رواية بعينيك أسير الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم شهد الشوري
رواية بعينيك أسير الجزء الخامس والثلاثون
رواية بعينيك أسير البارت الخامس والثلاثون
رواية بعينيك أسير الحلقة الخامسة والثلاثون
…….
فتحت عيناها ببطىء لتعتاد على الاضاءة سرعان ما انتفضت تضم قدمها لصدرها بخوف شديد و زعر ربت فارس على خصلات شعرها مردداً بحنان:
حبيبتي اهدي ، خلاص كله عدى دلوقتي انتي معانا محدش يقدر يأذيكي
القت بنفسها داخل احضانه تبكي بقوة و تشكو إليه ما حدث كأنها تحدث والدها :
كنت خايفة اوي يا فارس ، اتأخرت عليا ، ده….ده مريض قتل و قال……
قاطعها قائلاً و هو يشدد من عناقها يطمئن نفسه قبلها انها بخير و بين يديه الآن :
عدا كله عدا خلاص متفكريش في اي حاجة
دفنت وجهها بصدره تبكي بقوة بينما والديها ينظران لها بحزن جذب رأفت عليا للخارج و الجميع خلفهما تاركين الزوجين معاً
…….
اخرجها من احضانه يحاوط وجهها بيديه استند بجبهته على خاصتها مردداً بصوت متألم حزين :
روحي كأنها اتسحبت مني و رجعتلي برجوعك
رددت بصوت مرتجف حزين و لازالت تحت تاثير الأيام الماضية التي عاشتها :
انا خايفة يا فارس
انهت ما قالت و لم تقول و لم يقول هو بعده فقط التهم كرزتيها بقبلة ناعمة بادلته اياها على استحياء ابتعد عنها ينظر لداخل عيناها للحظات ثم خلل اصابع يده بين خصلات شعرها يجذبها لاحضانه
مضى وقت و الاثنان على وضعهما ابتعدت عنه فجأة قائلة بصوت مرتجف حزين :
طلقني يا فارس !!!
ردد بصدمة و عدم استيعاب :
انتي بتقولي ايه !!
رددت بصوت حزين و هي تتحاشى النظر إلى عيناه :
بقولك طلقني ايه ذنبك عشان يحصل فيك كل ده ، كنت هتموت بسببي ، انت عمال تتأذي و كل ده بس عشان حبتني
ما انهت جملتها تفاجأت به يضع يدها أسفل ذقنها ليجعلها تنظر اليه مردداً بحب ارهق قلبه و عقله :
طب و هو حبك ده شوية ، يجي ايه اللي شوفته جنب نظرة حب بس اشوفها من عيونك
نزلت دموعها بحزن تتساءل لما يحبها بهذا القدر ، من المفترض ان تفرح لأن أحدهم يحبها هكذا لكن هي لا كانت حزينة لأنها لا تستطيع ان تعطيه ما يعطيه لها فارس للان يقدم لها دون ان يأخذ
افيقت من تساؤلاتها على صوته قائلاً بصرامة :
اسمعي الكلام ده و احفظيه كويس عشان مش
هعيده تاني يا ميان
نظرت له باهتمام و تعجب من تغير طريقته فجأة :
انا وعدت ابوكي قبل جوازنا اني احبك و اصونك اعاملك بما يرضي الله ، أكون ليكي اب و صديق قبل زوج و عدته اني عمري ما هسيب ايدك و لا اتخلى عنك إلا لما انتي تطلبي ده ، بس ساعتها نكون خلاص وصلنا لحيطة سد مفيش حلول تانية
رددت بصوت حزين :
طب ما احنا وصلنا لحيطة سد
اقترب منها حتى أصبح وجهه قريباً من وجهها يفصل بينهما انش واحد مردداً و هو ينظر لداخل عيناها :
لو انتي شايفة كده يبقى لازم نروح نكشف على نظرك عشان نطلعلك نضارة بسرعة
نطقت اسمه بحزن :
فاارس
ردد بقلب مرهق :
تعبتي فارس معاكي يا ميان
رددت بصوت مختنق :
عشان كده بقولك طلقني
استند بجبينه على خاصتها مردداً بعشق :
كل اللي يجي منك احبه يا ميان ، حتى لو الوجع
ابتعدت قائلة بدموع و ألم :
ليه تحبني كده ، ليه انتي مثالي كده يا فارس ، ليه بتعمل معايا كده و قابل مني كل ده لي…
قاطعها قائلاً بصدق :
مش مثالي بس بحبك و مش بأيدي ، الكلمة دي كفاية عشان أكون معاكي كده ، انتي نفسك عملتي زي ما عملت و قبلتي منه كل حاجة زمان ، حتى الوجع كنتي بتقبليه منه ، ليه شايفه ان اللي بعمله غلط و كتير
ردت عليه بقهر :
عشان ده الغباء بعينه ، الغباء انك تحب و تقبل الاهانه ، الكرامة فوق كل شيء ، انا غبية عشان معملتش حساب لكل ده ، متبقاش غبي زيي يا فارس
نظر لداخل عيناها قائلاً بجدية :
انا مش بعمل غباء انا معاكي عشان انتي محتاجة ليا ، معاكي عشان بحبك و عارف ان كل تصرف بيطلع منك غصب عنك ، لكن هو عذره ايه عشان تقبلي منه كل ده ، قارني صح يا ميان
صمت الاثنان ليسألها بتردد و خوف من الإجابة :
رفضك ليا و للي بعمله لأنك لسه بتحبيه و عايزاه يا ميان !!
انتظر من الجواب و كان الصمت التمعت عيناه بالدموع التفت يعطيها ظهره يغلق عيناه و يفتحها عدة مرات مبتلعاً غصة مريرة بحلقه
كاد ان يخرج من الغرفة لكنها تمسكت بكف يده قائلة بصوت مرهق حزين :
خليك جنبي يا فارس ، متسبنيش !!
جلس بجانبها مردداً بجانب اذنها بصوت متألم رافضاً النظر إلى عيناها :
مش هسيبك و هفضل جنبك ، لحد ما تقرري بنفسك انتي عاوزه ايه ، يا تكوني ليا او تكوني لغيري ، المهم تكوني مبسوطة يا ميان !!
……..
بعد عدة أيام عادت ميان لمنزلها هي و فارس و عاد الاثنان ينامان بغرفة منفصلة عن بعضهما من جديد الأمر الذي اثار غضب فارس و بشدة لكنه صمت
بينما ميان كانت تجلس على الفراش تتذكر حديثها مع والدة فارس قبل ان يسافروا من جديد :
شوفي يا ميان ربنا اللي يعلم انتي من يوم ما اتجوزتي فارس بقيتي بنتي زي ما هو ابني و الام مفيش حاجة تهمها غير سعادة اولادها ، وانتوا الاتنين ولادي
سألتها ميان بتوجس :
هو حصل حاجة مني !!!
تنهدت والدته ثم قالت بحزن :
انتي وفارس كل واحد فيكم قاعد في اوضة ، جوازكم لسه متمش لحد وقتنا ده مش كده
كادت ان تتحدث ميان لكنها قاطعتها قائلة :
من غير ما تكدبي انا عرفت ، سمعت كلامك معاه ، كمان لما دخلت شقتكم ايام ما كنتي مخطوفة شوفت هدومك في اوضة و هو في اوضه تانيه و واجهته يومها
اخفضت ميان وجهها ارضاً بحرج منها فتنهدت الأخرى متابعه بهدوء :
شوفي يا ميان انا معرفش ايه الحكاية بالظبط بس اللي اعرفه انك مش بتحبي ابني و مش عايزاه
نظرت لها ميان بصدمة لتتابع الأخرى :
منكرش اني لما عرفت مكنتش طيقاكي و كنت زعلانه منك اوي بس لما هديت و حطيت نفسي و بنتي الله يرحمها مكانك لقيت ان اللي حصل صعب على ايه بنت تتحمله
ابتسمت بفخر قائلة :
ساعتها احترمت ابني و كنت فخورة بيه لأنه كان راجل معاكي و صبر غيره كان قال و انا مالي
رددت ميان تلك المرة قائلة بامتنان :
هو فعلاً كان راجل معايا و وقف جنبي ، ليكي حق تكوني فخورة بيه
ربتت الأخرى على قدمها قائلة بصدق :
ابني اول مرة يحب يا ميان ، اول مرة اشوفه ملهوف على حد كده ، أول مرة احس أنه مبسوط ، قربك منه بيبسطه لو انتي مش واخده بالك ، انا شايفه ، عيونه عليكي طول الوقت
ثم تابعت بحزن :
لو كنتي شوفتي حالته الأيام اللي فاتت كان تايه و روحه ردت ليه اول ما رجعتي لحضنه من تاني
تنهدت قائلة بشرود :
ابني اختارك بنفسه و محدش جبره عليكي ، أول مرة اشوفه متمسك بحد و عايزة كده ، زمان من الزن بتاعي اتجوز انجي و مرتحش و لا كان مبسوط بالعكس كنت بحس انها حمل عليه
ثم نظرت إليها قائلة بابتسامة :
لكن انتي حبك بجد و قلبه قابل منك كل حاجة حتى الوجع زي ما قالك
اخفضت ميان وجهها بحزن لتتابع الاخرى بحنان :
انا ام و بتكلم دلوقتي مع اللي سعادة ابني بين ايديها و سعادتها هي كمان
ردت عليها ميان بحزن :
فارس يستاهل الأحسن مني
– بس هو عاوزك انتي ، اختارك انتي
ثم تابعت باستنكار :
بعدين تعالي هنا هو في احسن منك ، والله العظيم يا بنتي مش ببالغ بس انتوا الاتنين بتكملوا بعض ، اللي عندك مش عنده و اللي مش عنده عندك
صمتت ميان لتتابع الاخرى بابتسامة :
انا مش هطول في الكلام بس هنصحك نصيحة ام خايفة على بنتها و خديها مبدأ في حياتك حتى لو ملكيش نصيب مع ابني
نظرت لها ميان باهتمام لتتابع الاخرى بحنان :
اوعي يا بنتي تشتري اللي باعك مرة لأنه هيبيعك ألف مرة بعد كده لو هونتي هتهوني طول العمر و لو قبلتي الاهانه منه و قبلتي بيه بعدها غصب عنك هتقبليها طول العمر
كانت تمسك بكف ميان و تعد عليه نصائحها بحنان :
اللي يشتريكي اشتريه الحب عمره ما بيدوم صدقيني ، لكن الاحترام و الموده هما اللي بيدوموا
ثم قامت بثني اصبع آخر متابعة :
خدي اللي يسمعك و يكون امانك خدي السند ، خليكي مع اللي عمل مش اللي قال ، موتي من البعد عنه مرة و لا تموتي و انتي عايشه معاه الف مرة
ثم تابعت ببعض الحرج :
انا سألت جدك و اتكلمت معاه من غير ما ادخل في تفاصيل بينك و بين فارس و حكالي اللي حصل
عاتبتها قائلة :
عايزة الومك و في نفس الوقت صعبانه عليا ، الومك عشان قبلتي تنقذي واحدة زي دي من الموت بجوازه طلعتي منها انتي بس اللي خسرانه و ياريتها شالتها ليكي بالعكس جت عليكي اكتر
ربتت على شعرها بحنان قائلة :
يا بنتي بقينا في زمن محدش فينا بقى بيفتكر الحلو إلا من رحم ربي ، نفسك لو مخوفتيش انتي عليها محدش هيخاف عليها ، انتي اللي في ايدك ترخصي نفسك و في ايدك تغليها ، جريك وراه عشان تثبتي ليه حبك و انك بريئه خلاه يتفرعن ، كل افعاله معاكي باينه اوي انه مش شاريكي
ثم تابعت بعتاب :
يا بنتي اللي شاري هيبرر هيسأل هيحط الف عذر لكن هو كأنه ما صدق ، عمل كل ده و هو عارف انك بنت خالته يعني قريبته لحمه و دمه واللي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد ، قريبته و قال و عمل كده ما بالك و انتي مراته !!
ثم تابعت بتساؤل :
طب هو بس سؤال حبتيه على ايه !!
نظرت لها ميان قائلة بتبرير هي بالأساس لا تقتنع به لوقتنا هذا :
مكنش كده الأول و احنا صغيرين كان….. قصت عليها كيف كان و كيف كانت حياتهما
فرددت الأخرى بهدوء :
بتحبيه و انتي صغيرة ، يعني حب مراهقة ، كبرتي بيه و اتعودتي عليه ، ومين فينا محبش في السن ده
نظرت لها ميان بتيه لتتابع الأخرى بصرامه :
انا مش بقولك كده عشان فارس ابني لأ بقولك كده بصفتي ام مقدرتش اعرف كل ده و اسكت ، غلطانه يا ميان و الغلط راكبك من ساسك لراسك و هما كمان غلطانين بس انتي اللي عطيتي ليهم الفرصة يستخدموكي
انهت حديثها قائلة برفق :
اختاري اللي شاريكي دايما يا ينتي و اللي شايفك غالية عشان تفضلي في عينه غالية طول العمر
……….
– انا نحس اقسم بالله انا نحس !!
قالها عمار و هو يستند على لينا ليتمدد على الفراش بمنزله الذي طلبت لينا ان يكون ببناية رأفت والد ميان حتى تكون بجانب والدتها
ضحكت لينا عليه فهو لا يتوقف عن التذمر منذ ان خرج من المستشفى ليتابع هو محدثاً نفسه بقهر و نبرة مضحكة :
يوم ما قولت خلاص اتجوزنا و هيتقفل علينا باب تحصل المصايب دي كلها
جذبها لتجلس بجانبه مردداً بحسرة :
الظاهر مش مكتوب لينا ندخل دنيا ابداً و السرير…..
قاطعته قائلة بحدة :
بطل قلة ادب
ردد بمكر :
قلة ادب عشان قولت اومال ساعة الفعل ايه بقى
جاء صوت سفيان من الخلف قائلاً بتهكم :
يا اخويا قوم على حيلك الأول و ابقى فكر في قلة الأدب !!!
ركضت لينا للخارج بخجل فجلس سفيان بجانبه يسأله بحنان :
انت كويس يا عمار ، احسن دلوقتي
اومأ له عمار بحب و امتنان لكن بداخله تغلب الشفقة على شقيقه الذي خسر كل شيء و كم يتألم قلبه عندما يراه هكذا الجميع بدأ حياة جديدة و أغلق صفحات الماضي عداه لا زالت صفحاته مفتوحه !!
……..
بعد مرور بضعة ايام عاد كل شيء لمساره الطبيعي كانت ميان تجلس على احد المقاعد الخشبية تقوم بالنفخ بكف يداها و تحكهم ببعض لتدفئهم كانت تنظر بابتسامة لفارس الذي يعبر الشارع ركضاً إليها
قام بوضع غطاء للرأس من الصوف على رأسها ثم قام بلف شال من الصوف أيضاً حول رقبتها و قام بتلبيسها قفاذات مماثلة من الصوف
سألها بحنان و هو يجلس بجانبها :
لسه بردانه
نفت برأسها بابتسامة جذبها لاحضانه مقبلاً جبينها بحنان و حب اشارت بيدها لبائعة الذرة المشوي قائلة بشهية و حماس :
فارس عايزة منها
ابتسم مقبلاً جبينها ثم ذهب و غاب لدقائق قليلة و عاد يضع بيدها خاصتها اخذته منه تتناول منها بشهية كبيرة رفعت عيناه تنظر إليه لتجده يحدق بها رددت بحرج :
بقالي كتير مكلتهاش عش…..
قاطعها قائلاً بحب :
بالهنا و الشفا
منحته ابتسامة صغيرة ثم عادت تتناولها بصمت كذلك هو ضحك بخفوت قائلاً بتذكر :
حد يصدق ان اللي سملت عليها و حضرت فرحها بعدها بكام ساعة دلوقتي مراتي و حبيبتي و روحي اللي لو فارقتني اموت
نفت برأسها قائلة بخفوت :
عمري ما كنت اتخيلها بصراحة و من غير ما تزعل
اومأ لها لتتابع هي بتردد :
عمري ما كنت اتخيل في يوم نفسي مع غيره
صمت و لم يعلق لتسأله بتوتر :
انت زعلت !!
نفى برأسه لتتابع هي :
قولنا من غير زعل
غير الموضوع قائلاً بهدوء ظاهري :
تعالي نتمشى شوية عشان ندفى
اومأت له و مشت بجانبه قليلاً سرعان ما ضمته تحاوط خصره بيدها قائلة و هي تستند برأسها على كتفه تنظر إليه :
انا اسفه
ضمها إليه أكثر قائلاً بصوت خافت و حب :
بحبك
تمشى الاثنان لدقائق بدأت قطرات الماء تتساقط من السماء سرعان ما تحولت لأمطار غزيرة ضحكت بسعادة و هي تصفق بيدها
جذبها سريعاً بعدما تخلص من سترته يضعها فوق رأسها يحميها من الأمطار قائلاً :
تعالي يلا ناخد تاكسي العربية ركنتها بعيد عن هنا !!
نفت برأسها و هي تبتعد عنه ترفع يدها مستمتعة بقطرات الماء التي تتساقط من فوقها
فارس بقلق :
ميان بتعملي ايه ، هتتعبي الج…….
وضعت يدها على شفتيها قائلة بنبرة مرحة :
بس تعرف تسكت ، سيبني الجو كده حلو و المطر كمان ، طول عمري نفسي أعمل كده
اخذت تدور حول نفسها اقترب منها يضع يده حول خصرها ابتسمت بتوتر مسك كف يدها ثم جعلها تدور حول نفسها عدة مرات ثم جذبها إليه يراقصها تحت المطر برومانسية و حب
كان الجميع يركضون سريعاً ليحتموا من الأمطار لكنهم توقفوا ما ان وقعت اعينهم على هذا الثنائي الجميل انهى فارس رقصتهم يرفعها لأعلى من خصرها برومانسية
انزلها ببطيء مستنداً بجبينه على جبينها مردداً بنبرة عاشق :
بعشقك يا اللي ماشوفت في جمالك و لا هشوف
ابتسمت بخجل التفت الاثنان حولهما بعدما انتبوا لعدد الناس الكبير الملتف حولهم منهم من يشاهد و البعض الآخر يصور اخفت وجهها بصدره
ضحك بخفوت و هو يجذبها و يذهب بعيداً عن الأعين
يبحث عن تاكسي منذ ما يقارب الربع ساعة لكنه لا يجد سيارته مصفوفة بعيداً و الامطار لا تتوقف !!
تفاجأ الاثنان بسيارة تقف امامهما فتحت النافذة الخاصة بها و ظهر من خلفها سفيان قائلاً بهدوء :
مفيش تاكسي هيكون فاضي دلوقتي و في الوقت ده تعالوا يلا اوصلكم !!
نظرت ميان إلى فارس الذي ردد بجدية :
شكراً مش عاوزين
تنهد سفيان قائلاً :
فكر فيها ممكن تتعب في الجو ده و يا سيدي اعتبروا نفسكم ركبتوا تاكسي مع حد غريب كلها توصيلة البيت مش بعيد عن هنا كلها أقل من نص ساعة
نظر فارس لميان ثم له بتردد و اضطر مرغماً ان يصعد معه !!!
……
بعد مرور دقائق من الصمت و كان الجو مشحوناً ضغط سفيان بيده على مشغل الراديو لتصدح بالمكان تلك الأغنية التي جعلت الجو مشحوناً اكثر من السابق :
سيبتك تعيش بعدي الحياه وفضلت مستنيك سنين واقف مكاني 🎵
متجيش تلومني إن النهارده بقى في حياتي حد ثاني
كنت هفضل كل ده مستني إيه
حب إيه اللي إنت بتدور عليه 🎶
بعد الغياب ده مفيش عتاب أتهز ليه
عايز الحقيقة 🎵
علشان مكانك إتملى عينيك وقلبك غيرانين و
بقيت في ضيقة إنساني لو لسه فاكرني وإنت ليك مليون طريقة أيامنا راحوا 🎵
مقدرش أقولك غير كده ولا ينسى قلبي بكلمتين
تعبه وجراحه 🎵
مين اللي قالك الحياه وقفت في يوم على اللي راحوا
كنت هفضل كل ده مستني إيه 🎶
حب إيه اللي إنت بتدور عليه
بعد الغياب ده مفيش عتاب أتهز ليه 🎶
كانت كلمات الأغنية تدور و للحظة شرد سفيان و ميان بنظرة طويلة عبر المرآه حيث كانت تجلس بالخلف وحدها و بجانب سفيان في الأمام فارس
كلمات الأغنية كانت تصف حالهما بالضبط بينما سفيان كان يتابعهما و نيران تشتعل بصدره و ألم حاد يعصف بقلبه
بعصبية اوقف المشغل لتشيح ميان بنظراتها بعيداً كذلك فعل سفيان مبتلعاً غصه مريرة بحلقه
……..
كانت همس تتصنت على حديث والديها حيث الحت على والدتها لتتدخل فوالدها منذ ان فعلت ما فعلت يوم زفاف لينا و هو يمنعها من مقابلة كارم بل يرفض تحديد موعد ليأتي و يطلب يدها رسمياً
رددت والدتها برجاء :
حدد ميعاد مع كارم بقى يا عاصم هتفضل لأمتى تأجل كده
نفى برأسه قائلاً بضيق :
لأ خليهم يتربوا عشان المسخرة اللي عملوها دي
عاتبته قائلة بضيق :
يا عاصم بلاش عند غلطوا و اعتذروا بس متنكرش انك فرحت لبنتك ، كمل فرحتك و فرحتهم بقى ، اديك اهو هتسلمها للي يستاهلها بجد
اقتربت منه تقبل وجنته قائلة بحب و توسل :
وغلاوتي عندك كفاية كده و رد عليه حدد ميعاد لقراية الفاتحة ، دي مامته مش مصدقة امتى تيجي عشان تخطبها ليه فرحانة اوي
صمت لدقائق ثم تنهد قائلاً بضيق :
نادي عليها اما اسألها اذا……
ضحكت قائلة بمرح :
تسأل ايه يا عاصم دي بنت اللي طلبت ايده قدام الكل اسأله هو موافق ولا لأ !!!
……..
ايام تمر بدون جديد ميان على حالتها تتابع مع طبيبتها النفسية بعلم فارس و عاصم الذي قرر ان يتقدم كارم لهمس رسمياً ما ان يعود من الخارج حيث اضطر للسفر عاجلاً لعمل طاريء
يعني ايه تقعد معاه !!!
قالها فارس بغضب و هو يضرب بيده على المكتب عندما اخبرته طبيبتها النفسية
ردت عليه ببرود :
يعني تقعد معاه يا دكتور فارس ، سفيان و ميان لازم يتواجهوا سوا
رد عليها بحدة و غضب :
اتكلموا سوا قبل كده ليه عايزة تقربيها منه تاني
ردت عليه بهدوء :
انت خايف يا دكتور
اشاح بوجهه بعيداً عنها فتابعت هي :
خايف من المواجهة بينهم تطلع انت الخسران ، خايف ميان تحن ليه مش كده
سألته بهدوء :
لو سعادتها معاه ، انت تكره ليها السعادة
رد عليها بغضب :
ميستاهلهاش ، هيوجعها اكتر
رجعت بظهرها للخلف قائلة بهدوء :
يمكن اتغير ، كلنا بنتغير يا دكتور فارس ، الخسارة و الندم بيغيروا فينا كتير
سألته مرة أخرى :
تكره ان ميان تكون مبسوطة !!
ردد باستنكار :
أكره !!!
جلس مردداً بحب و هو شارد بها :
دي الابتسامة منها بتنور حياتي كلها ، بس انا اناني ، حبها مخليني اناني ، قولتلها اي حاجة تسعدك هعملها بس دلوقتي مش قادر اوفي بكلامي قلبي مش مطاوعني اخليها تبعد عني بعد ما خلاص كانت بين ايديا !!!
ثم تابع بتساؤل لنفسه :
طب لو اختارته انا هعمل ايه من غيرها !!
نظر لها قائلاً بحزن :
انا قولت كلام و خلاص بس في الحقيقة انا مش قادر انفذ والله ما قادر و لا لساني و لا قلبي هيكون راضي بكده
ابتسمت قائلة :
بتحبها للدرجة دي يا دكتور
اومأ لها مردداً بعشق :
انا كنت ايه قبلها ، كنت مين مجرد شخص عادي مفيش اي حاجة تخليه عاوز يعيش ، بس هي دخلت حياتي و حلت ايامي ، معاها بحس اني اب و اخ و صاحب ، انا عيشت كل دول معاها ، مش هبالغ لو قولت اني بصحى كل يوم عشان اشوفها
سألته بهدوء :
ندمان عشان حبيتها ، ندمان عشان حبيت واحدة بتحب غيرك !!
رد عليها بصدق و عشق :
لو كان الموضوع بأيدي كنت اختارت احبها بردو ، مش ندمان على حبها بالعكس ندمي اللي بجد لو مكنتش حبيتها او لو مكنتش موجودة في حياتي
…….
كان يجلس بغرفة مكتبه بعد حديثه مع الطبيبة القلق ينهش قلبه و لا يفارقه يتذكر حديثها معها بخصوص ذلك الموضوع و كيف رفضت الإجابة على السؤال
قلبه يؤلمه و الآن فكيف سيكمل حياته بدونها ، كيف سيتحمل ان تأتي إليه و تخبره انها لا تريده و تريد الطلاق لتبقى برفقة الآخر مجرد التخيل يؤلمه بهذا القدر فكيف ان كان واقع !!
دخلت عليه دون ان تطرق الباب قائلة بحماس :
فارس دخلت مع دكتورة سلوى عملية ولادة ، جابت بنوتة زي القمر سموها ” تاج ” عسولة اوي ما شاء الله عيونها لونهم حلو……
لم تكمل حديثها و شهقت بتفاجأ عندما جذبها من يدها يعانقها بقوة و يدفن رأسه بعنقها رددت بزهول :
فارس بتعمل ايه !!
حاولت دفعه برفق لكنه لم يسمح تشبث بها اكثر مردداً بصوت خافت متألم :
خليكي يا ميان ، احضنيني كأنها آخر مرة ممكن
رددت بصدمة :
انا مش فاهمه حاجة يا فارس ليه بتقول كده !!
من تشبثه بها بتلك الطريقة فهمت انه لا يريد بهذا الوقت سوا عناق فقط لذا بدون تردد كانت تضمه إليها و تمرر يدها على خصلات شعره بحنان
انحنى يحملها بين يديه ثم جلس على الاريكة و هي فوق قدمه يدفن وجهه بعنقها رافضاً النظر إليها حتى لا ترى عيناه التي تكاد تصرخ من شدة الألم
لكنها ابت ذلك وضعت يدها على وجنتيه بحنان قائلة بصوت رقيق :
مالك يا فارس ، حصلت معاك حاجة
نفى برأسه ثم باللحظة التالية التهم كرزيتها بقبلة شغوفة مليئة بالعشق تفاجأت هي من فعلته !!
بحث بيده عن خاصتها حتى وجدها فجعلها تحاوط عنقه حتى تبادله سيل قبلاته ترك اسر شفتيها أخيراً ثم انحنى يقبل عنقها بحب و يشتم عبقها المميز
نطقت بخفوت و هي تحاول الابتعاد دون ان تسبب له اي حرج او تجرحه لكنها حقاً لا تستيطع البقاء و التحمل أكثر من ذلك تلك الذكريات لا ترحمها و كذلك التوتر و الخجل شعر بضيقها و انها تحاول الابتعاد دون ان تسبب له حرج
ابتعد طابعاً قبلة صغيرة على كرزتيها بحب طرق على الباب جعلها تنتفض من على ساقه تضبط ثيابها و تهذب هيئتها التي تبعثرت
فعل المثل لتدخل الممرضة قائلة بجدية لميان :
الدكتورة رغدة عايزة حضرتك في مكتبها
طبيبتها النفسية لما تستدعيها بهذا الوقت و هي تعرف بوجود فارس اومأت لها فغادرت الأخرى كادت ميان ان تخرج لكنها توقفت على صوت فارس قائلاً بصوت حزين و حب :
ميان ، انا بحبك
منحته ابتسامة صغيرة قلقه تتساءل ما به فارس اليوم !!!!!
……..
– ليه عملتي كده !!!
قالتها ميان بحدة للطبيبة ما ان علمت انها استدعت سفيان لتتحدث معه
رددت الأخرى بهدوء :
كلامك معاه ضروري بس بهدوء ، طلعي كل اللي جواكي يا ميان اسمعيه و خليه يسمعك
صرخت عليها بغضب :
مفيش كلام بيني و بينه
رددت الطبيبة بهدوء :
لأ فيه ، يمكن تكوني فاكرة كده بس في كلام بينكم لسه متقالش
ثم رددت بعد صمت للحظات :
على فكرة يا ميان سفيان بيتعالج بقاله كام جلسه بس ، انا اتواصلت معاه لأنك محتاج يكون هنا ، يمكن اكتر منك !!
دخل سفيان بعد دقائق و جلس امامها و الطبيبة تتابع الحوار الدائر بينهما بصمت تترك لهما الفرصة للحديث
سألها بصوت متألم حزين :
حبتيه يا ميان ، حبيتي فارس !!!
ردت عليه بتهكم :
ايه اللي يخليني محبوش السؤال هنا ليه احبك انت ، سؤال بقالي فترة مش قادرة اتخطاه
اشارت لنفسها قائلة بحدة :
ازاي كنت بالغباء ده !!
اومأ لها قائلاً بسخرية مريرة :
عندك حق , اي واحدة تحبني تبقى غبية ، حتى انا بسأل نفسي نفس السؤال !!
صمت و صمتت ليسألها :
كل الطرق اتقفلت بينا خلاص يا ميان مفيش امل ، قلبك خلاص مفيش جواه اي ذرة حب ليا ، اقسملك اني هحارب لحد ما تسامحيني بس لو فيه امل
اشاحت بوجهها بعيداً عنه ليردد هو بحزن :
انا حبيتك…..
قاطعته قائلة بحدة :
متقولش حبيتك انت متعرفش تحب و لا تعرف يعني ايه حب
ثم تابعت و هي تتذكر مواقف فارس معها :
الحب كلمة كبيرة اوي مفهومها بعيد عنك
اشارت لنفسها قائلة بحزن :
انا كمان حبيتك او كنت بحبك او كنت فاكرة اني بحبك ، مش عارفه بس اللي أعرفه اني مبقتش عايزاك و لا حتى قابله كلامي معاك
نزلت دموعها و هي تردد بصوت متألم :
انا عطيتك كتير استحملت منك كتير مقابل انك عمرك ما عطيت لنفسك فرصة تسمعني حتى ، قدمت ليك و لعيلتك كلها و في المقابل خدت منكم كل اذى
نفت برأسها قائلة :
الحب كلمة كبيرة اوي ، مفهومه عرفته مع فارس
أخذت تعد على يدها ما قدمه فارس لها و ما رأته منه طوال الفترة الماضية :
الحب أفعال و هو عمل و قال ، وقعت و سندني ، اتوجع مني بس عمره ما لف ضهره ليا زي ما انت ما عملت مع انه كان ليه الحق يعمل كده ، عكسك انت
نفت برأسها قائلة بتهكم :
عمري ما شوفت في عيونك نفس نظرته ليا ، انت عملت فيا كتير اوي لحد دلوقتي مش قادرة اتخطاه
حتى لما قولت هسامحك بدور على حاجة حلوة ليك مش لاقيه ، شريطك معايا كله وجع وبس
رفعت يدها تضعها على رحمها قائلة بدموع :
يومها كنت هسامحك عشان خاطر ابني ، كنت مقهورة بس مع الوقت حمدت ربنا ع اللي حصل ، ربنا كان رحيم بيا و فهمت ده متأخر ، كل مرة كان بيحطلي اشارة عشان ابعد عنك بس انا اللي كنت عامية و عاندت كتير ، حتى بعد اللي حصل كان رحيم بيا و مرضيش يربطني بيك اي حاجة
كان يستمع لها بقلب متألم حزين نادم مسح دموعه التي انسابت من عيونه رغماً عنه قائلاً بتأييد لحديثها :
قدام كلامك ده كله معنديش حاجة اقولها و لا عندي تبرير بالعكس انتي صح يا ميان ، كل كلامك صح ، ربنا كمان كان كل مره يعطيني إشارة بس انا العند كان عاميني فضلت اتمرد لحد ما خسرتك بجد
مسح دموعه مردداً بقهر :
كنت زمان شايف نفسي كتير عليكي بس كنت غلطان انتي اللي كتير عليا ، انا منفعش ليكي انتي تستاهلي فارس !!!
توقف ليذهب قائلاً بصوت مختنق :
على قد ما انا مكنتش بطيقه ، بس هبتدي احبه عشان قدر يعمل اللي انا مقدرتش اعمله ، بالعكس كمان هو صلح ورايا ، ربنا يسعدكم سوا ، بس عايز اطلب منك طلب
نظرت له بصمت فردد بتوسل و صوت مختنق قبل ان يغادر :
لو في يوم قدرتي تسامحيني سامحيني ، ممكن !!
…….
خرجت من عند الطبيبة و قد علمت لما كان فارس يتصرف هكذا لقد ظن حقاً انها ستختار سفيان !!
دخلت عليه قائلة و هي تغلق الباب خلفها :
كنت عارف اني بتعالج عندها
اومأ لها بصمت و هو يتحاشى النظر إليها فسألته بتعجب :
مقولتليش ليه !!
ردد بهدوء مفتعل :
لو كنتي عايزة تقوليلي كنتي جيتي من الأول ، محبتش أسبب ليكي حرج
سألته بمكر :
عرفت ان سفيان كان موجود انهارده
اومأ لها قائلاً بعدما ابتلع غصه مريرة بحلقه متوجهاً حيث واجهة مكتبه الزجاجية التي تطل على الشارع :
شوفي عايزه امتى نتطلق عشان……
اقتربت منه تقف امامه قائلة بصدمة :
طلاق ايه !!
ردد بصوت حزين و هو يتحاشى النظر إليها :
مش عايزه ترجعي ليه !!!
حاوطت بيدها وجهه مرددة بما جعل الصدمة حليفته حتى ظن انه اصيب بالصم :
انا عايزاك انت يا فارس
رددت مرة أخرى بخجل و هي تخفض رأسها بخجل :
عايزاك انت و بس
ردد بصدمة و هو يشير بيده :
طب و هو !!!
ضحكت قائلة بمشاكسة :
هو مين
رددت بمرح و هي تتحرك لتذهب للخارج :
هسيبك بقى لما تفوق من الصدمة ابقى…..
جذبها إليه يكبل شفتيها بخاصته بقبلة تحمل قدر كبير من العشق الخالص لها وحدها بادلته اياه على استحياء سرعان ما انتفض الاثنان عندما فتح باب المكتب فجأة و ظهر من خلفه !!!!!!!!
………
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بعينيك أسير)