج ورأته امامها، صاحت “سكينة” في وجهه هاتفه بغضب:
– ساعة عقبال ما تقوم وتفتح، هم خد من البنت الوكل اللي شيلاه على قلبها ومجدراش تقف، جربي يا هنيه.
زفر بضيق “معاطي” وفتح الباب على مصرعيه، وتناول من الخادمة صينية الطعام، ثم وضعها على طاولة الطعام، وكاد ان يتفوه ليشكرها، لكنها اسرعت رادفة:
– وينها بتي، اياك لسه نايمه لحد دلوجيت؟
– لع صحينا، تلاقيها بس بتغير خلاجتها وهتيجي طوالي.
– وانا لسه عستنى لحد ما تيجي، اني عدخل اطمنوا عليها.
لم تنتظر رد منه، و ولجت نحو غرفتها ودخلت عليها وجدتها تصفف خصلات شعرها، وتتعطر وتضع بعض لمساتها على وجهها الصبوح، وما ان لمحت ضياء الشمس مشرق من داخل عيناها، انشرح قلبها وسعدت لسعادتها، اقتربت منها في حب ولهفه متسائلة:
– طمنيني يابتي، وين بياضك؟
اخجلت وتوردت حمرة وجنتيها، واشارت بعيناها على وضع منديلها الابيض وبه علامات عفتها، توجهت نحوه واخذته بفرحة عامره، واطلقت الاغاريد معلنه عما يكنه الفؤاد من سعادة، ثم اخذتها بالعناق وتغمرها بالقُبل متشدقة:
– الف بركة يا بتي، رفعتي راس امك للسما، ربي يسعدك ويهنيكي.
صمتت قليلا ثم سألت بفضول أم:
– عاملك زين معاطي؟ ولا زعلك، اروح اجبلك كرشه في يدي والله ولا عيهمني !!
– لع لع والله زين الزين يا اماي، كان احنين علي ويعاملني كيف الزرزور اللي عيخاف عليه يطير، ولا عيصيبه شي عفش يجرحه.. والله يا اماي ما في اطيب واحن من عطعوطي عليا، بس انتي لو عتحبيه هتلاقيه كيف النسمه والله ..
لوت جانب شفتها بسخرية من حديث بنتها على زوجها وردت باقتضاب:
– لع اكفايه انتي هتحبيه، عيبقى انا وانتي، يالا قومي همي عشان جيبالك فطور وغدا العرايس، مش بعيد هتلاقيه مخلص نصه ابن الفرطوس ..
تغيرت ملامح وجهها مما قالته، وردت بنبرة غاضبه:
– ياكل بالف هنا وشفا على عافيته يا اماي، انتي جايبه لنا الوكل هتسمميه لنا إياك ؟!
شعرت والدتها بغضبها، ربتت على كتفها وقالت في حنو:
– وه لا يا بنتي، كيف تقولي اكده، بالهنا عليكي -سكتت واكملت- وعليه طبعا ..
لانت ملامحها وخرجت معها وجدته جالسا على مقعده منتظرها، وما ان لمحت عيناه رؤيتها وقف متقدما منها وعيونه تشع من الحب انهارا، لمحته والدتها، فسر قلبها لما رأت، وانصرفت حين اطمئن قلبها عليها، رافضة الجلوس معهما، تاركهما يتناولا طعامهما سويا في سعادة..
واستمر وقتهم في هنا وسرور، كل منهما يبث حبه للاخر وبعطي من نبع حنانه ومحبته بدون حساب.. حتى جاء اتصال هاتفي يصدح من هاتف “معاطي” فسألته من المتصل، فأجاب وهو يرد على المتصل قائلا:
– الله عيبارك فيك يا استاذ مهران، وفي صحتك وعافيتك يا راچل يا طيب.
– والله اللي عملته راح يصير طوق في رقبتي ليوم الدين.
– تسلم من كل شر، هبلغها بكل تأكيد.
اغلق معه والابتسامة على محياه، قطع قطعة من الفطائر العرس في ثغرها، وبلغها سلام وتحيات ابن خالتها، فقالت بامتنان:
– والله مهران قلبه كيف البفته البيضا، يارب يحنن قلب خالتي عليه وتسامحه، ويجعل چميله في ميزان حسناته يارب.
أمن على دعاها، وظلا يفكران كيف يردون جميله لهما، وما تسبب في سعادتهما ..
ومرت الأيام الجميلة تهفهف عليهما بنسمات الحب، لا شيء يعكر هذا الصفاء إلا من خلال الشجار الدائم بين والدتها وزوجها؛ الذي يحاول جاهدا ابتلاع أي حديث لاذع من قول تتفوه به..
ومع كل آسف باتت كل محاولات “بسملة” في الصلح مع ابن خالتها وخالتها، فكانت تشعر دايمآ تجاهه بالتقصير، لكن قسوة قلب خالتها وعنادها كان اقوى من أي محاولات..
هذا ما جعلها تيقن ان تلك المهمه غاية من المستحيل، وتحتاج إلى معجزة من الله لتحل ..
************
وبعد مرور تسعة اشهر الماضية، كان “معاطي” قد سدد نصف ثمن الأرض، من خلال ما حصده من ارضة التي زرعها بعرقة بكل حب وعطاء، فهو لن يقبل بما قاله “مهران” بأنها هدية منه لابنة خالته، وشكره على موقفه وصبره عليه حتى يسدد الباقي، ويكفي جميله الذي حمله فوق رأسه إلى مالا نهاية عمره.
وجاء يوم ولادة “بسملة” التي لم تكمل شهورها التسع، وكأن جنيناها متعجلا لنزول دنياه، وصداح صوتهما بالبكاء هز جدران الغرفة بعدما اخرجتهما الطبيبة التي أتى بها “معاطي” من المركز، وتفاجأ الجميع بأنهما طفلان، وكم سعد “معاطي” حين علم بأن الله رزقاه بطفلين توأم ولد وابنه؛ ليفي وعده لأبن خالتها “مهران”، دخل عليها والفرحه تتطاير من وجهه قائلا:
– حمدلله على سلامتك يا غالية، ويا أم مهران الغالي، ومهرته الغالية.
ردت بوهن:
– يسلمك ليا يا ابو عيالي، ياترى شبه مين فينا؟
امسكه بيد مرتعشه الولد نظرا لصغر حجمه، وكبر في أذناه، وقال بفرحة:
– ووه ووه الولد فوله وانجسمت نصين مني يا بسملة، مكنتش اعرف واصل انك هتحبيني جوي اكده.
تبسمت له بحب، وكادت ان تتفوه لولا صوت أمها قالت وهي تأخذه منه لتعطيها لها هاتفه بحده:
– عيشبهلك كيف عاد؟
الواد والبنته نسخه من بتي، قمر زيها ماشاء الله.
ردت “بسملة” وهي تنظر لصغيرها ثم لزوجها قائلة بحب:
– لع يا اماي ده واخد حتى لون عيون عطعوطي، حتى بقه نسخه منيه، مش اكده يا معاطي؟
ابتسم بشده على جبر خاطر زوجته دائما له، فقال وهو محتضنها بيده:
– اني اللي يهمني انهم حته منيكي يا لبة جلبي من جوة، ومش مهم عاد شبه مين فينا، يارب يبارك فيه ويحفظه لينا.
انتهدت بضيق والدتها، واعطته الولد، بينما مهرة في حضن والدتها، ثم ونهضت من مجلسها قائلة:
– اني هقوم اجبلك وكل تتجوي بيه، انتي نافسه وعيلزم غذى عشان تغذي عيالك، ومنقصاش اسمع لحديتكوا الماسخ ده، بلا قلة حيا.
تركتهم وظلا يضحكان عليها وعلى حديثها المغلف دائما بالقسوة، وقبلها “معاطي” بكل حب، داعيًا الله ان يتم سعدتهما.
★*******★
انتفضت “حنين” فزعة بسبب الآلام التي شعرت بها وحاولت ان تتغاضى عنها، ومحت فكره ان ما تشعر به من المحتمل تكون ولادة؛ حيث المعاد المحدد له مازال باقي اسبوعًا عليه ..
اعتدلت من نومها، وحاولت النهوض وبمجرد ان لاميت قدماها الارض، شعرت بركله قوية ، والآم شديدة اسفل ظهرها لا تحتمل، مع تقلصات قوية جدا أسفل بطنها، صرخت صرخه مدوية افرغت النائم في سبات، رمقها بهلع قائلا وهو يراها تتلوى من شدة الألم:
– مالك يا حنيني، اوعي تقولي انك هتعمليها دلوقتي، احنا في الفجر يا حنين !!
ردت عليه بصعوبة وبحديث متقطع:
– انت لسه بتسأل يا مهران، الحقني مش قادرة اتحمل يا راجل، هو بمزاجي اولد الفجر ولا حتى العصر ..
انهت قولها واستمر صوت آآهاتها يرج جدران قلبه، فوقف ينظر لها تائهًا شاردًا لا يعرف ماذا عليه فعله، فحين لاحظت تسمره بهذا الشكل صرخت فيه هاتفه:
– انت واقف ليه كده، انا حاسة اني بموت اتحرك اعمل اي حاجة، اتصل بالدكتورة .. خدني للمستشفى يامهران مش وقت توهان، ساعدني اغير هدومي بسرعة.. آآآه آآآه بسرعة يامهران الحقني مش قادرة استحمل ..
ياترى حنين ولادتها هتعدي في سلام، ولا القدر له حكم تاني ؟
انتظروني لمعرفة اخر فصل غدا، في نوفيلا
“بكاء في ليلة عرس”
بقلمـ إيمان كمال ✍️

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بكاء في ليلة عرس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى