رواية براءة روح الفصل الثاني عشر 12 بقلم أسماء عبدالهادي
رواية براءة روح البارت الثاني عشر
رواية براءة روح الجزء الثاني عشر
رواية براءة روح الحلقة الثانية عشر
ربع زين ايده قدام صدره وضحك بسخرية
_هه.. الغاية لا تبرر الوسيلة يا جاسر باشا… أنا شايف انك يا دوب تلحق ترتاحلك كم ساعة علشان اللي منتظرك يا بطل .. يلا.
جاسر بصله بنظرة مطولة وقال بنظرة عميقة
_هترجع تندم على كل اللي بتعمله… علشان عمر ما الطيبة والرحمة ماكانت سبب في أذية صاحبها.. وعلشان روح ضحية مش مجرمة زي ما بتقول وانا هثبت ده بعون الله ..
بص زين لجاسر بضيق هو عارف انه مش فاهمة ولا عمره هيفهم وجهة نظره علشان كدا مشى وسابه وراح على أوضته
اما جاسر فاتنهد فقلة حيلة وهو بيتمنى اني أكون بريئة لانه حاسس اني طيبة ومستاهلش اللي بيحصلي .. وراح هو كمان لاوضته يأخد دش منعش وبعدها ينام ..يرتاح من عناء اليومين اللي زين طلب منه إنه يكون حارس أمن لعقار مهم ..
دخل زين أوضته وحس أنه مخنوق مش عارف ليه فدخل البلكونة يشم هوا فشافتي واقفة مع مامته وبضحك فكور إيده اللي ساند بيها على الحيطة بغضب وغيظ من اني عصيت أوامره ومسمعتش كلامه وواقفة مع أمه عادي وبضحك كمان… ماهو كمان مستكتر عليا اني أضحك
كنت وقتها وافقة مع طنط نادية وانا ف قمة سعادتي علشان عطتني مرشة الماية وطلبت مني أساعدها في سقي زرعاتها … انضمت لينا يمنى وقالت بوش كله بهجة
_السلام عليكم… ممكن أسقي الزرع معاكم انا كمان.
طنط نادية ابتسملتها
_طبعا اكيد يا موني… يلا عيشي حياتك مع روح وأنا هقعد اتابعكم .
قعدت طنط نادية على الترابيزة قصادنا وبدأت أنا ويمنى نسقي الزرع باستمتاع.. مكنتش عارفة أرش ماية قد ايه فكنت كل شوية أبص ليمنى وأعمل زيها بالظبط رفعت ارفع نزلت أنزل أنا كمان .
جه عمو على وانضم لطنط نادية وقعد معاها بعد ما سلم عليا أنا ويمنى.. فانشغلت طنط نادية بيه عننا وبدأت تتكلم معاه .
أما يمنى فحبت تعمل حوار معايا علشان تقرب مني أكتر فقالتلي
_روح أنا ليا هنا زهرة بحبها جدا واستأذنت ماما نادية انها تكون بتاعتي.. ايه رأيك يكون ليكي زهرتك الخاصة بيكي.
هزيت دماغي وانا مبسوطة أوي
فقالتلي
_يلا اختاري واحدة وهنسميها على اسمك.
فضلت باصة للورد وأنا محتارة أختار أنهي واحدة…لحد ما عيني جت على واحدة وشاورت عليها.
لقيت يمنى بتبصلي باستغراب
_دي… اشمعنى السودا دي… دي حتى لسه مفتحتش .
الوردة اللي اخترتها كانت سودا وبتلاتها كانت لسه مقفلة مفتحتش حسيتها شبهي بالظبط… كائن حياته كلها اسود في اسود وطريقها كله مقفل ملوش ملامح.
بصيتلها وانا ببتسم بداري الغلب اللي ساكن في قلبي .
فابتسمت هي كمان
_تمام مفيش مشكلة… بكرة تفتح وتكون أحلى وردة في الحوض كله… تعرفي ان دي الزهرة الوحيدة السودا اللي هنا… هتكون مميزة فعلا وسطهم.. زي ما وجودك معانا هنا هيعمل فرق جامد في حياتنا للأفضل.
بصيت ليها بامتنان على كلامها الحلو اللي قاصدة بيه مجاملتي …وقلت نفسي وأنا بتسائل وجودي هيفرق في حياتهم فعلا!!؟….بصيت للوردة وبدأت أكلمها
_هيه فعلا حياتي ممكن تتفتح وتنور زيك كدا ولا أنا مكتوب عليا التعاسة لطول العمر….غمضت عيني بألم بعد ما افتكرت اني خلال كم يوم هيكون مكاني الزنزانة زي ما زين قال بالظبط.
في الفترة دي زين كان متابعنا من أوضته وعينه هتنط شرار وغيظ مني …فجأة الباب خبط فمشي لجنب باب البلكونة وقال بصوت عالي
_ ادخل
هو فكرها أنيسة الشغالة جايبة الأكل زي كل مرة فسمح لها بالدخول ورجع مكانه في البلكونة تاني ما هو عارف ان أنيسة هتحط الاكل وتمشي علطول …لكنه اتفاجىء انها يارا لما شافها داخلة عنده البلكونة و شها عليه ابتسامة عريضة
فقال باستغراب
_يارا.. غريبة اول مرة تجيني أوضتي .
ردت بكل سماجة
_وانت اول مرة تسمحلي أدخل اوضتك
_علشان كنت مفكرك أنيسة جايبة الغدا.
كشرت بوشها وقالت بصوت كله دلع ومقموصة
_يعني أمشي.. ارجع تاني مش عايزني اقف اتكلم معاك .
اتنهد زين ورد بنفاذ صبر
_لا خليكي.. اتفضلي أنا سامعك عايزة تقوليلي ايه !
رجعت تاني ابتسمت وقدمت له الهدية اللي ف ايديها علبة متغلفة بطريقة شيك جدا وقالت
_اتفضل دي هدية مني ليك.
ضيق هو ما بين حواجبه وقال
_هدية بمناسبة ايه
_من غير مناسبة عادي يعني.. اعتبرها من حبيبة لحبيبها ..من واحدة لخطيبها اعتبرها أي حاجة.
اتنهد زين وأخدها منها وقال برد مختصر وهو عينه تاني علينا وإحنا مندمجين في سقي الزرع
_ماشي تمام.. تسلمي يا يارا .. يلا اتفضلي علشان مش هينفع وجودك هنا في اوضتي شكلها مش ظريف أبدا
قالته ولا كأنها سمعت هو قال ايه
_ايه انت مش هتفتحها
_بعدين هفتحها
_لا دلوقتي علشان خاطري يا زينو
امتعض زين من تصرفاتها لكنه فتحها على أي حال فلقاها كرفات جميلة ومناسبة لمعظم بدله
فشكرها
_جميلة أوي مرسي يا يويو.
فآجئته وقالت
_زين انت مش هتخطبني بقا من بابا طولنا أوي .
بهت زين من طلبها وجرأتها وبصلها بارتباك
فقالت وهي حزينة
_ايه يا زين .. انت مش عارف اني بحبك ومن زمان اوي ومتأكدة انك كمان بتحبني .. فإيه اللي مانعك.
___
طنط نادية بصت لفوق بالصدفة فلمحت يارا واقفة مع زين في البلكونة فابتسمت وقالت لعمو
_انت مش ناوي تخطب يارا لزين ولا ايه… كلنا عارفين ان الاتنين بيحبوا بعض .
رد على بهدوء
_ابنك لسه مفاتحنيش في الموضوع وانا منتظر لما يطلب مني ده…هروح أهخطب له ازاي من غير ما يطلب..ما يمكن إحنا ظننا مش في محله…
زين مكانش عارف يرد على يارا يقولها إيه…هو مش بيكرهها وفي نفس الوقت بيحبها الحب العادي ما هي بنت عمته… لكن عمره ما فكر إنه يتجوزها أبدا رغم انه هو عارف قد ايه يارا بتحبه بجنون …
أنقذه في الموقف ده رؤيته ليا وأنا بشاور لحد معين ومبسوطة اوي اني شفته …وبلوح بإيدي جامد وجسمي كله بيتحرك معايا.
زين بص للي أنا ببص عليه وبشاور ليه وقال
_بتبص على ايه المتخلفة دي!!
ولما لقاه جاسر واقف في بلكونة اوضته بيلوحلي بإيده وعلى وشه ابتسامة مالية وشه… زين مش عارف ليه اتضايق في الوقت ده وضغط على الحيطة جامد لدرجة ان عروق ايده برزت جامد .
يارا لاحظت ده وإنه فجأة اتعصب فقالت بصوت مقموص فهي مأخدتش بالها مني ولا للي بعمله
_مالك اتعصبت ليه كل ده علشان بقولك هنعلن خطوبتنا امتا؟؟
زين اتحرك من مكانه علشان يخرج من أوضته وقال ليارا بصوت مستعجل
_لحظة بس يا يارا في حاجة مهمة لازم أعملها
جريت وراه وهي بتنادي عليه
_زين انت رايح فين…
فضلت تجري بسرعة علشان تحصله واول ما قربت منه مسكت دراعه
_زين فهمني ايه اللي بيحصل انت ليه فجأة كدا اتعصبت ومشيت وسبتني!!
هنا زين فاق للي كان بيعمله … كان رايح يتخانق معايا علشان بشاور لجاسر وأدرك ان تسرعه كان هسيبب ليه المشاكل وخاصة ان والده ووالدته قاعدين هناك .
عندها زين وقف مكانه محتار ومش عارف هو عايز ايه لكنه اول ما لمح عمته أشجان نازلة علشان تنضم لينا اتكلم وقال
_ عمتو… بعد اذنك أنا عايز أطلب إيد يارا … هكلم بابا في الموضوع علشان يكلم عمو شاكر.
انشرح قلب أشجان و قلب يارا اللي كانت واقفة بسعادة ملهاش مثيل ضمت ايديها إلى صدرها وحطت كفة إيدها على بوءها بفرحة كبيرة زين حقق اللي هيه بتتمناه طول عمرها..واخيرا هترتبط بحب حياتها.
فردت عمتو أشجان بفرحة
_معنديش مانع أبدا يا زين..ربنا يهنيكم يارب يا اولادي..
بعدها استأذن زين وسابهم وطلع اوضته بعد ما ارتاح وهو شايف يارا سعيدة للدرجة دي
أما يارا اول ما زين مشي حضنت أمها جامد وهي بتقول
_ماما أنا مش مصدقة نفسي . انا هطير من الفرحة… ياااه اخيرا زين هيخطبني …انا فرحانة اوي.
ابتسمت لها أمها وقالت
_الحمد لله يا روحي ..يارب دايما اشوفك مبسوطة وسعيدة.
___
أونس
روحت للظابط جاسر تاني يوم في نفس الميعاد وانتظرته كتير لكنه مظهرش فاضطريت اني أمشي مرغمة لأن كان عندي محاضرة مهمة وبصراحة الترم ده أنا ضيعت منه كتير فكان لازم التزم شوية علشان مزعلش ماما مني…
مشيت وطلعت على الجامعة وأنا كلي غيظ من جاسر انه كدب عليا وموفاش بوعده ليا انه هيطمني على روح ويقولي فين مكانها ..فبقيت أنفخ وأنا ماشية ومتغاظة منه اوي
_الكداب المنافق خلف بمعاده
خلص اليوم ورجعت ع البيت وبدأت أتغدى مع ماما سمعنا الباب بيخبط … قمت لبست اسدالي وفتحت لقيته هو ..اتفاجئت بيه قدامي صراحة مقدرتش أداري غيظي منه علشان مجاش في المعاد اللي اتفق معايا عليه لقيته بيقولي بكل أدب
_أنسة أونس أنا عارف انك أكيد متضايقة علشان انتظرتيني وأنا مجتش… حقيقي كنت مشغول في مهمة بعيد عن القسم
بدأت ملامح وشي تلين واتنحنحت وقلت بحرج
_احم.. كان الله في العون
فقال بسرعة
_علشان مطولش عليكي أنا جيت أطمنك على روح هي كويسة وعايشة مع عيلتها دلوقتي.. وبكرة الصبح لو الوقت يناسبك أنا ممكن أخدك بنفسي اوديكي ليها وأرجعك مكانك هنا تاني .
بصتله باستغراب
_أهلها… أهلها مين …روح عمرنا ماكنا نعرف ليها أهل.. حضرتك تقصد باباها ومامتها ؟
اتنهد جاسر
_لا للأسف مامتها اتوفت من زمان وعمي سعيد مش موجود حاليا.
وقفت لحظة استوعب هو بيقول ايه…فاكتشفت اني لسه بتكلم معاه على الباب.. قد ايه كنت بايخة اوي فقلت بحرج
_يا خبر احنا لسه واقفين على الباب ..طيب اتفضل حضرتك ادخل
لقيته غض بصره وقال بحرج هو كمان
_لا ميصحش.. انا عارف انك ووالدتك قاعدين هنا لوحديكم.. المهم أنا جيت أطمنك على روح ولو حابة هجيلك بكرة بنفسي اوصلك.
اتحرجت اني اروح مع راجل غريب معرفوش لمكان معرفوش فقلت
_احم… طب حضرتك ممكن تعطيني العنوان وانا هتصرف.
بصلي وابتسم حسيتها بسمة إعجاب بردي وابتسم وعطاني الكارت اللي فيه العنوان وكمان رقم تلفونه
_الكارت ده فيه العنوان وكمان موبايلي الشخصي علشان لو معرفتيش توصلي.. رغم ان العنوان ميتوهش والكل يعرفه.
بصيت للكارت أقرأ العنوان ولقيت اني أعرف المكان ده فشكرته بامتنان
_تمام .. شكرا جدا لحضرتك .
ابتسملي ولف علشان يمشي لكني وقفته بسؤالي
_اخر سؤال معلش ..
بصلي تاني
_خير يا أنسة
_بم ان روح عندها عيلة في مكان فخم زي ده…. ليه محدش سأل فيها العمر ده ..حضرتك مش ملاحظ معايا أن فيه حاجة غريبة!!
بصلي وابتسم تاني ابتسامة هادية وقال
_بكرة لما تيجي لروح هيقولولك على كل حاجة
هزيت دماغي وشكرته وهو مشي ففضلت واقفة مكاني شوية وعرفت قد ايه اني ظلمته وظنيت فيه السوء ومش عارفة ليه حسيت اني ارتحتله .. مش هخبي عليكم حسيته انسان زوق أوي وطيب اوي وعملة نادرة أنا مش متعودة عليها وخاص في الظباط واللي اعرفه عنهم … ده حتى جه بنفسه لبيتي واعتذرلي علشان مجاش في المعاد.. انسان فعلا متواضع ومش مغرور ولا متعالي أبدا .. هو لسه فيه حد كدا .
فضلت واقفة مكاني شوية بعدين فقت لنفسي فبصيت للكارت في ايدي ورفعته اشم ريحته .. كانت ريحة البرفان بتاعه لسه موجودة فيه .. فتلقائيا ابتسمت وحسيت بشعور غريب مش عارفة ايه هو ..بس الاكيد اني مرتاحة.
____
روح
تاني يوم بالليل بعد ما قضيت يوم جميل وهادي محتكتش فيه بزين خالص .. أما جاسر فعدى عليا في أوضتي .. جه علشان يطمن عليا ويسلم عليا قبل ما ينزل شغله وبلغني ان اونس صاحبتي سألت عليا وأنها بكرة جايالي أشوفها هنا في الفيلا.
كنت سعيدة جدا ومبسوطة انه بيحاول يعمل ليا كل حاجة ممكن تسعدني … قد ايه هو انسان حنين اوي ..كنت مبهورة بيه وبطيبة قلبه …فضلت بسببه مبسوطة لطول اليوم واني أخيرا هقدر أشوف أونس
بالليل على العشا
كنت قاعدة معاهم على السفرة
كنت أنا و يارا ويمنى طنط نادية بس ….عمو رؤوف تعبان شوية السكر علي عليه وطنط فريدة كانت ملازماه علشان تتطمن عليه وعمتو أشجان كانت في مشوار ولسه مرجعتش … وعمو على كان لسه مرجعش من برا
بعد شوية طنط نادية انشغلت باتصال فقامت ترد عليه وفضلت أنا ويارا ويمنى على السفر
الدادة بدأت تحط الأكل وأنا مكنتش حابة أكل الا لما طنط نادية ترجع
لقيت يمنى بتشجعني أني أكل معاهم وبتكلمني براحة وكإنها تعرفي من مدة طويلة اوي
_كلي يا روح.. انتي مكسوفة!!
ردت يارا بكل وقاحة وقالت وهي قصدها تستهزق بيا
_اللي زي دول بيتكسفوا !!.. دي لو قادرة تأكل الأكل بالأطباق هتعمل كدا… ومش هتتردد .
ردت يمنى عليها بنرفزة
_يارا انتي بتقولي ايه … يعني ايه اللي زي دول … انتي نسيتي ان روح بنت خالنا .. يعني ميصحش تتكلمي عنها بالاسلوب ده
أنا فضلت منزلة وشي لطبقي ومبصتلهاش ولا حتى بنظرة عتاب
إلا إن يمنى حطت إيدها على كتفي وبصتلي بتشجيع علشان اتجاهل كلام أختها اللي عرفت اني زعلت لما حطيت وشي في طبقي ومرفعتوش
_ روح علشان خاطري متزعليش يارا متقصدش حاجة.. يارا بس هزارها بايخ شوية
هزيت لها دماغي وبصيت بعيد على المكان اللي طنط راحت فيه
فقالتلي
_طنط نونا هتخلص مكالمة وهتحصلنا ..ها يلا كلي.
مديت إيدي ولسه بمسك العيش علشان آكل لقيت يارا بتبصلي بقرف … تجاهلت نظراتها ليا وأخدت قطعة جبنة حطيتها قدامي زي ما يمنى عملت.. ما أنا مش عايزة أغلط فتشمت فيا يارا او تستغلها علشان تهيني مرة تانية
لكنها فجأة مسكت إيدي وشاورت على جزء من أثار الحرق اللي اتعرضتله على ايد جدتي…الحرق كان باين من تحت الكم … رغم اني كنت حريصة إني مظهرش إلا كفة ايدي بس والحمد لله إنها مش ظاهر فيها أثار الحرق زي بقيت نص جسمي
شاورت عليه وقالت بقرف
_ده ايه !!
سحبت ايدي بسرعة وشديت الكم وغطيت كفة ايدي كلها وحضنتها عند صدري بخوف وتوتر .. مش عايزاها تعرف بموضوع الحرق ده لاني عارفة اني مش هسلم من سخريتها ولا أسلوبها النزق
لقيتها سحبت إيدي غصب عني وهيه بتقول بقسوة
_وريني انتي مخبية إيه!! اوعي تكوني سارقة حاجة من الفيلا .. أنا عارفة الناس اللي جاية من الشوارع اللي زيك مش بيملى عينهم غير التراب ..حتى لو عملتي ليهم ايه هيرجعوا لأصلهم الزبالة اللي زيهم …
قالت كلماتها اللي زي السم وهي بتشد ايدي جامد وانا بقاومها علشان متشوفش الحرق
لكنها كانت أقوى مني او مستقوية عليا وانا اللي طول عمري مغلوبة على أمري
فكشفت ذراعي وأول ما شافته صرخت وبعدت عني بسرعة وأنا غطيت إيدي بسرعة ورجعت حضنتها تاني وانكمشت في نفسي أكتر
لقيتها قامت صرخت فيا تاني وقالتلي
_انتي ازاي قاعدة معانا بالقرف اللي في ايدك ده انتي معندكيش دم يا مقرفة انتي
وراحت طايحة بكل الأكل اللي على السفرة وهيه بتقولي
_إياكي تقعدي معانا في مكان تاني بمنظرك المشوه المقرف ده جاتك القرف .. أنا حاسة اني هرجع .. مقرفة بشعة .
قالتها وراحت بسرعة نادت على الدادة وهيه بتقول بزعيق وصوت جامد وغضبان
_دادة تعالي هنا… ممنوع تعملي أكل لينا من اللي هتأكل منه المقرفة دي… خليها تاكل في أوضتها فوق وتعملي ليها أكل لوحدها وأطباقها وكل اللي بتأكل منه يكون على جنب ويتعقم كويس والأحس انه ميدخلش المطبخ هنا اغسليهم في أي مكان تاني مش ناقصين كفاية بلوى وجودها معانا هنا في مكان واحد
بعدها بصلتي وقالت وهيه لسه بتزعق
_سمعتي أنا قلت ايه… اياكي تقعدي معانا في مكان واحد او تلمسي أي حاجة بإيدك القذرة دي فاهمة .
قالتها وطلعت على أوضتها بتسب وتلعن فيا وتلعن اليوم اللي أنا جيتلهم فيه
أنا انكمشت في نفسي أكتر واتخنقت بس دموعي خانتني المرة دي ومرضيتش تنزل كالعادة فضلت واقفة ساندة على الحيط برتجف من القهر والذل اللي بتعرضله كل يوم… هو أنا مكتوب عليا أشوف من الذل والقهر ألوان!!… اشوفه في كل مكان اروحله!!.. مش مكتوبلي السعادة أبدا ؟.
هيه الكاتبة بينها وبيني تار.. أنا تعبت…
بصيت ليمنى لقيتها بصلتي وبعدين طلعت تحصل أختها فوق من غير ولا كلمة
مقدرتش أفضل في المكان هنا لحظة واحدة وقررت إني أمشي … صحيح كنت فرحانة ان ليا عيلة أخيرا … لكن الظاهر مفيش حد مرحب بيا هنا وان وجودي هنا معناه اني هفضل عايشة في ذل وإهانة لطول الوقت .
أنا نفسي أعيش حياة كريمة مش طالبة كتير ولا حاجة كبيرة .. فضلت إني أعيش لوحدي بس بكرامتي أفضل من كنوز الدنيا بالذل والقهر اللي بيحصلي ده سواء من زين أو من يارا .. كفاية لحد كدا …صحيح ان عمي علي هيصعب عليا وهيوحشني أنا ما صدقت لقيت حد بيحسسني إني بني آدمة …طنط نادية وطنط فريدة وعمتو أشجان… وجاسر جاسر كمان هيوحشني اوي
أسماء عبد الهادي
سبت المكان وأخدت بعضي وجريت ،خرجت من الباب بسرعة ومنه للبوابة الخارجية للفيلا وأنا في حالة من الغضب والفوران فظيعة جدا .. كفاية بقا مش هتحمل ذل وإهانة وتجريح تاني
لكن لسوء حظي كان زين راجع بالعربية مش عارفة ايه اللي رجعه بدري ده رغم إنه كان لسه نازل من ساعة واول ما شافني بجري وأنا بتلفت حواليا ما أنا مش عارفة الطريق أروح من انهي اتجاه
لقيته وقف العربية بسرعة وخرج منها زي الوحش اللي بيلاحق فريسته ومسكني بسرعة وبقوة لدرجة إني حسيت إن إيدي هتتكسر تحت إيده
وقالي بصوت كله غضب وحدة
_انتي رايحة فين .. فكرك إنك هتقدري تهربي!! .. تبقي بتحلمي… مش معنى إنك قاعدة هنا يبقى هتنفدي بجلدك من الجريمة اللي عملتيها .
حاولت اتخلص من قبضته على ايدي لكن أنا هأجي إيه جنب الغوريلا اللي واقف قدامي ده واللي مبيرحمش حد .. مسكني من إيدي التانية وشدني على جوة بكل قسوة
_قدامي على جوا .. الظاهر إنه ده آخر يوم ليكي هنا.. لا يوم ايه أخر دقايق .. أنا هروح أقول لابويا على كل حاجة وهنقلك على القسم .. اللي زيك وجوده هنا غلطة من الأول .
مكنتش عايزة أدخل تاني خلاص أنا كرهت المكان… كنت أتمنى لو بتكلم وأقوله
_خدني على السجن ارحم من هنا .. أقولك موتني وارتاح وريحني …انا ليه عايشة
فضلت احاول أقف مش عايزة أمشي وهو يزقني جامد علشان ادخل غصب عني .. لدرجة اني كنت هتقلب على وشي لولا إنه ماسكني …رفع جسمي بإيده وكإنه شايل ريشة ملهاش أي وزن او تقل ورفعني على الارض علشان أقف وأمشي معاه لجوا
اللي شاف المنظر ده جاسر كان لسه راجع من برا هو كمان وكأنه بيظهرلي كل مرة في الوقت المناسب اللي بحتاجه فيه وأول ما شاف زين بيعاملني بالقسوة والوحشية دي ..
رمي الأكياس من إيديه وجرا بسرعة عليا وهو بيقول بصوت كله عتاب وغضب
_زين.. انت اتجننت .. انت بتعمل ايه.. سيبها حرام عليك.
ضغط زين على إيدي أكتر فخرجت مني صرخة مكتومة … اتمنى لو كانوا يسمعوها…نفسي لمرة حد يسمعني يمكن يحسوا بيا… يحسوا إني بحس وبتألم وانهم بيوجعوني أوي بيوجعوني لدرجة إني ابتديت أتلاشى
وراح قايل بوش كله غضب وانفعال
_اسيبها .. دي كانت بتحاول تهرب .. فكرها إنها ممكن تفلت من العقاب… أنا بعون الله مش هيسبها غير لما تأخد أقسى عقوبة .. علشان اللي زيها يفكر ألف مرة قبل ما يقتل او يقدم على فعل شنيع زي ده .
أسماء عبد الهادي
ابتسمت بحسرة على حالي… أنا يمكن قتلت مرة وفي لحظة غضب مش مقصودة مني أو مقصودة مش هتفرق
لكن انتوا قتلتوني كلكم ألف مرة … جدتي قتلتي بعمايلها فيا طول سنين حياتي معاها… وانتوا قتلتوني بنظراتكم وكلامكم اللي زي السكاكين بتقطع في روحي اكتر وأكتر.. ومفيش أصعب من الروح اللي بتموت وهيه لسه على قيد الحياة .. وأنا مت من زمان اوي ولسه بموت تاني وتالث وكل لحظة .
لقيت جاسر مرة واحدة ضرب زين بالبونية في وشه في لحظة مش متوقعة فاختل توازنه
جاسر مسكني بسرعة وبقيت في حمايته
وقال لزين بحدة
_انت كنت سمحت ليك انك تمد ايدك عليها مرة فإنسى اني اسمحلك تاني تقرب منها…. روح دي تخصني فاهم… تخصني ووريني إزاي هتتخطاني يا زين.
زين تف الدم اللي في بوءه واتعدل في وقفته وبص لجاسر بغضب
_ طب ايه رأيك بقا.. ان الزفتة دي مش هتقعد هنا ولا لحظة من دلوقتي… وان حاولت تمنعني.. هخليك انت كمان محبوس بين اربع حيطان.
_سبق وقلتلك يا زين اعمل اللي تعمله مش خايف منك ..وافتكر كمان اني قولتك هتندم على اللي بتعمله في روح في يوم من الأيام.
هنا زين فقط السيطرة على غضبه وقرب من جاسر علشان يضربه
لكن ايده وقفت في الهوا للحظة وبعدين رجعت مكانها تاني لما سمح باباه بيقول بغضب
_زين انت ايه اللي بتعمله هيه حصلت!!! .
زين بص لجاسر بكل غضب وبعدين قال بصرامة
_ بابا حضرتك لازم تعرف الحقيقة مش هينفع أخبي أكتر من كدا
بصله ابوه باستغراب في حين ان جاسر فضل يبصله علشان يسكت ميتكلمش جاسر لسه عايزني أفضل شوية اتهنى معاهم في الفيلا … فعمتي لما شافتني واقفة وبنتفض من البكا أخدتني في حضنها فكرت اني خفت من خناقة جاسر وزين… لكنها بردو بصت لزين باهتمام علشان تسمع زين هيقول ايه واي حقيقة بيتكلم عنها..
في اللحظة دي واللي خلاص زين فيها هيكشف حقيقتي قدامهم… كانت طنط نادية وطنط فريدة عرفوا من الدادة اللي يارا عملته فيا وجم على برا يجروا يشوفوني
أسماء عبد الهادي
زين بصلهم كلهم وتجاهل تلميحات جاسر ليه انه يسكت
_أنا أسف في اللي هقوله يا بابا … انا جايلي أمر بالقبض على روح …بتهمة قتل جدتها تهاني.
الكل انصعق وفتح بوءة بصدمة مش مصدقين ازاي أنا بقلة الحيلة والبراءة اللي كنت بيها قدامهم أقدر اقتل جدتي
لكن عمي الوحيد اللي اتكلم وقال وهو بيقرب مني وبيأخدني لحضنه
_وحتى لو اللي بتقوله ده صحيح… الاسلوب اللي اتعاملت بيه غلط وواضح ان جاسر كان بيمنعك وهو فعلا عنده حق .
زين بصله مش مصدق باباه بيقول ايه
فعمي قال لزين بحدة اول مرة يكلمه بالطريقة دي وقدام حد وزعقله جامد
_مش من الاصول يا حضرة الظابط كنت تيجي تستأذني الأول انك هتأخدها من بيتي… ولا خلاص كبرت ونسيت نفسك ومبقتش تعمل حساب لحد… بقا عايز تأخد بنت عمك بالأسلوب ده وتعاملها معاملة المجرمين وتسحبها من بيتها وبدون إرادتها وبالأسلوب المهين ده… لا وكمان لما جاسر بيمنعك من تصرفك المشين ده… حاولت تظهر قوتك عليه وعايز تضربه…. هي حصلت يا حضرة الظابط.
زين خلل ايده في شعره بنرفزة واتنهد بغضب وبص لباباه لقاه بيبصله على نفس الحدة فقال باعتذار وخضوع لوالده
_أنا أسف يا والدي حقك عليا…
وقرب منه وباس رأسه علشان يعبر عن أسفه
والده قال
_اعتذر لبنت عمك الأول على أسلوبك معاها.
بقلمي أسماء عبد الهادي
هنا زين بلع ريقه بغضب أما أنا فانكمشت في نفسي أكتر ومسكت في عمي أكتر وانا خايفة ومرعوبة من زين … مش عايزاه يعتذرلي عايزاه يبعد عني ويسيبني في حالي وبس.
ساعتها زين نفخ واتكلم بغضب مكتوب علشان يرضي والده
_حقك عليا يا بنت عمي .
جاسر بصله وهو فرحان فيه وعرف ان زين محدش يقدر عليه غير أبوه وبس وأديه أهو جاب لروح حقها .
عمي اتكلم بهدوء
_ممكن بعد إذنك يا حضرة الظابط تسيب روح تبات معايا النهاردة وبكرة الصبح أنا هأجي معاكم بنفسي وهقوملها أحسن محامي .
زين هز دماغه لوالده من غير ما يتكلم وسابهم ودخل لجوا الفيلا ومنها لأوضته
بعدها عمي أخدني لجوا وقعدنا كلنا وكله بيبص لجاسر ليفهموا منه ايه جريمة القتل اللي زين بيقول عليها دي .
جاسر اتنهد وقالهم اني متهمة في جريمة قتل جدتي والأدلة والشهود بتقول إني أنا اللي قتلتها وحكالهم عن الحرق اللي في جسمي بسببها وقالهم إنه شاكك في اني اكون انا اللي قتلتها وان واحدة زي دي بأخلاقها الدنيئة دي أكيد ليها أعداء كتير ..الكل كان مشفق عليا ومحدش فيهم قدر يتكلم او انه ينطق بحرف غير انهم بيبصولي بحزن على حالي .
عمي بصلي وسألني بخوف وقلق عليا من المصير اللي منتظرني
_روح انتي فعلا حاولي تقتلي جدتك !
هزيت راسي والدموع مغرقة وشي وبعدها طأطأت دماغي ودخلت في نوبة بكا ملهاش أول من أخر
ياريتني ما قتلتك يا تهاني يا ريتني …
كان زماني دلوقتي قاعدة ومتهنية في وسط عيلة تحس بيا…صحيح فيها اللي بيأذيني لكن اللي بيحبني أكتر وكنت هتحمل علشانهم أي حاجة لكن دلوقتي اهو اديني ضيعت وضيعت كل حاجة حلوة معايا.
جاسر زعل علشاني وقام وقف ووشه كله ضيق وحزن وبدأ يتنهد بصوت عالي بيحاول يفكر في حل يخرجني من المصيبة دي بس مش عارف .
أما طنط نادية فأخدتني في حضنها تاني تهديني والكل كان حزين وزعلان علشاني … كسا الحزن قلوبهم كلهم عليا وعلى المصير اللي منتظر بنت غلبانة ضعيفة مغلوبة على أمرها زيي..
الليلة كانت كئيبة على الكل واولهم عليا.. عمي أصر إني أنام معاهم الليلة دي وقد كان فضلت نايمة في وسطهم زي طفل صغير نايم بين أمه وأبوه ومتبت في أمه خايف لأحسن تسيبه في نص الليل وترجع أوضتها… جايز كنت بودع الحضن ده اللي عارفة اني هتحرم منه لسنين طويلة .
محدش عرف ينام الليلة دي غيري أنا نمت من تعب البكا… نمت جايز بهرب من اللي جاي بسرق أي لحظة حلوة حتى لو في أحلامي
حالة أرق رهيبة غطت الفيلا حتى زين نفسه مكانش عارف ينام وفضل طول الليل واقف في البلكونة شوية وشوية يعمل اتصالات وشوية يحاول ينام بس مش عارف .
وحتى جاسر اللي كان زعلان جدا رغم انه عارف ان ده اللي هيحصل بس إحساسه ناحيتي كان غير كان بيعد نفسه اني مسؤلة منه انه ملزم بيا .. كان يتمنى انه يلاقي أي ثغرة في قضيتي يخرجني بيها بدأ طول الليل يكلم محامين ويستشيرهم
ومحسش بالوقت وهو بيفكر الا مع نسمات الفجر اللي ابتدت تحرك ستاير باب البلكونة ..وبدات الشمس ترسل خيوطها الدهبية تنور المكان … ضيق عينيه وبص لضوء النهار اللي بدأ يشق طريقه في السما ورفع ايده يناجي ربه
_يااارب.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)