روايات

رواية براءة ملوثة الفصل الثالث 3 بقلم سارة علي

رواية براءة ملوثة الفصل الثالث 3 بقلم سارة علي

رواية براءة ملوثة الجزء الثالث

رواية براءة ملوثة البارت الثالث

رواية براءة ملوثة الحلقة الثالثة

كان جالسا يحتسي الشاي بهدوء شديد عندما اقترب منه الرجل ذو الندب المخيفة لينظر نحوه بخبث ثم حدثه قائلا :-
” يبدو إن البضاعة لم تكن جيدة بما فيه الكفاية لتنتهي بهذه السرعة منها ..”
نظر إليه بإستخفاف وقال :-
” هذا ليس من شأنك … ما يهم إنني أتممت مهمتي كاملة والآن اريد أموالي كاملة أيضا ..”
هتف الرجل بجدية :-
” ليأتي الإثنين الآخرين أولا ثم تأخذون اموالكم كاملة ”
ما إن أكمل حديثه حتى دخل الشاب الآخر فسأله قائلا:-
” هل أتممت مهمتك كالعادة ..؟!”
أومأ له برأسه مجيبا :-
” أنهيت كل شيء .. لكن الفتاة منهارة كثيرا بعدما حدث ..”
رد الرجل بلا مبالاة :-

 

” حسنا ، لا تهتم كثيرا … هذا طبيعي جدا نتيجة ما حدث … سوف تعود الى طبيعتها تدريجيا … لا حل آخر أمامها ..”
أردف بسخرية :-
” ثالثكم تأخر كثيرا … يبدو إن الفتاة الصغيرة أعجبته كثيرا ..”
ضحك الشاب الثاني مرددا بنفس السخرية :-
“يبدو ذلك ”
ثم وجدوا الشاب الثالث يقترب و التوتر ظاهر عليه عندما تحدث بصوت متلعثم قائلا :-
” الفتاة …”
ثم توقف بملامح شاحبة لينهض الرئيس فورا من مكانه يسأله بتحفز :-
” ما بها الفتاة ..؟! تحدث …”
أجاب بخوف وإضراب :-
” أغمي عليها فجأة ولم أستطع إيقاظها …”
………………………………….

 

في منزل سلمى …
كانت تجلس والدة سلمى نهى خائفة ومرعوبة بشدة على إبنتها التي لم تعد من الجامعة حتى الآن رغم مرور عدة ساعات على موعد إنتهاء دوامها الجامعي …
تجلس بجانبها إبنتها الصغرى ريم تنتظران عودة والد سلمى على أمل إنه وجدها فهو ذهب للبحث عنها عندما تأخرت هي وزميلاتها بالعودة ..
فُتح الباب ودخل والد سلمى السيد كمال وملامح وجهه لا تبشر بالخير أبدًا ..
إقتربت منه زوجته تسأله بقلق :-
” ماذا حدث يا كمال ..؟ أين هي ابنتي..؟!”
أجابها كمال بخيبة :-
” لا أعلم … بحثنا عنهن ولم نجدهن .. إتصلنا بالسائق وهو لا يعلم شيئا عنهن …. ذهبنا الى مركز الشر
لكنهم أخبرونا إنه لا يمكننا تقديم بلاغ إلا بعد مرور أربعة وعشرين ساعة على إختفائهن…”
صرخت نهى بعدم تصديق :-

 

” ماذا يعني هذا ،…؟! لا يمكنني الإنتظار أكثر … أريد إبنتي الآن يا كمال ..”
ثم بدأت بالبكاء وشاركتها ريم التي لم تكف لحظة واحدة عن البكاء منذ اختفاء شقيقتها ..
تطلع كمال إليهما بحسره وهو يموت داخله من الخوف على إبنته الكبرى ولا يعرف كيف يتصرف…!
……………………………
في منزل زينب ..
دخل والد زينب السيد عصام الى منزله وهو غاضب بشدة ثم بدأ يسب ويلعن عندما إقتربت منه زوجته سعاد بخوف شديد وما كادت أن تتحدث لتسأل عن إبنتها المختفية حتى هب بها صارخا :-
” لا تسأليني عن شي … إبنتك إختفت من الوجود
ولا يوجد آثر لها ..”
ما إن بدأت سعاد بالبكاء على ابنتها حتى صرخ بها مجددا :-
” اخرسي … لا أريد سماع صوتك ..”
ثم قبض على ذراعها بشدة مرددا بغضب :-
” هذه نهاية تدليلك لها … لطالما قلت لا داعي للجامعة … المنزل هو المكان الوحيد الذي يليق بها … كنت اريد تزويجها كي أرتاح منها لكنكِ أصريت على إكمال تعليمها وهذه هي النتيجة ..”
ثم دفعها بقوة حتى كادت أن تسقط أرضا وخرج من المنزل بأكمله فيما استمرت هي بالبكاءوالعويل على ابنتها المفقودة …
……………………………………………………………….

 

اما في منزل روان فكان الحال لا يختلف أبدا ..
فوالدة روان السيدة لمياء لم تكف عن البكاء لحظة واحدة خصوصا بعد عودة زوجها مع إبنها الكبير الى المنزل دون أن يجد أي شيء يدل على مكان روان التي إختفت فجآة بعد آخر إتصال لها بهم وهي تخبرهم عن عودتها الى المنزل في سيارة أجرة لعدم مقدرة السائق على القدوم الى الجامعة مساءا لتوصيلهم الى منازلهم …
هبت لمياء من مكانها وهي تصرخ بنفاذ صبر وقد سيطر خوفها على ابنتها عليها كليا :-
” انا لا يمكنني التحمل أكثر… أنا جالسة هنا و ابنتي مفقوده ولا أعلم طريقها …”
اقترب منها ابنها الكبير احمد محاولا تهدئتها :-
” اهدئي يا امي أرجوكِ … اهدئي قليلا ..أين ستذهبين الان…؟!”
صرخت به ببكاء مؤلم :-
” سوف اذهب للبحث عن إبنتي لعلي أستطيع إيجادها … إبنتي ضائعة والله وحده يعلم ماذا يحدث معها الآن وأنتم تطلبون مني أن أهدأ …”
تحدث ابنها الأصغر محمد محاولا تهدئتها رغم قلقه الشديد على شقيقته :-
” وماذا سوف تفعلين انت ِيا أمي ….. ؟! نحن لا نعرف أي طريق قد يدلنا عليها… حتى الشرطه نفسهم يجهلون مكانهن ويرفضون البحث عنهن حتى يمر يوم كامل على اختفائهن..”

 

هتفت بغضب مشحون بالخوف :-
” تريد مني الإنتظار ليوم كامل دون أن أعرف أين هي وماذا حل بها …؟! ربما هناك عصابة ما خطفتها وهم يعذبونها الآن او ربما سيقتلونها..”
ثم إنفجرت بالبكاء ما إن نطقت جملتها الأخيرة ليسارع أحمد في إحتضانها وتهدئتها ..
دخل زوجها حسن متطلعا إليهن بحزن شديد على ابنته التي اختفت فجأة …
كان خوفه شديدا عليها وهو يتخيل أسوء الأشياء حدثت لها ..
إستغفر ربه وإستعاذ به من الشيطان الرجيم محاولا إبعاد هذه الأفكار عنه …
تقدم نحو زوجته المنهارة محاولا تهدئتها وهو يدعي التماسك …
يبث فيها الأمل بأنهم سوف يجدونها سالمه فيما قلبه كان ينفطر حزنا وخوفا على ابنته المفقودة …
……………………….

 

توقفت سلمى عن البكاء بعد فتره طويلة ..
نهضت من فوق السرير وبدأت في ارتداء ملابسها وما إن إنتهت من ذلك حتى رأت إنعكاس صورتها بالمرآة … كانت في حالة يرثى لها ..
وجهها احمر للغاية و عيناها منتفختان من شدة البكاء وشعرها مشعث بشده وجسدها يأن من شدة الوجع …
إستدارت نحو السرير مجددا لتلاحظ وجود بضعة قطرات من الدماء عليه فإنهارت باكية من جديد ..
تبكي وتنتحب على عفتها وبرائتها المهدورة على يد مجرم دنيء …
لم تشعر بنفسها الا وهي تهجم على الفراش وتضرب به بشده وكأنها تعاقبه على ما حدث معها ثم قبضت على الغطاء الملوث بالدماء ورمته على الارض بقوة وهي منهارة وتصرخ بشكل مخيف …
…………………………:……………..

 

قبض رئيسه على ملابسه بعنف وهو يسب ويلعن فيه :-
” أيها الغبي … ماذا يعني أغمي عليها …؟! هل تعرف معنى كلامك هذا ..؟! إذا حدث شيء ما للفتاة وفقدناها فكيف سنتصرف …؟! تلك الفتاة مهمة جدا ولها ثمنها الباهض وانت اكثر من يعلم ذلك …”
تمتم الشاب بخوف :-
” لا اعلم صدقني … أنا ليس لي دخل بالموضوع …لست السبب بأن تتعرض للاغماء …”
” اذا من السبب …؟! انت وحدك من كنت معها … !!”
قالها بغضب مخيف ثم دفعه بشدة متسائلا :-
” والآن اخبرني ، هل أغمي عليها بسبب الخوف أم لسبب اخر ..؟! هل أذيتها كثيرا …؟! هل تعاملت معها بعنف كثيرا فلم يتحمل جسدها همجيتك وتخلفك …”
اجابه بإرتباك :-
” لقد حدث معها نزيف .. فهي على ما أعتقد لم تتحمل ما حدث معها …”

 

كاد أن يكمل حديثه حتى دخل احد رجال الرئيس مقاطعا إياه :-
” سيدي .. لقد وصلت السيدة شهيرة ….”
إلتفت الرئيس نحوهم يأمرهم بتحذير :-
” لا اريد سماع صوت أيا منكم … لقد وصلت السيدة شهيرة لرؤية الفتيات ..”
ثم أعطى كلا من الثلاثة رزمة من الأموال مضيفا :-
” هذه اموالكم كاملة …. خذوها وإذهبوا الان … وأنت أيها المتخلف إن حصل للفتاة شيء سيء فلن أرحمك أبدا … كن متأكدا من ذلك … ”
ثم بدأ بترتيب ملابسه والتعديل من نفسه فهو يستعد لمقابله شهيرة التي جائت اخيرا لتكمل مهتمه وتستلم الفتيات منه ..

 

………………………………………………………………..
كانت جالسة في الصالة الرئيسة للمنزل ترتدي فستان أسود من الحرير الخام يناقض سواده بياض بشرتها الناصع ..
شعرها الاشقر المصبوغ مرفوع الى الأعلى بتسريحة أنيقة ..:
تجلس فوق أحد الكراسي تضع قدما فوق الاخرى تنتظر قدومه ..
كانت جميله جدة وذكية جدا ..
سيدة في منتصف الأربعينات من عمرها لكنها تظهر وكأنها في أوائل الثلاثينات كونها تهتم بجمالها وتعتني بنفسها كثيرا …
إقترب منها أحد الرجال وبيده قدح من العصير قدمه لها …
تناولت القدح منه وهي تسأله :-
” أين غانم …؟! ألم تخبروه إنني وصلت …؟!”
ما إن أكملت حديثها حتى جاء غانم اليها متحدثا :-

 

” أنا هنا سيدتي الجميلة وآسف جدا على تأخري ..”
ثم سارع يمسك يدها ويقبلها برقة وهو يهمس بصوت أجش بعد أن جلس على الكرسي المقابل لها :-
” كيف حالك سيدة شهيرة …”
أجابته بهدوء :-
” كما تراني بخير والحمد لله … والآن اخبرني ، ما الأخبار لديك ..؟! كيف هن الفتيات الجديدات …؟! هل هُن جميلات ..؟! اخبرني بالتفاصيل قبل ان اصعد إليهن …؟!”
تمتم غانم بحذر :-
” نعم سيدتي ،إنهن جميلات وصغيرات أيضا ..”
قالت شهيرة برضا :-
” جيد ، نحن نفضل الأعمال الصغيرة كما تعلم ..”
قال غانم بجدية :-
” نعم سيدتي ،هن صغيرات جدا … ما زلن في الجامعة …”

 

” وهل أتم الشبان المهمة على خير …؟!”
سألته بإهتمام ليجيب بقلق :-
“نعم ولكن .….”
سألته بوجوم :-
” ولكن ماذا ..؟!”
أجاب مضطربا :-
” إحدى الفتيات تعرضت للإغماء .. على ما يبدو لم تتحمل ما حدث فحدث معها نزيف حاد وفقدت وعيها …”
صرخت به وهي تنتفض من مكانها بغضب :-
” ماذا ..؟!” كيف يعني فقدت وعيها …؟! وماذا فعلتم لها …؟! هل عالجتموها و أوقفتم النزيف ..؟!”
هتف بتوتر :-
” كلا سيدتي ، كنّا ننتظرك أن تأتي و …”
صاحت به :-
” أيها الاغبياء … أنتم حقا لا يعتمد عليكم بشيء .. أنتَ تعلم جيدا ماذا يعني أن يصيب أيا من الفتيات ضررا … انا ذاهبة اليها فورا وسوف أراها بنفسي وأنت ستتصل بالطبيب عماد ليأتي فورا و إدعي ربك أن أجدها ما زالت حية ويستطيع عماد إنقاذها وإلا فسوف ُتفتح أبواب جهنم عليك …”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة ملوثة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى