روايات

رواية بعينيك أسير الفصل الأربعون 40 بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك أسير الفصل الأربعون 40 بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك أسير الجزء الأربعون

رواية بعينيك أسير البارت الأربعون

رواية بعينيك أسير الحلقة الأربعون

………
ما ان وقعت عيناها على ذلك البغيض الذي دمر لها سيارتها يركب برفقتها المصعد رددت بغيظ و حدة :
طلعتلي منين انت تاني
لم يرد عليها سفيان لتتابع هي بغيظ :
بص مش عايزة اتخانق ومزاجي رايق مش عايزة اعكره فنسكت احسن
تنهد قائلاً ما ان توقف المصعد و نزل بهما :
على فكره انتي اللي كبرتي الموضوع ، والدتك ست محترمة جداً و بعزها ، معرفش انتي طالعة لسانك طويل كده لمين !!!
ردت عليه بحدة و غيظ :
شوف بترجع تغلط تاني ، بعدين انا لساني طويل مع اللي يستاهل !!!
تنهد قائلاً بصبر نافذ :
خلصنا من الموضوع ده خلاص و اتقفل ياريت بعد كده تحفظي لسانك عشان مش اي حد هتكلميه كده هيسكت لو شخص مش محترم أقل حاجة هتلاقي كف نازل على وشك
جزت على اسنانها بغيظ فردد هو بهدوء :
الموضوع ده يخلص ازاي !!!
ردت أماليا على الفور :
تعتذر و تصلح العربية اللي بوظتها !!!
صحح لها قائلاً :
قصدك اللي انتي بوظتيها بجهلك للسواقة
زفرت بضيق ليوافق قائلاً بصرامة :
انتي كمان تعتذري منه على طول لسانك
اومأت له على مضض و ما ان اعتذر الاثنان لبعضهما سألته محاولة تذكر اسمه :
صحيح انت اسمك ايه !!
التفت إليها قائلاً بهدوء :
سفيان….. سفيان العزايزي !!!!
توسعت عيناها بصدمة قائلة :
صاحب…..
قاطعها قائلاً بتسلية :
بالظبط ، انتي بقى مين و بتعملي ايه هنا
اخبرته عن هويتها و ركضت للخارج توبخ نفسها عدة مرات و تندب حظها السيء ، بعدما وجدت حصلت على فرصة عمل تأتيها من ذلك الرجل !!!
……..
خرجت من المرحاض و هي تتمنى ان تنشق الأرض و تبتلعها من شدة الخجل كلما تذكرت ليلة أمس
بخطوات سريعة دخلت لغرفة الملابس تتحاشى النظر إليه ضحك عليها بخفوت و أستمتاع و هو يستند بجسده على ظهر الفراش
اعتدل واقفاً يدخل خلفها يراقبها و هو تنتقي ثوب مغلق حتى ترتديه و ما ان وقعت عيناه على اختيارها اقترب منها يحاوط خصرها بيديه ممرراً انفه على خصلات شعرها يستنشق رائحة الياسمين التي تفوح منه بهيام
شهقت بفزع سرعان ما تبدل و حل محله الخجل الشديد و الارتباك عندما قال بمكر :
اللي انتي هتلبسيه ده تلبسيه لما تكوني قاعدة مع ابن اختك مش قدام جوزك ، ولو كنت زمان سمحت بيه فدلوقتي لأ
رددت بصوت خفيض مرتبك من الخجل :
فارس !!!
ادارها إليه سريعاً مردداً بهيام و هو يضع قبلات رقيقة متفرقة على كامل وجهها :
عمري ما شوفت حد طماع زيك ، طمعتي في الجمال كله و خدتيه لنفسك ، معملتيش حساب باقي جنس حوا و لا حساب اللي هيتفتنوا بيكي و حالهم هيبقى زي حالي
سألته بخجل شديد و هي تتحاشى النظر إليه :
بتجيب الكلام الحلو ده منين
ردد بعشق نابع من أعماق قلبه و غزل :
الكلام الحلو كله اتعمل عشانك و مهما يتقال ليكي منه قليل و مش كفاية ، انتي أجمل واحدة عيني شافتها
ابتسمت بسعادة سرعان ما شهقت عندما حملها فجأة بين ذراعيه فسألته بخجل :
بتعمل ايه يا فارس نزلني !!!!
ردد بمكر و هو يخرج من غرفة الملابس :
مفيش كنت عايز اتناقش معاكي في سؤال محير البشرية كلها لحد دلوقتي لو جاوبتي عليه هسيبك
سألته بتعجب :
سؤال ايه !!!
ردد بمكر :
كم عدد طائر البطريق في القطب الجنوبي في الشتا !!!
فتحت عيناها و اغلقتها تحاول استيعاب ما قال سرعان ما تذكرت انها جملة من مسلسل شهير قد تابعته من قبل
اخذت تحرك قدمها باعتراض حتى ينزلها لكنه لما يستمع لها ملقياً بجسدها برفق على الفراش مردداً بمكر و هو يلقي بنفسه فوقها :
اهدي بس اصل السؤال ده لازم يتناقش بهدوء و بروقان عشان نطلع باجابة تفيد البشرية كلها
ضربته بصدره قائلة بغيظ :
انت قليل الأدب على فكرة !!!
ردد بمكر و هو يمرر يده على مفاتن جسدها :
عايزاني اسيبك
اومأت له بنعم فمال عليها مردداً بمكر بجانب اذنها :
ارقصيلي !!!
دفعته من فوقها و ركضت بعيداً قائلة :
حد قالك قبل كده انك سافل و قليل الأدب
ضحك قائلاً بمرح :
يوووه مبعدش يا جيمي
جزت على اسنانها قائلة بغيرة واضحة ما ان تذكرت كلمات انجي التي لا تفارق ذهنها :
اه طبعاً وتلاقي الست هانم اللي كنت متجوزها و كنت بتقضي معاها ليالي متتنسيش كمان كانت بتقولك نفس الكلمة صح
تنهد قائلاً بابتسامة :
ايه لازمة الكلام ده دلوقتي مش كنا قفلناه خلاص
قلدت انجي قائلة بغيظ و غيرة :
كل ما تشوف وشي تقولي ليالي زمان مع فارس و جت ليلة الحنة مع اختها العقربة و رخموا عليا انا و همس وضربناهم من كلامهم السم اللي رموا بيه علينا قدام الناس
شاكشها قائلاً بمرح قاصداً اثارة غيرتها :
هي كانت ليالي فعلاً
صرخت عليه بغضب و غيرة :
فاااارس
ردد بمكر و مشاكسة مرة أخرى :
عارفة هي كانت بتعمل كل حاجة إلا حاجة واحدة
رفعت حاجبها تنظر إليه بشر ليتابع بنفس المكر :
مكنتش بتعرف ترقص زيك يا سكر !!!
اعتدلت بجسدها و اخذت تضرب صدره بغيظ و غيرة و الآخر يضحك بقوة جذبها إليها مردداً بخفوت :
ما ترقصيلي !!
نفت برأسها قائلة بخجل شديد :
لأ مش هيحصل
قالتها ثم اندثت باحضانه ضحك عليها بخفوت فسألته بخجل شديد :
هو انت انبسطت معايا !!
لم يفهم ما تقصده فوضحت له اكثر بوجه احمر قاني من شدة الخجل :
قص…..قصدي على امبارح واللي حصل
سأله باستغراب :
ليه السؤال ده !!
ردت بصوت خفيض دون النظر إليه :
جاوبني وبصراحة لو سمحت
تنهد قائلاً بجمود صدمها :
لأ يا ستي منبسطش
ابتعدت عنه تنظر إليه بصدمة سرعان ما تحولت لخجل شديد و سعادة :
انا كنت هطير من الفرح ، امبارح أسعد ليلة في عمري كله و مهما عدت سنين و حسيت بشعور السعادة الليلة دي غير ، لانها معاكي انتي و بس
ثم تابع بمكر قاصداً اثارة خجلها اكثر :
بس الاهم من كل ده ، انتي انبسطي ، ايه انطباعك ، كنتي عايزاني ابعد و لا حبيتي قربي
دفنت وجهها بصدره اكثر ولم تجيب من شدة الخجل اعتلاها مردداً و هو ينظر لداخل عيناه التي تتهرب من النظر إليه من الخجل :
جاوبت من غير ما اعرف السبب ، حقي انك تجاوبي انتي كمان
قضمت شفتيها بخجل ليباغتها بذلك السؤال.:
ميان ، انا مين ليكي ، انا هنا معاكي بصفتي ايه !!!
رددت بخجل :
جوزي…..وحبيبي !!!!
ابتسم على الأخيرة مردداً بعشق و هو يداعب انفها بخاصته :
وانتي مراتي وحبيبتي ، الكسوف ملوش مكان بينا ، تتكسفي من اي حد إلا انا ، انا و انتي واحد مش كده
اومأت له سريعاً بخجل قائلة بصوت خفيض :
احنا واحد
ابتسم قائلاً بحب بعدما طبع قبلة صغيرة على شفتيها :
انبسطي !!
لم ترد فسألها مرة أخرى :
مسمعتش !!!!
رددت بصوت خفيض خجول بالكاد سمعه :
انبسطت
ردد بحزن واهي بعدما ابتعد عنها :
بس كده ، خلاص مفيش داعي تكدبي عرفت انك منبسطيش زيي !!
تمسكت بذراعه و جعلته يتمدد مثلما كان و بخجل شديد كانت تدفن وجهها بصدره مرددة بصوت خفيض :
انبسطت اوي ، بسببك قدرت اتخطى و افهم حاجات كتير اوي منها اني كنت غبية في كل لحظة كنت ببعد فيها عنك ، شعور حلو بس عشان معاك انت يا فارس
ابتسم بتوسع قائلاً بمكر و هو يقلب الوضع حتى اصبح يعتليها :
مش بقولك لازم نعرف عدد طائر البطريق في القطب الجنوبي في الشتا !!!
رددت بخجل شديد و هي تحاول ابعاده :
فارس !!!
تابع تقبيل عنقها بحميمية مردداً برغبة و مكر :
سبيني اركز و اناقش براحة و بشويش و على اقل من مهلي !!!
قال ما قال ثم انقض على شفتيها بقبلة شغوفة و يده تمتد ببطيء تغلق انوار الغرفة لتسكت شهرزاد عن الكلام المباح ♡
……….
بينما على الناحية الأخرى فتحت همس عيناها بكسل حيث لا يزال النعاس يسيطر عليها لتتوسع عيناها بصدمة عندما رأت الوضع الذي هي فيه و كذلك كارم
قبل ان تفعل اي شيء تذكرت ما حدث و اخذت تمرر اصابع يدها على شفتيها بخجل جاءت لتغادر الفراش لكنها توقفت عندما رفعت يدها لتجدها مكبلة بأصفاد تتصل بيد كارم هو الآخر الذي افيق ما تحركت يده
قائلاً بصوت ناعس و هو يجذبها لاحضانه مرة أخرى :
قلبي كان حاسس انك اول ما هتصحي هتهربي ، فسبقت و ربطتك جنبي !!
لكزته بصدره قائلة بغيظ :
تقوم تحط الكلبشات في ايدي ايه حد قالك اني من المجرمين و الحراميه اللي بتتعامل معاهم
ابتسم بزاوية شفتيه مردداً بمكر :
اه ، انتي اخطر منهم كلهم و اكبر حرامية
جزت على اسنانها قائلة بغيظ :
انا حرامية !!
اومأ لها قائلاً بهمس و هو يمرر انفه بخصلات شعرها يستنشق رائحتها بهيام :
اه و اخطر منهم كلهم ، سرقتي قلبي ، سرقتيني كُلي ، كل ده و تبقي معملتيش حاجة
ابتسمت بخجل و لم تجيب ليردد هو بمشاكسة :
عشت و شوفت اليوم اللي اشوفك فيه بتتكسفي يا همستي !!
لكمته بصدره بغيظ قائلة :
انت رخم اوي على فكره
سألها بمكر :
رخم اوي فعلا
اومأت له بنعم فردد بمكر و هو يعتليها :
طب ما تيجي تشرحيلي رخم ازاي !!!
……..
بعد مرور يومين
كانت تمشي برفقته بشوارع باريس تضحك بسعادة سرعان ما تحولت لغيرة و هي ترى فتاة تمر من جانبهم تنظر لكارم بوقاحة بل و غمزت إليه بطرف عيناها !!
التفتت همس تنظر إليه بحدة و غضب عندما وجدته يحاول ان يداري ابتسامته
لكمته بصدره قائلة بغيرة :
ايه مداري الضحكة ليه ، عجبتك البجحة قليلة الأدب دي ، والله لاجيبها من شعرها !!
قالت الأخيرة و ركضت خلف الاخرى لحق بها كارم يجذبها من خصرها إليه قائلاً بمرح قاصداً اثارة غيرتها اكثر :
اهدي يا حبيبتي ، متزعليش هي اه أحلى منك شوية لأ شويتين تلاته بس انتي بردو حلوة و عجباني متزعليش نفسك
صرخت عليه بحدة و غيرة :
المقشة الصفرا دي أحلى مني ، روح اكشف نظر يا حبيبي ، دي تقرف الكلب ، على فكرة مشيت من هنا لو عجباك روح لها
قالت الأخيرة بغيظ ثم مشت بسرعة و تكركته يقف بمكانه يضحك عليها ، ركض خلفها سريعاً مردداً :
يا مجنونة استني ، هو الواحد ميعرفش يهزر معاكي
التفتت تلكمه بصدره قائلة بغيظ :
تهزر معايا تقوم تحرق دمي
جذبها إليه مردداً بضحك :
اهو توفي شوية من الديون اللي عليكي ، ده انا ياما شوفت على ايديكي من ده كتير ، ياما اتحرق دمي
ضحكت بخفوت قائلة و هي تلكمه بيدها بخفة :
بتردها ليا يعني !!
اومأ لها قائلاً بمرح :
بصراحة اه
سألها بابتسامة جذابة و هو يحيط خصرها يتجولون بالشوارع :
صدقتي اصلا انها ممكن تكون عجبتني او بصيت ليها يا همس !!
نفت برأسها قائلة بصدق :
لأ طبعاً ، انا بس غيرت عليك و ده حقي ، لكن عمري ما اصدق انك تبص ليها او عينك تروح لغيري ، كان الأولى تعمل كده و متستنانيش كل السنين
ابتسم بجانب شفتيه عندما جذبته من مقدمة ثيابه قائلة بشراسة :
اما بقى بخصوص كلامك اللي قولته ، احب اقولك انك قطعت برزقك و تاني مرة لو عملتها يا حبيبي ، قول على نفسك يا رحمن يا رحيم !!
قبل ان تبتعد انحنى يحملها بين ذراعيه فشهقت على اثرها بفزع قائلة :
بتعمل ايه يا مجنون نزلني ، الناس بتبص علينا
تمسك بها اكثر قائلاً بتحدي :
اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها !!
ثم تابع بمكر :
وبعدين سيبك منهم ، خلينا نرجع الاوتيل دلوقتي عشان تعرفيني ازاي اقول على نفسي يا رحمن يا رحيم ، بس تشرحيلي بالتفصيل الممل…. !!
…….
بينما على الناحية الأخرى بغرفة بأحد فنادق اليونان نجد صوت ميان يعلو بتذمر و هي تحاول ان تجعل فارس يستيقظ :
فارس اصحى بقى ، بقالنا يومين هنا و مخرجتش لأي مكان لحد دلوقتي ، اصحى بقى
جذب الوسادة على رأسه قائلاً بنعاس :
حاضر ساعتين و هقوم !!
جذبت الوسادة منه قائلة بغيظ و تذمر :
لا مش ساعتين هتقوم دلوقتي انا جعانه و زهقانه و عايزة اخرج كفاية نوم بقى ، الجو بره يجنن عايزة اخرج يا فارس !!
جذبها إليه حتى اصبحت تعتليه و تستند بيدها على صدره مردداً بصوت ناعس :
طب قوليلي صباح الفل الأول
ابتسمت قائلة بحب و هي تطبع قبلة على وجنته :
صباح الفل ، يلا بقى
كادت ان تقوم لكنه جذبها مرة أخرى مردداً بمكر :
لأ انا قصدي على صباح فل تانية مش دي !!
قطبت جبينها بعدم فهم سرعان ما شهقت عندما انقض على شفتيها يقبلها بحب بعدها ابتعد قائلاً بمشاكسة :
صباح السكر يا سكر ♡
ضربته بصدره قائلة بيأس :
عمري ما شوفت حد بيصحى على قلة الأدب غيرك
جذبها برفق حتى سقطت على الفراش و هو فوقها مردداً بمكر و يده تمتد بجراءة تحل ازرار قميصها :
يبقى ما بتشوفيش يا روحي و لا تكشفي نظر
ابعدته عنها قائلة بغيظ :
انت بتعمل ايه ، انا عايزة اخرج ، كفاية قلة ادب
سألها ببراءة :
انتي شوقتيني بعمل قلة ادب دلوقتي
رفعت حاجبيها قائلة بتهكم :
اومال بتعمل ايه دلوقتي !!
ردد بمكر و هو يغلق أضواء الغرفة :
هشكفلك نظر يا سُكر ♡
……..
يجلس ينظر للفراغ بشرود غير منتبه لأماليا التي تتحدث قرابة النصف ساعة بالعمل و ما ان وجدته شارداً غير منتبهاً إليها رددت بضيق :
بقالي ساعه بتكلم ولا انت هنا و ده وقت البريك و انا جعانه مفيش فيا طاقة أعيد الشرح تاني
خرج من شروده مردداً بهدوء :
روحي اتغدي
اخذت تجمع اغراضها قائلة بتساؤل :
طب وانت مش هتتغدى زي باقي البشر
ردد بضيق :
مليش نفس !!!
جلست مرة أخرى قائلة بتردد :
بقولك ايه هو انت فعلاً قريب مراة الدكتور فارس
تجهم وجهه على الفور من سؤالها فتابعت بتوتر :
هو انا قولت حاجة غلط ، انا بس بسأل
رد عليها باقتضاب :
تبقى بنت خالتي و طليقتي !!!!!
توسعت عيناها بصدمة فسألته على الفور :
لسه بتحبها !!
زفر بضيق قائلاً بحدة :
انتي مش صدعتيني و عايزة تتغدي ما تروحي بقى مكان ما كنتي رايحه و حلي على دماغي
ردت عليه بسماجة :
رجعت في كلامي ، عايزة اسمع الحكاية
لم يجيب فأخذت تسأله :
طالما بتحبها اوي كده ليه اتطلقتوا !!
ردد بتهكم :
عرفتي منين اني بحبها اوي كده
ابتسمت قائلة بهدوء :
جدو الله يرحمه كان يقول الراجل اللي يبكي على واحدة ست معنى كده انها غالية عنده اوي و بيعشقها ، ليه سبتها طالما مش قادر على بُعدها
صمت مرة أخرى فعادت تسأله :
مكنتش بتحبك !!
انفجر بوجهها قائلاً بصوت مختنق و ندم :
السبب هو انا ، كل حاجة وحشة حصلت ليها كانت بسببي ، محدش حبني و فضل يعافر معايا قدها و ياريتني قدرت !!!
رغم انها تأثرت بحديثه و شعرت بالحزن لأجله لكنها رددت بمرح مماثل لشخصيتها التي تكره الحزن و تلك الاجواء :
انا بردو قولت كده ، اتعاملت معاك من أول مرة و قفلتني منك و مكنتش طيقاك ما بالك هي اللي كانت مراتك ، يا اخي ده من أول مرة كنت كده ما بالك هي الظاهر كان نفسها طويل و خلقها واسع
صمت و لم يجيب لتعاود الحديث قائلة بحرج :
هو في المواقف اللي زي ديه ايه اللي بيتقال !!!
رد عليها بعد صمت بضيق :
أكيد اي حاجة كويسه غير الدبش اللي رميتيه
نظرت إليه بغيظ قائلة :
تُشكر يا ذوق !!
قالتها ثم غادرت مرت نصف ساعة و ها هي تعود إليه مرة اخرى :
رجعتي تاني ليه ، خبطي الباب بعد كده قبل ما تدخلي ده بعد اذنك يعني
جلست أماليا على الاريكه الجلدية بمكتبه و هي تفتح اكياس الطعام :
سمي الله و تعالى كُل يلا
لم يأتي فرددت بغيظ :
هفضل مستنية جنابك يعني يلا عايزة اكل
رد عليها ببرود :
ما تاكلي هو حد حايشك !!!
زفرت بضيق قائلة :
مش بحب أكل لوحدي
اقترب منها ببطىء فابتسمت بتوسع و هي تعطيه احد الساندوتشات فسألها :
ايه ده !!!
رددت و هي تقضم من خاصتها بشهية :
سندوتشات بطاطس سوري ، ايه مش بتحبها !!
ردد بهدوء و هو يتناولها :
اول مرة اكلها !!!
رددت بتهكم :
هو فيه حد ميحبش السندوتشات السوري ، دول بيعملوا حاجات انما ايه عسل اوي
ابتسمت متابعة بحماس :
دوق دوق ده انت مش بعيد تدمنه بعد كده
بعد وقت ابتسمت قائلة و هي تعطيه احد المحارم :
خد امسح الكاتشب ، بهدلت نفسك !!
سخر منها قائلاً :
قولي لنفسك الأول ، اول مرة اشوف شنب احمر في ابيض عندك انتي
نظرت له بغيظ و لم ترد فسألته :
عجبك !!!
اومأ لها قائلاً بهدوء :
حلو اوي
ابتسمت قائلة بحماس :
هخليك تجرب الباقي هيعجبوك
اخرجت هاتفها تعطيه له قائلة بحماس :
بما انك خلصت صورني صورة حلوة
سألها بدهشة و استنكار :
وانتي بتاكلي !!
اومأت له قائلة بعدم اكتراث :
اه بحب اتصور في اي وقت !!!
اخذ الهاتف يلتقط لها صورة و ما كاد ان يغلق الهاتف طلبت منه ان يصور عدة صور حتى تختار الأفضل
دخل بتلك اللحظة قصي و قبل ان يتحدث توقف مكانه ينظر للمنظر مصدوماً سفيان يجلس باريحيه يأكل برفقة تلك الفتاة التي لم يلتقي بها سوى مرات قليلة جداً بل و يلتقط لها صوراً
حمحم سفيان بحرج قائلاً :
خير يا قصي كنت عايزني في حاجة
اومأ له قصي و لايزال على زهوله :
اه كنت هقولك انا هروح بدري انهارده عشان عندي مشوار و كمل انتي بدالي
اومأ له سفيان بحرج و ما ان غادر نظر لأماليا التي تلتقط لنفسها عدة صور مرددة بتغزل بنفسها :
عسل طول عمرك يا ميلا
اخذ يضب معها الاغراض و ينظفون مكانهم بعدها جلست معه يتحدثون بالعمل :
اللون الأسود حلو و شيك و كل حاجة بس انت مختاره اوفر اوي
اشارت إلى احد الصور :
شوف اللون البني بكل درجاته خصوصاً الفواتح منه جميلة اوي و شيك و مريحه للعين خصوصاً بقى لو ممزوجه مع اللون الأبيض
ثم تابعت بحماس :
ممكن كمان نستخدم الفيروزي مع الرمادي الفاتح كمان شيك اوي ، فيه الوان كتير اشيك من الاسود ، الصراحة الفواتح تجنن و بتدي احساس مريح للعين
اومأ لها بصمت و هو يتابع ما تعرضه عليه بذهن مشتت فقد تركزت عيناه على جيدها الطويل الذي ظهر بوضوح بعدما رفعت خصلاتها لأعلى و بعض منها يتدلى بشكل فوضوي جميل
لا يعرف ما يحدث لكنه يجد صعوبة في ابعاد عينيه عنه خاصة بتلك الشامة التي طبعت على يمينه
ما ان نظرت إليه اشاح بوجهه سريعاً حتى لا تنتبه لكنه بداخله يوبخ نفسه و بشدة على فعلته سرعان ما عاد عقله يردد باعجاب ان تلك الفتاة تمتلك عنقاً جميلاً حقاً !!!!
رددت بحماس و هي تشير لاحد الصور :
اما بخصوص مكاتب الموظفين ممكن نغير من شكلهم لكده هيكون جميل جداً و تقدر تستغل مكان اكتر و يكون واسع ليهم
اومأ لها بنعم فاخذت تضب اوراقها قائلة :
كده يبقى اتفقنا على الطوابق بتاعت الموظفين و المسئولين فاضل بس الاستقبال معايا تصميم حلو و شيك اوي ليه
سألها بهدوء :
هتبتدي امتى فيهم.!!
ردت عليه بعد تفكير :
هبدأ بعد يومين نكون جهزنا الحاجات اللي اتفقنا عليها و تكون حضرتك فضيت لينا الطابق اللي هنبدأ شغل فيه و عشان انت مستعجل هزود عمال بحيث اننا نخلص كل طابق في يومين منزودش عن كده ، عندك اي ملاحظات عايز تضيفها !!
اومأ لها قائلاً بهدوء :
ذوقك في الألوان حلو على فكرة
اومأت له قائلة بابتسامة واسعة و غرور واهي :
شكراً كلهم بيقولولي كده
ثم شاكسته قائلة :
فكها كده الله يخليك مش ناقصه اكتئاب و حزن ، مسيرك تلاقي اللي تنسيك ميان و تكون عوض ليها و عوض ليك ، انا معرفش ايه الحكاية بس طالما الغلط كان عندك اتعلم منه بلاش تكرره تاني
تنهد قائلاً بغيظ :
حد قالك انك حشريه قبل كده !!
ردت عليه بسخرية :
طب انت حد قالك انك قليل الذوق و دبش قبل كده
رد عليها بغيظ و حدة :
لسانك بيطول تاني
اخرجت له لسانها قبل ان تغادر قائلة :
مش أطول من لسانك اللي طول الأول
ابتسم بخفوت عليها بعد ان غادرت ثم عاد ليتابع عمله !!
…….
انتهى شهر العسل الخاص بهم و ها هم عادوا لوطنهم من جديد و كلاً منهم لحياته
– مالك حصل حاجة !!
قالها فارس بقلق و هو يرى تخشب جسد ميان و هي تنظر لشخص ما بغضب و نفور بعدما تركها لدقائق ليشتري زجاجة مياه
لم تجيب فكرر النداء بقلق :
ميان !!!
كورت قبضت يدها بغضب قائلة :
هو اللي اتفق مع كاميليا و نرمين عشان يخلوه يشك فيا ، يومها جالي و حضني بالغصب ساعتها استغربت عمل كده ، مكنتش فاهمه ليه بس بعدين فهمت !!!
كاد ان يلحق به فارس ليبرحه ضرباً لكنها تمسكت به قائلة بقلق :
انت هتعمل ايه !!
التفت إليها قائلاً بغضب :
انتي شايفة ايه ، سيبيني و متدخليش !!!
نفت برأسها قائلة برجاء :
كفاية يا فارس متخلنيش اندم اني قولتلك ، بعدين هو مشي خلاص
زفر فارس بضيق و جلس على مقدمة السيارة فجلست بجانبه في صمت قطعه هو قائلاً بحيرة :
هو المفروض اني كنت اضربه ، ولا اشكره ولا أعمل ايه بالظبط !!
نظرت له بعدم فهم ليتابع :
لولا اللي عمله كنتي زمانك مع سفيان دلوقتي ، لا كنت هتقابل انا و انتي و لا كنت هعرفك ، و لو عرفتك بعدين كنت متأكد اني هحبك بردو و ساعتها وجعي مكنش هيتوصف بكلمات و كنت هعيش بيه طول العمر….
ثم نظر إليها قائلاً :
اقولك على حاجة !!
اومأت لها بنعم فتنهد قائلاً :
على قد ما نار بتقيد فيا لما بفتكر اللي عشتيه و اللي عملوه معاكي على قد ما بترجع تهدى و غصب عني لما بسأل نفسي لو مكنش حصل كده ، كنتي هتبقي ليا و تحبيني و لا كنتي…….
قاطعته قائلة بحب :
كنت هحبك يا فارس ♡
مسكت بكف يده قائلة بابتسامة :
سفيان لو مكنش غلط ساعتها كان هيغلط بعدين لأنه زي اللي واقف و مستني ليا غلطه عشان يثبت لنفسه انه تفكيره صح و اني شبه كاميليا و اني هكون خاينة و هستغنى عنه بعدين زي ما هي عملت ، واني هكون زيها ، تفكيره غبي بس بابا قالها ليا قبل كده هو كأنه ما صدق خلص منا !!
استندت برأسها على كتفه قائلة :
كله كان هيبان مع الوقت و اللي حصل ده كله أحتمال كان يحصل بعدين……
تنهدت بعمق قائلة بحب و صدق :
شوف يا فارس نصيبي اني اكون ليك و احبك ، انت نصيبي اللي فرحانه بيه و هندم لو مكنتش ليا ، انا عارفه ان فيا عيوب يا فارس و عارفه انها تطهق بلد بحالها و تغيظ و يمكن محدش يستحملها و الفترة اللي فاتت حصل مني مواقف مش لطيفة خالص معاك ، بس مع كده وقفت جنبي و كملت
تنهدت قائلة بامتنان :
استحملتني و قبلتني بعيوبي و حبتني زي ما انا ، عملت معايا كتير حبتني و خلتني احبك ♡
نظرت لداخل عيناه التي دوماً تناظرها بكل حب :
دلوقتي و بعدين و في اي لحظة في عمري بحبك و هفضل احبك يا فارس
ثم اشارت بيدها نحو قلبها قائلة بامتنان :
قلبي مبسوط و هيطير من الفرحة يا فارس ، حاسة اني اتولدت من جديد و كل يوم بقوم و افتح عيوني عشان بس اعرف انا هعيش معاك ايه انهارده ، بحب خناقنا سوا و بحب ضحكنا مع بعض ، كل حاجة بعيشها معاك يا فارس متعة
قبل جبينها قائلاً بعشق صادق :
كل اللي عملته قليل و فداكي عمري كله مقابل بس ابتسامة و ضحكة منك تنور الدنيا ♡
ابتسمت بخجل و هي تشبك اصابعها باصابع يده متوجهين لمنزل والديها حيث كانوا سيقوما بزياراتها
…….
– بتعملي ايه عندك في وقت زي ده !!!
قالها سفيان لأماليا التي تقف على جانب الطريق و قد رأها و هو يقود سيارته و هو يعود من عند فريدة التي مثل كل مرة تجعله يندم انه ذهب إليها
رددت هي الأخرى نفس السؤال :
انت بتعمل ايه هنا !!
تنهد قائلاً بضيق :
تعالي اروحك ، انتي ازاي تنزلي متأخر كده
– معايا اخواتي !!
اقترب علي شقيقها الأكبر قائلاً بجدية :
مين حضرته !!!
عرفته به كاد ان يغادر لكنه اوقفته قائلة بعفوية :
تعالى اقعد معانا هنشرب عصير قصب
اومأ له علي قائلاً :
اه اصل الست الهانم بتعشقه وكل نزوله لينا اساسي نشربه كلنا مع بعض
ابتسم بخفوت و هو يجلس على المقاعد الحجرية الموجوده على جانب الطريق بعث علي رسالة لشقيقه حتى مر وقت قصير و اقترب منهم شابان يحملان عدة اكواب
قدمت له أماليا الكوب الخاص به فسألهم :
انتوا اربعه اخوات صح !!!
اومأت له قائلة بابتسامة واسعة :
اه علي الكبير و بعده نائل و بعده يزيد و انا اخر العنقود أماليا
ابتسم بخفوت مصافحاً اياهم فسأله يزيد :
عندك اخوات !!
رد عليه بهدوء :
عمار الصغير و ابن عمي قصي
ردد الجميع بوقت واحد :
ربنا يخليكم لبعض
تركت أماليا الكوب من يدها تركض بلهفة صوب بائع حلوى ” غزل البنات ” لحق يزيد و نائل بها
ليتبقى سفيان و علي الذي ردد بمرح :
مطلعه عينك في الشغل مش كده
ضحك سفيان بخفوت قائلاً :
واضح انكم بتحبوها اوي
ضحك علي قائلاً بحب :
الاخت ام تانيه ، حنية الدنيا فيها بابا كان دايماً يقول انها بينا كلنا احنا كبيرنا في يوم هنكون صحابه انما هي قبل ما تكون بنت هتكون ام و اخت و صديقه
ثم تابع و هو ينظر نحو اخوته :
الصراحة أماليا لينا كده ، اقولك على حاجة !!
احنا التلاته منعرفش اي سر عن بعض إلا قليل اوي لكن اسرارنا كلها معاها ، خسران اللي معندوش اخت والله خسر حنية كتير اوي
ردد سفيان بابتسامة صغيرة :
ربنا يخليكم لبعض
جلست أماليا بجانب سفيان قائلة بخفوت و مرح :
شكلك عايز تروح ، باين عليك زهقت و محروج تمشي صح
نفى برأسه فسألته بتعجب و هي تضع قطعة حلوى بفمها :
اومال مالك ساكت ليه
تنهد قائلاً بحزن خفي :
بتفرج عليكي انت و اخواتك علاقتكم حلوه اوي كان نفسي يكون عندي اخوات كتير زيك و يكون عندي اخت و اب و ام ، كان نفسي يكون عندي عيلة حلوه زيك كده
رددت بمرح و هي تضع كف يدها امام وجهه :
الله أكبر شكلك بتحسدنا ، قل اعوذ برب الفلق
ضحك بخفوت قائلاً بيأس :
مش بقولك لسانك متبري منك !!
لم يخفى على اخوانها اهتمامها بسفيان لكنهم اكتفوا بالصمت لوقت اخر و استأذنوا منه ليغادروا !!!
……..
بمنتصف اليوم التالي كانت تمشي بجانبه في المول تنظر لكل شيء حولها إلا هو و سؤالاً واحداً يدور بذهنها ” لما جاءت معه ” هي تفاجأت به باستراحة الغداء يطلب منها ان يتناولوا الغداء سوياً لتجد نفسها توافق على الفور ولا تعرف لماذا !!
بداخلها اسئلة كثيرة تريد اجابة لها و لكنها لا تعرفها !!
سألها سفيان :
ناكل ايه في كذا مطعم اختاري !!
اشارت لأحد الطاولات قائلة :
خلينا هنا
جلست معه و هي شاردة بعالم اخر :
سرحانه في ايه !!
نفت برأسها قائلة :
مفيش
ثم تابعت بتردد :
عايزه اسألك سؤال و تجاوبني
اومأ لها بصمت فتابعت بتوتر :
ليه طلبت مني اجي معاك ، جاوبني بصراحة ها
تنهد قائلاً بحزن لم يقدر على اخفائه :
عمار رجع البيت عشان مراته و قصي كمان كل واحد بقى ليه عيلته و انا اللي لسه بدفع تمن اخطائي ، كلهم انشغلوا في حياتهم ، عمار بقى بعيد عني مش زي الأول و كمان قصي انشغل في بيته مع مراته و ابنه ، فريدة بقيت اكره اروح ليها بسبب كلاهما اللي مش بيتغير
سألته بحزن :
حاسس بوحدة !!
اومأ لها بعد صمت و هو يشعر بالاختناق فتابعت هي ببساطة :
طب هما بعدوا ما تقرب انت
ردد باستنكار :
افرض نفسي عليهم يعني
ردت عليه باستنكار قائلة :
ليه بتسميها كده ، اخواتك و الدنيا لاهيتهم شوية فيها ايه بتحصل دي سنة الحياة ، قرب انت منهم يمكن محتاجينك ، ساعدهم قولهم انا هنا جنبكم
صمت لتتابع هي بمرح :
على فكرة انا مش نقالة كلام و لا عصفورة ، تقدر تحكيلي في اي وقت ، عندي دايماً حلول
ابتسم بهدوء ثم ضحك بخفوت عندما قال بمرح :
بعدين عزمتني بس عشان ملقتش غيري ، تشكر يا عم كلك ذوق
ثم تابعت بحماس و هي تخرج هاتفها بعدما طلب الاثنان الطعام :
على ما الاكل يجي افتح لاعبني دور بابجي !!
ردد بتعجب :
بابجي !!!!!
اومأت له قائلة ببساطة :
اه بابجي ايه متعرفهاش
نفى برأسه لتتابع هي بزهول :
في حد في مصر ميعرفش بابجي
اومأ لها قائلاً ببرود :
اه انا قدامك اهو
رددت بحماس و هي تترك هاتفها و تمسك خاصته :
هعلمك دي سهلة خالص ، الأول حملها عندك و……
على الناحية الآخرى كانت ميان تمشي بجانب فارس الذي ردد بغيظ :
يعني جيتي خطفتيني من وسط المستشفى و المرضى عشان نشتري حاجات يا اخرة صبري
رددت بدلال و هي تتمسك بيده :
مش من حقي يعني ولا ايه !!
ردد بهيام و مشاكسة :
حقك و نص و تلت اربع ، ده انتي طول عمرك خطفاني هتيجي ع المره دي
ضحكت بخفوت سرعان ما شهقت بخجل عندما حاوط عنقها بيده يقبل وجنتها بحب و هو يقول : يخربيت جمال امك تتاكلي اكل
نهرته قائلة بحدة زائفة :
فارس اتلم الناس حوالينا !!
همس بجانب اذنها بمكر :
طب ما تيجي اكلك و فكك من ده كله
حركت رأسها بيأس قائلة بضحك :
مش فايدة انا عارفة ، تعالى يلا عشان عايزة هفاجئك بأحسن قرار انا هاخده !!
التفت الاثنان عندما جاء صوت من خلفهما :
دكتور فارس !!!
ردد فارس بتعجب :
أماليا !!
اومأت له قائلة بابتسامة واسعة :
اخبار حضرتك ايه
اومأ لها قائلاً بهدوء :
بخير يا أماليا انتي اخبارك ايه
كادت ان تجيب لكن جاء من خلفها سفيان ليسألها فارس على الفور بضيق :
انت كنتي معاه ، انتوا تعرفوا بعض اصلاً !!!
اومأت له و اخبرته انها تعمل بشركته فصمت فارس مرغماً و لم يتحدث حالياً بينما ميان كانت تشتعل غضباً من أماليا التي قالت بحماس :
بطلت تتصل بيا ليه يا دكتور فارس فيه حاجات كتير لسه مشوفتهاش هتعجبك اوي و لا انت صرفت نظر خلاص بعد ما اتجوزت
تدخل سفيان قائلاً بهدوء :
أماليا يلا عشان اتأخرنا !!!
سأل فارس بحدة ملحوظة :
اتأخرتوا على ايه بالظبط
اقتربت أماليا خطوة و رغماً عنها التوى كاحلها فاستندت على يد سفيان و فارس اللذان لحقا بها :
حاسبي !!!
رفعت ميان حاجبها بغيظ و غيرة ثم غادرت المكان بغضب شديد لحق بها فارس قائلاً باعتذار و تعجل :
معلش يا أماليا مضطر امشي دلوقتي هكلمك بعدين
ما ان غادر سألت أماليا سفيان :
هو فيه حاجة غلط حصلت ولا ايه ، ليه مراته مشيت كده بسرعه و باين عليها اتضايقت !!
ردد بهدوء ظاهري :
من كلامك
سألته بدهشة :
هو انا قولت حاجة غلط !!
اومأ لها قائلاً بعتاب :
في واحده تقول لواحد متجوز و قدام مراته اللي أكيد هتفهم غلط ، بطلت تتصل بيا ليه يا دكتور فارس فيه حاجات كتير لسه مشوفتهاش هتعجبك اوي و لا انت صرفت نظر خلاص بعد ما اتجوزت
رددت بتعجب :
هو ايه الغلط في كده ، انا كنت بكلمه عن ديكور فيلا جديدة اشتراها قبل جوازه المفروض انا اللي مسئولة عن الديكور بتاعها و كل ده بس بعدها اتجوز و تقريباً نسي الموضوع و انا معايا تصاميم جديدة اوي و أفكار حلوه هتعجبه
اومأ لها قائلاً بهدوء :
بردو خلي بالك من كلامك عشان ممكن اللي قدامك يفهمك غلط و من غير ما تقصدي تعملي مشكلة ما بينهم
سألته بقلق :
اتصل بيه و اكلمها اشرح ليها الموضوع ، أحسن يحصل مشكلة بينهم بسببي !!
……
– متضايقة ليه !!
قالها فارس بضيق ما ان دخلوا من باب المنزل
ردت عليه بسخرية :
مفيش حاجة تضايق أصلا
سألها مرة أخرى بصبر نافذ و بداخله يغلي من الغضب و قد شعر لوهلة انها غارت على سفيان و لا يعرف لما :
ميان ، فيكي ايه
ردت عليه بغضب :
ما قولتلك مفيش حاجة ، عايز تضايقني وخلاص
جذبها من يدها قائلاً بحدة :
مياان ، صوتك ميعلاش وانتي بتتكلميني
ثم سألها و لم يكن ليصمت :
غيرانه عليه !!!
سألته بصدمة :
هو مين
صرخ عليها بغضب :
هيكون مين ، هو فيه غيره اللي من ساعة ما شوفتيه معاها و وشك قلب وسبتينا و مشيتي مش طايقة نفسك
صرخت عليه هي الأخرى :
انتي غبي يا فارس ولا بتستهبل !!!
كور قبضة يده مردداً بغضب :
لأخر مرة يا ميان بقولك لسانك ميطولش ، عماله تغلطي و انا ساكت
نظرت له بغضب للحظات ثم غادرت من امامه للغرفة فلحق بها قائلاً بحدة و غضب يتولد بداخله تلقائياً كلما رأى سفيان :
انا بكلمك متسبنيش وتمشي !!
ردت عليه بحدة :
مش عايزه اسمع كلامك اللي يحرق الدم ده
رد عليها بغضب :
كلامي اللي يحرق الدم و لا تصرفاتك
بنفس الغضب كانت تصرخ عليه قائلة :
تصرفاتي رد فعل لتصرفاتك
ردد بتهكم :
ليه عملت ايه لسيادتك و انا مش واخد بالي
صرخت عليه بغضب :
بتقولي بغير عليه ، طب ليه و على ايه ، ما هو كان قدامي ندمان و ناقص يبوس رجلي ، بس انا رفضته….رفضته و اختارتك انت ،الواحد بيغير ع اللي يخصه و هو ميخصنيش ، انما انت تخصني
– بتغيري عليا انا من مين !!!
ردت عليه بسخرية و غيظ :
هو فيه غيرها اللي من ساعه ما شوفتها وهي ناقص تنط في حضنك ، ايه اللي مشوفتهوش لسه و هيعجبك يا دكتور و جوازك مني منعك عنه ، مسهوكه و مش حلوه خالص انا احلى منها
ثم تابعت بغضب و غيرة :
انت كنت على علاقة ببنات قبل كده ، ساكت ليه ، رد عليا و لا مش لاقي رد
ضحك بخفوت لتصرخ عليه بغيظ :
متضحكش كده انت قاصد تغيظني يا فارس
كادت ان تذهب من امامه لكنه انحنى يحملها على كتفه يلقيها على الفراش مثبتاً اياها بجسده :
استني بس !!
حاولت دفعه بعيداً عنها قائلة بغيرة :
ملكش دعوة بيا ، روح ليها يمكن تلاقي اللي هي متأكدة انه هيعجبك
رد عليها على الفور بصدق :
مفيش غيرك انتي بس بيعجبني
ذمت شفتيها قائلة بغيظ :
كلام
سألها بحب :
تعرفي عني اني بتاع كلام
ثم سألها بدون مقامات بما يشعر به منها دوماً :
ليه دايماً بحس انك مستنية مني أكون وحش ، او يطلع مني تصرف ندالة ، ليه يا ميان دايماً بيوصلي الشعور ده منك !!
ثم تنهد بعمق متابعاً حديثه :
بحس أنك مستنية مني اعمل نفس اللي عمله ، عشان تكرهيني او تبعدي عني !!
تحاشت النظر لعينيه لكنه رفع وجهها حتى تنظر إليه مردداً بحزن :
بصيلي ، احساسي صح مش كده !!
صمتها كان كافياً ليعلم انه على حق فتابع بحزن :
طب ليه شوفتي مني ايه يخليكي تحسي كده ، طب اللي عشتيه معاه يديكي كل الحق انك تخافي و تستني اي تصرف كده منه ، لكن انا شوفتي معايا ايه !!!
اخذ يردد بحزن :
حب و حبيتك اكتر من اي حد و نفسي ، في كل مرة كنتي بتغلطي كنت بتعصب ايوه ، بس كنت بنسى كل ده مجرد بس ما تيجي عندي ، استحملت و كتمت جوايا كل موقف صدر منك و قولت معلش مجروحة ، اصبر عليها شوية
جذبها لتقف امامه مردداً بتعجب منها :
حقي فيكي و صبرت عليه و عمري ما غصبتك على حاجة ، مش بقول كده مَن ولا معايره و لا اي حاجة من كده و ربنا اللي عالم بس زهول و سؤال عايز ليه اجابه ، ناقص ايه تاني اعمله يطمنك من ناحيتي !!
صمت لدقائق و هو ينظر إليها كيف تقف امامه تخفض وجهها أرضاً و الدموع تنساب على وجنتيها بغزارة مردداً بخذلان :
طالما اللي حسيته صح ، يبقى كلمة بحبك مكنتش من قلبك زي ما قولتيها ، الحب و الخوف ما يجتمعوش مع بعض
تركها و كاد ان يرحل من الغرفة لكنها لحقت به تحتضنه من الخلف تضع رأسها على ظهره مرددة بصدق و دموع :
بحبك والله بحبك ، وغلاوتك في قلبي اللي مفيش فيه غيرك بحبك يا فارس
ثم تابعت قائلة بصوت مختنق سبب ذلك الشعور :
خوفي من ناحيتك سببه اني شايفة نفسي قليلة اوي جنبك و انك كتير عليا ، شايفه اني مهما قدمت ليك قليل ، خايفة ان القليل اللي بقدمه ليك مع الوقت يخليك تسيني او تزهق او تلاقي غيري ، عشان كده…..
اكمل هو بدلاً عنها بسخرية :
بتشوفي اي غلطه مني حتى لو مش صح انها كارثة تحاولي تكرهي نفسك فيا و……
ابعدها عنها ليغادر لكنها منعته قائلة بحزن :
رايح فين !!
صرخ عليها بغضب :
رايح في اي داهيه اطلع فيها غضبي من غبائك اللي ملوش حدود
ردت عليه بحدة و غيظ :
بتشتمني يا فارس
اومأ لها قائلاً بغيظ :
كتير عليكي في ايه عندي رجل زيادة و انتي لا يعني
اشاحت بوجهها بعيداً عنه فتمالك اعصابه مردداً بصدق و هو يجعلها تنظر له و يضع يدها على موضع قلبه حيث تسكن هي وحدها :
يا عبيطة ، انتي ساكنة هنا و دخلتي قلبي خلاص و قفلتي عليه بمفتاح ، لو عايز غيرك كانوا موجودين قبلك كتير ، بس انا اختارتك انتي و بس
حاوط وجهها بيديه مردداً بصدق :
مين قال انك قليلة ، بالعكس انتي غالية اوي ، غالية لدرجة اني فضلت كل ده مستني اسمع بس منك كلمة بحبك ، لو مكنتيش غالية مكنتش عافرت عشان تكوني ليا ، اعرفي قيمة نفسك لأن الظاهر انك مش عارفها كويس ، انتي اللي كتيرة عليا
اخفضت وجهها أرضاً سرعان ما رفعها هو قائلاً بصرامة :
متوطيش راسك ، هقولها ليكي تاني يا ميان ، انا اختارتك انتي و بس من كل البنات ، حبيتك انتي و بس ، عمري ما ندمت على حبك حتى لو مكنتيش ليا بردو عمري ما كنت هندم اني حبيتك في يوم
ثم تابع بتهكم :
بتقولي اللي بتقدميه ليا قليل
استند بجبينه على خاصتها مردداً بحب :
حبك ليا ده لوحده بالدنيا واللي فيها ، حبيني وبس وانا مش عايز اكتر من كده
رددت باعتذار و خجل :
انا اسفه ، متزعلش مني
ابتعد حتى يغادر فتمسكت به قائلة بحزن :
رايح فين ، انت زعلان مني لسه ، انا اسفه
ردد بمكر :
مش بتصالح باعتذار انا
– اومال ايه !!!
ردد بمكر و هو يغمزها بطرف عيناه :
شوفي انتي بقى و قدري
صمتت للحظات ثم قالت بخجل :
طب اطلع بره
ردد بزهول :
هو ده تقديرك !!!
دفعته لخارج الغرفة قائلة بخجل :
اطلع بره و شوية و هتشوف !!!!!
انحبست انفاسه من الانبهار و هو يتأمل بهيام كيف تقف بدلال و هي تميل بحسدها على الباب و ترتدي تلك اللعنة المتمثلة في عباءة باللون الزهري كما يحب عليها تلتصق على جسدها كجلد ثاني لها و تزين قدمها بخلخال و تحيط خصرها بشال مرصع بفصوص لامعه تصدر صوتاً كلما تحركت و تركت شعرها الطويل المموج كما يحب طليقا مزين بسلسال رقيق يتدلى لأخر شعرها !!!
ابتلع ريقه بصعوبه و هو لا يترك انش بها إلا و تأمله
اقترب منها بجسد مشتعل مردداً بمكر :
ده واضح ان ليلتنا فل !!
تلك المرة هي من اقتربت و هو من تراجع للخلف حتى سقط جالساً على الفراش ثم تراجعت لتقف في منتصف الغرفة تتمايل بدلال على الأغنية التي قامت بتشغيلها من هاتفها المحمول
لا تعلم كيف اكتسبت كل تلك الجراءة و رغم خجلها الشديد لكن كلما رأت نظرات الانبهار و السعادة بعينيه التي لا تحيد النظر عليها تشجعت اكثر
اقتربت منه بدلال و هي تميل عليه بظهرها بدلال و قبل ان يجذبها ابتعدت عنه و قد ضربت خصلات شعرها وجهه بنعومه مرددة بمكر و بغمزة من عيناها :
اتـقـل !!!
ابتسم و بدأ يحل ازرار قميصه واحداً يلو الآخر و هو يشعر بارتفاع حرارة جسده ، قضم شفتيه باثارة و هو يراها كيف تتمايل بكل هذا الدلال
نفذ صبره و بخطوات سريعة كان يجذبها إليها حتى اصطدمت بصدره مردداً بمكر بجانب اذنها :
مش قولتلك يا سكر اللي يلعب بالنار تدوبه
رددت بمكر مماثل و هي تبتعد عدة خطوات للخلف :
عندك حق خلاص بلاش منه !!
جذبها إليه سريعاً مردداً بمكر و هو يمرر يده على جسدها البض :
ده بعد كده مش هيكون الا منه
رددت بخجل و غيره كلما تذكرت كلمات تلك الوقحة :
انبسطت معايا ولا مع انجي اكتر !!
ردد بتيه و هو يضع قبلات صغيرة على وجنتها :
انجي مين !!!!
ابتسمت بسعادة لأنه لم يتذكرها حتى فابتعدت عنه قائلة بخجل :
انجي طليقتك !!!
رد عليها بهدوء و هو يقربها منه :
ميان انسي كلام انجي خالص لأنه مش صح لأني لا عمري حبيتها ولا عمري كنت مبسوط معاها و الموضوع بينا أصلا كان بالنسبة ليا عادي و يمكن كان تقيل كمان و تقضية واجب حياتي انا و هي كانت علطول في خناق
ثم تابع بحنان و هو يقبل يدها :
انا اسعد ليلة في حياتي و اللي عمري ما هنساها ، او ليلة كنتي ليا فيها و اسعد لحظة يوم ما قولتيلي بحبك يا فارس و كل لحظة في حياتي معاكي سواء فرح او حزن او خناق مهما كانت تكون هكون مبسوط
ابتسمت بتوسع سعيدة بما يقول تتساءل كيف لشخص ان يكون بكل ذلك النُبل و الحنان كيف له ان يكون مراعياً و عاشقاً هكذا ، تحبه بل تعشقه لكن ترى دوماً ان عشقها له لا شيء امام عشقه لها ♡
شهقت بفزع سرعان ما تحول لخجل و هي ترى نفسها مرفوعة في الهواء بين ذراعيه و الآخر يردد بمكر بعدما القى بها برفق على الفراش :
نناقش بقى الموضوع الأهم
سألته بخجل و هي تتراجع للخلف :
موضوع ايه !!!
سألها بمكر و هو يقترب منها متخلصاً من قميصه :
جايباها منين !!
سألته بتوتر :
هي ايه دي
مال عليها مردداً بمكر و مشاكسة :
حبوب الجراءة اللي وخداها عايز اشتري مخزن و املاه بيها ، زعليني بعد كده براحتك و صالحيني كده
كان آخر ما نطق به قبل ان يأخذها لدنيا غرامه و تسكت الالسنه عن الكلام المباح ♡
……
في المساء كانت أماليا تجلس أمام التلفاز برفقة والدتها بذهن شارد و ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها كلما تذكرت تفاصيل اليوم التقطت هاتفها تشاهد الصور التي جمعتهما سوياً تأملت ضحكته باعجاب
مررت اصبعها على الصورة كيف لشخص ان يكون بكل هذا القدر من الوسامة ، جميل لأبعد حد يمتلك ملامح رجولية بحته علاوة على ذلك رغم ان يبدو جنونياً لكنها حقاً تحب مشاجرتهما سوياً
نهرت نفسها على تفكيرها بهذا الشكل و بررت هذا بأنه يبدو إليها غامضاً و يجذبها نحوه الفضول لا اكثر لذا دائماً تفكر به !!!
نظرت إلى والدتها قائلة بتردد :
ماما هو ايه حكاية اللي اسمه سفيان ده !!!
نظرت والدتها إليها بحدة فردت أماليا على الفور بتوتر اثار شكوك الأخرى :
مش هو بيتعالج عندك ، كان عندي فضول اعرف يعني مش اكتر !!!
ردت عليها والدتها بحدة :
ميخصكيش يا أماليا و بعدين من امتى و كان عندك فضول لأي حالة مريض عندي !!
ردت عليها بتوتر :
مش انا اللي بصمم الديكور الجديد للشركة بتاعته مع خالو ، كان عندي فضول اعرف
نظرت لها والدتها بصمت للحظات فسألتها أماليا بارتباك :
بتبصيلي كده ليه يا ماما !!
نفت برأسها قائلة بهدوء ظاهري :
مفيش انا قايمه احضر العشا
مشت عدة خطوات ثم التفتت لها قائلة بحدة :
أماليا ، ركزي في شغلك و بس واللي لو امكن تخلصيه بسرعه في الشركة دي ، مينفعش تفكري في سفيان بأي شكل من الأشكال ، كلامي مفهوم
ردت عليها بتوتر :
معرفش ليه حضرتك بتقولي كده ، كان بس مجرد سؤال فضولي مش اكتر
تنهدت الأخرى قائلة بضيق :
اتمنى يكون كده و ميكونش حاجة تانية !!!
…….
باليوم التالي بالجامعة و بالاخص المقهى الموجود بالجامعة حيث يجلس الفتيات
نظرت لينا لهمس و ميان قائلة بمرح :
ايه شبعتي عسل ولا لسه ، استحليتوا قعدة البيت مش كده !!
رددت ميان بكسل :
مكنتش قادرة انزل والله فارس هو اللي اجبرني عشان ميفوتنيش حاجة
رددت همس هي الأخرى :
نفس الكلام شكلهم متفقين
ثم نظرت للينا التي تجلس بحذر على احد المقاعد تضع يدها على بطنها البارزة :
هما مالهم بيتهامسوا كده ، فيه ايه !!
– مش يزن هيتجوز بسمة !!
قالتها لينا بعفوية لميان و همس التي لم تقول سوى :
هما الاتنين يستاهلوا بعض ، هي انانيه و هو ميتخيرش عنها
رددت ميان بشرود :
الحياة دي غريبة اوي يا بنات بين يوم و ليلة حياتك تتبدل ، كنت في حال و بقيت في حال تاني ، كلنا كده ، اللي اتأذى فينا ربنا عوضه واللي كان السبب بيدفع التمن لحد دلوقتي
ثم تابعت بحزن :
بس بيدفعه باسوأ حاجة و هي الندم ، انك تعيش بالشعور ده طول عمرك و تقول ياريتني و في كل لحظة حلوه مش قادر تفرح بيها و دايماً تقول لو الزمن يرجع ، دي حاجة صعبة اوي
وافقتها كلاً من همس و لينا الرأي و على ذكر يزن نجده هنا بالفيلا الخاصة بوالده يضع يده بيده و يردد خلف المأذون الذي ما انتهى من كتب كتابهم ردد جملته الشهيرة :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
لم يتحدث احد غادر المأذون في صمت و الجميع يجلس في صمت مستنكرين ما يفعله ” يزن ”
توقف مقبلاً جبين بسمة التي ستنهار بأي لحظة و ستنفجر باكية من شدة القهر و ما تشعر به الآن من ألم ينهش قلبها
التفت إليهم قائلاً بهدوء ظاهري :
انا حجزت لينا في مطعم بره نتعشى كلنا سوا ، يلا عشان منتأخرش !!
مسكت والدته بيده تجذبه لأحد الغرف رغماً عنه و ما ان اصبحت معه بمفردها رددت بحدة و استنكار :
شوف انا مكنتش موافقة ع الجوازة دي ابداً ، بس لازم اقولك كام حاجة تخليهم حلقة في ودنك ، اتقي الله في مراتك ، صحيح هي عملت بلاوي بس بتحبك ، قلبها مقهور بره و شكلها مكسورة من اللي بتعمله فرح لأ و لا قرايب عزمت ، هتعيش معانا هنا كمان ، طب فين حقوقها ، فين حرية الاختيار ، غصبتها على كل ده……
قاطعها قائلاً ببرود :
هي وافقت على كل ده خيرتها و هي وافقت ، يبقى الموضوع خلص ، هي اللي عملت في نفسها كده ، مترجعش تشتكي !!
صرخت عليه والدته بخيبة امل و غضب :
خيرتها بين ايه و ايه ، شايف انها تستاهل كل ده ، طب انت بقى تستاهل ايه ما انت كنت زيها غلطت هي عملت في نفسها كده و انت…….
قاطعها قائلاً بغضب و قهر و صوت عالي وصل إلى مسامعهم في الخارج :
انا كمان غلط عارف و بدفع التمن زيها ، عقابي اني اعيش معاها و انا مش طايقها و لا قادر اسامحها ، عقابي اني اتجوزتها و قبلت بيها ، عقابي اني اشوف اللي بحبها و عايزها في حضن غيري و اسكت و اقبل ببسمة لأن مفيش قدامي غيرها
ثم تابع بحقد و غضب :
لو مكنتش ظهرت قدامي يومها كانت همس زمانها ليا ، لو مكنتش ظهرت في حياتي من الأول مكنش حصل كل ده ، انا و هي عقاب بعض يا امي ، انا و هي نستاهل بعض ، عقابي اني هعيش معاها و مش بحبها و لا طايقها و عقابها انها تعيش و تتجوزني و انا بحب غيرها
خرج من الغرفة بغضب اعمى لتصطدم عيناه بأعين الجميع المليئة بالحسرة لكن قبلهم كان اعين بسمة التي انسابت منها الدموع بقهر و ألم
اقتربت منه قائلة بوجع :
عندك حق في اللي قولته ، بس العيب مش عليك ، العيب عليا انا ، ياريتني فعلاً ما ظهرت في حياتك ابداً و لا شوفتك
كادت ان ترحل لكنها عادت إليه مرة أخرى قائلة بدموع :
انت عمرك ما حطيت نفسك مكان حد ، شايف نفسك الأهم دايماً ، كل اللي يفرق معاك انت عيشت ايه ، انما غيرك يولع
ثم لكمته بصدره قائلة بوجع :
انا بعترف اني غلطت ، بس كنت أعمل ايه ، انا بنت ، بنت و عايشة لوحدي في الدنيا دي ، مليش حد يقف ليا و لا ضهر و لا سند ، معنديش غير شرفي ، خوفت لإني معنديش اللي اتسند عليه ، خبيت و كدبت عشان انقذ الحاجة الوحيدة اللي املكها
ثم تابعت بدموع و قهر :
كدبت و كدبة جرت كدبة ، لا كنت عاملة حسابي اني هحبك و لا الامور هتوصل بيا لكده ، كنت عايز مني ايه اجي احكيلك ، طب انا أعرف منين عشان اروح احكيلك و انا اول مرة اشوفك و اعرفك ، ما يمكن كنت تطلع اسوأ منه ، لما عرفتك و حبيتك كنت عايزه احكيلك بس خوفت بردو متصدقنيش و لا تعذرني !!
اشارت له بيدها قائلة بسخرية مريرة :
كان عندي حق اخاف لأنك عملت اللي خايفة منه ، مش عايز تصدقني و لا تعذرني ، شايفني عقاب ليك ، حتى مش طايقني و مجبور عليا
مسحت دموعها التي سرعان ما تعود و تنساب من جديد :
همس كان معاها حق ، ربنا بيحبها عشان كده بعدها عنك ، انا كمان لازم ابعد عنك ، انت لا تستاهلها و لا تستاهلني ، انت متستاهلش حد
نزلت دموعها اكثر و هي تقول بألم :
ورقة طلاقي توصلني و اتمنى تكون دي اخر مرة اشوفك يا….يا يزن !!!
قالت الأخيرة و ركضت للخارج و خلفها قريبتها تحاول اللحاق بها بعدما القت نظرة غاضبة محتقرة ليزن الذي تهاوى ارضاً يضع رأسه بين يديه و يرتسم على وجهه الهم و الحزن
بينما بالخارج حاولت ان تلحق ببسمة التي ما ان خرجت من الباب الخارجي للفيلا و الذي يقود إلى الطريق السريع
كانت الدموع تغشي عيناها و تشوش الرؤية لديها فلم تنتبه للسيارة التي جاءت من خلفها صدمتها بقوة حتى سقطت ارضاً غارقة في دمائها 💔
…….
بعدما خرج من الشركة اكتشف انه نسى هاتفه بالداخل عاد مرة اخرى كان موعد انصراف الموظفين
و بالفعل لم يكن بالشركة سوى القليل فقط !!
انتبه لصوت يأتي من الجهة التي من المفترض انها خالية من الموظفين حيث يقام فيها التجديدات
دخل يبحث عن مصدر الصوت ليجد تلك المصيبة تقف على درج عالي تحاول التقاط هاتفها الذي يتعالى رنينـه
سأله بتعجب :
انتي لسه مروحتيش !!
التفتت بفزع على اثر صوته فاختل توازنها و كادت ان تسقط لكنها اقترب يتلقفها ليصبح الوضع كالتالي تستند بيديها على كتفه و هو يحاوط خصرها النحيل بيديه رفعت وجهها الذي دفنته بكتفه من الفزع
لتلتقي عيناها بخاصته كانت قريبة منه للغاية لدرجة ان انفها يلامس خاصته
دون ان يشعر رفع يده يبعد خصلات شعرها الذي يتطاير بنعومة حول وجهها يضعه خلف اذنها
انتبهت لوضعهما فانزلت يدها من عليه تضعه على يده التي تحاوط خصرها تبعدهم عنها لكنه كان شارداً فيها و لم ينتبه فرددت بتوتر و خجل من الموقف و لم تنتبه انها لأول مرة تنطق اسمه :
س…. سفيان !!!
انتبه على نفسه فابتعد عنها بحرج لتركض سريعاً للخارج دون ان تنظر خلفها و تركته يشد بخصلات شعره معنفاً نفسه على ما حدث !!
………

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بعينيك أسير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى